▼
07/02/2014
عشرون عاماً من عمر الاتحاد الإسلامي الكوردستاني مجلة الحوار تضعها في الميزان في لقاء صريح مع أمينه العام السيد محمد فرج
حاوره في اربيل: محمد صادق امين
في السادس من شباط الجاري يكون قد مضى عقدان من عمر الزمن على تأسيس (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، الذي أعلن عن ميلاده رسمياً على أرض كوردستان الجنوبية شمال العراق في مثل هذا اليوم من عام 1994.
ليتوج بهذا الميلاد مسيرة طويلة لأجيال متتالية تتابعت على العمل الدعوي في كوردستان الجنوبية، تعايشت مع ظروف شتى، ومراحل مختلفة، وزامنت مختلف العهود، من عهد الحكم الملكي، مرورا بالجمهوريات الانقلابية، وانتهاءً بالدكتاتورية القومية الاشتراكية الشمولية، التي أسدل الستار على فصلها الأخير عام 2003.
في السادس من شباط الجاري يكون قد مضى عقدان من عمر الزمن على تأسيس (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، الذي أعلن عن ميلاده رسمياً على أرض كوردستان الجنوبية شمال العراق في مثل هذا اليوم من عام 1994.
ليتوج بهذا الميلاد مسيرة طويلة لأجيال متتالية تتابعت على العمل الدعوي في كوردستان الجنوبية، تعايشت مع ظروف شتى، ومراحل مختلفة، وزامنت مختلف العهود، من عهد الحكم الملكي، مرورا بالجمهوريات الانقلابية، وانتهاءً بالدكتاتورية القومية الاشتراكية الشمولية، التي أسدل الستار على فصلها الأخير عام 2003.
لماذا الاعلان عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني؟
كان إعلان (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) إعلاناً لتحرير المثقف الكوردي من الوصاية والتبعية.
إن مَنْ قرأ ولو شيئاً من التاريخ الحديث يجد أن الشعب الكوردي قد خرج من الحرب العالميَّة الأولى دون أن ينال جزءاً من حقوقه، وإن الغرب الصليبـيّ، وفي مقدمتهم الإنكليز، قد تنكّروا لكلِّ ما قطعوه من عهودٍ ومواثيق لهذا الشعب، وإيغالاً لإقصاءِ وتهميش الكورد، قسَّمُوا بلادهم بين دول أربع.
أمام هذا الوضع المأساوي وقف مثقفو الكورد موقفاً مُعادياً للغرب، فبدأوا يغذُّون عقولَهم وواقعهم
ملف العدد: لقاء مع - الأستاذ خليل إبراهيم/ القيادي في الاتحاد الإسلامي الكوردستاني
حاوره: سرهد أحمد
الحوار: يلاحظ المراقب أن (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) يولي ملف القضية الكوردية في شمال كوردستان وغربها اهتماماً خاصاً أكثر من ذي قبل... لماذا؟
خليل إبراهيم: ينظر (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) إلى القضية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان على أنها قضيته المركزية، ومحور اهتمامه، حيث تتركز كل الأنشطة والفعاليات على الصعيد الدبلوماسي العلاقاتي لخدمة هذه القضية، وتصب لصالح معالجتها
وحلها، باعتبارها قضية عادلة بكل المعايير والقيم الدينية، والقوانين الدولية، والمواثيق والاتفاقات الدولية في مجال حقوق الإنسان، وحق تقرير المصير للشعوب، وهي قضية شعب تعداده يفوق الأربعين مليون نسمة، يعيش على أرضه التاريخية، تعرض لكل أنواع القمع والاضطهاد والحرمان من طمس وإنكار لهويته، ولغته، تراثه، وفنونه، ومورست ضده حملات الإبادة الجماعية (الجينوسايد)، ووصلت إلى مستوى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، فمن واجبنا الإسلامي والقومي والوطني والإنساني، ومن مبادئنا وأهدافنا واستراتيجياتنا المثبتة في المنهاج والنظام الداخلي للحزب المقر في المؤتمر، الاهتمام بالقضية الكوردية وخدمتها ومناصرتها ومحاولة
ملف العدد: استراتيجية اللاعنف في فكر الاتحاد الاسلامي الكردستاني
سعد الزيباري
الاتحاد الإسلاميُّ مثَّل تجربةً فريدة من نوعها في المشهدِ السياسيِّ الكوردستاني، وانطلق منذ بدايةِ إعلانه نحو ترسيخ ثقافةِ الحوار في تلافيف وعي الفرد الكرديِّ الذي ظلَّ مسكوناً بهاجسِ الخوف لعقودٍ طويلة، واعتمد مبدأ المعارضة السلميَّة الفاعلة، وارتكح إلى المنهج الوسطيِّ في إدارة الصراع، وقَبِلَ بالخيار الديمقراطيّ الرشيد والتداوُل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع لا التصفية والاقتلاع، وكان سفيراً للحبِّ والحِوار في وقتٍ راجت فيه تجارةُ الحربِ والدَّمار، وقد أعلنَ عن ثورته السلميَّة ضدَّ كُلِّ أشكالِ العُنفِ والإرهاب في الفكرِ والسلوك والممارسة، كما
الاتحاد الإسلاميُّ مثَّل تجربةً فريدة من نوعها في المشهدِ السياسيِّ الكوردستاني، وانطلق منذ بدايةِ إعلانه نحو ترسيخ ثقافةِ الحوار في تلافيف وعي الفرد الكرديِّ الذي ظلَّ مسكوناً بهاجسِ الخوف لعقودٍ طويلة، واعتمد مبدأ المعارضة السلميَّة الفاعلة، وارتكح إلى المنهج الوسطيِّ في إدارة الصراع، وقَبِلَ بالخيار الديمقراطيّ الرشيد والتداوُل السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع لا التصفية والاقتلاع، وكان سفيراً للحبِّ والحِوار في وقتٍ راجت فيه تجارةُ الحربِ والدَّمار، وقد أعلنَ عن ثورته السلميَّة ضدَّ كُلِّ أشكالِ العُنفِ والإرهاب في الفكرِ والسلوك والممارسة، كما
ملف العدد: الاسلام السياسي واشكالية النقد الذاتي
محمد صادق أمين
بحسب الخبرة التراكمية للعاملين في الحقل السياسي، وهي خبرة قصيرة، نظرا لكون الإسلام قد عزل عدم قبول النقد، وعدم مراجعة الذات، مأخذ قوي يؤخذ على العاملين في الحقل السياسي الإسلامي، وسبب هذا الإشكال، من وجهة نظري، يعود إلى أمرين اثنين:
أصبح (الإسلام السياسي)، في عموم دول العالم الإسلامي، جزءا أصيلا في الخارطة السياسية، بعد أن أثبت حضوره القوي على كل الصعد، الثقافية، والفكرية، والأدبية، والإنسانية، بشكل عام، إلى جانب الحضور السياسي.عن الحياة السياسية على مدى قرنين، ومنع من التفاعل مع مخرجات الحياة والواقع، بقوة السلاح والقانون والتضليل الثقافي.
وثمة إشكالية ثقافية ترافق هذا الانتشار الجماهيري الواسع، وهي مسألة تقبل النقد الصادر من الآخر، ونقد
ذكرياتي مع الاتحاد الاسلامي الكردستاني
هفال برواري
بمناسبة مرور 20 عاما على إعلان (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) أردت أن أسجل لله وللتاريخ ما يجول بخاطري عن هذا الحزب الفتي، الذي ولد من رحم الحركة الإسلامية المعاصرة، الممثلة للمنهج الوسطي الاعتدالي، كمقتطفات وذكريات مررت بها، أو خواطر انتابت مشاعري، وأحاسيس دخلت في كياني، وأنوار أضاءت أفكاري، لكي تكون منطلقا لتجديد الأفكار والهمم، ولكي تستيقظ الروح التي كان يصحو بهمتها مئات الغافلين والتائهين، ولتخترق هذه الروح كل الميادين، غير عابئة بما سيؤول بعد حين، وتتجاوز كل حدود غير ناظرة إلى أشواكها أو مستنقعاتها.
ولكي تكون منعطفا لتفعيل الأخوة التي كانت بلحمتها ضياءا تنير بنورها كل درب، وتهدي ببريقها كل ملهوف، وطوق نجاة من أوهام استحالة تحقيق لحمة الدين بالمحبة، لتصل إلى الفداء بالمال
ملف العدد: المد الاسلامي في كردستان العراق قراءة تاريخية
سالم الحاج
تمتد جذور الصحوة الإسلامية في كوردستان العراق في عمق التاريخ، فمنذ أن اعتنق الكورد الدين الإسلامي، والإسلام يشكل لديهم الدين والحضارة والتاريخ.. وقد ساهموا في بناء صرح الحضارة الإسلامية مساهمات جادة، وبرز فيهم رجال كثيرون في ميادين العلم والسياسة..
تمتد جذور الصحوة الإسلامية في كوردستان العراق في عمق التاريخ، فمنذ أن اعتنق الكورد الدين الإسلامي، والإسلام يشكل لديهم الدين والحضارة والتاريخ.. وقد ساهموا في بناء صرح الحضارة الإسلامية مساهمات جادة، وبرز فيهم رجال كثيرون في ميادين العلم والسياسة..
ولا تزال روح التدين لدى الشعب الكوردي عميقة وقوية، وما برحت جذورها متقدة، يحس بها من عايش أبناءه عن كثب.. ولقد كانت المساجد والتكايا مرابط العلم والثقافة في هذه الأرض الطيبة، منذ أن دخل الإسلام إليها، وحتى بداية هذا القرن، عندما بدأت المدارس والجامعات الحديثة
ملف العدد: عشرون عاما من العطاء
شيخ فائق نامق
يحتفل (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) بمناسبة مرور عشرين عاماً على إجازته كحزبٍ سياسيٍ كوردستاني، وذلك في السادس من شباط عام 1994.. واليوم، وبعد مرور عقدين من الزمن على تأسيسه، فإن قيادة وقواعد (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) قد بذلت ولا تزال تبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاح عمل هذا الحزب، والذي يصبُّ في مصلحة أبناء كوردستان، ليثبت للعالم أنه حزب يُواصل مسيرته العملاقة بجهود قيادته المخلصة، وأبنائه البررة، خاصةً وأن روح التفاني والإخلاص والسمع والطاعة هي مِمّا يتميز به أبناء هذا الحزب، فهم يُدركون تماماً أن أي تكليف لا يصدر من الحزب إلا بعد دراسة وتمحيص وقناعة بإمكانية تنفيذه.
هذا، وقد قدَّم الاتحاد الإسلامي خلال مسيرته الحافلة تجربة سياسيَّة متميِّزة كانت محلَّ اهتمام الجميع
الاستشراق الفرنسي ودوره في التأسيس للحملة الفرنسية على مصر
عمر جاسم محمد
على مدار زمن طويل، لم يكن الاستشراق يستشعر حاجة إلى التساؤل عن أصوله ولا عن أسسه، وقد ركن إلى وجوده، وكان ذلك كافياً له، لكن حركة نزع الاستعمار العامة قد أرغمته على أن يضع نفسه موضع التساؤل، وعلى أن يتساءل ما إذا كان لم يتورط في أغلب الأحيان مع الاستعمار، والحال أن محصلة هذه الأزمة قد تمثلت في تعريف مزودج للاستشراق، هو في آن واحد عقلاني، علمي وغربي. ليس في وسع المرء – أن يقدم – في مجال حديثه عن (مصر)،
مدخل إلى قراءة في الاشكالية الحضارية
محمد رشدي عبيد
على سبيل النكتة لا نجد أحداً سمى بنتاً له باسم (حضارة) أو (ثقافة) أو (ذوق)، بينما نجد في سنة 1792 أنجب نائب فرنسي طفلة فأطلق عليها من باب التفاؤل اسم (حضارة)، وهناك "161" تعريفاً للحضارة جمعها الأنثروبولوجي الألماني الأمريكي (ألفريد كروبر)، ومنهم من يراها ترجمة موافقة للكلمة الفرنسية civilization، وأوّل من استعملها من الفرنسيين الاقتصادي (آن جاك تورغو)، بينما نجد معجماً غربياً يرى أن مضمون الحضارة غامض، وأن الحضارات مجموعات متباينة،
على سبيل النكتة لا نجد أحداً سمى بنتاً له باسم (حضارة) أو (ثقافة) أو (ذوق)، بينما نجد في سنة 1792 أنجب نائب فرنسي طفلة فأطلق عليها من باب التفاؤل اسم (حضارة)، وهناك "161" تعريفاً للحضارة جمعها الأنثروبولوجي الألماني الأمريكي (ألفريد كروبر)، ومنهم من يراها ترجمة موافقة للكلمة الفرنسية civilization، وأوّل من استعملها من الفرنسيين الاقتصادي (آن جاك تورغو)، بينما نجد معجماً غربياً يرى أن مضمون الحضارة غامض، وأن الحضارات مجموعات متباينة،
القضية الكردية من منظور اعتدالي
تمرُّ منطقتنا بمرحلة حرجة وحسَّاسة، نظراً لوجود سوء تفاهمٍ كثير بين وجهات النظر المتباينة، لا سيَّما بين مكونات (العراق) الأساسية، ولا شكّ أن هذا الواقع المعقّد ليس وليد مرحلة طارئة، كما يتوهَّم البعض، بل على علاقة بعقود تاريخية تمتدُّ إلى عصر تكوين الدويلات (العراق، الأردن، سوريا...) على وفق خطط استعمارية.
وكانت تلك المخططات ترمي إلى ما ظهر الآن من التشتت والخذلان والتناحر والتخلّف، إلى درجة أن الرابطة الأخوية المتينة بين: الكورد والعرب، الشيعة والسنة.. تضاءلت ولم تبق إلاّ من خلال المجاملات.. وأحياناً شملت التناحرات المذكورة الإسلاميين في تلك المكونات، وهم الشريحة الوحيدة التي بإمكانها جمع المكوِّنات على الكلمة الواحدة.
في سيكولوجية نزعة النفاق
استهلال
النفاق أنْ تُظهر أمراً مخالفاً لما أنت عليه، فتدعو إلى أمر وأنت مؤمن بنقيضه، وهو لا يكون مع الآخرين فحسب، بل يكون مع الذات أيضاً. والمنافق يعيش حالةً ازدواجيةً متواصلةً مع نفسه قبل أن يُظهرها للآخرين، ويصل المنافق بنفسه إلى مرحلة من الفصام تستولي على كل حركةٍ ظاهريةٍ وباطنيةٍ تبدر منه عن شعورٍ وعن غير شعور.
لا أريد أن يُفهم النفاق على أنه حالة مرضية أو وراثية، وأن المنافق هو ضحية مغلوب على أمره، بل الشخص يميل إلى كل مفصل من مفاصل النفاق مع سبق الإصرار، وهو ذاته ينمّي هذا النفاق في ذاته وسلوكه، لأن المنافق هو شخص يستعين بذكائه في ممارسة السلوك النفاقي حتى يستطيع أن ينجح في تمثيل هذا الدور ببراعة وتفوق، أما الشخص المغلوب على أمره أو قليل الذكاء فإن النجاح
بصراحة: بين ارادة الشعب ومصالح الكتل السياسية
كما هو متوقع، منذ الإعلان عن نتائج انتخابات برلمان إقليم كوردستان الأخيرة، والتي جرت قبل أكثر من أربعة شهور، فإن تشكيل الحكومة الجديدة تأخر إلى حد غير معقول، ولا يعرف أحد سوى الله (عز وجل) إلى أي مدى ستمضي مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بين القوائم الفائزة، وفي أي نقطة زمنية ستتشكل الحكومة!
وقد طالب الجميع أثناء الحملات الانتخابية، بل تضرعوا إلى الناخبين، لكي يمنحوهم أصواتهم ويوصلوهم إلى كراسي الحكم، ووعدوا أيضاً بتحويل الإقليم إلى جنة الله على الأرض!.
06/02/2014
الكرد في خطاب الاسلاميين العرب
هناك آيات كثيرة يكفر بها من قبل عباد لله، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وهذه القضية التي نحن بصددها ليست القضية الوحيدة التي تم سوء فهمها، فهناك أمور كثيرة أشكلت على المسلمين في زمننا هذا - ولا نستغرب الأمر، رغم غرابته! - فقد أشكل علينا الدين عندما حصرناه في الشعائر فقط، وكذا الإيمان عندما أطلق على القلب فقط، والحب عندما حصر في النساء فقط، الخ.... والقضية الكوردية من تلك القضايا التي لم يوفق المسلمون في فهمها وإعطائها
الخطاب الشيعي الموحد؛ ثوابت وخلافات وازمة ثقة
إن المكون الشيعي العراقي موحد بالعديد من المشتركات الأساسية والمهمة، ولعل أهم هذه المشتركات هي: (القدسيات المعتقدية الدينية، والمظلومية التاريخية، والأرض، ومقومات الأمن الديني والمجتمعي). إن الظلم والتسلط، الذي عانى منه المكون الشيعي، لدهور وعصور طويلة، جعل من العهد الجديد في عراق ما بعد سقوط الصنم، والذي يقوده الشيعة، وكأنه حالة شاذة وغريبة، وهناك رفض له من قبل أغلب دولة المنطقة، التي بدأت تمول وتدفع الإرهاب القذر إلى ساحة العراق، لغرض إسقاط النظام الجديد. لذا مهما اختلفت أيديولوجيا الأحزاب والكتل والقوى والشخصيات الشيعية، فإنها يجب أن لا تخرج بخطاباتها خارج حدود المشتركات، بما يضعف وحدة الصف، والذي قد يؤدي إلى انهيار عظيم، يسهل عملية الانهيار المدمر للعراق كبلد موحد. لأن ذلك يجعل المكون الشيعي في أضعف حالته، مما يمهد لما لا تحمد عقباه، بالنسبة لجميع العراقيين، وسيؤدي لانهيار حتمي للوحدة الوطنية، وتجزئة البلد. إذن أصبح الخطاب الشيعي الموحد
هل الكلمات في صراع ابدي مع السياسة والايديولوجيا والفلسفة؟
سيروان انور مجيد
إنّ للكلمة سلطاناً كبيراً في تغييرِ القلوب وأسْرِ العقول وتوجيهها بل وتنميطها، وجوهرُها يكمُن في تداولية استخدامها في الخطابات برمّتها، سواء أكان ذلك في الخطاب العادي أم الخطاب الفلسفي أو السياسي أو الأيديولوجي.
فالمستخدِمُ أو المرسِلُ حالَ توظيفِ كلماتهِ في مستوىً أكاديميّ راقٍ، أو حال إصدار خطاباتٍ سياسية، أو كتابة أخبار وتقارير صحفية، تستوجِبُ طبيعة ظروفه أن يكون ذا درايةٍ سياسية خلاّقة بالمشهدِ السياسيِّ الراهن، بكلِّ تلويناته وتنويعاته، وإشكالاته وإفرازاته، وأن ينظرَ بعُمق إلى الأحداث السياسية التي تعصِفُ بالعالم هنا أو هناك، أي أن عليه - بعبارةٍ أخرى - أن يخترقَ تلك الماورائية التي تحيطُ بهِ كإنسان له نزوعٌ سياسيٌّ ووعيٌّ فكريٌّ، فالكفايةُ اللغويّةُ والأداء اللغوي لا تُسعفانه من جانبٍ واحد، وإنّما عليه أن يزوِّج الخبرة اللغويَّة بالممارسة السياسية والفكرية والفلسفية، ليكون أكثر دقة وحِدة في طَرْحِ تلك الرسالة التي يوجِّهُها إلى جمهورِ المتلقين.
مانديلا رمز الحرية
رغم صغر سني نسبياً، قياساً إلى السنوات الكثيرة التي يحتسب بها عمر الإنسان، إلا إنني تعلمتُ كثيراً في هذا العمر، وتعرفتُ على شخصيات وأبطال وعظماء ممن غيروا التاريخ، بل صنعوا التاريخ، وأصبحوا نجوماً في سماء الإنسانية. عندما نقرأ التاريخ، ونقلب صفحات الماضي، سنرى أناساً كثيرين، ولكن لا نرى إلا بعض الإنسانيين بمعنى الكلمة.. قبل أيام فقدت الإنسانية والعالم شخصاً مهماً، وإنساناً قلما نجد مثله في هذا الزمن، ألا وهو (مانديلا)، وما أدراك ما مانديلا؟ ذلك الرجل الأسود الذي أضاء الدنيا بإنسانيته وخلقه ونضاله من أجل الحرية والسلام.. عندما كنت أقرأ حياة هذا الرجل، كنت أشعر بالأمل والسعادة،لأنني كنتُ أقول في نفسي: عندنا شخص عنده
أدب: أسئلة الادب الكونية
معظم الأدب العالمي يكتسب عالميته من انعكاسات الخير والشر في معانٍ مطلقة لا تتأتى غالباً بدون فهم وهضم النصوص الدينية والاقتباس منها، والتحاور معها بروحانيةٍ عاليةٍ، دونَ أنْ نسمعَ نقداً لهذا الاقتباس، بينما يحذر أدباؤنا بالغ الحذر من الاقتباس أو التحاور مع النصوص الدينية.
كتب (دوستويفسكي) روايته (الأخوة كارامازوف) عام 1880، وتخيل أنَّ حكاية المفتش الأكبر وقعت في (إسبانيا) الجاثمة تحت قبضة محاكمة التفتيش في القرن الخامس عشر، صمت السيد المسيح (عليه السلام) أمام هذيان الكادرينال الذي بلغَ التسعين من عمرهِ، ودخل في حوارٍ
ادب-قصة قصيرة: دراجة هوائية
تحت أنغام المسجل العتيق، وأمواج الهواء الساخنة كأزيز جهنم، تسير سيارة (دير) بسرعة متوسطة على الشارع العام، بالقرب من مجمع (مهد) الخاص بالأيزيديين، يقودها (حمزة) ذو البشرة الملفوحة بالشمس منذ سنوات، نتيجة التعب والعمل الشاق، والعرق جفّ على أركان قميصه السماوي وجعله كقماش المنطاد، وبين آونة وأخرى يبدل سرعة سيارته، التي اشتراها منذ شهر، وابنه (صلاح) يجلس بجانبه مرتدياً قميصاً خمري اللون وبشرة مائلة للبياض، وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي، يأخذه أبوه معه كل يوم ليصيح على بضاعته الموضوعة بإتقان في الصندوق الخلفي.. البضاعة عبارة عن خضراوات وفواكه صيفية، وبين آونة وأخرى تجتازهم سيارة
قراءة في كتاب: الاسر المسيحية في الموصل
صدر عن المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية/ وزارة الثقافة والشباب/ إقليم كردستان - العراق، كتاب: الأُسر المسيحية في الموصل، للمربي الفاضل بهنام سليم حبابة (الموصلي)، وتولت مطبعة وزارة الثقافة والشباب طبع الكتاب في أربيل بطبعته الأولى سنة 1912 وبواقع (300) صفحة من القطع المتوسط، وبغلاف فني ملون ومزوق يحمل صورة (منطقة قليعات) في الموصل، والكتاب يحمل الرقم (24) من سلسلة كتب الثقافة السريانية الصادر ضمن مؤلفات المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية.
وقد ذكر المؤَلِف في كلمته عن موضوع الكتاب: أن هذا الإصدار يتضمن ذكراً لأهم الأُسر المسيحية، التي سكنت الموصل على مَرّ السنين، مع وصف مقتضب لكل منها، من حيث أصل الأُسرة وكبيرها وأفرادها ووظائفهم وحرفهم ومنجزاتهم، كل ضمن اختصاصه أو علمه، سواء كانوا تجاراً، أم صناعيين، أم أصحاب حرف حرة، أم أطباء، صيادلة، ومهندسين، صحفيين، رجال دولة، أساتذة جامعات، وكُتاب ومدرسين، معلمين،
اخبار و تقارير
يضطلع الاتحاد الإسلامي بمهام سياسية ونيابية يؤديها بنشاط وحيوية، منها زيارات الأمين العام، ومواقف الكتلتين البرلمانيتين في البرلمانين الكوردستاني والعراقي إزاء عدة قضايا تشريعية، بالاضافة إلى إصدار بيانات رسمية بخصوص العديد من الأحداث، نوجزها في سياق التقرير أدناه:
متابعة وإعداد: المحرر السياسي
تقرير - الانبار: الازمة والتداعيات
يزداد المشهد السياسي العراقي تعقيداً أكثر مما هو عليه، إثر المعارك الطاحنة الدائرة في محافظة الأنبار، التي شهدت خلال عام كامل تظاهرات واعتصامات، إلى جانب محافظات عراقية أخرى، احتجاجاً على سياسات حكومة رئيس الوزراء (نوري المالكي).
وتأتي معارك (الأنبار) بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية بعد قيام الأخيرة باقتحام ساحتي اعتصام (الرمادي) و(الفلوجة)، وإزالة خيام المعتصمين السلميين، واعتقال عدد منهم بتهمة إيواء عناصر متشددة تناهض العملية السياسية.
الحياة وحدة واحدة لاتتجزأ
كل شيء في الكون له أصول وقواعد، ونظام يسير عليه.. النجوم والكواكب والأجرام السماوية والمجتمع الإنساني والحياة بشكل عام.. كل شيء يعمل في إطار فريق واحد، وضمن مجموعة متكاتفة مرتبطة بعضها ببعض في تناغم وانسجام دقيق. الكل يدور في فلك الكل، ولا أحد يغرد خارج السرب، أو يتصرف لوحده، فالقمر والأرض مرتبطتان بالشمس، وهي تجري لمستقر لها ضمن المجموعة الشمسية. وهكذا كل صغيرة وكبيرة في الكون لها برنامج تتحرك على ضوئه، وأي خلل لهذا النظام الموزون الحي، سيحدث كارثة وفوضى قد تنهي الوجود بلحظة.. ولن يختلف الأمر في الإنسان وحياته على الأرض، والمفاهيم والدلالات الفلسفية التي يحملها، أو التي صنعها لنفسه، كضرورة لاستمرار الحياة، مثل: السياسة والثقافة والاقتصاد والدين والعدالة والجيش..إلخ، هذه المفاهيم مرتبطة بعضها ببعض، ولا يوجد مفهوم بمعزل عن الآخر.. وهي لها أصول وقواعد تسير عليها، ورغم استقلالية كل واحدة من هذه المفردات،