رئيس التحرير
عانى العراقيون من ويلات السياسة، وتبعات المصالح الدولية المتضاربة.. وإذا كانت الدولة العراقية الحديثة قد ولدت في أوائل القران العشرين، فإن معاناة العراقيين بالتأكيد هي أقدم عمرا من ذلك بكثير.. ولكن العراقيين، وبعد ميلاد دولتهم الحديثة، لم تخف معاناتهم، ولم يجدوا في ظلها سوى المزيد من الآلام !
لقد بنيت دولة العراق الحديثة، كما هو حال جميع دول المنطقة، وفقا لتقسيمات ومصالح استعمارية، ولم تكن ولادة طبيعية، ولا من بناة أفكار أبناء هذه الدول، ولا استجابة لمصالح الناس فيها، أو مطالبهم.. ولكن تقادم العهد عليها، وتوارث الأجيال فيها، جعلها تحظى بنوع من العصبية، والولاء، الذي كثيرا ما يكون مرضيا وخطيرا.. ومع ذلك، ففي دولة مثل العراق، ولأن الأنظمة السياسية التي حكمت البلاد لم تستطع أن تحقق العدالة الاجتماعية المطلوبة، ولا المساواة أمام القانون، وظلت على الدوام مصدرا للقلق وعدم الاستقرار