05‏/07‏/2017

جدلية الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي وضرورة الفصل بينهما

د. هادي علي
مما لا شك فيه أن التيار الإسلامي في هذه المرحلة التاريخية تواجهه تحديات فكرية وسياسية مختلفة، ومن هذا المنطلق فهو يحتاج إلى تجديد وتغيير وابتكار آليات جديدة لمواكبة مسيرة التحولات المعاصرة.
وفي هذ المضمار، فإن جدلية الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي، وكيفية ممارسة كل منهما على أكمل وجه، هي من أهم تلك التحديات التي تشهد حواراً جاداً داخل التيار نفسه، حيث أصبحت مسألة فصل الدعوة عن العمل السياسي، ومأسستها، هي الإشكالية الرئيسية التي تعاني منها حركات الإسلام السياسي بصورة عامة. وبات من الواضح أن الحالة التقليدية للعمل الإسلامي، التي تجمع العمل الدعوي إلى جانب العمل السياسي والحزبي، لا تصلح لهذا العصر، بل تحتاج إلى إيجاد صيغ وآليات جديدة لممارسة كل منهما، وعدم الخلط بينهما، كما هي عليه الآن.
مكانة الدعوة في العمل الإسلامي
لا بد من الاعتراف بتلك الحقيقة:إن الغاية الأساسية لنشوء الحركات الإسلامية في الأصل، وفلسفة وجودها، واستمراريتها، منذ بداية ظهورها وإلى الآن، هي الدعوة إلى إحياء القيم والأخلاق والشعائر الإسلامية، وتربية الفرد المسلم على تلك المعاني، والعمل على حفظ الهوية الإسلامية للمجتمعات المسلمة، وعدم ذوبانها أمام التحديات.
إن أداء هذا الواجب المقدس، كما يفهم من المنهج القرآني، يعتبر لبّ رسالة الأنبياء (عليهم السلام) على مدار التاريخ، الذي هو واجب (إقامة الدين)، كما يؤكد عليه القرآن الكريم عندما يقول: [شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ...] الشورى-13.
وفي هذا العصر، الذي هو عصر التكنولوجيا والعمل المؤسساتي والتخصص في جميع نواحي الحياة، فإن من واجب الدعاة وقادة العمل الإسلامي أن يعملوا من أجل ممارسة الدعوة إلى الله بشكل صحيح ومناسب لمتطلبات العصر. وفي سبيل ذلك عليهم أن يتجاوزوا الأساليب التقليدية، وينتهجوا أساليب جديدة عن طريق المؤسسات المعاصرة والمناسبة لهذا المجال الهام.

الوظائف الأساسية للعمل الدعوي
ونرى من الضروري أن يركز العمل الدعوي في هذه المرحلة على المجالات التالية:
1- الدفاع عن وسطية الإسلام كالاتجاه الصحيح والوحيد لرسالة الإسلام، حيث إن التطرف والتشدد الديني، خاصة بعد ظهور (داعش)، وغيرها من الحركات المتشددة والإرهابية، باسم الإسلام، انتقل إلى مرحلة خطيرة ومعقدة، مما جعل وسطية الإسلام وإنسانية رسالته في مواجهة السؤال والتشكيك.
2- من الضروري أن يكون الاهتمام الأكثر بالجانب الروحي والمعنوي، وترسيخ القيم والأخلاق، التي هي لبّ رسالة الإسلام والحاجة الأساسية للجيل الجديد في هذا العصر.
3- الدعوة في المجال السياسي لها وظيفتان:
الأولى: ترسيخ وتعميق الوعي السياسي للجماهير بأن الدولة ورجال السلطة هم ممثلون ووكلاء عن الشعب، ويجب أن لا يقبل منهم الاستبداد والفساد.
والثانية: تربية وإعداد الشخصية الملتزمة بالقيم والمبادئ، والذي يعمل على أداء واجبه في مؤسسات الدولة على أكمل وجه، ويبتعد عن ممارسة الظلم والفساد، وإضاعة المال العام، واستغلال الوظيفة والسلطة لأغراض شخصية، التي هي المشكلة الأساسية والقاتلة لرجال الدولة وأصحاب السلطة في البلاد الإسلامية.
مكانة السياسة في العمل الإسلامي
فيما يتعلق بأهمية السياسة، ومكانتها، في المنظور الإسلامي، فمما لا شك فيه أن من خصائص الإسلام الأساسية أنه منذ مجيئه، وعبر التاريخ، كانت له طبيعة سياسية، وأنه امتزج بعملية الحكم طوال تاريخه. ومن جانب آخر، نجد أن انتشار الإسلام، وتقدمه، وكذلك توقّف الحركة بالإسلام، في المراحل المختلفة، وإلى الان، ارتبط بشكل من الأشكال بكيفية ممارسة الحكم والتنظيم السياسي، بصورة صحيحة أوغير صحيحة.
بناءاً على هذا، فإن العمل السياسي بمرجعية إسلامية واجب مهم، ووظيفة شرعية، يجب على أصحاب التيار الإسلامي أن يقوموا بأدائه بأحسن وجه، من أجل تحقيق الأهداف التالية:
1-      تجسيد القيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام في مجال الحكم والسياسة.
2-      المشاركة الفعالة في الإصلاح السياسي، ومواجهة الفساد والاستبداد.
3-      العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتأسيس الحكم الرشيد، في البلاد الإسلامية.
إن تحقيق هذه الأهداف هو جزء رئيسي من مقاصد الإسلام، وشريعته، في المجال السياسي.. والعمل من أجل تحقيق هذه الأهداف واجب شرعي، ومكمّل لأهداف العمل الدعوي، من قبل أصحاب التيار الإسلامي.
غير أن أداء هذاالواجب بشكل صحيح ومناسب لهذا العصر، يكون عن طريق حزب سياسي، بحيث يكون رواده وكوادره من حملة الرسالة الإسلامية.
مسألة الفصل، ومبرراتها
إن معالجة تلك الإشكالية- أي إشكالية الخلط بين الدعوة والسياسة- في العمل الإسلامي المعاصر، هي إحدى ضرورات المرحلة، وذلك لعدة أسباب منها:
1-            إن كلاً من الدعوة والسياسة لها خصوصيتها الوظيفية، بالإضافة إلى قواعد العمل والكوادر الخاصة بكل منهما، والخلط بينهما في مؤسسة واحدة ليس من صالح أي منهما. إذ إن وظيفة الدعوة هي وظيفة أخلاقية وتربوية، ولها خطابها الخاص بها، وتحتاج إلى نوع من الحياد وتهيئة أجواء هادئة بعيدة عن المنافسة والصراع الذي يتميز به العمل السياسي والحزبي.
وفي الوقت ذاته، فإن العمل السياسي والحزبي يهتم بالشأن العام، سواء من موقع المعارضة، أو من موقع المشاركة في السلطة. ولا شك إن له خطاباً، وقواعد عمل، وكوادر، خاصة به. وهذا لا ينفي أن الإسلام كدين، وكمصدر للقيم والمبادئ والأخلاق، يجب أن يكون دافعاً وموجهاً وملهماً لجميع نواحي الحياة، بما فيها المجال السياسي.
2-            إن طبيعة الدعوة لهاصفة تكاد تكون ثابتة نوعاًما، وتعمل في إطار المبادئ الثابتة للإسلام، وتوجهها أحكام الحلال والحرام. أما السياسة، فلها صفة التغيّر المستمر، وتعمل في إطار المقاصد العامة للإسلام، وتوجهها ضوابط المصلحة، وأحكام الخطأ والصواب.
3-            الغاية من الدعوة هي إبلاغ الهداية الإلهية إلى الناس وأفراد المجتمع، بصورة عامة، ووسائلها هي المسجد، والموعظة الحسنة، والعمل الخيري، وما إلى ذلك.
أما الغاية من السياسة، ومن المنظور الإسلامي، فهي العمل من أجل تحقيق العدالة للعباد، وإعمار البلاد، عن طريق تأسيس نظام حكم رشيد.. ووسائلها هي: الخطاب، والمواقف السياسية، والمشروع السياسي، والمشاركة في الانتخابات العامة، والمعارضة أو المشاركة في الحكم.. وشتان بين هذين المجالين.
4-            لا يمكن أن يكون الحزب السياسي أداة أو وسيلة مناسبة للدعوة والتربية الدينية، لأن منطق السياسة -كما يقال- هي المنافسة والمغالبة ومصارعة الخصوم. أما منطق الدعوة، فهو العمل على نشر المحبة والوئام وكسب القلوب وتهيئة الأجواء الهادئة لتقبل القيم والأخلاق.
فالجمع بينهما في مؤسسة واحدة، وهي الحزب السياسي، كما هوعليه الأمر الآن، أمر غير صحيح، وغير مناسب.
5-            إن القرآن الكريم يؤكد مراراً على تلك الحقيقة الكبيرة بأن الرسالة الرئيسية للأنبياء (عليهم السلام)، ولرسول الإسلام، بصورة خاصة، هي رسالة الدعوة، وإبلاغ الهداية، وتربية الناس على عقيدة التوحيد، والالتزام بالقيم والأخلاق الفاضلة.
هذه الحقيقة تكررت في القرآن الكريم بصيغ متشابهة، تكاد تكون واحدة، في أكثر من سورة، ومنها:
[هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ] الجمعة-2.
[رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] البقرة-129.
ومن جانب آخر، فإن شمولية رسالة الإسلام، وتعدد الوظائف التي كان يقوم بها النبـي (صلى الله عليه وسلم)، لا يعني أن جميع هذه الوظائف والواجبات يقوم بها شخص واحد، أو مؤسسة واحدة، بعد النبـي. بل يمكن، ومن الضروري أيضاً، أن تتوزع تلك الواجبات والمهام على أسس التخصص والخبرة والمهارة والكفاءة.
والآيات القرآنية نفسها تؤكد على ضرورة تفرّغ مجموعة من المسلمين لدعوة الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل التربوي، كما جاء في هاتين الآيتين:
[وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] آل عمران-104.
[فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلّهُمْ يَحْذَرُونَ] التوبة-122.
فكلمات (الأمّة)، أو (الفرقة)، أو (الطائفة)، كما جاءت في هاتين الآيتين، تشير إلى مؤسسات متخصصة، بلغة العصر..
وقد انفصلت الدعوة عن السياسة، في التاريخ الإسلامي، بصورة عملية، بين شريحة العلماء والفقهاء والمرشدين من جانب، وبين شريحة الأمراء ورجال الدولة، من جانب آخر. غير أن مرجعية الدولة والمجتمع، عبر التاريخ، كانت للإسلام وشريعته.
لهذه الأسباب، وغيرها كثير، نرى أنه من غير الممكن، وغير الصحيح،أن تُجمع عملية الدعوة والتربية، وكوادرها، مع العمل الحزبي والسياسي، وكوادره، في مؤسسة واحدة، كما هو عليه الحال الآن لدى كثير من الحركات الإسلامية. هذه الحالة غير صحيحة، وتحتاج إلى الإصلاح والتغيير، وأداء كل منها عن طريق المؤسسات الخاصة بهما.

تجارب الفصل بين الدعوة والسياسة
هناك عدة تجارب ونماذج للفصل بين الدعوة والسياسة في بعض البلاد الإسلامية، تحت تأثير الظروف الذاتية والموضوعية التي تمربها الحركات الإسلامية في تلك البلدان، مما جعلها تتعامل مع هذه المسألة المهمة بأساليب وآليات مختلفة.. ونحن هنا نشير إلى ثلاث من تلك التجارب:
أولاً/ تجربة العمل الإسلامي في تركيا، والتي هي خاصة بالظروف السياسية هناك، حيث بدأت الدعوة إلى إنقاذ الإيمان على يد (بديع الزمان الشيخ سعيد النورسي) - رحمه الله- بعيداً عن السياسة.. واستطاع هو، وطلابه، بالإضافة إلى الجماعات الصوفية المنتشرة في تلك البلاد، المحافظة على الهوية الإسلامية، والالتزام بالشعائر الدينية في المجتمع التركي، بالإضافة إلى تربية جيل متدين وملتزم بالإسلام.
أما في الجانب السياسي، وبالاعتماد على الديمقراطية الموجودة هناك، ومنذ نهاية السبعينات في القرن الماضي، فقد بدأ الأستاذ (نجم الدين أربكان)، ورفاقه، وهم من رواد وأبناء الاتجاه الإسلامي في تركيا، بممارسة العمل السياسي في إطار التعددية المقننة هناك، وهم الآن يحكمون تركيا باسم (حزب العدالة والتنمية)، وقدموا تجربة غنية وناجحة في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي. التجربة التركية تمثل الفصل التام بين الدعوة والسياسة، وهي خاصة بالظروف السياسية والقانونية الموجودة في هذا البلد.
ثانياً/ تأسيس حزب سياسي تحت (وصاية) ورقابة قيادة الحركة أو الجماعة الإسلامية.. مثال على ذلك: تجربة (جبهة العمل الإسلامي) في الأردن، أو تجربة (الحزب الإسلامي العراقي)، أو تجربة حزب (العدالة والحرية) المصرية، الذي تشكل مباشرة بعد ثورة 25 يناير/2011.
هذه التجارب، وأمثالها، كلها كانت فاشلة وغير ناجحة، لأنها كانت جزءاً مباشراً من الحركة الإسلامية الأم، وتتحرك تحت أوامر وتوجيهات قيادة الحركة، وهي في الحقيقة شكل من أشكال الخلط بين الدعوة والسياسة، ولا يمكنها أن تتحرك بحرية في إطار العملية الديمقراطية.
ثالثاُ/ تجربة الإسلاميين في المغرب العربي، حيث هناك مؤسستان مختلفتان، ومستقلتان تماماً، وبينهما –كما يقال- نوع من الشراكة الاستراتيجية بين المؤسسة الخاصة بالدعوة، وهي: (حركة التوحيد والإصلاح)، وبين: حزب (العدالة والتنمية)، الذي يمارس السياسة والعمل الحزبي، في إطار قانون الأحزاب واللعبة الديمقراطية. والجهتان تعملان بصورة متكاملة لتحقيق المشروع الإسلامي الخاص بالمغرب. هذه التجربة تعتبر تجربة ناجحة لحد الآن.

ماذا يعمل الإسلاميون في كوردستان؟
لا شك أن مسألة الفصل بين الدعوة والسياسة أصبحت تحدياً حقيقياً يواجه التيار الإسلامي في كوردستان، في هذه المرحلة، وإلى حد ما أصبح مطلباً جدياً لنسبة غير قليلة من الكادر القيادي لهذا التيار. لذلك صار من المحتم والملح على قيادة هذا التيار أن تعمل وبجد لحل هذه الإشكالية، وأن يعملوا على تبني عملية الفصل كجزء من مشروع العمل المشترك بينهم، ويجعلوه من أولى أولوياتهم.
ونحن نرى بأن التجربة المغربية في هذا المضمار هي أقرب تجربة مناسبة وصالحة للاستفادة منها من قبل التيار الإسلامي في كوردستان. غير أنهم بحاجة إلى مرحلة انتقالية للإعداد اللازم والوصول إلى رؤية مشتركة وموحدة بهذا الخصوص، على أن يقوموا:
أولاً/ بإقرار مبدأ الفصل بين الدعوة والسياسة بصورة مركزية، وعلى مستوى الهيئة العليا للعمل المشترك بين الأطراف الثلاثة، (وأعني بذلك الأحزاب الإسلامية الثلاثة الموجودة على الساحة السياسية في الإقليم)، والإعلان عنه بصورة رسمية، وتحديد مدة زمنية لا تتجاوز سنتين أو ثلاثة على أكثر تقدير كمرحلة انتقالية، كي يتوصلوا خلالها إلى الاتفاق على برنامج الفصل وتنفيذه.
ثانياً/ أن يعملوا، من الآن، فصاعداً، على تمييز وتجميع المؤسسات والأجهزة الحزبية الخاصة بالدعوة والتربية، وتفريغ الكوادر المختصة في هذا المجال، وإبعادهم عن المنافسة الحزبية، كتمهيد لحل الإشكالية في الوقت المقرر.
وجدير بالإشارة هنا، أن ما قام به (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) في مؤتمره السابع والأخير، المنعقد في آيار/2016، يعتبر مقدمة مناسبة في هذا المجال، حيث تقرّر تجميع المؤسسات الحزبية الخاصة بالمجال السياسي، وكذلك الدعوي، كل منهما في إطار (مجلس) خاص بهما.
وفي الختام:
ومن أجل معالجة هذه الإشكالية المعقدة، وحفظ سلامة الخطوات العملية، ووحدة الصف الداخلي للتيار الإسلامي، أرى ضرورة مراعاة النقاط التالية، وأخذها بنظر الاعتبار:
أولاً/ من الضروري أن تثبت أطراف التيار الإسلامي الكوردستاني، وبصورة عملية،أن التيار الإسلامي تيار حي، ومتطور، وله القدرة على التجديد، وابتكار الأساليب والوسائل المتجددة لمواكبة العصر.
ثانياً/ أن يثبتوا بأنهم حركة منفتحة على الواقع المتغير، وبإمكانهم التعامل الصحيح مع تلك المساحة الواسعة التي تركتها الشريعة الإسلامية للمتغيرات المتجددة. وبمعنى آخر: عليهم أن لا يقعوا في مأزق الجمود، وتقليد الماضي، باسم التمسك بالمبادئ، والموازنة بين الثوابت والمتغيرات.

ثالثاً/ وفي جميع الأحوال، عليهم أن يلتزموا بمشروعهم الإصلاحي الخاص بهم، ويحافظوا على الهوية الإسلامية لتيارهم، بالإضافة إلى حفظ استقلاليتهم السياسية، والتي تعتبر الميزة الأساسية والضرورية لهمr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق