09‏/03‏/2014

الاستشراق الفرنسي ودوره في التأسيس للحملة الفرنسية على مصر

عمر جاسم محمد 
وقدر تعلق الأمر بالأثر الذي تركته كتابات (فولتير)(1) على (نابليون)، فرغم أن (فولتير) قد أشار إلى أن العرب، الذين لم يريدوا من العلوم سوى القرآن، قد حاولوا إظهار أن عبقريتهم تمتد إلى كل المجالات، ولكن (نابليون) فهمها على استكناه لمخيلة العرب المتميزين ببناء الحضارة ونشر العلوم والمعارف، وجعل ذلك وسيلة للوصول إلى الأهداف المرجوة، وبقيادته لجيش من العلماء - فيما بعد - حاول (نابليون) عبثاً تقليد شخصية النبـي (محمد) (عليه الصلاة والسلام)، ولكن الشخصية التي رسمها (فولتير) ترى أن العرب "الغازين"، يتصرفون وكأنهم بناةُ إمبراطورياتٍ أوربيون، فبعد الغزو
مباشرة تحين مرحلة الاستغلال، التي تقوم أساساً على إنشاء بنية تحتية للنقل، وإن عربيَّ الغزوات الأولى يشبه في سمات كثيرة الأوربي الغازي، وهذا التماثل لا يقتصر فقط على الممارسة العملية فحسب، بل أيضاً على البحث العلمي.. تلك هي الطريقة التي فهم فيها (نابليون) ما كتبه (فولتير)(2).
وفي الواقع سيطر مفهوم "الاستبداد المستنير الشرقي"، خلال القرن الثامن عشر، على كتابات (مونتسكيو)(3) وآرائه، منذ نشره في عام 1748م لمؤلفه (روح القوانين)، ورغم تلك الكتابات عن (محمد)(عليه الصلاة والسلام) فإن كتابات (فولتير) هي التي أثارت ولع القراء، وأثرت عليهم، ومرد ذلك أن شهرة المؤلف، وتعدد إصداراته، هي التي روجّت "الأعمال عن (محمد)"، حتى وإن لم تكن مطابقة للصورة الجديدة عن الإسلام ورسوله. وفي الواقع يتحدث (فولتير) عن الرسول، كما لو كان يتحدث عن شخصية ميكافيللية - وهي شخصية (نابليون) فيما بعد -، وهناك كاتبان لا يقلان أهمية عن (فولتير)، انطلقا من مفهومه ذلك، وجعلا من "محمد" وديانته قوتهما الضاربة، واكتسبا بفضله شهرة واسعة، هما (سافاري Savary)، و (فولني Volney)، ويعكس كلاهما تناقضات صورة (فولتير)، وقد لعبا دوراً حاسماً في نقل المساجلة الفلسفية الخالصة نحو تنفيذ مشروع غزو مصر(4). وهكذا فإن إعجاب (نابليون) بمحمد (عليه الصلاة والسلام) نشأ أساساً من تأثير كتابات (فولتير) و(فولني) و(سافاري)، كما سيمر بنا.
إن إدراج (نابليون) لعدد كبير من المختصين، في حملته المصرية، من الشهرة، بحيث لا يتطلب تفصيلاً، وكانت فكرته أن يؤسس نوعاً من سجل حي للمحفوظات عن حملته، في صورة دراسات حول الموضوعات الممكنة، يقوم بها أعضاء معهد مصر الذي أنشأه، غير أن ما قد يكون أقل شهرة، هو اعتماد (نابليون)، السابق على الحملة، على دراسات (كونت دو فولني)، وهو رحالة فرنسي نشر كتابه (رحلة إلى مصر وسورية) في مجلدين عام 1787. لقد رأى في (فولني) عالماً مهمته دائماً هي أن يسجل الحالة الوجودية للأشياء التي يراها، وكانت آراء (فولني) في الإسلام، بوصفه ديناً ونظاماً من المؤسسات السياسية، عدائية، عداء شرائعياً، ومع ذلك فقد وجد (نابليون) هذا العمل، وكتاب (فولني) الآخر: "نظرات في الحرب الراهنة للأتراك 1788" ذوي أهمية خاصة، فقد كان (فولني) في الحساب الأخير، فرنسياً حكيماً، قد عاين الشرق الأدنى بوصفه مكاناً يحتمل أن تتحقق الطموحات الفرنسية الاستعمارية فيه، وكان ما أفاده (نابليون) من عمل (فولني) هو تعداد العقبات التي لا بد أن تواجهها أي حملة فرنسية في الشرق، في سلم تصاعدي تبعاً لدرجة الصعوبة(5).
تقدم (مصر) مثالاً ملموساً لحالة الشرق، ثم إنها هدف لمطامع أوربية كبرى، في أواخر القرن الثامن عشر، وموقعها الجغرافي يلعب دوراً عظيماً في هذا الاختيار، لكن وضعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو الذي يدفع بشكل أخص إلى الاهتمام بها، ومن ثم فإن الفكرة التي كونها القرن الثامن عشر عن هذا البلد، هي عنصر مهم يجب تحديدها، وبنى الرحالة في أعماقهم تصوراً خاصاً عن مصر، فيجري النظر إليها بوصفها جزءاً من الإرث الثقافي للغرب، وليس من شأن الذكريات التوراتية إلا أن تعزز هذا الشعور، وتعبر دائرة المعارف الاسلامية Encyclopedia of Islam 2 عن الشعور العام عندما تقول: "لقد كانت مصر في الماضي بلداً يستحق الإعجاب، وهي اليوم بلد يستحق الدراسة".
ويشير (نابليون) صراحة، في تأملاته حول الحملة المصرية، إلى (فولني)، حين كان في جزيرة القديسة هيلانة، قائلاً: إن (فولني) رأى أن ثمة ثلاثة حواجز في وجه السيطرة الفرنسية في الشرق، وإن أية قوة فرنسية لا بد أن تحارب - لذلك - ثلاثة حروب: الأولى ضد إنكلترا، والثانية ضد الباب العالي العثماني، والثالثة، وهي أكثرها صعوبة، ضد المسلمين. ولقد كان تقدير (فولني) تقدير داهية متمرس، ويصعب جداً أن يخطئ، إذ كان واضحاً لـ(نابليون) - كما سيكون لكل من يقرأ فولني - أن رحلته ونظراته، كانا نصين ناجعين لاستخدام أي أوربي يود أن يحظى بالنجاح في الشرق. وبكلمات أخرى: فقد شكل عمل (فولني) دليلاً كتابياً لتخفيف حدة الصدمة الإنسانية، التي ربما شعر بها الأوربي لحظة تجربته المباشرة للشرق.
ويبدو أن أطروحة (فولني) كانت التالية: إقرأ الكتابين، وبدلاً من أن تصاب بحس الخيبة بالشرق، فإنك ستشد الشرق إليك(6).
لقد أسست النتاجات الاستشراقية - ليس التاريخية فحسب - لحملة مصر بطرق شتى، انطلاقاً من بلد الذكريات وصناعة المجد، وانتهاءاً بفكرة التخليص من الاستبداد الشرقي، الذي أقام كل من (فولني) و(سافاري) أفكارهما عليه، وحينها تصبح الملكية - كما هي الحال في فرنسا - صورة أخرى للاستبداد يجب التخلص منها، فالحكم العسكري من وجهة نظر (نابليون)، يعد - من نواح معينة - جمهورياً أكثر من كونه ملكياً، وهو تسويغ خطير جداً من (نابليون)، باعتباره نظام المماليك حكماً ملكياً استبدادياً، كان من شأنه إحداث خيبة كبيرة في الذكريات عن مصر الحضارة، التي صورتها أعمال الرحالة.
لقد فهم (نابليون) (فولني) فهماً حرفياً تقريباً، لكن بطريقة تميز بها من حيث الرهافة واللطافة، ومنذ الظهور الأول لجيش فرنسا على الأفق المصري، بذل (نابليون) ما في وسعه من جهد لإقناع المسلمين بـ(إننا نحن المسلمون الحقيقيون)، ومتسلحاً بفريق من المستشرقين، جالساً في سفينة القيادة المسماة (الشرق) واستغل عداء المصريين للمماليك، والجاذبية التي حملتها الفكرة الثورية الفرنسية عن تساوي الفرص أمام الجميع، ليشن ضد الإسلام حرباً فريدة في وقتها وانتقائها، وكان ما ترك أعمق الأثر في نفس (الجبرتي)، اعتماد (نابليون) على الباحثين ليديروا اتصالاته مع السكان المحليين، ولقد حاول (نابليون) في كل وقت ومكان أن يبرهن أنه كان يحارب من أجل الإسلام، وقد ترجم ما قاله إلى عربية قرآنية، تماماً كما كان قواد الجيش الفرنسي قد حثوا جنودهم على تذكر الحساسية الإسلامية دائماً(7).
وهذه الأفكار المشجعة على الاستعمار لا تظهر فجأة عشية الحملة، فقد درس جميع رسائل القناصل وتقارير الرحالة، وما كان لمحاولة (بونابرت) أن تتم مالم يكن هناك اقتناع بإمكانية وبفرصة مثل هذا المشروع، والحالة أن الصورة المحزنة التي تبديها مصر، أو التي يجري تقديمها عن مصر، لا يمكن فهمها إلا ضمن منظور كهذا: منظور إنقاذ شعب من الاستبداد.
ويمكن استخلاص ذلك عبر قراءة للحكاية العربية التي كتبها (نابليون)، والتي تظهر بشكل واضح تصوراته عن الشرق والإسلام والنبـي (عليه الصلاة والسلام)، بشكل خاص، كتبَ (بونابرت) هذه الحكاية إما في عام 1788م أو 1789م، وهي تحذو من حيث الجوهر نص (ماريني)، الذي لا يفعل هو نفسه سوى النقل عن (هربلو)(8): 
"في عام 160 للهجرة، كان (المهدي) يمسك بزمام الأمور في (بغداد)، وقد شهد هذا الأمير العظيم، الكريم، المستنير، الشهم، ازدهار الإمبراطورية في ظلال السلم والأمن. وبما أن جيرانه كانوا يخشونه ويراعون جانبه، فقد انكب على العمل على ازدهار العلوم والإسراع بنجاحاتها، لكن السكينة ارتبكت بسبب (ابن حكيم)، الذي شرع، من أعماق خراسان، بتكوين أشياع له في جميع أرجاء الامبراطورية. وكان (ابن حكيم)، الفارع القامة، والذي كان بليغاً بلاغة جازمة ونزقة، كان يزعم أنه رسول الله، وقد دعا إلى أخلاق طاهرة عزيزة على أفئدة الجماهير: فقد كانت المساواة في المكانات، وفي الثروات، هي الشعار الأساسي لخطبه. وقد انتظم الشعب تحت بيارقه. وكان لابن حكيم جيش.
وقد تحسس الخليفة والخبراء ضرورة أن يخنقوا في المهد هذه الانتفاضة الجسيمة الخطر، لكن قواتهم منيت بالهزيمة عدة مرات، وعلى مدار جميع الأيام كان (ابن حكيم) يحرز غلبة في أثر غلبة.
على أن مرضاً فظيعاً، ترتب على مكابدات الحرب، أدى إلى تشويه وجه النبـي. ولم يعد هذا النبـي أجمل العرب، إن هذه الملامح النبيلة والفخورة، وهاتين العينين الواسعتين والمتقدتين، قد تشوهت، وأصبح (ابن حكيم) أعمى. وكان بإمكان هذا التحول أن يؤدي إلى كبح حماسة أنصاره، فخطر بباله أن يرتدي قناعاً فضياً.
وظهر وسط أشياعه، لم يفقد (ابن حكيم) شيئاً من بلاغته، وكان لكلامه القوة نفسها. وقد تحدث إليهم، وأقنعهم بأنه لا يرتدي هذا القناع إلا لكي يحول دون أن يعمي النور الذي يفيض من وجهه أبصار البشر.
وقد اعتمد أكثر من ذي قبل على هذيان الشعوب، التي أثار حماستها، عندما أدت خسارة معركة إلى تخريب أعماله واختزال أنصاره وإضعاف إيمانهم. وقد حوصر، وكانت الحامية قليلة العدد. يا (ابن حكيم)، يجب أن تهلك وإلا فإن أعداءك سوف يأسرونك! عندئذ يجمع أشياعه ويقول لهم: "أيها المؤمنون، يا من اختارهم الله ومحمد لإحياء الإمبراطورية ولرد الاعتبار إلى أمتنا، لماذا يثبط عدد أعدائنا عزيمتكم؟ اسمعوا: في الليلة الماضية، بينما كنتم كلكم غارقين في النوم، سجدت وناديت الله: "يا ولي أمري، لقد حميتني على مدار سنين عديدة، وأنا أو الذين معي لا بد أننا نذنب في حقك، فها أنت ذا تتخلى عنا!". وبعد ذلك بهنيهة سمعت صوتاً يقول لي: "يا ابن حكيم، إن الذين لم يهجروك هم أصدقاؤك الصادقون، وهم وحدهم المختارون، وسوف يتقاسمون معك ثروات أعدائك المتكبرين. انتظر القمر الجديد، واعمل على حفر خنادق عميقة، وسوف يسقط فيها أعداؤك كذبابات دوخها الدخان".
وسرعان ما حفرت الخنادق، وجرى ملء أحدها بالجير، وجرى وضع براميل مليئة بالنبيذ على الحافة.
وبعد أن فرغوا من هذا كله، تناولوا وجبة جماعية، وشرب الجميع من النبيذ نفسه، وماتوا بأعراض واحدة.
ثم جر (ابن حكيم) جثثهم إلى الجير حيث تحللت فيه، وأشعل النار في المشروبات الروحية، وألقى بنفسه فيها. وفي الغداة، كانت قوات الخليفة تزمع الزحف، لكنها توقفت عندما رأت البوابات مفتوحة. وأخذت تدخل بحذر ولم تجد غير امرأة، هي عشيقة (ابن حكيم)، التي كتبت لها النجاة من بعده.
تلك كانت نهاية (ابن حكيم)، الملقب بـ(البرقعي)، والذي يعتقد أشياعه أنه قد رفع إلى السماء مع جماعته.
هذا المثال غريب لا يكاد يصدق. فإلى أي حد يمكن لجنون الشهرة أن يمضي!"
هكذا يمكن رسم الصورة المصرية (الشرق) في مخيلة (نابليون) والفرنسيين، بطريقة من الدقة بمكان، ترصد التحولات الكبيرة التي شهدتها الصورة النمطية، حتى أصبحت بشكل مستقر في ذهنية (نابليون)، فبعد أن كان الإسلام وحشاً غيبياً في تخيلات الأوربيين، لا سيما ما قبل الحروب الصليبية، وتلك الأساطير التي ظهرت حول عدم إمكانية هزيمة جيش من المسلمين، نرى الصورة تبدلت وتحولت أثناء الحروب الصليبية، وما بعدها، ثم ما فتئت تلك الصورة تتغير، لا سيما بعد الحملات النصية التي مثلها الرحالة الذين استكشفوا الشرق عن قرب، وبدأت الصورة تأخذ شكلاً أكثر خطورة مما كانت عليه، فبعد أن كانت صورة قائمة على التخلف والهمجية، أصبحت وبفضل (فولتير)، قائمة على الذكاء المتقن، ولكنها في الوقت ذاته عدائية، وقد أدرك (نابليون) من كل ذلك أنه ينبغي عليه أن يحسن إنشاء المعادلة، فاختار أن يكون (مسلماً) على أن يكون عدواً لهم(9).

------

الهوامش:


(1) من أبرز أعمال (فولتير): الرسائل الفلسفية 1734م: موت قيصر 1734م، مسرحية (محمد) 1742م، وبهذه المسرحية صور (فولتير) النبـي محمد (عليه الصلاة والسلام) على أنه يخطف النساء ويحملهن على دخول الإسلام، كما شكك بلقائه بجبريل (عليه السلام)، لكنه في الوقت ذاته طرح شخصيته بشكل مغاير عما كانت عليه في العصور الوسطى، إذ وضح أن شخصيته شخصية عاقلة ذكية، تهدف إلى بناء بنية تحتية للبلاد التي يدخل فيها، وأنه اهتم ببناء الحضارة. طرابيشي، معجم، ص 436.
(2) Laurens , Les Origines , P.25.
(3) Montesquieu (مونتسكيو): كاتب أخلاقي ومفكر وفيلسوف فرنسي، ولد في 18 كانون الثاني 1689م، درس القانون وتخرج محامياً عام 1708، اهتم بشؤون السياسة والمغامرات الغرامية والأخلاق وعلوم المعارف والعادات، وكتب (روح القوانين) الذي صدر عام 1748م. طرابيشي، معجم، ص 601-602. 
(4) يوسف، بونابرت، ص 76؛ ذهني، مصر، ص 63؛ هوبزباوم، أريك، عصر الثورة أوربا 1789-1848، ترجمة: فايز الصباغ، ط2، مؤسسة ترجمان (بيروت: 2008)، ص 174.
(5) Volney , Constantin Francois , Voyage En Egypte Et Syrie , Bossange , (Paris:1821) , Vol.2 , P.241 ;
سعيد، الاستشراق، ص 111؛ يوسف، بونابرت، ص 98.
(6) Bonaperte , Napoleon , Compagens D’Egypte Et De Syrie 1798-1801 , Memoires Poarserviva L’Histoire D Napoleon , Comou , (Paris:1843),Vol.1 , P.211 ; O’Mara , Barry Edward , Napoleon At St, Helena , Scribner and Welford , (New York : 1889) , Vol.1 , P.17 ; جبور ، جان، النظرة إلى الآخر في الخطاب الغربي، ط 1، دار النهار (بيروت: 2001)، ص 68.
(7) Cole , Juan , Napoleon’s Egypt : Invading the Middle East , First Publish , AUC , (Cairo : 2008) , P.16 ; Cherfils , Christian , Bonaparte Et L’Islam D’apres Les Document Francais Arabs , A.Pedone , (Paris : 1914) , P.23 ; 
هيرولد، ج. كريستوفر، بونابرت في مصر، ترجمة: فؤاد اندراوس، الهيئة المصرية العامة للكتاب (القاهرة: 1988)، ص 21.
(8) بارتيلمي هربلو Barthélemy d'Herbelot 1625 - 1695م) هو مستشرق فرنسي. له «معجم عربي فارسي تركي» وباشر بترجمة «تاريخ المسلمين» للمكين، إلى الفرنسية، وأتمها (جالان). هربلو، موسوعة المستشرقين، عبد الرحمن بدوي؛ موسوعة الأعلام، خير الدين الزركلي.
(9) زاهر، محمد إسماعيل، أزمة الوعي العربي بين الحملة الفرنسية والحملة الأمريكية، كتب عربية (بيروت: 2006)، ص 48.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق