صلاح سعيد
أمين
تُعد جماعة
الإخوان المسلمين أم الحركات الإسلامية في العالم، ولها جذور ممتدة مترسخة متأصلة،
وشعبية قوية، داخل العالم الإسلامي. والجماعة لها فروع في أكثر من 95 دولة على وجه
المعمورة. واليوم، وفي أكثر من بلد، تواجه هذه الجماعة إرهاباً شرساً منظماً ممولاً،
من قبل بعض دول المنطقة، وفي ظل صمت (متعمد) من قبل المجتمع الدولي.
والسؤال المطروح هنا، هو: فيمن العيب؟ في الجماعة
التي اختارت ونهجت وقبلت باللعبة الديمقراطية، وفازت فيها؟!.. أم العيب في الدولة العميقة
بمصر، وبعض أشقائها من العرب، الذين انقلبوا على الشرعية الدستورية، وأطاحوا بأول رئيس
مدني منتخب في تاريخ مصر، وأحدثوا مجازر دموية، ووضعوا محاكم هزلية لرافضي الانقلاب؟!
أم العيب في (الصمت) الذي ينتهجه المجتمع الدولي (عمداً)، تجاه كل من لا
يرغب أن يرى وجهه؟!
يرغب أن يرى وجهه؟!
ببساطة،
وبدون تحيز، عندما ننظر إلى تاريخ الإخوان المسلمين لأكثر من ثمانية عقود، وما تعرضوا
له طوال هذه الفترة من السجون والإعدامات والاغتيالات والاتهامات، نرى بوضوح أن الجماعة
لم تنحرف عن سلميتها واعتدالها في الفكر والممارسة قيد أنملة، رغم محاولات جرها إلى
العنف والتطرف، بل بالعكس أصروا أكثر فأكثر على تمسكهم بالوسائل السلمية، كالمظاهرات
والاعتصامات والنشاطات المدنية الأخرى، ولم يلجأوا يوماً إلى القتل والدمار والعبوات
الناسفة.
ومن يتابع
تاريخ الجماعة، بشيء من الإنصاف، يدرك بجلاء أن الإرهاب (رغم أزمة تعريفه) بواد، والجماعة
بواد آخر، ويفهم أن من الكبائر، فكرياً وأخلاقياً ومنطقياً، درج هذه الجماعة في القوائم
التي تضم من يوصمون بـ(الإرهاب)! ومن لم يسعفه الوقت للبحث في صفحات التاريخ، فلينظر
إلى أحداث ثمانية عشر شهراً أعقبت الانقلاب بمصر، ويرصد ما آلت إليه الأحوال، بدءاً
من الانقلاب، ومروراً بالمجازر الدموية، وانتهاءاً بالمحاكمات المسرحية الهزيلة، ومن
ثم ليحكم على مجريات الأحداث، ويقول كلمته للإنصاف والتاريخ.
نحن على يقين بأنه ليس هناك أي غموض في حقيقة ما
ذكرنا، وأن القاصي والداني يعرف ذلك، لكن المشكلة تكمن في عدم الإنصاف، وانعدام النظرة
الحيادية تجاه الآخر، المختلف فكرياً وسياسياً، وفي الازدواجية التي يعيشها العالم
اليوم، لا في حقيقة مجريات الأحداث.
على المنصفين
من المثقفين، والسياسيين، أن يرفعوا أصواتهم، بغية إعلاء كلمة الحق المبني على المنطق
والفطرة السليمة، وفضح الإرهاب المتدثر برداء المدنية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق