د. هادي علي
مما لا شك فيه أن التيار الإسلامي
في هذه المرحلة التاريخية تواجهه تحديات فكرية وسياسية مختلفة، ومن هذا المنطلق
فهو يحتاج إلى تجديد وتغيير وابتكار آليات جديدة لمواكبة مسيرة التحولات المعاصرة.
وفي هذ المضمار، فإن جدلية
الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي، وكيفية ممارسة كل منهما على أكمل وجه، هي من أهم
تلك التحديات التي تشهد حواراً جاداً داخل التيار نفسه، حيث أصبحت مسألة فصل
الدعوة عن العمل السياسي، ومأسستها، هي الإشكالية الرئيسية التي تعاني منها حركات الإسلام
السياسي بصورة عامة. وبات من الواضح أن الحالة التقليدية للعمل الإسلامي، التي تجمع
العمل الدعوي إلى جانب العمل السياسي والحزبي، لا تصلح لهذا العصر، بل تحتاج إلى إيجاد
صيغ وآليات جديدة لممارسة كل منهما، وعدم الخلط بينهما، كما هي عليه الآن.