سعد سعيد الديوه جي
قبل نصف
من قرن من الزمان كانت الصحافة المصرية والإذاعة سيدتا الموقف الإعلامي العربي
آنذاك، وكان هذا التيار يصب في مسألة تحرير فلسطين والقدس. وإثارة النعرات ضد
السعودية، ومن والاها، والتي كانت آنذاك تحتضن (الإخوان المسلمين)!
ولم يبق
شيء من قاموس الشتائم إلا واستخدمته وسائل الإعلام المصرية، بقيادة الراحل (محمد
حسنين هيكل)، ناهيك عن المصطلحات الرائجة آنذاك لكل من يخالف قائد الأمة: عملاء،
رجعيون، أذناب، أمبرياليون.. إلخ، وصوت العقل غائب، والجيش المصري غارق في موحلة
اليمن.
وفي
الخامس من حزيران عام 1967،صحونا على صوت المذيع المصري الشهير (أحمد سعيد) يبشرنا
بقرب نهاية
(إسرائيل)، وإذ خلال أسبوع تضيع القدس، وماتبقى من فلسطين، وسيناء،
والجولان.. وخرجت هذه الجوقة لتقول بأننا خسرنا معركة، ولم نخسر الحرب!
في
أيامنا هذه تبدلت الأدوار، ولم تتبدل العقليات، وحلّ(الإرهاب)مكان (إسرائيل)! وهو
في الحقيقة الواجهة البشعة لجزء من حرب شرسة على مناطق النفوذ، وعلى رؤوس أموال
الخليج، ورساميلها، بين أوروبا، بزعامة (ألمانيا)، التي توظف فيها (قطر)، أكثر مما
توظفه في (أمريكا)، بزعامة رجل الأعمل (ترامب)، الذي حقق مالم تحققه الحروب، في
غزوته الاقتصادية الشهيرة.
ومايهمنا
بأننا لم نتعلم شيئا مطلقاً خلال خمسة عقود، لابل إن ظاهرة المهاترات زادت قتامة،
وتطورت بتطور وسائل الإعلام، فصارت البذاءة والسباب واللعن لها مفكروها ومنظروها،
وبدل أن نقر بحتمية الاختلاف بيننا، غيّبنا عقولنا وراء الإرهاب، فصار وحشاً
خرافياً لا يمكن تخيله.
وأقسى
وأمرّ مافي مهاترات الإخوة الأعداء، في القرن الواحد والعشرين، نزول (علماء
الدين)، ومؤسساته، إلى الساحة، وتسييسهم للدين على الطريقة الداعشية، ولكن بلون
آخر..وهو أمر ليس له تبرير مطلقاً،إذ الدين براء من الخلافات السياسية.
لقد جعل
هؤلاء الدين موضع استهزاء وسخرية، وهم يناصرون هذا، ويلعنون ذاك.. فهل سننتهي على
فاجعة أخرى، أقسى من ضياع القدس! والخراب يعبث في العراق وسوريا وليبيا واليمن؟!!
لننتظر خمسين سنة أخرى، ونرى ما سيحدث!r
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق