حسين
حسن التلسيني
في شرعهم غدر وكفر وانتقامُ ... للذبح في ساطورهم عرش مقامُ
لجهنم الإحراق في أقفاصهم ... حقد يصول ولايمل ولاينامُ
أما راوئح جيبهم فكريهة ... ما دام فيه يعربدُ المال الحرامُ
إن السبايا في الليالي وليمة ... شهية، لا كفر أتخمها الزحامُ
ولحزنهن بكت دموع الدمع، ما ... لانت قلوبهمُ، ولا فاح
الكلامُ
خطفوا القصور سبية لسمومهم ... والنازحون طوتهمُ تلك
الخيامُ
نسفوا (أبا تمام)، ثم (الموصلي) 2 ... وتراثهم
لجروحنا البيض المدامُ
فتوشحت كم (يردلي
)3 ثوب الأسى ... وعلى شفى حفر اللظى احترق المنامُ
صلبوا الحوار بفك نار جحيمهمْ ... ورسولنا بشذا الحوار
المستهامُ
ويرون في تفخيخهم بدراً لهم ... وبغيره دنيا المهيمن لا
تقامُ
قالوا: تفجر بين جمع الرافدي ... ن، لك الجنان، وحورها،
ولك السلامُ
في شرعهم فجّرْ قبور الأنبيا ... ليضمك المختار والماحي
الهمامُ
فتألمتْ أحشاءُ زمزم في الدجى ... ولجرحه السيال ما عاد
التآمُ
* * *
لولا دم الشهداء ما نبت الخزامُ ... ما طار فوق منارة
النور الحمامُ
برصاصهم عاد العراق موشحاً ... غناه فوق جبالنا ذاك الغمامُ
ما جاع جوف سلاحهم يوم الوغى ... فرصاصهم لسلاحهم دوماً
طعامُ
ظلت مدافعهم جحيماً غاضباً ... بين المدافع والقذائف لا انفطامُ
والراجمات تزحزحت عن نومها ... إذ حاصرت أرواحنا الموتُ
الزؤامُ
والطائرات تهب من فك الردى ... فإذا بأوكار الجراثيم الركامُ
همراتهم أقمارنا في نينوى ... حين اعتلى من سطوة الظلم
الظلامُ
ولنصرهم فاحت قبور الأنبيا ... وغدا اعتدالَ شريعة الله
الإمامُ
واستيقظت حدباؤنا من جرحها ... شمساً جدائلها المسرة
والغرامُ
وبهم غدا قلب العراق مجرة ... بضيائها الغضبان قد سقط
اللثامُr
____________________________
(1) استخدمت علة الترفيل في الكامل التام، لا المجزوء منه،
اجتهاداً مني، لذا وجب التنويه.
(2) الموصلي: هو الملا عثمان الموصلي (رحمه الله): قارئ، وشاعر،
وعالم بفنون الموسيقى.
(3) يردلي: أغنية تراثية موصلية شهيرة تتغزل بامرأة اسمها
يردلي.
(4) منارة النور: هي منارة الحدباء الشهيرة في الموصل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق