05‏/07‏/2017

حلقات مفقودة من تاريخ منطقة بهدينان من خلال المصادر المسيحية واليهودية

أ. د. فرست مرعي
ترجع أهمية المصادر السريانية ( = المسيحية) واليهودية، إلى أنها تؤرخ لفترة مهمة في تاريخ الشعب الكوردي.
والحقيقة إن المصادر السريانية هي مصادر آرامية، على اعتبار أن اللغة السريانية، المدونة فيها المصادر آنفة الذكر، هي إحدى اللهجات الآرامية.
والآراميون أمة قديمة من الأمم السامية التي هاجرت من الجزيرة العربية، وقد ورد ذكرهم في عهد الملك الأكدي (نرام سين) (2260-2223 ق.م)، وإن كان هناك باحثون آخرون يرون بأن هجراتهم التاريخية من الجزيرة العربية لا تتعدى الفترة المحصورة بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد. وقد تفرعت اللغة الآرامية في القرنين الأول والثاني الميلاديين إلى فرعين رئيسيين، احتوى كل منهما على عدة لهجات:
1-  الآرامية الشرقية: وتضم اللهجات الحضرية (مدينة الحضر المشهورة)، والآرامية البابلية، والآرامية الرهوية (سريانية مدينة الرها)، واللهجات الصابئية (المندائية-لهجة صابئة جنوب العراق)، واللهجات الآثورية (الآشورية- لهجة سكان شمال العراق، وشمال غرب إيران- كوردستان ايران، ومنطقة هكاري في كوردستان تركيا).
2- الآرامية الغربية: وتضم اللهجات الآرامية النبطية التدمرية (مدينة تدمر الشهيرة)، والآرامية الفلسطينية، والسورية، وغيرها.
وقد تمكن الآراميون، في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد، من إقامة عدة دويلات وإمارات في مناطق الفرات الأعلى والأوسط، منها: دولة آرام نهر ايم، التي ورد اسمها بهيئة: آرام ما بين النهرين، ودويلة فدان (آرام)، التي كان مركزها مدينة (حران). كما اشتهرت في (التوراة) بكونها موطن (إبراهيم الخليل) - عليه السلام- وأفراد أسرته، خلال هجرتهم من (أور) الكلدانيين، في جنوب العراق، في طريقهم إلى بلاد الكنعانيين (فلسطين)، حسب رواية الكتاب المقدس.
وللآراميين تأثير واسع وكبير في تاريخ الشرق الأدنى القديم، على الأصعدة السكانية والحضارية واللغوية، حتى أن الآرامية أصبحت لغة المراسلات الدولية، فضلاً عن أن أغلبية سكان الهلال الخصيب غدو يتكلمون بها، ناهيك أنها لغة المسيح عليه السلام، وأتباعه.
وفي نهاية القرن الثاني الميلادي دخلت المسيحية بلاد الآراميين في الرها( = أورفة الحالية)، مما حدا بمعتنقيها إلى أن ينفروا من التسمية القدية الآرامية، التي هي مرادفة للوثنية عند اليهود المسيحيين، والاستعاضة عنها بكلمة السريان، بدلاً من آرامي، والسريانية بدلاً من الآرامية، تلك التسمية التي أطلقها عليهم اليونانيون، الذين كانوا قد احتلوا بلادهم سنة 312 ق.م، في عهد الملك سلوقس الأول (311-281 ق.م)، الذين جعلوا اسم الآراميين مرادفاً لسكان المدن الوثنية، مثل (حران).
وتجدر الإشارة الى أن الكثرة من مدونات التاريخ الكوردي الحديث جاءت في المدونات المسيحية واليهودية، من خلال سجلات العماد في الكنيسة ( = سجلات الولادات) والوفيات، ونسخ المخطوطات الكنسية، من خلال كتابة الهوامش والحواشي المتنوعة عليها، بالإضافة الى أن الرحالة اليهود والأوروبيين دونوا الكثير من الملاحظات عن تاريخ كوردستان عامة، وتاريخ منطقة بهدينان خاصة.
وفيما بعد ظهر مؤرخون يهود، من أصول كوردية، دونوا تاريخ اليهود الكورد من خلال سجلات الرحالة اليهود، ومن اللقاءات الميدانية مع بعض الحاخامات اليهود، وبعض يهود كبار السن، الذين عاشوا في كوردستان أكثرية أعمارهم، ثم هاجروا إلى (فلسطين – إسرائيل)، في سنوات 1949-1951م،  وقضوا بقية أعمارهم هناك؛ لذا فإن معلوماتهم على قدر كبير من الأهمية، ويمكن مقارنتها بغيرها من المصادر، للوصول إلى الحقيقة التاريخية نوعاً ما. مع ملاحظة أن العديد من الروايات لا يمكن التكهن بصحتها، حيث يبدو التعصب الديني والعرقي ( = الإثني)، والمبالغة، واضحاً في ثنايا مقابلاتهم، ولم يكلف الباحثون اليهود الكثير من العناية في تدقيقها، أو على أقل تقدير مقارنتها بغيرها من المصادر.
 1- في كانون الثاني سنة 1555م، قام باشا العمادية بإلقاء القبض على البطريرك الكلداني (هرمز سولاقا) وسجنه،  وكان الأخير قد غيّر مذهبه النسطوري إلى الكلداني الكاثوليكي، لذا سلمه البابا (جوليانس الثالث) درع البطريركية في 28 نيسان 1553م في مدينة (روما)، وعاد أول البطاركة الكلدان إلى الشرق. وبوشاية خصمه (شمعون الثامن  دنخا- 1551-1558م)، بطريرك (القوش) النسطوري، الذي اتهمه بالعمالة، قام باشا العمادية بعد ذلك بالتخلص من (سولاقا)، عبر إغراقه في إحدى البحيرات الواقعة جنوب شرق مدينة العمادية، بالقرب من دير (مار ساوه) ( = قرية ديرش- منطقة برى كاره) في سنة 1555م.
2- ورد ذكر كنيسة في (دهوك) تحمل اسم ( ماركوركيس )، وذلك في ذيل مخطوطة تعود إلى  الإنجيل المقدس مكتوب:(كزيرتا (جزيرة) ابن عمر -جزيرة بوتان )، بيد القس (أوراها)، برفقة (كوريه بن شليمون)، بإعطائها لكنيسة (مار كيوركيس) الموجودة في قرية (ديوَك). أما الاسم باللغة الكلدانية فهو (إتوُك)(آشور المسيحية، ج2، ص710-711)؛ والكنيسة المذكورة كانت تقع  مقابل الجامع الكبير من الجهة الشرقية، وليست محل الجامع، كما تذكر المصادر السريانية .
3- في سنة 1607م ورد ذكر كنيسة (مار إيثالاها)- الواقعة في مدينة دهوك، مقابل جامعة دهوك - في التقرير المقدم إلى البابا (بولص الخامس 1605-1621م)، أورده الأنبا (شموئيل جميل التلكيفي) في أطروحته المقدمة إلى (الجامعة الأوربانية) في (روما).
4- في سنة 1607م ورد ذكر دير باسم (دير حنانينا)، الواقعة في قرية (بروشكى)  الدوسكية، التي تقع الآن ضمن مركز مدينة دهوك. وقد عمل هذا الدير بشاط إلى القرن السابع عشر الميلادي. جاء ذلك ضمن مقالة نشرها (ديجورج) في مجلة البعثات التبشيرية الدومنيكية، عام1929م. في سنة 1635م ورد ذكر كنيسة في (دهوك) تحمل اسم (مريم العذراء)، كانت تقع في موضع (كنيسة الانتقال) الحالية، يعتقد أنها كانت خاصة بالسريان، وأن مطران دير (مار متى): (ملقي)، زار الكنيسة، وقام بتعيين الأكليروس الخاص بخدمتها.
5- في سنة1641م  جاء في سجل حوليات (كلية بروبغندا)، في المجلد الأول، لمجموعة الوثائق، لسنة 1633- 1753: "أن بطرس جيسي الفارسي، من مدينة العمادية، قبل في الكلية (بروبغندا) في 17 آب عام 1647م، وكان له من العمر آنذاك ما يقارب 24 سنة، وذلك بترشيح من قبل الكاردينال (بربرينو)، وبقرار المجمع في 3 حزيران من نفس السنة، وهو من والدين مسلمين، وادعى أنه مدعو من الله أن يأتي إلى (روما)، ليصبح مسيحيًا، سنة 1641م. وفي 7 أيلول 1642م، عمّده المونسيور(سكنا رولا)، في كنيسة (سيدة الجبال) في مدينة (روما)، وكان أشبينه: السيد التقي (الكونت جيسي  الفرنسي)، ابن سفير الملك الفرنسي في القسطنطينية (استنبول)".
رجع الأب (بطرس جيسي)، بعد رسامته الكهنوتية، إلى بلاده (كوردستان)، وعمل كثيرًا في الرسالات والمواعظ، وخصوصًا في مدينة (آمد) ( = دياربكر)، حيث يبدو أن مجيئه إلى مسقط رأسه في (العمادية) ربما سيثير مشاكل، كانت الكنيسة آنذاك في غنى عنها. مهما يكن من أمر، فإنه كان غيورًا على نشر الإيمان الكاثوليكي، والدفاع عنه ضد النساطرة (الآشوريين الحاليين)، الذين  كانوا لا يزالون هم الأكثر بين أتباع كنيسة المشرق. مكث الأب (بطرس جيسي) عدة سنوات في (آمد)، ثم ذهب إلى قصبة (القوش)، شمال شرق مدينة (الموصل)، للقاء البطريرك (مار ايليا الثامن 1617- 1660م)، الذي سرّ بقدومه، ورآه غيورًا عالي الإيمان، ويكنّ محبة عميقة للكنسية ووحدتها مع جميع الكنائيس، وخصوصًا (كنيسة روما) التي عاش بها فترة، وتعلم اللغة الإيطالية، وتعرف على المسؤولين في الدوائر الرومانية. لذا، اختاره للذهاب إلى (روما) برفقة اثنين، وهما: الأب (مرقس)، والشماس ( طيمثاوس)، لاطلاع المسوؤلين في (روما) على حالة المسيحيين في بلاد الشرق، وتحديدًا كوردستان. وقد كتب البطريرك رسالة بهذا الخصوص إلى مجمع التبشير بالإيمان (البروبغندا)، جاء فيها: "أرسل إلى روما عندكم تلميذكم الأب بطرس جيسي، فإنا أجبناه، لأنه تلميذكم، ونرجو أن يكون وسيطًا بيننا وبينكم، وهو مطلع على كتبنا، وعارف جيدًا نظام طقوسنا التي نقوم بها يوميًا. أرجو منكم أن لا تعتمدوا على كل من يقول لكم إنه مرسل من قبلنا، ولكنه بالواقع ليس كذلك". وفي تعقيب على هذه الرسالة، يقول الأب (بطا الكبوشي)، مسؤول رسالة الكبوشيين في (الموصل)، في رسالته إلى (مجمع البروبغندا): "إن البطريرك أرسل الأب بطرس جيسي مع شخصين آخرين، وهو يعرف اللغة، لكي يرى ماذا يمكن القيام به لمجد الله وخلاص نفوس كثيرة".
بخصوص ما تبقى من حياة (بطرس جيسي) الفارسي العمادي، فإن حوليات البروبغندا تشير فقط إلى أنه استشهد في الحبشة  ( = أثيوبيا) من أجل الإيمان الكاثوليكي، بدون تحديد السنة.
6- في 27/12/ 1676م، ورد في رسالة المطران  (عمانوئيل بالييهBallyet)  أنه يوجد في دهوك ثلاثون عائلة كاثوليكية مع كنيستهم وكاهن ( = قس) خاص بهم، دون الإشارة إلى وجود كنيسة ثانية خاصة بالنساطرة.
7- في سنة 1712م، وأثناء الصراع الحاصل بين الأخوين المتخاصمين: (عثمان باشا)، والي العمادية، و(زابد)، حاكم زاخو، حل الدمار بالعديد من البلدات والقرى المسيحية في المنطقة، منها: منكيش ( = مانكيش) وآرادن، وديركينيه ( = ديركن، التابعة لناحية ديره لوك)، وسميل، ودهوك، وشيوز ( = شيزى)، بالإضافة إلى الخراب الشامل بقرى وادي (صبنا)، وبناء على ذلك غادر المسيحيون قصبة (سميل) نهائياً في تلك الحقبة.
8- في سنة1191هـ/1777م تمردت قبيلة التيارية ( = الآثوريون – الآشوريون) على أمير العمادية ( =بهدينان)، فقاتلهم (إسماعيل باشا)، وقتل منهم سبعين رجلاً، ونهب ثلاثمائة وخمسين بغلاً.
9- في صيف سنة 1879م استدعي الأب (جاك ريتوري)، مسؤول الإرسالية الدومنيكانية في قرية مار ياقو ( = قَشَفر)، الواقعة شمال غرب مدينة (دهوك)، إلى (الموصل)، وانتدب ليحل محل رئيس الرسالة: الأب (بيير غونزاليز دوفال)، ثم عين (ريتوري) قاصداً رسولياً في (بيروت)، منذ ذلك التاريخ حتى وافته المنية في الأول من شهر آب سنة 1904م، عن عمر يناهز الحادية والسبعين. وكان (ريتوري) قد أبلى بلاءً حسناً في إسعاف المحتاجين الجياع والمرضى في منطقة (دهوك)، حيث ترك ذكرى طيبة في قلوب الجميع، ورفع من شأن الإرسالية. وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثة من المرسلين الدومنيكان قد ماتوا في دير قرية (مار ياقو)، نتيجة تفشي مرض التيفوئيد، اعتباراً من شهر نيسان عام 1789م، وكان الأب (ريتوري) هو الناجي الوحيد من بين المرسلين الدومنيكان.
10- في 16/11/1883م  كتب البطريرك إيليا الثاني عشر ( = عبو اليونان) رسالة إلى الشماس (يوسف دلال) حول نية (طاهر آغا) الاستيلاء على كنيسة قديمة مقابل جامع دهوك الكبير. ومما جاء في الرسالة: أن غبطته طلب من الشماس (يوسف دلال) أن يجاهد للحصول على حقوق الكنيسة، وعدم التفريط بشبر منها.
11- في سنة 1885م وجد الأب (جاك ريتوري)، مسؤول الإرسالية الدومنيكانية في قرية (مار ياقو)، أن قرية معلثايا ( = مالطا) كانت "مدمرة، لم يبق فيها قائماً سوى مبنى كنيستها، التي تستخدم كملجأ لحماية قطعان الأغنام العائد للعرب". (آشور المسيحية، ج2، ص708).
12- في سنة 1885م  زار الرحالة الفرنسي (بنديه) دهوك، في طريقه إلى (الموصل)، قادماً من (العمادية). وذكر في مذكراته بأن عدد بيوت (دهوك) حوالي (60) بيتاً فقط، بالإضافة إلى مقهى تركي  ( = محل سينما نوروز)، يقع قبالة قلعة السراي ( = دائرة البريد القديمة).
13- في سنة 1885م قام  النساطرة الآثوريون، من عشيرة التياري، بحملة عسكرية على عشيرة الأرتوشي، وفي طريقهم حاصروا (قرية مارونس)، وتمكنوا من السيطرة عليها.
14- في شهر تشرين الثاني عام1885م خرج الأنبا (شموئيل جميل التلكيفي) من (الموصل)، قاصداً منطقة (عقرة)، وفي طريقه مر بقرى الشبك، وعشيرة الكوران، فذكر أنه كان في قرية (بَردَرَش) حوالي (100) بيت من الكورد، وفي قرية (روبيا = روفيا) حوالي (40) بيتاً من الكورد. وعندما وصل إلى مدينة (عقرة)، وجد فيها 1200 بيت، منهم حوالي (30) بيتاً من المسيحيين الكلدان الكاثوليك، يسكنون متجاورين في أعلى المدينة، أسفل حصن متهدم مبني على قمة الجبل، وهؤلاء الكلدان لهم كنيسة مبنية على اسم مريم العذراء، لكنها غير مستخدمة حالياً ( =آنذاك)، بسبب سقوط نصف سقفها تقريباً. كما يوجد في عقرة (20) بيتاً من المسيحيين اليعاقبة ( = المنوفستيين – أصحاب الطبيعة الواحدة)، ولهم كاهن واحد، وكنيسة واحدة، محفورة كلها في الصخور. وفي (عقرة) حوالي (100) بيت من اليهود، ولهم كُنَيس، ورئيس كهنة ( = حاخام ). أما بقية السكان فمن الكورد. كما أنه زار قرى منطقة نهله والزيبار، واشتكى من ظلم الآغوات و(الأكراد الأشرار) للمسيحيين، في تلك الأنحاء، وكيف أنهم استولوا على العديد من القرى المسيحية الكلدانية، وتشهد بذلك خرائب الكنائس فيها. فعلى سبيل المثال، زار قرية (آرينا)، فوجد فيها حوالي (100) بيت من حوالي (90) من الكورد، الذين كانوا جماعتين: الأولى تابعة إلى (عبدالله آغا)، والأخرى إلى (سليم خان) آغا القرية والمنطقة كلها، وبقية البيوت هي من الكلدان الكاثوليك، الذين لهم كنيسة باسم (مار قرياقوس)، ولهم كاهن ( = قس) اسمه (كوريال). بعدها زرنا قرية أرتون ( = أركن)، تسكنها (4) عوائل من الكلدان. ثم زرنا قرية صانايى ( = صيان)، وفيها فقط (7) بيوت من الكلدان، الذين لهم كنيسة على اسم (ماركيوركيس الشهيد). بعدها زرنا قرية (بامشمش)، فوجدنا فيها(4) بيوت من الكلدان، ولديهم كنيسة باسم (مريم العذراء).
15- في شهر تشرين الثاني، عام1885م، زار الأنبا (شموئيل التلكيفي) قرى أخرى تابعة لـ(عقرة)، فزار قرية (كردس)، التي يسكنها فقط (10) من عوائل المسيحيين الكلدان، ولهم كنيسة باسم (مريم العذراء). وفي اليوم التالي زار الأنبا قرية شلمَث ( =شرمن)، أهلها جميعاً من النساطرة؛ ولم يذكر مسيحيتهم، لأنهم أصحاب بدعة وهرطقة في نظره. ثم زار قرية (كوندك)، التي يسميها أهل المنطقة (نيريم)، وفيها حوالي (30) بيتاً من الأكراد، عدا خمسة بيوت من الكلدان. وكان زعيم القرية (خالد آغا) قد دعا الأنبا ومرافقيه إلى دعوة غذاء، لأنهم كانوا على معرفة سابقة ببعضهم. بعدها زار قرية (شوش)، التي فيها حوالي (60) بيتاً من الكورد واليهود، بعدها زار قرية (شرمن) من جديد، واستطاع إقناع جميع أهاليها (15 عائلة) بترك النسطورية، واعتناق الكثلثكة، وتم تعميد أطفالهم من جديد.
16- في 6/12/1885م، زار الأنبا (جميل)، بصحبة (خواجا شربتي)، رئيس قرية (نوآوا) الكلدانية، الواقعة ضمن عشيرة السورجي (قرية بجيل). وكان (الشربتي)، ومسيحيي القرية المذكورة، هم بالأصل من منطقة (الزيبار)، ولكنهم هربوا منها، حيث آواهم السورجية. وقد رحب الشيخ (محمد السورجي)، شيخ تلك المنطقة، بالأنبا وضيفه. ودعاه الكاهن إلى الاهتمام بالمسيحيين، ورعايتهم. بعدها زار قرية (ملا بروان)، و(كاني فلله = عين المسيحيين)، فوجد فيها عدة أسر مسيحيية هربت من (ظلم الأكراد الزيباريين) أيضاً.
17- في سنة 1892م، أقدم  النساطرة الآثوريون، من عشيرة التياري السفلى، على نهب ألف رأس من الغنم العائدة  للشيخ (نور محمد الدهوكي البريفكاني)، وهي في طريقها إلى منطقة زوزان في منطقة هكاري، ولما أعياه استرجاعها، استعان بعشائر بهدينان القوية (البرواري بالا، المزوري، والدوسكي)، فزحفت على مناطق تياري السفلى، ونهبت منهم أضعاف ما نهبوه من أغنام الشيخ (نور محمد). وتجدر الإشارة إلى أن السفير البريطاني في استنبول ( = السير ستراتفورد) احتج لدى الباب العالي للدولة العثمانية على هذه الحادثة.
18- في 24 تموز سنة 1892م، تم رسم (طيمثاوس إرميا مقدسي) أسقفاً – مطراناً على (أبرشية زاخو).
19- في سنة 1892م،  بنى (طيمثاوس مقدسي)، مطران (أبرشية زاخو)، مدرسة كنسية للبنات المسيحيات في دهوك، مع دار للكاهن ( = القس)، إضافة إلى أربعين بيتاً للمسيحيين، في عرصة (كنيسة الانتقال).
20- في سنة 1893م، وضع المطران (طيمثاوس مقدسي) أسس مطرانية ( = قلاية) زاخو، وفي السنة التالية (1894م) تم إقامة الغرف، وتم تحديد فناء المطرانية.
21- في سنة 1893م رسم الشمّاس (يوسف دهوكي) كاهناً باسم (يوسف دهوكي)، على يد مطران أبرشية زاخو (طيمثاوس مقدسي).
22- في سنة 1895م تم الانتهاء من بناء القسم الشرقي من (مطرانية زاخو)، المتكون من رواق( = طارمة) وثلاث غرف، وتمت المباشرة بإقامة القداس( = الذبيحة الإلهية) في الغرفة الكبيرة.
23- في سنتي 1897- 1898م وقعت مجاعة في (القوش) و(باطنايا) و(تلكيف)، إذ لم يحصدوا من حقولهم شيئاً في سنتين متتاليتين. في حين كانت الدولة العثمانية تجبـي منهم الضرائب العينية على الأغذية باستمرار.
24- في سنة 1898م، تم إقامة سور حول بناية (مطرانية زاخو). ولقد ظل القس (أبلحد معمار باشي) مشرفاً على العاملين في بناء دار المطرانية منذ عام 1894م.
25- في سنة 1898م، هاجر الكثير من أهالي (ألقوش) إلى (تلكيف)، خوفاً من عساكر (حاجي آغا الأرتوشي). علماً بأن الآغا المذكور كان أحد أمراء الأفواج الحميدية العثمانية، التي تأسست سنة 1891-1892م، بناءً على أوامر السلطان (عبد الحميد الثاني).
26- في خريف سنة 1898م، وبإيعاز من (حاجي آغا الأرتوشي)، و(مصطفى باشا) زعيم عشيرة الميران، سطا لصوص على قرية (بيدار)، التي كانت واقعة في الضواحي الغربية من قضاء (زاخو) آنذاك، وسلبوا تسعة وثلاثين بغلاً وعشر أفراس. ورفع مطران زاخو: (طيمثاوس إرميا مقدسي)، الشكوى ضدهم في زاخو والموصل والقسطنطينية ( = استنبول) أكثر من مرة، ولكن بدون جدوى. وكل ما حصل عليه رجال الدين المسيحيون بضع كلمات مسطورة على القرطاس، تأمر الحاكم والوالي بالعمل على استرجاع الدواب المسروقة إلى أصحابها. إلا أن أحداً لم يتجرأ على تطبيق هذا الأمر ضد السُراق، وذهبت كل مساعي المطران (مقدسي)، وغيره من رجال الدين المسيحيين، أدراج الرياح.
27- في سنة 1903م، حدث خلاف بين الشيخ (نور محمد الدهوكي البريفكاني)، وأهالي (القوش)، بسبب اعتناق رئيس القوش( = مختارها) (يوسف صارا) (1900-1904م) للدين الإسلامي. ولما كانت (القوش) ناحية تابعة لقضاء (دهوك)، لذا قام بطريرك طائفة الكلدان ( = مارعمانوئيل الثاني تومكا، 1852-1947م) بالتوسط لدى السفير الفرنسي في العاصمة العثمانية (استنبول)، بغية فصل (القوش) عن قضاء دهوك وربطها بالموصل، حتى لا يتمكن شيوخ بريفكان القادريون من التدخل في شؤونها. وبعد ضغوط عديدة مارسها السفير الفرنسي، قررت الدولة العثمانية سنة 1905م فصل (القوش) إدارياً عن (دهوك)، وإلحاقها بالموصل.
28- في نهاية سنة1904م، وبسبب دخول رئيس القوش ومختارها: (يوسف صارا)، وبعض أقربائه وجيرانه، إلى الدين الإسلامي، وذهابه إلى مدينة (الموصل)، لإتمام مراسيم الدخول أمام المحكمة الشرعية، اتصل بطريرك الطائفة الكلدانية (مار عمانوئيل) بالشخصيات الموصلية، وبزعماء العشائر، للحيلولة دون اعتناق رئيس القوش وأتباعه للإسلام. وكان مسيحية (القوش) يتندرون على وضوء المختار على ضفاف نهر الخوصر.. وقد استطاع البطريرك وقف إجراءات دخول الألقوشيين إلى الإسلام؛ ولكن إصرار (يوسف صارا) على الذهاب إلى (الموصل) مرة ثانية لإشهار إسلامه، وإعلانه بأنه سيبني مسجداً في وسط (القوش). وأمام هذا الإصرار طلب بطريرك الكلدان من الالقوشيين عمل اللازم؛ فكان هذا معناه إعطاء شباب القوش الضوء الأخضر لتصفية (يوسف صارا)، وبالفعل تم عمل مكيدة شارك فيها ثلاثة من الالقوشيين، وهم كل من: (يوسف خوبير)، (اسطيفو بلو)، (يونس تيزي/ هومو)، وثلاثة رجال من قبيلة المزوري، وهم كل من: مصطو، جد (سعيد حسن مصطو) المعروف ، (أحمو رحيمو)، و(أحمو خالد).. وكانت الخطة تتضمن بأنه عندما يخرج (يوسف صارا) من منزل رئيس القوش السابق (خواجه ميخا دمن)؛ وبالفعل عند خروجه، ووصوله أمام خان الرهبان، قُذف ببعض الحجارة، وعند وصوله أمام بيته، أطلق عليه الرماة ثلاث إطلاقات نارية اخترقته وأردته قتيلاً.. (نقلاً عن: ينبيل يونس دمان، في كتابه: الرئاسة في القوش، ص78-81).
29-  في سنة 1905م، قررت الحكومة العثمانية إجراء مصالحة بين عشيرة (البرواري بالا) الكوردية، وعشيرة (التياري) الآثورية، وتم تكليف والي (وان) للقيام بتلك المهمة، وكان (رشيد بك) زعيم عشيرة (البرواري بالا) قد قتل زعيم (تياري العليا): (مالك إسماعيل)، انتقاما لمقتل خادمه (محمد دشتاني)، كما كان التياريون قد قتلوا (سعيد بك)، شقيق (رشيد بك)، أثناء هجوم التياريين على منطقة البرواري.. ولم تسفر هذه المصالحة عن شيء، نظراً لعدم تنازل رجال عشيرة (التياري السفلى) عن حقوقهم.
30- في 3/7/1906م،  دخل مجموعة من عشيرة (أورماري) قصبة (القوش)، وبينما هم في طريقم إلى القرية، التقوا بالحاج (ملوه)، رئيس عشيرة (المزوري)، في قرية (بيدَه)، وقالوا إنهم ذاهبون لجلب الحنطة من (القوش) بقوة السلاح، فأبدى آغا المزوري لهم النصح قائلاً: إن الجهة التي تقصدونها لا تخضع للابتزاز، فعبثاً تحاولون. فتصدى لهم أهالي (القوش)، بزعامة القس (متي ريس)، وردوهم على أعقابهم، حسب رواية مصادر القوشية. (الرئاسة في القوش، 83-84).
31- في سنة 1913م، نشر الخوري (يوسف تفنكجي) إحصائية عن عدد نفوس المسيحيين الكلدان في مدينة (دهوك)، التي قدرها بحدود 350 نسمة، لهم كنيسة واحدة، وكاهنين، ومدرسة واحدة. وتجدر الإشارة إلى أن الزعيم اليزيدي (حمو شرو)، قائمقام سنجار المعيّن من قبل الاستعمار البريطاني، كان قد أنقذ (التفنكجي)، مع عدد كبير من المسيحيين والأرمن، من الموت، أثناء هروبهم إلى (جبل سنجار)، خوفاً من ملاحقة الجيش العثماني.

32- في 15 تموز سنة 1915م، ورد في يوميات بطريرك الكلدان( يوسف عمانوئيل توما)، حول قيام (نايف مصطفى باشا ميران)، زعيم قبيلة (الميران)، بقتل رئيس قرية فيشخابور: (ياقو آغا)، مع القس (توما شيرين)، وحوالي ثمانين من أفراد القرية، بعد أن أمنهم على حياتهم. لذا، عبروا نهر دجلة إلى مضارب قبيلة ميران. وتطلق المصادر المسيحية على تلك السنة (السيفو)، أي السيف؛ في إشارة إلى حوادث القتل التي ألمّت بالمسيحيين أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى.
33- في شهر حزيران 1916م، اتهم زعماء الأكراد في (العمادية) مطران (أبرشية العمادية): (فرنسيس داود)، بأنه يزود الروس بالمعلومات عن الدولة العثمانية، وجيشها، فتم توقيفه لمدة خمسة عشر يوماً، بعد أن نزعوا عنه شارة الأسقفية. وعلى السياق نفسه، اتهم وجهاء الكورد في (دهوك)، القس (يوسف بهرو الدهوكي)، وآخرين، بنفس التهم. فتم توقيفه من قبل المجلس العرفي، المشكل في مدينة الموصل. وعلى الشاكلة  نفسها، تم توقيف كل من (الخواجا بتو ريس )، مختار قرية أرادن، والمدعو (توما)، من قرية بيباد، بتهمة التخابر مع المالك إسماعيل، زعيم قبيلة تياري عليا، ومن خلاله الاتصال بالروس، الذين كانوا في حالة حرب مع الدولة العثمانية.. وقد طالت محاكمتهما مدة شهر تقريباً، ولكن بعد التماسات عديدة من قبل (مار عمانوئيل الثاني)، بطريرك الكلدان في العراق، لدى (حيدر بك) والي (الموصل)، تمّ إطلاق سراح المطران (فرنسيس داود)، وبعدها تم إطلاق سراح الجميع، ما عدا الخواجا (بتو ريس)، الذي لم تفد تدخلات البطريرك، وقد كتب بهذا الشأن رسالة إلى مطران أرادن: (فرنسيس)، المطلق سراحه، جاء فيها:"كدت أوفّق ( = لإطلاق سراح بتو الريس)، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن". وحكم على المدعو (بتو ريس) بالإعدام شنقاً حتى الموت. وعلى ما يبدو، فقد مات (بتو ريس) من حمى التيفوس، قبل تنفيذ حكم الإعدام به.
34- في شهر آب/ اغسطس/1916م استولى (محمد حاجي آغا مصطو)، زعيم قبيلة الأرتوشي الكوجرية، على قرية (دير مار ياقو) و(دير الآباء الدومنيكان)، حيث هرب أهالي القرية، وتركوا بيوتهم، وكل ما يملكون، فاستجار أهل القرية بقائممقام قضاء دهوك، الذي أسرع بجنوده إلى منطقة (قشفر) لنجدتهم. لذا سرعان ما أخلى الأرتوشيون الدير، مولين الأدبار، بعد أن سلبوا ونهبوا القرية والحبوب التي كانت في البيادر، وأفرغوا دير الآباء الدومنيكان من كل محتوياته، وبعد مدة قصيرة ألقى والي الموصل العثماني (حيدر بك) القبض على (محمد حاجي آغا) لمعاقبته.
35-  في سنة 1919م، زار (آغا بطرس)، يرافقه المالك (خوشابا) قصبة (القوش)، وقد جرى لهم استقبال شعبـي حافل، ألقيت فيها الكلمات المتبادلة، وقام بزيارة (دير الربان هرمزد)، وجاء إلى استقباله في الوادي: الأنبا (موشي ارميا)، رئيس الدير، ثم صلى في الكنيسة، ونال بركة الرهبان، ثم غادر إلى قرية (باعذرى)،  مركز الزعامة الروحية للطائفة الأيزيدية، وقد خرج لاستقباله بحفاوة الأمير (سعيد بك بن علي بك)، وزاروا معاً ضريح (الشيخ عدي) في (كلي لالش)، ثم عاد إلى (الموصل).
36- في نهاية سنة1919م، بعد عودة الأسير (يوسف جبو يوسف حنا هومي) من الأسر في (الهند)، وكان قد أسر على يد الإنكليز في (معركة الكوت)، عام1915م. وبعد عودته استقبله السيد (كوريال كوركيس)، مدير ناحية دهوك، ورافقه مع أشخاص آخرين إلى قريته (مار ياقو – قشفر)، وعند وصولهم القرية طلب من زوجته قدر ماء مغلي، ووضع فيه شيئاً أسود اللون، وقال: هذا يسمونه الشاي، وصب للرجال الحاضرين، وعندما شربوه تعجبوا من مذاقه الحلو الطيب، وكانت المرة الأولى التي شرب الناس الشاي في المنطقة.
37- في تشرين الأول سنة 1920م،  قام  حوالي (5000) مقاتل آثوري، بقيادة كل من: آغا بطرس، وملك خوشابا، وزعماء آخرين، بتسلق جبال كوردستان، انطلاقاً من معسكرهم في (مندان)، الواقعة على (نهر الخازر)، الواقعة على طريق الموصل – عقرة، بغية إقامة دولة آثورية ( =آشورية ) في مناطق أورمية وهكاري (أجزاء من كوردستان الشمالية والشرقية). وقد تقدمت هذه القوات، تحت رايتها الحمراء ذات الصليب الأبيض، مدعومة بالمدفعية البريطانية، نحو مدينة (عقرة)، وبعد معارك عنيفة مع أبناء عشيرتي السورجي والزيباري، تمكنوا من احتلال عقرة، بعدها واصلوا تقدمهم لاحتلال قرية (بارزان). وبعد معارك عنيفة مع الزيباريين والبارزانيين، تمكنت القوات الآثورية من احتلال (بارزان)، وحرقها، بعد استشهاد القائد البارزاني المشهور (سعيد ولي بك)، ثم واصلت تقدمها نحو مناطق عشائر المزوري زوري، والريكاني، والنيروي، والبرواري زوري.. حيث أحرقت ودمرت في طريقها العشرات من القرى الكوردية، لعشائر الزيباري والبارزاني والريكاني والنيروي، انتقاماً وثأراً لخسائرها في معارك عام 1915م مع المجاهدين الأكرد من أبناء العشائر المذكورة. ولولا حلول فصل الشتاء، وحدوث انقسام بين أبناء مناطق أورمية وهكاري، لكانت الأمور تسير وجهة أخرى.
38- في 9/9/ 1924م، حدثت مشاجرة بين أهالي القوش، وأسرة آل توحلة الموصلية، حول جني محصول الحنطة، أدى إلى جرح (يوسف اسطيفو أودو) من قبل اثنين من جباة المحصول من المواصلة، وهما: أحمد السالم، وأحمد الحياوي.. وقد فارق الحياة بعد عدة أيام.. بعدها انطلقت نداءات الاستغاثة من أهالي القوش، حيث تمكنوا من اللحاق بهما، بعد فرارهما باتجاه الموصل، وبعد تبادل إطلاق النار، جرح أحدهما، بينما استسلم الثاني. اقتيد الجانيان من قبل مجموعة من الرجال باتجاه وادي الدير العلوي ( = الربان هرمزد)، وفي مكان داخل وادي (نيرد ايوه)، تمت تصفيتهما، بإضرام النار فيهما، ليكونا عبرة لمن يعتدي على الناس الآمنين.. ولقد أعقب موكب الثأر قطيع من الأغنام، لكي لا تترك الدماء النازفة من أحدهما سبيلاً، ثم أقسمت المجموعة أن تكتم ما حدث، تحسباً لما تحمله الأيام المقبلة. (الرئاسة في القوش، ص114-116).
39- في سنة 1924م، قدم إلى (القوش) حاكم الموصل البريطاني الجنسية: (نولدن)، وطلب من (يوسف بولا)، رئيس ( =مختار) القوش، أن يكلف شخصاً لإيصال رسالة إلى حاكم دهوك البريطاني: (جادين)، فوقع الاختيار على (الياس قودا). وبينما هو في طريقه إلى (دهوك)، فوق (جبل زاوا)، المطل على دهوك، من الجهة الجنوبية، إذ بطائرة بريطانية تمر بتلك الأجواء، فصوب (الياس) بندقيته نحوها، وأخذ يطلق الرصاص عليها دون أن يصيبها. غير أن (الياس) اختبأ في بعض الشقوق الجبلية، ورجع إلى (القوش)، دون أن يكمل مهمته، حيث اعتبر خارجاً عن القانون، بنظر السلطات البريطانية.
40- في سنة 1924م، أسس المبشر الأمريكي المشيخي (روجر كريغ كامبرلند)، محطة للإرسالية المتحدة فيما بين النهرين  United Mission Mesopotamia في مدينة (دهوك)، للتبشير ( = التنصير) بين سكان العراق، في المنطقة الشمالية ( = كوردستان)، والوسطى، من العراق. وكان (كامبرلند) قد وصل مدينة (الموصل) عام 1923م، قادماً من (أمريكا).
 41- في عام1925م، قام الأكراد البارزانيون بالهجوم على قرية نيرم ( = كوندك)، وقتلوا كاهن (قس) القرية، مع (12) من أهالي القرية. وحالياً القرية أصبحت كوردية تماماً. (آشور المسيحية، ج1، ص198).
42- في سنة 1926م،  زار المستشرق الفرنسي: الأب (يعقوب فوستي)، مدينة (دهوك)، والقرى المسيحية المجاورة، بقصد الاطلاع على المخطوطات السريانية في الأديرة والكنائس الكلدانية، والاطلاع على محتوياتها، ومن ثم فهرستها.
43- في سنة 1926، اشترى المبشر الأمريكي (روجركريغ كامبرلند) قرية (بابلو)، الواقعة على بعد عشرة كم من مدينة (دهوك)، من السيد (محمد عبدالرحمن إيتوتي)، بمبلغ (400) ليرة تركية؛ وأسكن فيه بعض العوائل الآثورية – الآشورية، القادمة من منطقة هكاري في كوردستان تركيا.
44- في سنة 1927م، وصل المرسل الدومنيكي (توماس بوا) إلى (الموصل)، في طريقه إلى (دير مار يعقوب) ( = قرية قشفر)، الواقعة شمال غرب دهوك، للعمل كرئيس للدير هناك، وهو أحد مركزين للآباء الدومنيكان في منطقة الموصل. وتجدر الإشار إلى أن (توماس بوا) هو أحد المستشرقين الفرنسيين المختصين بالتراث الكوردي. ولد عام 1900 في (فرنسا)، والتحق بالرهبانية الدومنيكية عام 1919م، ورسم كاهناً عام 1925م، وخدم في كوردستان سوريا ( =الجزيرة الفراتية) من عام1933م لغاية 1936م، برئاسة الأب الدومنيكي (فرنسوا درابيي). ألّف (توماس بوا) كتابه المهم: (الكورد والحق) باسم مستعار: ( =لوسيان رامبو)، الذي نشر عام 1947م، وترجم عام 1974م إلى اللغة العربية. توفي (توماس بوا) في فرنسا عام 1975م.
45- في عام 1928م، قتل ثلاثة من التجار اليهود في القرى المحيطة بمدينة (زاخو)، وهم كل من: آشر، ويوسف، وجمعة، وكانت لهذه العملية تداعيات كبيرة على هجرة اليهود الكورد إلى (فلسطين)، فيما بعد.
 46- في سنة 1929م، تم بناء (دير براني) ( = مارا ايثالاها)، على يد الخوري (يوسف بهرو دهوكي)، بأمر من مطران أبرشية زاخو: (بطرس عزيز).
47- في سنة 1929م، فتحت الأخوات الكاترينيات ديراً ومدرسة أولية في قرية (مار ياقو) ( = قشفر)، وقد انصرفن إلى التعليم وتثقيف النسوة القرويات.
48- في الخامس من شهر أيلول عام 1930م، نشرت صحيفة (يونيفرس) اللندنية تقريراً، نقلاً عن السلطات الكنسية الكلدانية في العراق: أن قرى الكلدان في منطقة زاخو تعرضت وحدها خلال مدة ثلاثة أعوام فقط، لاثنتين وعشرين غارة، ذهب ضحيتها ثمانية عشر قتيلاً، وتم التمثيل بجثث ثمانية ضحايا، فضلاً عن خسارة ألف وثمانمائة رأس من الماشية.
49- في 22/11/1931م، وافقت وزارة المعارف العراقية على منح الخوري (يوسف بهرو) إجازة فتح (مدرسة الطاهرة الأهلية) للكلدان المسيحيين، بصفين، في مدينة (دهوك). وتم تعيين (داود صليوة البهرو) معلماً للمدرسة المذكورة، في نفس السنة. وكان المذكور حاصلاً على شهادة الخامس الابتدائي من المدرسة الأميرية الحكومية في (دهوك).
50- في 3/1/1932م، نقل مركز قضاء العمادية إلى قرية (أرادن/ نصارى)، على أن يبقى القضاء معروفاً باسم (العمادية).
51- في عام 1932م، وصل الأب الدومنيكي: (يوسف كادار) إلى دير (مار ياقو) ( =قرية قشفر) للخدمة هناك، وقد سبق له أن ابتاع قطعة أرض كبيرة  قرب قرية (شيوز) ( =شيزى) من السلطات العثمانية، لحساب الإرسالية الدومنيكية.
52- في 6/6/1932م، زار دهوك الميجر (العميد) البريطاني (تومسون)، بشأن الاطلاع على ملابسات قضايا إسكان الآثوريين في الأراضي المخصصة لهم، في منطقة (دهوك).
53-  في 12حزيران 1933م، زار مدينة  دهوك الصحفي البريطاني (المستر مارتن)، حيث قابل رؤوساء العشائر الآثورية، ومدير مركز ناحية دهوك: (لازار أفندي)، ومعاون شرطة دهوك: (عزرا وردة).
 54- في 15/6/1932م، عقد البطريرك (مار شمعون) اجتماعاً مع ملوك العشائر الآثورية، في جبل عمادية، وتقرر في هذا الاجتماع اعتبار مناطق (دهوك، وزاخو، والعمادية، وعقرة)، سياسياً وإدارياً، منطقة آثورية خالصة، تكون بموجبه مدينة (دهوك) عاصمة لها.
 55- في 21مايس 1933م، قطع مقاتلو الآثوريين، بقيادة (الملك ياقو) أسلاك التلفون بين دهوك والموصل، واقتحموا مقر قائمقامية دهوك، وأمروا  قائمقام دهوك: (مكي الشربتي) بالإفراج عن الآثوريين المعتقلين.
56- في 19حزيران1933م، سيطر حوالي 200 مقاتل من الآثوريين، بقيادة (الملك ياقو)، زعيم عشيرة (تياري العليا)، على طريق دهوك – عمادية.
 57- في 19حزيران 1933م،  زار مهندس الري البريطاني: (المستر كولفن ) (دهوك)، في طريقه إلى (دشتا زي) ( =منطقة شيلادزي)، لعمل اللازم لإسكان الآثوريين في هذه المنطقة..
58- في  شهر تموز 1933م، حشد الجيش العراقي قطعاته في منطقة قرية (بادي)، الواقعة على الطريق العام بين دهوك وزاويته، وشرع في إجراء تمارين عسكرية، كورقة ضغط على الآثوريين المتمردين على الحكومة الملكية العراقية.
59- في بداية شهر آب 1933م، جرت معارك بين الجيش العراقي، وبين المقاتلين الآثوريين، في منطقة فيشخابور وديره بون، سقط على إثرها عدد من الضحايا من الجيش العراقي، وامتدت هذه المناوشات إلى منطقة (سميل)، حيث حدثت مجزرة فيها بحق المدنيين الآثوريين، سقط فيها عدد كبير من الضحايا من أبناء العشائر الآثوريية، كانت محل استنكار الجميع: حيث قامت العديد من العشائر الكوردية والعربية، بعمليات سلب ونهب للقرى الآثورية القريبة من منطقة الأحداث. ولولا تدخل العديد من شيوخ وآغوات الكورد، لكانت تحدث أعمال لا تحمد عقباها.
60- في شهر آب 1933م، هاجم بعض أفراد القبائل الكوردية دير (مار ياقو)، بقصد الاستيلاء على الممتلكات، فهرب من الدير الأب الدومنيكاني الفرنسي (توماس بوا)، رئيس الدير، قاصداً (الموصل)، بعد أن بقي فيها حوالي ست سنوات. بعدها غادر إلى (سوريا)، للعمل هناك في منطقة الجزيرة ( =كوردستان سوريا).
61- في 15/6/1935م، اجتمع ما يقارب (3000) يهودي، عند قبر النبـي (ناحوم)، في غرب قصبة (القوش)، الواقعة شمال مدينة (دهوك)، لأداء واجب الزيارة، التي استمرت ثلاثة أيام.
62- في 18/6/1935م، قدم ثمانية يهود من أهالي قرية (جوجر)، التابعة لناحية العشائر السبعة ( = قضاء برده رش)، وهم من أسرة واحدة، أمام قاضي عقرة، وأشهروا إسلامهم. 
63- في 12/6/1938م، قتل المنصّر ( = المبشّر) الأمريكي (روجر كمبرلند) ( =كمبلان) على يد (سليم مصطفى آغا بيسفكي الدوسكي)، الملقب بـ (سليمى مصتىَ)، في قصره، الواقع جنوب غرب دهوك ( =قصرا كمبلاني)، التي تشغلها الآن دائرة صيانة الاتصالات، بسبب فتوى أصدرها علماء المسلمين في دهوك، تؤكد بأن (كمبرلند)، الأمريكي الجنسية، ومن أتباع المذهب المشيخي البروتستانتي، يحاول ردّة المسلمين إلى المسيحية.
64-  في 12/2/ 1941م، قام (تيلي كَردى ئيكمالي)، أحد وجهاء عشيرة الدوسكي، ومعه ابن عمه (رشيد صديق كِندل)، بقتل سبعة من يهود (قرية صندور)، وهم كل من : الحاخام مُردَخاي، وابنه موشي المختار، موشي المعلم من قرية ميري، شيكو، يوسف، شاباتاي، وجمعة؛ بسبب اتهام يهود (صندور) بقتل شقيق (تيلي مصطفى كَردي)، أثناء وقوع مناوشة ليلية في منطقة ميدان، الواقعة غرب قرية صندور، وجنوب شرق قرية إكماله، في سنة 1937م. وقد أصبح (تيلي)، وابن عمه، مطلوبين لدى السلطات الملكية العراقية بتهمة قتل اليهود، ولكن يهود (قرية صندور) عفوا عنهم، ومع ذلك فقد اتهم (تيلي كَردي) بأن له ضلعاً في قتل كاهن (قرية بارزانكى) ( = القس وردة)، الواقعة غرب قصبة (بامرني)، بالتعاون مع (سليم مصطفى بيسفكي). وفي الأخير، تمكن (سعيد آغا الدوسكي) من أخذ العفو له، فتم اعتقاله لمدة ثلاثة أشهر، في (العمادية)، وبعدها أطلق سراحه. وفي سنة  1949م، بدات أعداد كبيرة من يهود منطقة بهدينان بالهجرة إلى (فلسطين)، واستمرت هذه الهجرة إلى سنة 1951م، ولم يبق من يهود دهوك غير المدعو (بصلو)، وعندما مات دفنه مسيحيو دهوك في المقبرة العائدة لليهود، الواقعة مقابل جامع (محلة شيلي).

65-  في 3/ 11/1968م، قامت مجموعة مجهولة باقتحام دار (منصور حنا ساوا)، الملقب بـ(منصور شله)، في (محلة النصارى) في (دهوك)، والطلب منه تزويدهم بمبلغ 300 دينار. فلما رفض ذلك قتلوه بدم بارد، ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة. وقد أثارت حادثة قتله استنكار أهالي دهوك، وبدوره اتصل البابا (بولص السادس) بالرئيس العراقي الأسبق (أحمد حسن البكر) طالباً حماية المسيحيين، وتم الإيعاز إلى قيادة الفرقة الرابعة في الموصل، للإيعاز إلى اللواء الثامن عشر، لحماية المسيحيين في دهوك. وقد تعهد (ديوالي آغا الدوسكي) بحماية المسيحيين الساكنين في محلة النصارى، عن طريق إرسال مفرزة من رجاله المسلحين ( =الفرسان)، بقصد الحماية، ومراقبة مداخل المحلة، لمنع التسلل إليها ليلاً. ومن الجدير ذكره، أن (منصور ساوا) هو جد الفنان المشهور (جنان ساوا)r

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق