أ. د. عماد الدين خليل
لم يكن التاريخ في يومٍ من الأيام ملكاً لأية قوة في الأرض، فهو دائماً يقدم لنا معطياتٍ معاكسة تماماً لما ادعته الماركسية – يوماً – بخصوص فكرة نهاية التاريخ، حيث تتوقف حركته عند مرحلة البروليتاريا (أي الطبقة العاملة)، وتتراجع - إلى الأبد - معطيات الصـراع الطبقي وإفرازاته؛ كالعائلة والدين والوطنية والقيم الأخلاقية، في ضوء ما سماه ماركس وانغلز في (المانيفست الشيوعي)، الذي أصدراه عام (1848 م)، بالقوانين العلمية لحركة التاريخ، حيث يبلغ التاريخ محطته الأخيرة فلا ظالم ولا مظلوم. ثم ما لبثت هذه النظرية التي تتناقض وقوانين الحركة التاريخية، أن انهارت وانهارت معها المؤسسة الكبرى للاتحاد السوفياتي، بعد إذ تبين عجزها عن الاستمرار.