02‏/10‏/2023

الشيخ محمد إبراهيم الهسنياني وتأصيله لفقه الواقع

 د. دحام إبراهيم الهسنياني

   ترك الشيخ محمد إبراهيم الهسنياني - رحمه الله - تراثاً علميا ضخماً، متنوع العطاء، يتمثّل في عشـرات الكتب في مختلف المجالات الإسلامية: في العقيدة، والفقه، والأصول، والفكر، والأدب، والتاريخ، والتربية، والإصلاح، فهو يعد من الكتاب الإسلاميين المعاصرين، ومن المؤلفين في الدراسات الإسلامية، وقد بدأ الكتابة وأمسك بالقلم في سن مبكرة من حياته المباركة.

من أبرز كتب الشيخ محمد - رحمه الله -، كتاب: (التأصيل الشـرعي لفقه الواقع)، وهو في الأصل رسالته لنيل الماجستير.

وكان - رحمه الله - من أوائل من كتب عن هذا العلم، وأصّله شرعياً.. يقول في مقدمة كتابه: "إن الإسلام دين واقعي، يدخل في مفردات حياة الفرد كلها. وطبيعة هذا الدين تلائم الواقع وفطرة الإنسان، ومهما تقدمت الحياة حضارياً أو صناعياً أو تكنولوجياً، فإنّ الإسلام يواكب الحضارة، ويشجع عليها، ولا تجد هناك تضاداً بين التقدم الحضاري والإسلام.

ومن جانب الفطرة، تجد أن الإسلام جاء ملائماً لفطرة الإنسان في كل زمان ومكان، قال تعالى: [فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ]([1]).

لذلك كان الإسلام ديناً ومنهجاً متكاملاً لحياة الإنسان، ويدخل في جميع شؤونه؛ من ملبس ومأكل ومشـرب وزواج وتعامل وما شابه ذلك من مفردات حياة الفرد في هذه المعمورة. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الإسلام دين واقعي. وكان لا بد من فهم صحيح للإسلام وواقع الناس والاهتمام بهم، ليعيشوا بفهم ووعي لما يدور حولهم من أحداث، وذلك علامة من علامات الانضمام تحت لواء الإسلام.

إن الحديث عن فقه الواقع، وتأصيله من الناحية الشـرعية، موضوع مهم في واقع المسلمين في كل زمان ومكان. وفقه الواقع ليس المراد به الأحكام الشـرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيلية، بل فهم الواقع والمستجدات العصـرية وربطها بالشريعة الإسلامية، بشرط ان لا يصطدم مع النصوص الشرعية.

فلا بُدّ من متابعة التاريخ الإسلامي، بما فيه من الكنوز الفقهية، وتحليلها بما يلائم الواقع، ودراسة أسباب نجاح الإسلام في هذه المسيرة التاريخية الطويلة، وعوامل القوة في هذا الدين العظيم.

إنّ الاهتمام بالواقع؛ دراسة وتحليلاً، يحتاج إلى جهد كبير، لأنه لا يدرس واقع أمة، أو دولة، أو إقليم من العالم فقط، وإنما هو دراسة وعلاج لواقع الأمة الإسلامية في كل أنحاء الدنيا، فليس هناك بقعة في الأرض إلا وفيها صوت الإسلام، سواء أكان هذا الصوت مباحاً له بالحديث عن الواقع أم مكمماً، فدراسة أحوال المسلمين، وعلاج واقعهم، وكشف السبل الصحيحة من السقيمة للمسلمين، هو عين الصواب، وسبيل من سبل الدعوة إلى الله. كيف لا؟ وأعداء الإسلام يخططون ويدرسون أحوال المسلمين للنيل منهم، وصدهم عن دينهم، بكل الوسائل، وبجميع الطرق، في سبيل إبعادهم عن إسلامهم، والتشكيك فيه.

لذلك كان واجباً على دعاة العالم الإسلامي في كل مكان، أن يكتبوا في هذا الجانب، بدل أن يحرّموا دراسة الواقع بحجة أن فقه الواقع ليس له أصل شرعي، فهناك من لا يرضى ولا يريد دراسة واقع المسلمين، وهذا تقصير كبير من جانب علماء العالم الإسلامي في الدراسة المنهجية لعلاج الواقع"([2]).

وفي معنى مصطلح فقه الواقع، يقول الشيخ محمد الهسنياني: وما المقصود بفقه الواقع، في نظر علماء السلف، وفي نظر علماء العصر؟

فقه الواقع: لم يتأصل شرعياً كباقي العلوم، مثل أصول الفقه، وأصول الحديث، وتاريخ الإسلام. لأن الإسلام تطبيق للواقع، سواء أكان هذا الواقع في القرن الأول أو الثاني أو القرن العشرين. فالإسلام هو الإسلام، لم تتغير فيه أصوله وتشـريعاته، ولكن الذي حدث مستجدات عصـرية، واجتهادات في الفروع، لم تكن موجودة في العصور الأولى، وعند تطبيق الإسلام، الذي جاء ملائماً لكل عصـر ومصـر، فلم يحتج المسلمون إلى تأصيله.

ونظراً لاهتمام المسلمين اليوم بالواقع، وخاصة واقع المسلمين، فإن دراسة هذا العلم أصبح من ضروريات العمل الإسلامي، حيث لكل أمة واقعها، ولكل دولة واقعها، ولكل مجتمع واقعه. ولعلماء الإسلام في القديم والحديث تعاريف عن فقه الواقع، أورد بعضها باختصار:

قال الإمام ابن القيم الجوزية - رحمه الله -: "ولا يتمكن المفتي، ولا الحاكم، من الفتوى والحكم بالحق، إلا بنوعين من الفهم:

أحدها: فهم الواقع، والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والأمارات والعلامات، حتى يحيط به علماً.

الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثم يطبق أحدهما على الأخر.

فمن بذل جهده، واستفرغ وسْعه في ذلك، لم يعدم أجرين أو أجراً، فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع، والتفقه فيه، إلى معرفة حكم الله ورسوله"([3]).

ويقول علامة العصـر الشيخ يوسف القرضاوي: إن فقه الواقع: "مبني على دراسة الواقع المعيش دراسة دقيقة، مستوعبة لكل جوانب الموضوع، معتمدة على أصح المعلومات وأدق البيانات والإحصائيات"([4]).

ويقول في موضع آخر: "فقه الواقع: أي معرفة الواقع معرفة صحيحة دقيقة؛ معرفته على ما هو عليه، سواء كان لنا أم علينا، لا معرفته كما نتمنى أن يكون، كما يفعل ذلك كثيرون في تصوره وتصويره، فإن ذلك خداع للنفس، وتضليل للغير.

والواقع الذي نريده: كل ما يحيط بنا في هذه الحياة، ويؤثر فينا إيجاباً أو سلباً، سواء واقعاً عالمياً أم إقليمياً أم محلياً أم شخصياً، واقعنا وواقع خصومنا على سواء"([5]).

ويقول الأستاذ عمر عبيد حسنة: "فالنزول إلى الميدان، وإبصار الواقع الذي عليه الناس، ومعرفة مشكلاتهم ومعاناتهم واستطاعتهم، وما يعرض لهم، وما هي النصوص التي تتنزل عليهم في واقعهم في مرحلة معينة، وما يؤجل من التكاليف لتوفير الاستطاعة، إنما هو فقه الواقع، وفهم الواقع، إلى جانب فقه النص"([6]).

ويقول الدكتور ناصر العمر، في تعريفه لفقه الواقع: "هو علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة؛ من العوامل المؤثرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول، والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشـروعة لحماية الأمة، ورقيّها، في الحاضر والمستقبل"([7]).

وبعد هذه التعاريف لفقه الواقع، تبين لي أن فقه الواقع هو علم من العلوم الفقهية المستجدة في الساحة الإسلامية، وهذه المستجدات والمسائل التي تطرأ على الساحة الإسلامية تحتاج إلى فهم عميق ودقيق، ودراسة المسألة من كل جوانبها، وإعطاء الحلول المناسبة لها، تماشياً مع روح الإسلام، بعيداً عن التعقيدات والافتراضات الفقهية، وبما يلائم واقعنا وما يحتاجه الناس([8]).

فقه الواقع وتحديات العصر:

يرى الشيخ الهسنياني أن معرفة العصـر لا تكون إلا بعد دراسة الواقع وفهمه، سواء كان هذا الواقع محلياً أو إقليمياً أو عالمياً.

فلا بد من معرفة الواقع الذي يعايشه المسلم معرفة صحيحة ودقيقة، ومعرفة كل ما يحيط به في هذه الحياة؛ واقعه وواقع خصومه، لكي يكون على بينة من أمره.

ودراسة الواقع، أو تفسير الواقع، كتفسير التاريخ، فيه الإيجاب والسلب على السواء، كيف يكون الموقف تجاه الواقع؟ موقف الولاء والوفاء، أم البراء والعداء؟!

"ولا تتم معرفة الواقع على ما هو عليه حقيقة إلا بمعرفة العناصر الفاعلة فيه والموجهة له والمؤثرة في تكوينه وتلوينه، سواء أكانت عناصر مادية أم معنوية، بشـرية أو غير بشـرية، ومنها عناصر جغرافية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية وروحية"([9]).

ويقول: وهناك تفسير للواقع يجب الحذر منه([10]):

1-   التفسير الإطرائي للواقع: وهو محاولة تحسينه، وإبراز صورته سالمة من كل عيب، منزّهة عن كل نقص، وغض الطرف عن العيوب الكامنة فيه، وإن كانت تنخر في كيانه، واتهام كل من ينقد هذه العيوب والآفات بأنه مشوش أو مبالغ أو متطرف.

2-   التفسير التشاؤمي للواقع: الذي ينظر إلى الواقع بمنظار أسود، يجرّدهُ من كل حسنة، ويلحق به كل نقيصة، ولا يرى فيه إلا ظلمات متراكمة، موروثة من عهود التخلف، أو وافدة من عهد الاستعمار.

فالنظرة التشاؤمية إلى الواقع مرفوضة، بل لا بد من التفاؤل بالخير. ولنقارن بين الأمس واليوم، فنجد أن يومنا خير من أمسنا، كم كان عدد المحجبات قبل خمسين سنة، وكم عدد المحجبات الآن؟ كم كان عدد الشباب الذين يترددون إلى صلاة الجماعة في الستينات والسبعينات، وكم عددهم اليوم في المساجد؟ الذين يملؤون المساجد اليوم هم الشباب؛ انظر مواسم الحج والعمرة، من الذين يعمرون موسم الحج والعمرة؟! الشباب والشابات بمئات الآلاف.

3- التفسير التآمري للواقع: التفسير الذي يرى وراء كل حدث - وإن صغر - أيادٍ أجنبية، وقوى خفية، تحركه من وراء الستار؛ يهودية أم صليبية أم ماسونية أم غيرها. ونحن لا ننكر أن هناك كيداً خفياً لهذه الأمة، يكيده لها أعداؤها الظاهرون والمستخفون، وهذه سنة الله في خلقه، ولكن تضخيم ذلك الأمر لنستسلم للواقع المر، هذا أمر غير مقبول.

وهناك كتب عن دور الماسونية العالمية، فمن يقرأ مثل هذه الكتب يقول إن اليهود والماسونية العالمية يعلمون كل شيء عنا وعن العالم. فتضخيم الأمر إلى درجة بحيث يصيبنا اليأس من الواقع، لهو دليل ضعف الإيمان في النفوس، فأين نحن من قوله تعالى، وإيماننا به: [وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصـْرُ الْمُؤْمِنِينَ](الروم: 47). [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا](الحج: 38). [كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ](المجادلة: 21). [إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ]([11]). [أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ]([12]). [وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ]([13]). وأين نحن من معية الله، وقوته، وبطشه، وجبروته؟!

4- التفسير التنصلي: تفسير الواقع، وعدم حمل المسؤولية، بمعنى أن أحداً لا يريد أن يتحمل مسؤوليةَ ما في هذا الواقع من سوء وانحراف، فكل واحد، وكل فريق، يريد أن يحمّل وزره على غيره، أما هو فلا ذنب له، ولا تبعية عليه.

الكل يشكو من الفساد، ولكن من المسؤول عن فساد الحال؟ والحق أن الجميع مسؤولون، كلٌ حسب ما له من مكانة وسلطة، الجماهير والعلماء والمفكرون والمربون والحكام. وفي هذا جاء الحديث الصحيح: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته)([14]).

في هذا الحديث الشـريف حمّل الرسول (صلى الله عليه وسلم) مسؤولية الإسلام في عنق كل إنسان آمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ (صلى الله عليه وسلم) نبياً ورسولاً، ولكن كلٌ حسب طاقته، وقدرته، ومكانته.

 5- التفسير التبريري: الذي يحاول أن يضفي على الواقع ما يجعله مقبولاً ومشـروعاً، وإن حاد عن الحق وسواء السبيل. وفي هذا لون من التدليس والتلبيس، وإظهار الواقع على غير حقيقته. إننا نريد معرفة واقع عصـرنا وعالمنا عموماً، وواقع أمتنا خصوصاً، دون تحريف ولا تزييف، ولا تهويل ولا تهوين، ولا مدح ولا ذم، مستخدمين الأساليب العلمية الموضوعية في الكشف والرصد والتحليل، وفي هذا ما يساعدنا على تشخيص الداء، ووصف الدواء.

6- التفسير العلماني للواقع: وهو فصل الدين عن العمل الواقعي، والحكم به، بعيداً عن السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع، بحيث إن خصومنا يعلمون مواقع الضعف في كل أمر من أمورنا، فيسهل عليهم دراسة المجتمع الإسلامي. لذلك عرفوا كل شيء عنا. فهل عرفنا نحن خصومنا؟ وأقصد بخصومنا: أصحاب المشـروع الحضاري المخالف لمشـروعنا، وكل الخائفين منا، والطامعين فينا. وإذا كنا لم نعرف أنفسنا كما عرفها غيرنا، فأنى لنا أن نطمع بمعرفتهم؟!

هل عرفنا (البعد الديني) في سياسة الغرب العالمية، وسياسته معنا على وجه الخصوص، وعلى الأخص إسرائيل؟

هل عرفنا دور الكنيسة الحقيقي، وأصابعها المؤثرة في السياسة، برغم انفصال الدين عن الدولة؟

هل عرفنا ما ينفقه الغرب من مليارات، وما يقوم به من جهود في سبيل التنصير عامة، وتنصير المسلمين خاصة؟

إن معرفة العصـر اليوم أصبحت من ضرورات الدعوة الإسلامية؛ معرفة العصـر معرفة دقيقة، إذ الجهل بالعصـر، أو معرفته على غير حقيقته، يفضـي إلى عواقب وخيمة.

وإذا كان من دعاة التحديث من يجهل العصـر، فإن في دعاة الإسلام من هو أكثر جهلاً به، لأنه يعيش في الماضي وحده، ويسكن في صومعة التراث، وقد أغلق عليه بابه، فلا يكاد يرى أو يحس شيئاً مما حوله. ويا ليته يعيش في عصور التألق والازدهار، بل كثيراً ما يعيش في عصور التخلف والتراجع، فهو يفكر بعقولهم، ويتحدث بلغتهم، ويحيا في مشكلاتهم، ويجيب عن أسئلتهم، فهو حي يعايش الأموات أكثر مما يعايش الأحياء.

وربما اعتبر بعضهم موقفه الشخصـي معبّراً عن موقف الإسلام، وهذا هو الخطأ الشنيع، سواء من الشخص، أو ممن يحلّل موقفه([15]).

الأنبياء وفقه الواقع:

       يؤكد الشيخ محمد الهسنياني أنّ الله أشار إلى واقع كل نبي، عندما فصّل في هذا القول الموجز المعجز فقال: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ]([16])، يقول رحمه الله: "والحقيقة إن فهمي للآية الكريمة ليس لسان قومه فقط، يعني أن موسى عليه السلام - كان يكلم بني إسرائيل بالعبرية، وأن صالحاً عليه السلام - كان يكلّم قومه بالعربية، وهكذا بقية الأنبياء، بل إن المقصود لسان قومه لغة التفاهم بواقعهم، وكيف يمكن تغيير المجتمع نحو الأصلح، لأنه كلما حدث انحراف في سلوك البشـر، بعث الله نبياً ليصحح مسيرة حياتهم، ويخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم، فكيف يمكن لنبي أن يغير واقعاً وليس له علم به؟! فنفهم من الآية الكريمة أن الأنبياء كانوا على علم بواقعهم؛ من حيث طبيعة البيئة والنفوس وغيرها.

       إن دعوة الناس بدون فهم لواقعهم مرفوض، فالناس هم الذين سيرفضون ولا يستجيبون، ولذلك كانت شروط الأنبياء لفهم الواقع ثلاثة:

1- العلم: حيث يصعب على الجاهل فهم الواقع، ولأن من ضرورات فهم الواقع أن يكون المسلم له علم، وإلا كيف يدعو الناس بلا علم.

2- الرفق: يفهم الناس أن الرفق ليس له صلة بالواقع، بل إن الرفق شرط مهم في فهم الواقع. ربما نفهم واقعاً بدون رفق فنشدد، فينعكس الأمر سلباً على الداعية.

3- الصبر: لأن العجلة في تحليل الأحداث والمستجدات ربما يعكس الأمر، فيكون الإصلاح عند ذلك إفساداً، بل لا بد من الصبر والتأني وعدم العجلة في أي مسألة من مسائل العصر، وذلك من نجاح الدعوة والداعية، لأنه كما قيل: (في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة).

       هذه الشروط الثلاثة هي الركائز الأساسية والمؤهلات الضـرورية لكل داعية يريد مجد الإسلام وعزته وخلوده، ولا سيما في عصـرنا الذي نحن فيه. ولهذا تجد الأنبياء جميعاً في تغييرهم لواقعهم بدأوا بالتوحيد، وأول ما دعوا قومهم قائلين: [يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرهُ أَفَلا تَتَّقُونَ]([17]).

       فموسى عليه السلام - عالج حالة سياسية في عصـره، وهي طغيان فرعون وجبروته، وإذلال الناس وقتلهم، واستحياء نسائهم، وادعائه بالربوبية، إلى غير ذلك من الطغيان السياسي لفرعون وأعوانه. فبدأ موسى عليه السلام - بتذكيرهم بالله تعالى، وتغيير ما في أذهانهم من العقيدة الفاسدة.

       وعالج شعيب عليه السلام - واقع الحالة الاقتصادية آنذاك، وهي تطفيف المكيال، وخداع الناس.

       وعالج إبراهيم عليه السلام - واقع قومه بالتوحيد، وذلك لفساد عقول الناس، وعبادتهم لأصنام يصنعونها بأيديهم، فبدأ يذكرهم بخالقهم ورازقهم، ولكن لا أحد يسمع لدعوته، فلما لم ينفع جدال إبراهيم مع قومه، ولم يؤثر فيهم قوله المعزز بالحجة والبرهان والعقل السليم، تحول إلى وسيلة أخرى، وهي عملية تلفت الأنظار، وقد يتبعها رجوعهم عما هم عليه من شرك. وباشر بهذه الوسيلة مع علمه بما تسببه له هذه العملية من أذى وضرر، ولكن كل شيء في جنب الله يهون، وكل شيء في سبيل الدعوة إلى الله يهون. ويبدو - والله أعلم - أن إبراهيم - عليه السلام - قام بتكسير الأصنام ليلفت الأنظار إليه، وإلى دعوته، وليجتمع الناس - إذا ما علموا ما حدث للأصنام - فيسمعوا ما يقوله من قام بالتكسير. ولا شك أن تجمعهم فرصة جيدة لأن يبيّن إبراهيم - عليه السلام - للناس بطلان ما يقومون به وسخافته، من عبادة هذه الأصنام، التي لم تستطع أن تمنع عن نفسها التحطيم والتكسير. وهذا ما حصل، وهذا ما أراده إبراهيم - عليه السلام - للناس إذ تجمعوا وقالوا [فأتوا به]، أي ائتوا بإبراهيم على أعين الناس([18]).

       وهكذا بقية الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - عالجوا واقعهم بما يلائم طبيعة البيئة، ونفسيات الناس، إلى أن وصل الأمر لرسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فاستطاع أن يغير مسيرة التاريخ، وأن يجعل من عباد الصنم قادة للأمم.

       وفي مدة من الزمن تتحول الجزيرة العربية كلها إلى الإسلام، لتنطلق جحافل الإسلام إلى العالم، ليغيروا التاريخ، ويدخلوا الناس في هذا الدين الجديد أفواجاً، ويعطوا للعالم أعظم حضارة شهدتها الدنيا؛ بكل معطياتها ومبادئها، وشهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء([19]).

ويقول الشيخ إبراهيم النعمة في تقديمه للكتاب: "إنّ الأخ الفاضل الأستاذ محمد إبراهيم الهسنياني قد عالج في كتابه هذا قضية من أهم القضايا التي شغلت الناس قديماً، ولا تزال تشغلهم في القرن الواحد والعشرين. إنّه يريد أن يعود بالفقه الإسلامي إلى سيرته الأولى في عهد النبي والصحابة والتابعين... وأن يكون الفقه متماشياً مع أحوال الناس، وما يستجد في ساحتهم من معاملات. وقد كان المؤلف موفقاً حين سمى كتابه (التأصيل الشرعي لفقه الواقع).

وهذا البحث وأمثاله يحتاجه الدعاة إلى الله أيما حاجة، إذ تستجد في حياتهم وقائع ربما لم تكن قد وقعت لغيرهم فيما مضـى، واستهداءً بهذا البحث وما فيه من نصوص وحوادث، يستطيع المسلم أن يضع كل شيء في مكانه المناسب، وينجح في دعوته، وهو في أحواله يجتهد في تلك الحوادث باذلاً وسعه فيها، وهذا الاجتهاد هو غير الاجتهاد لدى الفقهاء. إن هذا البحث مفيد. وجدير بكل مثقف أن يقرأه، وينتفع به"([20]).

ويقول الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل عن هذا الكتاب: "يجيء كتاب الأخ الأستاذ محمد إبراهيم الهسنياني (التأصيل الشـرعي لفقه الواقع)، حلقة من سلسلته الواعدة التي أطلق عليها اسم: (سلسلة إحياء فقه الدعوة)، في هذا السياق الذي ينطوي على أهميته البالغة، والذي سبق وأن صدر بخصوصه عدد من البحوث والمؤلفات، ولكنه لا يزال ينتظر الكثير. ومنذ عصـر الرسالة، وفيما بعد، كان (الواقع) دائماً هو نقطة الارتكاز، وكان فقهه - أي إدراك ضروراته وفق سلم أولياتها - هو المفتاح الذي مكن الأمة الإسلامية من الاستجابة للتحديات، وإعادة صياغة (الوجود) وفق (الوحي) القادم من السماء.

يبدأ الأخ المؤلف كتابه بالتعريف بمصطلح (فقه الواقع)، وتحليل مفاهيمه، ثم يستعرض مبرراته الأساسية، لكي ما يلبث أن ينتقل لمتابعة الموضوع في كتاب الله، وعبر عصـر الرسالة والراشدين والتابعين، ثم عصـر أئمة المذاهب، الذين مارسوا دوراً واسعاً في صياغة فقه الواقع؛ تأصيلاً وتطبيقاً، وأعانوا - بجهودهم المعروفة - على حماية وتأكيد الملامح الإسلامية للأمة.

وهذه المتابعة التاريخية لمسيرة (فقه الواقع) ضرورية لعرض وتحليل المفاهيم الأساسية للمصطلح، ولعل الأخ المؤلف يمضـي في الحلقات التالية لمؤلفه هذا لمتابعة الجوانب الأخرى لهذا الموضوع الملح، لكي يصل بقارئه إلى العصـر الذي نعيشه، بكل ما ينطوي عليه من معطيات وتحديات تتطلب استدعاء هذا الفقه لمجابهة محنة الاحتواء والتغريب والعولمة وصراع الحضارات، في عالم يضيع فيه من لا يملك فقهاً عميقاً للواقع بكل حيثياته التاريخية والعقدية.. والحضارية في نهاية المطاف"([21]).

ونشر الأستاذ محمد خير رمضان يوسف، في موقع (الألوكة) الثقافي:

كتب جديدة نافعة: التأصيل الشرعي لفقه الواقع، محمد إبراهيم الهسنياني.

وفقه الواقع مبني على دراسة الواقع المعيش دراسة دقيقة مستوعبة لكل جوانب الموضوع، معتمدة على أصح المعلومات وأدق البيانات والإحصائيات، كما يقول الشيخ يوسف القرضاوي.

ويذكر المؤلف أن هذا الفقه لم يتأصل شرعياً كباقي العلوم؛ لأن الإسلام تطبيق للواقع، سواء أكان في القرن الأول أم الثاني... فالإسلام لم يتغير فيه أصوله وتشـريعاته، ولكن الذي حدث مستجدات عصـرية، واجتهادات في الفروع لم تكن موجودة في العصور الأولى. ونظراً لاهتمام المسلمين اليوم بالواقع، وخاصة واقع المسلمين، فإن دراسة هذا العلم أصبح من ضروريات العمل الإسلامي، فإن لكل أمة واقعها.

ولهذا كتب المؤلف في التأصيل الشـرعي لفقه الواقع، وبيَّن الأدلة الشرعية له، حتى يكون واضحاً.

وقد جعل موضوعه في سبعة فصول، تحدث فيها عن القرآن الكريم وفقه الواقع، والسيرة النبوية وفقه الواقع، والسنة النبوية، والصحابة، والتابعين، وأئمة الفقه الأربعة وفقه الواقع، وجاء آخر فصل بعنوان: التيسير في الإسلام وفقه الواقع. وأصل الكتاب رسالة ماجستير([22]).

وأما عن موضوعات الكتاب؛ فيقول الشيخ محمد الهسنياني:

وها أنا أكتب عن (التأصيل الشـرعي لفقه الواقع)، وبيّنت فيه الأدلة الشرعية لفقه الواقع، لكي يكون الأمر واضحاً أن فقه الواقع له أصل في شريعتنا. فإن كنت مصيباً في ذلك، فذلك ما قصدت ونويت، وأسأل الله أن يرزقني نعمة الإخلاص فيما كتبت، وأن يلهمني المزيد، وأن لا يكون للشيطان فيه نصيب. وإن أخطأت، فذلك ما لم أقصده، وأسأل الله العفو والمغفرة. وإنما مثلي كمن يضـيء الدرب للسائرين، فقد أكون قد أخطأت الدرب، فأرجو المعذرة، فذلك مبلغي من العلم والفهم.

وأوجزت التأصيل الشرعي لفقه الواقع في تمهيد، وسبعة فصول، وخاتمة:

أمّا التمهيد، فبيّنت فيه تعريف وتحليل ومعنى فقه الواقع، ثم فقه الواقع وتحديات العصر، وسبب اختيار البحث.

الفصل الأول: القرآن الكريم وفقه الواقع: فإن القرآن كان يعالج الواقع لبناء جيل متكامل العقيدة والفهم والعقل، لذلك جعل الله الخيرية فيهم، لأنهم قدوة الدنيا إلى يوم القيامة. قال الله تعالى: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ]([23]).

الفصل الثاني: السيرة النبوية وفقه الواقع.

وفي السيرة النبوية نجد مواقف كثيرة جداً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يراعي واقع الناس ونفسياتهم، خاصة والدعوة الإسلامية في بداية نضوجها، ولم تتبلور أفكارها عند الناس وهم يستقبلون هذا الدين الجديد. وقد اكتفيت بذكر أهم الأحداث والمواقف التي تتعلّق بفقه الواقع، واختصرت ذلك خشية الإطالة.

الفصل الثالث: السنة النبوية وفقه الواقع.

 فإن السنة النبوية جاءت في ثلاث دوائر:

أ- الدائرة الأولى: بيان للقرآن، فإن السنة هي مفسرة لكتاب الله. قال (صلى الله عليه وسلم): (ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه)([24]).

ب- الدائرة الثانية: جاءت السنة مؤكدة للقرآن.

جـ- الدائرة الثالثة: جاءت السنة مكملة لأمر لم يأت به القرآن.

       والسنة النبوية خير دليل على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان له علم بواقعه، والشاهد على ذلك ما تقرأه في الفصل الثالث.

الفصل الرابع: الصحابة وفقه الواقع.

إن عصـر الصحابة يعتبر من أزهر عصور التاريخ الإسلامي، وقد طرأت مشكلات ونوازل في عصـر الصحابة لم تكن في عصـر النبوة، وذلك بسبب اتساع رقعة الدولة الإسلامية الجديدة، وتفرق الصحابة في الأمصار، وتطور عصـر الصحابة عن عصر النبي (صلى الله عليه وسلم). والصحابة - رضوان الله تعالى عليهم - كانوا يحللون الأحداث، ويجتهدون في المسائل المستحدثة، نزولاً للواقع، وكانوا أقرب الناس إلى الواقع، وتحليل الأحداث والاجتهاد في تلك الوقائع، والنظر والمشورة ودراسة الوضع والبيئة.

الفصل الخامس: التابعون وفقه الواقع:

يعد عصـر التابعين امتداداً لعصـر الصحابة، فقد عايشوا صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وورثوا عنهم المنهج النبوي، وفتاواهم ومروياتهم واجتهاداتهم، فلا يقل أهمية عن عصر الصحابة.

الفصل السادس: أئمة الفقهاء الأربعة وفقه الواقع:

وهو أيضاً امتداد لعصـر التابعين والصحابة - رضي الله عنهم أجمعين-. وأئمة المذاهب - رضوان الله تعالى عليهم - لم ينطلقوا في اجتهادهم واستنباطهم من فراغ، وإنما من كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واجتهاد الصحابة والتابعين ونزولاً للواقع، لذلك تركوا لنا ثروة علمية كبيرة، لا يزال أهل العلم عالة عليها.

الفصل السابع: التيسير في الإسلام:

واليسـر في الإسلام من الأدلة المهمة في الشـريعة الإسلامية بأن هذا الدين يراعي الواقع، ويراعي الناس، ولأن التشديد مرفوض في الإسلام، وهذا ما تجده في القرآن الكريم، وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وسيرته، وتعامله مع الصحابة، فكانت حياته قائمة على التيسير.

كما كتب الشيخ محمد كتاباً آخر في موضوع فقه الواقع، بعنوان: فقه الواقع والتسليم للواقع (فقه التغيير).

يقول الشيخ محمد في مقدمة كتابه هذا: "هذا عنوان البحث من السلسلة التي وعدت أخواني القراء بها حول: (سلسلة إحياء فقه الواقع). ولذلك أبدأ بتعريف وشرح عنوان البحث ملخصاً:

فقه الواقع: فهم الواقع. والتسليم للواقع: يعني هل يوجد في التاريخ الإسلامي من استسلم للواقع؟

والجواب: لا تجد في التاريخ الإسلامي، رغم الاضطهاد والمعاناة والمصائب، مسلماً استسلم للواقع بحجة الظروف. لأن الإسلام يقوم على ثوابت لا تتبدل، ولا تقبل التغيير، مهما كانت البلايا والمصائب والظروف، سواء كانت الظروف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها.

أمّا فقه التغيير: فهو فهم تغيير أوضاع الناس من الناحية الفكرية والثقافية والعقائدية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، من حال إلى حال أحسن وأشمل وأكمل.

التغيير: التحول من حال إلى حال، وتغير الشيء عن حاله تحوّل. وغيّره: حوّله وبدله كأن جعله غير ما كان. وفي التنزيل: [ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ]. قال ثعلب: معناه: حتى يبدلوا ما أمرهم الله([25]).

ومن فقه التغيير: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو القطب الأعظم في هذا الدين، وهو من أشرف المهام التي ابتعث الله لها النبيين والمرسلين، بل لو طوي بساطه، وأهمل علمه وعمله، لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وفشت الضلالة، وعمت الجهالة، واستشـرى الفساد، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولن يشعروا بذلك إلا يوم التناد، وقد أمر الله به في كثير من آيات القرآن، وفرضه على أمة النبي - عليه الصلاة والسلام -، بل وأجمعت الأمة على وجوبه باتفاق، وجعله الله شرطاً من شروط خيرية أمة النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم).

وهكذا يتبيّن من خلال هذا العرض لموضوعات فقه الواقع، التي كتبها الشيخ محمد - رحمه الله -، يتبيّن أنه قد كتب في وقت مبكر في تأصيل هذا العلم شرعياً، وساهم في كتابة فقه واقع الناس مساهمة فعلية، فجزاه الله خيراً على ما قدّم وكتب.


([1]) سورة الروم، الآية: 30.

([2]) التأصيل الشرعي لفقه الواقع، المقدمة، دار التوزيع والنشر، القاهرة، 2005.

([3]) أعلام الموقعين عن رب العالمين، لابن القيم الجوزية: 1/87.

([4]) أولويات الحركة الإسلامية: 30.

([5]) السنة مصدراً للمعرفة والحضارة، الدكتور يوسف القرضاوي: 228.

([6]) فقه الواقع أصول وضوابط، أحمد بوعود:43، نقلاً من تقديم كتاب (الاجتهاد الجماعي) عبد المجيد السوسر: 32.

([7]) فقه الواقع، الدكتور ناصر العمر: 10.

([8]) التأصيل الشرعي لفقه الواقع، محمد الهسنياني: 17.

([9]) الثقافة العربية الإسلامية، الدكتور يوسف القرضاوي:83.

([10]) انظر: الثقافة العربية الإسلامية: 84-85. وانظر لقاء قناة الجزيرة مع الشيخ القرضاوي في 7/3/98 موضوع: مستقبل الأمة بين التفاؤل والتشاؤم.

([11]) سورة البقرة، الآية: 153.

([12]) سورة البقرة، الآية: 194.

([13]) سورة العنكبوت، الآية: 69.

([14]) رواه البخاري، واللفظ له، في كتاب الجمعة باب الجمعة في القرى والمدن، فتح الباري: 2/482، (رواه في مواضع عدة)، ورواه مسلم في كتاب الإمارة، باب فضيلة الإمام العادل، شرح صحيح مسلم: 12/454. سنن الترمذي: 4/184 كتاب الجهاد عن رسول الله باب ما جاء في الإمام. سنن أبي داؤد: 3/130 في كتاب الخراج والإمارة، باب ما يلزم الإمام من حق الرعية. ورواه الإمام  أحمد في كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة.

([15]) التأصيل الشرعي لفقه الواقع، محمد الهسنياني: 18ــ21.

(1) سورة إبراهيم، الآية: 4.

(2) سورة الأعراف، الآية: 65.

(1) المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة، الدكتور عبد الكريم زيدان: 1/209.

([19]) التأصيل الشرعي لفقه الواقع، محمد الهسنياني.

([20]) مقدمة الشيخ إبراهيم النعمة لكتاب التأصيل الشـرعي لفقه الواقع، للشيخ محمد إبراهيم الهسنياني، الطبعة الأولى: 9ـ10.

([21]) مقدمة الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل لكتاب التأصيل الشرعي لفقه الواقع. رسالة ماجستير: 5ـ6.

([22]) رابط الموضوع:  http://www.alukah.net/culture

([23]) سورة آل عمران، الآية: 110.

([24]) رواه الإمام أحمد في مسنده، كتاب مسند العشرة المبشرين بالجنة، وغيره، بألفاظ متقاربة.

([25]) لسان العرب: 5/40.


t مجلة الحوار ǀ العدد 185  ǀ السنة الحادية والعشرون ǀ خريف 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق