02‏/10‏/2023

أضواء على تاريخ عشائر منطقة بهدينان بعد الحرب العالمية الأولى وتشكيل الدولة العراقية (1919م-1929م)

 بشار نافگوندی

تمكّنت القوات البريطانية، وحلفاؤها، بعد الانتصار في الحرب العالمية، من احتلال معظم الأراضي الواقعة تحت حكم الدولة العثمانية. وفي تشـرين الأول من العام 1918م أكملت القوات البريطانية احتلالها للعراق بولاياته الثلاث، وفي أواخر هذا العام بدأت عملية الاستفتاء العام في العراق، لمعرفة رأي الشعب حول نوع الدولة التي يرغبون بتأسيسها. وتولى قادة العوائل، وزعماء العشائر، مهمة التصويت وتوقيع المضابط على السؤال الخاص حول طبيعة دولتهم القادمة(1). ولكن البريطانيين سرعان ما فرضوا الانتداب على العراق في مؤتمر (سان ريمو)، الذي انعقد يومي 24-25- نيسان 1920م، الأمر الذي أدى إلى وقوع اضطرابات في جميع أنحاء العراق(2)، كان من ضمنها ثورة عشائر الجنوب، التي سميت بثورة العشرين.

أرسل البريطانيون، في شهر تشـرين الأول من العام 1920م، السـر (برسي كوكس) كأول ممثل سياسي بريطاني في العراق، كمحاولة لتهدئة الوضع، وعلى أمل إنهاء الثورة، التي كبدت الطرفين خسائر كثيرة في الأموال والأرواح، فبدأ (كوكس) العمل على تشكيل حكومة عراقية، واستطاع تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة السيد عبدالرحمن الكيلاني، نقيب أشراف بغداد، لتكون حكومته أول حكومة عراقية مؤقتة ترى النور في 25 تشرين الأول من العام 1920م.(3)

وضع المناطق الكوردية:

بينما كان الحراك السياسي في بغداد على أوجه، كان الوضع في المناطق الكوردية - في شمال ما بات يسمّى الآن دولة العراق - مختلفاً تماماً، حيث كان أبناء الشعب الكوردي غير متقبلين - في عمومهم - للمحتل البريطاني الذي دخل بلادهم غازياً، فاتخذوا موقفاً مناهضاً منه. وازداد الأمر سوءاً بعد أن علمت العشائر الكوردية من سكان المنطقة، برغبة السلطات البريطانية بإعادة توطين اللاجئين الآثوريين في مناطق (العمادية)، في العام 1919م، وهذا ما أثار حفيظة المسلمين من أهالي المنطقة، والذي أدى بدوره إلى خلق توترات كبيرة بين الكورد وسلطة الاحتلال البريطاني، إلى درجة أدت إلى انسحاب قوات الأخيرة إلى مضيق (سوارة توكة)، الذي يبعد 18 ميلاً إلى الجنوب من (العمادية)، وترك الضابط السياسي البريطاني الكابتن (ويللي ماكدونالد) وحيداً في مدينة (العمادية)، وبرفقته الرقيب (تروب)، مع بعض أفراد قوة الحماية، التي تسمى (قوات الليفي)، الأمر الذي سمح لقوات العشائر الكوردية؛ من البرواري والكويان في المنطقة، بشن هجوم مسلح في ليلة 15 من تموز على المدينة، وقتل كامل أفراد المجموعة البريطانية في المدينة، والتي اعتبرها الجيش البريطاني حركة مناوئة لتوطين المسيحيين في المنطقة، وهذا ما أدى إلى إرسال البريطانيين قوة عسكرية كبيرة للانتقام من المهاجمين، واستمرت العمليات العسكرية نحو شهرين دون أن تتمكن تلك القوات من النيل من رجال العشائر.(4)

كانت السلطات البريطانية تنتهج سياسة استقطاب زعماء العشائر، لامتصاص نقمتهم، وتقليل هجماتهم العسكرية على قواتها، خصوصاً وأنها تريد فعلاً حل مشكلة العشائر الآثورية، من جبال هكاري، التي كانت تحت قيادة البطريارك (مار شمعون)، وكانت قد تحركت مع القوات الروسية الغازية في المنطقة، فلما فشلت هذه في تثبيت قدمها، وخرجت من المنطقة بقوة السلاح، انتشـرت العشائر الآثورية هاربة من نقمة السكان الكورد(5). وبعد وصول البريطانيين إلى المنطقة، جمعت هؤلاء في معسكرات، وحاولت توطينهم في الجبال، وهذا ما خلق توترات مجدداً مع العشائر الكوردية، الأمر الذي دفع المحتلين البريطانيين إلى انتهاج سياسة اللين باتجاه الكورد لتنفيذ سياساتها، لذلك نرى أنهم أصدروا عفواً عن أفراد العشائر المهاجمة إلا القليل منهم، وعينوا مرشحيهم في العمادية ومنطقة البرواري، وبدأوا بتوفير الدعم المادي لهم، لتثبيت موقعهم، واستقطابهم إلى جانبها، وفصلهم عن الدولة العثمانية والأتراك، الذين كانوا ما يزالوا يتمتعون بقوة عاطفية ومعنوية ومقبولية كبيرة لدى الأكراد في المنطقة.

لم تكن المناطق الأخرى في (بهدينان) بعيدة عن مثيلتها في (العمادية)، فمنطقة عقرة وزيبار وبارزان كانت من البؤر الساخنة المناهضة للبريطانيين، ولم تكن عشائر المنطقة على وفاق مع السلطة الجديدة التي سيطرت على منطقتهم، بعد هزيمة الدولة العثمانية وانسحاب جيوشها نحو الشمال.

جبال عقرة نقطة الانطلاق لضرب المحتلين:

كانت الجبال شمال مدينة (عقرة) هي موطن عشيرة الزيبار، إلى حدود الزاب الكبير، وزعيمهم فارس آغا الزيباري. بينما سكن البارزانيون على الضفة الأخرى من الزاب، ويتزعمهم الشيخ أحمد البارزاني. وكانت العلاقة بين هذين الزعيمين لا تخلو من التوتر والمعاداة، إلا أن ظهور البريطانيين في المنطقة أدى إلى تقارب الطرفين، مشتركين بذلك في مناوئة المحتل. وفي شهر تشـرين الأول من العام 1919م، توجه السيد (بيل) - الذي عينهُ البريطانيون كضابط سياسي للموصل، خلفاً للكولونيل (ليجمان) - بجولة تفقدية إلى منطقة (عقرة)، وهناك اتخذ بعض الإجراءات بحق زعيم الزيباريين فارس آغا، وفرض عليه دفع غرامة مالية بسبب قيامه بإطلاق النار على الجنود التابعين للقوات البريطانية، الأمر الذي أغضب الأخير، فجمع قواته، واتصل بزعيم آخر من الزيباريين، وهو بابكر آغا، كما أن الشيخ أحمد البارزاني أرسل عشـرين عنصـراً من قواته لمساندة فارس آغا، فتجمع حوالي 100 مقاتل. وفي شهر تشـرين الثاني من نفس العام نصب هؤلاء كميناً للقائد البريطاني (بيل)، ورفيقه الكابتن (سكوت)، بالقرب من قرية (بيرا كةبرا)، وأطلقوا النار عليهما، فأردوهما ومن معهما قتلى في الحال، ثم هاجموا مدينة (عقرة)، وسيطروا عليها، بعد وصول إمدادت وقوات من العشائر الأخرى في المنطقة، ثم انسحبوا بعد أيام إلى مناطقهم.(6)

اتخذت سلطة الاحتلال البريطاني إزاء هذه الحادثة إجراءات عسكرية، فأرسلت رتلاً عسكرياً إلى مناطق الزيبار، فدخل المنطقة، وتمكن من اقتحام القرى، وتدمير منازل زعمائها. ثم توجه نحو بارزان، واقتحمها. فاضطرت قوات العشائر، وعلى رأسهم فارس آغا، وبابكر آغا الزيباري، والشيخ أحمد البارزاني، وشقيقه الأصغر، إلى الانسحاب نحو الجبال. وقد حاول الأتراك تشجيع العشائر الكوردية الأخرى لمقاومة القوات البريطانية، حيث طلب قائمقام (نيرة) التركي، من طه الشمديناني، وسيتو آغا الأوراماري، إرسال قوات مساندة للمنطقة، ألا أنهم رفضوا ذلك، الأمر الذي أدى إلى انتهاء العملية العسكرية لصالح البريطانيين، إلا أنه بالنتيجة خرجت كل من منطقة الزيبار والعمادية خارج نطاق السلطة المركزية لبغداد، حيث سحب البريطانيون قواتهم من الجبال، واكتفوا بالتواجد في مركز مدينة عقرة(7).  

كانت هذه الحادثة نقطة تحول نحو مناهضة التواجد البريطاني في المنطقة، وشجعت المزيد من العشائر للوقوف بوجه المحتلين، فبعد شهر من هذه الحادثة قام الشيخ عبيد الله؛ شيخ مشايخ عشيرة السورجية - التي تسكن في الجانب الغربي من مدينة عقرة - بالتنسيق مع فارس آغا الزيباري، والشيخ أحمد البارزاني، وقادوا حركة مناهضة للبريطانيين، مما دفع البريطانيين إلى قصف المنطقة بالطائرات، في العام 1920م، الأمر الذي دفع فارس آغا إلى الانسحاب نحو أراضيه. أمّا الشيخ عبيد الله السورجي، فبقي مناهضاً، ورفض تسليم نفسه للبريطانيين، واستمر في نشاطاته العسكرية. وفي شهر نيسان من العام 1920م، هاجم قافلة عسكرية بريطانية كانت متجهة نحو عقرة، وبعد أيام هاجم السورجيون، بمساندة الزيباريين والبارزانيين، مدينة عقرة نفسها، إلا أنها لم تتمكّن من السيطرة عليها، فقامت القوات البريطانية بمهاجمة مناطق السورجية، فاقتحموا بلدة (بجيل)، وقرى (كالاتي)، و(سوسناوه)، وتمّ تدميرها، فانسحب زعماء السورجية نحو مناطق الزيبار (8).

استمرّ زعماء السورجية في نشاطاتهم المسلحة، وانضم معظم شيوخها لأفخاذ (دشت حرير)، المساندين لعشيرة الخوشناو، المناهضة بدورها للمحتل البريطاني. ومن هناك بدأوا بتنظيم صفوفهم مجدداً، وعبروا نهر الزاب مرة أخرى، وهاجموا مخيماً للآثوريين في قرية (جوجار)، إلا أنهم انسحبوا سريعاً(9).

من هنا تظهر لنا بعض خيوط القضية الحقيقية التي أدّت إلى مناهضة عشائر المنطقة للبريطانيين، الذين أرادوا وبالقوة توطين الآثوريين في مناطق جبال كوردستان، وما بعدها، حتى الوصول إلى (أورمية). فالقضية لها أبعاد دينية وقومية واجتماعية عميقة، ولم تكن مجرّد حركات عاطفية انفعالية تقوم بها هذه العشائر ضد المحتلين. فهؤلاء الآثوريين لم تكن سمعتهم طيبة لدى العراقيين، فهم بعد أن شاركوا في الحرب ضد الدولة العثمانية، وهم في الأصل من رعاياها، في ولاية (هكاري)، تمّ إجبارهم من قبل العثمانيين على ترك البلاد واللجوء نحو الجنوب، وقد أسكنت السلطة البريطانية خمسين ألفاً منهم في (بعقوبة)، وجندتهم في كتائب مسلحة في خدمتها، فشارك هؤلاء في قمع الثورة العراقية في منطقة (بعقوبة)، مما ولد مشاعر عداء من قبل الأهالي تجاههم، فاضطر البريطانيون إلى نقلهم نحو مناطق زاخو ودهوك وعقرة والعمادية، ضمن لواء الموصل، وتم جمعهم أولاً في (معسكر مندان)، وبدأ العمل على توطينهم وتوزيعهم في مناطق جبال بهدينان(10). وبما أن هؤلاء الآثوريين يمتلكون قوات مسلحة، خصوصاً التيارية والتخوما، الذين رافقوا حركة التوطين، مروراً من عقرة نحو الجبال والمناطق الأخرى، كل هذا أدّى إلى رد فعل عشائر المنطقة، وتوجسهم من القادم، خاصة بعد أن قام مقاتلو التيارية والتخوما بتدمير 21 قرية في منطقة الريكان، وباشروا بالسلب والنهب، وأجبروا الأغوات على دفع الفدية(11). كل ذلك أدّى إلى توتر العلاقة بين العشائر الكوردية وهؤلاء، فكانت الحركات المسلحة للعشائر الكوردية في بهدينان ضد البريطانيين، هي السبيل الأنسب لدرء هذا الخطر.

معاهدة سيفر 1920م:

اضطرّت الدولة العثمانية، المنهزمة في الحرب، على توقيع (معاهدة سيفر)، في شهر آب من العام 1920م، وكانت شروطها قاسية على الأتراك، من حيث إنها كانت تمنح (تراقيا)، والجزر التركية في (بحر ايجة)، لليونان، وتقر استقلال أرمينيا، وشبه الجزيرة العربية، والعراق، وسوريا، مع بنود أخرى لا تخدم الأتراك بتاتاً(12). وكان حصول (كوردستان) على الاستقلال من النقاط المهمة في المعاهدة، حسب البندين 62 و 63 من الفقرة الثالثة، والسماح لـ(ولاية الموصل) بالانضمام إلى (كوردستان)، استناداً إلى البند 62 ، وكان نص هذا البند:

(إذا حدث خلال سنة من تصديق هذه الاتفاقية أن تقدم الكورد، القاطنون في المنطقة التي حددتها المادة (62)، إلى عصبة الأمم، قائلين إن غالبية سكان هذه المنطقة ينشدون الاستقلال عن تركيا، وفي حالة اعتراف عصبة الأمم بأن هؤلاء السكان أكفاء للعيش في حياة مستقلة، وتوصيتها بمنح هذا الاستقلال، فإن تركيا تتعهد بقبول هذه التوصية، وتتخلّى عن كل حق في هذه المنطقة. وستكون الإجراءات التفصيلية لتخلي تركيا عن هذه الحقوق موضوعاً لاتفاقية منفصلة تعقد بين كبار الحلفاء وبين تركيا"(13).

 كانت هذه المعاهدة فرصة حقيقية لولادة دولة كوردية على أرض كوردستان، إلا أن تحولات سياسية وميدانية كبيرة حصلت على يد القوات التركية، بقيادة مصطفى كمال، أدت في النهاية إلى رفض قبول هذه المعاهدة، فعمل الأتراك على إخراج اليونانيين من (آسيا الصغرى)، وأصروا على تسوية جديدة، تحققت لهم بالفعل في (معاهدة لوزان)، عام 1923، التي أهملت ذكر أي حقوق للكورد.

لم يكن التخلي عن تنفيذ معاهدة (سيفر) أمراً سهلاً على الشعب الكوردي، وبما أن عشائر بهدينان كانت في صلب هذا الصـراع الإقليمي على المنطقة بين السلطة التركية الجديدة وقوات الاحتلال البريطاني المسيطرة على المنطقة، كان من الطبيعي أن تكون لها ردة الفعل من قبلها، خصوصاً وأنها بدأت تدرك أن كل الأطراف الدولية والإقليمية بدأت تعمل ضد مصالح أهالي المنطقة، وأنها تحاول سلب أراضيها مثلما سلبت حقوقها القومية المشـروعة، فبدأت نشاطاتها من جديد. ففي العام 1922م، هاجمت قوات من عشائر البارزانية والمزوري والزيباري والشيروان مدينة (العمادية)، التي كانت إحدى البؤر الساخنة، التي يحاول البريطانيون من خلالها توطين الآثوريين في جبال المنطقة، وبعد صدام مسلح عنيف بين القوات المهاجمة وقوات الحماية الموجودة في المدينة، انسحبت قوات العشائر الكوردية، بعد وصول إمدادات عسكرية تتكون من 200 مقاتل آثوري، بقيادة المطران (مار سركيس). أمّا رد فعل قوات الاحتلال البريطاني، فكان - كالعادة - عنيفاً، فبعد ثلاثة أسابيع أرسلوا قوات عسكرية، تمكنت من تدمير قرى في منطقة بارزان، ومناطق المزوريين، إلا أن الزيباريين استطاعوا أن يقاوموا هذه القوات، وردوهم عن مناطقهم.(14)

في مطلع هذا العام كان الوضع في (عقرة) ما زال متوتراً وغير مستقر للمحتلين، حيث كانت عشائر الزيبار وبارزان والسورجية خارج سيطرتهم تماماً. وفي شهر آذار من عام 1923م حاول البريطانيون تشتيت صف تلك العشائر، وتحييدهم واحداً تلو الآخر، فبدأوا بشيخ بارزان، الذي أرسلوا إليه (سيد طه)؛ حاكم العمادية، واستطاع إقناعه بالمجيء إلى (عقرة)، والتفاهم مع السلطة هناك، ثم تبعه بعد ذلك الشيخ (رقيب السورجي). وبعد سيطرة البريطانيين على مدينة (رواندوز)، وطرد القوات التركية منها، في العام نفسه، جاء فارس آغا الزيباري إلى السلطة البريطانية لعقد الصلح، وقدم غرامة مقدارها أربعين بندقية لقاء التسوية، كما تمت مطالبة الشيخ عبيدالله السورجي بغرامة مقدارها 75 بندقية لقاء التسوية.(15)

معاهدة لوزان 24 تموز 1923م:

في 24 من شهر تموز في العام 1923م، جلست القوى الـدولية، المتمثلة ببريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا وسلوفينيا وتركيا، على طاولة المفاوضات من جديد، واتفقوا على منح الاعتراف بالحدود الجديدة لدولة تركيا بقيادة مصطفى كمال، مع إهمال تام لأية تطلعات قومية للكورد في حق تقرير المصير وتأسيس دولة لهم على أراضيهم، فقسمت كوردستان الكبرى على أربعة أقسام، كما نراها اليوم، واستطاع الأتراك، بقيادة زعيمهم الجديد مصطفى كمال استعادة قوتهم، وتثبيت قوتهم في المنطقة، والحصول على مكتسبات جديدة، والتخلص من قيود معاهدة سيفر.(16)

لم يكن سهلاً على الكورد تقبل صدمة فقدانهم لأي أمل في تأسيس دولة قومية خاصة بهم، كالشعوب الأخرى في المنطقة، فاستمرت التوترات والاضطرابات كرد فعل طبيعي على غدر القوى الدولية والإقليمية بهم. ونظراً لكون الحدود الشمالية بين العراق وبين تركيا الجديدة لم تكن قد تم رسمها بعد، حيث اتفق الأطراف الموقعون على (معاهدة لوزان) على رسم الحدود بين تركيا والعراق وفق ترتيبات ودية يتم إبرامها بين تركيا وبريطانيا في غضون تسعة أشهر، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق بين الحكومتين خلال الوقت المذكور، يحال النزاع إلى مجلس عصبة الأمم(17). ولكون هذه الحدود تمر بقلب أراضي العشائر الكوردية، وستفصل بينها وبين المناطق الأخرى من وطنها الأم، استمرّت التوترات لسنوات من الزمن، وحدثت مناوشات وصدامات مسلحة عديدة بين الطرفين، كان وقودها غالباً العشائر الكوردية، إلى أن أخذت شكلها النهائي الحالي، بعد تدخل عصبة الأمم، وإرسال لجان ترسيم الحدود والتسوية. ومما يميز نشاط العشائر الكوردية في هذه الفترة، هو فقدانها لقيادة مركزية كوردية، تستطيع جمع كافة أطياف الشعب تحت قيادتها، والدفاع عن أراضيها، وإجبار المحتلين على الرضوخ لمطالبها، الأمر الذي ساعد المحتلين، والدول الإقليمية، على القضاء على أي حركة كوردية تسعى لنيل حقوقها القومية المشروعة.

في هذه الأثناء، كانت الـدولة العراقية الوليدة ترسّخ وجودها كواقع حال، بعد أن وصل الأمير فيصل بن الشريف حسين إلى بغداد في 29 حزيران من العام 1921م، وتمّ تتويجه ملكاً على العراق في 23 من شهر آب من العام نفسه، تكريماً له لمشاركته مع والده الشـريف حسين في الحرب إلى جانب البريطانيين ضد القوات العثمانية في المنطقة، ليكون ذلك بمثابة اللبنة الأولى في ولادة الدولة العراقية الحديثة.(18)

واجه النظام الجديد في العراق، والمحتلون البريطانيون، ثورات الكورد المناهضة للأمر الواقع الذي فرضوه عليهم. فقد كان الزعماء الكورد ما زالوا متمسكين بحق تقرير المصير، الأمر الذي أربك حسابات البريطانيين في بغداد، إلى درجة دفعتهم لتأخير إصدار قانون الانتخابات الخاص بانتخاب أعضاء المجلس التأسيسـي. وقد حاول المندوب السامي البريطاني في بغداد، السير (برسي كوكس)، تخيير المناطق الكوردية في الاشتراك في الانتخابات من عدمه، لضمان سير عملية الانتخابات بدون عراقيل.(19)

بينما كانت بغداد تشهد ولادة أول مجلس للنواب بتاريخ الدولة العراقية الحديثة في العام 1925م، ليترأسه رشيد عالي الكيلاني، بعد إجراء حكومة ياسين الهاشمي للانتخابات النيابية الأولى في 8 حزيران 1925م(20)، كانت التوترات في منطقة بهدينان مستمرة. فمع حلول هذا العام، وتثبيت سلطة الدولة العراقية على المنطقة، كانت العشائر الكوردية على غير وفاق مع سلطة بغداد، متمثلة بحكومة الهاشمي والمحتل البريطاني، الذي بدأ ينفذ أجندته في المنطقة في توطين الآثوريين، وإهمال حقوق أهالي المنطقة. فقام زعيم عشيرة الدوسكي (سفر آغا) بمحاولة الحصول على الدعم المسلح من الأتراك في جزيرة ابن عمر، إلا أن الأتراك لم يتفاعلوا معه، فقام بالاشتراك مع كل من الزعماء: شفيق آغا، ورشيد آغا، بمناهضة سلطة البريطانيين وبغداد في (دهوك)، كما أن زعيم عشيرة السندي جميل آغا هاجم بقواته دوريات الشـرطة في منطقة (شرانش) و(ماسيس)، شمال شرق مدينة زاخو، واستطاعوا إيقاع إصابات بين صفوف البريطانيين، إلا أن ضعف الإمكانيات العسكرية، وفارق التسليح بين الطرفين، أدّى إلى عدم تمكنهم من الاستمرار في العمليات المسلحة، وانتهى الأمر بهروب جميل آغا السندي إلى تركيا، أمّا زعماء الدوسكية، فتم سجنهم في مدينة دهوك. ثم عاود جميل آغا السندي نشاطه بعد فترة، وهاجم (شرانش) والمناطق المجاورة. كما أن الدوسكيين جدّدوا نشاطهم العسكري، وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بقوات الاحتلال البريطاني في المنطقة.(21)

يلاحظ من حركة هذه العشائر، الرغبة في مقاومة المحتل الأجنبي، ولكن في ظل فقدان التنسيق العسكري بينها، وعدم وجود قيادة موحدة لها، تستطيع توجيه قوات هذه العشائر نحو جبهة منظمة، تمكنها من مسك الأرض، وطرد قوات المحتلين منها. لذلك غلب عليها طابع الحركات الانفعالية المؤقتة وغير المنظمة، حيث كانت تنتهي دائماً، وفي فترة قصيرة، بالتقهقر والانسحاب نحو الجبال.

 في شهر حزيران من العام 1927م، أرادت الحكومة العراقية في بغداد، برئاسة جعفر العسكري (كوردي)، تقوية سلطتها في منطقة عقرة وبارزان، وإخضاعها لحكمها المركزي، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع الإنكليز في حل مشكلة الشيخ محمود الحفيد، بالسماح له بدخول الأراضي العراقية، بعد أن تم إخراجه منها من قبل الحكومة العراقية السابقة، وأن تعيد له أملاكه، فتم الصلح بين الطرفين. وكانت النتيجة أن زار الشيخ محمود بغداد في شهر تموز من العام 1927م(22)، الأمر الذي أتاح لحكومة بغداد الفرصة لتثبيت سلطتها المركزية على المناطق الأخرى من كوردستان، فأرسلت رتلين عسكريين نحو منطقة بارزان، رافق ذلك عمليات جوية، تمكنت فيها من السيطرة على المنطقة، واضطر الشيخ أحمد وأتباعه اللجوء نحو الجبال، وخلال شهر تمكنت هذه القوات من تثبيت نفوذها وسيطرتها على المنطقة، وأبقت قوة عسكرية فيها، مع مهبط للطائرات العسكرية، الأمر الذي دفع شيخ بارزان إلى التفاهم مع السلطة المركزية، ودفع غرامة مالية.(23) وفي هذا العام تم تثبيت الحدود الدائمية الشمالية من قبل لجنة تثبيت الحدود العراقية التركية.

بعد تثبيت الحدود الدائمة، بات واضحاً أن سكان مناطق كوردستان الكبيرة وقعوا تحت سلطة الدول الإقليمية الأربعة (العراق وتركيا وإيران وسوريا)، وأن حلم إقامة دولة قومية لهم على أرضهم تم دفنه من قبل دول الاستعمار الكبرى، وعلى رأسها بريطانيا، التي تعتبر اللاعب الدولي الأساسي في رسم خريطة المنطقة، وتأسيس الدول لشعوب المنطقة، يأتي بعدها فرنسا، ثم باقي الدول الاستعمارية المنتصرة في الحرب.

ولم يكن الكورد يفتقرون إلى عوامل إقامة دولة وكيان قومي مستقل لهم، بل توفرت كافة مقومات الدولة؛ من لغة وشعب وأرض وقوة بشـرية كافية لحماية حدود دولتهم، إلا أن السياسة الدولية والمتغيرات الإقليمية، حالت دون ذلك، في ظل صعوبة اجتماع العشائر الكوردية، في الأطراف المترامية من أراضيهم، على قيادة موحدة، تكون طليعة لهم للتفاوض مع الدول المحتلة، لفرض واقع يؤدي إلى تحقيق طموحاتهم القومية المشروعة، حالهم كحال الشعوب والقوميات الأخرى في المنطقة.

من المهم هنا الإشارة إلى بعض المعلومات القيمة والدقيقة التي وردت عن عشائر وسكان منطقة بهدينان خاصة، في التقرير الذي أعدته وزارة الطيران البريطانية في العام 1929م، والذي ترجمه الدكتور مؤيد الونداوي، ونشـره في كتاب أسماه: أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، حيث ذكر التقرير الاستخباري معلومات وتفاصيل دقيقة عن العشائر الكوردية في منطقة بهدينان، غير موجودة في متون الكتب. ومن المهم تسليط الضوء عليها، لتتكون لدينا فكرة عن حجم القوة البشـرية التي امتلكتها تلك العشائر، ضمن منطقة جغرافية واحدة من مناطق كوردستان، فما بالك في حجم قوتهم في المناطق الكوردية كافة، ضمن مجموع أراضي كوردستان الكبيرة.

يذكر التقرير الاستخباري أن عدد منازل عشيرة (برواري بالا)، في العقد الثالث من القرن العشـرين، بلغ 900 منزلاً، وسكنوا شمال جبل (متينا)، بين الخابور والزاب الكبير، وزعيمهم آنذاك هو حجي رشيد بيك، مع زعماء أفخاذ آخرين. وتمتلك هذه العشيرة 650 بندقية حديثة، و 100 بندقية قديمة صالحة، ويبلغ عدد المقاتلين فيها 1200 مقاتل مشاة، وهي عشيرة مسالمة على العموم، ولا تميل إلى الاشتباك والصدام مع السلطة القائمة.

أمّا بارزان، ففيها 160 منزلاً، ولديها 150 بندقية حديثة، و 30 بندقية قديمة صالحة، ولديها 200 مقاتل، وزعيمها الأوحد الشيخ أحمد البارزاني، ويعاونه شقيقه: شيخ محمد صادق، ولهما السيطرة التامة على عشيرتي الميزوري- بالا والشيروان، ويسمون الديوانا، أو المريدين، ويمتلكون 800 بندقية حديثة، ومقاتلوها شجعان، ويقاتلون بضراوة، وهم معادون للاحتلال البريطاني.

 في حين كانت (عشيرة الچالي)، الساكنة على الضفة اليسـرى من الزاب الكبير، شمال شرق العمادية، تتكون من 500 أسرة، ولديها 250 بندقية حديثة، ومجموع المقاتلين لديها يبلغ 670 مقاتلاً، وأبرز زعمائها: وليا بيك، وسعيد بيك، وأحمد بيك. وهي عشيرة لها علاقات طيبة مع من يجاورهم، ولا تميل إلى المشاكل، ويميلون سياسياً إلى الأتراك، وقدراتهم القتالية جيدة.

 كما كانت عشيرة الدوسكي من العشائر الكبيرة في المنطقة، حيث بلغ عدد المنازل والأسر فيها 946، ولديها 1400 رجلاً مسلحاً، و 500 بندقية حديثة. زعيمها العام هو سعيد آغا، في قرية (كيرمارا)، وكانت العشيرة هادئة في بداية الاحتلال البريطاني، وهي مناصرة للسلطة في بغداد، وحشدت قواتها في العام 1922م في (العمادية) ضد عشيرتي الزيبار وبارزان، إلا أنها في العام 1925م دخلت في صدام مسلح مع البريطانيين وسلطة بغداد. وأفرادها لهم شهرة جيدة في القتال، والجميع يقاتل وهم مشاة. كما أن هناك (الدوسكي بالا)، الذين يعودون في الأصل إلى عشيرة الدوسكي، ولهم 500 منزلاً، وزعيمهم فيرحو آغا، في قرية (باش قصـري)، وهم موالون للحكومة التركية، ويمتلكون 650 مقاتلاً، ولهم شهرة قتالية جيدة.

أمّا عشيرة الهركي، فهي واحدة من أغنى العشائر، وأفضلها تسليحاً، ويبلغ عدد منازلهم 1195 أسرة، يقطنون السهول جنوب عقرة في الشتاء، وفي الصيف يتجهون بمواشيهم شمالاً نحو مناطق (وان). زعيم الهركية في منطقة عقرة هو حجي آغا جهانكير آغا، في قرية (خاناجا). تمتلك العشيرة 850 بندقية حديثة، و175 بندقية قديمة صالحة، و 1555 مقاتلاً، منهم 1480 من المشاة، و 75 من الخيالة، ولم تتخذ العشيرة موقفاً معادياً للبريطانيين، وأفرادها مقاتلون ممتازين، بما في ذلك نساؤهم اللاتي يستخدمن دائماً في تجهيز البنادق في حالة حصول أي نزاع.

أمّا عشيرة الميزوري، فسكنت حول (أتروش) و(ألقوش)، شرقيّ دهوك، ولديها 70 قرية، تتكون من 1587 منزلاً وأسرة، وزعيمهم شيخ نوري بريفكان، ولديهم 600 بندقية حديثة، و 100 بندقية قديمة صالحة، و 2300 مقاتلاً من المشاة، ومجموعة أخرى من الخيالة، لم يحددها التقرير الاستخباري البريطاني. وتتسم العشيرة بالهدوء وتجنب الصدام مع المحتل، وقدرتهم القتالية يصفها التقرير بالفقيرة.

من العشائر الأخرى التي ذكرت في التقرير: عشيرة الريكان، التي عانت بشكل كبير على يد الروس أيام الحرب، حيث دمرت أراضيهم وقراهم، ولكن العشائر الكوردية المجاورة انتقمت من قوات الروس، حيث قضوا على الكتيبة القوقاسية، في (كلي بالندا) انتقاماً لاعتدائهم على مناطق عشيرة الريكان. وتمتلك العشيرة 400 منزلاً وأسرة، وتمتلك 275 بندقية حديثة، و 50 بندقية قديمة صالحة، ومجموع المقاتلين المشاة فيها يبلغ 530 مقاتلاً. وأبرز زعمائهم خليل آغا، ومحمد أمين آغا، وحسن آغا. وهي عشيرة مستقرة وهادئة سياسياً، تميل إلى مساندة السلطة الحاكمة وقائمقام العمادية، وأفرادها مقاتلون جيدين.

أمّا السندي كولي، فهم خليط من عشيرتين، كانت متوحدة تحت قيادة زعيم واحد هو جميل آغا ابن عبد آغا. يسكنون جهة الغرب من (نهر هيزل)، وجنوب (نهر الخابور). تتكون العشيرة من 1194 أسرة ومنزل، ولديها 1730 مقاتلاً من المشاة، ومثله من الخيالة. وهي عشيرة مستقرة، يرعون الأغنام، ويزرعون الحنطة والشعير. يتهمهم التقرير البريطاني بسوء السمعة، وتأثرهم بالدعاية التركية، فهي عشيرة لا تحب الخضوع، وهي خشنة، أما رجالها فسمعتهم القتالية جيدة.

أمّا السورجية، فيذكرهم التقرير بالتحالف مع الزيبارية أيام الهجوم على (عقرة)، في العام 1919م، ويشير إلى مناوئة زعمائها للبريطانيين. وتمتلك العشيرة 1220 منزلاً وخيمة، وزعيمهم الشيخ عبيدالله السورجي، القاطن في قرية (بجيل)، شرقي عقرة. ولديها 610 بندقية حديثة، و 125 بندقية قديمة صالحة، و 1670 مقاتلاً، 80 منهم من الخيالة، والبقية مشاة. وهي عشيرة مناوئة للسلطة الحاكمة والاحتلال البريطاني، ومن الأعداء المحتملين دوماً لهم، وعلى الرغم من التسليح الجيد، إلا أنها غير محاربة، على حد وصف التقرير.

والعشيرة الأخيرة في منطقة بهدينان، والتي أخذت مساحة كبيرة من صفحات التقرير، هي الزيبار، فهي العشيرة المناوئة بثبات للبريطانيين، منذ اليوم الأول لدخول البريطانيين للمنطقة، وقد أوقعت خسائر جسيمة بقوات المحتل، في مجموعة صدامات مسلحة في جبال كوردستان الجنوبية. وكانت العشيرة تمتلك 600 أسرة ومنزلاً، وتسكن على الضفة اليمنى لنهر الزاب الكبير شمال عقرة. ومن زعمائها فارس آغا، في قرية (هوكة = هیكیێ)، وبابكر آغا، في قرية (الكا)، وعلي سليم آغا، في قرية (شاهي = شه‌هێ)، وقادر آغا، في قرية (شوش)، والأخير كان على علاقة جيدة ووئام تام مع البريطانيين.

تمتلك العشيرة 850 مقاتلاً من المشاة، ولديها 495 بندقية حديثة، و 80 بندقية قديمة صالحة. ولدى العشيرة مخزون من الذخيرة بمعدل 100 طلقة لكل قطعة سلاح. ويصف البريطانيون عشيرة الزيبار بالمشاكسة، ولدى أفرادها صفات قتالية جيدة، والجميع يقاتلون على أقدامهم، ولا يستخدمون الخيول في القتال.

 

الهوامش

1- الأدهمي، محمد مظفر، تأسيس النظام الملكي وتجربته البرلمانية تحت الانتداب البريطاني 1920-1932، بغداد، مكتبة الذاكرة، 2009، ص39.

2- المصدر نفسه، ص47.

3- الحسني، عبدالرزاق، تاريخ الوزارات العراقية، صيدا، مطبعة العرفان، 1373ه-1953م، ط2، ج1، ص5.

4- الونداوي، مؤيد، أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، العراق، بغداد، مكتبة دجلة، 2021م، ط1، ص43.

5- وليم ايكيلتون، العشائر الكوردية، ترجمة: حسين أحمد الجاف، أربيل، دار آراس للطباعة والنشر، ط1، ص39.

6- الونداوي، مصدر سابق، ص45.

7- المصدر نفسه، ص45.

8- المصدر نفسه، ص47.

9- المصدر نفسه، ص47.

10- فاضل حسين، مشكلة الموصل، مطبعة الرابطة، بغداد، العراق، 1955م، ص15.

11- الونداوي، مصدر سابق، ص49.

12- الكيالي، عبد الوهاب، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1993، مجلد3، ص409.

13- أحمد تاج الدين، الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن، الدار الثقافية للنشـر، القاهرة، مصـر، 1421ه-2001م، ط1، ص106.

14- الونداوي، أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، ص54.

15- المصدر نفسه، ص57.

16- جيرالد جاليان، شعب بدون وطن/ الكورد وكوردستان، ترجمها للعربية: عبد السلام النقشبندي، دار آراس للطباعة والنشر، أربيل، 2012، ط1، ص98.

17- النص الكامل لمعاهدة لوزان، المعهد المصـري للدراسات، ترجمة: عادل رفيق، القاهرة، 2020، ص6.

18- الحسني، عبد الرزاق، تاريخ العراق السياسي الحديث، دار الرافدين للطباعة والنشـر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1429ه-2008م، ط7، ص10.

19- عبدالرزاق الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ج1، ص36.

20- حسين جميل، الحياة النيابية في العراق 1925-1946، مكتبة المثنى، بغداد، العراق، ط1، 1983م، ص131.

21- الونداوي، أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، ص68.

22- الحسني، تاريخ العراق السياسي الحديث، ص48.

23- الونداوي، أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، ص74.

 

 المصادر و المراجع:

1- الأدهمي، محمد مظفر، تأسيس النظام الملكي وتجربته البرلمانية تحت الانتداب البريطاني 1920-1932، بغداد، مكتبة الذاكرة، 2009.

2- أحمد تاج الدين، الأكراد تاريخ شعب وقضية وطن، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، مصـر، ط1، 1421ه-2001م.

3- جيرالد جاليان، شعب بدون وطن/ الكورد وكوردستان، ترجمها للعربية: عبدالسلام النقشبندي، دار آراس للطباعة والنشر، أربيل، ط1، 2012م.

4- الحسني، عبدالرزاق، تاريخ الوزارات العراقية، صيدا، مطبعة العرفان، ط2، 1373ه-1953م.

5- الحسني، عبدالرزاق، تاريخ العراق السياسي الحديث، دار الرافدين للطباعة والنشـر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط7، 1429ه-2008م.

6- حسين جميل، الحياة النيابية في العراق 1925-1946، مكتبة المثنى، بغداد، العراق، ط1، 1983م.

7- فاضل حسين، مشكلة الموصل، مطبعة الرابطة، بغداد، العراق، 1955م.

8- الكيالي، عبد الوهاب، موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، م3، 1993م.

9- 5- وليم ايكيلتون، العشائر الكوردية، ترجمة: حسين أحمد الجاف، أربيل، دار آراس للطباعة والنشر، ط1، 2007م.

10- الونداوي، مؤيد، أضواء على التاريخ الحديث لمنطقة وسط كوردستان، العراق، بغداد، مكتبة دجلة، ط1، 2021م.

11- النص الكامل لمعاهدة لوزان، المعهد المصري للدراسات، ترجمة: عادل رفيق، القاهرة، 2020م.


t مجلة الحوار ǀ العدد 185  ǀ السنة الحادية والعشرون ǀ خريف 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق