02‏/10‏/2023

نظريات المواجهة.. كيفية التعامل مع الحاكم الجائر (من كنوز قلائد الجمان شـرح اللؤلؤ والمرجان) - الحلقة السادسة -

 إعداد: صالح شيخو الهسنياني

   15.  نظرية الأصابع المبتورة: 

 تقول النظرية: (لا يمكن مواجهة الظالم المتحصن، والمدعوم داخلياً وخارجياً، بقيادات متفرقة؛ كأصابع مبتورة، مفصولة عن الكف والذراع، لا يستندون على قيادة واحدة، أو يحظون بتأييد كامل من أصوات قيادات المعارضة، كأن كل واحد منهم يرى في نفسه، أو في جماعته، الأفضلية والأحقية للانفراد بالحكم).

 عودة إلى التاريخ:

سؤال يطرح نفسه: لماذا لم يرشح معاوية أحد هؤلاء الأربعة للخلافة، وهم: الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر([1])، وعبد الرحمن بن أبي بكر([2])، وعبد الله بن الزبير، كأفضل المرشحين لتولي الخلافة بعد معاوية.

الجواب: لأن أي من هؤلاء المرشحين لم يكونوا ليحظوا بتأييد كامل من أقرانهم، كما أن الأمويين لم يكونوا يرغبون في تحوّل الخلافة إلى

شخص من غيرهم؛ فهم أكبر قبيلة في قريش، وهم أهل السيادة والريادة، كما أنهم على خلاف مع بعض أبناء الصحابة في المدينة.

بالمقابل: هل سيرضى كثير من أهل العراق، أن يتولى الخلافة رجل من غير آل البيت؟ فمثلاً: لما مات معاوية بن يزيد، بايع أهل الشام كلهم ابن الزبير، إلَّا أهل الأردن. فلما رأى ذلك رؤوس بني أمية، وناس من أهل الشام وأشرافهم، قال بعضهم لبعض: إن الملك كان فينا أهل الشام، فينتقل إلى أهل الحجاز؟ لا نرضى بذلك!([3]).

ثم إن المرشحين للخلافة أنفسهم، الذين يفترض أن الخلافة ستنحصر في أشخاصهم، لم يجمعوا أمرهم على شخص بعينه، بل إن كل واحد منهم يرى في نفسه الأحقية والأهلية التي تجعل منه خليفة للمسلمين([4]).

فمثلاً: ابن عباس لم يبايع ابن الزبير بعد وفاة معاوية([5])، بالرغم من مبايعة كثير من الأقطار له، بل كان يوجِّه إليه الانتقادات، ويلومه في بعض أعماله.

وكذلك محمد بن الحنفية([6])، وعبد الله بن عمر([7])، لم يبايعا ابن الزبير. إذاً، فمن يضمن تراضي جميع الأطراف على شخصية واحدة([8])؟!

وحتى ابن عمر، الذي ربما اجتمعت عليه الآراء، ويجمع غالب المسلمين على ترشيحه، موقفه من الخلافة معروف، وهو من أزهد الناس فيها([9]). 

وحسماً للخلاف، الذي ربما أدى بالأمة إلى نزاعات جديدة، وفتح ثغرات في كيان الدولة، نظر معاوية إلى ابنه يزيد على أنه المرشح الذي سيحضى بتأييد أهل الشام، الذين يمثلون العامل الأقوى في استقرار الدولة. ومن الدلائل على ذلك: لما عرض معاوية خلافة يزيد على أهل الشام، وافقوا موافقة جماعية، ولم يتخلف منهم أحد، وبايعوا ليزيد بولاية العهد من بعد أبيه. ثم لا ننسى قوة قبيلة كلب، من حيث الوجود والكثرة بين قبائل أهل الشام، وهم أخوال يزيد([10]).

ثم من الناحية العملية، كان نقل الخلافة من الأمويين إلى غيرهم، في ذلك الوقت، مطلباً يكاد يكون مستحيلاً؛ فالولاة على الأقاليم كانوا من بني أمية، أو من أتباعهم، وإسناد الخلافة إلى أحد من أبناء الصحابة، في الغالب، هو بمعنى عزل هؤلاء الولاة، وقد يرفض أحدهم قرار العزل، ثم ستتكرر معارك الجمل وصفين على نطاق واسع!([11])

وقد تمكن مروان بن الحكم من استغلال قوة العصبية في بلاد الشام لبني أمية، واستطاع الانتصار على عمال عبد الله بن الزبير([12]). ثم تبعه ابنه عبد الملك، وتمكن من الانتصار بأهل الشام على ابن الزبير، وقتله، سنة (73 هـ/692 م). وهكذا، نجد أهل الشام لم ينقادوا لابن الزبير، بل إن أهل العراق غدروا بأخيه مصعب بن الزبير، ومالوا مع عبد الملك بن مروان؛ فَلِمَ لم تجتمع الأمة على ابن الزبير([13])، وهو في ذلك الحين لا يشاركه أحد في فضائله ومكانته؟! بل نجد العكس؛ نجد أن عبد الملك بن مروان - الذي يعتبر في السنّ كأحد أبناء عبد الله بن الزبير - تمكن من تولي زعامة المسلمين!([14]).

كان ابن عباس يشهد ليزيد بالفضيلة([15])، وبايعه، وكذلك بايعه ابن عمر، وقال: (إِنْ كَانَ خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ شَرًّا صَبَرْنَا)([16])، ولم يبق إلَّا الحسين بن علي، الذي كان أهل الفتن يغرِّرون به، في حياة معاوية، ونهاه الحسن عنهم، وعزم على الذهاب لهم بعد وفاة معاوية، وقد حذره الصحابة، ونهوه عن ذلك، فأبى عليهم، وحدث ما حدث([17]).

 

16. نظرية شيوخ السلطان (النظرية اليزيدية):

 تقول النظرية: (ليس على الخليفة حساب ولا عذاب، لأنه مشغول بأمور الناس).

لما استخلف يزيد بن عبد الملك، قال: سيروا سيرة عمر بن عبد العزيز. ولما ولي عمل بسيرة عمر بن عبد العزيز أربعين يوماً فقط؛ فدخل عليه أربعون شيخاً من أهل دمشق، وحلفوا له أنّ الخلفاء لا حساب عليهم ولا عذاب، لأنه مشغول بأمور الناس. فأقبل على الظلم، وإتلاف المال، والشراب، والإنهماك في سماع الغناء، والخلوة بالقينات [المغنيات]، وخدعوه بذلك، فانخدع لهم، وكان كلامهم موفقاً لهواه، فانهمك في اللذات واللهو والطرب، ولم يراقب الله، ولم يخشه([18]).

يَزِيد بن عبد الملك بن مروان (71 - 105هـ /690 - 724م):  أبو خالد، من ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد في دمشق، وولي الخلافة بعد وفاة عمر بن عبد العزيز (سنة 101 هـ/720م)، بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك.

ذكر أصحاب التاريخ أن يزيد بن عبد الملك كان قد اشترى، في أيام أخيه سليمان بن عبد الملك، جارية يقال لها حبابة، بأربعة آلاف دينار، وكان اسمها العالية، وكانت جميلة جداً؛ وأحبها حباً شديداً، فبلغ أخاه سليمان ذلك، فقال: لقد هممت أن أحجر على يزيد، فبلغ ذلك يزيد، فباعها، خوفاً من أخيه سليمان، فاشتراها رجل من أهل مصر. فلما أفضت إليه الخلافة، قالت له امرأته يوماً: يا أمير المؤمنين، هل بقي في نفسك من أمر الدنيا شيء؟ قال: نعم، حبابة. فبعثت امرأته، فاشترتها له، ولبستها وزيَّنتها، وأجلستها من وراء الستارة، وقالت له أيضاً: يا أمير المؤمنين، هل بقي في نفسك من الدنيا شيء؟ قال: أو ما أخبرتك؟ فقالت: هذه حبابة، وأبرزتها له، وأخلته بها، وتركته وإياها، فحظيت الجارية عنده، وكذلك زوجته أيضاً. وكان لحبابة هذه، أثر في أحكام التولية والعزل، على عهده.

قال يوماً: إن بعض الناس يقولون أنه لن يصفو لأحد من الملوك يوم كامل من الدهر، وإني أريد أن أكذبهم في ذلك؛ فقال: أشتهي أن أخلو بحبابة في قصر مدة من الدهر، لا يكون عندنا أحد. ففعل ذلك، واختلى مع حبابة في قصر في ناحية الأردن، وأمر أن يحجب عن سمعه وبصره كل خبر يكره. فبينما هو معها على أسرّ حال، وأنعم بال، إذ رماها بحبة رمان - ويروى: بعنبة - في فمها وهي تضحك، فشرقت بها فماتت، فمكث أياماً يقبلها ويرشفها وهي ميتة، وينظر إليها ويبكي، حتى أنتنت وجيفت، فأمر بدفنها، فلما دفنها أقام أياماً عند قبرها هائماً، ثم رجع إلى المنزل، ثم عاد ونبشها من قبرها، ثم رجع، فما خرج من منزله حتى خرج بنعشه، فلم يعش بعدها إلَّا خمسة عشر يوماً، وكان مرضه بالسل.. وكانت خلافته أربع سنين وشهراً([19]).

ونقل الديار بكري، في (تاريخ الخميس)، أنه: "مات عشقاً"، قال: "ولا يعلم خليفة مات عشقاً غيره... وكان يلقب بـالقادر بصنع الله"([20])، ونقش خاتمة: "فني الشباب يا يزيد!"([21]). 

17. نظرية الاعتزال (معارضة الخروج):

تقول النظرية: (عند فقدان قائد الخروج الصفات القيادية؛ من: بعد نظر للمواقف، وتقدير متميز للأمور، وقرار يأتي بأخف الأضرار، وتنظيم مكتمل الجوانب، وتخطيط لكافة الاحتمالات، وثبات في المواقف والمبادئ، وعدم الانجراف وراء العواطف ومشاعر الجنود والأتباع والعامة.. إذا فقد القائد هذه الصفات، أو بعضها، فإن الأولى اعتزال، أو معارضة الخروج لإزالة الحاكم الجائر، لأن الفتنة ستطل برأسها، وطريق التغيير سيصبح شائكاً، ومعقداً، وطويلاً، ومكلفاً...).

دروس من موقعة (دير الجماجم)([22]):

كان هناك عدد من العلماء عارضوا، أو اعتزلوا، موقعة (دير الجماجم)، ولم يروا المشاركة فيها، ومن أبرز هؤلاء:

- أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي([23])، وهو من الذين لم يشاركوا في هذه الثورة.

- وأبو قلابة الجرمي([24])، لم يشارك، وكان يعتب على غيره ممن شارك.

- ومنهم إبراهيم النخعي([25])، لم يشارك، وكان يعيب على سعيد بن جبير مشاركته فيها.

- وممن لم يشارك في حركة ابن الأشعث: أيوب السختياني([26])، ويروى عنه أنه يقول في العلماء والقراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث: لا أعلم أحداً منهم قتل، إلَّا رغب له عن مصرعه، أو نجا، إلَّا ندم على ما كان منه([27]). 

- ومنهم مطرف بن عبد الله الشخير([28])، الذي امتنع عن المشاركة في هذه الفتنة، وحين جاءه ناس يدعونه للمشاركة امتنع، فلما أكثروا عليه قال: أرأيتم هذا الذي تدعوني إليه، هل يزيد على أن يكون جهاداً في سبيل الله؟ قالوا: لا. قال: فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها، وبين فضل أصيبه([29]).

- ومنهم مجاهد بن جبر([30])، فإنه لم يشارك، وحين دعي للمشاركة، قال لمن دعاه: عده باباً من أبواب الخير تخلفت عنه([31]).

- ومنهم خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي، ومحمد بن سيرين، فقد ورد ذكرهما مع الذين لم يشاركوا في فتنة ابن الأشعث([32]).


[1]- عن ميمون بن مهران قال: دس معاوية، عمرو بن العاص، وهو يريد أن يعلم ما في نفس ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما يمنعك أن تخرج تبايعك الناس، أنت صاحب رسول الله، وابن أمير المؤمنين، وأنت أحق الناس بهذا الأمر، فقال: قد اجتمع الناس كلهم على ما تقول؟ قال: نعم، إلَّا نفر يسير. قال: لو لم يبق إلَّا ثلاثة أعلاج بـ(هجر)، لم يكن لي فيها حاجة. قال: فعلم أنه لا يريد القتال، فقال: هل لك أن تبايع من قد كاد الناس أن يجتمعوا عليه، ويكتب لك من الأرضين، والأموال؟ فقال: أفٍّ لك، اخرج من عندي، إن ديني ليس بديناركم ولا درهمكم. سير أعلام النبلاء: (4/316).

[2]- توفي سنة (53هـ)، ولم يبق من المعارضين إلَّا ثلاثة.

[3]- مجمع الزوائد: (7/257؛ رقم: 12090)، وفيه رواه الطبراني، وإسناده منقطع.

[4]- د. محمد بن عبد الهادي الشيباني، مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية: (ص165)، دار طيبة للنشر والتوزيع الرياض، ط2، 1430هـ/2009م.

[5]- عقد يزيد بن معاوية لابنه معاوية بالعهد بعده. فبايع له الناس، وأتته بيعة الآفاق، إلَّا ما كان من ابن الزبير وأهل مكة. فولي ثلاثة أشهر، ويقال أربعين ليلة، ولم يزل في البيت، لم يخرج إلى الناس، وكان مريضاً، فكان يأمر الضحاك بن قيس الفهري يصلي بالناس بدمشق. فلما ثقل معاوية بن يزيد، قيل له: لو عهدت إلى رجل عهداً، واستخلفت خليفة. فقال: والله ما نفعتني حياً، فأتقلدها ميتاً، وإن كان خيراً فقد استكثر منه آل أبي سفيان. لا تذهب بنو أمية بحلاوتها، وأتقلد مرارتها. والله لا يسألني الله عن ذلك أبداً، ولكن إذا مت فليصل عليَّ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وليصل بالناس الضحاك بن قيس، حتى يختار الناس لأنفسهم، ويقوم بالخلافة قائم. فلما مات صلى عليه الوليد، وقام بأمر الناس الضحاك بن قيس. فلما دفن معاوية بن يزيد، قام مروان بن الحكم على قبره، فقال: أتدرون من دفنتم؟ قالوا: معاوية بن يزيد. فقال: هذا أبو ليلى. فقال أحدهم:

إني أرى فتنا تغلي مراجلها ... فالملك بعد أبي ليلى لمن غلبا. طبقات ابن سعد: (5/29).

[6]- أرسل عبد الله بن الزبير، بعد موت يزيد بن معاوية، إلى محمد بن الحنفية، أن هلم بايعني. فأبى عَلَيْهِ، وقال: إذا لم يبق غيري، بايعتك. أنساب الأشراف للبلاذري: (3/280).

[7]- وأبى ابن عُمَر أن يبايع، وقال: لا أعطي صفقة يميني فِي فرقة، ولا أمنعها فِي جماعة وألفة. أنساب الأشراف: (5/352).

[8]- مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية: (ص165).

[9]- وعن الحسن قال: لما كان من أمر الناس ما كان زمن الفتنة، أتوا ابن عمر، فقالوا: أنت سيد الناس، وابن سيدهم، والناس بك راضون، اخرج نبايعك، فقال: لا، والله لا يهراق فيّ محجمة من دم، ولا في سببي، ما كان فيّ روح. سير أعلام النبلاء: (4/315).

[10]- أمّه ميسون بنت بحدل بن أنيف، من بني حارثة بن جناب الكلبي. شاعرة. سمعها معاوية وهي تنشد هذه الأبيات:

لَبَيتٌ تخفقُ الأرواحُ فيه ... أحبُّ إليَّ من قصرٍ منيفِ

ولبسُ عباءةٍ وتقرَّ عَيني ... أحبُّ إليَّ من لبسِ الشُّفوفِ

وأكل كسيرة في ظل بيتي ... أحب إلي من أكل الرغيف

وأصوات الرياح بكل فج ... أحب إلي من نقر الدفوف

وكلب ينبح الطراق دوني ...   أحبُّ إليَّ من هرٍّ ألوفِ

وخرقٌ من بني عمِّي نحيفٌ ... أحبُّ إليَّ من علجٍ عليفِ

وبكر يتبع الأظعان صعب ... أحب إلي من بعل زفوف

خشونه عيشتي فِي البدو أشهى ... إِلَى نَفسِي من الْعَيْش الطريف

فَمَا أبغي سوى وطني بديلاً ... فحسبي ذَاك من وطنٍ شرِيف

فقال معاوية: ما رضيت بنت بحدل حتى جعلتني علجاً عليفاً، هي طالق ثلاثاً، مروها فلتأخذ جميع ما في القصر فهو لها، ثم سيرها إلى أهلها بنجد، وكانت إذ ذاك حاملاً بيزيد، فولدته بالبادية، وأرضعته سنتين. وفي رواية: أو أخذته معها رضيعاً، فنشأ في البرية فصيحاً.  سمط النجوم العوالي: (3/139)؛ أعلام الزركلي: (7/338)؛ الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين: (1/97)..

العِلج: الصلب الشَّديد، وسمي حمار الوحش علجاً لاستعلاج خَلْقِه، أي: غِلَظه.  العين: (1/228)؛ جمهرة اللغة: (1/483).

[11]- أحمد شلبي، موسوعة التاريخ الإسلامي: (5/48)، عن مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية: (ص161).

[12]- جاء في طبقات ابن سعد، أن مروان ابن الحكم قال لابن عمر، بعد موت يزيد بن معاوية: "هلم يدك نبايعك، فإنك سيد العرب، وابن سيدها. قال له ابن عمر: كيف أصنع بأهل المشرق؟ قال: نضربهم حتى يبايعوا. قال: والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة، وأنه قتل في سببي رجل واحد". طبقات ابن سعد: (4/127).

فلما اطمأن مروان من جهة ابن عمر، بادر إلى الشام وحارب، وتملك الشام، ثم مصر. سير أعلام النبلاء: (4/316).

[13]- لما اجتمع الأمر لعبد الملك، كتب إليه ابن عمر: أما بعد، فإني قد بايعت لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة، على سنة الله وسنة رسوله، فيما استطعت، وإن بنيّ قد أقروا بذلك. سير أعلام النبلاء: (4/318).

[14]- مواقف المعارضة في عهد يزيد: (ص161-162).

[15]- عن عامر بن مسعود الجمحي: إنّا لبمكة إذ مر بنا بريدٌ ينعى مُعَاوِيَة، فنهضنا إلى ابن عباس وهو بمكة، وعنده جماعة، وقد وضعت المائدة، ولم يؤت بالطعام، فقلنا له: يا أبا العباس، جاء البريد بموت معاوية، فوجم طويلًا، ثم قَالَ: اللَّهم أوسع لمعاوية، أما واللَّه ما كان مثل من قبله، ولا يأتي بعده مثله، وإن ابنه يزيد لمن صالحي أهله، فالزموا مجالسكم، وأعطوا طاعتكم وبيعتكم. أنساب الأشراف: (5/289-290).

[16]- مصنف ابن أبي شيبة: (6/190؛ رقم: 30575).

[17]- مواقف المعارضة: (ص164).

[18] - شذرات الذهب: (1/128)؛ سمط النجوم العوالي: (3/327-328).

[19]- الكامل في التاريخ: (4/163، 164)؛ البداية والنهاية: (13/14-15)؛ سمط النجوم العوالي: (2/329)؛ أعلام الزركلي: (8/185).

[20]- تاريخ الخميس: (2/318).

[21]- أعلام الزركلي: (8/184-185).

[22]- وقعة دير الجماجم كانت عام: 83 هـ/ 702 م، في مكان بين الكوفة والبصرة يسمى دير الجماجم. قضى فيها الحجاج الثقفي على أعنف الثورات الخارجة على بني أمية بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث.

[23]- جابر بن زَيْد (21 - 93هـ / 642 - 712م): جابر بن زيد الأزدي البصري، أبو الشعثاء: تابعي فقيه، من الأئمة. من أهل البصرة. أصله من عُمان. صحب ابن عباس. وكان من بحور العلم. وصفه الشماخي (وهو من علماء الإباضية) بأنه أصل المذهب، وأسه، الّذي قامت عليه آطامه. اتفق العلماء على توثيقه وجلالته، وهو معدود فى أئمة التابعين وفقهائهم، وله مذهب يتفرد به. وجاء عن ابن عباس، قال: لو أخذ أهل البصرة بقول جابر بن زيد لأوسعهم علمًا عن كتاب الله. وقال أيضاً: تسألوني عن شيء وفيكم جابر بن زيد.

نفاه الحجاج إلى عمان. وفي كتاب الزهد للإمام أحمد: لما مات جابر ابن زيد، قال قتادة: اليوم مات أعلم أهل العراق. تهذيب الأسماء واللغات: (1/141؛ رقم: 98)؛ تذكرة الحفاظ: (1/57؛ رقم: 67)؛ أعلام الزركلي: (2/104).

[24]- أَبُو قِلَابة الجَرْمي (ت: 104هـ /722م): عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي: عالم بالقضاء والأحكام، ناسك، من أهل البصرة. كان من الفقهاء ذوي الألباب. أرادوه على القضاء، فهرب إلى الشام، فمات فيها. وكان من رجال الحديث الثقات. طبقات ابن سعد: (7/136؛ رقم: 3058)؛ تهذيب التهذيب: (5/224؛ رقم: 387)؛ أعلام الزركلي: (4/88).

[25]- إبراهيم النخعي (46 - 96هـ / 666 - 815م): إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي، من مذحج: من أكابر التابعين صلاحاً، وصدق رواية، وحفظاً للحديث. من أهل الكوفة. مات مختفياً من الحجاج. قال فيه الصلاح الصفدي: فقيه العراق، كان إماماً مجتهداً له مذهب. ولما بلغ الشعبيّ موته، قال: والله ما ترك بعده مثله. طبقات ابن سعد: (6/279؛ رقم: 2325)؛ وفيات الأعيان: (1/25)؛ أعلام الزركلي: (1/80).

[26]- أَيُّوب السَّخْتِياني (66 - 131هـ / 685 - 748م): أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، أبو بكر: سيد فقهاء عصره. تابعي، من النساك الزهاد، من حفاظ الحديث. يقول ابن سعد: وكان أيوب ثقة، ثبتاً في الحديث، جامعاً، عدلاً، ورعاً، كثير العلم، حجة.  طبقات ابن سعد: (7/183؛ رقم: 3193)؛ أعلام الزركلي: (2/38).

[27]- طبقات ابن سعد: (7/140).

[28]- ابن الشِّخِّير (ت: 87هـ / 706م): مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشيّ العامري، أبو عبد الله: زاهد من كبار التابعين. كان إذا هاجت الفتن يلزم قعر بيته، ولا يقرب لهم جمعة ولا جماعة، حتى تنجلي لهم عما انجلت. طبقات ابن سعد: (7/103؛ رقم: 3027)؛ أعلام الزركلي: (7/250).

[29]- طبقات ابن سعد: (7/104).

[30]- مجاهد بن جبر (21 - 104 هـ / 642 - 722 م): مجاهد بن جبر، أبو الحجاج المكيّ، مولى بني مخزوم: تابعي، مفسر من أهل مكة. قال الذهبي: شيخ القراء والمفسرين. طبقات ابن سعد: (6/19؛ رقم: 1541)؛ أعلام الزركلي: (5/278).

[31]- الدولة الأموية للصلابي: (1/649).

[32]- المصدر نفسه: (1/649).


t مجلة الحوار ǀ العدد 185  ǀ السنة الحادية والعشرون ǀ خريف 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق