يمكنكم متابعة مجلة الحوار على الموقع الجديد:
03/08/2024
30/03/2024
بين يدي رمضان.. تذكرة ونداء
صلاح الدين محمد بهاء الدين
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن والاه
الإخوة والأخوات الأعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في استقبال شهر رمضان المبارك، ندعو الله تعالى أن يوفقنا
جميعاً، وأن يجعل من هذا الشهر محطة للعبادة والعطاء، ودعم بعضنا بعضاً، وإحياء روح
الأخوة، وزيادة روح المسؤولية لدينا جميعاً.
الحمد لله الذي جعلنا من أهل هدايته وتقواه، ورزقنا نعمة الإيمان.. [رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ].. الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله..
مدخل إلى بناء الكون في المنظور القرآني (القسم الثاني)
أ. د. عماد الدين خليل*
11.
تحطيم جدران المادية
وثمة مسألة أخرى لا تقل خطورة: أن الكشوفات العلمية الأخيرة
حطمت جدار المادة، وأطلّت -وهي توغل في صميم الذرة - على عالم الروح، الكامن في
بنية العالم، وتركيب الأشياء. إن العلم هنا يلتقي مع الدين مرةً أخرى.
ولقد سبق لألبرت اينشتاين أن قال: "الدين بدون علم أعمى، والعلم بدون دين كسيح"([1])، فاختصـر المسألة بكلماتٍ قلائل. ولقد جاءت مقولته تلك استناداً إلى اعتماد العلماء، في الربع الأول للقرن العشـرين، على نظريتين اثنتين: النسبية والكم، وتولدت منهما – بالفعل - معظم فيزياء القرن العشـرين، "لكن بسـرعة وبساطة اعتمدت الفيزياء الحديثة نظرية ليست كالنماذج المعتادة، وبدت أنها
الصهيونية المسيحية ودعمها اللامحدود للصهيونية اليهودية
أ. د. فَرسَت مَرعي
المقدمة
برزت الجذور الاجتماعية السياسية للصهيونية غير اليهودية أولاً في المحيط الديني الذي كان سائداً في الدول الأنكلو ساكسونية البروتستانتية. ومع الأيام تطورت هذه الأفكار، وأصبحت جزءاً راسخاً من الثقافة الغربية، مع أن الصهيونية لم تهجر ميدان الدين والرمزية إلى العمل في السياسة إلا في القرن التاسع عشـر، وكان هناك توافق بين الصهيونية؛ كعقيدة قومية، والسياسة الاستعمارية السائدة.
منهج العلامة ناصر سبحاني في فهم السنة النبوية، والحديث، وعلومه (الحلقة 20)
د. عمر عبد العزيز
أكدنا في مقالات سابقة على أن الأستاذ ناصر كان مهتماً بجميع العلوم الإسلامية، لا سيما العلوم التي تدخل إطار ما يسمى بالعلوم الشـرعية. فلقد تحدث ـ كما ظهر في مقالاتنا السابقة - عن القرآن وعلومه، والعقيدة ومتعلقاتها من الكلام والمنطق والفلسفة والتصورات، والفقه وأصول الفقه، والقيم والسلوك، والأحكام وحِكَمها. وقد ترك على منصات كل هذا بصماته، عرضاً وتقييماً، ودراسة ونقداً، فاقترح تعديلات، وإضافات، وحذائف، رغم إشاداته المتكررة بدور علماء السلف، وتثمين جهودهم في وضع أسس تلكم العلوم.
المعالم الدعوية والإصلاحية في خطبة الوداع
د. دحـّام إبراهيم الهسنياني
خطبة الوداع ذلك اللقاء الأخير بين سيد البشـر محمد بن عبد الله رسول الله وبين هذه الجموع الغفيرة من الأمة الإسلامية.. ها هو النبي (صلى الله عليه وسلم) يلتقي اليوم في ضاحية من ضواحي مكة؛ مكة التي خرج منها مطارداً، ثاني اثنين إذ هما في الغار، قبل عشـر سنوات، يلتقي اليوم في (عرفات) بجموع هائلة من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، جموع هائلة يقدرها كتاب السير بين مائة وعشـرين ألفاً ومائة وأربعين ألفا([1])، يحتشدون خلف النبي الخاتم (صلى الله عليه وسلم)، يأخذون عنه مناسكهم، ويزيلون عن أنفسهم آخر أدران الجاهلية، لينعموا بروعة الإيمان.
مرافئ/ هل صحيح؟!
أ.د. يحيى عمر ريشاوي
هل صحيح ما يتردد في كثير من الأوساط الاجتماعية؛ هنا وهناك، من أن أسلافنا الذين سبقونا كانوا أكثر راحة في العيش، وأكثر طمأنينة في الحال والبال؟ وهل ما نسمعه من مقارنات بين حياة آبائنا وأجدادنا، وبين العصـر الذي نعيش، تصيب كبد الحقيقة، وتعبّر عن الواقع؟ ألا يمكننا أن نشك - ولو للحظة - في المقولات السائدة حول الحياة الهانئة، والنفوس البريئة، لمن سبقونا قبل قرن من الزمان؟! مع ملاحَظة أن هذه الظاهرة (المقارنة بين الماضي والحاضر)؛ ليست مرتبطة بمجتمعاتنا فقط، بل هي ظاهرة منتشـرة في معظم المجتمعات البشرية، إن لم نقل في المجتمعات كافة!
بين حديث رسول الله والسنّة النبوية
أ. د. عبد الحميد عبد الله الهرامة
شكرت
صاحب منشور بدأه بقول الشافعي رضي الله عنه: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنّة
رسول الله، فقولوا بسنّة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)".
فقلت له: يظن بعض المعاصرين أن سنّة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحديث الآحاد شيء واحد، والواقع أن السنّة التي عاش أعمالها الإمام مالك، ثم تلميذه الشافعي، وتحدّثا عنها، هي أعمال النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأعمال الصحابة، والتابعين، وما صحّ من أقوالهم.
يسوع (المسيح) في التلمود
قبل
أن نلج في الموضوع([1])
لا بد أن ننوه أن مكانة المسيح عيسـى (ع) في المسيحية والإسلام تختلف جذرياً عما
هي عليه في المعتقد اليهودي. فكلمة (يسوع) هي كلمة محرفة لاسم يشوع، وهو اسم
عبراني شائع يعني (المُخَلِّص)، وتم تحريف الشين إلى السين، فتُطلَق بالآرامية
(يَشوع)، وبالأصل فالإسم مركب من كلمتين (يهوه – شوع)، ومن أشهر من حملوه (يوشع بن
نون) فتى موسى، وأمّا عيسـى فهو الاسم المُعرّب.
وأما في الأدبيات اليهودية، فهذا المصطلح (يسوع) لا يطلق مطلقاً على السيد المسيح
(ع)، ويُستعاض عنه بالاسم (يَشوْ)، وهي الأحرف الأولى من ثلاث كلمات باللغة
العبرية، والتي تعني (ليُمح اسمهُ وذِكرهُ).
لماذا لا لحل الدولتين؟!
فلسطين
يطالب الفلسطينيون والعرب في مؤتمراتهم العلنية بما يسمى (حل الدولتين)، وهو المصطلح المتداول لغرض إثبات دعم القضية الفلسطينية، والذي لم يثبت حتى الآن رغم حجم الدعم المعنوي الجماهيري أولاً، ثم الرسمي العربي في المؤتمرات، وبعض الرسمي الغربي للشعب الفلسطيني المنكوب في غزة والضفة والخارج.
إنه إذ توجد بالفعل دولة قائمة ضمن شق مصطلح (الدولتين)، أي (إسرائيل)، فلماذا التركيز الدائم على ذلك؟ رغم أن المطلوب بوضوح هو تحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة، ولكنها الواقعة تحت الاحتلال؟ أي دولة غير مستقلة بل محتلة!
تدوين التاريخ الكوردي
الترجمة عن السويدية: سامي الحاج*
لا يوجد أرشيف مركزي للتاريخ الكوردي، بل إن المواد مبعثرة وذات جودة متفاوتة. كانت المناطق الكوردية تقع على أطراف الإمبراطوريات الكبيرة، وكانت أيضاً مدمجة مع هذه الإمبراطوريات، لذلك فقد كُتب التاريخ من قبل المنتصـرين والحكام، وليس من قبل الكورد أنفسهم. ولهذا السبب أيضاً فإن المصادر القليلة المتاحة أيضاً قد اتسمت بهذا؛ من خلال معلومات ملتبسة، وفي كثير من الأحيان متضاربة.
أمّة لا تهزم من الخارج
بشار نافگوندی
من خلال دراستي للتاريخ الإسلامي، وتعمقي في بعض جوانبه، تولدت لدي قناعة أن المسلمين والأمّة الإسلامية لا يمكن هزيمتها من قبل عدو خارجي، إنما الهزيمة تأتي دائماً من الداخل، من خلال التآمر والخيانة والعمالة للخارج، والتاريخ الإسلامي مليء بالأمثلة حول هذا الجانب المؤلم من حياة الأمّة، والتي أوردها المهالك، وجلب المصائب على المسلمين.
الحرب الهجينة بين طبول الحرب العالمية الثانية ودبيب الثالثة
باحث وخبير سياسي
تمهيد
كنتُ قد كتبتُ مقالاً أواخر عام 2018م، حول الحرب الهجينة القادمة، التي بدأت منذ الحرب الباردة الأولى في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ألقيتُ الضوء فيه على الأوضاع العامة ما قبل الحربين العالميّتين السابقتين، وملابساتها، وقارنتها بأوضاعنا اليوم، ووجدت مواطن شبه كثيرة بينهما؛ فقد كانت الأوضاع الاقتصادية متأزمة، والصراعات السياسية متفاقمة، والنعرة القومية في أوجها، والخلافات على حدود بعض الدول متصاعدة، الأمر الذي أدى إلى شن حربين عالميتين، مؤلمتين، كلفت العالم خسائر كبيرة جداً.
مفاهيم ينبغي أن تصحح (القسم الأول)
سالم عبد الله بابا شيخ
كنت قد كتبت مقالة بعنوان (كيف ندعو، ومن أين نبدأ)، فأردت أن أعقبها بمقالة على غرار المقالة السابقة، لكن بعض الأمور حالت بيني وبينها، وتأخر موعد تقديمها للنشر، وذلك لأنني كنت أرى أننا ابتعدنا عن الجادة الصحيحة، وابتعدنا عن جوهر الدين وفهمه فهماً صحيحاً ودقيقاً، وانشغلنا بأمور هي كالسراب، مقارنة بالدعوة الإسلامية السمحة المنجية للبشرية.
الاختلاف حول صحة إمامة المتغلب وتحقيق نصوص طاعة ولي الأمر (القسم الأول)
صالح شيخو الهسنياني
اختلف الفقهاء
والعلماء والقانونيون في صحة إمامة رجل مسلم خرج على الإمام الذي ثبتت إمامته
بالبيعة، فقهره، وغلب بسيفه، وكانوا في ذلك على قولين:
القول الأول - الاعتراف بإمامة المتغلب:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه إذا غلب على الناس رجل، وقهرهم بسيفه، حتى أقروا له، وأذعنوا بطاعته، وتابعوه، صار إماماً يحرم قتاله والخروج عليه، إذ المدار على درء المفاسد، وارتكاب أخف الضررين، وصوناً لإراقة دماء المسلمين، وذهاب أموالهم. قال الشافعية: بشرط أن تكون غلبته بعد موت الإمام الذي ثبتت إمامته ببيعة أهل الاختيار، أو أن يتغلّب على متغلّب مثله، أمّا إذا تغلّب على إمام حيّ ثبتت بيعته عن طريق أهل الاختيار، فلا تنعقد إمامته. زاد الشافعية؛ في قول عندهم أيضاً: ويشترط أن يكون المتغلّب جامعاً للشروط المعتبرة في الإمامة، وإلَّا فلا تصح إمامته([1]).