31‏/12‏/2020

النقد العلمي بين الذاتية والموضوعية

خالد كبير علاَّل

?      يُخطئ كثير من الباحثين عندما يُخضعون العلم لأحكامهم ومواقفهم الذاتية؛ فإن وافقها فهو صحيح، وإن خالفها فهو ليس بصحيح ويجب إخضاعه لها بالتأويل حتى وإن كان فاسداً، أو يُرفض - إن تعذر ذلك - بدعوى أنه ليس صحيحاً لأنه يُخالف هواه. هذا الموقف ليس بصحيح، لأن الذاتية أمر نفسـي يقوم على عقائد ومذاهب الناس وأهوائهم وظنونهم ومصالحهم، وفيها الحق والباطل، والخطأ والصواب؛ لكن العلم الصحيح هو أمر موضوعي يقوم على معرفة الحقائق كما هي في الواقع، تم التأكد من صحتها، ويُمكن إعادة اختبارها موضوعياً للتأكد من صحتها مرة أخرى.

سعيد النورسي آخر التجارب العرفانية في الحضارة الإسلامية

بقلم: تحسين حمه غريب

ترجمة: سالم الحاج

تعريف بسعيد النورسي:

? تعرفت على كتابات النورسي منذ فترة دراستي الأولية، عندما كنت طالباً في الصف السادس الأبتدائي.. حيث أتذكر أنني قرأت آنذاك أول كتاب للأستاذ النورسي.. ثم حدث لي انقطاع عن (رسائل النور)([1]).. ولكني مع ذلك كنت كثيراً ما أعيش مع تلك الرسائل.. ربما كنت لم أفهم بعض الأمور التي قرأتها، في بداية الأمر، ولكني وبعد أن نضجت قواي الفكرية والعقلية، أخذت أدرك تلك المفاهيم والمعاني..

مناقشة دعوى الإجماع على قتل المرتد

رشيد لبريجة – المغرب

?   من أهم المسائل التي شغلت الفكر الإسلامي المعاصـر اليوم، نجد قضية (حرية الاعتقاد)، وما يرتبط بها من أحكام، كموقف الإسلام منها، وحدود هذه الحرية، ومجالاتها.. ومع وجود الإجماع والاتفاق التام حول تقرير الإسلام، بمصدريه: كتاباً وسنة، لهذا المبدأ، وأنه {لا إكراه في الدين}، ولكل الناس الحق في البقاء على أديانهم التي اختاروها من قبل.. إلا أن هناك خلافاً بدأ يتسع مؤخراً حول أهم الأحكام المرتبطة بـ(حرية العقيدة)، وخصوصاً مسألة حكم (المرتد)، وعقوبته في الإسلام، حيث نجد النصوص القرآنية متضافرة في التأسيس لحرية العقيدة،  بينما نجد نصوصاً حديثية في السنة النبوية تنص على قتل (المرتد المبدل لدينه)!

المستشرقون ودورهم في انبعاث الزرادشتية من جديد

أ. د. فرست مرعي

لمحة تاريخية عن القومية الفارسية من دارا الأخميني إلى الشاه رضا بهلوي

  ?إن التاريخ المسّجل للقومية الإيرانية، وبالأحرى الفارسية، يعود إلى حكم الملك الأخميني – الهخامنشي: داريوس الكبير(حكم من 29 سبتمبر 522 إلى أكتوبر 486 ق.م)، حيث ذكر في النقش المنسوب إليه (نقش رستم)، شدد درايوس على العصبية الفارسية، وأعلن أن الخط الآري للإيرانيين مرتبط بالعالم القديم. جاء في النقوش: "أنا درايوس، الملك العظيم، ملك الملوك، ملك البلدان التي تتضمن كل أنواع البشر، ملك هذه الأرض الكبيرة والواسعة، ابن هيستاسبيس، الفارسي، ابن الفارسي، الآري، الذي يتحدر من جذور آرية".

نظرية العلامة سبحاني حول أركان الإيمان الأساسية (الحلقة 7)

د. عمر عبد العزيز

?  تحدثنا في مقالات سابقة عن رؤية العلامة ناصـر سبحاني حول (التصوّرات والقيم الدينية)، فذكرنا: رؤيته حول المذاهب الفكرية والكلامية والفلسفة والفلاسفة، ونظريته تجاه أسس القيم الدينية، ودورها في الحياة الاجتماعية، وكذلك أقسام القيم والأحكام، وكيفيّة تلقّيها من قبل الإنسان ومصادر المعرفة لدى الإنسان.

وبذلك أنهينا الحديث عن موضوع التصورات والقيم الدينية.

ومن هذا العدد ـ فصاعداًـ سنخصص ـ بإذن الله ـ مقالات للحديث عن باقة أخرى من آرائه حول: (أركان الإيمان الأساسية): بدءاً بمعرفة الله والإيمان به، ثم تحليله لأسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ثم كلامه في حقيقة

أين تعليمنا اليوم من التعليم الاستراتيجي المعاصر؟ مقاربة نظرية لأزمة حضارية شاملة

سعد صهيب الزيباري 

مقدّمة

?التّعليمُ هو عمليّة مُنظّمة لنقلِ المعلُوماتِ والمعارِف إلى المتعلِّمينَ، وهو الفضاءُ المعرفيُّ الّذي يُزَوِّدُ الطلبةَ بالمفاهيمِ والمعرفةِ الحديثة، فضلاً عن اكتسابِ المهاراتِ العمليّة اللازِمة، والخبراتِ التدريبيّة المناسِبة لسُوقِ العمل، إضافةً إلى تلقينهم أساليبَ التفكير الصّحيحة، وتنمية ثقافتهم العامّة وتهذيبها. فهو ليس مجرّد أبنيةٍ ومُؤسّساتٍ فارِغة مِنْ محتواها العلميّ والعمليّ، أو مجرّد هياكِل صَمّاء مهمّتها تخريج الطّلبةِ إلى الشّوارِع والمقاهِي، ومن ثَمَّ زيادة نسبةِ العاطِلينَ عنِ العمل.

فقه الواقع في دعوة الإمام سعيد النورسي

د. دحام إبراهيم الهسنياني

?   فقه الواقع هو علم من العلوم الفقهية المستجدة في الساحة الإسلامية، وهذه المستجدات والمسائل التي تطرأ على الساحة الإسلامية تحتاج الى فهم عميق ودقيق ودراسة المسألة من كل جوانبها وإعطاء الحلول المناسبة لها تماشياً مع روح الإسلام، بعيداً عن التعقيدات والافتراضات الفقهية، وبما يلائم واقعنا وما يحتاجه الناس([1]).

الواقعية في الثقافة الإسلامية تعني: الإحاطة الشمولية العميقة بطبيعة وخصائص ومكونات الواقع الإنساني الفطري والمعيشي، والتقدير الموضوعي لاحتياجاته، والحركة المتوازنة لتغييره أو تبريره، والدفع التدريجي به نحو التوافق والانسجام مع سنن الله في الآفاق والأنفس والهداية والتأييد، حتى يستجيب هذا الواقع المعيش أكثر فأكثر

إشارات قرآنية بين مفاهيم التطور الموجه ونظرية التطور!

هفال عارف برواري

?   بداية ينبغي أن نعلم أن نظرية التطور اصطدمت بكل الكتب المقدسة، التي بيّنت كيفية بدء الخلق، إلا القرآن الذي أمر الله أتباعه بالبحث عن كيفية بدء الخلق، في قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الأرض فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} !

هذه الآية فيها أمر واضح صريح من خالق الكون، بأنه يمكن بالنظر معرفة بداية الخلق!

لكننا - وللأسف - تخلفنا عن مواكبة العصـر، والتقدم، والبحث، والدراسة.. فسار علماء الغرب (أمثال: نيوتن، وكبلر، وكوبرنيك، وأينشتاين، وداروين، ومئات آخرين) كلهم ساروا في الأرض، وتعبوا، وأمضوا أعمارهم

عبق الكلمات/ الإمام الذي سرق النقود

عبد الباقي يوسف

? القرآن هو كتاب الواقع في كل واقع، وكل واقع أينما كان، وكيفما كان، لا بد أن يكون متجلّياً في القرآن. وليس من ذرةٍ واحدة على أرض أي واقعٍ، مهما كانت صغيرة، إلاّ وتكون متجلّية في القرآن. ولذلك كلّما قرأتَ القرآن بشكلٍ جيدٍ، تعرَّفتَ على واقعكَ بشكلٍ جيدٍ، ومهما ادّعيتَ علمكَ بحيثيّات الواقع، فلن يكون لك ذلك دون أن تكون قرأتَ القرآن بشكلٍ جيدٍ، مهما تبحرتَ في العلوم.

فأكثر الناس إلماماً بحيثيّات الواقع، هم أكثرهم قراءة للقرآن. ولذلك ترى بعض النوابغ البشـريّة، يُصابون بهلاوس، أو بحالات هستيريّة، أو أمراض نفسيّة، أو يُقبلون على الانتحار، رغم نبوغهم. وما ذلك إلاّ للتشويش الفكري الذي يصيبهم من خلال مسعاهم للتعرّف على الواقع، وعندها يزدادون غموضاً، وهذا بذاته ما يُعزّز التشاؤم لديهم، وينتهون إلى اليأس أو إلى العزلة، أو أي نهايةٍ مأساوية، رغم ما هم عليه من تاريخٍ في النبوغ

أحداث جديدة في سيرة العلامة السبحاني

د. محمود الزمناكويي

ترجمة: الأستاذ هريم جمال الهروتي

1. معلومات جديدة عن حياة العلامة ناصر السبحاني (سفره الثاني إلی باكستان)

 ?جاء في كتاب: (سيرة عالم كوردستان الكبير الشيخ ناصر السبحاني) (ص109): "في الفترة التي أقام فيها الشيخ ناصر السبحاني سرّاً بمدينة (سنه)، عام (1983)، سافر مرتين إلی باكستان؛ في المرة الأولی مكث أسبوعين ثم رجع، وفي المرة الثانية بقي في باكستان مدة عام كامل".

وجاء في الكتاب نفسه: "مع الأسف ليس لدينا معلومة كافية عن السفر الثاني"، لكنني ـ بفضل الله تعالى ـ

أسرار الحروف المقطعة في القرآن

محمَّد عبد الشافي القُوصي

عضو جمعية حُماة اللغة العربية - مصـر

 ?   (الحروف المُقطَّعة)، أوْ الفواتح الهجائية، التي تصدَّرت بعض سُوَر القرآن، تتكون من (14 حرفاً) أيْ: نصف الحروف الهجائية، وهيَ موزَّعة على (29 سورة)، أيْ: بعدد حروف اللغة العربية التي يَنطِق بها العرب، وهيَ أحد أسـرار القرآن المجيد، إذْ تُحدِث وقعاً لهُ قوة خفيّة وتعبير إعجازي؛ أضافَ للجُمَل سلطاناً وإيقاعاً على النفس والقلب والحس! وقد ذهبَ جمهور العلماء إلى أنه يجب فكّ مغاليق هذه الحروف، والْتماس الفوائد التي وراءها، والمعاني التي تكتنفها؛ لتكون دافعاً إلى إعمال الفكر والنظر، والاجتهاد في الوصول إلى حقيقتها، وهذا يشحن هِمَّة العقل نحو التأمل والحركة، حتى لا يبقى جامداً وهامداً ومُنطوياً على مقولات جاهزة وثابتة!

هل التصوف هو البديل لتجاوز الأزمة الأخلاقية؟

محمد الهامي

تونس

 ?  يفترق التصوف عن علم الأخلاق من ناحية المفهوم، فالتصوف مشتق من الصوف، ولا يصح إلا هذا الاشتقاق لغة، كما أن تاريخ بدايته شاهد على ذلك، فهو مبني ومعني فقط بالعلاقة العمودية بين العبد وربه، يصدق ذلك أول مصنف تقريباً في هذا الشأن، كتاب الحارث المحاسبي: (الرعاية لحقوق الله).

أما علم الأخلاق، فعرف على أنه هيأة للنفس يصدر عنها الفعل دون فكر ولا روية... فهو السلوك تجاه الآخر في علاقة أفقية بالأساس مع بقية الخلق.

الملحدون في الإسلام بين المعجزة والعقل

سعد سعيد الديوەجي

?  من لم يقرأ الأناجيل، والعهد القديم، لا يدرك عمق الهوة بينهم وبين القرآن في مناشدة العقل البشري، وعدم الاعتماد على ظاهرة المعجزات الحسية في تكريس الإيمان بالله الواحد الأحد، وبشمولية الفكر الإسلامي في العلاقة بين الخالق، الذي ليس كمثله شيء، وأكرم مخلوقاته، ألا وهو الإنسان.

أما الأديان الأخرى؛ الثنوية والوثنية، فهي تسبح في بحر من الأساطير، كالآلهة المتجسدة، والتناسخ، والحلول، ووحدة الوجود.

وعندما ظهر الإسلام في محيطه الأول في مكة، وما حولها، كان الناس في معظمهم (مـشركين)، ويعبدون الأصنام

الفكر.. والمفكر

خليل حلاوجي

نينوى

? في مجتمعاتنا يشاع التوارث كطريقة منطقية لنقل المعارف عبر الأجيال. وقد تطور المسار التفاعلي للثقافة من أسلوب الحوار والتفاعل إلى أسلوب الإقصاء والاستبعاد، وبذلك تضاربت الرؤى والتصورات والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، وتعارضت الأنساق الثقافية، وتعددت المدارس، ولكل مدرسة رجالها، وطريقة تفكيرها؛ إنها ثقافة المطابقة، لا ثقافة  التمايز.. وهنا يتم تأشير القلق الثقافي، حيث نخفق في كل مرة في الموائمة في التأثر والتأثير مع (الآخر الغربي)، وأيضاً مع (الماضي التراثي)، حيث حضور كلا التأثيرين (استعارة) نحاول أن ننقذ بها واقعنا المأزوم، بكل تحدياته المتزايدة، كمّاً ونوعاً.. فالواقع يطرح المزيد من القلق، وحلولنا تطرح المزيد من

عين لبعضي والسؤال

الدكتور سامي محمود إبراهيم

رئيس قسم الفلسفة - كلية الآداب/ جامعة الموصل - العراق

?نبدأ حياتنا محاطين بمن يهتمون بنا.. نفتح أعيننا لنجد وجهين مبتسمين لنا باهتمام.. يشاهدنا المحيطون بنا، ليسرعوا ويمسحوا على رؤوسنا بحنان.. وينطلق التصفيق لنا بحرارة عندما يلحظوا أولى خطواتنا نحو الحياة، أو نسقط لنحاول الوقوف من جديد.. كما نستقبل باقات الشكر عندما نتمكن أول مرة من كتابة اسمنا.. هذا حالنا في سنوات طفولتنا البريئة.. لذلك يبقى حلمنا متشبثاً في الميل للعب بمرح الطفولة.. في العودة، ولو في الخيال.

يبذل المحيطون بنا جهداً كبيراً في توفير مستلزمات عيشنا، ويضعوننا في السرير، ويحكون لنا القصص قبل النوم

الصابئة المندائية (العقيدة والطقوس والعبادات) - الجزء الثاني –

د. أكرم فتاح سليم

جامعة دهوك

?   الصابئة المندائية ديانة موجودة قبل تاريخ ظهور ديانة اليهودية والمسيحية، فهي معرفة الوجود، والإيمان بوجود القوة الخالقة للإنسان والأكوان، وتكوين صلة وعلاقة ما بين الإنسان، وهذه القوة (الله سبحانه وتعالى)، والتي كشفت عن نفسها للإنسان عن طريق الرسل والأنبياء(1)، - هذا حسب معتقدهم -. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ذكر الله قصتهم في القرآن الكريم في عدة آيات، منها قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(2)، أولئك هم

البُعد الإسماعيلي الباطني في معتقدات جلال الدين الرومي

 د. سنان أحمد

?  مما لا شك فيه أن جلال الدين الرومي (604-672هـ)، من الشخصيات الصوفية البارزة في تاريخ التصوف الإسلامي، لما تمتاز به طريقته من طقوس غريبة، تتمثل بالرقصة المولوية التي تصاحبها إيقاعات الناي والطبل بشكل خافت وحزين وانضباط في التأدية تحدده قوانين صارمة.

ولد الرومي في مدينة (بلخ)، وهي داخل أفغانستان الآن، وهو من أصول فارسية، واتخذ لقبه من محل سكنه في منطقة أرضروم (أرض الروم).

بدأت رحلة الرومي مع والده خارج مسقط رأسه في عام (608هـ)، إلى بغداد، ثم مكة، ثم رجع مع والده الذي توفي عام (628هـ)، واستقر في (قونية)، التي تقع غرب تركيا الحالية، والتي تحتوي على ضريحه إلى الآن، ويقال إن والده كان واعضاً رحل في طلب العلم.

الحجاب.. هوية

عمار وجيه

? قبل أيام كنا في جلسة عائلية. وكانت النساء في جلستهن المعتادة… أمهاتٍ وبنات وحفيدات.

طرق سمعي حديث عن الحجاب وعن المظاهر المؤسفة اليوم. فالتفتّ إليهنّ وسألتهنّ: عرّفوا لي الحجاب بكلمتين؛ مبتدأ وخبر، على غرار حديث (الحج عرفة).

فقالت الأولى: الحجاب حشمة، وأردفت الثانية: الحجاب حماية، ووصفته الثالثة بقولها: الحجاب وقار.

قلت لهنّ: كل ما تقولونه صحيح. ولي قول رابع: (الحجاب هُوية). فكما أننا لا نعرف للطبيب والطبيبة هوية أوضح من الرداء الأبيض، ولا نتصوّر عسكرياً بلا (خاكي) أو مرقط، مع بقية التفاصيل. فهُوية المسلمة الظاهرة هي الحجاب.

مرافئ/ 2020.. عام قحط وجوع!

 د. يحيى عمر ريشاوي

?    مع أن الرقم (2020) كان رقماً جميلاً وبراقاً، واحتفل به العالم أيما احتفال، وتفنن الجميع في عرضه وإبرازه، وذلك ليلة توديعهم لعام (2019)، إلا أنه وبالعكس من شكله الجذاب، فقد كان عاماً مليئاً بالآلام والأحداث المحزنة، عاماً للوباء الصحي والسياسي والاقتصادي والتعليمي والاجتماعي في العالم أجمع.

 فمنذ بدايات هذا العام عشنا شهوراً من آلام المرض، وفقدان الأحبة، وفوضى القرارات المتناقضة للدول والحكومات، والتخبط الواضح في التعامل مع المرض، وتجسد الضعف الإنساني في كيفية الوصول إلى علاج هذا الوباء الغريب والمستعصـي، إضافة الى أكاذيب الوصول إلى علاج سحري للداء، هنا وهناك! والأنباء المنتشرة حول دور بعض الدول والمنظمات والأشخاص في انتشار هذا الفيروس، والأرباح الفاحشة لبعض شركات الأدوية من وراء ذلك، وغيرها، وغيرها.

30‏/12‏/2020

الشاعر والأديب الكوردي پیرەمێرد.. عمق الفهم وشموليّة التصوّر ــ القسم الخامس

 

بقلم: عمر إسماعيل رحيم

نقله إلى العربية: سرهد أحمد

? إقرار (پیرەمێرد) التام بوحدانية الله تعالى:

 -   معرفة الله نوعان:

 إن وجود (الله) هو الحقيقة الكبرى والمطلقة في هذا الوجود، لذلك فإن الإيمان به -جل شأنه- واتباع دينه؛ يشكل أهمية قصوى ومسألة ملحة لدى الإنسان منذ مولده وتموطنه على هذه الأرض.

كما يأتي ابتعاث الأنبياء والرسل لتأكيد وحدانية (الله) وتعريف الناس كافة بمقتضيات أسمائه الحسنى وصفاته العلى.

تأملات في سورة الضحى .. (همسات الحنان، ولطائف الود، ولمسات الشفقة)


صالح شيخو الهسنياني

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)

مقدمة:

29‏/12‏/2020

قصة قصيرة/ مرارة حُلم

قصة وترجمة: عبد الخالق البرزنجي
 ?  الوقت كان يقترب من بداية المساء، كنتُ أتجول داخل مدينة غريبة، من شارعٍ إلى شارع، ومن زقاق إلى آخر.. ظللتُ طريق البيت.. كنتُ حائراً في أمري، لم أكُ أعلم كيف أسلك طريق العودة.. بدا لي الناس غرباء أمام عينيَّ.. حين كنت أنظر إليهم، لم يكُ أي منهم يشبه بني جلدتي، ولا ألسنتهم كانت تنطق كما نحن ننطق.. أردتُ أن أحصل على جوابٍ لأسئلتي، لكني لم أتجاسـر في تكرارها، لأن سيمائي وجلدي لم يكونا يشبهانهم.. كانوا ينظرون إليَّ بحذر..  وخشية من ردة فعل غاضبة، كنتُ أكتم كل ما تجول به أعماقي..  وخلال مواصلتي السير كنتُ أستنجد ببعضهم، قائلاً لهم:

بصراحة/ السلم الاجتماعي ومهمة الإعلام الهادف

صلاح سعيد أمين

?    لا أحد ينكر أن المجتمع العراقي - بكل أطيافه، وقومياته، ومذاهبه - منهك حتى النخاع، وأن الإنسان العراقي - منذ تأسيس دولته في بدايات القرن المنصرم، لحد هذه اللحظة- لم يهدأ باله، ولم تستقر حياته، بل عاش فصولاً متأججة في جغرافية مليئة بالتقلبات.

 لقد مرّ العراق بمحطات عديدة؛ من الملكية إلى الجمهورية، ومن انقلاب عسكري إلى آخر، ومن ثورة إلى أخرى، ومن التعددية السياسية إلى الحزب الواحد، وإلى القائد الأوحد، ومن انتفاضة شعبانية في الجنوب والوسط، إلى انتفاضة آذار في إقليم كوردستان عام 1991، وإلى التغيرات الدراماتيكية عام 2003، ومن حكم (بريمر)، الحاكم المدني الأمريكي، إلى مجلس الحكم المؤقت، مروراً بكتابة الدستور في 2005، وإلى زمن التوافقات السياسية، ومرحلة المحاصصة الطائفية، وإلى هجوم تنظيم داعش واحتلاله ثلث مساحة العراق، وإلى استفتاء إقليم كوردستان، وانتهاءً بما نراه اليوم.

آخر الكلام/ أنا أبرر إذن أنا موجود!

محمد واني

كلنا نمارس التبرير في حياتنا اليومية، سواء كنا زعماء سياسيين أو مفكرين أو أشخاصاً عاديين ضمن إطار العائلة في البيت الصغير، أو في المجتمع والدولة، الكل يبرر للكل، حتى الطفل الذي يرتاد مدرسته يكون قد تشرب أبجديات (فن) التبرير في البيت أو الحارة، قبل تعلمه أبجديات اللغة في المدرسة، ويحفظ عن ظهر قلب المبررات التي يغطي بها غيابه وكسله ومشاكسته في الصف أو في الشارع أمام معلميه أو والديه، محاولاً إقناعهم بحجته، وقد تنجح خطته ويقتنعون بها، وقد لا تنجح ويتعرض لموقف (بايخ)، الأمر يتوقف على مدى ذكاء ومهارة المبرر في وضع خطته (كذبته) المحبوكة. وهكذا يشب ويكبر وتتوسع خبرته ومداركه، ويتعلم مبادئ وأسس هذا الفن أكثر، حتى يصبح أستاذاً كبيراً في هذا المجال، ثم يقوم بدوره بتعليم الأجيال اللاحقة، وهكذا دواليك.

تنتشر هذه العادة وتتطور أكثر في المجتمعات المتخلفة، بينما تضيق وتنحسر في المجتمعات المتحضرة، التي تعتمد الصدق والشفافية في مسيرتها الحياتية.. ويختلف التبرير عن الكذب، بأن الأول يكذب فيه الإنسان على نفسه، بينما يكذب الإنسان على الناس في الثاني. وأنا أقول إن التبرير ليس فقط كذب الإنسان على نفسه، بل

محتويات العدد 173-174

 النقد العلمي بين الذاتية والموضوعية

خالد كبير علال         

 سعيد النورسي آخر العرفاء في الحضارة الإسلامية

تحسين حمه غريب 

 مناقشة دعوى الإجماع على قتل المرتد  

رشيد لبريجة

 المستشرقون ودورهم في انبعاث الزرادشتية من جديد

أ.د. فرست مرعي

نظرية العلامة سبحاني حول أركان الإيمان الأساسية

د. عمر عبد العزيز

أين تعليمنا اليوم من التعليم الاستراتيجي المعاصر؟

سعد صهيب الزيباري

فقه الواقع في دعوة الإمام سعيد النورسي

د. دحام الهسنياني

إشارات قرآنية بين مفاهيم التطور الموجه ونظرية التطور!

هفال عارف برواري

عبق الكلمات/ الإمام الذي سرق النقود

عبدالباقي يوسف

أحداث جديدة في سيرة العلامة السبحاني

د. محمود الزمناكويي

أسـرار الحروف المقطَّعـة في القرآن 

محمد القوصي

هل التصوف هو البديل لتجاوز الأزمة الأخلاقية؟

محمد الهامي

الملحدون في الإسلام بين المعجزة والعقل

د. سعد الديوه جي

الفكر.. والمفكر

خليل حلاوجي

 عين لبعضي والسؤال 

د. سامي محمود

الصابئة المندائية (العقيدة والطقوس والعبادات)

د. أكرم فتاح

 البُعد الإسماعيلي الباطني في معتقدات جلال الدين الرومي

د. سنان أحمد

 الحجاب.. هوية

عمار وجيه

مرافىء/ 2020.. عام قحط وجوع!

د.يحيى عمر ريشاوي

الشاعر والأديب الكوردي (پیرەمێرد) .. عمق الفهم...

ت: سرهد أحمد

تأملات في سورة الضحى (همسات الحنان، ولطائف الود، ولمسات الشفقة)

صالح شيخو الهسنياني 

قصة قصيرة/ مرارة حلم

 عبد الخالق البرزنجي

بصراحة/ السلم الاجتماعي ومهمة الإعلام الهادف

صلاح سعيد أمين

آخر الكلام/ أنا أبرر إذن أنا موجود!

محمد واني