محمد واني
كل الحكومات التي تولت السلطة في العراق، بعد 2003، بدعم أمريكي مباشر، لم يكن لديها خطة تنموية اقتصادية اجتماعية مستدامة لإنهاض البلد وإحداث تغيير في مؤسساته التي ظلت أسيرة التخلف في ظل حكم النظام البعثي البائد؛ فلا هي قدمت خطة خمسية ولا عشـرية، ولا طرحت أي مشـروع لتطوير البلد بما يواكب التقدم المعاصر، وبما يتناغم مع حركة التطور الجارية في دول المنطقة، وامتنعت عن القيام بأي محاولة لصيانة البنية التحتية وتحديثها، ولم تحاول أن تستفيد من الخبرات الأمريكية والأوروبية، وشركاتها الاستثمارية والتكنولوجية التي فتحت ذراعيها لتقديم خدماتها، والنتيجة أن العراق - بعد أكثر من عقدين من حكمها - لم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بل ازداد تخلفاً وجهلاً، وتقهقر إلى الوراء في كل الميادين؛ وحتى حركة الفنون والثقافة والمسـرح والسينما توقفت تماماً، ولم تقدم أي عمل ذي قيمة إبداعية، منذ تولي الأحزاب الشيعية سدة الحكم .