07‏/04‏/2011

المرأة بين الحصول على فرصة زواج أو لقب عانس..!!


بقلم: رقية عبوش
تطلق كلمة عانس على كل شخص غير متزوج؛ سواء أكان امرأة او رجلا، إلا أن هذا المصطلح الاجتماعي غير العلمي بات من نصيب الإناث؛ واكتفى الذكور بكلمة (عازب) التي تأخذ معنى ارفع وأكثر ذوقا من عبارة (عانس)، وباتت العوانس يتحرجن من هذه الكنية وما تحمله من تجريح في محتواها، أي أنها عنست عن الزواج وأصبحت بالنسبة لعالم المتزوجين من الشواذ عن قاعدة الارتباط!.
وهنا يتوقف مقياس نجاحها وفشلها اجتماعيا إن كانت قد ارتبطت فهذا يعني أنها حققت الهدف المنشود!! أما ما تبقى فليس ذي أهمية بالنسبة لها..!.
إلا أني استنتجت غير ذلك حين دارت حوارات جدية في غرفة اكتظت بالعوانس أو بالأحرى العازبات؛ وجدت حينها ان كل واحدة منهن تحمل روح المثابرة وعدم الاكتراث بكونها مرتبطة أو لا، إلا أن المجتمع دوما يأخذ الأمور على عكس حقيقتها ويتخذ من الزواج هدفا لا نظير له، ويجعل من كل عازب أو عزباء تحت المجهر، ويروح الناس في البحث وراء سبب العزوف والممانعة.
طرحت بعض الأسئلة الظريفة عليهن وأردت جواب كل واحدة على حدة: ما سر عزوفكن عن مسلك الارتباط؟.
إلا أن الجواب جاء متشابها من جميعهن؛ والجواب هو: لم يأت شخص مناسب لندخل معه القفص الذهبي!! وان لم يكن مناسبا فلا داعي للمغامرة!.
جواب صائب فما الداعي للزواج والارتباط ما دام المرتبط به لا يناسب المرأة، فما لذة الحياة التي نعيشها دون هدوء وتناغم وانسجام؟ وعجبي على من يرتبط بشريك حياة لا يعلم عنه شيئا إلا لحظة عقد القران..!.
وهنا تكون الحياة مقامرة؛ إما أن يكون شريك الحياة مناسبا، فيتحقق الهدف عن طريق الصدفة البحتة! وتمضي سفينة الحياة نحو الهدف النهائي المعروف، وإما أن يكون الشخص غير مناسب فتبدأ الحياة بالتعثر، وتبدأ إما رحلة الطلاق، وهذا يدخلنا الى مشكلة اجتماعية جديدة ومعقدة اكثر من مشكلة العنوسة، او مشكلة ان يتعايش شخصان متناقضان في الأفكار والآراء والتوجهات ...الخ فيعيشان حياة تعيسة، تولد جيلا من الابناء والبنات يعاني من امراض نفسية عقيمة!!.
إذا نحن امام اعراف اجتماعية تحتاج الى إعادة نظر من خلال نقاش اجتماعي يحرك المياه الراكدة بهدف الوصول الى مجتمع مستقر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق