ربّما لن تجد شخصاً
على وجه المعمورة لم يحلم بنهضة أمته وشعبه وبلده ومدينته، وحتى أسـرته، لأن الكل في
النهضة يصل إلى مبتغاه، ويحقق ما يتمناه في حياته.
والوصول إلى الذروة والجلوس على القمم في الحياة لا يأتي من فراغ، ولا يحصل
جزافاً، بل نصل إليها عندما نخطو خطوات لا بأس بها في الطريق، بعدما ذقنا مرارة
غيابها في حياتنا؛ أفراداً ومجتمعات.
والسؤال المطروح هنا، من أين تبدأ عملية النهوض؟ والإجابة بسيطة، ولكنها تحتاج إلى عزم، وإرادة وحسم في القرار، وتحمل تبعاته، والتضحية من أجله.
بداية نهوضنا يبدأ من أنفسنا نحن.. وعندما نتوجه إلى غاية النهوض، علينا أن
نبحث عنه في ذواتنا، فرداً فرداً، فحينئذ نخطو الخطوة الأولى والأهم في طريق الألف
ميل، ولا يمكن أبداً أن يحدث أي تغيير في أبسط نقطة من حياتنا دون حدوثه في
داخلنا، وتغلغله في أذهاننا أولاً.
الخطوة التالية، وهي لا يستهان بها، وفي غاية الأهمية كذلك، وهي: العمل بجد
وإخلاص بغية أن ينقل ما في داخلنا من الفكر والميل نحو التغيير، إلى العمل والواقع
والاستعداد للتضحية من أجله.
ومن الواضح أن مجتمعاتنا لا تخلو من أناس ذوي أفكار قيمة، ويريدون إحداث التغيير
في واقعنا المؤلم، ولكن عليهم أن يعلموا جيداً أن هذا الطريق ليس مفروشاً بالورود،
ويتطلب التضحية بالغالي والثمين من أجله.
البداية من الذات، والتضحية، يمثلان ركنين أساسيين للنهوض بنا من جديد،
ابتداءً من أنفسنا وأسـرتنا، مروراً بمجتمعنا، وصولاً إلى الأمة.
شـرف كبير لمن يتحمل مسؤولية النهوض بواقع أي مكون من مكونات الأمة (الذات،
الأسرة، المجتمع)، ويقع على عاتقه ما قام به
أنبياء الله ورسله - عليهم أفضل الصلاة والسلام - من النهوض بواقع جديد في
مجتمعاتهم، والتطلع إلى عالم جديد يحترم فيه الإنسان والإنسانية أولاً وقبل أي شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق