أصبحت روح التبعية للآخر شائعة بين المسلمين بصورة عامة، فنحن ننظر إلى أفواههم، ونستمع إلى مقولاتهم، بغية الرد أو الاتباع، وننظر إلى ما يطلقونه من المسميات والمصطلحات، وما يريدونه منها، وآنذاك إما أن نتبع ونستعمل مصطلحاتهم ونتداولها، وفي أحسن الأحوال نرد بردود إما عفوية أو ارتجالية أو انفعالية (يشوبها رد الفعل)، أو بصوت مغلوب على أمره.. فنحن انتظرناهم حتى أطلقوا النعوت والصفات على العصور كما رأوها: (العصور المتأخرة، القرون الوسطى، العصور المظلمة، وغيرها)، وكذا انتظرناهم حتى أطلقوا كلمة الإرهاب([1]) على من يريدون، ومن هو العنيف، ومن الإرهابي.. انظر إلى الدراسات والأبحاث التي تناولت الإرهاب([2]) ترى أن أصولها ترجع دائماً إما إلى اللاتينية أو الإنجليزية أو الفرنسـية أو الألمانية.. لقد فقدنا روح الاستقلالية، ولبسنا
ثوب التبعية، والذي هو ضمناً عبارة عن استرضاء اليهود والنصارى، وهو الأمر الذي نهانا الله عنه، كما نهى عن المساومة على الثوابت العقدية والفكرية والاستقلال الاقتصادي والسياسي.. يقول رب العزة: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}(سورة البقرة/١٢٠)، فمع أن اليهود والنصارى هم لا يقرون لبعضهم بعضاً بشـيء لكننا نريد اتباعهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}(سورة البقرة/١١٣).. والولاية ليست قاصـرة على الحب والمودة التي تشيع بين الناس، وإنما هي اتباع وركون إليهم، واستناد عليهم، وتبجح بأقوالهم البراقة والرنانة، أي: ليس بالضـرورة أن تكون التبعية منبثقة عن الرضا أو القناعة، بل قد تكون نابعة من الخوف أو الرهبة، أو من السذاجة، أو لجلب مصلحة دنيوية عاجلة.نحن المسلمون، ومع الأسف الشديد، بعد مرحلة الانحطاط، كما وصف
العلامة الندوي([3])،
وبعد الانحسار في كل شيء، أصبحنا نستورد حتى الأمراض التي تصيبنا من معاجم المنتصـرين..
قد تكون هذه سنة الحياة، أو الأمر الواقع، ولكن النخبة الفاهمة والمثقفة والدارسين
يجب عليهم أن يعيدوا الكرة، وأن يستلهموا الكلمات والمصطلحات من معينها، وبيئتها
الأصلية.. وأنا أعيد شكري لجامعة القرآن الكريم لسماحهم بالشـروع في كتابة البحوث
الاجتماعية والنفسية من خلال دراسة القرآن الكريم، وذلك بعرض مصطلحاتنا ومفاهيمنا
واستلهام مفرداتنا من وعائنا الثقافي
الأصيل، لأن لكل مصطلح وعاءه الثقافي والفكري والتاريخي، وأهل العلم ملمون بتاريخ
تطور الكلمة من حيث اللغة، والنشأة، والتطور التاريخي، وملابسات إطلاق المصطلح
ودلالته.. ولست مع شعار لا مشاحة في الاصطلاحات، ففي هذا السياق هناك مشاحات
كثيرة، ويجب الالتفات إلى هذا.. والشـيء بالشـيء يذكر، أذكر أنني بينما كنت في
برنامج تلفزيوني، وكنت ضيفاً مع أستاذين جليليين، وكان الموضوع (التسامح في
الإسلام)، وكنت أراجع المصادر والمراجع في هذا الصدد، كانت بداية شيوع هذا المصطلح
نابعة أو مستوحاة من قمع وقتل وتعذيب المواطنين في البلاد المستعمرة بأيدي الرجال
البيض، على حد وصفهم، وهكذا دخل هذا المصطلح المعاجم الدولية. وعندما قلت في
البرنامج: أن هذا المصطلح لم يكن متداولاً في الكتب الفقهية لعلمائنا، خاصمني
البعض وخالفني! فقلت لهم: هذا المصطلح يحمل الكثير من الأهداف والتفسيرات النابعة
من الواقع الغربي، فلماذا لا نستلهم ونستوحي مصطلحاتنا الخاصة من معينها الأصلي،
فالقرآن استعمل (العفو)، ولم يستعمل مصطلح (التسامح).. وعلى أي حال فهذا ليس موضوع
بحثنا، ولكن على النخبة المثقفة والأكاديميين والعلماء أن يتصدوا لهذا الأمر الذي
شغل بالي منذ أمد بعيد.
والقرآن الكريم يريد
أن يعلمنا "الحقيقة التي أراد الإسلام- وكل رسالة سماوية قبله- غرسها في
الأرض: هذه الحقيقة ليست هي مجرد: كيف يعامل فرداً
من الناس؟ أو كيف يعامل صنفاً من الناس؟ كما هو المعنى القريب للحوادث وللتعقيب،
إنما هي أبعد من هذا جداً، وأعظم من هذا جداً، إنها: كيف يزن الناس كل أمور
الحياة؟ ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون؟
الحقيقة التي استهدف
هذا التوجيه إقرارها، هي: أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات
سماوية إلهية بحتة، آتية لهم من السماء، غير مقيدة بملابسات أرضهم، ولا بمواضيع
حياتهم، ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضيع وتلك الملابسات، وهذا أمر عظيم جداً، كما أنه أمر عسير جداً،
عسير أن يعيش الناس في الأرض بقيم وموازين آتية من السماء، كما هي مجردة من
ملابسات تغيير الواقع، مطلقة من اعتبارات الأرض، متحررة من ضغط هذه
الاعتبارات"([4]).
تعريف العنف:
"العنف هو ذلك
السلوك الذي يزيل الخصم، أو يجعله يغير تصـرفاته أو مواقفه، لكيلا يعيق
المعتدي!"([5])،
وهو "ضدُّ الرِّفْق. وأَعنَفْتُه وعَنَّفْتُه، قيل: أي وَجَدْت له مشقة"([6]).
وقد جاء مفهوم العنف في المعاجم العالمية كما يلي: "العنف
Violence مفهوم
مشتق عن الكلمة اللاتينية Violare، وتعني إحداث الأذى بالأشخاص، أو
الأشياء. وتعني في (معجم وبستر): استخدام القوة لإحداث الأذى بالغير. وفي (لسان
العرب) تعني: اللوم والترويع. وفي العلوم الاجتماعية تعني إلحاق الأذى بالآخرين،
والسعي نحو تفتيت العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسـرة منها"([7]).
فالأديان كلها،
وجميع الفلسفات، تخاطب الإنسان ككائن، مركب من الأحاسيس ومشاعر الكره والحب والبغض
والشهوة. وليس العنف بمعزل عن التركيبة الأولية للإنسان. وكما أن الرفق كامن داخل
الإنسان، فكذلك العنف كامن، وكما أن للرفق أموراً يتزكى بها، وأيضاً للعنف أمور
يتهاوى بها. ومن خلال "مراجعتنا لبعض الحقائق حول فطرة الإنسان وقدراته، تملي
علينا في النهاية معالجة أخطر مظاهر للسلوك البشـري، وهو العنف بين الجماعات. بعد
التحليل النهائي لكل جهد بشـري، صغيراً كان أم كبيراً، يتضح لنا أن وراء هذا الجهد
سعي الإنسان إلى العيش الآمن"([8])،
وهذا هو ما منّ الله به على الإنسان في معرض وحيه سبحانه وتعالى قائلاً:
{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}(سورة قريش/٣،٤)، وعرض الأمن والشبع "كأنه أعظم
المنّة عليهم"([9])
، وهو كذلك، والذي خلق الكون، "أنّ نعم الله عليهم لا تحصـى، فإن لم يعبدوه
لسائر نعمه، فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة"([10]).
العنف اصطلاحاً:
"بالرغم من أن
ظاهرة العنف هي ظاهرة طبيعية، ضاربة جذورها في التاريخ البشـري منذ القدم"([11])،
ولكن اليوم - وفي ظل المستجدات الحديثة على الصعيد التقني والثورة المعلوماتية-،
استشـرت ظاهرة العنف أكثر، وفي جميع الميادين، وبين جميع الشـرائح، ومع تفاوت
النسب بين هذه الشـرائح المختلفة.
في بحثنا هذا نتناول
جانباً من العنف، وهو كظاهرة سلوكية كونية، وسبل مواجهتها، في مجال التهذيب أو
تعديل السلوك الإنساني، ونأخذ من التعريفات والأسباب والعوامل بقدر ارتباطها بهذا
البحث.
العنف مصطلح واسع
يضم أنواعاً كثيرة من الأذى، "وأسبابه شتى، إذا هددت شخصاً أو ضـربته لأنك
عجزت عن إقناعه باللين، فهذا عنف العاجز.. عاشق يقتل في ثورة الغيرة، هو غير قاتل
يغتال أحدهم لسبب سياسي. والحرب غير ذلك كله، كقوله تعالى ﴿... وَالْفِتْنَةُ
أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾([12])،
مهما نرى من عنف بين الأفراد، فإن شجون العنف تدور حول انتشار العدوان الجماعي([13])،
فهو ظاهرة ذات تجليات مادية ورمزية أفرزتها الإنسانية، أفراداً وجماعات، في مختلف
مراحلها التاريخية، أي ظاهرة لها محددات اجتماعية واقتصادية ونفسية وثقافية. كما
أنه مفهوم، أي بناء نظري تجريدي، ينطوي على مداخل ومستويات معرفية متعددة، تروم
العلوم الإنسانية والطبيعية استكشاف مظاهرها ووصف بنياتها، وتجتهد في إدراك وتفسير
آليات اشتغالها([14]).
التعريفات
الاصطلاحية:
تعريف (جميل صليبا)([15]): يعرفه
جميل صليبا في معجمه الشهير: (المعجم الفلسفي) كالآتي: يكون العنف فعلاً مضاداً
للرفق، ومرادفاً للشدة والقسوة. والعنيف(Violent)
هو المتصف بالعنف. فكل فعل يخالف طبيعة الشـيء، ويكون مفروضاً عليه من الخارج، فهو
فعل عنيف. والعنيف أيضاً هو القوي، الذي تشتد ثورته بازدياد الموانع التي تعترض
سبيله، كالريح العاصفة، والثورة الجارفة. والعنيف من الميول: الهوى الشديد الذي
تتقهقر أمامه الإرادة، وتزداد ثورته حتى تجعله مسيطراً على جميع جوانب النفي.
والعنيف من الرجال، هو الذي لا يعامل غيره بالرفق، ولا تعرف الرحمة سبيلاً إلى
قلبه([16]).
ففي جميع الأحيان هو عمل يعرف بضده، وهو يخالف أصلاً، فالأصل في الإنسان اللين
والرفق، مع وجود العنف داخله بالقوة، وأمور خارجية تثيره وتوجهه إلى أمر غير سوي،
وعنيف..
• تعريف قاموس علم الاجتماع:
أما في معجم (علم
الاجتماع)، فإن العنف يظهر عندما يكون ثمة فقدان للوعي لدى أفراد معينين، أو في
جماعات ناقصة المجتمعية، وبهذه الصفة يمكن وصفه بالسلوك (اللاعقلاني).. ففقدان
الوعي، أو نقصه، يحول دون دمجه بين مجتمعه، أو يؤدي إلى
تعطيل العقل، وسيره مسيرة لا عقلانية.. كلها تروم إلى أن الأمر غير طبيعي، مع أنه
موجود في الطبيعة الإنسانية.
• تعريف بول فولكي:
يرى (بول فولكي) في قاموسه
التربوي: أن العنف هو اللجوء غير المشـروع إلى القوة، سواء للدفاع عن حقوق الفرد،
أو عن حقوق الغير.. كما أن العنف لا يظهر بحدة، إلا في حالة وجود الفرد في مجموعة
ما، وهو اللجوء غير المشـروع.
• تعريف أندري لالاند([17]):
1.
ركز (أندري لالاند)
على تحديد مفهوم العنف في أحد جزئياته المهمة، على أنه عبارة عن (فعل، أو عن كلمة
عنيفة)، وهذا ما يدخل في نطاق العنف الرمزي، فأول سلوك العنف هو الذي يبتدئ
بالكلام، ثم ينتهي بالفعل. "وتوسعة دائرة التعريف من العنف الفيزيائي إلى
الرمزي أو الإيمائي، وهذا ما صوره القرآن الكريم في: {عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَن
جَاءَهُ الأَعْمَى}(عبس/ 1،2) ، فالعتاب هنا واقع على سيد البشـر - عليه السلام -
في حين أن المعاتب عليه لا يرى، فهو أعمى - على حد تعبير القرآن الكريم-، ولكن كان
العتاب شديداً([18])،
"وَجَاءَ لَفْظُ الْأَعْمى إِشْعَارًا بِمَا يُنَاسِبُ مِنَ الرِّفْقِ بِهِ،
وَالصَّغْوِ لِمَا يَقْصِدُهُ"([19]).
وهذا التوسع في
تعريف القرآن الكريم لمفهوم العنف أكثر عمقاً وحقانيةً من النظريات الإنسانية،
وهذا ما سنلاحظه في الفصول التالية.
• العنف عند ابن خلدون([20]):
رأى ابن خلدون أن
العنف نزعة طبيعية، "ومن أخلاق البشـر فيهم الظلم والعدوان، بعضهم على بعض،
فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه، امتدت يده إلى أخذه، إلا أن يصده وازع"([21]).
وقد تعرض ابن خلدون للعنف في نظريته عن الصـراع، عندما عرف الصـراع بأنه: هجوم البدو على الحضـر، وتأسيس الدولة.
أما أسبابه، فيردها إلى العصبية، و تعني عنده: "الالتحام الذي يوجب صلة
الأرحام حتى تقع المناصـرة". وأساس العصبية عند ابن خلدون هو الاستعداد
الفطري الذي يدفع الفرد إلى نصـرة قريبه بالدم، والدفاع عنه.
كما ورد العنف في
شكله المؤسسـي (جزءاً من ممارسات السلطة الحاكمة) في الخطاب السياسي عند ابن
خلدون، إذ يلاحظ أن هناك حضوراً مكثفاً لمفاهيم العنف، والمفاهيم الدالة على
الاستبداد([22]).
وهذا لا يحمل على وجه الإطلاق، لأننا وجدنا العنف عند من ينعتون بالحضـريين أو
المدنيين، ولم يكن التمدن حائلاً أو مانعاً من ممارسة العنف. فمع وجود ثورة في
التكنولوجيا والمعرفة، أصبح العنف سمة من سمات هذه الثورة والتكنولوجيا، وقد بدا
عند الحضـريين ما بدا عند البداوة، ولكن عندما تمتد عين الأخ على متاع أخيه، فهو
الدافع لاستعمال العنف. والتطور الاجتماعي الذي واكب التاريخ الإنساني، وغير من
معايير المناصرة، حيث كانت العصبية والأرحام هما الجامع للحراك الاجتماعي، وأما
اليوم فالمصالح الشخصية وتوافق المصالح، أضحت الجامع بين الأقوام والألوان، وحتى
بين أديان _ في بعض الأحيان _ مختلفة، وتلك العصبية تروم إلى تحقيق مصالح معينة.
وأما مقولة أن العنف من أخلاق البشـر، فتلك
مبناها أن الكينونة البشـرية أو الفطرة البشـرية تحمل في ثناياها الاستعداد
لممارسة العنف، وأشار إلى وجود وازع أو رادع يردعه عن هذه الممارسة.
• العنف عند الأوروبيين:
وفي أوروبا، عكست
الأفكار التي سادت في القرون الثلاثة الأخيرة (الثامن عشـر والتاسع عشـر
والعشـرون) اهتماماً واضحاً بالطبيعة البشرية، وعلاقة الفرد بالدولة، لتشمل ضمناً
موضوع العنف والطبيعة النزاعية للإنسان([23]).
ويعد (توماس هوبز)([24])
أبرز المعبّرين عن أفكار تلك المرحلة، "أن حضور العنف في التاريخ الإنساني
مرده إلى الميل الدائم لدى الإنسان للصـراع، والذي تغذيه الدوافع والرغبات
المتنافسة. فالعنف الذي لازم الحياة الإنسانية هو النتيجة الحتمية المترتبة عن
الإنصات لصوت الميولات الغريزية والاندفاعات النفسية العدوانية"([25])،
إذ يرى أن الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف، فالناس يتحركون بواسطة الرغبات نفسها،
فمسألة إشباع الطبيعة الإنسانية بالعنف هذه، فيها غلو في التقييم، مع أنه يعكس
الحقيقة الإنسانية في كثير من المراحل، ولكن الذي يقوي هذا الجانب هو تغذية هذا
الميل بالدوافع والرغبات والتنافس. يقول (فرويد): "إذا لم ينحدر الإنسان من
سلالات عريقة في القتل، لماذا نهت الوصايا السماوية عن القتل، وكان النهي
قوياً"([26]).
وهذه الرغبات عادة ما تكون مستبدة وملحة، إما لأنها البديل الذاتي للحاجات
البيولوجية الجامحة، وإما لأن إشباعها يشكل بحد ذاته سبباً كافياً للسعي إلى
تجديدها، غير أن الإشباع الشخصـي أو الجماعي محدود دائماً، وذلك لأن الأغراض
القابلة لإشباع هذه الرغبات تشكل كمية محدودة، ويترتب على مركب (الرغبة والندرة)
هذا، تنافس دائم بين الناس. وبما أن أياً من الأفراد ليس قوياً بما فيه الكفاية
ليفرض هيمنته بصورة دائمة، فإن عدم استقرار التنافس بين الناس يعرضهم لـ(مأكلة
عالمية)، أو(حرب الجميع ضد الجميع).
وعلى خلاف (توماس
هوبز)، يرى كل من (جان جاك روسو[27])،
و( كارل ماركس[28])،
أن العنف لا يمثل حالة طبيعية، فقد وجد (جان جاك روسو) أن الطبيعة البشـرية أصيلة
وخيّرة، وأن فسادها أمر تقرره الحضارة الإنسانية.
بينما وجد (كارل
ماركس) أن العنف هو سمة للحالة الاجتماعية التي أفسدها الاستئثار بوسائل الإنتاج،
فالتنافس بين الناس ذو أصل اجتماعي، يتعلق بملكية وسائل الإنتاج، لذلك فإن الصـراع
ليس بين الجميع ضد الجميع، كما ذهب (توماس هوبز)، وإنما هو صـراع بين
الطبقات".
كما أن اهتمام (كارل
ماركس) انصب على العنف الثوري، والذي يقع بين الأنظمة الاجتماعية والحضارية،
وأعتقد أن العرب لم يكونوا موفقين في تعريب كلمة (revolution)،
لأن "الثورة تدرس على أنها ظاهرة اجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة ما، هدفها
التغيير (لا تشترط سرعة التغيير) وفقاً لأيدولوجية هذة الفئة أو الجماعة، ولا
ترتبط بشـرعية قانونية. كما تعبر عن انتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة
الثوار"([29]).
فإذا كانت لا تشترط السـرعة، وهو عكس الفوضوية والإرباك الجماهيري والإتيان على
الأخضر واليابس، وهذه النظرة حولت العالم إلى غابة ترتع بالمفترسات وسباع الطير،
وجعلوا للحياة تعريفاً على أنها تستحق من أجلها القتل والفتك والنيل من الآخرين،
"وخلال تناوله للصـراع ربط (ماركس) بين كل من التغيير والصـراع و العنف،
مؤكداً الدور الإيجابي الذي يؤديه العنف في حركة التاريخ، فالصـراع يشير إلى وجود
خلل في البنية الاجتماعية، أما العنف فهو شرط أساسي لتجاوز هذا الخلل ولإحداث
التغيير، فهو (مولد كل مجتمع قديم يحمل في طياته مجتمعاً جديداً، كما أنه الأداة
التي تحل بواسطتها الحركة الاجتماعية مكانها، وتحطم أشكالاً سياسية جامدة وميتة).
أما (إميل دوركايم[30])،
فقد وجد في أثناء بحثه في التبديات الموضوعية لإشكاليات القهر والتسلط في الحياة
الاجتماعية، أن العنف ظاهرة ثقافية أتت مع رياح التطور الاجتماعي، ومع تحول
المجتمعات الإنسانية من مجتمعات بسيطة إلى مجتمعات مركبة. وقد جانبه الصواب في
توجهه، لأن الإنسان عندما يستعمل العنف فهو يستمع إلى داخل كيانه. وكما قلنا:
الإنسان كائن مفطور على الشـر، كما هو مفطور على الخير، فالتغذية من أي جانب أتت
تتقوى وتتهيمن:[فأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من
دساها](الشمس7-10). "فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها" الإلهام: إيقاع
الشـيء في النفس. وقوله عزّ وجلّ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها، وهذا جواب القسم،
وفي معنى الكلام قولان: أحدهما: قد أفلحت نفس زكاها الله عزّ وجلّ، قاله ابن عباس،
ومقاتل والفراء، والزجاج. والثاني: قد أفلح من زكّى نفسه بطاعة الله وصالح
الأعمال، قاله قتادة، وابن قتيبة. ومعنى زَكَّاها: أصلحها وطهّرها من الذنوب. قوله:
وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها، فيه قولان أيضاً: فإن قلنا: إن الفعل لله، فمعنى
«دساها»: خذلها، وأخملها، وأخفى محلها بالكفر والمعصية، ولم يشهرها بالطاعة والعمل
الصالح.
وإن قلنا: الفعل
للإنسان، فمعنى «دساها»: أخفاها بالفجور. معنى «دسّاها» جعلها قليلة خسيسة([31]).
والتطور على جميع الأصعدة والمستويات يؤثر في
دينامية الفعل وليس في جوهره.
وأكد( سبمنسـر[32])
في تصوره للنزاع والعنف: أنه قائم بين الجماعات بسبب الاختلاف في طرائقها الشعبية
وأعرافها، في حين اختلف (كمبلوفتش) عن (سبمنسـر) في اعتقاده بأن النزاع متأصل في
طبيعة المجتمع الإنساني، وهو يبدأ من الجذور الأولى للنشأة الإنسانية؛ إذ إن الرسوس Races
ذات نشأة جينية متعددة، وهذا يعني وجود عدائية موروثة في الرسوس البشـرية ضد
بعضها، مما يحول هذه الحالة إلى وضع مستمر وصيغة للتعامل على المستوى الإنساني([33]).
يعد (زيمل) أبرز من تعامل
مع ظاهرة العنف – بمستواه الاجتماعي- كما يتبدى على شكل تعبيرات عدائية تصدر عن
الأفراد، إذ وجد أن هذه التعبيرات تؤدي وظائف إيجابية للنظام الاجتماعي، إذ إنها
تعمل على استمرار العلاقات تحت ظروف التوتر والضغط، ومن ثم تحول دون انحلال
المجموعة وتفككها بانسحاب المشاركين فيها.
يعزو (توينبي) ظاهرة
العنف في المجتمعات الحديثة إلى انعدام الذاتية الفردية، وانسحاق الفرد في آلية
الحياة الميكانيكية من جهة، وفي آلية الحياة الاجتماعية، من جهة أخرى([34]).
ويتهم كلاً من الرأسمالية (بتأكيدها القيم التنافسية)، والشيوعية (بتغييبها
للفردية، وتأكيدها على الجماعة) بأنهما سبب في ظهور العنف بالكثافة التي تشهدها
المجتمعات الحالية([35]).
ومنهم من درس([36])
العنف الاجتماعي في إطار العلاقات النظامية التي تحددها القوانين المدونة أو
المتعارف عليها، ففي هذه العلاقات يتوقع كل شخص فيها سلوك وأخلاق الشخص الآخر،
ومثل هذا التوقع يفهمه الشخص الذي يكون العلاقة الاجتماعية، ويساعده في تحقيق
أهدافه وطموحاته، لكن كل علاقة اجتماعية معرضة لاحتمالين: الاحتمال الأول هو عدم
قدرة الشخص على معرفة توقع سلوك الشخص الآخر الذي يدخل في علاقة معه، والاحتمال
الثاني هو معرفة الشخص توقع سلوك الشخص الآخر، بيد أن هذا التوقع لا يساعده في
تحقيق طموحاته وأهدافه، وفي هذه الحالة تتحول العلاقة إلى صراع بين الطرفين، ويصبح
العنف حتمياً"([37]).
هذا ما تناوله
المفكرون وعلماء الاجتماع، وكما رأينا لم يكن هناك توافق بين هذه التعريفات، فمنهم
من أرجعه إلى الكينونة الإنسانية، ومنهم من أرجعه إلى طبيعة المجتمع، ومنهم من
فسـره بـصراع الطبقات. ففي جميع الحالات صور العنف بأنه سلوك يبدر من الإنسان وهو
غير مرحب به، ولا يعتبر حالة تبدر من إنسان سوي، وفي حال سوي. ومن الجانب السياسي،
أصبح هذا المفهوم دائرة سوء على الآخر، من قبل الآخر، بمعنى أنه تهمة هذا العصـر
يطلقها الكل على الآخر، فالحكومات تطلقها على المعارضة، والمعارضة على الحكومات،
والزوج على زوجته، والزوجة على زوجها، والفصائل تطلقها على بعضها، والغرب على
الشـرق، والشرق على الغرب. ولا نختلف على أن القائم بالعنف هو الإنسان، والواقع
عليه أيضاً هو الإنسان، إذن الإنسان يُتأثر ويُؤَثِر، ويَعِنفْ ويُعنَفْ.
لقد شكلت أحداث
الحادي عشـر من أيلول 2001 منعطفاً جديداً لبروز مصطلح
جديد يحمل مفهوماً معبئاً غربياً إلى الساحة العالمية، وتحديداً([38])
إلى العالم الإسلامي، وقد تمحورت الأحاديث والحوارات والمبررات حول العنف، وكما
صاغه الغرب، وما تلته من حروب استباقية واستباحة الحرمات، فكان العنف ذريعة مخجلة
بأيدي أمريكا لضـرب خصومها، أو ابتزازهم. وعندما نتحدث عن العنف نتناوله فقط من
جانبه السياسي، ووفق ما رسمه الغرب، والمدان فيه والمتهم هم المسلمون، مع أن العنف
- كما أشـرنا، وفق جميع التعريفات - ظاهرة بشـرية، والأفكار والمفردات ليست إلا
ذريعة أو مسوغ لتلك الممارسات. وقد "لوحظ في السنوات الأخيرة في المجتمعات
الإنسانية تردد وشيوع كلمة العنف، فأصبحت أكثر الكلمات تداولاً في الإعلام
العالمي، وفي الأحاديث اليومية العادية، كما ارتبطت بكثير من الأحداث والظواهر،
مثال: "التطرف والعنف – العنف الأسـري- العنف المجتمعي – الإدمان- جنوح
الأحداث - الإرهاب والعنف – العنف الأبوي،
وغيرها".
عرف التاريخ البشـري أشكالاً عديدة من العنف
تتراوح بين التجويع والإعدام، ومن السمات المميزة للقرن الـ20، أنه شهد الحرب
العالمية الأولى والثانية، وانتهت الحرب الثانية بالكارثة النووية (هيروشيما)،
والعديد من الإبادات الجماعية، وأشكال من العنصـرية والاضطهاد، ومن الحروب
الاستعمارية، وحروب المقاومة والتحرير، والأنظمة العسكرية، ومعسكرات الاعتقال
والإجرام"([39]).
ولا يخفى على أي
متخصص، أو حتى غير متخصص، زيادة نبرة العنف في المجتمعات، وتقلص مساحة الطيبة
والتسامح. وتزداد الصورة وضوحاً حين نتتبع نمط جرائم القتل في السنوات الأخيرة،
فعلى الرغم من كون القتل فعلاً شديد العنف في حد ذاته، الا أن حوادث القتل الأخيرة
تشير إلى حجم هائل من القسوة والوحشية والرغبة في الانتقام"([40]).
"ونرى وفق النظريات التي عرضتها الأبحاث، أنه لا بد من تثبيت الحقائق التالية
قبل الدخول في تفاصيل هذا العالم (العنف) المتشابك والمتناقض، والتي من شأنها
إنارة الطريق للدراسة:
1-
إجماع أغلب المؤرخين والمفكرين بأن تاريخ
البشـرية هو تاريخ العنف، حيث تُشير الأرقام أنه وخلال 5500 سنة وقع في الأرض ما
يقارب 15 ألف حرب وصراع (بمعدل 2- 3 صراعات وحروب في السنة)، قتل فيها أكثر من
(3540) مليون إنسان([41])،
ولم تعش البشـرية في حالة وئام وسلام إلا في غضون ثلاثمائة سنة ليس أكثر.
"الإنسان كائن عنيف وعدواني بطبعه، على اعتبار أنه يتوفر على أهواء وغرائز
فطرية تحتم عليه القيام بسلوكات ذات نزعة تدميرية قصد بها إشباع تلك الغرائز، ورغم
أن للإنسان عقلاً فإنه لا يقوى على كبح جماح تلك النزعة التدميرية، الأمر الذي
يستوجب استخدام كل الوسائل للتخفيف أو الحد من خطورة التهديد الذي يتوعد المجتمع
والحضارة الإنسانية"([42]).
وقد جاء هذا الوصف على حصـر الإنسان في جانبه الحيواني، دون الوقوف على جانبه
الخيري والتزكوي، العالم ليس فارغاً من الخير، وكذا الإنسان. والنماذج المستعرضة
في هذا السياق نماذج جزئية.
2-
الإشكالية المرافقة لمفهوم العنف، من حيث ضبط
المصطلح وتحديده، أنه قد يختلط بالمقدس، فالعنف عامة، والعنف المقدس، في النهاية،
شيء واحد. فالفكر الأثنولوجي([43])
يقبل بوجود كل معاني العنف في المقدس، ولكنه يضيف إلى ذلك بأن المقدس يتضمن شيئاً
آخر غير العنف العام، وقد يكون هذا الشـيء نقيضاً للعنف، فهناك النظام والفوضى،
الحرب والسلم، الخلق والتدمير، حتى ليبدو أن المقدس يتضمن أشياء متنافرة إلى درجة
يعجز معها الأخصائيون عن حل هذا التشابك، بل عجزوا حتى عن إعطاء تعريف مبسط للمقدس.
3-
تغليب المظهر السياسي للعنف على باقي المظاهر
العنيفة، حتى ليكاد يبدو أن العنف لا يتمظهر ولا يتجسد إلا عبر السياسة، وتغييب
الأشكال الأخرى (الأسري والاجتماعي).
تعاطي أغلب المثقفين مع العنف عبر ما يفرزه من
نتائج، وما يخلفه من آثار، وليس عبر أسبابه المكونة له، إذ يتم تغييبها لأغراض
التوظيف السياسي غالباً"([44]).
[1]
- جاء في (عصام صادق رمضان: الأبعاد القانونية للإرهاب الدولي، مجلة السياسة
الدولية، عدد(85) القاهرة، يوليو(تموز)
1986، ص 20) "صدرت قبيل أعوام من قيام منظمة الأمم المتحدة عام - 1945، منها
وثيقة أعلنتها حكومات الحلفاء عام 1942، وأفادت أن الدولة الألمانية، ومنذ بداية
الصـراع الحالي الذي نجم عن سياستها العدوانية، أقامت في الدول المحتلة نظاماً إرهابياً
اتسم بالاعتقالات، والطرد الجماعي، وإعدام الرهائن، وإجراء المذابح، وأن أعمال
العنف التي توجه على هذا النحو ضد السكان المدنيين، لا علاقة لها بالعمل الحربي
والجريمة السياسية كما تفهمها عصبة الأمم المتحدة. كما صدر إعلان عن موسكو عام
1943، ندد بالفظائع الألمانية والإعدامات الجماعية التي ترتكبها القوات الهتلرية
فى كثير من الدول التي اجتاحتها، والتي تعتبر أسوأ أشكال الحكم بالإرهاب".
فكان الهجوم منصباً على ألمانيا لأنها خرجت عن صفوف الأوروبيين.
[2]
- وقد جاء في (أحمد جلال عز الدين: الإرهاب والعنف السياسي، دار الحرية، عدد(10)،
القاهرة، 1986، ص 22.) "ترجع كلمة
إرهاب في أصولها اللغوية إلى الفعل السنسكريتي(Tras)
الذي يعني رجف في اللغة الفرنسية. أما في اللغة الإنكليزية، فإنها ترجع إلى الفعل
اللاتيني(Ters)، والذي استحدثت منه كلمة(Terror)،
أي الرعب أو الخوف الشديد. والإرهاب كمصطلح استحدث خلال الثورة الفرنسية بسبب ما
قامت به حكومة روبسبير(Robespierre) من
ممارسات قمعية ووحشية ضد أعدائها التي “ أحلت الإرهابية(Terrorisme) محل كلمة إرهاب، وأعطتها معنى جديداً".
[3]
- الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي أحد أعلام الدعاة إلى الإسلام في عصـرنا
الحديث، وهو كاتب وعالم ومفكر، ولد بقرية (تكيّة كلان)، من مديرية (رائي بريلي)،
قرب (لكهنؤ) بالهند، عام(1332هـ/1913م)، وتوفي في العشـر الأواخر من شهر رمضان
المبارك 23رمضان من عام(1420هـ) عن عمر يناهز 86 عاماً.
[4] - في ظلال القرآن، سيد قطب، إبراهيم حسين الشاربي(المتوفى:
1385هـ)، دار الشروق - بيروت- القاهرة، ط: السابعة عشرة - 1412 هـ(6/ 3823).
[5] - الأسس البيولوجية لسلوك
الإنسان، الدكتور إبراهيم فريد الدر، (ص/358(.
[6] - المجموع المغيث في غريب القرآن والحديث، محمد بن عمر بن أحمد بن
عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى(المتوفى: 581هـ)، ت: عبد الكريم
العزباوي، جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، كلية الشـريعة
والدراسات الإسلامية - مكة المكرمة، دار المدني للطباعة والنشـر والتوزيع، جدة -
المملكة العربية السعودية،• جـ 1(1406 هـ - 1986 م)، • جـ 2، 3(1408 هـ - 1988
م)،(2/ 512).
[7] - ينظر: الإساءة.. مظاهرها.. أشكالها.. أثرها على الطفل: ليلى
الصايغ، مؤتمر نحو بيئة خالية من العنف للأطفال العرب، عمان، نيسان 2001م. وينظر: لغة
العنف وعنف اللغة: مقاربة لسانية نفسية" أ.د. مراد موهوب، أستاذ التعليم
العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، كلية الآداب والعلوم الإنسانية – بني ملال
المملكة المغربية،(ص/3).
[8] -
الأسس البيلوجية لسلوك الإنسان، مصدر سابق،(ص/361).
[9]
- لطائف الإشارات، تفسير القشيري، عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري(ت:
465هـ)، ت: إبراهيم البسيوني، الهيئة المصرية العامة للكتاب – مصر، ط: الثالثة،(3/
772).
[10]
- تفسير الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل(4/ 801).
[11]
- كراسة مدرب بيئة خالية من العنف.
[12]
- سورة البقرة، الآية 191 .
[13] - الأسس البيلوجية لسلوك الانسان،مصدر
سابق،(ص/358).
[14]
- لغة العنف وعنف اللغة: مقاربة لسانية نفسية" أ.د. مراد موهوب، مصدر سابق،
ص1
[15]
- ولد في القرعون (في لبنان
حالياً)
عام 1902 م، وانتقل مع أسـرته إلى دمشق
عام
1908م. إضافة إلى قدري طوقان
و
عمر فروخ، يعد
جميل صليبا، - حسب د. يحيى عبد الرؤوف جبر
أستاذ
اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية-، أحد ثلاثة شاميين
عرفوا بتفوقهم العلمي في العصـر الحديث، وبجهودهم الكبيرة في خدمة العلم والتراث
العلمي العربي. اهتم الثلاثة إلى حد كبير بإماطة اللثام عن إسهامات المسلمين –
والعرب منهم – في تقدم البشـرية، والقيام على العلوم المختلفة قروناً كثيرة،
ابتداءً من القرن الثامن الميلادي وإلى أواخر القرن السابع عشـر. أوفدته وزارة
المعارف السورية عام 1921 م، إثر ملاحظة نبوغه
و تفوقه، في بعثة دراسية إلى فرنسا
لمتابعة
تحصيله العالي، حيث التحق بجامعة السوربون في باريس، وحصل
منها على دبلوم التربية من معهد علم النفس عام 1923 م وعلى درجة الإجازة في الآداب
فرع الفلسفة عام 1924 م ، ثم الإجازة في الحقوق عام 1926 م. قدم إلى جامعة باريس
أطروحة
في فلسفة ابن سينا،
وأطروحة
في نظرية المعرفة على مذهب المدرسة الاجتماعية الفرنسية، فمنحته هذه الجامعة درجة
الدكتوراه في الآداب عام 1927 م (حسن، ديب علي. 2005.
جميل صليبا بعد ثلاثين عاماً على الرحيل. أوراقه تبعث من جديد. الثورة عدد
9/9/2005. تاريخ الولوج 15 حزيران 2009.)
[16]
- المعجم الفلسفي، للدكتور جميل صليبا، الشركة العالمية للكتاب، دار الكتاب
اللبناني، بيروت، 1982م.
[17]
- أندريه لالاند:( André Lalande) فيلسوف
فرنسي(١٨٧٦-١٩٦٣) ولد في ديجون، ودرس
في عدة مدارس ريفية، إلى أن انتقل إلى مدرسة هنري الرابع، فدار
المعلمين العليا، ما بين ١٨٨٣ و ١٨٨٨. نال شهادة في الفلسفة عام ١٨٨٨، وشهادة
الدكتوراه في الآداب عام ١٨٩٩. وفي سنة ١٩٠٩ صار أستاذاً مساعداً في الفلسفة بالسوربون، وأستاذ
كرسي عام ١٩١٨، ثم عمل أستاذاً بالجامعة المصـرية. تخرج على يديه الفوج الأول من
طلاب قسم الفلسفة. أَلف (المعجم الفلسفي)، المعروف بمعجم لالاند.
ينظر( الموسوعة الميسـرة في
الفكر الفلسفي والاجتماعي، عربي-انجليزي/ تأليف كميل الحاج ص
٤٨٨-٤٨٩.)
[18]
- في ظلال القرآن، سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي(ت: 1385هـ)، دار الشـروق - بيروت-
القاهرة، ط: السابعة عشـر - 1412 هـ، (6/ 3825).
[19]
- تفسير البحر المحيط، محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي،(654هـ/ 745هـ)، ت:
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود - الشيخ علي محمد معوض، شارك في التحقيق، د.زكريا عبد
المجيد النوقي) د.أحمد النجولي الجمل، دار الكتب العلمية، 1422هـ -2001م، لبنان/
بيروت(10/ 406).
[20]
- عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد،
ولي الدين الحضـرمي الإشبيلي(1332 - 1406م) مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد
أندلسـي الأصل، عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث
رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما تَوَجَّهَ إلى مصـر، حيث أكرمه سلطانها
الظاهر برقوق، ووَلِيَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع
قرن(784-808هـ)، حيث تُوُفِّيَ عام 1406 عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب
باب النصـر بشمال القاهرة، تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم. ويعتبر
ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث، وأباً للتاريخ والاقتصاد.( موقع تاريخ
الإسلام و ابن خلدون في إسلام
أونلاين).
[21]
- مقدمة ابن خلدون(كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر
ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضـرمي)1332م-1404م)،
دار القلم، 1984، بيروت،(ص/61).
[22]
- العنف في تراث علم الاجتماع، أسماء جميل، مجلة النبأ، العدد 84 تشـرين الثاني
2006م http://annabaa.org/nbahome/nba84.
[23]
- المصدر نفسه.
[24]
- توماس هوبز و. 5 أبريل
1588
- 1679)
هو
فيلسوف إنگليزي، كتابه الشهير، في عام 1651، لڤياثان وضع الأساس لمعظم الفلسفة السياسية الغربية من وجهة نظر نظرية العقد الاجتماعي. ويـُذكر هوبز اليوم لعمله في الفلسفة السياسية، بالرغم من إسهاماته في مجالات شتى، منها التاريخ،
الهندسة ، الفيزياء الغازات،
ثيولوجيا،
الأخلاق، الفلسفة العامة، و العلوم السياسية. بالرغم من ذلك كله فنظرية هوبز عن أن
الطبيعة البشرية هي مهتمة ذاتياً بالتعاون، قد ظلت صامدة في حقل علم الإنسان الفلسفي(http://www.marefa.org/index.php).
[25]
- العنف، بحث قيم ومنشور ولكن لا يحمل اسم الكاتب ولا أي معلومات لآخر، وينظر كتيب:
فاعلية برنامج إرشادي مقترح لزيادة مرونة الأنا لدى طالبات الجامعة الإسلامية
بغزة، الباحثة: ولاء اسحق حسان، إشراف: الدكتور نبيل كامل خان، 2008-2009م،
الجامعة الإسلامية غزة، عمادة الدراسات العليا، كلية التربية، قسم علم النفس،
إرشاد نفسي.
[26]
- الأسس البيلوجية لسلوك الإنسان، مصدر سابق، ص 363.
[27]
- جان جاك روسو 28 يونيو 1712، جنيف
- 2 يوليو
1778،
إيرمينونفيل هو كاتب وفيلسوف جنيفي، يعد من
أهم كتاب عصـر العقل، وهي فترة من التاريخ الأوروبي، امتدت من أواخر القرن السابع
عشـر إلى أواخر القرن الثامن عشـر الميلاديين. ساعدت فلسفة روسو في تشكيل الأحداث
السياسية، التي أدت إلى قيام الثورة الفرنسية. حيث أثرت أعماله في التعليم والأدب والسياسة.( دين الفطرة، جان جاك روسو، نقله
الى العربية، عبدالله العروي، المركز الثقافي العربي ط الولى 2012م ص6)
[28] - كارل هانريك ماركس، فيلسوف ألماني، واقتصادي، وعالم اجتماع،
ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري(5 مايو 1818م - 14 مارس 1883م). لعبت أفكاره دورًا
هامًّا في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير الحركات الاشتراكية. واعتبر ماركس أحد
أعظم الاقتصاديين في التاريخ. نشـر العديد من الكتب خلال حياته، أهمُها بيان الحزب
الشيوعي(1848)، ورأس المال(1867–1894). ينظر: (سيرة مختصـرة وعرض للماركسية، كتب:
في جويلية– نوفمبر ١٩١٤ نشر لأول مرة: عام ١٩١٥ في الموسوعة الكبرى، الطبعة ٧،
المجلد ٢٨)
[29] - المشاركة السياسية للمرأة في ثورتى مصـر وليبيا 2011 دراسة
انثروبولوجية ميدانية مقارنة، مروة تهامى،، معهد البحوث والدراسات الأفريقية،
جامعة القاهرة، 2013،( ص/7).
[30] - إميل دوركايم 15 ابريل 1858 - 15 نوفمبر 1917 فيلسوف وعالم اجتماع فرنسـي. أحد مؤسسـي علم الاجتماع الحديث، وقد وضع لهذا العلم منهجية مستقلة تقوم على
النظرية والتجريب في آن معاً. أبرز آثاره: في تقسيم العمل الاجتماعي De la division du travail social عام 1893، و قواعد المنهج السوسيولوجي Les Règles de la méthode sociologique عام 1895. (ينظر: أميل دوركايم: ملمح من
حياته وفكره لأنثروبولوجي، د. عبدالله عبدالرحيم يتيم إضافات العدد25 شتاء 2014م)
[31] - زاد المسير في علم التفسير مصدر سابق(4/ 451) بشيء من التصرف.
[32] - هربرت سبنسـر(Herbert Spencer) هو فيلسوف بريطاني(27 ابريل 1820 - 8 ديسمبر 1903).مؤلف كتاب (الرجل ضد
الدولة) الذي قدم فيه رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها. كان سبنسـر، وليس داروين، هو الذي أوجد
مصطلح (البقاء للأصلح). رغم أن القول ينسب عادة لداروين وقد ساهم سبمنسـر في ترسيخ مفهوم الارتقاء،
واعطى له أبعاداً اجتماعية، فيما عرف لاحقاً بالدارونية الاجتماعية. وهكذا يعد سبنسـر واحداً من مؤسسـي علم الاجتماع الحديث. يعتبر سبنسر أحد أكبر المفكرين الإنجليز تأثيراً في نهاية القرن
التاسع عشر ولد سنة 1820 وتوفي سنة 1903 وهو الأب الثاني لعلم الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسـي،[1] اشتهر بنظريته عن التطور، وقد استند على هذه
النظرية في وضع الأسس لنسق ومنظومة اجتماعية (سوسيولوجية) تؤكد التطور تجاه تعقيد
اجتماعي متزايد وارتفاع درجة الفردية، فالمجتمع في نظره مثل الكائن الحي المعقد،
يتصف بحالة من التوازن الدقيق ولا ينبغي ألاّ يسمح إلّا لعملية التطور الطبيعية
بالتأثير في نموه. (عجم علم الأخلاق، ايغور كون، دار التقدم 1984، ص 221)
[33] - من ماهيـات ثــورة 14 تمــوز
الحلقة الخامسة(العنف) د.عقيل الناصري الحقيقة جريدة يومية سياسية
عامة 10/03/2015.
[34] - المصدر نفسه.
[35] -
العنف في تراث علم الاجتماع، ثقافية عامة، بتصرف. العنف السياسي ضد المرأة المصـرية-
عقبة في طريق المشاركة السياسية، إعداد: فاطمة قناوي، ولاء جاد الكريم، شارع مصر
حلوان الزراعي - المطبعة – ح المعادي.
[36]
-(تالكوت بارسونز).
[37]
- العنف في تراث علم الاجتماع، ثقافية عامة بتصـرف. العنف السياسي ضد المرأة
المصرية .. عقبة في طريق المشاركة السياسية، إعداد: فاطمة قناوي، ولاء جاد الكريم،
شارع مصر حلوان الزراعي - المطبعة – ح المعادي
[38]
- ينظر: سوسيولوجيا العنف والإرهاب، إبراهيم الحيدري، دار الساقي، 2015م،)ص/9).
[39]
- http://edorous.com/philosophie-
[40]
- تحليل ظاهرة العنف واثره على المجتمع، د. علي إسماعيل مجاهد عضو هئية التدريس-
الأكاديمية المكلية للشرطة
[41]
- كما تشير الأرقام أيضاً إلى أنه في القرن السابع عشـر هلك(3،3) ملايين إنسان،
وفي القرن الثامن عشـر هلك (5،2) ملايين، وفي القرن التاسع عشـر هلك (5،5) ملايين
إنسان، أما الحربان العالميتان فقد حصدتا (9،5) مليون إنسان في الأولى، وما يقارب
الخمسن مليون في الثانية. وإن ما نراه اليوم من إنجازات العصور الغابرة كالأهرامات
وغيرها يخفي عنفاً إنسانياً قل نظيره، حيث تقول (روزا لوكسمبرغ) (1871- 1919)
"إن التاريخ لم يثبت لنا أكثر من أن جميع الحروب والحضارات التي قامت حتى الآن
كان عمادها الدم والجماجم، جماجم الفقراء بدءاً من الملايين التي سحقت تحت حجارة
الفراعنة، ووصولاً إلى الملايين الإفريقية التي شـرب الفراعنة رأس المال في أوروبا
وأمريكا نخب حضارتهم المزيفة بجماجمها في أسواق النخاسة، والتي ستبقى جرحاً غائراً
في ضمير البشرية.( العنف مقدمات ونتائج).
[42]
- سيغموند فرويد.
[43]
- الإثنولوجيا علم الأجناس البشريّة وخصائصها وأخلاقها وتفرّقها..
[44] - الفكر السياسي العنف مقدمات ونتائج، سهيل
العروسي، ص126.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق