21‏/01‏/2022

منهج العلامة ناصـر سبحاني في التربية الإيمانية وتزكية النفس (الحلقة 12)

د. عمر عبد العزيز

?  الحديث عن التربية والتزكية - لدى الشهيد سبحاني - ذو شجون، فلقد خصّ جلّ أعماله العلمية لموضوع العقيدة والإيمان، وتزكية النفّس والسلوك([1]). ولذا، وجدت نفسـي متردداً أمام الكمّ الهائل مما تركه في مجال الإيمان والتزكية، فبدأت أفكر من أين أبدأ؟ وماذا أنقل عنه؟ فلقد ترك مئات الصفحات والساعات من الدروس يتحدث فيها عن الإيمان مفهومه وحقيقته، مقتضياته وآثاره، وعن التربية والتزكية، ومفهومهما، وطرق تحقيقهما. وقد أدرك المرحوم - مبكراً - أن أجيالاً من أمة الإسلام أصيبت منذ وقت طويل في إيمانها، بل في فهمها للإيمان، كما أصيبت في مجال مفاهيم التزكية والتربية والتقوى وغيرها.. ومن هذه النقطة بدأت جهوده، فلقد شخّص العِلَل

بدقة، وعدّ المعلولات بإتقان، وأبرز الهدف بوضوح، وعرض العلاج بأمانة. فعلّة العلل - كما يراها - الجهلُ بحقيقة تلك المفاهيم، والنتائج هي ما يُشاهد من الجهل والتخلف والبدع، والهدف - كما يؤكد - هو التصحيح، والعلاج هو التربية الإيمانية وتزكية النفوس.

    العلامة ناصـر سبحاني، المثال والأسوة في الإيمان والتزكية:

   لقد ألزم سبحاني نفسه بكل ما قال، وكل ما رأى، فأصلح نفسه وزكاها - ولا أزكيه على الله -  وتورّع عن الحرام إلى أقصـى حد يصل إليه العارفون، وزهد في كل ما لدى الناس من المال والشهرة والمتاع، متخذاً هدي القرآن مصدره. ثم إنه - رحمه الله - لم ينطلق من قواعد فلسفية، أو آراء كلامية، بل كان يرى أن إقحام التصور الفلسفي والجدل الكلامي في مباحث معرفة الله، والإيمان به، من شأنه التشويش، بل التشويه أحياناً، فالرؤية القرآنية - في نظره - هي التي تهدي الكينونة البشـرية، لا سيما في مجال عملية تزكية النفس، بتخليتها عن الرذائل، وتحليتها بالفضائل.

   ومن جانب آخر، كان يؤكد - دوماً - على أن علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى هي علاقة المخلوق المأمور بالخالق الآمر، مستشهداً بقوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}الأعراف/٥٤. وهي علاقة العبودية الحقّة، العبودية التي لا تتحقق في الإنسان إلا بالإيمان ـ فهماً وامتثالاً ـ والتزكية، كما أكد القرآن في أماكن عديدة..

 وباختصار شديد، إن العلامة سبحاني يأخذ بيد الإنسان الصغير، في معرض الكون الفسيح، خاشعاً متذلّلاً، أمام الخالق الرقيب العظيم، ليريه لوحات آياته العظام؛ في الآفاق وفي الأنفس، ليعود به مرفوع الرأس بعزة الإيمان، خليفة لله تعالى، يحمل الأمانة، صاعداً مدارج السالكين الواصلين، بطيّ منازل العابدين المستعينين.

   وكان سبحاني يؤكد - في كثير من دروسه - على أن الإيمان - بالمعنى الذي فهمه ـ يقيناً، ثم تسليماً، ثم امتثالاً، وسلوكاً، هو الأُسّ والمنطلق لعملية تزكية النفس. كما يرى أن الإيمان يكسب المؤمن شموخاً لا يُنافَس، وعزة لا تضاهى، حيث تغمره طمأنينة لا يحسها ولا يمسها إلا من ذاقها. فالإيمان - كما استنبط من معناه ومدلولاته - ينقل المؤمن من القلق إلى الأمن، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الشقاوة إلى السعادة، ومن الغي إلى الرشد، ومن الاضطراب إلى الاستقرار، ومن الوحشة إلى الأنس، ومن الذل إلى العزة، ومن التردد إلى الاستقامة والثبات. كيف لا؟ وهو معتصم بحبل الله، ومستمسك بهداه، ومحروس بعنايته، ومستهدٍ بهدايته، ومستنير بنوره، ومغمور برحمته، ومتنعمّ بنعمه التي لا تحصى([2]).

   وكان - رحمه الله - بنفسه مثالاً وقدوة مثلى في كل ذلك، فلقد ألزم نفسه بأداء نافلة الليل، وحرّم على نفسه التنوّم، فكان يرى أنه لا يليق بالأشهاد من الناس - من الدعاة والقادة والقدوات - أن يستقبلوا النوم، ويهيئوا له أجواءه، بل لا بدّ أن يغلبهم النوم، لا أن يتنوّموا، لا سيما في ظروف كهذه التي تمر على الأمة الإسلامية المحتاجة إلى شحذ الهمم، ومضاعفة الجهود، وشدّ الرحال.

   ولقد شاهدت - شخصياً - هذا الذي أقوله؛ طيلة قرابة عشـر سنوات، عشتها معه؛ في سفره وحضـره، بين أهله ومع طلابه؛ شاهدته عشـرات المرات وهو إما مستلق غلبه النوم وعلى صدره كتاب، أو منكباًّ على وجهه والقلم والقرطاس بين يديه، أو متكئاً يدغدغه نعاس لا يرغب في استقباله. ومع ذلك كان شديد الإيمان بربه، تتقاطر منه درر اليقين بصفات الله وأسمائه، طبّق على نفسه مراتب التزكية النفسية التي اقتنع بها، والتي شـرحها وتحدث عنها عشـرات المرات في كتبه ودروسه، متجنباً مقت الادعاء المزيّف والتظاهر، الذي كان عدوّه الكبير، محققاً مطلب الانتهاء عما نهى عنه الله في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}الصف: ٢ــ٣.

   إنني رأيت من الأمانة أن أسجل - في تقديم هذا المبحث - هذه الأسطر أمانة، وأن أروي ما شهدته، وقد سكتُّ عن غيره لكون المجال لا يسعه، وتجنّباً للاقتراب مما قد يحسبه بعض الناس غلوّاً وتعصباً أنا منه بريء، إن شاء الله، وتاركاً ما يريبني إلى ما لا يريبني.

    الإيمان والتزكية في اللغة:

   الإيمان لغة: إفعال من (الأمن) ضد الخوف. والإيمان: التصديق([3]). قال الراغب الأصفهاني: "أصل الأمن: طمأنينة النفس، وزوال الخوف. والإيمان يقال على وجهين: أحدهما متعدّ، يقال: آمنته، أي: جعلت له الأمن. ومنه قيل لله تعالى: المؤمن. والثاني: غير متعدّ، ومعناه: صار ذا أمن. والإيمان يراد به إذعان النفس للحق على سبيل التصديق، وذلك باجتماع ثلاثة أشياء: تحقيق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل ـ حسب ذلك ـ بالجوارح([4]).

   وأما التزكية، فتفعيل من زكا يزكو زكاء، بمعنى: ازداد ونما. قال الفراهيدي: "كل شيء ازداد ونما، فهو يزكو زكاءَ. وزكا الرجل: صَلُح([5]). وقال الراغب الأصفهاني: "أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله. يقال: زكا الزرع: إذا حصل منه نموّ وبركة". وحول تزكية الإنسان قال: "تزكية الإنسان نفسه ضـربان:

1ـ بالفعل، وهو محمود، وإليه قصد بقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}الشمس/٩.

2ـ وبالقول، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله عنه، فقال: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}النجم/٣٢([6]).

   يقول العلامة ناصـر، في شـرحه لحديث جبريل الشهير، الذي سأل فيه رسول الله عن الإيمان والإسلام والإحسان: "الإيمان مصدر من باب الإفعال، من أصل الأمن الذي يعطي معنى زوال الخوف وطمأنينة النفس للإنسان، وإخراجه من حالة القلق والخوف والاضطراب. ثم ضُمن معنى التصديق والاعتراف، باستعمال الباء (حرف الجر) معه، فيقال: آمنت بك، أي: أمّنتك حين اعترفت بك، وصدّقتك باعترافي بألوهيتك وربوبيتك، فكأنه يأمن الله تكذيبه والتولّي عنه. هذا إذا قلنا أن (آمن) من نوع الأفعال المتعدية ـ لأن هناك أفعالاً من باب (الإفعال) لازمة، مثل: أعصـر، يقال: أعصـَرَ السحابُ، أي حان له أن يعصـر ـ وأما إذا كان لازماً، فيكون معناه: صار ذا أمن، لا أنه أمّن غيره، فآمن بالله - حينئذ - معناه: أصبح ذا أمن باعترافه بالله، في ألوهيته وربوبيته([7]).

   وقريباً من هذا التعريف، قال العلامة الكوردي، الأديب عبد الرحيم مولوي: "الإيمان لغة يعطي معنى الوقوع في الأمن، أو تحقق الأمن للإنسان. فهو اسم للتصديق، أي تصديق القلب. ولهذا سُمّي هذا التصديق إيماناً، فكل من أراد أن يأمن من العذاب والخذلان، وأراد أن يؤمّن غيره من التكذيب والمخالفة، فهو مؤمن..". ولتوضيح مقتضيات هذا الإيمان، قال: "والمعرفة المجرّدة لا تنفع، حيث كان الكفار على معرفة حقيقية، ومع ذلك كانوا كفاراً.. ولهذا لا يتحقق الإيمان إلا بالتسليم الباطني، والانقياد القلبي، أي إذعان دون جحود، واعتقاد ثابت ويقين جازم، دون تردّد([8]).

تزكية النفس: معناها ومراحلها، في تصور الشهيد سبحاني:

للشهيد سبحاني منهجية متميزة في تناول موضوع تزكية النفس، فهو اعتمد على آيات القرآن الكريم، والسيرة العملية لرسول الله – صلى الله عليه وبارك - وصحبه الكرام. ويمكن إلقاء الضوء على الأسس التي يراها ويعتمدها ـ في هذا الموضوع ـ فيما يلي:

   1ـ دقة في الاستنباط اللغوي:

   لقد أصبحت لدى سبحاني ملكة قادرة على فهم معاني ألفاظ القرآن ومدلولاتها، بحكم مراجعاته العديدة لمصادر اللغة، إلى درجة أنه كان يقترب في ذهنه معنى المفردة القرآنية من خلال سماع حروفها في أول وهلة، أو رؤيتها. فكان يؤكد في فهم مدلول كلمة (التزكية) - مثلاً - على أن جميع الكلمات التي تبدأ بحرفي (الزاي والكاف) تعطي معنى (الامتلاء)، مثل: (زِكْر) بمعنى (امتلاء)، يقول العرب: تزكرّ بطن الصبي، أي: امتلأ، وكذلك (زكّ) القربة: ملأها، و(زكب) الإناءَ: ملأه، و(زكت) الإناء ـ أيضاً ـ : ملأه، و(زكَمَ) أي: امتلأ.. إلخ. فاستنبط الشهيد من هذه المعاني بأن (تزكية) النفس إنما تتم بأن تمتلئ استعدادات النفس وقواها، وتنمو شيئاً فشيئاً رشداً وكمالاً، لكي تصبح ملكة للإنسان، ومن ثم تؤتي ثمارها. (ينظر: ناصـر سبحاني، نظرة حول اللغات والمفاهيم القرآنية، ص: 47).

 

2 ـ مفهوم التزكية:

   يرى الشهيد سبحاني أن" الله لا يدع مخلوقاً إلا يَهبُ له ما هو مستعد له من الكمال، فجعل كل شيء يُسَبّح - وذلك بالسّير من النقص -، ويحمّد - وذلك ببلوغ ما يمكن من الكمال - {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} الإسـراء: ٤٤. وما كان شيء ليسبح بحمد ربّه إلا بأخذ، وتصيير، وإعطاء. فالنواة - أو الحبة مثلاً - إنما تتطور وتبلغ ما قُدّر لها من الكمال، بأخذ مواد غذائية، ثم بتصييرها وجعلها من جنس أجزائها، ثم بإعطاء آثار من الثمّر وغيره. وما النفس الإنسانية من هذه الكليّة بمستثناة، فإنها لن تنال كمالها إلا بأخذ صور من حقائق، ثم بتصييرٍ للمأخوذات، وتكوينٍ لملكات، ثم بإعطاء آثار وقيام بأعمال صالحات([9]).

إذاً، فهو يرى أن التزكية تعنى إنماء الاستعدادات الموهوبة للنفس الإنسانية. ولكن، ما النفس؟ وما هي استعداداتها، وقواها.؟

2 ـ النفس الإنسانية، واستعداداتها، وقواها:

يقول سبحاني: "إن النفس شيء قد تكوّن من اتصاف الروح بصفات قد حصلت من التزاوج بين خواص الروح وخواص الجسد. وتلك الصفات قِوىً ستّ، هي جماع مظاهر الحياة في مختلف مراتبها. وهي: (1و2): قوتا النموّ والتوليد ـ وهما مظهر الحياة النباتية ـ و(3و4): قوتا الإحساس والحركة ـ وهما مع السابقتين مظاهر الحياة الحيوانية ـ و(5و6): قوتا العلم والإرادة ـ وهما مع ما سبق مظاهر الحياة الإنسانية"([10]).

   ثم يشـرح بالتفصيل وظيفة كل قوة من القوى التي تجتمع في الحياة النباتية والحيوانية والإنسانية، ويقف عند قوتي (العلم) و(الإرادة)، اللتين عليهما مدار الحديث عن تزكية النفس، فيقول: "قوة العلم: بها تكسب النفس ما يكفيها في حياتها من التصورات عن حقيقة نفسها، وحقيقة الكون حولها، وحقيقة ربوبية الله وألوهيته، الـذي له الخلق والأمر، ومن القيم الخلقية التي تبين لها كيف تقف من كل تصور من تلك التصورات. وقوة الإرادة تلك التي تقف على مفترق الطرق المكشوفة للقوة السابقة من طريق الحق والخير من التصورات والقيم، وطرق الباطل والشـر من هذه وتلك، تتصدىّ للاختيار..

   وهكذا فصّل الشهيد الحديث عن وسائل قوة العلم التي تستخدمها النفس لكسب جميع أنواع العلم، وهي - أي وسائل قوة العلم -: (البصـر)، للنظر في آيات الله في عالم الشهادة في الآفاق وفي الأنفس. و(القلب) - أو الفؤاد - لدرك تصورات متعلقة بعالم الغيب، عالم ما وراء الشهادة. و(السمع) لتلقي ما لا يتلقى، لا بالبصـر ولا بالقلب، وهو حكم الله وشـرعه([11]).

ولقد أكثر الشهيد سبحاني - لتقريب الأذهان من فهم عملية تزكية النفس - من ذكر مثال واقعي، حيث شبّه عملية تزكية النفس البشـرية بعملية تعليم مهنة من المهن، وذلك من جانب الحاجة إلى عامل التكرار والتواصل، لكي تنتقل التصورات إلى الأعمال، حتى تحصل لها أحوال، ثم تصير الأحوال خصالاً وملكات فقال: "في مجال (الأخذ) تتلقى النفس التصورات التي لا بدّ من العلم بها، والتسليم إليها. وفي مجال (التصيير) تقوم بتذكّر تلك التصورات، وبأداء ما تقتضيه هي من الأعمال مرة بعد مّرة، وحالاً بعد حال، حتى تحصل لها أحوال، وتستقر تلك الأحوال حتى تصير خصالاً راسخة فيها، وملكاتٍ، وأخلاقاً. ولنوضح ذلك بذكر أمثلة:

   إذا أراد المرء أن يصير عالماً بفن النحو - مثلاً - فإن أول ما يجب أن يفعله أخذ صور من مسائل ذلك العلم. وواضح أنه عندما تُلقى عليه مسألة من تلك المسائل، تكون الصورة التي تحصل في نفسه صورة ضعيفة، لا تلبث أن تزول بورود صورة مسألة أخرى عليها. وإنما تبقى تلك الصورة في النفس إذا تكرّر إلقاؤها عليه، بحيث لا يزول أثر التلقي السابق حتى يرد عليه أثر التلقي اللاحق. حتى إذا تكرّر ورود تلك الصورة اصطبغت النفس بها، وأصبحت هي من أوصافها اللازمة. وعند ذلك فقط يُعّد المرء عالماً بتلك المسألة. وإذا حصلت المَلَكَة، فإن العمل الذي تقتضيه هي - من تذكر المسألة متى شاء، ومن تعليمها الآخرين - يصدر منه من غير تكلف، شأن كل ملكة وخلق.

   وإذا أراد أن يصير خيّاطاً، فإن أول ما ينبغي أن يفعله تلقي صور من شؤون فن الخياطة، ثم عليه أن يكرر استحضار تلك الصور، والنظر فيها، والقيام بما تقتضيه من الأعمال، حتى تترسخ في النفس، وتصير من أوصافها اللازمة ومَلَكاتها. وعند ذلك فقط يُعَدّ المرء خياطاً. وإذا حصلت الملكة، يتم القيام بالخياطة من غير تكلّف([12]).

ثم وضّح ـ بعد هذا - كيف أنه لا يعتّد - في مثال فنّي النحو والخياطة ـ بالصور الحاصلة في النفس، وإنما يعتدّ بحصول ملكة الفنّيْن، والإلمام بهما، عملاً. ولا يقال لصاحبيْهما عالمين، من دون حصول الملكة فيهما.

فكذلك شأن المتلقي لهدي الله، والمتزكي به، لا اعتداد بما تحصل له من التصورات، إلا إذا أدت إلى تحقق ملكات، وحصول أخلاق حسنة.

هذه هي الصورة الحقيقية لعملية تزكية النفس، ومفهومها، في تصور الشهيد ناصـر سبحاني.


[1] ـ من أهم أعماله العظيمة في هذا المجال: 1- تلخيصه لكتاب مدارج السالكين في (245) صفحة، طبع عام 1429هـ/ 2008م، باسم تلخيص التهذيب، من قبل مؤسسة برهم. وقد ترجم إلى الكوردية . 2- دروس باللغة العربية حول تزكية النفس، (7 ساعات). 3- دروس باللغة الفارسية حول الموضوع ذاته، (6ساعات). 4- تفسيره للآيات المتعلقة بموضوع الإيمان والتزكية، (عشـرات الساعات).

[2] ـ أكد الشهيد على هذه المعاني في كثير من دروسه، ينظر ـ مثلاً ـ (المسؤولية)، ودروس حول التزكية،  وشـرح الأسماء الحسنى وغيرها.

[3] ـ ينظر: الفراهيدي، العين، ص: (40). والرازي، مختار الصحاح، ص: (26). والفيروزآبادي، القاموس المحيط، ص: (1518).

[4] ـ الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص: (91).

[5] ـ الفراهيدي، العين، ص: (393).

[6] ـ الراغب الأصفهاني، المفردات، ص: (381).

[7] ـ ناصـر سبحاني، شرح الأربعين النووية، شـرح الحديث الثاني.

[8] ـ قال ذلك في رسالة مختصـرة حول العقيدة والإيمان، نقلها السيد محمد علي القره داغي في سلسلة: إحياء تاريخ علماء الكورد عن طريق مخطوطاتهم ، طبعة أربيل، آراس للنشر، 2008م، 8/159.

[9] ـ ناصـر سبحاني، رسالة علوم الحديث، ص: (12). وأكد على هذه المعاني في معظم تقديماته لبحوثه.

[10] ـ المصدر نفسه، (13).

[11] ـ ينظر: ناصـر سبحاني، رسالة في علوم الحديث، ص: (15)، وكذلك كتابه: أسس التصورات والقيم، ص:(87).

[12] ـ ناصـر سبحاني، رسالة في علوم الحديث، (16-17).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق