محمد واني
? كل ما جرى في العراق من تغيير في النظام، والسياسة، وكتابة الدستور، والديمقراطية، والبرلمان، الذي طالما صدعنا به رؤوس العالم منذ 2003، طلع مجرد كذبة كبيرة، وكلام فارغ، خدعنا به أنفسنا والشعوب العربية والعالم أجمع، حتى إن أمريكا بجلالة قدرها انخدعت بنا، المسكينة صرفت آلاف الملايين من الدولارات، وضحت بالمئات من خيرة جنودها في غزوها للعراق، وإزالتها لنظام صدام حسين، ظناً منها أننا بعد هذا التغيير الجذري ستنصلح حالنا، ونركن إلى الهدوء والسكينة، و(نبطل) إثارة المشاكل والتحرش بالجيران وإشعال الحروب، ونتفرغ لبناء بلدنا من الدمار الذي لحق به منذ عقود.. ولكن خاب ظنها وظن كل من راهن على حصاننا الخاسر، وأكلوا على أيدينا أكبر مقلب في حياتهم، وبرهنا للعالم بالدليل القاطع، أننا ما زلنا ومنذ أيام سيء الذكر الحجاج بن يوسف الثقفي، من أكبر الكذابين والمنافقين على وجه البسيطة، ندّعي شيئاً، ونفعل ضده، نقول كلاماً، ونعمل
خلافه، ندّعي الشـراكة، ونحن ألد الخصام، ندّعي الإسلام، ونقطع الرؤوس! أحدنا يشـرب دم الآخر، الشيعي فينا يكره السني، ولا يطيق أن ينظر إلى وجهه، ويحمله مساوئ التاريخ، وكذلك السني يشعر بنفس الشـيء تجاه الشيعي، وهما يكرهان الكوردي معاً، ويتمنيان له الموت والهلاك..عنوان
دولتنا العتيدة هو؛ العراق الاتحادي، أي الفيدرالي، والمفروض أن يكون كذلك حسب
الدستور الذي كتبناه، ولكن لا يوجد لحد الآن غير إقليم واحد، وهو في مرمى سهام
يومي للميليشيات والتنظيمات الإرهابية! ولا نعرف لحد الآن هل العراق فدرالي
برلماني، أم دكتاتوري فردي، أم طائفي ميليشياوي، أم ماذا؟ اختلط حابلنا بنابلنا،
ولم نعد نعرف رأسنا من رجلينا.. وإذ نحن في هذه الحالة الهلامية، ظهر علينا من
عمق العدم تنظيم (داعش)، ليزيد الطين بلة، ويبشـر العراقيين بالموت الزُّؤام،
وإحراق القرى الآمنة، وإخلائها من السكان و.. باسم الإسلام!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق