03‏/04‏/2023

الاستنزاف الطاقي

الدكتور حازم ناظم فاضل

مقدمة تعريفية مع شرح مبسط للاستنزاف الطاقي

توجد في جسم الإنسان مراكز الطاقة الحيوية المسؤولة عن توازن كل مستويات الوجود الفيزيائي، النفسـي، والروحي. وكلما زادت طاقة الإنسان، ازدادت قدراته العجيبة وإمكانياته الخارقة. فلكل إنسان قدر من الطاقة يستهلكه في كل يوم، ولذلك يجب علينا أن نتعلم كيفية استخدام هذا القدر بطريقة صحيحة، دون أن نضيع وقتنا في أمور عديمة الفائدة.

وفي حياتنا اليومية نصادف بعض الأشخاص ممن يحاولون استرداد طاقتهم من خلال خلق الدراما لغيرهم. أي أنهم يقومون بتحفيز استجابات عاطفية سلبية من أجل الحصول على الطاقة، وقد يقومون بذلك بطريقة لا واعية. وفي اللحظة التي تتفاعل بها، فإنك تتخلى عن قوتك، وتقبل أيضاً الطاقة السلبية للشخص الذي تفاعلت معه. فبمحاكاتك لمشاعر الغيرة، أو الغضب، أو الرفض الذي تعرض له، فإنك تخفض مستوى ذبذباتك لتتوافق مع مستوى ذبذباته، وتسمح بالتالي استنزاف طاقتك، وأن تتسـرب طاقته السلبية إلى طاقتك. وإذا أردت امتلاك طاقتك، وعدم استنزافها، فتوقف عن التفاعل مع المشاعر السلبية. والبديل الإيجابي لذلك هو قول الحقيقة ووضع الحدود التي تدعمك وتدعم علاقتك، من خلال مساحة من الوضوح والتعاطف.

والطاقة (لغة): كل امرىء مكلف ما أطاق، أي أقصـى غايته، وهو اسم لمقدار ما يمكن فعله بمشقة منه.

والاستنزاف: مصدر اِستنزف، يقال: (يعيشُ حالةَ استِنزافٍ): حالَةَ استِنفادٍ لِقُوَّتِهِ أَو لِطاقاتِهِ. و(حَرْبُ الاستِنزافِ): حَربٌ تَهدِفُ إلى القَضاءِ على قُدُراتِ العَدُوِّ وَإِمكانَاتِهِ بِالتَّدرِيجِ، إلى أن يَتِمَّ استِنفادُها.

والاستنزاف الطاقي: يعني عدم وجود أي طاقة لتحقيق الأهداف، أو الحياة، بشكل يومي، بصورة طبيعية.

فكما أن هناك أناساً يمدونك بالطاقة، وتنمية الجوانب الإيجابية فيك. كذلك هناك أناس يستنفدون طاقتك، حيث يستنزفون منك الطاقة والحياة وأهدافك ورؤيتك، ويسببون لك عطلاً في إرادتك، إذا سمحتَ لهم بذلك.

إن طاقتك ورؤيتك الإيجابيين يجب أن تكون أقوى من سلبية أي أحد. وسلبية كل أحد، لا بد أن تكون بالتأكيد أعظم بكثير من شكوك أي أحد. سيكون هناك دائماً أناس ممن لا يشاركونك رؤيتك.. سيكون هناك دائماً أولئك المتشككون الذين لا يكفون عن الشك والريبة والتوجس، ويخبرونك بأنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، وأنك لست قادراً على أن تنجز ذلك؛ وسيكون هناك كذلك من لا يرغبون في أن تنجح؛ لأن ذلك يجعلهم يرون عيوبهم ونقاط ضعفهم وفشلهم. لذا، تشعر عند الاحتكاك والمخالطة مع هؤلاء بالضعف يسود جسدك بالكامل، كما لو أن هناك ما يسحب ويستنزف منه الطاقة والعزيمة. ويظهر ذلك في شعورك بالإنهاك أو الإرهاق، وفي هذه الحالة يقل نشاطك، وتشعر بالكآبة والملل، وتتكون لديك القابلية للاستثارة لأتفه الأمور.

فحاول تجنب الأشخاص الخطأ والسلبيين والدائمي الشكوى، والذين يدينون شعورك بالفرح، ويكدرون أحلامك، ويقوضون تفاؤلك، وهم ينتحبون على الدوام. هؤلاء الأشخاص يستطيعون استنزاف أي محيط وإفراغه من السعادة، مما يكلفك وقتك وطاقتك الإيجابية وإبداعك.

 

ما هي العادات المتسببة للاستنزاف الطاقي، والتي يجب الابتعاد عنها ؟

هناك عادات تستنزف طاقتك، يجب عليك الابتعاد عنها فورًا. ومن هذه العادات التي تؤدي إلى استنزاف الطاقة لديك:

(1) القلق: القلق هو إحساس بالهم والكرب يشعر به الجميع. إنه - بشكل أو بآخر - انتظار إرادي نوعاً ما لخطر أو مشكلة ما ستحدث. عندما يتكرر هذا الإحساس، أو يستمر، أو يتغلغل فيك، أو يؤثر على جودة حياتك، فلا بد من مساعدتك ومرافقتك، لأنه أمر ضروري. فالقلق بشأن مشكلات الحياة اليومية هو أمرٌ طبيعي، ولكنه يصبح أمرًا خطيرًا عندما يبدأ القلق الشديد في التحكم في حياتك. ويظهر القلق الشديد في صورة أعراض، مثل: عدم الارتياح، الشعور بالإجهاد، الشعور بشد في العضلات، وسهولة الانفعال.

(2) التفكير السلبي: التفكير السلبي هو الذي يميل بصاحبه إلى التشاؤم، والسوداوية في التفكير، وتغليب الشـر، وإساءة الظن، وتغليب المساوئ على المحاسن. وهذا النوع من التفكير يقود صاحبه -في الغالب- إلى اليأس والإحباط والتشكيك في نوايا الناس ومقاصدهم. وإن أردت الحصول على السعادة، فعليك تعديل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي مثمر.

(3) سوء النظام الغذائي: إن الإنسان لا يستطيع العيش من دون طاقة غذائية، ويعد الغذاء مصدر الطاقة الرئيس الذي يزود الجسم بحاجته منها، ليتمكن من أداء وظائفه وأنشطته الحيوية المختلفة، مثل: الحركة، والمشـي، والرياضة، وحركة الدم داخل الجهاز الهضمي، وانقباض عضلة القلب وعضلات الجهاز التنفسي، ونمو الجسم. وبعبارة أخرى، فإن الطاقة ضرورية لتمكين أجهزة الجسم من أداء وظائفها الحيوية، مثل: الجهاز الهضمي، والدوري، والعضلي، والتنفسي، والإخراج. يحصل الجسـم علـى الطاقة من عملية حرق الدهون والكربوهيدرات والبروتينات الموجودة في الغذاء، ويمكن تشبيه الغذاء بوقود السيارة، حيث يحرق جسم الإنسان الغذاء ليحصل على الطاقة الضـرورية لنشاطه وحركته ونموه، وكذلك السيارة تحرق البنزين لتوليد الطاقة اللازمة لحركتها. وتقاس كمية الطاقة الناتجة من احتراق الغذاء داخل الجسم بوحدة قياس تسمى السعر الحراري؛ وهي كمية الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة جرام واحد من الماء بمقدار درجة مئوية واحدة.

إن أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الطاقة، سواء كانت عقلية أم جسدية أم جنسية، هي الاجهاد، والكرب، وسوء النظام الغذائي.

إن النظام الغذائي الصحي يعني تناول الأطعمة المفيدة للجسم، والابتعاد عن السيئة، وهذا يحتاج إلى الإصرار والعزيمة، فيجب استبدال الوجبات غير الصحية بالوجبات الصحية.

إنّ لاتباع نظام غذائي صحي أهمية كبيرة، تعود على جميع أجزاء الجسم بالفائدة؛ فهو يسانده في أداء وظائفه المختلفة، ويساعد على حماية الخلايا من الأضرار البيئية، وإصلاح التالف منها؛ حيث يساعد البروتين على إعادة بناء الأنسجة المصابة، ويقوم بتعزيز عمل جهاز المناعة، في حين تُوفّر الكربوهيدرات والدهون الطاقة اللازمة للجسم، وتدخل كل من الفيتامينات والمعادن في عمليات الجسم المختلفة.

فاتباع نظام غذائي صحي يؤدي إلى الحصول على حافز وطاقة إيجابية. وذلك من خلال تأمين الطاقة الإيجابية للعقل والجسم.

 (4) الإفراط في التفكير: هناك قناعة سائدة في المجتمعات أن التفكير العميق مضـر! فتجد الناس يحذر بعضهم بعضاً بالقول: (لا تفكر كثيراً، وإلا فقدت صوابك)! وهذه بالطبع ليست إلا خرافة. ليس على الناس أن يتجنبوا التفكير، ولكن عليهم أن يتجنبوا السلبية، أو الانجراف في الوسوسة المبالغ فيها، وسوء الفهم. ولأن أولئك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، يتفكرون دون أن يلزموا أنفسهم بالخير والصلاح، فيتفكرون، ولكن بطريقة سلبية، فإنهم يخرجون من تأملاتهم بخلاصات لا تعود عليهم بأي نفع، وتؤدي بهم إلى هدر طاقاتهم. أما الإنسان الذي يفكر دائماً بإيجابية، ويعلل النفس بالرجاء، بفضل إيمانه بالله، فما من أمر يقوده إلى التشاؤم.

(5) كثرة الشكوى: فما أكثر ما يرى من ديدنه الشكوى إلى الناس، وكثرة التسخط، فتراه يشكو فقره، وأولاده، وزوجته، ودابته، ومزرعته، وعمله، ومديره، ومن تحت يده، وربما شكى الحر والقر، وهكذا... فهذا الصنيع يؤدي إلى نقل طاقاته السلبية إليك، شئت أم أبيت، فيجب عليك اجتنابه.

(6) الأرق وعدم النوم: الأَرَقُ عدمُ المقدرة على النوم بشكل طبيعي. وفي الأغلب يتحدث عنه الناس، من غير أهل الطب، على أنه مرض بحد ذاته. إلا أن الأطباء يعرفون أن الأرق عَرَض (علامة على المرض)، يمكن أن ينتج عن علة ما من جملة عدد من العلل. فقد يتسبب الألم، أو الضيق، الناجم عن مرض جسدي، في اضطراب النوم. وكذلك يمكن للقهوة، أو المنبِّهات الأُخرى للجهاز العصبي، أن تسبب الأرق. ويمكن لبعض العقاقير أن تؤثِّر في الدماغ بطريقة تؤدي إلى عدم النوم. وكذلك يمكن أن تؤدي إلى الأرق، بعض اضطرابات النوم الخطيرة، مثل انقطاع التنفس.

إن للمشكلات العائلية والمادية والدراسية والعملية، وغيرها، أثراً بارزاً في إحداث الأرق لدى الشخص، حتى تنجلي أسبابها. فعليه أن يتفكر في ما يترتب على السهر من الأضرار الجسيمة.

(7) الإفراط في استخدام الهواتف الذكية: يؤدي استخدام الهواتف الذكية لمدة طويلة إلى العديد من الأضرار والآثار الصحية، منها: الصداع، والآلام في الرقبة والظهر، والتأثير على العينين، واستنزاف طاقة الجسم، إضافة لزيادة نسبة الحوادث. الأمر الذي يستدعي اتباع بعض النصائح التي تُقلل من تلك الآثار، ومنها: تقليل سطوع الشاشة، والتأكّد من الجلوس بطريقة صحيحة، وغيرها، وذلك لتقليل الآثار المحتملة للاستخدام الزائد عن حدّه للهواتف الذكية.

 (8) عدم تحديد الأولويات في حياتك: يعدّ تحديد الأولويات في حياة الإنسان أحد أكبر التحديات، حيث يؤدِّي تحديد الأولويات إلى التخلص من التوتر، وتعزيز تركيزك، وتعزيز الطاقة في الجسم. لأن في عالمنا الحديث، يمكن للكثير من الأشياء والأدوات أن تصـرفنا وتلهينا عن أداء عملنا، مثل الهواتف، والكاميرات، والأجهزة المحمولة، والأدوات الذكية، وشبكة الويب العالمية، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستنزف طاقتنا.

(9) عدم ترتيب المنزل: إن انتشار الفوضى بالمنزل، مثل عدم الاهتمام بنظافة غرفة الطعام، أو عدم الاهتمام بالتخلص من القمامة المتواجدة فى كل الغرف باستمرار، أو عدم الاهتمام بتنظيف الملابس المتسخة، يؤدي إلى انتشار الطاقة السلبية في المنزل، واستنزاف طاقة الجسم بصورة غير مباشرة، وإصابة أفراد المنزل بالخمول والكسل.

(10) العيش في الماضي: إن العيش في الماضي يجعلك خائفاً من تغيير واقعك، حتى التغييرات الإيجابية تصبح مخيفةً لك. إذا لاحظت أنه من الصعب عليك ان تتخلى عن وظيفة، أو تنتقل إلى مكان آخر، لا بل حتى التخلي عن بعض الأغراض الشخصية التي تربطك بالماضي وتجديدها، فقد يكون ذلك بسبب الماضي وتأثيره القوي عليك. وإلهاء النفس عن التفكير المتواصل بأحداث الماضي، يمكن أن يساعد في التخلص من تلك المشكلة، مما يؤدي إلى عدم استنزاف طاقة الجسم.

 

ما وجه الارتباط بين الصحة الجسدية وما يسمى بالاستنزاف الطاقي لجسم الإنسان؟

إن الطاقة أصل كل تغيير. وكل حدث في الكون؛ من تصادم الذرات إلى انفجار النجوم، يستخدم الطاقة. وإذا كنا في حالة نوم بلا أحلام، فإن أجسامنا تحتاج مقادير كبيرة من الطاقة. ولكي تكون حياً، يلزم أن تكون محولاً مستمراً للطاقة، فنحن نحتاج إلى طاقة: الطاقة البدنية، والطاقة الفكرية.

إن الحيوية والحب والنشاط والثقة، والقدرة على التركيز، والعمل بلا توقف، والتفكير بسـرعة وعلى نحو منطقي، ومقاومة التعب والإرهاق، صفات أساسية، وقبل كل شيء ضرورية للنجاح في الحياة، فالجميع يبحثون عن الحيوية والطاقة التي تساعدهم على تحقيق أغراضها.

إن للعوامل الناشئة من أسلوب الحياة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، دوراً هاماً، فالرياضة تستهلك الطاقة، لكنها تحسن إنتاجها، فيجب أن تنظر في أسلوب حياتك، فممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على رشاقة الجسم، وقوة عضلاته ومرونتها، تحافظ على كثافة العظام، وتمنع الإصابة بمرض الهشاشة، وتعزّز الطاقة الإيجابية في الجسم، وتخلّصه من الوزن الزائد.

وإن ضغوط العمل العصـرية، تشمل مستويات مرتفعة من التوتر والكرب وساعات عمل طويلة، وسـريعاً ما تجعلك هذه الضغوط تشعر باستنزاف قواك، كما أنها تضعف مناعتك، فتصبح بذلك معرضاً للإصابة بالعدوى. ومن المهم أن تخصص الوقت بانتظام للراحة والاسترخاء وتجديد الحيوية والشباب.

والقلق الزائد والهم والإثم والتوتر يستهلك الطاقة العقلية بصورة شديدة، وذلك باحتلال كل حيزنا العقلي، الأمر الذي يؤدي إلى إعياء عقلي. فإذا قلقنا باستمرار حول أمر ما، وإذا لم نكن قادرين أو راغبين في فعل شيء من أجل ذلك، عندئذ ينتاب عقولنا موضوع واحد، مع استبعاد المواضيع الأخرى، الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى الضغط النفسي والتعب الشديد.

إن التفاؤل، والثقة، وتجنب الأفكار السلبية، هي المواقف الرئيسية الضـرورية من أجل الحصول على الطاقة والنجاح والسعادة. ويولد هذا الأمر التغذية الاسترجاعية، لأن هذه العواطف الإيجابية تدعم تفاؤلاً وثقة متزايدين. ومن جهة أخرى، تحدث المواقف المقابلة؛ من التشاؤم، والافتقار للثقة، والأفكار السلبية، حلقة مؤذية من الطاقة المنخفضة والفشل والاكتئاب.

والنوم لساعاتٍ كافية، يعزز الطاقة الإيجابية في جسد الإنسان، لأنّ السهر وقلّة النوم سبب رئيسي في مرض الجسم وضعف مناعته.

إن لإدمان المخدرات، والتدخين، والمسكرات، والمشـروبات الكحولية، بكافة أشكالها، أضرارٌ عديدة وخطيرة على صحة الإنسان، حيث تؤثر على مخ الشخص وسلوكه، وتؤدي إلى ظهور مشكلات صحية بدنية؛ من فقدان الطاقة واستنزافها، أو فقدان الوزن أو اكتسابه، وضعف مستوى الأداء بالعمل أو الدراسة، وحدوث التهابات في الـدماغ والخلايا العصبية المكونة للمخ، مما يؤدي إلى فقدان في الذاكرة والهلوسة السمعية والفكرية والبصرية. كذلك، فإن المخدرات تحتوي على المواد الكيميائية التي يمكنها الفتك بجسم الإنسان، قبل تقديم العلاج في الوقت المناسب، ففي حال تعاطي المدمن لجرعات زائدة من المخدرات، فإن ذلك يؤدي إلى الوفاة مباشـرة.

والاهتمام بالنظام الغذاء الصحي له فوائد جمة للحصول على الطاقة الغذائية اللازمة للجسم. والطاقة الغذائية من ناحية المعنى؛ بأنها القدرة على القيام بعمل ما، أما من الناحـيـة الغذائيـة؛ فـالطاقة هي القوة التي تمكن الجسم الحي مـن الـقـيـام بالنشاطات الحيوية المختلفة للحفاظ على استمرارية الحياة بشكل طبيعي، حيث يؤدي نقـصـهـا أو فـقـدانـهـا إلى توقف نشاط الجسم الحي ومـوته. هناك نشاط حركي خارجي اختياري يمارسه الفرد حسب تعـوده، كالممارسات اليومية لأداء الأعمال المختلفة، بينما هناك نشاط حركي غير اختياري يتمثل في نمو الجسم واستمرار المظاهر الحيوية فيه.

 

 أسباب تؤدي إلى هدر الطاقة من الجسم:

هناك العديد من العادات والأوضاع السيئة التي تستنزف طاقتنا عادةً، والتي قد تؤثر علينا جميعاً. ولكن هل نحن على علم بالأعراض، ولدينا الرغبة بفعل شيء حيالها؟ كإعطاء أهمية لمستوى الطاقة التي نشعر بها، كونها تعكس سعادتنا الداخلية.

إن العديد من الأنشطة التي تستنزف الطاقة لدى الأشخاص، نتيجة لتجنب مشاكل أكبر في حياتهم، وتفضيل اللجوء إلى (الدفاع الهوسي)، وهو نمط سلوكي يحاول من خلاله الأشخاص إلهاء أنفسهم بالعديد من الأنشطة، أو ادعاء عكس ما يفكرون أو يشعرون به، فهم  يميلون إلى إخفاء الأمور غير المحببة داخل صناديق في عقولهم. وبالطبع تظهر تلك الأمور فيما بعد، بطرق أبشع وأكثر استنزافاً للطاقة، في أوقات غير متوقعة.

وهناك عدة أسباب تؤدي إلى هدر الطاقة من الجسم، منها:

(1) الإدمان على الانترنت، وغيرها من وسائل الإعلام السلبية: إن قضاء الأشخاص الوقت الطويل على وسائل التواصل الاجتماعي، وساعات في مشاهدة التلفزيون، أو خدمات البث، يسبب تشتيت مهامهم الأساسية.

(2) عدم القدرة على إدارة الوقت: عندما يتم التخطيط بشكل صحيح، وتتم جدولة وقت العمل والأولويات الشخصية، سيتم تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، ولكن في حال تضييع الوقت بالمماطلة في العمل، أو عند عدم الاهتمام بجدولة الوقت وتحديد أولويات المهام، سيتم فقدان القدرة على التركيز على الحياة الشخصية، وسيصبح من الصعب إيجاد وقت للراحة والاسترخاء.

(3) رفع سقف التوقعات بشكل مبالغ: هناك أشخاص يقسون على أنفسهم، وغير قادرين على تقبل فكرة أنهم قد يرتكبون أخطاء (كطريقة للنمو والتطور). عوضاً عن ذلك، تخصص البعض في تعذيب نفسه، والتركيز على أشياء لا يستطيعون التحكم بها.

(4) الاستمرار في علاقات غير منتجة: قد يتعذر على كثير من الناس التعامل مع الأشخاص السلبيين، ويؤدي بالبعض منهم إلى إقامة علاقة غير سعيدة مع أشخاص فترة طويلة، وعلى الرغم من استنزافها لهم، إلا أنهم لا يعلمون بالضـرورة كيفية الخروج منها.

(5) العادات الغذائية السيئة: إن بعض الأطعمة يمكنه أن يمنحك النشاط، بينما بعضها الآخر؛ مثل الأطعمة الدهنية الدسمة، يجعلك فاقد الحيوية، فإذا شعرت بفقدان الطاقة، فإن إحدى المسائل الأولى التي ينبغي أن تتحقق منها هي نظامك الغذائي. وتساعد البروتينات بشكلٍ كبير على منح الإنسان طاقة كبيرة، لتعويض الطاقة التي قد يفتقدها خلال اليوم. لهذا، فإنّ الأشخاص الذين لا يتناولون البروتينات، سيعانون وبكل تأكيد من مشكلة افتقار الطاقة والحيوية مع الأيام.

(6) البحث عن المثالية المطلقة في الحياة: إن السعي المبالغ فيه وراء تحقيق الكمال والمثالية في الحياة، يؤدي مع الأيام إلى هدر كامل الطاقة المختزنة في جسم الإنسان، وإلى افتقاره لكل أشكال الحيويّة والنشاط، وهذا ما يحدّ من عزيمته، ومن قدرته على تحقيق أي نوع من النجاح، كما يحوله إلى شخص كسول عاجز عن الحركة.

(7) التعرّض لعوامل القلق والتوتر: يلعب العامل النفسـي دوراً مهماً في هدر طاقة الجسم واستنزافها. لهذا، فإن تعرضك للمزيد من عوامل القلق والتوتر اليومي، سيجعلك تشعر بالتعب الشديد، وانعدام الطاقة والقدرة على الحركة كما يجب، واستنزاف طاقة الجسم وهدرها، كما سيشعرك بالكسل وعدم القدرة على الحركة أو القيام بأي نشاطٍ مفيد. لذا، عليك الابتعاد قدر المستطاع عن كل ما يُمكن أن يسبب لك التوتر، وذلك لكي تحافظ على حيويتك الدائمة.  

 

مصاصو الطاقة، والنتائج المترتبة على ذلك:

مصاصو الطاقة: هو مصطلح أطلق على الأشخاص الذين نتعامل معهم، الذين يستنفدون طاقتنا الإيجابية، ويستبدلونها بالطاقة السلبية، دون أن نشعر.

فمصاصو الطاقة:

- هم أشخاص من ذوي (الطاقة السلبية)، شكواهم تسبقهم إلى أي مكان، محبطون دائمو العبوس.

- هم الأشخاص الذين يتعبنا التعامل معهم، الأشخاص الذين يحبون أن يأخذوا في الغالب، وعطاؤهم قليل، يريديون الاهتمام، ويريدون من ينصت إليهم، ويستمع لهم، ويطيعهم. بمجرد أن تبدأ معهم حديثك، وأنت في حالة جيدة، تشعر بأنك قد تبدلت إلى الأسوأ، بلا طاقة، هزيلاً، لا حاضر لك ولا مستقبل.

- هم المتشائمون الذين ينظرون للجوانب السلبية في حياتهم، ويتطلعون دائماً لما في أيدي غيرهم. وهم الذين يقيمون في مكان، ولكنهم لا يستطيعون ولا يريدون أن يساهموا فيه بشكل إيجابي. يقومون بإفساد الأجواء من حولهم، عبر مضايقة زملائهم بمشاكلهم واحتياجهم الدائم للاهتمام والاعتراف.

- هم لا يتحملون مسؤولية أفعالهم؛ فأنت المخطئ دومًا معهم، والمشكلة فيك أنت على الدوام. ويعتبرون أنفسهم الأفضل دائماً، وينتقدون كلّ شيء، ويحبّون الدراما، ويستعملون فخّ الذنب، ويدفعونك للشعور بتأنيب الضمير، ويقلّلون من قيمة مشاكلك، ويضخّمون مشاكلهم وقضاياهم، ويلقون بالتعليقات القاسية اللاذعة التي تشعرك بعدم الارتياح.

- ناقد متذمر، دائم السخرية، ويستطيع تحويل الطاقة الإيجابية لديك إلى سلبية، تتمثل في عدم الارتياح والقلق الدائم، مما يجعلك على غير طبيعتك المعتادة، من تأثير خوفك من أن تقع تحت سطوة انتقاداته.

والنتائج المترتبة على ذلك: يحاول مصاصو الطاقة، بقدر الإمكان، نقل طاقتهم السلبية إليك، فلهم طريقة خاصة تجبرك على الحديث عن نفسك، وما تنجزه من أعمال، ثم إحباطك، أو التطلع إلى ما تملكه. وبعد الانتهاء من الحديث معهم تشعر بالإحباط والكآبة، وتفقد حماسك لما تقوم به.

 وخبراء علم الطاقة الحيوية يحذرون من الأشخاص الذين يشتكون كثيراً، ويستنزفون المحيطين بهم، عن طريق سرقة طاقتهم الإيجابية.

وهذه بعض الإرشادات لحماية الأشخاص منهم:

(1) إن مصاص الطاقة يبحث بشكل مستمر عن نصائح، تطمينات، أو فقط عن كتف يبكي عليها. في حياتنا كلنا شخص كهذا. عليكم تجنب هؤلاء الأصدقاء. عندما تضعون حداً لهذه الصداقات الهدامة، ستلاحظون أنكم أصبحتم أكثر سعادة، وأن طاقتكم أصبحت أقوى.

(2) عندما تدخلون إلى غرفة، انتبهوا إلى إحساسكم. إذا شعرتم فجأة بالكآبة أو بالتعب، فهناك احتمال كبير بوجود مصاص طاقة في الغرفة. وانتبهوا إلى إحساسكم عندما تمضون وقتاً مع عائلتكم أو أصدقائكم: هل انخفض نشاطكم، وطاقتكم؟ هل شعرتم أنكم مرضى، مشتتون، متوترون، في حالة غضب؟ كل هذه الانفعالات تشير إلى اعتداء نفسي.. إذا شعرتم بهذا، في وجود هؤلاء الناس، تجنبوهم.

(3) كونوا واعين لتحموا أنفسكم، وتستعيدوا طاقتكم، بعد سلبها منكم.. يجب أن تكونوا أكثر وعياً، وأن تستخدموا قدراتكم وإمكانياتكم الداخلية.. مارسوا التأمل، أو جربوا بكل بساطة أن تركزوا أكثر على ردات فعل جسمكم غير الملحوظة تجاه الأحداث اليومية. إن ردة فعل حدسكم تجاه بيئتكم، ستساعدكم على التعرف إلى هذا الحدس وتنميته.

(4) ناموا جيداً، كلوا الأطعمة الصحية، ومارسوا تمارين الاسترخاء؛ إذا شعرتم أنكم فارغون من الداخل، ومتعبون بعد جلسة مع بعض الأشخاص، وإذا اقتنعتم أن هذا الشخص هو الذي استنزف طاقتكم، أفضل ما تفعلونه هو أن تناموا، تأكلوا، وتسترخوا. حافظوا على دورة نوم منتظمة على الأقل لمدة أسبوع أو أسبوعين، كلوا وجبات متوازنة، ومغذية، تأملوا، اسمعوا الموسيقى، والأهم استرخوا. خصصوا وقتاً للتمارين الرياضية، لأن لها تأثيراً إيجابياً في تقوية جهازكم المناعي، ورفع مستوى الطاقة لديكم.

(5) اقطعوا التواصل؛ إذا كنتم تعتقدون أنكم تتعرضون لهجوم من قبل مصاص طاقة، وإذا كنتم ترغبون في منعه من التغذي بطاقتكم، الوسيلة الأسرع هي بشبك أيديكم على صدركم، أو ساقيكم فوق بعضهما، وأنتم جالسون.. كثيرون من الناس يعرفون هذا الحاجز الدفاعي الغريزي، وهو يساعد بالفعل.

(6) عليك الاحتفاظ بمشاعر ومعنويات مرتفعة دائمًا، مع التخلص من الدراما السوداء، وعليك أن تقلل من الجلوس ومخالطة مصاصي الطاقة قدر الإمكان، وما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وذلك كي تحافظ على طاقتك، ولا تجعلهم يؤثرون فيك، ولا تتوتر منهم.

(7) اعمل على تقليل الوقت الذي تتحدث فيه إليهم، واعتذر منهم، واتركهم وشأنهم بحزم، وانصـرف عنهم، ولتنصت قليلًا للثرثار، وقل له: (لا)، أنا إنسان هادئ بطبيعتي، ولا أحب الحديث كثيرًا. وتجنب تقديم الحلول له، أو أن تصف له شخصاً يمكن أن يقدم له الحلول، مهما كانت المشكلة التي يعاني منها.

 

الأمور الأساس المسؤولة عن الاستنزاف الطاقي في جسم الإنسان:

هناك العديد من الأشخاص الذين يشتكون من افتقادهم لطاقة الجسم، ومن استنزافها، بشكلٍ يومي.

وفيما يأتي الأمور الأساس المسؤولة عن الاستنزاف الطاقي في جسم الإنسان:

(1) البحث عن المثاليّة المطلقة في الحياة: إنّ السعي المبالغ فيه وراء تحقيق الكمال والمثاليّة في الحياة، يؤدي مع الأيّام إلى استنزاف كامل الطاقة المختزنة في جسم الإنسان، وإلى افتقاره لكل أشكال الحيويّة والنشاط، وهذا ما يحدّ من عزيمتهِ، ومن قدرتهِ على تحقيق أي نوع من النجاح، كما يحوّله إلى شخصٍ كسول عاجز عن الحركة. ويقول علماء النفس أيضاً، بأن السعي وراء المثاليّة المبالغ فيها، والتي لا وجود لها في الحياة، يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسيّة، بما فيها مرض الاكتئاب.

 (2) المبالغة في تناول الكافيين: تحتوي المشـروبات المنبهة على كمياتٍ كبيرة من الكافيين، الذي يُحرّض الغدة الكظرية على إفراز بعض المواد التي تسبب التوتر والقلق للإنسان، كما وتمنحه شعوراً بالكسل وعدم القدرة على الحركة بنشاط. لهذا، فإنّ شـرب كميات كبيرة من الشاي أو القهوة يوميّاً، يؤدي حتماً لإصابة الإنسان بمشكلة افتقار الطاقة والحيويّة.

(3) الإصابة بالأمراض المزمنة: إنّ معاناة الإنسان من التعب الجسدي، وشعوره بعدم القدرة على الحركة، أو أن طاقته ونشاطه يُستنزف بشكلٍ مبالغ فيه، هو مؤشر واضح على احتماليّة إصابته بمرض السكري من النوع الثاني. لهذا، إذا كنت تشعر بافتقاد الطاقة، المترافق مع بعض الأعراض الأخرى؛ ككثرة التبول، العطش، ومشاكل الرؤية، فإننا ننصحك بأن تستشير الطبيب المختص، لإجراء الفحوصات الضـروريّة، للسيطرة على الوضع قبل أن يتفاقم.

(4) عدم تناول البروتينات: أثبتت العديد من الدراسات بأن البروتينات تساعد بشكلٍ كبير على منح الإنسان طاقة كبيرة، لتعويض كافة الطاقة التي قد يفتقدها خلال اليوم. لهذا، فإنّ الأشخاص الذين لا يتناولون البروتينات، سيُعانون وبكل تأكيد من مشكلة افتقار الطاقة والحيويّة مع الأيّام. ومن هنا، ننصحك بأن تواظب على تناول وجبة أو عدة وجبات من البروتينات في اليوم، والتي توجد في اللحوم، الأسماك، المكسرات، الحبوب الكاملة، الفول، والعدس.

(5) التعرّض لعوامل القلق والتوتر: يلعب العامل النفسـي دوراً مهماً في هدر طاقة الجسم واستنزافها. لهذا، فإنّ تعرّضك للمزيد من عوامل القلق والتوتر اليومي، سيجعلك تشعر بالتعب الشديد، وانعدام الطاقة والقدرة على الحركة كما يجب. ومن هنا، ننصحك بأن تبتعد قدر المستطاع عن كل ما يُمكن أن يسبب لك التوتر، وذلك لكي تحافظ على حيويتك الدائمة. 

هذه هي الأشياء الأساسيّة التي تقف وراء استنزاف طاقة الإنسان وهدرها، وعلى شعوره بالكسل وعدم القدرة على الحركة، أو القيام بأي نشاطٍ مفيد.

 

الطرق الفعالة لتعزيز الشعور بوفرة الطاقة في جسم الإنسان:

إن المحافظة على نظرة ايجابية إلى الحياة، وتخصيص الوقت اللازم للاسترخاء والراحة والأنشطة الترفيهية، يساعد على وفرة الطاقة في الجسم. فهناك عدد من الأشخاص يعانون من تغلغل الطاقة السلبية في أعماق أنفسهم وأرواحهم وشخصيتهم، الأمر الذي ينعكس بالسوء على طريقة تعاملهم مع حياتهم، ومع الآخرين. والطاقة السلبية دائماً ما تنتاب الأشخاص ذوي الشخصية الحساسة جداً، الذين سرعان ما يصابون بالقلق والتوتر والخوف.

(1) مواد غذائية أساسية لتوليد الطاقة: إن الإنسان لا يستطيع العيش من دون طاقة غذائية، ويعد الغذاء مصدر الطاقة الرئيس الذي يزود الجسم بحاجته منها، ليتمكن من أداء وظائفه وأنشطته الحيوية المختلفة، مثل: الحركة، والمشـي، والرياضة، وحركة الدم داخل الجهاز الهضمي، وانقباض عضلة القلب، وعضلات الجهاز التنفسـي، ونمو الجسم. وبعبارة أخرى، فإن الطاقة ضرورية لتمكين أجهزة الجسم من أداء وظائفها الحيوية، مثل: الجهاز الهضمي، والدوري، والعضلي، والتنفسـي، والإخراج. وهناك العديد من التغييرات البسيطة نسبياً في النظام الغذائي، وأسلوب الحياة، يمكنها أن تساعد على تعزيز مستويات الطاقة، فإذا تناولت أنواع الطعام المناسبة، بالكميات المناسبة، فسوف تشعر بسرعة بزيادة طاقتك.

(2) عدم التذمر والشكوى: إن عدم التذمر والشكوى إلى المحيطين بك، سوف يساعدك على أن تتخلص من جزء كبير من الطاقة السلبية، وأن تتحلى أيضاً بالطاقة الإيجابية.

(3)عدم الاهتمام بأحداث العالم بنظرة تشاؤمية: إن متابعة الدراما والكوارث التي تحدث حولك بنظرة تشاؤمية، يوقعك في أمراض معنوية كثيرة، وتكون دائم التفكير والقلق بشأنها، وتكتسب من جراء ذلك طاقة سلبية. فعليك إحالة ذلك إلى القدر الإلهي، لكي ترتاح وتطمئن.

(4) عدم نقد الآخرين: لا تحاول دائماً أن تكثر من انتقاد الأشخاص المحيطين بك، بل عامل الناس بسيئاتهم وحسناتهم معاً، وحاول أن تلتمس العذر للآخرين، لأن ذلك لن يكون مفيداً لهم هم فقط، بل إنك بذلك تساعد نفسك على أن تتخلص من جزء كبير من الطاقة السلبية، وتوطن نفسك على أن تكتسب دائماً الطاقة الايجابية.

(5) حسن الظن بالآخرين: إن حسن الظن حصن منيع يحمي المجتمع من إشاعة الفاحشة، وانتشار الرذيلة، وبه يسلم المجتمع من انتهاك حقوق الناس وأعراضهم وخصوصياتهم. كما أنه دليل على سلامة القلب، وطهارة النفس، وزكاء الروح. فالأمل المندرج في حسن الظن، ينفخ الحياة في الحياة، بينما اليأس المخبوء في سوء الظن، ينخر سعادة الإنسان، ويقتل الحياة.

(6) استبدل الأفكار السلبية بأخرى إيجابية: حاول دائماً أن تعود نفسك على أن تنظر إلى نصف الكوب المملوء، ولا تقصـر نظرك على ما تفقده في حياتك فقط، بل ركز انتباهك أيضاً على الأحداث الجيدة التي تحدث لك، والنعم التي أنعم الخالق عز وجل عليك بها، وهذا أمر قد يكون صعباً في البداية، إلا أنه سوف يساعدك بعد ذلك على التخلص من الطاقة السلبية التي تنتابك بشكل ملحوظ جداً.

(7) كن متحملاً للمسؤولية: علامات معاناة الفرد من الطاقة السلبية، هو عدم قدرته على تحمل مسؤولية أي أمر. ولذلك، فإننا نجد هذا الشخص دائماً ما يلقي بالمسؤولية على المحيطين به، ولا يبدي أي استعداد لتحمل أي خطأ يقوم به، وهذا أمر غير صحيح، لأنك إذا أردت أن تتخلص من الطاقة السلبية التي تسيطر عليك، فعليك أن تكون معترفاً بخطئك، ومتحملاً لأي مسؤولية تنتج عن اتخاذك لأي قرار.
(8) التفكر والتأمل: إن التفكر والتأمل يساعد على تخليص الجسم من الطاقة السلبية، والتحلي بالتفاؤل والأمل، وتغلب على روتين حياتك، وحاول أن تخرج دائماً خارج المألوف، وتسمو بروحك وفكرك، ولا تحاول أن تكون واقعياً أكثر من اللازم دائماً، بل حاول أن تحلق بخيالك بعيداً عن الواقع بعض الشيء، وتكون ذو قوة وقدرة في السيطرة على ظروف حياتك.

(9) حافظ على ابتسامتك دائماً: أثبتت بعض الدراسات والأبحاث أن قدرة الإنسان في أن يحافظ على ابتسامته دائماً، يساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء، ويقلل من الشعور بالتوتر والقلق، مما يساعد على طرد جزء كبير من الطاقة السلبية خارج الجسم. حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة أشخاص مصابين بالتوتر والقلق، أن الأشخاص الذين تمكنوا من المحافظة على ابتسامتهم، كانوا أقل توتر وقلقاً من غيرهم.

(10) حاول أن تفعل شيئًا تحبه: من أهم الأشياء التي تساعد على الترويح عن النفس، وفك كبتها، وكذلك الشعور بنوع من المتعة والإيجابية، هو أن تقوم بعمل شيء تحبه، أو ممارسة هواية مفضلة. فبعض الأشخاص يكون لديهم هوايات مختلفة، ومواهب أيضاً، وممارسة هذه الهوايات، وإثقال هذه المواهب، يساعد على الشعور بدرجة كبيرة من الإيجابية، وطرد الطاقة السلبية أيضاً.

(11) ممارسة الرياضة: إن الرياضة - كما نعلم - لها فوائد صحية كثيرة جداً، ومتعددة، لكل أجزاء الجسم. ولكن هل تعلم أن ممارسة الرياضة لها تأثير كبير جداً أيضاً - على الصحة النفسية، حيث إن ممارسة الرياضة تساعدك على أن تتكسب قدراً كبيراً من الطاقة الإيجابية، وفي الوقت نفسه التخلص من نسبة عالية من الطاقة السلبية، وخصوصاً ممارسة الرياضات والألعاب الجماعية.

(12) ابتعد عن الأشخاص السلبيين: من الصعب أن تبقى وسط أشخاص لديهم قدر كبير من الطاقة السلبية دون أن تكون مثلهم، ولذلك فإنه من الأفضل أن تبتعد عن الأصدقاء والأشخاص الذين يبثون الطاقة السلبية إلى نفسك، وأن تحيط نفسك بأشخاص يساعدونك على طرد الطاقة السلبية.

(13) لا تتحدث عن الطاقة السلبية: من أهم الأمور التي تجعل عقلك مركزاً على الطاقة السلبية، هو أن تظل تتحدث عن الطاقة السلبية دائماً، سواء كان ذلك متعلقاً بأمر ما يخصك، أو أمر عام. ولذلك، إذا شعرت بأن هناك طاقة سلبية تجتاح نفسك، فلا تتحدث في هذا الأمر مع الآخرين، بل يكفيك أن تجلس وحدك، وأن تفكر في هذا الأمر وحدك، فإن ذلك سوف يساعدك على أن تفرغ طاقتك السلبية، وتحافظ على طاقتك الإيجابية في الوقت نفسه.

 

عوامل تسبب الاستنزاف الطاقي:

 (1) الأمراض الجسمية النفسية: إن العواطف والمشاعر المكبوته؛ كالهمّ، والقلق، والانزعاج الطويل المدة، والغضب، وخيبة الأمل، لها تأثير كامن سيء على الجسم الطاقي، وتؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم.

(2) التوتر: التوتر؛ هو رد فعل طبيعي ناجم عن مواجهة التجارب والمواقف الصعبة. وعندما يكون هناك الكثير من التوتر، يمكن للمرء أن يعاني من أعراض جسدية؛ مثل: الصداع، وآلام العضلات، والدوخة، والغثيان، واضطرابات النوم، والتعب الشديد، واضطرابات في الأكل، مما يؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم.

(3) عدم التعرض لأشعة الشمس الطبيعي: إن عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ، يتسبب في عدم قدرة الجسم على أخذ قسط كافٍ من النوم، ويزيد من فرص الإصابة بالأرق والتوتر والقلق، فعندما يمنع الجسم من التعرض لأشعة الشمس، فهذا الأمر يتسبب في تعرضه للعديد من المضاعفات على المدى البعيد، ومنها نقص فيتامين (د)، الذي يعرض صحة الشخص النفسية والجسمانية للعديد من المشاكل، ويؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم.

 (4) عدم شرب الماء بالشكل الكافي: يمد الماء الجسم بالنشاط، وشرب الماء بكثرة يحمي الدماغ والحبل الشوكي والخلايا الحساسة الأخرى من الجفاف، مما يجعله يساهم في تصنيع الهرمونات والنواقل العصبية، ويساعد في زيادة التركيز، كما أنه يحسن المزاج، ويقلل من التوتر.. وقد وُجد أن قلة الماء تؤثر سلباً على التركيز والانتباه والذاكرة. لذا، فإن عدم شـرب الماء بالمقدار الكافي يؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم.

 (5) عدم الاهتمام بوجبة الإفطار: يجب أن تحتوي وجبة الإفطار، بشكلٍ أساسي، على الكربوهيدرات والبروتينات، إذ تزود الكربوهيدرات الجسمَ بالطاقة اللازمة صباحاً، كما أنها تزود الدماغ بالوقود الذي يحتاجه خلال اليوم. أمَّا البروتين، فيمنح الجسم القوة اللازمة للقيام بالوظائف المختلفة، ويساعد على الشعور بالشبع حتى الوجبة التالية. وتزود وجبة الإفطار الصحية الجسم بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تعمل على تعزيز صحة ونمو الجسم والحفاظ على صحة الجهاز المناعي. ويمكن أن يُسبّب إهمال وجبة الإفطار عدة أضـرار، منها: الشعور بالتعب، أو القلق، أو الانفعال، وانخفاض طاقة الجسم والنشاط، وضعف الذاكرة، ونقص التّركيز، وبالتالي إلى استنزاف طاقة الجسم.

(6) نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم: يعاني الكثيرون من أعراض وأمراض ترتبط بنقص العناصر الغذائية، والتي ترجع في كثير من الحالات إلى غياب المغذيات الدقيقة، التي تشمل الفيتامينات والمعادن. ويظهر نتيجة هذا النقص اضطراب في وظائف الجسم، يصل إلى مستوى الخلية، وربما أثر في توازن الماء، ووظيفة الأنزيمات، وإشارات الأعصاب، وكذلك الهضم والتمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى استنزاف طاقة الجسم. لأن الفيتامينات مهمة لإنتاج الطاقة، ودعم المناعة، وللمعادن دور في النمو، وصحة العظام، وتوازن السوائل.

 

أعراض الاستنزاف الطاقي:

 عندما تتعرضون لأي من الأعراض التالية، وقت مقابلة بعض زملائكم في العمل، أو أقربائكم في المنزل أو خارجه، أو أصدقائكم وجيرانكم، وعندما ينتابكم شعور مفاجئ بالتعب والإرهاق، بعد ذلك، وفي المقابل ترونهم يشعرون بالتحسن والطاقة الحيوية، فاعلموا أن هناك مصدر للطاقة السلبية قد تعرضتم له.. وحتى تتأكدوا من شعوركم، راقبوا هذه الأعراض:

(1) الشعور بثقل في جفون العين.

(2) الشعور بالوهن.

(3) الشعور بتغيّر المزاج للأسوأ.

(4) الشعور بالارتباك، والقلق، والثورة، بدون أسباب واضحة.

(5) رؤية بعض الأحلام المزعجة والكوابيس، والمشاعر الخفية، المتعلقة بلقاء بعض الأشخاص.

(6) الشعور بالكسل، وعدم الرغبه في إتمام أي عمل، والإحساس بالضيق والاختناق.

ولاجتناب ذلك، عليك:

(1) التقليل - قدر الإمكان - من وقت الجلوس معهم.

(2) تعلم مهارات الحوار معهم، اعرف متى تسكتهم، وتفتح موضوعاً آخر.

(3) حافظ على طاقتك، لا تجعلهم يؤثرون عليك.

(4) لا تخجل من قول كلمة (لا)، أو التعبير عن احتياجاتك.

(5) لا تشاركهم الانتقاد أو التذمر.

(6) إذا كان بالإمكان أن تبعدهم عنك، وعن حياتك، يكون أفضل لك.

(7) الاختلاط بأشخاص إيجابيين، والذهاب إلى الحدائق، أو البحر، لتعويض ما فقدته من طاقة.

 

كيف تتحكم في طاقة جسدك، وتوقف هدرها؟

لكي تتحكم في طاقة جسدك، وتوقف هدرها، عليك أن تعمل على تحقيق توازن الطاقات الثلاث في حياتك. وهذه الطاقات الثلاث هي الطاقات الطبيعية الموجودة في جسمك وعقلك وغذائك.

أولاً: طاقة الجسم: تشير هذه الطاقة إلى كافة الطاقات الضـرورية لإبقاء جسمك على قيد الحياة، وتشمل طاقة العضلات المحركة للهيكل العظمي، ودوران الدم، والهورمونات، والتوازن المناعي، والتنفس، والهضم .

ثانياً: طاقة العقل: تشير هذه الطاقة إلى عملية التفكير، ولا تقتصـر على الطاقة اللازمة من أجل خلق التفكير، بل إنها تتضمن أيضاً كيف يمكن للتفكير نفسه التأثير على جسمك.

ثالثاً: طاقة الغذاء: تشير هذه الطاقة إلى الصحة والحيوية اللتان تنجمان عن الطعام الذي نتناوله. وهذه الطاقة هي المسؤولة، في نهاية المطاف، عن دعم طاقة العقل، وطاقة الجسم.

إن كلاً من هذه الطاقات الحيوية الثلاث أساسي بالنسبة للعافية بأقصـى درجاتها. وإنك لا تستطيع أن تدفع بنفسك نحو صحة جيدة، إذا كنت تتجاهل حاجاتك الغذائية، أو مستوى الشدة النفسية التي تتعرض لها، في الوقت ذاته. وكذلك، فإنك لا تستطيع دفع نفسك إلى أقصى حدود الأكل، أو التأمل، سعياً وراء الصحة، وتتجاهل في الوقت نفسه حاجة جسمك إلى الحركة والتمارين الرياضية. أنت لا تستطيع الحصول على العافية الكاملة، إلا عن طريق تحقيقك للتوازن بين طاقات الجسم الرئيسية.

 

 

الخاتمة:

يمتلك كل إنسان طاقة، قد تكون إيجابية أو سلبية. وتختلف طاقة الإنسان حسب الظروف والمواقف والبيئة التي يعيش فيها الإنسان. وتحمل الطاقة الإيجابية الشعور بالحب والعطاء والتفاؤل، فهو يعرف طريقة تحقيق السعادة. أما الطاقة السلبية، فتكون مزيجاً من الشعور باليأس والإحباط والحسد والحقد.

فالطاقة الإيجابية، بحسب المختصين؛ هي قوة الحياة الموجـودة داخل خلايا الإنسان، حيث يحيط بالخلية حقل مغناطيسي، يشكل هالة من الطاقـة التـي تحـرك سلوكنا ومشاعرنا وأجسامنا. فالطاقة الإيجابية هي ذلك الشعور، أو المزاج، الذي يميز الشخص عن غيره. والغالب من المزاج هو ما يوصف به الإنسان، فإن قيـل عنـه إنـه إيجابي، فالغالب على مزاجه الإيجابية، والعكس صحيح. فكل فرد منا يحمل بداخلـه طاقتين: واحدة إيجابية، والأخرى سلبية، والغالبة منهما هي التي تعكس مشاعره وسلوكه، ولو كان يمتلك حصـراً طاقة سلبية، لما استطاع العيش تماماً، فمعدل الطاقة بداخل كل منا هي التي تحركنا.

 وللطاقة الإيجابية كفاءة عظمى، بينما الطاقة السلبية كفيلة بإهـدار كافة المؤهلات والقدرات. ومصاصو الطاقة الإيجابية هم أشخاص موجودة حولك في كل مكان، وتتعامل معهم دون أن تدري، يعملون دائمًا على سـرقة طاقتك الإيجابية، ونشاطك، ورغبتك في إنجاز المهام، ويستبدلونها بطاقة سلبية. يظهرون لك الحب، ولكنهم يخفون بداخلهم شعور الكراهية والحقد، كل مهمتهم هي امتصاص طاقتك الإيجابية وتدميرك.

فيجب أن تحافظ على مستويات الطاقة لديك عالية، كي تمنع محاولات مصاصي الطاقة من سـرقة طاقتك. وللقيام بذلك، اعتني بصحتك النفسية والجسدية والعاطفية من خلال ممارسة الرعاية الذاتية، وحبّ الذات، التأمل، والتمارين الرياضية، وتناول الطعام الصحّي، وهي واحدة من أفضل الطُّرق لحماية مستويات طاقتِك، وإمداد جسمك وعقلك بالمواد المغذية التي يحتاجها ليزدهر، واتباع نظام غذائي نباتي للحصول على صحة بدنية وعقلية مثالية. وتأكد من تزويد الجسم بكميةٍ من السّعرات الحرارية للحفاظ على طاقتك طوال اليوم، وكذلك تعزيز علاقاتك، والحصول على ما يكفي من ضوء الشمس والراحة، والقضاء على الضُّغوط التي لا داعي لها في حياتك.

 

                                                          المصادر والمراجع

1.       ابتعد عن المتذمر المزمن: دليلك للتخلص من السلبية في حياتك، توبياس بيك، ترجمة: ولاء كمال، الدار المصرية اللبنانية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2022م.

2.       أسرار القوة الذاتية، د. إبراهيم الفقي، شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع، الكويت ،2013م.

3.       الأسس النفسية لتنمية الشخصية الإيجابية للمسلم المعاصر، د. عبدالحليم محمود السيد وآخرون، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، دار إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، 2009م.

4.       التخلص من الطاقة السلبية، مي عبدالجواد، عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع، القاهرة،2019م.

5.       تعلم أن توازن حياتك، شارون ويغشايدر-كروز، ترجمة: هلا الخطيب، دار العبيكان للنشر، الرياض، 2007م.

6.       التغذية العلاجية، عصام بن حسن حسين عويضة،دار العبيكان للنشر، الرياض، 2015م.

7.       حافلة الطاقة، جون جوردن، ترجمة: زكريا القاضي، عالم الكتب، القاهرة، 2016م.

8.       خطوة نحو التفكير القويم، د. عبدالكريم بكار، دار الاعلام، عمان، 2009م.

9.       دعوة للإيجابية مع النفس والآخرين، محمد فتحي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 2002م.

10.    سيطر على حياتك، د. إبراهيم الفقي، دار أجيال للنشر والتوزيع، القاهرة، 2008م.

11.    الطاقة الإنسانية، أحمد حسين، مطبعة مصر، القاهرة، 1962م.

12.    الطاقة الإيجابية مفتاح نجاحك، محمد عبدالفتاح صادق، وكالة الصحافة العربية ناشرون، القاهرة، 2019م.

13.    الطاقة البشرية والطريق إلى القمة، د. إبراهيم الفقي، بداية للإنتاج الإعلامي، القاهرة، 2009م.

14.    طاقة الحياة في جسم الإنسان، د. أحمد حجازي، دار عالم الثقافة للنشر والتوزيع، 2018م.

15.    طاقة الحياة، غاي براون، تعريب: أحمد العمري، دار العبيكان للنشر، الرياض، 2003م.

16.    الطاقة الروحية، هنري برغسون، ترجمة: د. علي مقلد، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت،1991م.

17.    الطريق إلى الامتياز، د. إبراهيم الفقي، دار الراية للنشر والتوزيع، القاهرة ،2009م.

18.    الطريق إلى السعادة، أحمد عكاشة، الكرمة للنشر والتوزيع، القاهرة، 2015م.

19.    العلاج بالطاقة الإيجابية والحماية من الطاقة السلبية، ج1، الرايس حسن، الرباط، 2020م.

20.    علم الطاقة الروحية، هند رشدي، دار مشارق للنشر والتوزيع، الجيزة-مصر، 2010م.

21.    القهر والحيلة: أنماط المقاومة السلبية في الحياة اليومية، د. شحاتة صيام، مصر العربية للنشر ، القاهرة، 2007م.

22.    قوة التفكير السلبي، بوب نايت و بوب هاميل، عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع، القاهرة،2020م.

23.    كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك، د. إبراهيم الفقي، بداية للإنتاج الإعلامي، القاهرة، 2008م.

24.    لسان العرب، ابن منظور ، دار صادر، بيروت، 1968م.

25.    ماذا تعرف عن الطاقة الإيجابية، د. منصور العور، دار العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 2019م.

26.    مصاصو الطاقة: أشخاص نتعامل معهم يستنفدون طاقتك الإيجابية ويستبدلونها بالطاقة السلبية دون أن تشعر، فاطمة عوض، أمجاد الدولية للنشر، القاهرة، 2019م.

27.    بواعث الطاقة الثلاثة: العقل-الجسم- الغذاء، د.تود د سيفيرين ود. ستانفورد ل. سيفيرين، تعريب: محمد سمير العطائي، دار العبيكان للنشر، الرياض، 2004م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق