د. كامران عبد الرزاق محمود
د. قيس فتحي أحمد
فكان أن سافر إلى أصقاع كثيرة؛ براً وبحراً، مثل مناطق الخليج العربي وبلاد الشام ومصـر وآذربيجان وخراسان وخوارزم، ومناطق كثيرة من العراق، ومن بينها مدينة أربل.
كل تلك المشاهدات والرحلات، وما سجل خلالها
من الأحداث، جعلت من كتابه (معجم البلدان) مرجعاً لكثير من الباحثين في التراث
الإسلامي، فمجلداته المتعددة تتسع لقيام العديد من الدراسات التاريخية، نظراً لما
ضم من المعلومات الغنية التي تناولـت مختلف جوانب الحضارة الإنسانية في معجمه، حيث
حصل ياقوت الحموي على هذه المعلومات عن طريق أسفاره ومشاهداته الشخصية. وقد اخترنا
جانب ما أورده من المعلومات عن مشاهداته في مدينة أربل، واقتصـرنا على ما ورد عن
مدينة أربيل ومدنها وقراها، حيث نجد اهتماماً واضحاً بهذه المدينة التي زارها ومرّ
بكثير من مدنها وقراها ومواضعها، وهيأ له ذلك التعرف على عدد من أعلام مدينة أربل.
نبذة مختصـرة عن حياة
ياقوت الحموي
1- اسمه ونشأته: هو (ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي البغدادي،
يكنى بأبي عبدالله)([1])،
ويلقب
بشهاب الدين([2]).
وقد عرف باسم ياقوت الحموي . ولد ياقوت، فيما حكاه عن نفسه: سنة أربع أو خمس
وسبعين وخمسمائة (574هـ/1178م)، أو (575 هـ/1179م)، ببلاد الروم([3]).
حيث أُسـر صغيراً، ومن ثم حمل إلى بغداد([4])،
وكان عمره آنذاك خمس أو ست سنوات([5])، ثم بيع في أحد أسواق النخاسة ببغداد، إذ اشتراه عسكر بن إبراهيم بن
أبي نصـر حموي، الذي كان تاجراً على سعة من العيش، لا يعرف شيئاً غير
مهنة التجارة([6])،
حيث تعلم فنون التجارة وشؤونها، وأتقنها، وهو ابن خمس عشرة سنة([7]).
2- طلبه للعلم:
حرص
ياقوت الحموي على طلب العلم، وهذا ما يظهر من النصوص التي تناولت حياته، حيث كان
قد تلقى تعليمه منذ صغره. وقد بنى ياقوت ثقافته
من خلال الكتب أكثر مما كانت على يد الشيوخ، لأنه قد عاش حياته متنقلاً في الحل
والترحال بين البلدان، ولم يتفرغ للجلوس إلى الشيوخ والأخذ منهم. وقد لاحظنا، من
خلال اطلاعنا على كتبه، أن ياقوت قد ذكر شيوخه في كتبه، ولا سيما في كتابيه (معجم
البلدان) و(معجم الأدباء)، معترفاً بفضلهم عليه. وعلى الرغم من انشغال
ياقوت بالتجارة، إلا أن ذلك لم يمنعه من مقابلة العلماء والأدباء، والاستفادة مما
لديهم، فها هو في رحلته إلى مدينة (آمد)([8])
سنة (594هـ/1158م)، يسارع للالتقاء
بالأديب علي بن الحسين، المعروف بشميم الحلي([9])، ويجالسه
ليناقشه في الأدب، ويسأله عن بعض مؤلفاته الأدبية([10]).
3- رحلته، ووفاته:
لم
يستقر ياقوت الحموي في مكان واحد، وإنما تنقل بين أكثر من مدينة إسلامية، حيث كانت
حياته سلسلة متواصلة من الرحلات، التي تنقل من خلالها في
أرجاء العالم الإسلامي، فكانت أولى رحلاته إلى (جزيرة كيش)([11])، ثم عاد إلى مدينة بغداد، حيث واصل عمله في الجمع بين التجارة ونسخ الكتب
وبيعها، وبين مجالسة العلماء والأدباء([12]). ثم توجه شطر بلاد الشام
(607هـ/1209م) للتجارة، وفي سنة (609هـ/ 1211م) قصد مدينة حلب([13])، والتقى بالوزير جمال الدين القفطي([14])، ثم قصد مدينة تبريز([15]) سنة
(610هـ/1212م)([16]).
وفي سنة(612هـ/1214م) رحل ياقوت إلى دمشق، ومنها إلى بغداد([17])،
ثم إلى مرو([18])
سنة (614هـ/ 1217م)، حيث استقر بها ثلاث سنوات([19]). وقد
استفاد ياقوت أثناء وجوده في (مرو) من خزائن الكتب التي كانت موجودة فيها يومئذٍ،
وكانت غنية بالمؤلفات المفيدة، التي اعتمد عليها بشكل كبير في تأليف كتابه (معجم
البلدان)، ومؤلفاته الأخرى.
بعد ذلـك الاستقرار الذي لم يدم طويلاً، ارتحل مرة ثانية، وكانت وجهته
مدينة (أربل)، حيث دخلها سنة (617هـ/1219م)، ثم
انتقل إلى مدينة الموصل([20]) في السنة ذاتها([21])، وبعدها عاد ياقوت مرة أخرى إلى حلب، وأقام بها، وهناك تمكن من أن يكمل كتابيه
(معجم البلدان) و(معجم الأدباء)، فأهدى نسخة من كتابه (معجم البلدان) إلى جمال
الدين القفطي، سنة (625هـ/1227م)([22]). وأقام ياقوت بالخان([23])، في ظاهر مدينة حلب، ومرض مرضاً شديداً مات فيه، في العشرين من شهر رمضان
سنة (626هـ/1228م) - رحمه الله(([24]).
إن رحلات ياقوت الكثيرة إلى المشـرق، وإلى
بلاد الشام ومصـر، تبين لنا مدى حرص ياقوت على الرحلات وحبه لها، وعزمه وحزمه
وهمته العالية في التعرف على البلدان بهمة عالية حتى ترك لنا مؤلفات عدة؛ أشهرها (معجم
البلدان) الذي نحن بصدد دراسته، فضلاً عن كتابه الآخر (معجم الأدباء).
4- مؤلفاته:
ترك ياقوت الحموي كتباً نافعة في مجالات عديدة، وكل كتاب منها يعتبر موسوعة
علمية ومنهلا عذباً ينهل منها أهل العلم والمعرفة([25])، في
الأدب والتاريخ والأنساب والبلدان، ومن مؤلفاته في اللغة كتاب (أوزان الأسماع والأفعال الحاصرة لكلام العرب)، لم يذكره سوى القفطي([26])، وكتاب (مجموع كلام أبي علي النحوي)، وقد تم ذكره عند عدد من المؤرخين([27]). أما مؤلفاته في الأدب والتراجم، فكتابه (معجم الأدباء)([28])،
وله كتاب في الشعر وأخبار الشعراء([29])،
وكتاب أخبار المتنبي([30])،
وكتاب ضرورة الشعر([31]).
أما مؤلفاته في التاريخ، فله كتاب (المبدأ والمآل)([32])،
وكتاب( أخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الإسلام)([33])، وكتاب (مختصـر تاريخ بغداد)([34]). أما أشهر كتبه في الجغرافية، فهو كتاب (معجم البلدان)([35])، حيث
يعتبر من أشهر كتب ياقوت وأجلّها، وبه عرف واشتهر. ويشير ياقوت إلى محتويات هذا
الكتاب في مقدمته لهذا الكتاب، حيث يقول: "فهذا كتاب فيه أسماء البلدان،
والجبال، والأودية والقيعان، والقرى والمحال والأوطان، والبحار والأنهار والغدران،
والأصنام والأبداد والأوثان" ([36]) .
يحتوي المعجم على(15038) مادة جغرافية، يتراوح حجم المادة الواحدة منها بين
بضعة أسطر وما يزيد على عشـرين صفحة، حسب أهمية المادة، وما يتوفر لديه من معلومات
عنها. وهي مرتّبة على الحروف الهجائية، حيث قسّم ياقوت المعجم إلى (28) باباً، على
عدد حروف المعجم، وقسم كل كتاب على (حرف) إلى 28 بابًا – على عدد الحروف أيضاً – ورتب
مواد المعجم داخل كل باب ترتيبًا ألفبائياً على ترتيب حروف الكلمة؛ الحرف الأول ثم
الذي يليه ثم الذي يليه...إلخ، بحيث راعى جميع حروف
الكلمة وليس أول حرف منها فقط، وذلك لتسهيل المراجعة والاستفادة منها، كما هو
الحال في المعاجم الحديثة.
وقد أشار ياقوت إلى منهجيته في تأليف كتابه
هذا في مقدمته، حيث قال: "وألتزم ترتيب كل كلمة منه على أول الحروف وثانيه
وثالثه ورابعه، وإلى أي غاية بلغ، فأقدّم ما يجب تقديمه بحكم ترتيب (ا ب ت ث ) على
صورته الموضوعة له، من غير نظر إلى أصول الكلمة وزوائدها، لأن جميع ما يرد إنما هي
أعلام لمسميات مفردة، وأكثرها أعجمية ومرتجلة لا مساغ لاشتقاق فيها. والغرض من هذا
الترتيب تسهيل طرق الفائدة من غير مشقة، والله المعين" ([37]).
وتلي المقدمة خمسة أبواب([38]). ووضع مقدمة تمهيدية (موجزة)، جعلها مدخلاً
للتعريف بالمعجم وبمنهجه فيه، وذكر فيها دواعي وبواعث تأليفه، وأخرى (مفصلة) تقع
في خمسة أبواب، عرض فيها آراء وأقوال المتقدمين عن (الأرض)؛ هيئتها، وأقاليمها،
ومساحتها ...إلخ، وأورد بعد ذلك ثبتاً بالمصطلحات التي يتكرر ذكرها في المعجم؛
كالمصطلحات الخاصة بالتقسيمات الجغرافية والإدارية للبلدان، مثل: (الإقليم،
والمخلاف، والكورة، والرستاق..)، وكذلك المصطلحات الخاصة بالمسافات؛ كالفرسخ
والبريد والميل..إلخ.
كما ضم المعجم بين دفتيه نحو خمسة آلاف شاهد
ومقطوعة شعرية، تتراوح بين بيت واحد أو قصيدة بكاملها، يزيد مجموع أبياتها عن
أربعة عشـر ألف بيت. وقد تجاوز عدد الأعلام (أسماء الرجال والنساء) في المعجم
الـ(12) ألف عَلَم، ترجم لعدد كبير منهم.
روايات
ومشاهدات ياقوت الحموي لمدينة أربل
لقد شكلت المعلومات التي ضمها كتاب معجم البلدان مصدراً مهماً من مصادر
المعرفة، التي أغنت - بما حوته من مادة علمية - شغف الباحثين بالمعلومات المفيدة،
لما ضمته من جوانب حضارية مختلفة. فقد أسهمت إسهاماً فعالاً في إذكاء جذوة العلم،
من خلال ما قدمته من معلومات مهمة عن مدينة (أربل)، فوصفت وصفاً دقيقاً آثار
المدينة، وما حوته من العمران، وما كانت عليه في أحوالها الاجتماعية والاقتصادية
والثقافية، وما تميزت به من المظاهر الطبيعية؛ من أنهار وجبال ووديان، فضلاً عن
المسافات بين تلك المدن، والطرق السالكة إليها، وغيرها من المعلومات.
ويتضح من خلال دراسة كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي، ومتابعة بلداته
التي أوردها في معجمه عن مدينة أربل، عمق الصلة التي ربطته بكثير من تلك البلدان،
وذلك من خلال زيارته لمدينة أربل وريفها، ومروره بها، واللقاء بكبار شخصياتها،
والتعرف على أحوالها الاقتصادية والاجتماعية. لذلك جاءت مادته عن أربل وريفها،
جامعة بين ملاحظات متنوعة في معجمه، وجملة ما أفرده
لبلدانية أربل وريفها، يربو على (62) مادة بلدانية متنوعة. فقد ذكر اسم (أربل) في
معجمه (62) مرة؛ بين مدينة وبلدة وناحية وقرية ودير وجبل ونهر وعين ماء، وغير ذلك،
وهو عدد كبير إذا علمنا أن غيره من البلدانيين أو المؤرخين لم يقدّم مثله من قبل([39]).
ومن خلال تقصينا
ومراجعتنا للمعجم، تمكنّا من الوقوف على هذه المواد البلدانية التي وردت فيه،
وقد ارتأينا توزيعها على النحو الآتي:
1-
المدن والبلدان: أورد
ياقوت في معجمه ثلاثة بهذا المعنى، وهي: مدينة أربل([40])، وشهرزور([41])،
وهرور([42]).
2-
بليدة: كما ذكر
صيغة بليدة أربع مرات، وهي: خانيجار ([43])،
حزة ([44])،
تل هفتون ([45])،
دةشت ([46])
.
3-
القرى: ذكر ياقوت
الحموي أربعة بلدانية بصيغة (قرية كبيرة)، وهي :
ممدود آباذ([47])
، شقلاباذ([48])،
شاقرد([49])،
زرفامية([50]).
4-
قرية: كما ذكر
ياقوت صيغة القرية ستة مرات، وهي: كفر عزا([51])،
تل خوسا([52])،
ترجلة([53])،
بيت انار([54])
، بلاسكرد([55])،
باكلبا([56]).
5-
دير: ذكر ياقوت
ديرا واحداً ضمن منطقة أربل، وهو: دير
الجب([57]).
6-
القلاع والحصون: وورد في المعجم
اسم ثلاث قلاع، في هذه المنطقة، وهي: كرخين([58]) ،
خفتيان([59])،
تل هفتون([60])،
وكذلك اسم حصنين، وهما: هرور([61])،
وطفر([62]).
7-
المواضع والجبال والأودية
والأنهار: ذكر ياقوت موضعاً واحداً ضمن مناطق أربل، وهو:
طفر، وأورد أيضاً خمسة مواد بلدانية بصيغة ( نهر)، هي: زابيان([63])،
زاب([64])،
خازر([65])،
بريشوا ([66])،
تل هفتون([67]).
1- التسمية:
(أربل): بكسـر الألف وسكون الراء وكسـر الباء الموحدة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى أربل، وهي قلعة على مرحلة من الموصل([68]). اشتقت
الكلمة من كلمة الربل، والربل ضـرب من الشجر، يورق أخضـر من غير مطر([69]).
ويقال: تربلت الأرض: اخضـرّت بعد اليبس في موسم الخريف([70]). وقيل:
الريبال: النبات الكثير الملتف الطويل. ولكثرة وجوده في أربل، بسبب خصوبة الأرض المعروفة
بها، وسعة النبات، ما دعاهم إلى تسميتها بذلك، أي أربل، ولزمها ذلك الاسم([71]).
وتشير المصادر التاريخية إلى أن اسم
أربل يعود إلى فترات زمنية بعيدة، واستمرت تعرف به عبر مراحلها التاريخية
المتعاقبة. ويعود أقدم ذكر لمدينة أربل إلى سنة (2000ق. م )، إذ ورد ذكر (أربيلم)
في مدونات (ولكي) ملك سومر، الذي عاش سنة 2000ق. م([72]).
كما عرفت أربل في النقوش الفارسية المدونة بالخط المسماري باسم (إربرا) ([73])،
وذكرتها المصادر اليونانية والرومانية بـ(أربليتس) ، والتي تعني الأرض
الواقعة بين الزابين الصغير والكبير.
وأما في كتب التاريخ الإسلامية، وكتب الجغرافيين المسلمين، فقد كانت
تعرف بـ(بإربل) أو (أربل)([74]).
والجدير بالذكر أن مدينة أربل دخلت تحت الحكم الإسلامي في
سنة ( 18ھ / 639م)، في عهد الخليفة عمر بن خطاب – رضي الله عنه –، على يد القائد
عياض بن غنم([75])، الذي فتح إقليم الجزيرة، وبعض قلاع الموصل([76]). أما موقع
المدينة، فهي بين الزابين، فيما بين المشـرق والجنوب، على مسيرة يومين من مدينة
الموصل([77]).
2- الموقع الجغرافي:
مدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسعة، تتبعها عدة قلاع وضياع ، وهي بين
الزابين. تعد من أعمال الموصل، وبينهما مسيرة يومين. تبعد عن بغداد مسيرة سبعة أيام.
كما ويحدد ياقوت الحموي جغرافية أربل من حيث الطول والعرض، حيث قال: وطول أربل تسع
وستون درجة ونصف، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث([78]).
3- وصف المدينة:
أشار
إليها في مواقف عدة بأنها غير طيبة المستقر، ولا نعلم سبب حكمه هذا على مدينة أربل.
فنجد ياقوت استخدم الشواهد الشعرية لذلك الوصف، من ذلك ما ذكره من شعر أنوشـروان
البغدادي، المعروف بشيطان العراق الضـرير، حيث يصف النزول بها بأنه زلة شيطان،
فقال :
تباً لشـيطـانـي ومـا
سـولا لأنـه أنـزلـنـي أربلا
نزلتها في يوم نـحـس، فـمـا شككت
أنـي نـازل كـربـلا
وقلت
ما أخطأ الـذي مـثـلا بأربل، إذ
قـال بـيت الـخـلا
هذا
وفـي الـبـازار قـوم إذا عاينتهم
عاينت أهـل الـبـلا ([79])
كما ذكر ياقوت أبيات شعرية بذلك المعنى، عند
ذكره بيت النار([80])،
حيث قال: أنشدني عبد الرحمن بن المستخف لنفسه فيها، فقال:
أربل
دار الفسق حقاً، فلا يعتمد
العاقل تعزيزهـا
لو
لم تكن دار فسوق لما أصبح بيت النار دهليزها([81])
4- قلعة أربل:
يصف ياقوت الحموي قلعة أربل فيقول:
"وأربل قلعة حصينة ومدينة كبيرة على تل عال من التراب عظيم واسع الرأس،
لقلعتها خندق عميق، وهي من طرفي المدينة، وسور المدينة ينقطع في نصفها، وهي
شبيهة بقلعة حلب، إلا أنها أكبر وأوسع رقعة. وفي هذه القلعة أسواق ومنازل للرعية،
وجامع للصلاة"([82]).
ويذكر ياقوت الحموي: وفي ربض هذه القعلة في عصـرنا
هذا مدينة كبيرة عريضة طويلة، قام بعمارتها وبناء سورها وعمارة أسواقها
وقيسارياتها الأمير مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كوجك علي([83])،
فأقام بها، وقامت بمقامه بها لها سوق([84]).
5- سكان المدينة وأعلامها:
يصف ياقوت سكان المدينة، وطبائع
أهلها، بقوله: "فبنيانها، وطباعها، بالقرى أشبه منها بالمدن، وأكثر أهلها
أكراد قد استعربوا، وجميع رساتيقها وفلاحيها وما ينضاف إليها أكراد". ويتكلم عن دور الأمير مظفر الدين كوكبري في بناء المدينة
وازدهارها، فيذكر أنه قام بعمارتها، وبناء سورها، وعمارة أسواقها وقيسارياتها،
فأقام بها وقامت بمقامه. ويصف في معجمه شهامة وهيبة الأمير مظفر الدين كوكبري بن
زين الدين كوجك علي أمير أربل، فيقول: وصار له هيبة، وقاوم الملوك ونابذهم بشهامته
وكثرة تجربته حتى هابوه، فانحفظ بذلك أطرافه، وقصدها الغرباء، وقطنها كثير منهم،
حتى صارت مصـراً كبيراً من الأمصار.
وتبرز
الدقة والحيوية في مشاهدات ووصف ياقوت، عندما أبرز الجانب السلبي والإيجابي في حكم
الأمير مظفر الدين كوكبري أمير أربل، وهذا ما يميزه عن بعض البلدانيين في الحقب
السابقة، عندما أبرزوا الجانب الإيجابي في حكمه فقط، حيث يقول: "وطباع هذا
الأمير مختلفة متضادة، فإنه كثير الظلم، عسوف بالرعية، راغب في أخذ الأموال من غير
وجهها، وهو مع ذلك مفضل على الفقراء، كثير الصدقات على الغرباء، يسير الأموال
الجمة الوافرة يستفك بها الأسارى من أيدي الكفار"([85]).
وعند إشارته إلى قرية (باكلبا)، ذكر الفقيه أبو عبد الله الحسين بن شـرون
بن أبي بشـر الجلالي الباكلبي: وهو شاب فاضل مناظر، والجلالي نسبة إلى قبيلة من
الأكراد([86])،
ودخلتها فلم أر فيها من ينسب إلى فضل، غير أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك([87]).
ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد، وينقل عنه الشعر، ومن ذلك:
قد تاب شيطاني، وقد قال لـي لا عدت أهجو بعدها أربلا
كيف وقد عاينت في صدرها صدراً رئيساً سيداً مـقـبـلا
مولاي مجد الدين يا مـاجـداً شرفـه الـلـه وقـد خـولا
عبدك نوشروان في شـعـره ما زال للطيبة مستـعـمـلا
لولاك ما زارت ربـا أربل أشـعـاره قـط ولا عـولا
ولو تلقـاك بـهـا لـم
يقـل تباً لشيطـانـي
ومـا سـولا
هذا وفـي بـيتـي سـت، إذا أبصـرها غيري انثنى أحـولا ([88])
كما قدم ياقوت إشارات إلى مجموعة من علماء أربل، وريفها، منهم: ابن
المستوفي([89])،
حيث قال: رأيت من أهل الفضل بأربل: أبي البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن
موهوب بن غنيمة بن غالب، يعرف بالمستوفي، فإنه متحقق بالأدب، محب لأهله، مفضل
عليهم، وله دين واتصال بالسلطان، وخلة شبيهة بالوزارة، وقد سمع الحديث الكثير ممن
تدل عليهم أربل، وألّف كتباً، وقد أنشدني من شعره، وكتب لي بخطه عدة قطع.
كما
وذكر مجموعة أخرى من علماء أربل من أهل العلم والحديث، منهم:
أبو أحمد القاسم بن المظفر الشهرزوري الشيباني الأربلي([90])،
وغيره([91]).
6- مصادر المياه
والزراعة:
أ
– مصادر المياه:
يذكر
ياقوت أن مدينة أربل لا يوجد بها نهر جارٍ على وجه الأرض، لذا يعتمد سكانها على الآبار
المنتشـرة كمصدر لشـرب الماء، فيقول: وشـربهم من آبارهم العذبة الطيبة المريئة،
التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة"([92]).
كما يتحدث عن نهر الزابيان وقوسان، ويقال للنهرين من قرب أربل الزابيان،
وقد ذكرهما عبيد الله بن قيس الرقيات([93])، فيصف
الزاب الأعلى وصفاً دقيقاً بقوله: ينحدر إلى واد، وهو شديد الحمرة، ويجري في جبال
وأودية وحزونة، وكلما جرى صفا قليلاً حتى يصير في ضيعة كانت لزيد بن عمران أخي
خالد بن عمران الموصلي. ويذكر وصف الزاب الأسفل: وأما الزاب الأسفل، فمخرجه من
جبال السلق ما بين شهرزور وأذربيجان، ثم يمر إلى ما بين دقوقا وأربل، وبينه وبين
الزاب الأعلى مسيرة يومين أو ثلاثة، ثم يمتد حتى يفيض في دجلة([94]).
ب- الزراعة في أربل:
يتكلم ياقوت الحموي عن الزراعة في مدينة أربل، ويشير إلى قلة الزراعة بها،
فيقول: وليس حولها بستان، ولا فيها نهر جار على وجه الأرض، وأكثر زروعها على القنى
المستنبطة تحت الأرض، وفواكهها تجلب من جبال تجاورها([95]).
7- أعمال أربل
وقلاعها:
تتبع مدينة أربل العديد من النواحي والقرى،
ذكرها ياقوت الحموي، وهي على النحو الآتي:
1- قرية تل هفتون: بليدة من نواحي أربل، تنزلها
القوافل في اليوم الثاني من أربل، لمن يريد أذربيجان، وهي في وسط الجبال، وفيها
سوق حسنة، وخيرات واسعة، وإلى جانبها تل عالٍ عليه أكثر بيوت أهلها، يظن أنه قلعة،
وبه نهر جار، وأهله كلهم أكراد، رأيته غير مرة([96]).
2- قرية حزة: وحزة أيضاً بليدة قرب أربل. ينسب
إليها النصافي الحزية، وهي ثياب قطن رديئة، وهي كانت قصبة كورة أربل قبل([97]).
4- قرية والدشت: وصفها بأنها بليدة في وسط
الجبال بين أربل وتبريز، رأيتها عامرة، كثيرة الخير، أهلها كلهم أكراد([98])
.
5- كرخيني:
هي قلعة في وطاء من الأرض، حسنة، حصينة، بين دقوقا وأربل، رأيتها وهي على
تل عال، ولها ربض صغير([99])
.
6- خفتيان: قلعتان عظيمتان من أعمال أربل.
إحداهما على طريق مراغة، يقال لها خفتيان الزرزاري على رأس جبل، من تحتها نهر عظيم
جار، وسوق، وواد عظيم. والأخرى خفتيان سـرخاب بن بدر، في طريق شهرزور من أربل، وهي
أعظم من تلك وأفخم([100]).
شاقرد وتينها: قرية كبيرة بين دقوقاء([101])
وأربل، فيها قليعة، وبها تين لا
يوجد مثله في غيرها([102])
.
ويصف شقلاباذ (شقلاوة حالياً) بقوله: قرية
كبيرة، مليحة، في لحف الجبل المطل على أربل، ذات كروم كثيرة، وبساتين وافرة، ينقل
عنبها إلى أربل العام بطوله، فيكفيهم. بينها وبين أربل ثمانية فراسخ([103])
.
وذكر الدشت أيضاً، وقال: بليدة في وسط الجبال
قرب أربل، رأيتها عامرة، كثيرة الخير، أهلها كلهم أكراد([104]).
وعند ذكره (تل هفتون)([105])
قال: وأهله كلهم أكراد، رأيته غير مرة.
و ذكر ياقوت (دير الجب)، وقال: دير في شـرقي
الموصل، بينها وبين أربل. مشهور يقصده الناس لأجل الصـرع، فيبرأ منه بذلك كثير([106]).
وأشار إلى (أشنة)، حيث يصفها : بأنها ذات
بساتين، وفيها كمثرى يفضل على غيره، يحمل إلى جميع ما يجاورها من النواحي([107]).
وعند إيراده مادة (كفر عزا) قال: قرية من قرى أربل، بينها وبين الزاب الأسفل.
ينسب إليها قاضي أربل([108]).
وعند حديثه عن (باكلبا)، أشار إلى أحد علمائها، وقال: منها صديقنا الفقيه أبو عبد
الله الحسين بن شـرون بن أبي بشـر الجلالي الباكلبي، تفقه للشافعي، وأعاد في عدة
مدارس في الموصل وحلب، وسمع الحديث من جماعة، وهو شاب فاضل مناظر([109]).
ومن جهة أخرى، فإن ضخامة مادة المعجم قد جعلت بعض مواده البلدانية المتعلقة
بأربل يتسم بالاقتضاب، وينقصه الوضوح، فضلاً عن أن دقته في مادته المعجمية لم
تمنعه من الوقوع في بعض الأخطاء في تحديد بعض البلدايات: فعلى سبيل المثال قال عن
كفر عزا : ناحية من أعمال الموصل([110])، وقوله
عن حزة: بليدة قرب أربل من أرض الموصل، وهما موضع واحد كان تابعاً لأربل في أيام
ياقوت الحموي([111]).
الخاتمة:
- حفظ لنا ياقوت الحموي من خلال معجمه مادة
هامة عن مدينة أربل، تناولت العديد من الجوانب الجغرافية والتاريخية والأدبية.
- مما ميز المعلومات التي قدمها لنا ياقوت
الحموي عن مدينة أربل، أن معلوماته جاءت من خلال المشاهدة الحية للمدينة التي
زارها ووصف معالمها وشاهد قراها وبلداتها، وهذا ما جعل مادتها تتسم بالدقة والوضوح.
- قدم لنا ياقوت الحموي جوانب متعددة لمدينة
أربل، من حيث الكلام عن المسافات الجغرافية التي تفصلها عن المدن المجاورة
ومواضعها وجبالها وأنهارها وأوديتها، لذا جاءت مادته عن أربل جامعة بين مشاهداته
وملاحظاته وسماعاته.
- ترك لنا معلومات مفيدة عن طبيعة الحياة
الاجتماعية والاقتصادية والدينية وأعلامها وعلمائها.
([1]) ابن المستوفي، شـرف الدين أبو
البركات مبارك بن أحمد اللخمي(ت:637هـ/ 1239 م)، نباهة البلد الخامل بمن ورده من
الأماثل، المعروف بـ(تاريخ إربل)، تحقيق: سامي بن سيد خماس الصقار، وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد للنشـر،
(العراق:1980م)، 1/319 ؛ ياقوت الحموي ، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد
الله الرومي الحموي (ت626هـ/1228م)، معجم البلدان، ( بيروت، دار إحياء التراث
العربي ، مؤسسة التاريخ العربي: د. ت) ،1/10 ؛ الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (ت 748هـ/ 1347م)، سير أعلام النبلاء، (بيروت،
المكتبة العصـرية: 2007م) ، 22/ 312.
([2]) ابن المستوفي، المصدر نفسه، 1/319 ؛ ابن خلكان، أبو العباس شمس الدين
أحمد بن أبي بكر (608ه/ 1282 م)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان
عباس، (بيروت، دار صادر: د. ت )، /127.
([3]) ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو
عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (ت626هـ/1228م)، الخزل والدأل بين الدور
والدارات والديرة، تحقيق: يحيى زكريا عبادة ومحمد أديب جمران، منشورات وزارة
الثقافة، (دمشق:
([7]) ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي
الحموي (ت626هـ/1228م)، مقدمة معجم الأدباء، تحقيق: إحسان عباس،(بيروت، دار الكتب العلمية : 1993م)،
1/11.
([8]) مدينة حصينة بناؤها من الحجارة
السود، على مسافة من نهر دجلة، يحيط بها
من أكثر من جانب، مستديرة به كالهلال. ينظر : المقدسي، أبو عبد الله محمد بن أحمد
المقدسي البشاري (ت نحو 380 هـ / 990 م)، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ط3،
مكتبة مدبولي، (القاهرة:1411ه/1991م)، ص140؛ البغدادي ، عبد المؤمن بن عبد الحق،
ابن شمائل القطيعي (ت739هـ/1338م)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، دار الجيل، ط1 (بيروت:1412 هـ)،1/ 6.
([9]) شميم الحلي: هو علي بن الحسين
بن عنتر بن ثابت، المعروف بشميم الحلي، اللغوي، النحوي. ينظر: ياقوت الحموي ، معجم الأدباء 4/1689.
([11]) كيش: جزيرة في بحر عمان، مربعة، طولها اثنا عشـر ميلاً، في عرض
اثني عشـر ميلاً، وفيها مدينة كيش. وليها عامل من اليمن فحصنها، وتسمى قيس، بها
مدينة جيدة ذات بساتين وعمارات، وهي مرفأ مراكب الهند، وبرّ فارس، وبها مغاص
اللؤلؤ. ينظر: الإدريسـي، محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحسني(560هـ/ 1165م)
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط1،عالم الكتب، (بيروت:1409 هـ)،1/ 156؛ البغدادي،
مراصد الاطلاع ،3/ 1139.
([12]) الحميدي، يوسف بن عبدالعزيز بن
محمد، ياقوت الحموي مؤرخاً من خلال كتاب معجم البلدان، (الرياض :1998) ، ص58.
([13]) حلب: مدينة مشهورة ببلاد الشام،
واسعة، كثيرة الخيرات، طيّبة الهواء، وبجانب منها قلعة كبيرة محكمة، بها جامع
وكنيستان، وميدان ودور كثيرة، وبها مقام لإبراهيم الخليل. قيل: سميّت حلب، لأن
إبراهيم عليه السلام كان نازلاً بها يحلب غنمه في الجمعات، ويتصدّق به. ينظر:
البغدادي، مراصد الاطلاع ،1/ 417؛ المقدسي، أحسن التقاسيم، ص155.
([14]) وهو جمال الدين أبو الحسن علي بن
يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني القفطي، استوزره العزيز صاحب حلب سنة (
623هـ/1235م)، صاحب كتاب (إنباه الرواة على أنباه النحاة)، ينظر: ابن
خلكان، وفيات الأعيان، 3/268.
([15]) تبريز: أشهر مدن أذربيجان، مدينة عامرة حسناء، ذات أسوار، وأهلها
أيسـر أهل البلاد وأكثرهم مالاً، وهي مشهورة. ينظر: البغدادي، مراصد الاطلاع ،1/
252.
([18]) مرو: مدينة كبيرة، كانت مقر ولاة خراسان؛ أول من نزلها المأمون،
ثم من ولي خراسان بعده. أهلها أشـراف من دهاقين العجم، وبها قوم من العرب من الأزد
وتميم وغيرهم، ويشـرب أهلها من عيون تجري وأودية. ينظر: اليعقوبي، أبي يعقوب أحمد
بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح (توفي بعد 292هـ/904م)، البلدان، ط1، دار الكتب العلمية، (بيروت:1422 هـ )، ص98،
99.
([20]) الموصل: مدينة كبيرة، إحدى قواعد
بلاد الإسلام، قليلة النظير كبراً وعظماً، وكثرة خلق، واسعة الرقعة، باب العراق
ومفتاح خراسان، منها تقصد أذربيجان.جيدة البناء، طيّبة الهواء، صحيحة الماء، حسنة
الأسواق والفنادق، لا تخلو المدينة من إسناد عال، وفقيه مذكور، منها ميرة بغداد، وإليه
قوافل الرّحاب، ولـه منازه وخصائص وثمار حسنة وحمّامات سـريّة ودور بهيّة ولحوم
جيّدة وأمور جامعة، البلد شبه طيلسان. وسميّت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة
والعراق، وقيل وصلت بين دجلة والفرات. ينظر: المقدسي ،أحسن التقاسيم ،ص138؛
البغدادي، مراصد الاطلاع ،3/ 1333.
([21]) ياقوت الحموي: معجم البلدان
،1/116؛ ابن المستوفي: تاريخ إربل ،1/319؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان، 6/ 128.
([41]) شهر كلمة فارسية تعني مدينة، وشهرزور: هي مدينة
صغيرة في الجبال بين إربل وهمذان، تحيط بها الجبال، لا يكاد يوجد فيها فضاء كبير
لا يرى منه جبل، يحيط بها سور يبلغ سمكه ثمانية أذرع، وأهل هذه النواحي كلهم
أكراد، وأكثر أمرائهم منهم، ولهم به مزارع كثيرة. فتحت شهرزور سنة (22ھ /642م)،على
يد القائد عتبة بْن فرقد السلمي (ت بحدود 50ھ /670م)، في خلافة عمر بن الخطاب –
رضي الله عنه-، حيث كتب إِلَى عُمَر: (أني قَدْ بلغت بفتوحي أذربيجان)، فولاه إياها.
ولم تزل شهرزور، وأعمالها، مضمومة إِلَى الموصل، حَتَّى فرقت في آخر خلافة هارون الرشيد(ت193ھ /808م)،حيث جعلت ولاية
مستقلة. ينظر: البلاذري، أحمد بن يحيى البغدادي (279ھ /892م)، فتوح البلدان،
تحقيق: صلاح الدين المنجد ، (القاهرة : 1956م)، ص325؛ الاصطخري ، أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد الفارسي الكرخي (ت346هـ/957م)، المسالك والممالك، دار صادر، (بيروت:
2004م)، ص 200- 202؛ ابن الأثير، أبو
الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن عبد الكريم (ت630هـ /1232م)، الكامل في التاريخ،
تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية،(بيروت : 1415هـ) ، ط2،1/ 333، 2/418.
([42]) هرور: حصن من أعمال إربل، في جبالها من جهة الشمال. ينظر: ياقوت
الحموي ، معجم البلدان ، 4/476 .
([45]) تل هفتون : ممر القوافل بين إربل
وإذربيجان، وهي في وسط الجبال، وفيها سوق حسنة، وخيرات واسعة. ينظر:
ياقوت الحموي، معجم البلدان، 2/146 .
([46]) دشت: بليدة في وسط الجبال،
رأيتها عامرة كثيرة الخير، أهلها كلهم أكراد . ينظر: ياقوت الحموي ، معجم البلدان
، 2/301.
([47]) ممدود آباذ: قرية كبيرة، قرب
الزاب الأعلى، بين إربل والموصل، وهي من أعمال إربل. ينظر: ياقوت الحموي ، معجم البلدان ،
4/319 .
([48]) شقلاباذ : قرية كبيرة
مليحة في لحف الجبل المطل على إربل (تبعد عن أربيل 51 كيلومتر). ينظر: ياقوت
الحموي، معجم البلدان ،3/150 .
([51]) كفر عزا: قرية من قرى إربل، بينها وبين الزاب
الأسفل. ينسب إليها قاضي إربل. ينظر: ياقوت الحموي ، معجم البلدان ،4/145 .
([54]) بيت النار: قرية كبيرة من قرى إربل
من جهة الموصل، بينها وبين إربل ثمانية أميال. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان،
1/411
([55]) بلاسكرد: ويروى بالزاي مكان السين،
قرية بين أربل وأذربيجان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1/357.
([57]) دير الجب: دير في شـرقي الموصل،
قرب إربل، مشهور يقصده الناس لأجل الصـرع، فيبرأ منه بذلك كثير. ينظر: ياقوت الحموي ، معجم البلدان، 2/337 .
([58]) كرخيني: هي قلعة في وطاء من
الأرض، حسنة، حصينة، بين دقوقا وإربل، رأيتها، وهي على تل عال، ولها ربض صغير. ينظر: ياقوت الحموي ، معجم البلدان، 1/129
([65]) زاب: جمع زابان الزوابي، وهي
الزاب الأعلى والأسفل، بين الموصل وإربل. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1/322 .
([68]) السمعاني ، أبي سعيد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي
(ت562هـ/1166م)، الأنساب، تحقيق: عبد الله عمر البارودي، دار الفكر، (بيروت:
1998م)، 1/ 105.
([69]) الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب (817ھ /1414م)، القاموس المحيط،
مؤسسة الرسالة، (بيروت: 1987م)،1/ 1296. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1/ 137.
([70]) ابن منظور، محمد بن مكرم المصـري (ت711 ھ /1311م)، لسان العرب،
دار صادر، (بيروت :1989م)، ط1،11/264.
([72]) باقر، طه وفؤاد سفر، المرشد إلى مواطن الآثار والحضارة،
الرحلة الخامسة، (بغداد: 1966)، ص212- 214.
([74]) شيخ
الربوة، شمس الدين أبو عبدالله محمد الأنصاري (727ھ /1327م، نخبة
الدهر في عجائب البر والبحر، مطبعة الأكاديمية الإمبراطورية، (بطرس بورغ: 1865م) ،
ص190.
([75]) عياض بن غنم بن زهير الفهري، من قادة الفتح الإسلامي، ومن شجعان الصحابة. أسلم قبل
الحديبية، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق، ونزل الشام، وفتح بلاد الجزيرة في أيام عمر
بن الخطاب، وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم غازيًا. وكان يقال له زاد الركب
لكرمه. توفي بالشام أو بالمدينة وهو في الستين من عمره، وذلك سنة (20هـ / 641م).
ينظر: ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البغدادي (ت230هـ/844م)،
تحقيق: زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، (المدينة المنورة: 1405 هـ)، ط 2، ص
408؛ ابن حجر العسقلاني، أبو الفضل أحمد
بن علي بن محمد بن أحمد (852هـ )، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد
الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، (بيروت: 1415هـ)، ط1،4/630؛ ابن الأثير، عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد
الشيباني (ت630هـ /1232م)، أسد الغابة، دار الفكر،( بيروت :1989م )،4/ 315.
([77]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1/ 138. القلقشندي، أحمد بن علي بن
أحمد الفزاري (ت 821هـ/ 1418م)، صبح الأعشـى في صناعة الإنشاء، تحقيق: د. يوسف علي
طويل، دار الفكر، (دمشق:1987م)، ط1،4/ 367.
([80]) قرية كبيرة من قرى إربل من جهة
الموصل، بينها وبين إربل ثمانية أميال. ينظر: ياقوت
الحموي، معجم البلدان،1/411.
([83]) الملك المعظم مظفر الدين أبو سعيد كوكبري بن علي بن
بكتكين بن محمد التركماني، صاحب إربل، ولد بإربل سنة
(549ھ /1154م)، توفي والده وهو صغير السن، فتولى إمارة إربل أخاه زين الدين يوسف، تولى رعايته أتابكه: مجاهد الدين قيماز، الذي كان له
دور كبير في تنشئته، اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين، وغزا معه، وزوجه بأخته ربيعة،
وأظهر مظفر الدين شجاعة كبيرة يوم حطين، وكان أخوه صاحب إربل، قد قدم على صلاح
الدين للنجدة، فأصابه المرض ومات، فأصبح مظفر الـدين بدلاً عن أخيه حاكماً على
إربل وشهرزور، عرف عنه أنه كان محباً للصدقة، بنى داراً للنساء، وداراً للأيتام،
وداراً للقطاء، ورتب بها المراضع. وكان يدور على مرضى البيمارستان، وله دار ينزلها
كل وارد، ويعطي كل ما ينبغي له، وبنى مدرسة للشافعية والحنفية، وبنى للصوفية
رباطين، وكان يمنع دخول الخمر الى المدينة، وكان في كل سنة يفتّك أسـرى من العدو،
ويخرج سبيلاً للحج، ويبعث للمجاورين بخمسة آلاف دينار، وأجرى الماء إلى عرفات،
كانت وفاته ليلة الجمعة، رابع عشـر رمضان، سنة (630ھ /1232م)، وحمل مع الحجاج إلى
مكة، فاتفق أن الوفد رجعوا تلك السنة لشح الماء، فدفن بالكوفة عن عمر82 سنة. ينظر: الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 22/ 334. ابن العبري، أبو الفرج يوحنا بن هارون بن توما الملطي، (ت 685هـ/ 1286م)،
تاريخ مختصـر الدول، تحقيق: أنطون صالحاني اليسوعي، ط3، دار الشرق، (بيروت: 1992
م)،1/
249.
([89]) ابن المستوفي شـرف الدين أبو
البركات المبارك بن أبي الفتح أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة بن غالب اللخمي،
الملقب شـرف الدين، المعروف بابن المستوفي الإربلي، ولد بإربل في سنة أربع وستين
وخمس مئة، كان واسع الكرم، لم يصل إلى إربل أحد من الفضلاء إلا وبادر إلى زيارته،
وحمل إليه ما يليق بحاله، كان عارفاً بعدّة فنون، منها الحديث وعلومه، وأسماء
رجاله. وكان ماهراً في فنون الأدب من النحو واللغة والعروض والقوافي وعلم البيان وأشعار
العرب وأخبارها وأيامها ووقائعها وأمثالها، وجمع لإربل تاريخاً في أربع مجلدات،
وقد احلت عليه في هذا الكتاب في مواضع عديدة، وله كتاب النظام في شـرح شعر المتنبي،
وأبي تمام في عشـر مجلدات، وكتاب إثبات المحصل في نسبة أبيات المفصل في مجلدين،
تكلم فيه على الأبيات التي استشهد بها الزمخشـري في المفصل، وله كتاب سـر الصنعة،
وله كتاب سماه أبا قماش، جمع فيه أدباً كثيراً ونوادر وغيرها توفي في خامس المحرم
سنة سبع وثلاثين وست مئة. ينظر: ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 4 /147.الذهبي ، سير
أعلام النبلاء ، 23 /49، 50، 52.
([90]) القاسم
الشهرزوري: هو أبو أحمد القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري الموصلي، ولد سنة
(454ه/1062م)، سكن إربل، وزار بغداد غير مرة، وحدث بها، وكان من أهل العلم والفضل،
وسمع الحديث الكثير. توفي ببغداد في جمادى الآخرة من سنة (538ه/1143م)، ودفن
بمقبرة باب بيرز . ينظر: ابن المستوفي، تاريخ إربل، 1 /201،202.
بحث مفصل رائع. هل أربل وأربيل وأردبيل اسم لمكان واحدة ؟ وشكرا لكم.
ردحذف