03‏/10‏/2017

أهمية ضرب الأمثال في الدعوة إلى الله تعالى

دژوار صلاح الدين محمد طاهر
أ- تعريف الأمثال لغة واصطلاحاً:
المثل لغة: يقول ابن فارس: الميم والثاء واللام أصل صحيح يدل على مناظره الشيء للشيء وهذا مثل هذا أي: نظيره، والمثل والمثال في معنى واحد، وربما قالوا مثيل كشبيه، والمثل المضروب مأخوذ من هذا، لأنه يذكر مورى به عن مثله في المعنى[1].
والمثل يستعمل على ثلاثة أوجه بمعنى الشبيه، وبمعنى نفس الشيء وذاته وزائدة، والجمع (أمثال)، ويوصف به المذكر والمؤنث والجمع، فيقال هو وهي وهما وهم وهن مثله، وفي التنزيل: {أنؤمن لبشرين مثلنا}. و)المثال) بالكسر، اسم من (ماثله) (مماثلة)، إذا شابهه[2].
وضرب الأمثال اعتبار الشيء بغيره. وقوله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية}، أي: اذكر لهم، ومثل لهم .[3]
وأما اصطلاحا:ً قال الراغب الأصفهاني: المَثَلُ عبارة عن قول في شيء، يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره، وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال، فقال: {وَتِلْكَ الْأمَثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[4].
ب- أهمية ضرب الأمثال في الدعوة:
لأهمية ضرب الأمثال، ضرب الله تعالى لنا الأمثال في القرآن الكريم، وكذلك النبي (صلى الله عليه وسلم)، فللأمثال في اللغة مكانة رفيعة لما لها من دور بارز في الإقناع، وسرعة التفهيم، وإزالة الإشكال.
وأحسن الأمثال هي أمثال القرآن الكريم، لما حوته من المعاني الحسنة، والدلائل العميقة، المتضمنة للحكمة، ودلائل الحق في المطالب العالية[5].
ويتبين هنا أن الله تعالى، بعزته وجلاله، يضرب الأمثال للناس، وإن أهمية المثل تكمن في لغته الرمزية التي تنطبق على أشخاص بعينهم دون ذكرهم بالإسم، وهنا يبقى المثل مفتوحا وينطبق على الإنسان في أي زمان ومكان، فالمثل مهما بلغ من قدم، يستمد تجدده من الحدث الجديد والواقع الجديد[6]، وقد قيل: الأمثال تضرب ولا تقاس.
ويجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وأصابه المعنى، وحسن التشبيه، وجودة الكناية؛ فهو نهاية البلاغة. وقال ابن المقفع: إذا جعل الكلام مثلاً كان أوضح للمنطق، وأنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث[7].
يقول ابن القيم رحمه الله: لقد أخبر سبحانه أنه ضرب الأمثال لعباده، في غير موضع من كتابه، وأمر باستماع أمثاله، ودعا عباده إلى تعقلها، والتفكير فيها، والاعتبار بها، وهذا هو المقصود بها.
وقد ضرب الله سبحانه الأمثال، وصرفها قدراً وشرعاً، ويقظة ومناماً، ودلّ عباده على الاعتبار بذلك، وعبورهم من الشيء إلى نظيره، واستدلالهم بالنظير على النظير {لو أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الحشر: 21).
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن المسألة فيضرب لها الأمثال ويشبهها[8]، فإن الأمثال كلها قياسات يعلم منها حكم الممثل من الممثل به. وقد اشتمل القرآن على بضعة وأربعين مثلاً تتضمن تشبيه الشيء بنظيره، والتسوية بينهما في الحكم[9]. قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَفَكّرُونَ}، وقال تعالى: {وَيَضْرِبُ الله الأمْثَالَ لِلنّاسِ لَعَلّهُمْ يَتَذَكّرُونَ}[10]، وبيّن سبحانه أنه ضرب للناس أمثالهم التي يتعرفون بها على الهدى والضلال، والخير والشر، والحق والباطل، وما آل إليه أهلها من العواقب الحميدة، أو النهايات السيئة الوخيمة. قَال تعالى: {ذَلِكَ بِأنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا البَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّه لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ}[11].
وأعظم أمثال القرآن أهمية، وأرفعها شأناً ومنزلة، الأمثال الإيمانية، التي تبين أركان الإيمان، وتبين أسس الدين، وتعرف بالله رب العالمين، وبحقه على عباده، وغير ذلك من المطالب الإيمانية[12].
ولأهمية الأمثال في الدعوة الى الله عَدَّهُ (الشَّافِعِيُّ) مِمَّا يَجِبُ عَلَى الْمُجْتَهِدِ مَعْرِفَتُهُ مِنْ عُلُومِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: ثُمَّ مَعْرِفَةُ مَا ضَرَبَ فِيهِ مِنَ الْأمَثَالِ، الدَّوَالِّ عَلَى طاعته المثبتة، لاجتناب معصيته، وترك الغفلة عن الحفظ، والازدياد من نوافل الفضل[13].
والغرض من الدعوة هو المدعو، وإصلاحه، وهدايته، بالوسائل التي تناسب حالته، ومن هذهالوسائل ضرب الأمثال، فيجب على الداعية التنبه لها، ومعرفة كيفية عرضها في دعوته.
ج- أساليب ضرب الأمثال في القرآن:
أ - إخراج المعاني الذهنية في صورة حسية، ترسم في المخيلة حية متحركة. خذ هذا المعنى الذهني المجرد، وهو أن الكفار محرومون من دخول الجنة، وأنهم غير مقبولين عند الله بتاتاً، وتأمل كيف عرضه الله في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}[14] ، هكذا في صورة حسية ترسم في الخيال صورة تفتح أبواب السماء، وصورة ولوج الجمل في سم الخياط. وسواء أكان الجمل هو الحيوان المعروف أم الحبل الغليظ، فقد استقر في مخيلة السامع استحالة دخول الكافرين الجنة.
ومن أمثلة ذلك أيضاً أنك لو أردت أن تعرض لمعنى النفور الشديد من دعوة الإيمان بصورته التجريدية تقول: إن القوم ينفرون أشد النفرة من دعوة الإيمان، أما القرآن فقد عرض فيه الأمر بأسلوب تصويري حسي، فقال تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ}[15]، فاشترك هنا مع الذهن حاسة البصر، وملكة الخيال، وانفعال السخرية من هؤلاء الذين يفرون من الحق كما تفر حمر الوحش من الأسد.
ب - تصوير الحالات النفسية والمعنوية في صورة حسية متخيلة، حية متحركة. فعندما أراد الله سبحانه أن يفضح ويعري أولئك الذين هيأ لهم سبيل الهداية لكنهم رفضوا، فأصبحوا في شقاء بما علموا وما جهلوا، فلا هم استراحوا بما هيأ الله لهم من سبيل الخير والرشاد، ولا هم استراحوا بإعراضهم عن هذا الخير، فيصور القرآن حالتهم النفسية والمعنوية هذه في صورة حسية متحركة. قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأتَبَعَهُ الشَّيْطَانُ فكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأرَضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[16].
يقول سيد قطب: إنه مشهد من المشاهد العجيبة، الجديدة كل الجدة على ذخيرة هذه اللغة من التصورات والتصويرات، إنسان يؤتيه الله آياته، ويخلع عليه من فضله، ويكسوه من علمه، ويعطيه الفرصة كاملة للهدى والاتصال والارتفاع، ولكن ها هو ذا ينسلخ من هذا كله انسلاخاً، ويتجرد من الغطاء الواقي، والدرع الحامي، وينحرف عن الهدى، ليتّبع الهوى، ويهبط من الأفق المشرق، فيلتصق بالطين المعتم، فيصبح غرضاً للشيطان، لا يقيه منه واق، ولا يحميه منه حام، فيتبعه ويلزمه ويستحوذ عليه... ثم إذا نحن أولاء أمام مشهد مفزع بائس نكد. إذا نحن بهذا المخلوق لاصقاً بالأرض، ملوثاً بالطين، ثم إذا هو مسخ في هيئة الكلب: يلهث إن طورد، ويلهث إن لم يطارد، كل هذه المشاهد المتحركة تتتابع وتتوالى، والخيال شاخص يتبعها في انفعال وانبهار وتأثر[17].
ج - عرض القضايا المنطقية والجدلية في أسلوب ضرب الأمثال، وذلك في معرض الاستدلال على عظمة الخالق وقدرته، فالقرآن يأتي بالدليل المقنع من واقع الناس وما يشاهدونه ويعايشونه، لكنه معروض في صورة مؤثرة، ومن ذلك قوله تعالى: {وَفِي الْأرَضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[18]. ومع أن هذا المشهد كما تلاحظ يتكرر في حياة الناس، إلا أنه عرض بأسلوب تصويري، وكأنها لوحة طبيعية رسمت عليها النخيل والأعناب المثمرة.
د - إعطاء الحركة لما من شأنه السكون، وخلع الحياة على المواد الجامدة، والظواهر الطبيعية، والانفعالات الوجدانية، فتصبح كأنها أشخاص بارزة لها عواطفها وخلجاتها الإنسانية. تأمل في قوله تعالى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[19] تجد التعبير بالاشتعال يجعل الخيال يتصور أن للشيب حركة في الرأس كحركة اشتعال النار في الهشيم، مما يضفي على النص الحياة والجمال.
وأما خلع الحياة على المواد الجامدة، فمثاله قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}[20]، فالصبح مشهد معروف متكرر للناس، لكنه في التعبير القرآني كأنه شخص حي يتنفس كما يتنفس الأحياء.
وطريقة التصوير التي يتبعها القرآن الكريم في التعبير، لها فائدة عظيمة في وصول المعاني إلى النفس بشتى الوسائل؛ لأن المعاني إذا عرضت في صورتها التجريدية خاطبت الذهن فقط، أما إذا عرضت بالأسلوب التصويري، فإنها تخاطب الذهن والحس والوجدان، وتصل إلى النفس من منافذ شتى، "من الحواس بالتخييل، ومن الحس عن طريق الحواس، ومن الوجدان المنفعل
بالأصداء والأضواء، ويكون الذهن منفذاً واحداً من منافذها الكثيرة إلى النفس، لا منفذها المفرد الوحيد[21].
وهدف الداعية في دعوته: الوصول إلى النفس، وتزكيتها، وتغييرها من الأمارة بالسوء إلى الداعية إلى الخير.
د- أنواع الأمثال
·                الأمثال في القرآن الكريم
كما سبق، بأن الله ضرب لنا الأمثال في كتابه العزيز. وضرب الأمثال في القرآن يستفاد منه أمور كثيرة: التذكير، والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وترتيب المراد للعقل، وتصويره في صورة المحسوس، بحيث يكون نسبته للفعل كنسبة المحسوس إلى الحس. وتأتي أمثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الأجر، وعلى المدح والذم، وعلى الثواب والعقاب، وعلى تفخيم الأمر أو تحقيره، وعلى تحقيق أمر وإبطال أمر، قال تعالى: {وضربنا لكم الأمثال}[22]. فامتن علينا بذلك، لما تضمنت هذه الفوائد، وقال تعالى: {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}[23] ، وقال: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}[24].
والأمثال مقادير الأفعال، والمتمثل كالصانع الذي يقدر صناعته، كالخياط يقدر الثوب على قامة المخيط، ثم يفريه، ثم يقطع، وكل شيء به قالب ومقدار، وقالب الكلام ومقداره الأمثال[25].
وإن ضرب الْأَمْثَال لمن غَابَ عَن الْأشَيَاء، وخفيت عَلَيْهِ الْأشَيَاء، فالعباد يَحْتَاجُونَ إِلَى ضرب الْأمَثَال، لما خفيت عَلَيْهِم الْأشَيَاء، فَضرب الله لَهُم مثلاً من عِنْد أنفسهم، لَا من عِنْد نَفسه، ليدركوا مَا غَابَ عَنْهُم[26].
ويمكن حصر الأغراض التي تُضرب لها أمثال القرآن بما يلي:
1- ضرب المثل لإِيضاح المراد، وتقريبه للمخاطب.
2- إقامة الحجة والبرهان.
3- الإقناع بالترغيب في الحقّ، وتحسينه، والترهيب من الباطل، وبيان قبحه، والمدح والذم.
4- الدلالة على كثير من الحكم والفوائد العلمية.
-5 التربية بإبراز القدوة الحسنة، والحث على الاقتداء بها، والتنفير من ضدها[27].
ونحن في عرضنا للأمثال في القرآن الكريم، نذكر بعضاً منها من باب التذكرة. والعبرة في المثل ليست في الحجم والشكل، إنما الأمثال أدوات للتنوير والتبصير. وليس في ضرب الأمثال ما يعاب، وما من شأنه الاستحياء من ذكره.[28]
ومن هذه الأمثال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا}[29] ، فَإِنَّ الْغَرَضَ تَشْبِيهُ حَالِ الْيَهُودِ، فِي جَهْلِهَا بِمَا مَعَهَا مِنَ التَّوْرَاةِ، وَآيَاتِهَا الْبَاهِرَةِ، بِحَالِ الْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ أَسْفَارَ الْحِكْمَةِ، وَلَيْسَ لَهُ مِنْ حَمْلِهَا إِلَّا الثِّقَلُ وَالتَّعَبُ مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ من السماء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأرَضِ فَأصَبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْ ءٍ مُقْتَدِرًا}[30] ، الْمُرَادُ: قِلَّةُ ثَبَاتِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا، كَقِلَّةِ بَقَاءِ الْخُضْرَةِ. وَقَدْ ضَرَبَ اللَّه تَعَالَى لِمَا أَنْزَلَهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَالْقُرْآنِ مَثَلَيْنِ: مَثَّلَهُ بِالْمَاءِ، وَمَثَّلَهُ بِالنَّارِ، فَمَثَّلَهُ بِالْمَاءِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْحَيَاةِ، وَبِالنَّارِ لِمَا فِيهِ مِنَ النُّورِ وَالْبَيَانِ، وَلِهَذَا سَمَّاهُ اللَّه رُوحًا، لِمَا فِيهِ مِنَ الْحَيَاةِ، وَسَمَّاهُ نُورًا لمَا فِيهِ مِنَ الْإِنَارَةِ. فَفِي (سُورَةِ الرَّعْدِ) قَدْ مَثَّلَهُ بِالْمَاءِ فَقَالَ: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}[31] ، فَضَرَبَ اللَّه الْمَاءَ الَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَتَسِيلُ الْأَوْدِيَةُ بِقَدَرِهَا، كَذَلِكَ مَا يُنْزِلُهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ، فَتَأْخُذُهُ الْقُلُوبُ، كُلُّ قَلْبٍ بِقَدْرِهِ، وَ السَّيْلُ يَحْتَمِلُ زَبَدًا رَابِيًا، كَذَلِكَ مَا فِي الْقُلُوبِ يَحْتَمِلُ شُبَهَاتٍ وَشَهَوَاتٍ. ثُمَّ قَالَ: {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ متاع زبد مثله}، وَهَذَا الْمَثَلُ بِالنَّارِ الَّتِي تُوقَدُ عَلَى الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالرَّصَاصِ وَالنُّحَاسِ، فَيَخْتَلِطُ بِذَلِكَ زَبَدٌ أَيْضًا، كَالزَّبَدِ الَّذِي يَعْلُو السَّيْلَ. قَالَ اللَّه تَعَالَى: {فَأمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ الناس فيمكث في الأرض}[32] ، كَذَلِكَ الْعِلْمُ النَّافِعُ يَمْكُثُ فِي الْقُلُوبِ بِالتَّوْحِيدِ وَعِبَادَةِ اللَّه وَحْدَهُ.
رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: هَذِهِ ثَلَاثَةُ أَمْثَالٍ ضَرَبَهَا اللَّه فِي مَثَلٍ وَاحِدٍ. وَقَدْ ضَرَبَ اللَّه لِلْمُنَافِقِينَ مَثَلَيْنِ: مَثَلًا بِالنَّارِ، وَمَثَلًا بِالْمَطَرِ، فَقَالَ: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله}[33]. يُقَالُ: أَضَاءَ الشَّيْءُ، وَأَضَاءَهُ غَيْرُهُ، فَيُسْتَعْمَلُ لازماً ومتعدياً، فقوله: {أضاءت ما حوله}، هُوَ مُتَعَدٍّ، لِأَنَّ الْمَقْصُودَ أَنْ تُضيءَ النَّارُ مَا حَوْلَ مَنْ يُرِيدُهَا حَتَّى يَرَاهَا. وَفِي قوله في البرق: {كلما أضاء لهم}، ذِكْرُ اللَّازِمِ، لِأَنَّ الْبَرْقَ بِنَفْسِهِ يُضِيءُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِ الْإِنْسَانِ، فَإِذا أَضَاءَ الْبَرْقُ سَارَ، وَقَدْ لَا يُضيءُ مَا حَوْلَ الْإِنْسَانِ، إِذْ يَكُونُ الْبَرْقُ وَصَلَ إِلَى مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ، فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ الْمُنَافِقِينَ كَالَّذِي أَوْقَدَ نَارًا فَأضَاءَتْ ثُمَّ ذَهَبَ ضَوْءُهَا، وَلَمْ يَقُلِ انْطَفَأتَ، بَلْ قَالَ ذهب الله بنورهم، وَقَدْ يَبْقَى مَعَ ذَهَابِ النُّورِ حَرَارَتُهَا، فَتَضُرُّ[34].
·               الأمثال في الحديث النبوي
نجد في كتب الحديث العديد من أحاديث الأمثال. والأمثال التي ضربها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كما يقول ابن القيم: لتقريب المواد، وتفهيم المعنى، وإيصاله إلى ذهن السامع، وإحضاره في نفسه بصورة المثال الذي مثل به، فإنه قد يكون أقرب إلى تعقله، وفهمه، وضبطه، واستحضاره له، باستحضار نظيره، فإن النفس تأنس بالنظائر والأشباه الأنس التام، وتنفر من الغربة والوحدة، وعدم النظير. ففي الأمثال من تأنيس النفس، وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق، أمر لا يجحده أحد، ولا ينكره، وكلما ظهرت له الأمثال ازداد المعنى ظهوراً ووضوحاً، فالأمثال شواهد المعنى المراد، ومزكيّة له، وهي خاصة العقل ولبه وثمرته[35].
ونذكر هنا من باب التذكرة والاستدلال بعضاً من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم):
الحديث الأول:
عن النُّعْمَانَ بن بَشِيرٍ (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّه، وَالْوَاقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ، فَأصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إذا اسْتَقَوْا من الْمَاءِ مَرُّوا على من فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا لو أَنَّا خَرَقْنَا في نَصِيبِنَا خَرْقًا، ولم نُؤْذِ من فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أَرَادُوا هَلَكُوا جميعاً، وَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَ نجَوْا جميعاً)[36].
الحديث الثاني:
عن أبي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم) قال: (إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأنَبِيَاءِ من قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأحَسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ من زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ الناس يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ له، وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَةُ. قال فَأنَا اللَّبِنَةُ، وأنا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ)[37].
الحديث الثالث:
عن أبي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وسلم) يقول: (إنما مَثَلِي وَمَثَلُ الناس كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فلما أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ، جَعَلَ الْفَرَاشُ، وَهَذِهِ الدَّوَابُّ التي تَقَعُ في النَّارِ، يَقَعْنَ فيها، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فيها، فَأنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عن النَّارِ، وأنتم تقحمون فيها)[38].
الحديث الرابع:
عن أبي مُوسَى الْأشَعَرِيِّ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْأتُرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ ولا رِيحَ لها، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الذي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الذي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ ولا رِيحَ لها)[39].
الحديث الخامس:
عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: (أَرَأَيْتُمْ لو أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هل يَبْقَى من دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قالوا: لَا يَبْقَى من دَرَنِهِ شَيْءٌ. قال: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو الله بِهِنَّ الْخَطَايَا)[40].

الحديث السادس:
عن الحرث الأشعري أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال: إن الله عز وجلّ أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن. فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فأما أن تبلغهن، وإما أبلغهن، فقال له: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي، قال فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد، وقعد على الشرف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن، أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، فإن مثل ذلك مثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله، بورق أو ذهب، فجعل يعمل، ويؤدي عمله إلى غير سيده، فأيّكم يسره أن يكون عبده كذلك، وإنّ الله عز وجل خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأمركم بالصلاة، فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده، ما لم يلتفت، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، وأمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك، في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فشدوا يديه إلى عنقه، وقربوه ليضربوا عنقه، فقال: هل لكم أن أفتدي نفسي منكم، فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير، حتى فك نفسه، وأمركم بذكر الله كثيراً، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعاً في أثره، فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن: بالجماعة، وبالسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلى أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية، فهو من جثاء جهنم. قالوا: يا رسول الله، وإنْ صام وصلى، قال: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فادعوا المسلمين بما سماهم: المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل)[41].
·                الأمثال في لسان العرب:
يجب على الداعية أن يهتم بالأمثال العامة والمشهورة التي توافق الشريعة، ولكل قوم مثل، وأن يكون حكيماً في عرض المثل. وألا يكون المثل غريباً لا يفهمه إلا قلة قليلة من المخاطبين، لأن المقصود من الكلام هو الفهم والإدراك.
ومن هذه الأمثال: )أَنْصَحُ مِنْ شَوْلَةَ(، هي كانت خادمةً في دار من دور (الكوفة)، كانت تُرْسِلُ في كل يوم تَشْتَرِي بدرهم سمنا،ً فبينما هي ذاهبة إلى السوق وجَدَتْ درهماً، فأضافته إلى الدرهم الذي كان معها، واشترت بهما سمنا،ً وردَّتْه إلى مَوَاليها، فضربوها، وقَالَوا: أنت تأخذين كل يوم هذا المقدار من السمن، فتسرقين نصفه، فضرب بها المثل، فقيل لها: شَوْلَة الناصحة[42].
)إذَا زَلّ العَالِمُ، زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ).
لأن للعالم تبعاً، فهم به يقتدون، قال الشاعر:
إن الفقيه إذا غَوَى وأطاعه ... قومٌ غَوَوْا معه فَضَاع وَضَيَّعَا
مثل السفينة إن هَوَتْ في لجة ... تَغْرَقْ ويَغْرَقْ كُلُّ ما فيها مَعَا[43].
)أجهل من فراشة).
لأنّها إذا رأت ناراً ألقت نفسها فيها، جهلاً بها[44]. يأتي هذا المثل للذين يعملون السوء بجهالة ولا يتوبون، ويعرفون أن السيئات تجرّ بهم إلى النار.
)أن تسمع بالمعيديّ، خير من أن تراه).
قاله النّعمان لصقعب بن عمرو النّهدي، من قضاعة معدّ، وقد استحقر جسمه. وقاله المنذر لضمرة بن ضمرة. فالمعيديّ: تصغير معدّيّ [45] .
)أبِي يَغْزو، وأُمِّي تُحَدِّثُ).
قال ابن الأعرابي: ذكروا أن رجلاً قدِم من غَزَاة، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر، فجعلت امرأته تقول: قَتَل من القوم كذا، وهَزَم كذا، وجُرِح فلان، فقال ابنها متعجباً: أبي يغزو، وأُمّي تحدّث[46]. يأتي هذا المثل حول احترام التخصص، والفتوى، والصبر، وغيرها.
)إِنَّكَ لا تَجْنِي مِنَ الشَّوْكِ العِنَبَ).
أي: لا تجد عند ذي المَنْبِتِ السوء جميلاً. والمثلُ من قول أكْثَم، يقال: أراد: إذا ظُلمت، فاحذر الانتصار، فإن الظلم لا يَكْسِبُكَ إلا مثلَ فعلك.
يأتي هذا المثل حول صلاح الآباء، واختيار الأصدقاء، وأن الجزاء من جنس العمل.
)إياكَ وَأنْ يَضْرِبَ لِسَانُكَ عُنُقَكَ).
أي: إياك أن تَلْفِظَ بما فيه هلاكك. ونُسِبَ الضربُ إلى اللسان، لأنه السبب. كقوله تعالى: {يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِباسَهُمَا}[47]. يأتي هذا المثل حول خطر اللسان، وأنه سلاح ذو حدين، يستخدم في الخير والشر.
)أوَّلُ الشَّجَرَةِ النَّوَاةُ).
يضرب للأمر الصغير يتولد منه الأمرُ الكبير، ويأتي هذا المثل حول تربية الأبناء، والاهتمام بهم في الصغر، وغيرها.
)آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ).
قال النسابة البكريّ: إن للعلم آفة ونكداً وهُجْنَة واستجاعة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهُجْنته نَشْره في غير أهله، واستجاعته ألا تشبع منه[48]. يأتي هذا المثل حول الاهتمام بالعلم، وكتابته، وتعلمه، وتعليمه، والإخلاص فيه.
)لجّ فحج(.
يضرب للرجل إذا بلغ من لجاجته أن يخرج إلى شيء ليس من شأنه. وأصله أنَّ رجلاً لجّ في الغيبة عن أهله، حتى خرج إلى حج، وما يريد الحج[49]. يأتي هذا المثل حول التنظيم، وتحديد الهدف، والخروج من العشوائية والفوضى.
)إنّه لنقاب).
والنقّاب: الرجل الفطن الذكي الفهم[50]. يأتي هذا المثل للذي يعرف ما يقول، وما يفعل، وأهمية ذلك في الحياة.
ونكتفي بهذا القدر من الأمثال، وعلى الداعية أن يحسن استخدامها، وإنزال المثل منزلته، وبيان المقصود منه.    



1-    ينظر: مقاييس اللغة، 5/296.
2-    ينظر: المصباح المنير،2/563- 564، وأساس البلاغة، ص/580- 581.
3-    ينظر: لسان العرب،1/548،مادة )ضرب).
4-    (الحشر): 21 . ينظر: المفردات في غريب القرآن، ص759.
[5] - ينظر: الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله، عبد الله بن عبد الرحمن الجربوع، الناشر: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م 1/11.
[6] - مجلة الحوار، العدد: 133 ، سنة: 2014 م، ص/60-61،بقلم عبدالباقي يوسف.
[7] - مجلة الحوار، العدد: 133 ، سنة: 2014 م، ص/60-61،بقلم عبدالباقي يوسف.
[8] - إعلام الموقعين،1/190، و 1/195.
[9] - نفس المصدر،4/260
11- نفس المصدر،1/130.
12- (ابراهيم) : 25.
[12] - (محمد):3.
[13] - الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله، 1/15.
[14] - البرهان في علوم القرآن، محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي أبو عبد الله، دار المعرفةبيروت، 1391، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم،1/468.
[15] - (الاعراف:40).
[16] - (المدثر: 49- 51).
[17] -(الأعراف:175 – 176).
[18] - ينظر: في ظلال القرآن 3/ 1396- 1397.
[19] -  (الرعد:4).
[20] - (مريم:4).
[21] - (التكوير:18).
[22] - ينظر: مجلة البحوث الإسلامية ، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد،
العدد: 23 ، ص 234 ، بقلم: الدكتور: حسين مطاوع الترتوري.
[23] - (ابراهيم:45).
[24] -(الزمر:27).
[25] -(العنكبوت :43).
[26] - البرهان في علوم القرآن، للزركشي،1/487.
[27] - الأمثال من الكتاب والسنة، محمد بن علي بن الحسن، أبو عبد الله، الحكيم الترمذي، المحقق: د. السيد الجميلي، دار ابن زيدون / دار أسامة - بيروتدمشق، ص 13-14.
[28] - الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله،1/156.
[29] - في ظلال القرآن،1/50.
[30] - (الجمعة:5).
[31] -(الكهف :45).
[32] -(الرعد:17).
[33] -(الرعد:17).
[34] -(البقرة:17).
[35] - البرهان في علوم القرآن، للزركشي،1/494. والأمثال في القرآن الكريم - لابن قيم الجوزية، تحقيق: إبراهيم بن محمد، مكتبة الصحابةطنطا، الطبعة الأولى،1406- 1986، ص 11-13.
[36] - إعلام الموقعين، 1/ 239- 240.
[37] - صحيح البخاري، كِتَاب الشَّرِكَةِ، بَاب هل يُقْرَعُ في الْقِسْمَةِ وَالِاسْتِهَامِ فيه،2/882،رقم الحديث:2361.
[38] - صحيح البخاري، كِتَاب الْمَنَاقِبِ، بَاب خَاتِمِ النَّبِي ينَ صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: 3/1300.
[39] - صحيح البخاري، كِتَاب ال رقَاقِ، بَاب الِانْتِهَاءِ عن الْمَعَاصِي،5/2379،رقم الحديث: 6118.
[40] - صحيح البخاري، كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ، بَاب فَضْلِ الْقُرْآنِ على سَائِرِ الْكَلَامِ،4/ 1917،رقم الحديث:4732.
[41] - صحيح مسلم، كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِ عِ الصَّلَاةِ، بَاب الْمَشْي إلى الصَّلَاةِ تُمْحَى بِهِ الْخَطَايَا وَتُرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتُ،1/462،رقم الحديث:667.
[42] - مسند الإمام أحمد، من حديث الحرث الأشعري،4/202،رقم الحديث:17833 . تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح.
[43] - مجمع الأمثال، أبو الفضل أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني النيسابوري، المحقق: محمد محيى الدين عبد الحميد، دار المعرفة - بيروت، لبنان،2/356.
[44] - نفس المصدر1/44.
[45] - الأمثال، زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة، أبو الخير الهاشمي، دار سعد الدين، دمشق الطبعة: الأولى،1423هـ، ص7.
[46] - نفس المصدر: ص/51.
[47] - مجمع الأمثال للنيسابوري،1/49.
[48] - نفس المصدر1/52-53.
[49] - نفس المصدر1/59.
[50] - الأمثال، أبو عُبيد القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي البغدادي، المحقق: الدكتور عبد المجيد قطامش،
دار المأمون للتراث، الطبعة: الأولى،1400هـ ،1980م،ص/96.

هناك تعليقان (2):