03‏/10‏/2017

بصراحة/ الكورد وحق تقرير المصير

صلاح سعيد أمين
يعد الشعب الكوردي من أكبر شعوب العالم التي حرمت - حتى هذه اللحظة - من حق تشكيل دولة مستقلة وكيان مشـروع، من قبل الذين يؤكدون مراراً وتكراراً في خطبهم ولوائحهم وادعاءاتهم أن تقرير المصير هو حق لكل الشعوب، دون أيّ لبس ولا غموض.
لقد قسم الشعب الكوردي قبل مائة عام على أربع دول إقليمية، وهي: تركيا، إيران، العراق، وسوريا، دون أن يسأل أحد الشعب الكوردي مجرد سؤال: هل أنتم راضون بهذا التقسيم أم لا؟
وليس خافياً على أحد أن الشعب الكوردي طوال هذه الفترة تعرض لأشد أنواع الاضطهاد، وعانى أعتى أشكال المعاناة، من تطهير وترحيل، وحرمان من الجنسية، وحرمان من التحدث باللغة الأم، وإجبار على الدراسة بلغة أخرى، وقصف بالمقاتلات البريطانية بداية القرن المنصـرم، وضرب بالأسلحة الكيمياوية، المحرّمة دولياً، نهاية
القرن نفسه، فضلاً عن التشـريد والتقتيل والإبادة الجماعية...
ومن هنا، فمن حقنا الطبيعي أن ننتقد كل من يحاول أن يعرقل كفاحنا لنيل استقلالنا، تحت ذرائع واهية، خصوصاً الوسط الثقافي المسيّس، ونتساءل: أحلال أن تكون لكم دولة، وحرام أن تكون لنا دولة؟
بعض الأخوة من العرب يقولون إن تشكيل دولة كوردية يخدم الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى، وهو تهديد واضح للأمن القومي العربي! والأتراك يلوّحون برفض تشكيل أي دولة كوردية! والفرس يجهرون بأن تشكيل دولة كوردية يعرّض المنطقة للخطر، وأنهم لا يقبلون بها!
بساطة هذه التبريرات تجعلها لا تحتاج إلى إجابة، لكن باختصار شديد، نقول: إن كان إخواننا العرب قد قرروا أن يوحدوا كلمتهم، وأن يجمعوا شملهم في دولة واحدة، ويتخلوا عن الـ21 دولة الباقية، وأن يغلقوا سفارات الكيان الصهيوني في بعض بلدانهم، وأن ينهوا التنسيق الأمني في السر والعلن مع الكيان الإسرائيلي، فحينئذ سنغلق نحن إلى الأبد ملف الدولة الكوردية.
وإن كان إخواننا الأتراك قبلوا أن يتعرضوا لأقل من نصف ما واجهه شعبنا، من كل ما أشرنا إليه سالفاً، فليعيقوا تشكيل دولتنا.
وإن كان إخواننا الفرس رضوا في يوم من الأيام أن لا يتحدّثوا بلغتهم الأم، وأن تفرض عليهم الدراسة بلغة ثانية، فليواجهوا تشكيل أي دولة كوردية في المنطقة.
وأخيراً، لم يبقَ لنا إلاّ أنْ نناشِدَ كُلَّ ذي ضميرٌ حي: أن يصـرخ بوجه كلّ من يعترض أن يعيش أي إنسان على وجه المعمورة، كمخلوقٍ كرّمه الله، وأن يحيا أي شعب كباقي الشعوب الأخرى التي منحها الله حق العيش والتمتّع بالحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق