03‏/10‏/2021

آخر الكلام/ مؤامرة أم أخطاء بنيوية؟

محمد واني

منذ اغتيال مرشد جماعة الإخوان المسلمين (حسن ‏البنا)، سنة 1949، من قبل السلطات المصـرية، والجماعة تتعرض لانتكاسات وتداعيات سياسية مستمرة، بلغت أوجها عقب ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010، حيث تعرضت الحركات الإسلامية التي تحمل الطابع (الإخواني)، في مصـر والمغرب وتونس والجزائر، إلى حرب شعواء لا هوادة فيها، من قبل القوى المحلية والدولية. ويبدو أن المجتمع الدولي - المتمثل في القوى الغربية - لا يريد لهذه الجماعة أن تتولى السلطة في منطقة الشـرق ‏الأوسط، التي تمثل أﻫم اﻟﻤﻨﺎطق ﻓﻲ اﻻستراتيجيات الغربية واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، وهو مصمم على إزاحتها بأي طريقة، سواء ‏بالطرق التقليدية (الانقلاب العسكري)، كما في (مصـر)، أو

الانقلاب الناعم في (تونس)، وفق الرئيس قيس سعيد، أو وفق قواعد اللعبة الديمقراطية السائدة، في المغرب والجزائر– مثلاً -، والهدف في كلا ‏الطريقين واحد، هو إزاحة الأحزاب والحركات (الإخوانية)، أو تلك التي تنحو منحاها، من على الواجهة السياسية.

  فالغرب يريد إسلاماً يحاربه، مثل المنظمات الإرهابية، لا أن يحاوره، ويدخل معه في اللعبة الديمقراطية. وإذا ‏سلمنا أن الغرب، ووكلاءه في المنطقة، يتآمرون فعلاً على جماعة الإخوان، و(يشنون ضدها حملة جهنمية) (وضعت بعناية، عقب الربيع العربي)، كما صـرح بذلك الإعلامي في قناة الجزيرة (أحمد منصور)، وفق ‏نظرية المؤامرة، وعلى ضوء هذه النظرية البائسة، تكون الجماعة هي الضحية البريئة التي تتعرض دائماً ‏لمؤامرات الاستعمار، ودسائسه، ويمارس ضدها أنواع من القمع المنظم!

    قد تكون القوى الغربية تستهدف الجماعة، ‏والأحزاب الإسلامية، بشكل عام، وتتآمر عليها، وتحاول إزاحتها من الساحة السياسية، لأنها تشكل خطراً على ‏مصالحها في المنطقة، ولكن هذه الجماعة تتحمل الجزء الأكبر من إخفاقاتها السياسية المتكررة، وترتكب أخطاء ‏جوهرية فظيعة، تظل تعيدها في كل مراحل حياتها السياسية. فكان لا بد من الهزيمة المتكررة دائماً ‏أمام الغول الغربي، ووكلائه العلمانيين، طالما ظل خطابها تقليدياً، عصياً على المراجعة وقراءة الواقع المحلي، والعالمي، قراءة دقيقة شاملة‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق