صلاح سعيد أمين
تمر أكثر من 16 سنة على التغيرات التي حصلت بالعراق، نتيجة الغزو الأمريكي
للبلد عام 2003، ومنذ ذلك التاريخ ولحد هذه الساعة، لم يشعر المواطن العراقي - المنهك
حتى النخاع- لحظة بالفرح والسـرور، ولم ير العراقيون - بكل أطيافهم ومذاهبم
وانتماءاتهم- الأمن والأمان والعدالة في حياتهم. في بلد يطاح فيه بالملكية، وتأتي
الجمهورية، ووضع الإنسان العراقي لم يتغير قيد أنملة، بل يتحوّل إلى الأسوأ. يطاح
بالنظام البعثي، وحكم الرجل الواحد، والحزب القائد، ويأتي النظام الفدرالي،
والتعددية الحزبية، والانتخابات، وحال الإنسان في العراق لا يحسد عليه!
المواطن العراقي جرّب في السنوات الماضية كل ما لا يمكن تخيّله، وذاق مرارة
الوعود الكاذبة، من كل حدب وصوب،. ويظهر -بوضوح- إن الذين يجلسون على كراسي الحكم
بالبلد؛ من الشخصيات إلى الأحزاب، ومن
القوميات والمذاهب إلى النخب والمستقلين، لا
يستطعيون أن يكونوا في المستوى المطلوب، ولا ينتظر الخير منهم بتاتاً.
ولذلك على الشعب أن يبحث عن البديل الجديد، وأن يفتح عقدة الأزمات بأيادي
أفراده المضطهدين، المحرومين من أبسط حقوق الحياة، في بلد أنعم الله عليه بخيرات
لا تحصـى ولا تعد.
اللجوء إلى الشوارع، وكسـر الصمت، والمطالبة بالحقوق والتغيرات المطلوبة،
عبر سواعد أبناء البلد العاطلين عن العمل، يعتبر من أهم البدائل التي ينبغي أن
يسلكها المواطن العراقي لتحقيق ما يليق بحياته.
تأخرنا كثيراً عن اللجوء إلى الشوارع، وتأخرنا كثيراً في انتظارنا لوعودهم
الزائفة، واستماعنا لخطابات القادة ورؤساء الأحزاب، التي زادت الطين بلّة، وفرّقت
صفوفنا، وأوصلت أمرنا إلى ما نراه اليوم.
باختصار شديد: يجب أن ندعم حراك الشارع، ونحقّق كلّ ما نراه خيراً لهذا
البلد، وأبنائه، بالتظاهرات والعصيان المدني، ولكن بصورة مدنية قائمة على الوعي
الكامل المستمد من الروح الإنسانية العظيمة، المعترفة بحقوق الآخر المختلف، ضمن
الدستور والقوانين المعمولة، الكفيلة بحماية حقوقنا كافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق