03‏/04‏/2022

آخر الكلام / العالم في ظل غياب صوت الله!

محمد واني

 ‏ الإسلام دين ودولة، نعم، هذا صحيح، ولكن أي دين، وأي دولة؟ هل يكفي أن نردد دائماً أن الإسلام هو الحل؟ دون ‏أن نعلم كيف، وبأي آلية؟ أعظم مصيبة حلت بالمسلمين المعاصرين هي أن دعاتهم تحولوا إلى (شعاراتيين)، ‏ترديد الشعارات الرنانة أصبح جزءاً من حياتهم العملية؛ ولكنهم ‏عجزوا تماماً عن ترجمتها إلى الواقع، حتى وهم في أوج قوتهم السياسية في تونس والسودان والجزائر ‏ومصر و... وهل الإسلام العنيف الذي  تدعو إليه إيران هو الحل برأيك؟! ‏

مشكلة الشعاراتيين أنهم يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر مغايراً تماماً للواقع؛ تركيا طيب أردوغان تدعي ‏الالتزام بتعاليم الإسلام المحمدي، وأنها تدعو إلى العدل والمساواة والحرية، وأن المسلمين إخوة! ولكن هل هي ‏ملتزمة بالحديث النبوي الشـريف الذي يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، إذن لماذا

تكره للشعب الكوردي الحرية والاستقلال، كما تحبه لنفسها؟ ولماذا تمنع عليه تشكيل دولة، كما لها ‏دولة؟  كذلك الأمر بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية!‏

‏ هذه الازدواجية الخادعة في التعاطي مع الإسلام، ومحاولة تجسيده على أرض الواقع بهذا الشكل المشوه، هي ‏التي أوصلت سمعة ومكانة المسلمين ودولهم إلى الحضيض! وأبعدتهم عن المشاركة في تحديد وتقرير مصير ‏العالم. وبذلك فقد الإسلام أهم وأعظم أهدافه التي نذر الرسول نفسه لها وهي؛ (إنقاذ الإنسانية!)، وبدل أن يحل ‏مشاكل العالم وينقذه من تدمير نفسه، كما هو الحال اليوم، تحول هو إلى عبء ثقيل عليه!. ‏

‏ إن الدولة الإسلامية التي ننادي بها دائماً هي مرآة للدين الذي نعتنقه، أو المفروض أن تكون كذلك، لتكون التسمية ‏صحيحة.. إذا كان تصورنا للدين مشوهاً، وغير ناضج، وغير قابل للتطبيق في الواقع، فمن المستحيل إقامة أي ‏دولة من أي نوع، وإن أقيمت فمآلها إلى السقوط! ولكن إذا كان تفكيرنا يتجه إلى القفز إلى السلطة أولاً، سواء عن ‏طريق الديمقراطية أو غيرها، ومن ثم تطبيقه وفرضه على الآخرين، كما هو تفكير كثير من الحركات والأحزاب ‏السياسية الإسلامية، فهذا طريق شائك وخطير لا يمكن السير فيه بأمان. وهو شبيه بمن يضع العربة أمام ‏الحصان!‏

‏ أين الإسلاميون من الإسلام المحمدي، الذي رآه الكاتب البريطاني (‏برناردشو) (منقذاً للإنسانية)، وقال إنه (لو وجد رجل مثل محمد تولى قيادة العالم المعاصر، لنجح في حل جميع ‏مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين).. أين الإسلام والمسلمون مما يحدث في العالم الذي يتجه إلى ‏الفناء؟ غياب تام ومطبق عن المسـرح السياسي والإنساني العالمي، لا حس ولا خبر، أمة في نزعها الأخير!‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق