03‏/04‏/2022

بصراحة/ النخبة المريضة

صلاح سعيد أمين

لا شك أن هناك تعريفات مختلفة  لـ(النخبة)، ويمكن القول إن النقطة الجوهرية في كل هذه التعريفات تتلخص في بيان دور النخبة في الدفاع عن كرامة الإنسان، وتفكيك كل ما يعيق أن ينعم به الإنسان، في أي مجتمع كان. 

حينما يواجه المجتمع تحديات كبيرة أو صغيرة، ويمرّ بأزمات متنوعة (على كل الأصعدة)، على النخبة أن تقوم بدورها المطلوب في الدفاع عن الحقيقة، والتمييز بين العدل والظلم وبيان الإنصاف. باختصار شديد، عليها أن تتخذ موقفاً إيجابياً لا سلبياً.

حينما هاجمت (روسيا) (أوكرانيا)، مؤخراً، كثر الحديث عن حوادث عنصـرية تعرّض لها بعض الفارين من (أوكرانيا)، بسبب بشرتهم، من قبل مراسلين وصحفيين أوروبيين، بل وسمعنا كلاماً عنصرياً على لسان

رئيس وزراء بلغاريا الذي صرح بأن اللاجئين الأوكرانيين "ليسوا من اللاجئين الذين اعتادت عليهم أوروبا".. فهؤلاء "أناس أذكياء ومتعلمون، وبعضهم متخصصون في تكنولوجيا المعلومات، وهم مؤهلون تأهيلاً عالياً"! وهو يريد أن يقول إن اللاجئين الذين نزحوا قبلهم صوب أوروبا، هم أناس غير متحضرين، ولا أذكياء!

إن دور النخبة مهم إلى حد كبير في كل المجتمعات، كونها تركيبة أساسية في صنع الواقع السياسي والثقافي والديني فيها. لكن مع الأسف الشديد، نرى - هنا وهناك - أن هذه النخبة قد انسلخت عن مهمتها الأساسية، وانحازت إلى وجهات مختلفة، على حساب دورها المطلوب إنسانياً وحضارياً.

وهو ما يشكّل خطراً كبيراً على سلامة المجتمعات البشـرية وصحتها، حيث تمثل النخب الثقافية والسياسية والاجتماعية الرئة التي تتنفس بها، فإذا ما أصابها العطب، فإن قادم الأيام لا يبشر بخير. وهو ما حذّر منه عالم كبير مثل أبي سفيان الثوري عندما كان يردد:

    يا رجال العلم يا ملح البلد          من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق