د. دحام إبراهيم محمد الهسنياني
يعد الصلح من أعمال البر العظيمة التي حث الله عليها في ديننا الحنيف، وأمر بها، ورتب على القيام بها الأجر العظيم والفضل الكبير. وفي المقابل، فإن ترك القيام بالصلح، فيه مفاسد كبيرة. وما كل ذلك الفضل لإصلاح ذات البين إلا لأهميته القصوى؛ إذ ظهرت أهمية الصلح بين المتخاصمين في حقن دماء المسلمين في وقائع كثيرة مشهودة، فإصلاح ذات البين من الدعائم الهامة للحفاظ على المجتمع الإسلامي من التفكك. فالإسلام بعقائده وعباداته ومعاملاته وآدابه يؤدي إلى بناء مجتمع خيّر فاضل متماسك بروابط أخوية، تمنع من خلالها عوامل الفساد والانحلال، ثم تذهب بعد ذلك روح الأنانية والبغضاء والتشاحن، وإذا زال السوء فسيحل محله الحب والإخاء والمودة والموالاة والتكافل والتعاون، فالمجتمع الإسلامي كله يسعى لهدف واحد هو مرضاة الله تعالى بالقول والعمل؛ وذلك يؤول إلى سعادة البشر في الدنيا والآخرة.
إن من أعظم فوائد الصلح فتح القلوب المغلقة، وكسب النفوس المعرضة، وتقريب الأرواح المتباعدة. ولذا سمى الله تعالى العهد الذي تم في الحديبية (فتحاً)، لما تحقق من ورائه من خير كثير للإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن اجتمع الكفار بالمؤمنين، وسمعوا منهم، وعرفوا شيمهم، فكان ذلك سبباً لإيمانهم.
قال
الزهري: "لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا
بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الإسلام في قلوبهم، وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير،
وكثر بهم سواد الإسلام"([1]). ولذا،
فإن التصالح أحياناً مع غير المسلمين، يتحقق من خلاله من إتاحة الفرصة للدعوة إلى
الله، ونشر الإسلام، وبناء المساجد، وذلك من أعظم فوائد الصلح.
والقرآن الكريم يسمي
صلح الحديبية {فَتْحاً مُبِيناً}، ففي هذه الغزوة التي بايع الصحابة فيها
رسول الله – (صلى الله عليه وسلم)- على
الموت، أي القتال حتى الموت، وعدم الاستسلام بحال، شاء الله تعالى أن يتفاوض
المسلمون والمشركون، وأن ينتهوا إلى الصلح المعروف بـ(صلح الحديبية)، والذي يتضمن
هدنة مدتها عشر سنوات، تُغمد فيها السيوف، ويكف كل فريق يده عن الآخر: ينزل هنا
قرآن يُتلى، يسمي هذه الهدنة أو هذا الصلح: {فَتْحاً مُبِيناً}، وتنزل في
ذلك سورة تسمى (سورة الفتح)، تبدأ بقوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً
مُبِيناً}([2]). ويسأل
أحد الصحابة رسول الله – (صلى الله عليه وسلم)-: أفتح هو
يا رسول الله؟ فيقول: (نعم، هو فتح)([3]). استبعدوا
أن يكون فتح بغير حرب، ولكن الله سمَّاه فتحاً، بل فتحاً مبيناً، وامتنَّ به على
رسوله – (صلى الله عليه وسلم) -، وأنزل في ذلك سورة
سميت (سورة الفتح).
ويقول الأستاذ سعيد
النورسي: "قوله تعالى: {فَجَعَلَ مِن دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}([4]).. تنبئ
هذه الآية أن صلح الحديبية، وإن بدا ظاهراً أنه ليس في صالح المسلمين، وأن لقريش
ظهوراً على المسلمين إلى حدٍ ما، إلّا أنه سيكون بمثابة فتح معنوي مبين، ومفتاحاً
لبقية الفتوحات. وأن السيوف المادية وإن دخلت أغمادَها في الواقع، إلّا أن القرآن
الكريم قد سلّ سيفَه الألماسي البارقَ وفَتَحَ القلوب والعقول، إذ بسبب الصلح
اندمجت القبائل فيما بينها واختلطت، فاستولت فضائل الإسلام على العناد، فمزّقت
أَنوار القرآن حجبَ التعصب القومي الذميم... فمثلاً: إن داهية الحرب خالد بن
الوليد، وداهيةَ السياسة عمرو بن العاص، اللذين يأبيان أن يغلَبا، غلَبَهما سيف
القرآن الذي سطع في (صلح الحديبية)، حتى سارا معاً إلى (المدينة المنورة)، وسلّما
الإسلام رقابَهما، وانقادا إليه انقيادَ خضوع وطاعةٍ، حتى أَصبح خالد بن الوليد
سيفَ الله المسلول تفتح به الفتوحات الإسلامية"([5]).
ويعتقد الأستاذ
النورسي أنه لا حل لمعظم الخلافات والخصومات الناشبة بين الأهل والأقارب والمعارف
إلا بالصلح والمصالحة بين الطرفين المتعاديين، وهو سِلْم أمر به القرآن، ودعا إليه
الحق، وفيه مصلحة للطرفين، وتقتضيه الإنسانية، ويحث عليه الرسول - عليه السلام -.
وأوضح
النورسي تلك الضرورة الملحة للسلم والمسالمة من خلال المثال التالي: "إن
أحداً قد قتل شقيق شخص آخر، أو أحد أقربائه، فهذا القتل الناجم من لذة غرور الانتقام،
التي لا تستغرق دقيقة واحدة، تورثه مقاساة ملايين الدقائق من ضيق القلب وآلام
السجن، وفي الوقت نفسه يظل أقرباء المقتول في قلق دائم، وتحيّن الفرص لأخذ الثأر،
كلما فكروا بالقاتل ورأوا ذويه، فتضيع منهم لذة العمر ومتعة الحياة، بما يكابدون
من عذاب الخوف والقلق والحقد والغضب"([6]).
ويقول
الأستاذ النورسي: يا إخوتي في الدين، ويا زملائي في السجن!.. لا علاج لهذا الأمر،
ولا دواء له، إلّا الصلح والمصالحة بينهما، وذلك الذي يأمر به القرآن الكريم،
ويدعو إليه الحق والحقيقة، وفيه مصلحة الطرفين، وتقتضيه الإنسانية، ويحث عليه
الإسلام.
نعم، إن
المصلحة والحقيقة في الصلح، والصلح خير؛ لأنّ الأجل واحد لا يتغير، فذلك المقتول
على كل حال ما كان ليظل على قيد الحياة ما دام أجَلُه قد جاء. أما ذلك القاتل، فقد
أصبح وسيلة لذلك القضاء الإلهي، فإن لم يحل بينهما الصلحُ فسيظلان يعانيان الخوف
وعذاب الانتقام مدة مديدة؛ كما يقول النورسي([7]).
والنورسي
هو المصلح الاجتماعي الذي جعل مهمة رسائل النور هي إنقاذ الحياة الاجتماعية
لأبنائها من الفوضى، عن طريق منهجها القائم على الشفقة والرحمة والاحترام المتبادل
والابتعاد عن الحرام والحفاظ على الأمن والدخول في الطاعة.
إن الفعل
الذي تأثر به في واقع الأمر شخص واحد هو المقتول، تتسع دائرة تأثيره لشناعته،
فيتأذى منه أهل القاتل والقتيل على السواء، ولا راحة ولا اطمئنان ولا سلام ولا
سكينة، إلا في الصلح، الذي تدعو إليه الحقيقة، وتحث عليه مصلحة الجميع. فيقول
النورسي في بيانه الأمرين معاً: "لأن الأجل واحد لا يتغير، فذلك المقتول على
كل حال ما كان سيظل على قيد الحياة ما دام أجله قد جاء، أما ذلك القاتل فقد أصبح
وسيلة لذلك القضاء الإلهي، فإن لم يحل بينهما الصلح، فسيظلان يعانيان الخوف وعذاب
الانتقام مدة مديدة، فإن لم يكن ذلك القتل قد نجم من عداء أصيل ومن حقد دفين، وكان
أحد المنافقين سبباً في إشعال الفتنة، فيلزم الصلح فوراً، لأنه لولا الصلح لعظمت
تلك المصيبة الجزئية ودامت، بينما إذا تصالح الطرفان، وتاب القاتل عن ذنبه، واستمر
على الدعاء للمقتول، فإن الطرفين يكسبان الكثير، حيث يدب الحب والتآلف بينهما،
فيصفح هذا عن عدوه، ويعفو عنه واجداً أمامه أخوة أتقياء أبراراً، بدلاً من شقيق
واحد راحل، ويستسلمان معاً لقضاء اللّه وقدره"([8]).
فالأستاذ
النورسي يرى أن ضرورة الصلح نابعة من حقيقة إيمانية كبرى، وهي: أن من قتل إنما قتل
بأجله، والتسليم بها كاف لأن يستل من قلوب الجميع كل عداء قد يتولد بينهم. بل قد
ينقلبون أحبة وأخوة يسود بينهم السلام والوئام، بدلاً عن الحقد والكراهية.
يرجع
الأستاذ النورسي أسباب تأخرنا المدني إلى حال التفكك والخلاف الفكري والمعتقدي،
والذي يترجم على أرض الواقع في صورة اختلاف رؤيوي وتشتت في النظرة إلى الحياة،
وانعدام المشروع المدني والاجتماعي الذي يناط بالجهات الفاعلة في المجتمع من أجل
أن تصوغه وتنفذه.
إن غياب النموذج الاجتماعي الموحد، وانعدام الإطار
المدني المشترك الذي يستقطب الجهد الملي - وإن اختلفت بعد ذلك تفاصيل ذلك النموذج
المدني بين الفئات، من حيث الكيفيات والأساليب المفضية إلى خير الأمة وصلاحها -
يجعل من الأفكار أحوالاً انفعالية مرتهنة بالحماس الظرفي الذي تذكيه المناسبات،
ويجعل التصورات الحالية والمستقبلية مجرد أحلام حبيسة الذهنيات والضمائر والنوايا،
ولا شيء غير ذلك. وقد تتحول الروى ووجهات النظر إلى برامج، إلا أنها، ونتيجة
التضارب الذي يعاجلها من قِبَلِ المخالفين والمعارضين، لا تلبث أن تجهض أو تموت في
الرحم، تحت ضغط الخلاف غير المدني.
ثم إن
طبيعة الاختلاف المستفحلة لدى الفئات والقطاعات المدنية، وحال تباين الأفكار
واختلاف المشارب والتوجهات، تنعكس -حتماً- على صعيد واقعنا الاجتماعي والتربوي، إذ
هي تتبلور في مفاعلتها للمجتمع على شكل مناهج متنافية متباينة، لما يحكمها من
مصادر وقناعات ومرجعيات؛ ديدنها تحقيق مساحة النفوذ وبسط قبضة التبعية على مزيد من
القطاعات من الفئات (حمية التكاثر)، الأمر الذي يجعل من الناتج البشري والاجتماعي
المتشكل في ظل ذلك الواقع التوجيهي والتنشيئي الخلافي، صعيداً انعزالياً تتهدد به
لحمة الأمة، وتتحلل أواصر وحدتها، بدل أن تتعزز وتنهض وتواجه تبعات التخلف
والاندحار.
لقد أحال
النورسي علة هذه الحال التفككية التي عليها واقع المسلمين، إلى تعدد مصادر التوجيه
والتعليم، وتباين البرامج التكوينية التي ظلت تعتمدها - وما زالت - كثير من
مرافقنا العمومية: المدارس، والكتاتيب، والتكايا.. وبين أن من أهم أسباب تأخرنا في
مضمار المدنية، بعد الاستبداد، هو تباين الأفكار واختلاف المشارب لدى منتسبي ثلاث
شعب كبيرة، يعدون مرشدين عموميين للجميع، وهم: منتسبو المدارس الحديثة، والمدارس
الدينية، والتكايا.
إن تباين
الأفكار قد هز أساس الأخلاق الإسلامية، وفرّق اتحاد الأمة، وأخرنا عن ركب الحضارة،
لأن أحدهم يكفر الآخر ويضلله، بينما الآخر يعد الأول جاهلاً لا يوثق به، وهكذا ساد
الإفراط والتفريط. وعلاج هذا الداء هو الصلح النابع من توحيد الأفكار، وربط
العلاقات ووصلها، حتى يتوصل إلى نقطة الاعتدال، فيتصافح الجميع، ويتفقون جميعاً،
لئلا يُخِلّوا بنظام الرقي.
هكذا تتحدد
رؤية النورسي للاختلاف المشربي، لا سيما إذا كان ناتجاً عن مناهج تعليمية منوط بها
أمر تنشئة الأجيال، فلن يكون الحاصل في الحقيقة إلا صداماً مفجعاً تتعمق به حال
الحسرة الملية، لأن تباين البرامج والمناهج التعليمية، واختلاف الأسس والغايات
التي تؤسس لها، يكون له صنيع بالغ السلبية وناتج مشؤوم المردودية على الأمة
والأجيال.. لأن الفئات ستجد نفسها مسوقة في غير اتجاه، بل متضاربة في وجهتها ورؤاها
وتوجهاتها، الأمر الذي يتولد عنه حتما الصدام، والعنف، والتشتت.. من هنا نظر
النورسي إلى الواقع التعليمي والتوجيهي كما كان متبعاً في البلاد الاسلامية، نظرة
سالبة، إذ اعتبره فعلاً يهيئ الأمة لمصير من الحرب والتقاتل الفئوي، الأمر الذي
جعله يطالب بوجوب وضع حد لذلك التوجه المريع، وأن تعقد الأمة بدله موثق مصالحة،
تعود في كنفها إلى الجادة، فتتكفل بوضع البرنامج التعليمي النابع من حاجاتها
الحيوية، والمنسجم مع أصالتها، والمساير لمقاصدها الاستراتيجية القريبة وبعيدة
المدى، والمؤكد لوجودها، والمقوي لبنيانها.
التسامح
والأخوة سبيل إلى الصلح والمصالحة
إنّ
الشّريعة الإسلامية قد أمرت المسلمين بأن يحققوا الأخوة بينهم، وأن يجتنبوا
التدابر والتقاطع وهجْرَ بعضهم بعضاً فوق ثلاث، وغير ذلك مما هو منافٍ للمحبة
والألفة بين المؤمنين، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}([9]).
إن جو
البغضاء والشحناء جو عفن كريه، تروج فيه كل بضائع الشيطان؛ وهي: سوء الظن،
والتجسس، والغيبة، والنميمة، وقول الزور، والسب واللعن، وقد ينتهي إلى أن يقاتل
الأخوة بعضهم بعضاً. وهذا هو الخطر، الذي حذر منه النبي الكريم، واعتبره من أثر
الجاهلية.
يقول بديع
الزمان سعيد النورسي: "العداء ظلم في نظر الحكمة، إذ العداء والمحبة نقيضان.
فهما كالنور والظلام لا يجتمعان معاً بمعناهما الحقيقي أبداً. فإذا ما اجتمعت
دواعي المحبة، وترجحت أسبابها، فأرست أسسها في القلب، استحالت العداوة إلى عداء
صوري، بل انقلبت إلى صورة العطف والإشفاق. إذ المؤمن يحب أخاه، وعليه أن يودّه،
فأيما تصّرف مشين يصدر من أخيه يحمله على الإشفاق عليه، وعلى الجد في محاولة
إصلاحه باللين والرفق، دون اللجوء إلى القوة والتحكم. فقد ورد في الحديث الشريف:
(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما
الذي يبدأ بالسلام)([10]).
أما إذا
تغلبت أسباب العداوة والبغضاء، وتمكنت في القلب، فإن المحبة تنقلب عندئذ إلى محبة
شكلية تلبس لبوس التصنع والتملق.. فاعلم إذن أيها الظالم! ما أشده من ظلم أن يحمل
المؤمن عداء وحقداً لأخيه! فكما أنك إذا استعظمت حصيات تافهة، ووصفتها بأنها أسمى
من الكعبة المشرفة، وأعظم من جبل أُحد، فإنك بلا شك ترتكب حماقة مشينة، كذلك هي
حماقة مثلها إن استعظمت زلات صدرت من أخيك المؤمن، واستهولت هفواته التي هي تافهة
تفاهة الحصيات، وفضلت تلك الأمور التافهة على سمو الإيمان الذي هو بسمو الكعبة،
ورجحتها على عظمة الإسلام الذي هو بعظمة جبل أُحد. فتفضيلك ما بدر من أخيك من أمور
بسيطة على ما يتحلى به من صفات الإسلام الحميدة ظلم وأي ظلم! يدركه كل من له مسكة
من عقل"!([11]).
وكلما استُعظِمت المصائبُ المادية عَظُمت،
وكلما استُصغِرت صَغُرت، فمثلاً: يتراءى شبح للإنسان في الليالي، فكلما اهتم به
انتفخ وكبر، وإن أهمله ولم يهتم به زال واختفى، وكما أن التعرض للزنابير
المهاجِمةِ يزيد من هجومها، وعدم المبالاة بها يفرقها، فكذلك المصائب المادية
كلَّما استعظمها الإنسان واهتم بها عظمت، وبسبب القلق منها تنفذ تلك المصائب في
الجسد، وتستقر في القلب وتتأَصَّلُ، وتُولِّد مصيبة معنوية، فتستند إليها وتستمر.
ومتى ما أزال الإنسان ذلك القلق بالرضا بالقضاء، وبالتوكل عليه تعالىْ، فإن
المصيبة المادية تتلاشى وتجف بالتدريج كما تجف وتيبس الشجرة إذا ما قُطعت جذورُها.
ولقد قلت ذات مرة لبيان هذه الحقيقة:
دع الصراخ والعويل من البلية أيها المسكين،
تعال وتوكل.
إذ الصراخ والعويل خطأ، وهو بلاء في بلاء،
فاعلم.
إن وجدت من ابتلاك لمست عطاء في الصفاء والهناء
الكامنين في البلاء، فاعلم.
وإن لم
تجده، فالدنيا كلها جفاء في فناء، فاعلم.
ولِمَ تصرخ من بلاء صغير، وأنت مصاب ببلاء ملء
الدنيا؟! فتعال وتوكل.
فابتسم في وجه البلاء بالتوكل حتى يبتسم هو
أيضًا.
فكلما ابتسم تصاغر وتبدل.
فكما أن العداء ينقلب إلى الصلح، وتتحول
الخصومة إلى المزاح بالابتسام في وجه عدو لدود في أثناء الشجار أو النزال، ويتضاءل
العداء ويزولْ، فكذلك الأمر في مواجهة المصيبة بالتوكل([12]).
([3]) رواه أحمد في المسند (15470)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، يعقوب
بن مجمع بن جارية والد مجمع - وإن كان حسن الحديث - انفرد به، وأبو داود في الجهاد
(2359)، والطبراني في الأوسط: 4/120، وفي الكبير: 19/445، عن مجمع بن جارية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق