30‏/03‏/2021

دوافع دخول الإسـرائيليات في الفكر الإسلامي

د. سنان سعيد

 الإسـرائيليات هي الأفكار والروايات اليهودية التي دخلت في متون بعض الأحاديث المنسوبة للرسول (ص)، وبعض شـروحات القصص القرآني المنتشـرة في بعض الكتب الإسلامية (التفاسير)، وكذلك عن معجزات وخوارق لبعض رجال بني إسـرائيل، وكلها تخالف مقاصد القرآن الكريم، حيث لم يتطرق إليها، وإلى تفاصيلها، وبعضها تحاول التوفيق بين الروايات الإسلامية واليهودية، بدون الالتفات لمصداقية التوراة ككتاب تاريخي وعقائدي لا تُعرف لُغته الأُم، ولا متى كُتب، حتى أن عالماً لاهوتياً مثل (سبينوزا/ ت1677م)، يقول في كتابه الشهير (رسالة في اللاهوت والسياسة)، إذا استباح المرء لنفسه أن يُفسـر صيغ نصوص الكتاب المقدس (التوراة) على طريقتهم – اليهود –، فلن يبقى لدينا نص واحد لا يمكن الشك في معناه الحقيقي.

وعلى كل حال، فالديانة اليهودية كانت منتشـرة في الجزيرة بين القبائل العربية، وفي اليمن، وسواحل البحرين (الخليج العربي)، وفي قلب الجزيرة العربية؛ مثل: يثرب، وخيبر، وبطون متفرقة هنا وهناك. ويضرب (إسرائيل ولفنسون)، في كتابه (تاريخ اليهود في بلاد العرب)، مثلاً عن التداخل بين العرب واليهود، لأنهم ذوي أصول عربية.

وكان هنالك تداخل في بعض المفاهيم العقائدية قبل الإسلام، واستمرت بعده، ويضـرب مثلاً لذلك عن الختان، وهو من أصول الدين الإسرائيلي، وعبر عنه الناموس الديني بأن كل من اختتن قد دخل في ذمة وعهد إبراهيم (ع)، ومن هنا أطلق اليهود على كل من اختتن التعبير (مِلّة إبراهيم)، والعضو التناسلي بعد ختانه بالعبرية (مِلة= דָת)، وكل من يختتن دون أن يعتنق اليهودية اسم (حنيف = חניף).

وعندما ظهر الإسلام في (مكة)، وكان جل أهلها من عبدة الأوثان، لم يحصل صِدام يذكر مع أهل الكتاب، وخصوصاً اليهود، لأن الدعوة كانت منصبة على محاربة الوثنية.

وعندما انتقلت الدعوة إلى المدينة المنورة (يثرب)، وكان سكانها خليطاً من الوثنيين قبل إسلامهم (الأوس والخزرج)، وبعض القبائل اليهودية الذين يتكلمون العربية برطانة عبرية، ثم أسلم أهل المدينة، وقليل من اليهود، وصارت المدينة أشبه بدولة تمارس فيها حرية الاعتقاد، والشعائر، والمساواة، والعدل. حينما وضع الرسول (ص) دستور (وثيقة) المدينة في السنة الأولى للهجرة (623م)، الذي احتوى على (52) بنداً، منها (25) خاصة بأمور المسلمين، و (27) مرتبطة بالعلاقة مع أصحاب الديانات الأخرى، وخصوصاً اليهود والنصارى (أهل الكتاب)، ولهم أن يقيموا شعائرهم حسب رغبتهم، وفي حال مهاجمة المدينة من قبل عدو، عليهم أن يتحدوا لمجابهته، وطرده. ومما جاء فيها: بأنه من تبعنا من اليهود، فإن له النصـر والأسوة، غير مظلومين، ولا متناصـر عليهم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصـر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وبينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين، ما داموا محاربين. وهذا ما ذكره (إسرائيل ولفنسون) في كتابه آنف الذكر، نقلاً عن المستشـرق الروماني (جيورجيو).

رغم كل هذه المعطيات، فقد شعر اليهود بأنهم أمام موقف جديد، يفقدون فيه تعاليهم على أهل المدينة، كونهم أصحاب كتاب، وينتظرون مخلصاً (مسيحاً) يعيد لهم أمجاد سياسية ضائعة يجعلهم ظاهرين على غيرهم. ولهذا، عندما جاء الرسول محمد (ص)، كخاتم الأنبياء، ولا مخلص من بعده (مسيحاً منتظراً)، سواءً لبني إسـرائيل أو لغيرهم، فقد شكل ذلك عقدة نفسية وعقائدية عند اليهود، لم يكن من السهل التخلص منها، فبدأت بوادر الصِدام العقائدي الذي تحول الى صِدام سياسـي على النفوذ والسيطرة، ودخلت الأمور العقائدية كتحصيل حاصل. علماً أن كل ما جاء في القرآن عن أفعال بني إسـرائيل في عهد موسى (ع)، وما بعده، من عبادة العجل، ومعصيتهم لموسى وهارون، وامتناعهم عن دخول مصـر، وغيرها، مذكورة في أسفار التوراة، ولم تكن اتهامات قرآنية، كما يبدو للبعض. وعليه، فلو اعترف اليهود بالإسلام، ورسوله، والقرآن، فذلك يعني التخلي عن التوراة والعقائد اليهودية.

في حين أن المسلمين لم ينكروا التوراة، والإنجيل، ولكن القرآن حذر مما لا يتطابق مع العقيدة الإسلامية، خصوصاً بما يتعلق بعصمة الأنبياء، وأخلاقهم. فمثلاً تذكر التوراة عن نوح (ع): "وشـرب نوح من الخمر، وسكر، وتعرى في خيمته، 21- 11، التكوين". وجاء عن لوط (ع) بعد أن يئست ابنتاه من الزواج، قالت الكبرى للصغرى: "تعالي نسقي أبانا خمراً، ونضاجعه، ونقيم من أبينا نسلاً، 32-21، التكوين". وحتى النبي سليمان (ع)، صاحب الهيكل العتيد، لم ينجو من هذه الاتهامات، فيعاقبه الرب، "وذلك لأن سليمان تركني وسجد لعشتاروت آلهة الصيدونيين، ولكموش إله المؤابيين، ولملكوم إله بني عمون، 31-33، الملوك الأول"، والعشـرات من هذه الأمثلة.

لقد كانت التوراة المتداولة آنذاك مكتوبة على الأغلب بالآرامية، مع شـروحات بالعبرية، ولم تكن هنالك توراة بالعربية. ولهذا، كان العرب المسلمون يسمعون مثل هذه القصص، وغيرها، شفاهاً من الأحبار، واليهود. ولشعورهم بقدسية التوراة، فقد وقعوا في بعض الالتباسات، والشكوك، حول مصداقية بعض الروايات والقصص. لذلك، نبّه القرآن الكريم المسلمين بأن ليس كل ما مكتوب في التوراة له مصداقية عقائدية أو تاريخية، حيث تعرضت على مدار مئات السنين لشتى التغيرات والتحريفات، فيقول تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِندِ اللَّـهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴿79﴾ البقرة).

وكذلك كان موقف الرسالة عموماً، والرسول (ص)، حيث لم ينكر التوراة، ونبه المسلمين على التعامل بحذر، فيقول الرسول (ص) بهذا الصدد: (لا تصدقوا أهل الكتاب، ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا، وأنزل إليكم، وإلهنا وإلهكم واحد، ونحن له مسلمون) (البخاري/ النسائي)، وقوله: (لا تسألوا أهل الكتاب عن شـيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل، أو تكذبوا بحق، والله لو كان موسى حياً بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني) (البيهقي).

ونظراً لكثرة الإسـرائيليات وتشعبها، فقد ارتأينا الوقوف على أحد الأحاديث المنسوبة للرسول (ص)، وما يتعلق به في هذا المجال، كمثال من بين العديد منها. يقول الحديث المنسوب للرسول (ص): (لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث، كلهن في الله: قوله إني سقيم، ولم يكن سقيماً، وقوله لسارة أختي، وقوله بل فعله كبيرهم هذا) (أبو داود، والترمذي).

فقد جاء سُقم إبراهيم (ع) في الآية: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ الصافات)، والسقم هنا هو ليس المرض الجسدي، ولكنه الإحباط النفسي، من خلال إصـرار قومه على الكفر، ولم يكن في محادثة معهم، وإنما أعقب حالة السقم تنبيهه لقومه، بقوله: (أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّـهِ تُرِيدُونَ ﴿٨٦﴾ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴿87﴾ فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ﴿٨٨﴾ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ﴿٨٩﴾ الصافات)، وهذا لا يدخل في باب الكذب مطلقاً، ولكنه عتاب نفسي ذاتي أليم على إنكار قومه للوحدانية وخالق الكون والنجوم. وقد تم وضع المسألة، في سياق تبرير الحدث الثاني، بقوله لسارة (أختي)، وهي كارثة فكرية سنقف عندها قليلاً، لأنها تمثل نموذجاً صارخاً للإسرائيليات الشائعة في فكرنا الإسلامي، وبعض تفاسيرنا القرآنية.

ففي قصة إبراهيم (ع) في التوراة، هنالك ادعاء بأنه ذهب إلى (مصـر) نتيجة مجاعة في أرض كنعان، وقال لزوجته (سارة)، وكانت فائقة الجمال، وخوفاً من أن يأخذها رجال فرعون لسيدهم: "قولي إنك أختي فيحسنوا معاملتي بسببك، ويبقوا على حياتي، 12،12، التكوين"، وهو سياق لا يليق بأناس عاديين، فكيف يليق بأبي الأنبياء؟! وهذه الفاجعة العقائدية تتكرر مرة أخرى مع (أبي مالك)، ملك جرار الفلسطيني، ويقول له صراحةً عن سارة: "هي أختي، ابنة أبي لا ابنة أمي، فصارت امرأة لي، 12،20، التكوين"، وهو إهانة لشخصية إبراهيم (ع)، حاشاه الله منها. ثم ينال إبراهيم - حسب ادعاء التوراة - الحظوة والمال من المعجب بجمال زوجته، كما فعل في المرة الأولى مع فرعون!.

وأما البعد الثالث في هذا الحديث، والذي وضع على أساس أنه كذب على لسان إبراهيم (ع)، بعدما حطم أصنام قومه، (وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿58﴾ الأنبياء)، فهذا استهزاء بعقلية قومه، ولم يكذب عليهم، كما تصور مَنْ وضع هذا الحديث، (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿63﴾ الأنبياء).

وعلى هامش قصة إبراهيم (ع) تقول التوراة بأن اسم والد إبراهيم هو (تارح): "ولد تارح إبرام، وناحور، وهاران، 27-11، التكوين"، بينما في القرآن هو (آزر): (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿74﴾ الأنعام)، ومع ذلك يدخل بعض المفسـرين في متاهة التوفيق، فيقولون بأن اسمه تارح، ولقبه آزر، ولله في خلقه شؤون.

وكذلك، فإن قصة النمرود لا أساس لها من الصحة، وجرى تمريرها على أنه الملك الذي أراد حرق إبراهيم (ع)، فمسألة وجود هذا الملك في زمن إبراهيم (ع) مسألة خيالية، فهو مذكور في التوراة على أنه "أول جبار في الأرض من ولد كورش، 8، 10، التكوين"، وكورش حفيد حام بن نوح، بينما إبراهيم (ع) هو الحفيد التاسع لسام بن نوح شقيق حام، فهل من المعقول أن يكون معاصـراً لإبراهيم (ع)، وقد تم حشـره في كثير من الأحاديث والتفاسير.

وهكذا، فإن نظرة المسلمين لاحقاً للتوراة، ككتاب تاريخي محاط بالقدسية، قد ركز في تفكيرهم كثيراً من الخرافات والأساطير، ثم دخلت في بعض التفاسير، أو تم إدخالها قسـراً ضمن بعض الأحاديث المنسوبة للرسول (ص)، كما رأينا.

وهنا يجب أن نقف وقفة لا بد منها، وهي اعتقاد معظم المسلمين أن كل الإسـرائيليات دخلت للفكر الإسلامي قصداً عن طريق اليهود، وهي مسألة ليست صحيحة بالكامل، إلا في بعض الحالات، وفي عصور متأخرة، حيث شكّل بعض اليهود الذين أسلموا حلقة بين الثقافتين اليهودية والإسلامية.

والحقيقة أن اليهود لم يغادروا بالكامل الجزيرة العربية في حياة الرسول (ص) وما بعده، حيث يذكر (إسرائيل ولفنسون)، في كتابه آنف الذكر، وبالاستناد لسيرة ابن هشام، وكتاب المغازي للواقدي، بأن بعض يهود بني قينقاع عادوا إلى المدينة المنورة بعد غزوة خيبر، ويؤكد شكّه، وبعض المستشرقين الآخرين، لأنهم كانوا يجيدون بعض الصناعات التي لا يجيدها غيرهم، كالصياغة، وصناعة السيوف.

إن هنالك روايات، ونصوص تاريخية، تدل على أن الرسول (ص) كان يعامل اليهود، بعد غزوة خيبر، بروح التسامح، حتى أنه أوصى عامله (معاذ بن جبل) بأن لا يفتن اليهود عن يهوديتهم، وذلك بالاستناد إلى رواية (البلاذري). وكانت هنالك بين الغنائم، التي غنمها المسلمون في غزوة خيبر، صحائف متعددة من التوراة، فلما جاء اليهود يطلبونها أمر الرسول (ص) بتسليمها لهم.

لقد بقى الاختلاط بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية، وخصوصاً الذين أعلنوا إسلامهم، وكذلك من بقي على دينه، فصاروا حلقة وصل في نقل قصص التوراة ورواياتها للمسلمين، المتعطشين لسماع تفاصيل هذه القصص والروايات، حيث لا مصدر لها خارج القرآن، إلا روايات أهل الكتاب، ولم ينتبه المسلمون أن القصص القرآني لا يعير التفاصيل أدنى اهتمام، فالعبرة هي الأهم، كذلك فإن الله قد فضّل بني إسرائيل، ولو كان تفضيل تأنيب: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٤٧﴾ البقرة)، وقد ترك ذلك بعض الدوافع لتصديق هذه القصص والروايات، بدون عرضها على النص القرآني.

فيهود اليمن بقوا في أماكنهم، وعلى هذا عومل يهود البحرين، إذ لم يُكلفوا إلا دفع الجزية، وبقوا متمسكين بدين آبائهم.

وكتب الرسول – صلى الله عليه وسلم - إلى بعض بطون اليهود المتفرقة، أمثال بني حنينة، وأهل مقنا، بعد أن رجعوا لقراهم: (...، فإذا جاءكم كتابي هذا، فإنكم آمنون، ولكم ذمة الله، وذمة رسوله،...).

ولهذا يمكن استنتاج أن معظم يهود الجزيرة، عدا يهود اليمن، هاجروا بعد الفتوحات إلى بلاد الشام والعراق، حيث كانت الأجواء التجارية والاقتصادية أفضل من الجزيرة العربية وسواحل الخليج، واختلطوا بالمسلمين.

وأما أشهر من تركوا بصماتهم في الوسط الإسلامي، فهو كعب الأحبار، وهو من قبائل اليمن، إحدى القبائل العربية، التي تسمى ذي رعين أو قبيلة ذي كلاع، وكان عالماً كبيراً بالدين اليهودي، أسلم وعمره (80) سنة، على عهد أبي بكر الصديق (رض)، وتوفي عام (34هـ) عن عمر (104) سنة على عهد عثمان بن عفان (رض)، ثم رحل للشام، وكان معاوية بن أبي سفيان (رض) والياً عليها، وقد أذن أن يقص القصص في (جامع حمص)، وكان أول من قص القصص في الجوامع الإسلامية، وقد اشترك مع معاوية (رض) في غزو قبرص. ومن أشهر تلاميذه عبد الله بن عباس (رض)، ولذلك فإن كثيراً من الشبهات تحوم حول تأثيره على تفاسير وأحاديث عبد الله بن عباس (رض)، الملقب بحبر الأمة.

ومن المشاهير الذين أسلموا من اليمن: عبد الله بن سبأ، الذي تدور حول دوافع إسلامه كثير من الشكوك، لأنه يعتبر الأب الروحي لفرق الغلاة التي نشأت لاحقاً، وأدخل عن عمد بعض المفاهيم اليهودية بين أتباعه.

على النقيض من ذلك كان عبد الله بن سلام، الذي توجه بالنصح نحو أحبار اليهود قائلاً: "اتقوا الله، واقبلوا ما جاءكم به، فو الله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله، تجدونه مكتوباً عندكم في التوراة باسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله، وأؤمن به، وأصدقه، وأعرفه. فقالوا: كذبت"، حسبما روى ذلك ابن هشام في سيرته.

وعليه، فكانت هنالك عدة تيارات بين اليهود في تأثيرها على بعض جوانب الفكر الإسلامي، وبما يتعلق بالإسـرائيليات، منها ما هو مقصود، ومنها نتيجة التلاقح الثقافي الديني بين المسلمين واليهود في بعض الأساسيات، وعدم إنكار الإسلام لديانات اليهود والنصارى، وأنه جاء لإصلاحهما وإرجاعهما للطريق الصحيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق