30‏/03‏/2021

الستون وقد بلغتها!

عمار وجيه

     ليس من منهجي في الكتابة أن أتحدث عن أموري الشخصية، إلا في الحوادث التي مررت بها، للاستفادة أو الاعتبار.

لكن هذه المرة سأقف عند محطة مهمة في حياتي، فقد بلغت الستين، وما أدراك ما الستون؟

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه-، عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «أعذرَ اللهُ إلى امرئ أخَّر أجلَه حتى بلغَ ستِّين سنةً» (رواه البخاري).

قال العلماء: معناه: لم يتركْ له عذرًا، إذ أمهله هذه المدةَ.

يُقالُ: أعْذرَ الرَّجلُ: إذا بلغَ الغايةَ في العُذرِ.

ففي العشرينات، ربما يمهل الشاب إن طاش مع الفتيات.

وفي الأربعينات، ربما يمهل إن تجاوز في المال أو السلطة.

 لكن ماذا بعد الستين؟

وإن حُرمتَ من ملذات الدنيا قبل هذا العمر، فهل ستتمتع بها بعده؟!! مستبعد جداً..

صدقوني.. ما زلت أشعر بألم وندم شديد على كل ساعة أضعتها في غير عمل نافع.

وأشعر أن صلاتي فيها غفلة وسهو،  وصيامي لا يخلو  من أخطاء وتجاوزات، وأعمال الخير ربما شابها الرياء وعدم استحضار النية في وقتها..

أما التقصير والتكاسل.. فحدث ولا حرج..

ولا تنفع الندامة بعد هذا العمر إلا قليلاً (اغتنم خمساً قبل خمس... وشبابك قبل هرمك).

وصيتي للشباب الذين ما يزال في أعمارهم متسع كبير:

- أن لا يهبوا أعمارهم لترهات غيرهم.

(الله وكيلك.. لا يفيدك ملحد، ولا حاقد، ولا مدمن، ولا اتكالي كسول، ولا فارغ يقضـي نصف حياته في الألعاب، ولا ضائع يشوش عقلك بالشبهات ليهرب من مواجهة الواقع)!

- صاحب العالم، والمتعلم، والعاقل، والمؤمن، والناصح، ورجل الأعمال النزيه، والحرفي، والماهر، والخبير، والإيجابي، والداعية، والرياضي، والفنان الهادف، وكل من يفجر طاقاتك الكامنة.

- ومهما طال البؤس سينتهي.

ويوم تزول الغمة إذا وجدت نفسك قد اكتسبت علوماً ومهارات ومالاً حلالاً وأنت على الهدى، ستكون نهضتك أسرع.

- وتزوج .. (ولا تطول المراهقة.. عيب)!

- وأرجوك، رجاء طبيب صاحب خبرة: (يرحم أمك وأبوك عوف الجگارة)..

وخفف من الوجبات السريعة..

و(قلل البيبسي والحلويات للربع)..

 فالسكري، والضغط، وعجز الكلى

كوارث بكل ما تعني الكلمة من معنى

ولكنكم يا شباب قوم (ماخذيها بزودكم)..

ولات ساعة مندم..

عافاكم الله..

والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

 

 

 

 

          

                          )(المواطن الصحفي) في عالم الإعلام المتغير

                                                           

                                                  د.يحيى عمر ريشاوي

 

   منذ ظهور الوسائل الإعلامية وهي في تحول وتغير وتطور مستمر، من مطبوعة إلى مسموعة فمرئية، إلى عصـر تكنولوجيا الإعلام والإعلام البديل والملتميديا وغيرها من المسميات، من (إعلام النخبة) إلى (الإعلام الجماهيري) إلى (إعلام الجماهير)، والتي غيرت بمجملها من شكل ومضمون العملية الإعلامية، ومن نمط التعامل مع البيئة الإعلامية، وكذلك من نظرتنا الشائعة والتقليدية للعملية الاتصالية: (مرسل، ورسالة، ومستقبل).

واقع جديد طرأ بسـرعة البرق على العملية الإعلامية، وفرض نفسه على الواقع الإعلامي والسياسي والاجتماعي والديني وغيرها، وصـرنا نسمع عن أرقام وإحصائيات جنونية في أعداد المؤسسات والمنابر الإعلامية، وأعداد أكثر جنوناً في أعداد المنخرطين في الفضاء الإعلامي، والذين تجاوزوا مرحلة (التلقي)، إلى مرحلة (التفاعل والتشارك)، كما في تحليل (آلفن توفلر) للواقع الإعلامي في عصـرنا الحاضـر.

ومن أبرز مظاهر هذا التحول الإعلامي في هذا العصـر، انتتشار ظاهرة (المواطن الصحفي)، الذي فرض نفسه على دنيا الإعلام، وأحدث جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، جدل انطلق من حقيقة التأثير الذي أحدثته هذه الظاهرة في طبيعة العمل الإعلامي، ومن الشكل التقليدي للعملية الإعلامية؛ من مؤسسات، ومراسلين، ومصورين، وحراس بوابة، وأجهزة، وأبنية، وغيرها من المتطلبات، جاءت هذه الظاهرة لتغير هذا الواقع إلى مواطن عادي مع جهاز صغير يسجل وينقل الحدث في اللحظة ذاتها وإلى أبعد مكان.

(المواطن الصحفي) صار الآن منافساً شـرساً للمؤسسات الإعلامية التقليدية، بل ربما وأكثر من ذلك، بأن صار هو المصدر للمؤسسات الإعلامية، كما في (إعصار تسونامي، وأحداث الحادي عشـر من سبتمبر، وثورات الربيع العربي) وغيرها من الأحداث العالمية، والذي كان للمواطن الصحفي حضور قوي وفعال، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنابر الإعلامية المتنوعة والحديثة.

الآن! المواطن الصحفي جزء لا يتجزء من العملية الإعلامية، يزاحم - وبصمت - الإعلام التقليدي، المتمثل بالمؤسسات الإعلامية الرسمية، ويوظف القنوات الإعلامية (السهلة الاستخدام، والرخيصة الثمن، والمنتشـرة في كل مكان) في إرسال رسالته، وتوصيل صوته، والترويج لرؤاه ومعتقداته. هذه الظاهرة، وإن رافقتها بعض النقاط السلبية، إلا أنها قدمت الكثير من الخدمات للجمهور، وسدت الكثير من الفراغات الإعلامية في التغطية الخبرية للمؤسسات الإعلامية التقليدية. وأجبرت المؤسسات الإعلامية على الاعتراف بها، والتعامل معها، بل وأكثر من ذلك، في تخصيص أوقات من برامجها للترويج لها.. هنا وهناك !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق