07‏/04‏/2011

الزلزال السياسي ونهاية الأصنام

يكتبها: زيرفان البرواري 
ما حدث في العالم العربي ما هو إلا زلزال سياسي جاء متأخرا رغم وقوع أغلبية الأنظمة العربية على خط الزلزال منذ عشرات السنوات، الأنظمة التي قامت على شرعية الثورة التي لا تستند على أي أسس دستورية او مفاهيم ديمقراطية وحقوق الإنسان، الأنظمة التي قامت على عنصرين هما التخويف والتجويع!! الأنظمة التي حولت الأوطان إلى سجون وأعدمت فيها الكلمة واعتقل تحت جبروتها الرأي، الأنظمة التي خلفت أجيال من الضياع والجهل والاستهلاك التي دمرت قدرات الفئات الشبابية في سواد كوابيس البطالة والمخدارت وما إلى ذلك من الكوابيس التي أغلقت بها كل نوافذ الحرية والمشاركة السياسية.
إننا اليوم نعيش حالة من الدمينو في الوطن العربي، الدمينو تلك النظرية التي استخدمت من قبل الساسة الأمريكان في جنوب شرق آسيا أيام حرب فيتنام الشهيرة، اليوم بعد مرور عقود على تلك النظرية وإهمالها في العلاقات الدولية عادت لتسيطر على المشهد السياسي الشرق الأوسط بنمط جديد وآثار مختلفة. ولكن السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هو لماذا حدثت التغييرات بهذه السرعة وعلى هذا النمط من التعبير العنيف عن المطالب والحريات العامة.
للرد على هذا السؤل لابد لنا من معرفة طبيعة الأنظمة العربية التي تدير المنطقة العربية، ومدى كلاسيكية تلك الأنظمة وعدم صلاحيتها في إدارة المجتمعات الإنسانية في القرن الجديد، قرن العولمة وشباب الفيسبوك.
إن الأنظمة العربية سيطرت على مقاليد الحكم من خلال ثورات دموية حيث تخلص بعض النخب العسكرية من اقرانهم بطرق وحشية ودموية وزرعت في نفوس الشعوب عقدة الترهيب والخوف من السلطة، والظهور بموقف المحررين والمنقذين لتجربة السلطة الوطنية بعد الاحتلال، ولكن لم تغن شعاراتهم عن الحق شيئا فلم تتمكن تلك الأنظمة رغم شعاراتها الاشتراكية من تحقيق العدالة الاجتماعية والفجوة الطبقية بل على العكس من ذلك ازدادت الهوة بين الطبقات الاجتماعية وظهر ما يمكن أن نسميه العبودية المعاصرة.
ونظرا لعامل التشابه والتقليد في الأنظمة العربية لذا سوف يكون التحليل القائم على نظرية الدمينو من انسب التحليلات السياسية للزلزال السياسي الذي ضرب عروش الطغاة وحطم آمالهم في البقاء الأبدي على كراسي الحكم. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تتشابه سيكولوجية الأفراد في المنطقة العربية فالترهيب والقمع انتج الكثير من الأمراض النفسية بين الناس وأصبح الحاكم الصنم الشخص الذي لا يقهره إلا الموت؛ وان التخلص من الطغيان عن طريق القوى الداخلية ما هو إلا حلم في سماء اللاواقعية، ولكن كما قال الشابي اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر، قد تزهق أرواح و تهدر دماء زكية لكن في سبيل التخلص من الأصنام سوف تأتي بثمار تأكل منها الأجيال القادمة التي تستحق الحياة.
الزلزال السياسي أقوى بكثير مما تتوقعه الأنظمة، وعصر الطوارئ والشرعية الثورية قد ولى؛ وان الشارع بات الرقم الصعب في تغيير الموازين السياسية.r

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق