09‏/01‏/2020

مكانة السُنَّة في نظر الشيخين السبحاني ومفتـي زاده (القسم الثالث) .. مكانة السُنَّة في نظر الشيخ أحمد مفتي زاده


كتبه: الدكتور محمود محمد علي الزمناكويي
ترجمة: الأستاذ هريم جمال الهروتي

مقدمة
من كان ذا معرفة بأشرطة العالم والمجاهد الكبير في شرق كوردستان، المرحوم (الشيخ أحمد مفتي زاده) ومؤلفاته ومكتوباته، يتبيّن له أنه كان ذا مكنة قوية، وعلم عميق، وفكر راسخ، ولا نبالغ إن أعطيناه لقبَ: (العابد والشاهد والزاهد والعارف والعالم والمثال الحي الديني والمفكّر والفيلسوف) في عصـره.
   نشاطات مفتي زاده ومؤلفاته، سابقاً ولحد الآن، كانت محل إعجاب الإسلاميين، وكانت لها انعكاسات وآثار بالغة على المثقفين والباحثين في تيار الصحوة الإسلامية.
  

رأي العلامة ناصـر سبحاني حول أسس القيم الدينية


د. عمر عبدالعزيز
  تحدّثنا في مقالات سابقة عن رؤية العلامة ناصـر سبحاني حول فهم التصوّرات الدينية، فأشـرنا ـ في ذلك السياق ـ إلى نظرته حول المذاهب الفكرية والعقدية والكلام والمتكلّمين، والفلسفة والفلاسفة.
في هذا المقال سنتحدّث عن نظريته تجاه القيم الدينية، ودورها في الحياة الاجتماعية، وعلاقتها بالحكم الابتلائي الذي هو شطر الألوهية، وكذلك أقسام القيم والأحكام، وكيفيّة تلقّيها.

أولاً/ دور القيم في الحياة الاجتماعية للأمم، ومصادر تلقّيها، :
ممّا لا شك فيه أن القيم لا تقوم إلا على أساس رؤية متكاملة تجاه الكون والحياة، حيث إنها مرتبطة بتصوّر المرء تجاه ما حوله، إذ إن التصوّرات ـ إن كانت صحيحة ومبنيّة على أسس يقينية ـ كما تحدّثنا عنها في مبحث

إشكالية ترجمة المصطلح -دراسة نظرية


فاتح محمد سليمان (فاتح سەنگاوي)
المقدمة
  يتناول هذا البحث المعنى اللغوي والاصطلاحي للمصطلح، وذلك بالعودة إلى المعاجم والمصادر المختصّة، وأهميّته، من حيث مضمونه المعرفي والثقافي، لأن تلك المضامين تتجاوز أن يكون المصطلح ألفاظاً لغوية بحتة، وهذا يتطلّب الدقّة والمسؤولية في الاستعمال والتعامل معه، وبخاصة في ترجمته. لأن الترجمة: "تعدّ عملاً إنسانياً يعبّر عن التجارب التواصلية والاتّصالية للمجتمعات، فهي من هذه الناحية ليست عملاً اصطلاحياً أو لسانياً فحسب، بل هي اتّصال اجتماعي يقوم على فحص نظامين لسانيين اجتماعيين مختلفين، وثقافتين متباعدتين، أحياناً، في الرؤى والتصوّرات"، مع دراسة بعض الإشكاليات في ترجمة المصطلح، كي يكون المتصدّي للترجمة في هذا المجال على دراية بها، لتفادي الخطأ، وتجاوز العقبات.

الآفِستا - دراسة تحليلية نقدية الفنديداد أنموذجاً


أ. د. فرست مرعي
بنى دين الآريين القديم على عبادة قوى الطبيعة (= الماء والهواء والتراب والنار) والعناصر والأجرام السماوية. وأضيفت إلى آلهة الطبيعة، منذ زمان قديم، آلهة تمثل قوى أخلاقية أو آراء معنوية مجسمّة. ويظهر أنه كانت هناك، قبل انفصال الهنود والإيرانيين بعضهم من بعض، تفرقة بين (ديْواَ)، التي يعتبر أخصّ ممثليها: ربّ الحرب (إندرا)، وبين (آسورا) (= آهورا الإيرانية)، آلهة العهد والقانون، التي كان على رأسها (وارونا) و(ميثرا). ويتّفق معظم العلماء على أن (مزدا) (= الحكيم) عند الإيرانيين، الآهورا الأكبر هو (وارونا) القديم، ولم يحفظ الإيرانيون القدماء اسمه الأصلي. والآهورات، وعلى رأسهم (مزدا)، كان لهم طابع يتميّز بالدعوة إلى الأخلاق والعمران، بعكس الشياطين التي تعبدها القبائل الرُحَّل والمحاربون واللصوص. وفي الوقت الذي دخل فيه الإيرانيون العصـر التاريخي، كان (مزدا) (مزدا آهورا أو آهرامزدا) الإله الأعلى للقبائل المستقرّة والمتمدّنة، في الشـرق والغرب.

الدكتور عماد الدين خليل والاستشراق في التاريخ الإسلامي


أ. م. د.  محمد علي صالح الويس
كلية الآداب /جامعة الموصل قسم التاريخ
يقدم هذا البحث رؤية لموقف الدكتور عماد الدين خليل عن الاستشراق. والدكتور عماد ليس بحاجة إلى تعريف، بل هو علم من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، وله العديد من المؤلفات التي تناولت المعطيات الاستشراقية، نقداً وتفنيداً لمظان السلب في هذا الموروث، في خمسة كتب، وثمانية أخرى ترصد وتحلل الشهادات والاستنتاجات والمعطيات الإيجابية في الموروث الاستشراقي. لذلك كان اختيار هذا الموضوع لكونه أخذ جهداً كبيراً، ونصيباً واسعاً من جهد مفكرنا الكبير.
وتم تتبع تلك المؤلفات، والبحث فيها عن قواعد الدكتور عماد الدين وهو يفند وينقد معطيات الفكر الغربي اللاهوتي والمادي، وقد أخذ الحيز الأكبر من البحث.

من خصائص الوسطية الإسلامية الشهادة على الناس


د. دحام إبراهيم الهسنياني
من خصائص الوسطية الإسلامية للأمّة الإسلامية أنها أمّة ذات رسالة عالمية، ليست أمّة إقليمية ولا قومية، بل وضعها الله في مقام الأستاذية للبشـرية كلها، والشهادة على الناس جميعاً، وهذا معنى قوله تعالى: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).
لقد جعل اللَّه الإسلام ديناً وسطاً، وأمر المسلمين بأن يكونوا خياراً عدولاً، فهم خيار الأمم والوسط في الأمور كلها، بلا إفراط، ولا تفريط، في شأن الدين والدنيا، وبلا غلوّ في دينهم، ولا تقصير منهم في واجباتهم، فهم ليسوا بالماديين، ولا بالروحانيين، وإنما جمعوا حقّ الجسد وحقّ الروح، تمشياً مع الفطرة الإنسانية القائمة على أن الإنسان جسد وروح.

عبق الكلمات/ حبيبة الثلج


عبد الباقي يوسف
لا تقتصـر عاطفة الحب على الإنسان فحسب، بل تمتد لتشمل حياة الحيوان والنبات والجماد. كل ما في الطبيعة يستمد ديمومته وتواصله مع مقومات الحياة من خلال هذا السـر الذي يجعل من الحياة أمراً ممكناً.
إذا نظرنا إلى العصافير، سنرى علامات الحب بينها، وكذلك إلى الحمام، وما إلى ذلك من أصناف الحيوان، ثم نرى ذلك في علاقة النبات، وكذلك في عالم الجماد.
في تراث الشعوب هناك حكايات ذهبية ترمز إلى قضايا ما، وهناك حكاية حب من التراث الكوردي، تُروى باختصار عن علاقة حب رومانسية بين نبتة جبلية تُدعى (الهلّكَوكِ)، وبين الثلج، وهنا سأضع الحكاية في قالب قصصي وأرويها:
إذن، هي نبتة رقيقة رومانسية جميلة اسمها الهلّكَوك،ِ تنبت في الأماكن القاسية من جبال كوردستان، عندما يهطل الثلج، ويتكاثف في الطبيعة الجبلية.
 تظهر تلك النبتة الممّيزة بجمالها ورقتها ورهافتها إلى الطبيعة من قسوة الجبل، ومن صقيع الثلج. تنظر

عصر صناعة النجوم!


محمد عبدالشّافي القُوصي
      منذ بضع سنوات؛ طلب مني أحد الإعلاميين الردَّ على أكاذيب أحد التافهين، ودحض مزاعمه التي يُسوّقها عبر كتاباته الرخيصة، وصحفه المُموّلة من خارج الحدود؛ فاعتذرتُ له بحجَّة أنَّني ليس لديَّ وقتٌ كيْ أضيّعه مع أولئك الهابطين، المُشوّهين نفسياً، وأنني قد رجمتُ أسيادهـ وشياطينه المردة مِن قبل، بكتابيَ الحارق؛ (الصفحات السود لمدرسة التغريب والحداثة والتنوير)!
 ولمَّا ألحَّ عليَّ مراراً؛ استشهدتُ له بما قاله الشيخ (جمال قطب) - الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر- عندما رفض التعليق على افتراءات ذلك الصحفي التافه، قائلاً : "لا يجب أن نردّ على أمثاله؛ لأنَّ ما يقوله جهل فاضح، ووقاحة مرفوضة، وإنَّ مثل هؤلاء ينبغي تجاهلهم حتى لا نجعل لهم قيمة؛ لأنهم يبحثون عن الشهرة بهذه الآراء الفاسدة والدعاوى الجاهلية".

ظاهرة الديمقراطية – الثيوقراطية ونتائجها على العراق


سعد سعيد الديوه چي
  تجتاح العراق أجواء مشحونة بالاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكافة مناحي الخدمات، بعد أكثر من عقد ونصف من الاحتلال الأمريكي، الذي استبشـر به الكثيرون على أنه انتقال من الدكتاتورية إلى أجواء الحرية والديمقراطية، وإذا بنا أمام خليط من المشاعر والممارسات (الديمقراطية – الثيوقراطية)، صارت في لبّ المجتمع العراقي، فكراً وممارسة، ليس لها مثيل في تاريخ العالم والمنطقة، وأفرزت أحزاباً وتجمعات غريبة على الفكر الديني، وغريبة على الديمقراطية الحقيقية.
والديمقراطية - كما هو معروف - هي حكم الشعب على أساس الأكثرية بواسطة الشعب مباشرة، أو بواسطة ممثليهم، ويكون تداول السلطة بواسطتها سلمياً، وتترافق عادة مع الليبرالية. وكما هو معروف فإن أصول الديمقراطية نشأت في (روما) القديمة.

بعض من أبجديتنا المشتتة، وأسئلة وعينا الموؤدة


أ. م. د. سامي محمود إبراهيم
رئيس قسم الفلسفة/ كلية الآداب/ جامعة الموصل
  الوعي هو إعمال العقل في جميع شوؤن الحياة، بل هو غائية الوجود. فهذا (ديكارت) يثبت الوجود الإنساني بمقولة (أنا أفكر إذن أنا موجود). أمّا إنسان العصـر فيقول: (أنا أستهلك، إذن أنا موجود)، وشتّان بين الوجودين.
فلا يشك عاقل في أن التحلّي بالوعي بات ضرورة ملحة، فالكوارث التي نحياها، والهزائم التي نكتوي بنارها، إنما هي بسبب غياب الوعي المناسب للتحديات المفروضة والآمال المعلقة.
فنحن اليوم نعيش حالة من التأزم، على مختلف المستويات؛ سياسيها واجتماعيها واقتصاديها وفكريها، إلا أن أقلّ الأزمات عناية بها: أزمتنا على مستوى الفكر والوعي. فبلد كالعراق - بضخامة موارده، واستراتيجية موقعه - يستغرب المرء من تأزّم حاله، وتردّي أوضاعه، كما أن أغلب الحلول تتجه إلى معالجة أعراض الداء دون أصله. فسبب وصولنا

الوسطية والاعتدال والتوازن عند الأستاذ صلاح الدين محمد بهاء الدين


د. عبد اللطيف ياسين
  "بالرغم من أن ظاهرة العنف أو التطرف هي ظاهرة طبيعية، ضاربة بجذورها في التاريخ البشـري منذ القدم"، ولكن اليوم - وفي ظلّ المستجدّات الحديثة على الصعيد التقني والثورة المعلوماتية - فقد استشرت ظاهرة العنف والتطرّف أكثر فأكثر، وفي جميع الميادين، وبين جميع الشـرائح، ومع تفاوت النسب بين هذه الشـرائح. "ظاهرة التطرّف ظاهرة إنسانية وقضية بشـرية قبل أن تكون مسألة فكرية تترتب عليها ممارسة وعمل، هناك من يتطرّف يعني يأخذ الطرف من المسألة، سلباً كان ذلك أم إيجاباً، إفراطاً أو تفريطاً، زيادة أو نقصاناً، فهو لا يدرك الاتّزان المطلوب، لسبب داخلي أو ظرف خارجي مؤثر"([1]).
العنف مصطلح واسع يضمّ أنواعاً كثيرة من الأذى، "وأسبابه شتّى؛ إذا هدّدت شخصاً أو خبطته، لأنك عجزت عن إقناعه باللين، فهذا عنف العاجز. عاشق يقتل في ثورة الغيرة، هو غير قاتلٍ يغتالُ سياسياً. والحرب غير ذلك

مذهب اللذة والمنفعة في العصر الحديث


د. أكرم فتاح
  تحدثنا في المقالة السالفة عن هذا المذهب في العصـر القديم، وذكرنا أهم الشخصيات البارزة قديماً وحديثاً، لذا ينبغي أن نتحدث عن هذا المذهب في العصـر الحديث، وما فيه من مآخذ وملاحظات جديدة اختلفت عن ماضيها في العصـر القديم.
    جَسَّدَ مذهب‏‏ اللذة‏ موقفاً أخلاقياً متهافتاً منذ نشأته؛‏ عكَسَ حالة من التدهور العام والتراجع في النظريات الأخلاقية اليونانية بعد سقراط وأفلاطون وأرسطو‏،‏ نتيجة التغيرات السياسية والاجتماعية المضطربة في العصر الهيلينستي‏.‏ فقد كان من آثار النزعة السياسية والاقتصادية الاستعمارية الدولية

مفهوم الحوار.. نماذج من الكتاب والسنة


حسن سعيد بيريادي
 مفهوم الحوار في اللغة:
   أصل كلمة (الحوار) هو: (الحاء ـ الواو ـ الراء).. وقد بيّن ابن فارس في (معجم المقاييس في اللغة) أن: (الحاء والواو والراء) ثلاثة أصول: أحدها لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدور الشيء دوراً ([1]).
       وتعود أصل كلمة الحوار إلى (الحَوْر)، وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشـيء. يقال: (حار بعدما كار). والحوْر: النقصان بعد الزيادة، لأنه رجوع من حال إلى حال. وفي الحديث الشـريف: (نعوذ بالله من الحور بعد الكور)([2])، معناه من (النقصان بعد الزيادة). التحاور: التجاوب، تقول: كلّمته فما حار إليّ جواباً، أي: ما ردّ جواباً([3]). قال الله تعالى: [إنه ظن أن لن يحور](الانشقاق: 14)، أي: لن يرجع([4]). وهم يتحاورون، أي: يتراجعون الكلام. والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة([5]).

أفكار لذوي الاعتبار من الأحرار

د. عمار وجيه
الأفكار تتزاحم في الرأس، والناس تتضجر من المقالات الطويلة، والحقيقة أن عشرات الصفحات لا تكفي للحديث عن مآلات التظاهر والاحتجاج. لذا آثرت أن أكتب مجموعة أفكار آمل أن تكون نافعة:
١. الرجولة قيمة لا يُستغنى عنها [من المؤمنين رجال صدقوا…]، [وجاء من أقصـى المدينة رجل يسعى…]، والرباط في ساحة التظاهر طلباً لامتلاك وطن وكرامة، رجولة.
٢. في كثير من مجتمعات العالم رجال أشدّاء ثاروا وخاضُوا الحروب وانتصـروا، لكن الفرق أن رجولة المؤمن مرتبطة بقيمة أبدية (الإيمان بالله واليوم الآخر)، وهي الضامن للاستمرار على العهد [من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه].

تأملات في سورة الماعون.. سلام العالم في الماعون


صالح شيخو الهسنياني
                                                                          
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)﴾ سورة الماعون.
مقدمة:
    في هذه السورة المباركة يجتمع المكذّب بالدين (ملحد)، مع مفتعلي الحروب (سماسرة الحرب) (= مشرّدي الملايين من الأبرياء، ميتّمي الملايين)، مع المتلاعبين بالأسعار، والسوق العالمية، ومحتكري الاقتصاد (مانعي مستحقات المساكين)، كلّ هذا في غفلة المصلّي الساهي (عنوان المسلم الذي يريده الغرب والعلمانية: مسلم،

واقعنا و(واقعية) المجالس الصحفية


د. يحيى عمر ريشاوي
    رافقت القوانين والأخلاقيات المهنية المؤطّرة للمشهد الإعلامي، ظهور وسائل الإعلام، وزيادة تأثيرها وهيمنتها على المجتمعات، تلك القوانين التي تحدّ من التأثيرات السلبيّة المصاحبة لهذه العملية الحسّاسة والمهمّة، ونتجت عنها المجالس والنقابات المهنية المهتمّة والمشرفة على المؤسّسات الصحفية والصحفيين في معظم بلدان العالم.
 ولا شكّ أن هذه القوانين والأطر والأخلاقيات يجب أن تكون انعكاساً للواقع التاريخي والاجتماعي والديني والسياسي لهذه المجتمعات، ولا يمكن الحديث عن إطار وأخلاقيات من دون قراءة المجتمعات الصادرة (منها وإليها) هذه القوانين والأخلاقيات. وتفعيل هذه القوانين والأخلاقيات بحاجة إلى أرضيّة مساندة وبيئة مساعدة لها، لأنه من الصعوبة في ظل هذه الأجواء - وفي مجتمع تسوده الفوضـى، وتختلط فيه المؤسسات التشـريعية مع التنفيذية مع القضائية، ولا وجود لسيادة القانون، والقضاء فيه مسيّس، والاستقرار الاقتصادي فيه شبه منعدم - الحديث عن تطبيق القوانين، وتفعيل المؤسسات النقابية والمجالس الصحافية، وكل المحاولات الهادفة لتحقيق هذا الهدف المنشود، حتى ولو كانت بنيّة صادقة، فإنها تواجه فشلاً، وصعوبات جمّة في التنفيذ.

الأديب المسلم والتحديات الفكرية

د. مصطفى عطية جمعة
  تحدياتٌ كثيرة فُرِضَت على الأدباء حاملي الهوية الإسلامية، فكراً وتوجهاً وإخلاصاً، في العصر الحديث. فمنذ نهاية القرن التاسع عشر وإلى يومنا؛ والهجمة التغريبية شديدة على الأمة المسلمة، وعلى شعوبها ومثقفيها. وقد ترافقت الحملة مع الاحتلال الاستعماري في العالم الإسلامي، فالاستعمار الغربي هاجم بلدان العالم الإسلامي، بعسكره وفكره وثقافته ومؤسساته، ممّا أدّى إلى افتتان كثير من المثقفين والأدباء بالنموذج الغربي في التقدم والتنمية، وسقوطهم في إسار المركزية الفكرية الغربية، بنظرتها الاستعلائية إلى الأمم، وترويجهم للفكر الاستشراقي، المتخم بميراث ضخم من العداء ضد العالم الإسلامي منذ القرون الوسطى.
   وقد تكونت - بالتالي - أجيال متعددة من الأدباء المتبنين للطروحات الفكرية والفلسفية الغربية، تجلّت في أعمالهم الإبداعية، حتى بات الأديب - الملتزم بالإسلام، روحاً وفكراً - غريباً في خضمّ رافعي الرايات الفكرية؛ والتي

بصراحة/ أبطال الشوارع في العراق

صلاح سعيد أمين
تمر أكثر من 16 سنة على التغيرات التي حصلت بالعراق، نتيجة الغزو الأمريكي للبلد عام 2003، ومنذ ذلك التاريخ ولحد هذه الساعة، لم يشعر المواطن العراقي - المنهك حتى النخاع- لحظة بالفرح والسـرور، ولم ير العراقيون - بكل أطيافهم ومذاهبم وانتماءاتهم- الأمن والأمان والعدالة في حياتهم. في بلد يطاح فيه بالملكية، وتأتي الجمهورية، ووضع الإنسان العراقي لم يتغير قيد أنملة، بل يتحوّل إلى الأسوأ. يطاح بالنظام البعثي، وحكم الرجل الواحد، والحزب القائد، ويأتي النظام الفدرالي، والتعددية الحزبية، والانتخابات، وحال الإنسان في العراق لا يحسد عليه!
المواطن العراقي جرّب في السنوات الماضية كل ما لا يمكن تخيّله، وذاق مرارة الوعود الكاذبة، من كل حدب وصوب،. ويظهر -بوضوح- إن الذين يجلسون على كراسي الحكم بالبلد؛ من الشخصيات إلى الأحزاب، ومن

آخر الكلام/ الجري وراء أوهام السياسة!


محمد واني
عندما تريد أن تدخل فيلاً في قمقم صغير، فلن تستطيع مهما حاولت، لأن حجم الفيل أكبر بكثير من حجم القارورة، ولأن التفكير بهذا الشكل السقيم – أصلاً - ضرب من العبث، وجنون يتناقض مع طبيعة الأشياء. وهذا بالضبط ما حاول الإسلاميون فعله أوائل القرن العشرين، عندما رأوا انهيار الدولة العثمانية(1924)، وتقسيم الدول الإسلامية، واحتلالها، على يد المستعمرين الغربيين، فاندفعوا إلى إنشاء الحركات والتنظيمات الإسلامية السياسية، كوسيلة معاصرة لمواجهتم سلمياً، بعد أن يئسوا من مواجهتم عن طريق القوة. وطبقاً لمفاهيمهم وآلياتهم (الناعمة)، طفقوا يساهمون في العمليات الديمقراطية، جنباً إلى جنب مع العلمانيين السياسيين، بمختلف اتجاهاتهم، ويشاركون معهم في الانتخابات والحكومات لتحقيق هدف واحد هو (إحياء الأمّة الإسلامية، وإصلاح المجتمعات المسلمة، واستعادة أمجادها السابقة)، ولكن دون أن يحققوا إنجازاً سياسياً مهمّاً، يمكّنهم من استلام السلطة التي ظلوا يحلمون بها لغاية اليوم. ورغم دوافع (الإسلامويين) الطيبة، ونيّتهم الصادقة، فإنهم لم يستطيعوا - في عملهم السياسي - أن يجاروا العلمانيين، وينتزعوا منهم السلطة بطرق سلمية، وظلوا يراوحون مكانهم على الهامش، دون أن يحققوا شيئاً ملموساً.. إلى أن جاء اليوم الذي انتصروا فيه، وحقّقوا قفزة نوعية، ولكن لفترة محدودة جداً، عندما انتخب الشعب المصري (محمد مرسي) رئيساً للبلاد، إذ سرعان ما انتزعت

محتويات العدد 170


د. محمود الزمناكويي
د. عمر عبدالعزيز
إشكالية ترجمة المصطلح ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. فاتح سنكاوي
أ. د. فرست مرعي
د. محمد علي صالح الويس
د. دحام إبراهيم الهسنياني
عبق الكلمات/ حبيبة الثلج   ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
عبد الباقي يوسف
عصر صناعة النجوم! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
محمد عبدالشّافي القُوصي
د. سعد الديوەجي
د. سامي محمود إبراهيم
د. عبد اللطيف ياسين
د. أكرم فتاح
حسن سعيد بيريادي
أفكار لذوي الاعتبار من الأحرار ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. عمار وجيه
صالح شيخو الهسنياني
د. يحيى عمر ريشاوي
الأديب المسلم والتحديات الفكرية ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
د. مصطفى عطية
بصراحة/ أبطال الشوارع في العراق ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
صلاح سعيد أمين
محمد واني