05‏/07‏/2017

جدلية الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي وضرورة الفصل بينهما

د. هادي علي
مما لا شك فيه أن التيار الإسلامي في هذه المرحلة التاريخية تواجهه تحديات فكرية وسياسية مختلفة، ومن هذا المنطلق فهو يحتاج إلى تجديد وتغيير وابتكار آليات جديدة لمواكبة مسيرة التحولات المعاصرة.
وفي هذ المضمار، فإن جدلية الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي، وكيفية ممارسة كل منهما على أكمل وجه، هي من أهم تلك التحديات التي تشهد حواراً جاداً داخل التيار نفسه، حيث أصبحت مسألة فصل الدعوة عن العمل السياسي، ومأسستها، هي الإشكالية الرئيسية التي تعاني منها حركات الإسلام السياسي بصورة عامة. وبات من الواضح أن الحالة التقليدية للعمل الإسلامي، التي تجمع العمل الدعوي إلى جانب العمل السياسي والحزبي، لا تصلح لهذا العصر، بل تحتاج إلى إيجاد صيغ وآليات جديدة لممارسة كل منهما، وعدم الخلط بينهما، كما هي عليه الآن.

رؤوس أقلام بشأن الجدل الدائر بين الدعوة والسياسة

أ. خليل إبراهيم
تشهد الساحة الفكرية والسياسية لدى الإسلاميين،أفراداً وجماعات، وغيرهم من المهتمين بالشأن الإسلامي، وبخاصة فيما يسمى بـ (الإسلام السياسي)، جدلاً واسعاً، وحوارات ساخنة، ونقاشات مستفيضة، حول العلاقة بين الدعوي والسياسي،وفي ضرورة الوصل والجمع بينهما، أو الفصل والقطيعة بين المجالين، أو التمييز والفصل الوظيفي بين الأمرين، كل من منطلقاته الفكرية، وتجاربه العملية، وقراءة الواقع الدعوي ومتطلباته، والواقع السياسي ومقتضياته، على المستويات المختلفة: الذاتية والموضوعية، والداخلية والخارجية.
إن الحديث عن الفصل أو التمييز بين المجال الدعوي والمجال السياسي، وفك الارتباط بينها، ليس أمراً جديداً، بل هو قديم حيث تطرق إليه الإمام (حسن البنا) في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي،حيث ألمح إلى ضرورة الفك والتمييز بين المجالين، إذ تتفرغ (الجماعة) للعمل الدعوي، بأبعاده التربوية والثقافية والاجتماعية.

العلاقة بين الدعوة والسياسة في أدبيات الاتحاد الإسلامي الكوردستاني

تحرير: سرهد أحمد
موضوع العلاقة بين الدعوة والسياسة في أدبيات (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) يأتي في جزء منه تتمة للحوارات التي دارت في الندوة الثالثة التى عقدتها (الحوار) تحت عنوان (جدلية العلاقة بين الدعوة والسياسة في الفكر الإسلامي)، والتينشرت تفاصيلها في العددالسابق للمجلة، ولأن المشاركين في الندوة هم من القريبين إلى مركز صنع القرار في (الاتحاد الإسلامي)،فإن آراءهم حول هذا الموضوع المطروح تشكّل استبياناً لمفهوم العلاقة بين الوظيفتين، ونوعها، في فكر (الاتحاد)، خصوصاً وأن الإجابات التي استعرضها الأساتذة كانت رداً على سؤال: (ظهور دعوات قوية داخل الحزب للفصل بين الوظيفين علاقاتياً، وأسباب عدم تبنيّها).. وقبل أن نورد الإجابات، يفترض استعراض مفهوم هذه العلاقة وطبيعتها في أيديولوجية (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، وأدبياته، منذ نشأته كجماعة دعوية، في منتصف القرن الماضي،والإعلان عن نفسه حزباً سياسياً،أواسط تسعينيات القرن ذاته.

عبق الكلمات/ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً

عبد الباقـي يوسف
يقول تعالى: [وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ] الأنعام/70.
أعرض عن [الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا]، فهؤلاء [اتَّخَذُواْ] بدلاً عن دين الله الذي هو الإسلام، ديناً هو  لَعِبٌ ولهوٌ، واستناداً إلى ذلك، يستهزؤون بآيات الله [وَ] قد [غَرَّتْهُمُ] جَعَلَتهم [الْحَيَاةُ الدُّنْيَا] ينغرّون بها، ويتّبعون أهواءهم في ذلك.
هنا، يبيّن لهم النبـي (صلى الله عليه وسلم) الآيات، ويُحذّرهم من مغبّة الاستهزاء بها، ويدعوهم إلى دين الله، مكتفياً بذلك، وتركهم بعد الـ[ذِكْرَى]. فيكون قد أتاهم لأمر مُحدّد، وفور انتهاء المُراد من الحضور، يدعهم وشأنهم.
تستأنف الآية الكريمة:[أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ]، كل [نَفْسٌ]مرتهنة [بِمَا كَسَبَتْ]، حيث [لَيْسَ لَهَا] لتلك النفس [مِن

عقوبة الرّجم في الفكر الإسلامي المعاصر بين الرفض والقبول

د. صهيب مصطفى ئاميدى
مقدمة
تعتبر عقوبة الرجم من القضايا المثيرة للجدل في أوساط المفكرين المعاصرين، وهي من الشبهات التي تثار حول الإسلام كثيراً. وفي داخل الفكر الإسلامي تتباين آراء المفكرين حول المسألة بين مؤيد ومعارض. هذا البحث يتناول هذه المسألة، ويحاول التعرف على الآراء المختلفة حول الموضوع، وأدلة كل فريق.
وتنبع أهمية البحث من حيث أن عقوبة الرجم تعتبر من المسائل الساخنة في الأوساط الفكرية المعاصرة، ومن حيث إن موضوع الرجم لم يخضع لدراسة متأنية عبر العصور، وإنما هي آراء تناقلها العلماء.
ومن هنا يحاول هذا البحث الإجابة على التساؤلات الآتية:
1. هل عقوبة الرّجم موجودة في الإسلام أم لا؟
2. هل الرّجم حدّ أو تعزير؟
3. هل ما ذكر في السنن من تطبيق الرجم في زمن الرسول(صلى الله عليه وسلم) نسخَ القرآن الكريم، أم أن القرآن نسخ تلك الأحكام؟

الدكتور (عماد الدين خليل) والاستشراق في التاريخ الإسلامي

 د. محمد علي صالح الويس
جامعة الموصل /جمهورية العراق
المقدمة
يقدم هذا البحث رؤية لموقف الدكتور (عماد الدين خليل) عن الاستشراق. والدكتور (عماد) ليس بحاجة إلى تعريف، بل هو علم من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، وله العديد من المؤلفات التي تناولت المعطيات الاستشراقية نقداً وتفنيداً، لمظان السلب في هذا الموروث، في خمسة كتب، وثمانية أخرى، ترصد وتحلل الشهادات والاستنتاجات والمعطيات الإيجابية في الموروث الاستشراقي.. لذلك كان اختيار هذا الموضوع لكونه أخذ جهداً كبيراً ونصيباً واسعاً من جهد مفكرنا الكبير.
وجاء الجزء الأخير من البحث لبيان موقف الدكتور (عماد الدين خليل)، المنطلق من موقف المسلم الذي يضع العدل والإنصاف في تعامله مع معطيات الآخر، وهو الجهد الذي نال اهتمام الدكتور (عماد) في ثمانية كتب، كما تقدم.

حلقات مفقودة من تاريخ منطقة بهدينان من خلال المصادر المسيحية واليهودية

أ. د. فرست مرعي
ترجع أهمية المصادر السريانية ( = المسيحية) واليهودية، إلى أنها تؤرخ لفترة مهمة في تاريخ الشعب الكوردي.
والحقيقة إن المصادر السريانية هي مصادر آرامية، على اعتبار أن اللغة السريانية، المدونة فيها المصادر آنفة الذكر، هي إحدى اللهجات الآرامية.
والآراميون أمة قديمة من الأمم السامية التي هاجرت من الجزيرة العربية، وقد ورد ذكرهم في عهد الملك الأكدي (نرام سين) (2260-2223 ق.م)، وإن كان هناك باحثون آخرون يرون بأن هجراتهم التاريخية من الجزيرة العربية لا تتعدى الفترة المحصورة بين القرنين الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد. وقد تفرعت اللغة الآرامية في القرنين الأول والثاني الميلاديين إلى فرعين رئيسيين، احتوى كل منهما على عدة لهجات:

المثاقفة الذاتية وأثرها في تعزيز العملية التعليمية

سعد الزيباري
لا جرم أنّ تفعيلِ الثقافة الذاتيّة بين شرائح المجتمع كافّة من أبجديّاتِ تطوُّر المجتمع المعاصِر ورُقيِّه، والتثقيفُ الذاتيُّ يقعُ على عاتقِ المؤسّساتِ الثقافيّة الّتي تضطلعُ بإنتاجِ الفكر النيِّر والثقافة الواعية في تلافيف الوعي الجمعيّ، وتعملُ على نشرِ الوعي الحضاريّ في قلبِ حركةِ المجتمع النّاهِض، وبثِّ أولوياتِ الثقافة العمليّة في النسيجِ الاجتماعيّ، لينهضَ كُلّ فردٍ بدورِه في عمليّة البناءِ الحضاريّ المنشود عن طريق التثقيف الذاتي، وتوجيه الدّوافِع توجيهاً سليماً، وتحفيز الرّغباتِ تحفيزاً صحيحاً، فالإنسانُ ظاهِراً هو مِرآةُ دوافعِه باطِناً، و"يكونُ الإنسانُ كما تكونُ دوافِع رغباتِه العميقة، وكما تكونُ رغباتُه تكون إرادتُه، وكما تكونُ إرادتُه تكونُ أفعالُه، وكما تكونُ أفعالُه يكونُ مصيرُه"([1]). فالدوافع العميقة هِيَ الّتي تحرِّك نوازع الفرد، والرغبات هي الّتي توجِّه إرادتَه، والإرادةُ هي الّتي تكوِّن أفعالَه، والأفعالُ هِيَ الّتي تشكِّل مصيرَه النهائيّ، فإذا كانتِ القراءةُ هي الرّغبةُ الّتي تملأ أقطارَ قلوبِنا، وجّهَتْنا إرادتُنا إلى القيامِ بفعلِ القراءةِ المستمرّة، والقراءة الصّحيحة المثمرة هي الّتي ستحدِّد مصيرَنا، و"إذا كانتِ القراءةُ أهمَّ وسيلةٍ لاكتسابِ

رؤية/ خُلق الإنصاف!

شيروان الشميراني
الحياة عبارة عن ميدان مفتوح للتدافع، بجميع مجالاتها، نتيجة الاختلاف في الدين والفكر والمذهب، أو الصراع السياسي والاجتماعي.
وعندما تغيب الموازين، ويغلب الهوى العقول والإرادات، ويفشو بخس الناس أشياءهم، ونتيجة البحث عن المصالح الشخصية، أو الجماعية، بغض النظر عن مدى الأحقيّة، أو عندما تغشى الغيوم الأبصارَ، يحاول الناس أن يميلوا إلى ذواتهم، الفردية أو الجمعية، وأن ينكروا ما لدى الآخرين من الفكر النير، أو الاجتهادات المفيدة.. والنتيجة هو الظلم، ظلم الحقيقة في إطار بشريّ مجسّد، أو نظرية علمية ثقافية..
من هنا، ضرب (ربّ العالمين)- وفقاً للمنهج الوسطي الذي ارتضاه للأمّة- أمثلة في القرآن، عند الحديث عن

الإسلام والمسلمون وتنوع الانتساب

أ. صلاح الدين محمد بهاء الدين
لجهل البعض بحقيقة الموضوع، أو لأغراض معينة، أو لالتباس في فهم اللغة، وفك الارتباط بين مدلولاتها، أو لأسباب أخرى غير مرئية، حصل نوع من الخلط بين عدة مصطلحات حول الإسلام، والانتساب إليه، وعلى أساس هذا الخلط يحكمون على الجميع بحكم واحد قاهر. وهذا يجانب الصحة والصواب. وكأمين عام لحزب (الاتحاد الإسلامي الكوردستاني)، إليكم تفسيري لتلك المصطلحات والقضايا:
أ/ الإسلام: دين سماوي سمح، وهو آخر الأديان السماوية، وله أكثر من ربع المنتسبين للأديان على وجه الأرض، وله كتاب مقدس كريم (القرآن)، ورسوله الخاتم (محمد) (صلى الله عليه وسلم)، سيرته وسنته محفوظة ومدونة لدى المسلمين.. وله من العمر أكثر من (14) قرناً من الزمن، ولا يزال يتمتع بالحيوية والديمومة والحضور المواكب للعصر.

الحياة التي يريدها كتاب الله!!


بقلم: أ. د. عماد الدين خليل
[وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ، أَلّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ، وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ](سورة الرحمن: الآيات 7-9 )..
في هذه الآيات الثلاث ثمة تأسيس لجوهر التنظيم الإسلامي للحياة البشرية : إنه الميزان.. وضع كل شيء في حالة توازن مع ذاته، ومع الأشياء والكائنات الأخرى.. حيث تجيئ الآية التالية: [وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ](سورة الرحمن : الآية 10 )، بعد التأكيد مراراً على (الميزان)، كأنها تريد أن تقول: بأن الله سبحانه وتعالى إذ وضع الأرض للأنام، أراد لها أن تحيا تحت مظلة الميزان، فتكون الحياة سعيدة، جديرة بأن تعاش!! [وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ، الّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ، وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ، أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ](سورة المطففين: الآيات 1-6)، [وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ...](سورة الإسراء : الآية 35)،

آن أوان دعوة المسلمين إلى الإسلام..!

د. حكيم مختار
دعوة مهمة جداً، مخلصة جداً، لكافة المخطّطين والعاملين فى المؤسسات والمنظمات الإسلامية: الخيرية والدعوية.. أن ينتبهوا إلى الحقيقة المّرة، ويدركوا أن قد: آن الأوان أن ندعو المسلمين إلى الإسلام، أوّلاً..لا أن ندعو الآخر - غير المسلم -  أوّلاً، بل البدء بالمسلمين أولى!.. - ذلك لأن المسلمين في الواقع العملي عموماً - إلا من عصم ربي، وقليل ما هم- :
-  أصبحت عقيدتهم مغايرة لما أمر به الله ورسوله.. بعيدة عن ما جاءت به تفاصيل شريعة الإسلام.
- وأصبح تعامل أغلب المسلمين بعضهم مع بعض أولاً، ومع غير المسلمين ثانياً، مخالفاً لما أمر به الله ورسوله. 
  إذ لم نعد  نمثلّ أخلاق الإسلام العظيم، ما يجعلنا مؤهلين الآن لدعوة الآخر - غير المسلم - إلى الإسلام.. ففاقد الشيء لا يعطيه.

حل جدل المكونات من منظور قرآني (مبدأ التعارف مفتاح الحل وكلمة السرّ)

محمد رؤوف محمد
بعد مئة عامٍ مضت، لم تتمكن الأمّة على مستواها العام، ولم تتمكن الحكومات والدول، على مستواها الخاص القطري،من الوصول إلى الحل الجذري لتجاوز مشاكل التنوع العرقي والطائفي، بل زاد الطين بلّةً، فالتنوع بدل أن يكون عنصر القوة والإغناء، والتطور والثراء، صارسبباً ووسيلةً للإفقار والافتقار، والتشرذم والانكسار.. فالتنوع العرقي والطائفي والثقافي، في غياب القيم القرآنية الأصيلة، التي تشرح وتؤصل مبدأ التعارف [لِتَعَارَفُوا]، لتجسيد مبدأ التكريم للإنسان:[وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ].. وفي غياب قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعدم الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية، صارتْ حقوقُ المكّونات، والأقليات، والطوائف، جدلاً عقيماً، ثم أصبحت مشاكل وملفات ساخنة، ثم تحوّلتْ الى أجندات وأوراق إقليمية، وأحياناً دولية، حتى وصلت الى مرحلةٍ لم يعد في مقدور أية دولةٍ أو نظامٍ أوحكومةٍ حلّها. 

في ظلال دعاء سيدنا (يونس) - عليه السلام -

د. دحام إبراهيم الهسنياني
لقد أرسل الله سيدنا (يونس)uإلى أهل (نيْنَوى)، وهي من أرض الموصل، عاصمة الدولة الآشورية، التي تمكنت من بسط سلطانها على كثير من بلاد آسيا.. وكانت غنية موفورة الغنى، لكن ذلك لم يقدها إلى الدين الحق وعبادة الله وحده، بل قادها إلى الانحراف عن صراط الله المستقيم.. فأرسل الله سيدنا (يونس)إلى هؤلاء القوم،الذين كانوا يعبدون الأصنام، ويسجدون للأوثان؛ فحمل علم التوحيد، ودعا القوم إلى عبادة الله الفرد الصمد وحده.
ودهش القوم وهم يسمعون كلاماً لم يألفوه، وقالوا له ما قاله كل قوم من المشركين لرسولهم: لقد عبد آباؤنا هذه الآلهة، ونحن نسير سيرهم، فنعبدها كما عبدوها!!
 فكذبوه، ولم يستجيبوا لدعوته، فضاق بهم ذرعاً، وخرج من بين ظهرانيهم غاضباً عليهم، متوعداً لهم بالعذاب بعد

مرافئ/ أعطني تنمية، واقمعني كما تشاء!

د. يحيى عمر ريشاوي
العبارة أعلاه خرجت من فم زميل أكاديمي ومثقف عراقي، متحسراً على ما وصلت إليه حال البلاد والعباد في العراق وإقليم كوردستان، من اقتصاد مدمر، وحياة يرثى لها! كنّا وإياه نتحدث عن حال بعض البلدان الخليجية، وما وصلت إليه من عمران وتنمية ورفاهية في العيش: رفاهية إلى حدّ التخمة، والترف الزائد، وانعكاس ذلك على حياة المواطن العادي، المدلل بمعنى الكلمة، في حين يعيش المواطن هنا، في (بلد الحضارة!)، تحت حكم ما يسمى بالتجربة الديمقراطية، والتعددية الحزبية، والمؤسسات البرلمانية، في ضنك من العيش، وحياة يندى لها جبين الإنسانية.. المواطن هنا تهدر كرامته، ويعيش الأمرّين: مرارة التحكم الحزبي والطائفي، ومرارة العيش مع قوت لا يموت.
قلنا، أنا وزميلي العراقي: من الحيف أن نوجه النقد - إلى حدّ الاستخفاف - بتجارب بعض الدول والحكومات، ووصف أنظمة الحكم فيها بالمتخلفة والرجعية، وغيرها من الألقاب، في حين ندعي بأننا نتداول السلطة، ونعيش أجواء

الإقليم الكوردي واختلال توازن القوى!!

زيرفان البرواري 
طالب دكتوراه / لندن
إن المعادلة السياسية في (إقليم كوردستان) تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل التجاذبات الإقليمية على حدود (الإقليم)، وكذلك الدفع بـ(أربيل) نحو التشتت في ظل المشاريع الإقليمية، ومفهوم التنافس على القوة في الشرق الأوسط بين الدول المحورية، خاصة إيران وتركيا. ونظرًا لتزايد النفوذ السياسي والعسكري للحكومة المركزية، بعد السيطرة على أغلبية المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي، تظل الخيارات السياسية لـ(الإقليم) محدودة في الداخل.
إن الوحدات الإقليمية المستندة على القوى الرئيسيّة في الشرق الأوسط، سوف تستخدم اللاعبين غير الدوليين، بمن

مهاترات الإخوة الأعداء ..

سعد سعيد الديوه جي
قبل نصف من قرن من الزمان كانت الصحافة المصرية والإذاعة سيدتا الموقف الإعلامي العربي آنذاك، وكان هذا التيار يصب في مسألة تحرير فلسطين والقدس. وإثارة النعرات ضد السعودية، ومن والاها، والتي كانت آنذاك تحتضن (الإخوان المسلمين)!
ولم يبق شيء من قاموس الشتائم إلا واستخدمته وسائل الإعلام المصرية، بقيادة الراحل (محمد حسنين هيكل)، ناهيك عن المصطلحات الرائجة آنذاك لكل من يخالف قائد الأمة: عملاء، رجعيون، أذناب، أمبرياليون.. إلخ، وصوت العقل غائب، والجيش المصري غارق في موحلة اليمن.
وفي الخامس من حزيران عام 1967،صحونا على صوت المذيع المصري الشهير (أحمد سعيد) يبشرنا بقرب نهاية

د. وليد جاسم الزبيدي: العراق ولاّدٌ بالشعر والشعراء

حاوره: بسام الطعان
- قدمتَ للمكتبة  العربية  أعمالاً  شعرية ونقدية مهمة، حيث أصدرت أحد عشر كتاباً من شعر ونقد، وشاركت في العديد من الملتقيات والمناسبات الأدبية.. ماذا يعني لك كل هذا؟
  

حساسية الروائي وذائقة المتلقي.. خصائص علاقة متبادلة

علاء الدين حسن
في عالم الرِّواية، تطير في فضاءات الإنسان الرَّحيبة، ترى الإنسان كما هو بفطرته ومدركاته، تراه بخيره وشرِّه، تراه بقِمَّة نجاحه، تراه بذروة فشله..
هنا نتوقَّف مع كتاب صادر عن وزارة الثَّقافة والإعلام السّعوديَّة، ضمن سلسلة كتاب المجلَّة العربيَّــة، يتحدَّث عن وقائع العلاقة الّتي تجمع بين الرِّوائيِّ وشخوصه الرِّوائيَّة، وكيفيَّة ولادة فكرة الرِّواية، وعمليَّة البناء الرِّوائي، وكذلك علاقة الرِّوائيِّ بتراث وتاريخ الرِّواية.
يقدِّم لنا الكاتب الرِّوائيُّ (عبد الباقي يوسف) في كتابه: (حساسيَّة الرِّوائيِّ وذائقة المتلقِّي)، أهمّ المحطّات الّتي يقف عندها الرِّوائيُّ في أثناء كتابة رواية جديدة ؛ وبذلك فإنَّ هذا العمل المتميِّز، يُعَدَّ نوعاً مِن المذكّرات؛ حيث يتحدَّث

شعر/ شهداء الوطن وخوارج الكفن

حسين حسن التلسيني

في شرعهم غدر وكفر وانتقامُ ... للذبح في ساطورهم عرش مقامُ
لجهنم الإحراق في أقفاصهم ... حقد يصول ولايمل ولاينامُ

بصراحة/ في انتظار الحسم

صلاح سعيد أمين
لا يخفى على أحد أن (داعش)، في العراق، على وجه الخصوص، والمنطقة عموماً، يعيش أيامه الأخيرة، ويتلفظ آخر أنفاسه. واليوم صرنا نسمع، بين حين وآخر، آراء وملاحظات للمتابعين للشأن السياسي، حول مرحلة ما بعد (داعش) في العراق. ولحد هذه اللحظة، وبناءً على ما نراه، ونقرأه، يومياً، من الآراء والتوقعات، حول مجريات الأمور لمرحلة ما بعد (داعش)، فهناك خط مشترك واضح يجتمع عليه الكل، وهو: إن الحسم العسكري، والقضاء على (داعش)، لا يعني بالضرورة إنهاء المشكلات المختلفة الكثيرة العميقة، التي يعاني منها المواطن العراقي، والتي يرجع جزء كبير منها إلى مرحلة ما قبل ظهور (داعش). بل العكس، فمن يعرف أبجديات السياسة، ويدخل بيئتها، ولو للحظة، سيدرك جيداً أن المرحلة الأصعب التي ينتظرها العراق، هي مرحلة ما بعد (داعش).
ومن المؤسف جداً أن العراق - عسكرياً - مقبل على ضرب طبول انتصاراته على (داعش)، دون وجود خارطة

قراءة في كتاب/ الإسلام والدولة المستحيلة

د. مصطفى عطية جمعة جودة
هذا الكتاب ([1]) يتناول - بصراحة ووضوح - قضية محورية، نرى أن الكل يدور حولها، ولا يغوص بداخلها، ألا وهي الموقف من الدولة المدنية الحديثة، المؤسسة على المفهوم الغربي، والتي تم تطبيقهافي أقطار العالم العربي والإسلامي، بعد تفكك دولة الخلافة العثمانية، التي كانت تجمع غالبية أقاليم المسلمين في رحابها، وبعدما رحل المحتل الأجنبـي، وهو ضامن أنه ترك ذيولاً لا نهاية لها، تتمثل في النظم التي شكّلها على طريقته وفق ما أراد.

قراءة في كتاب/ الهند من خلال رحلة ابن بطوطة (دراسة في الجوانب السياسية والحضارية)

عرض: د. محمد نزار الدباغ
نشأت في بلاد الهند إحدى أبرز الحضارات القديمة أصالةَ، وكان لها صلات بالمراكز الحضارية الأصيلة في بلاد العرب. ومما يدل على ذلك، تماثل الأوجه الحضارية بين الطرفين. وبعد ظهور الدين الإسلامي، في القرن السابع للميلاد، شهدت العصور الوسطى الإسلامية اللاحقة، تطور صلات الهند بالعرب والمسلمين، كما شهدت أيضاً ترسيخ مبادئ الإسلام، ونظامه السياسي، هناك. ومن ثم، تعزيز تراثها المحلي بالتراث العربي الإسلامي، الذي يعدّ- بحقّ - مفخرة للعرب والهنود، على حدٍ سواء.
ونظراً لأهمية هذا التراث، وديمومته من جهة، وتداخل عوامله ومكوناته، من جهة أخرى، فقد كان من الطبيعي أن تحظى عدد من جوانب هذا التراث، وعصوره، بعناية عدد من الدراسات العلمية، ومن بينها موضوع: (الهند من خلال رحلة ابن بطوطة)، الذي يلتقي في سياقه العام، وهدفه، مع غيره من الدراسات التي سبقته. إذ تكمن أهميته في أن (ابن بطوطة) كان الرحالة

الأمين العام يدعو الفرقاء السياسيين للعودة إلى طاولة الحوار لتحقيق مصالحة وطنية شاملة

تقرير: المحرر السياسي
دعا الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين) الأمين العام لـ(الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) الفرقاء السياسيين للعودة إلى طاولة الحوار لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، وتجاوز الأزمة الراهنة التي يمر بها إقليم كوردستان.
جاء ذلك في رسالة وجهها الأستاذ الأمين العام يوم الجمعة الموافق 26/5/2017، بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل.

تقرير/ الاتحاد الإسلامي الكوردستاني: سنواصل العمل بجدية حتى يتحقق الهدف المنشود من مشروع التعاون الإسلامي

أربيل: الحوار
أكّد الأستاذ (صلاح الدين محمد بهاء الدين) الأمين العام لـ(الاتحاد الإسلامي الكوردستاني) قائلاً: "سنواصل العمل بجدية حتى يتحقق الهدف المنشود من مشروع التعاون الإسلامي بين الأحزاب والمنظمات والشخصيات الإسلامية في إقليم كوردستان".
كلام الأستاذ الأمين العام جاء خلال مأدبة إفطار رمضاني أقامها لعدد من ممثلي الجهات والمنظمات والشخصيات الإسلامية في أربيل يوم 19/ 6/ 2017.
وأوضح: "إذا كان أي طرف ينوي التملّص من المشروع، سنواصل نحن مع بقية الأطراف والمنظمات والشخصيات الأخرى العمل ضمن هذا المشروع، إلى أن يحقق الأهداف التي تكون مبعث سرور لمناصري التيار الإسلامي"، مشدّداً على أن متغيرات الساحة السياسية الكوردستانية تفرض على الإسلاميين موقفاً موحداً، معبّراً عن أمله في أن يسعى كل طرف من الأطراف الإسلامية إلى تنمية مشروع التعاون الإسلامي وتفعيله.

في الملتقى الفكري لـ(المنتدى العالمي للوسطية) - فرع كوردستان

تابع الملتقى وأعده للنشر: سرهد أحمد
  نظم المنتدى العالمي للوسطية/ فرع كوردستان يوم الاثنين 12/6/2017، الملتقى الفكري الرمضاني في العاصمة (أربيل).
ودعي كل من الدكتور (محسن عبد الحميد)، الأكاديمي والباحث الإسلامي، والدكتور (عماد الدين خليل) الأكاديمي والمؤرخ الإسلامي، لإلقاء محاضرتين في الندوة التي حضرها جمع غفير من الشخصيات الدعوية والسياسية والمهتمين بالفكر الإسلامي إلى جانب إعلاميين وصحفيين.

آخر الكلام/ التوفيق بين الماضي والحاضر؛ الأنموذج الحضاري الأمثل!

محمد واني
الماضي والحاضر عالمان مختلفان، لا يلتقيان أبداً في نقطة واحدة مشتركة، لكل واحد منهما منطقه الخاص، ومساره الزمكاني الذي يختلف عن الآخر، ولكنهما مع ذلك مترابطان، تحكمهما علاقة جدلية قوية، مثل العلاقة التي تربط بين الحر والبرد، والموت والحياة.. وكما يستدل الحر بالبرد، والبرد بالحر، وكذلك الموت بالحياة، ولايمكن أن يكتمل معنى أي واحد منهما بدون الآخر، فإن الحاضر ابن الماضي، الذي يحمل موروثاته الجينية نفسها، ومهما حاولنا أن نجرّد أحدهما عن الآخر، فلن يكتب لنا النجاح، وستبوء محاولتنا بالفشل الذريع.. والمثال التركي ماثل أمامنا بوضوح، عندما حاول الزعيم (مصطفى كمال أتاتورك) الخروج من مسار التاريخ العثماني العريق، ونسف كل إنجازاته الحضارية والثقافية، وتحديث المجتمع وفق أساليب الحياة الغربية. ولكن محاولته فشلت، وها هو الشعب التركي يحاول الآن أن يلملم نفسه، ويعود إلى أصوله القديمة، ويعيد أمجاد سلاطينه السابقة. وإذا كان الحاضر والماضي متداخلان بشكل عضوي، ويمثلان وجهين لعملة واحدة، فإن التوازن بينهما عمل حضاري

04‏/07‏/2017

مواضيع العدد 160


جدلية الدعوة والسياسة في العمل الإسلامي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. هادي علي
أ. خليل إبراهيم
سرهد أحمد
عبدالباقي يوسف
د. صهيب آميدي
د. محمد علي صالح
حلقات مفقودة من تاريخ منطقة بهدينان ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. فرست مرعي
سعد الزيباري
رؤية/ خُلق الإنصاف! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
شيروان شميراني
الإسلام والمسلمون وتنوع الانتساب ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
أ. صلاح الدين بهاء الدين
الحياة التي يريدها كتاب الله! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. عماد الدين خليل
آن أوان دعوة المسلمين إلى الإسلام! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
د. حكيم مختار
حل جدل المكونات من منظور قرآني ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
أ. محمد رؤوف محمد
في ظلال دعاء سيدنا (يونس) - عليه السلام - ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. دحام الهسنياني
مرافىء/ أعطني تنمية، واقمعني كما تشاء! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
د. يحيى ريشاوي
الإقليم الكوردي واختلال توازن القوى! ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
د. زيرفان البرواري
مهاترات الإخوة الأعداء ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
د. سعد الديوجي
حساسية الروائي وذائقة المتلقي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..
علاء الدين حسن
لقاء مع الشاعر العراقي د. وليد الزبيدي ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
بسام الطعان
شهداء الوطن وخوارج الكفن (شعر) ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
حسين حسن التلسيني
بصراحة/ في انتظار الحسم ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
صلاح سعيد أمين
قراءة في كتاب (الإسلام والدولة المستحيلة) ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
د. مصطفى عطية جمعة
د. محمد نزار الدباغ
* تقارير

تقرير: المحرر السياسي
أربيل/ الحوار
متابعة: سرهد أحمد
آخر الكلام/ التوفيق بين الماضي والحاضر... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
محمد واني