02‏/01‏/2019

التربية الإسلامية وأثرها في وقاية الشباب من الأفكار الإرهابية


د. أياد الزيباري
المقدمة
إن الإسلام هو دين الهدى والنور والسعادة والسكينة، فأي أمة من الأمم في أي بقعة من الأرض، وفي أي زمان من الأزمان، إذا دانت بهذا الدين، واعتصمت بحبل الله المتين، واتبعت رسوله الأمين، بصدق وعلم ويقين، لا بد أن تكون أسعد الأمم، وأكثرها أمناً واستقراراً، تعيش في رغد من العيش، وتحيا حياة عز وسؤدد، تقود ولا تقاد، وتأمر ولا تؤمر، تحب الخير للناس كلهم.
وأما إذا رفضت هذا الدين، وبعدت عن هديه، فإنها لجديرة بأن تكون أكثر الأمم شقاء وخوفاً، واضطراباً وضنكاً، في كل شأن من شؤون حياتها، حتى لو بدت في ظاهرها عكس ذلك، لأن السعادة لا يجلبها منصب ولا مال، والأمن لا يحصل بسلاح ولا رجال، وإنما هي الحياة الآمنة التي تطمئن فيها القلوب، ويأمن فيها الناس على أنفسهم وأموالهم

رأي العلامة ناصر سبحاني في علم الكلام والمتكلمين (الحلقة الثالثة)


د. عمر عبد العزیز
 (تحدثنا في مقالين سابقين ـ في العددين (162) و (163) من مجلة (الحوار) الغراء ـ عن رؤية العلّامة ناصر سبحاني حول منهجية فهم التصورات والقيم الدينية، لا سيّما أساس التصور الديني حول ذات الله سبحانه والإنسان والكون والحياة. كما أشرنا إلى ركائز التصور الإسلامي في تحديد العلاقة بين الإنسان وما حوله. وخصصنا المقال الثاني لدراسة المذاهب الفكرية والعقدية في نظره، مع سرد مجمل لتاريخ نشوء الفِرق في التاريخ الإسلامي، وملابسات نشوئها، وموقف العلّامة سبحاني من الحكم عليها)..
   في هذا العدد نتناول ـ بإذن الله ـ موضوع علم الكلام والمتكلمين في نظره، لما لهذا الموضوع من تأثير مباشر على مباحث التصورات الدينية.. وذلك في (خمسة) محاور:

منهج الوسطية الإسلامية في الأخلاق والآداب ــ القسم الثاني ــ


د. دحام إبراهيم الهسنياني
نماذج من الوسطية في الأخلاق
التواضع:
التواضع خلق رفيع يحبه الله سبحانه، ويحب المتصفين به. وله حدّ، إذا زاد عنه يصبح كِبْراً، وإذا نقصَ عنه يصبح ذُلاً. قال الله سبحانه في وصف عباد الرحمن: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}([1]).
ونهى سبحانه عن ضده، ومقت أهله - وهم أهل التكبر والمرح والبطر - قال سبحانه في وصية لقمان لابنه: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرض مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}([2]).
والتواضع المحمود، كغيره من الأخلاق، وسط بين طرفين مذمومين:

النشاط الإنجيلي البروتستانتي في كوردستان العراق (2-2)


أ. د. فرست مرعي
 نشاط الإرساليات الغربية بُعَيد حرب الخليج الثانية 1991م
بعد انتفاضة آذار عام 1991م، وما أعقبها من الهجرة المليونية للشعب الكوردي، وعودته إلى أرضه؛ بدأ الإعلام العالمي (الغربي) يركّز على القضية الكوردية، التي كانت منسيّة إلى حدٍ ما، وبدأت المنظمات (الإنسانية) بالدخول شيئاً فشيئاً إلى منطقة كوردستان الآمنة. وهكذا دخلت عشرات المنظمات إلى كوردستان، أمثال: منظمة شلترناو انترناشنال الأمريكية، ومنظمة كاريتاس الكاثوليكية، ومنظمة الكنائس العالمية، ومنظمة مساعدة الشعوب المضطهدة، ومنظمة العالم بحاجة، ومنظمة رعاية الكورد، ومنظمة الفريق الطبي الأمريكي، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر السويدي، ومنظمة الكنيسة الأسقفية الإنجيلية، ومنظمة كير الأسترالية، ومنظمة الشركاء العالميين، وغيرها([1]).

مطارحات فكرية – سياسية حول تجربة الحركات الإسلامية في المرحلة الراهنة


سعد الزيباري
  أوّلُ ما يُطرح في توصيفِ الحركات السياسيّة؛ هو مفهوم السّياسة، وكيفيّة ممارستها، وآليّاتها ووسائلها، وأدواتها وطرائقها، والحق أن هذه الآلياتُ والوسائل قد تختلفُ وتتباينُ من دولةٍ إلى أخرى، ومن حزبٍ إلى آخر، وما نريدُ استحضارَه هنا هو أنّ السّياسة هي من مسائِل الفرُوع الّتي لا بُدّ أنْ تدورَ مع الحقِّ والعدل، وتسهمَ في تحقيقِ مصالِح المجتمع، وتوفير الأمنِ والاستقرار، وتأمين حاجاته الأساسيّة والضروريّة، وتحقيق المقاصِد الكُليّة الّتي أرادها الشّرعُ الحكيمُ وأقرّها العقلُ السّليم؛ وهي حفظُ الدّين، والنّفس، والعَقْل، والنّسل، والمال. وقد بيّن الإمام الغزالي (ت505هـ) هذه المقاصِد الكُليّة الجامِعة؛ بقولِه: "ومقصُود الشّرْعِ مِنَ الخَلْقِ خمسةٌ؛ وهو: أنّ يحفظَ عليهم دينهَم، ونفسَهُم، وعقلَهم، ونسلَهم، ومالَهم"(1). ثمّ قرّرَ بعبارةٍ جامِعةٍ حاسِمة أنّ حِفْظَ الأصُول الخمسة:

عبق الكلمات/ بركات القرآن


عبد الباقي يوسف
  كل آيةٍ من آيات القرآن، تُشكّل عالماً مُستقلاًّ، تتفرّد به دون غيرها، وما تريه لك، لا تريه لك غيرها، ما تكشفه لك، لا تكشفه لك غيرُها، وما تُدهِشكَ به، لاتُدهِشكَ به غيرُها. فكل آية فيها أشجارها، وزهورها، وأشواكها، وليلها، ونهارها، وشمسها، وقمرها، وأجواؤها الجديدة. حتى لو رأيتَ آيةً مُكَرّرة بكلماتها، لكنها تكون جديدة بمعانيها، فلا يكون ذلك تكراراً، رغم أن الكلمات هي ذاتها في ذات الآيتَين، لكنك تكون هناك في أجواء، وهنا تكون في أجواء أخرى، وما تذيقك هذه الآية من عسل اللغة، وعسل المعنى هنا، لم تذقك إياه الآية السابقة هناك.
الإشراف على دخول عالم آيةٍ قرآنية جديدةٍ، هو كالإشراف على دخول مدينةٍ جديدةٍ لم ندخلها من قبل،

حتى لا يقول الرسول: ربّي إنّ أمّتي اتّخذت هذا القرآن مهجورا


فؤاد العايب
لندن
تمهيد:
إن المسح التاريخي لكل النماذج الدينية والفكرية والفلسفية والنظرية عموماً، يظهر أنّ لها  قاسماً مشتركاً، يتمثّل في مرجعية نصيّة مؤسسة؛ تنقل عن صاحبها، نسبة لخالق أو مخلوق. هذه النصوص تجد مصدّقين ومعتقدين ومقتنعين بها، ويتمثّل دورهم في إثبات نقلها عن صاحبها، وتأويل مضمونها، والبحث عمّا يدعمها.
لا يختلف عن ذلك أصحاب الديانات، أو الفلسفات، أو الآيديولوجيات، أو غيرها، ويعكس ذلك جزءاً من بنية عقلية إنسانية مشتركة، والقول بإنسانيتها يعني بالضـّرورة عموميتها، وليس كليتها، والفرق بين الاثنين لا يقاس، فهو الفارق بين الوجود الكوني في كليته، والوجود الإنساني في خصوصيته.

حول الإصلاح الديني


سالم الحاج
الإصلاح الدیني مصطلح حديث، لم يعرف عند المسلمين بهذا الشكل من قبل، وإن كان مفهوم ومنظور الإصلاح الديني موجوداً في الشريعة الإسلامية، وعند المسلمين.. وهناك – في هذا المجال – الحديث المشهور: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا)، وفي رواية: (أمر دينها)، وهو صريح في الدلالة على ضرورة وأهمية الإصلاح والتجديد في الدين، بين كل فترة زمنية وأخرى.. وقد استعمل الإمام الغزالي في حينه تعبير (الإحياء) للدلالة على مراده في الإصلاح الديني..
ولا شك أن الإصلاح أو التجديد في الدين هو ممّا ينسجم مع مقاصد الشـريعة الإسلامية، من حيث إنها إنما جاءت لمراعاة مصالح الناس، وحمايتها، وبما أنّ مصالح الناس، وحاجاتهم، في تجدّد وتطوّر دائم، فناسب أن يكون التجديد، والتجدّد، من مميزات الشـريعة الإسلامية، لكي تواكب حاجات الناس ومصالحهم..

توضيحات حول تقييم الأستاذ الراشد للشيخ ناصر سبحاني والدعوة في إيران



د. محمود الزمناكويي
لا يخفى على متابع منصف لجهود الداعية الإسلامي الكبير (الأستاذ محمد أحمد الراشد)، وما لها من تأثيرات طيّبة، وانعكاسات إيجابية على الساحة الفكرية، والدعوية، والتربوية، في العراق، وفي عموم العالم الإسلامي، حيث كانت آثاره ومؤلفاته ـ على الدوام ـ رصيداً ثرَّاً، ومصدراً غنياً لتغذية الدعوة، وترشيد أبناء الصحوة الإسلامية، وتوعية أجيالها المتصاعدة، وتوجيهها صوب الوجهة الصحيحة، لِما تَـتمتَّـعُ به تلك المؤلفات من فهم عميق لجوهر الإسلام، وفقه رصين بمقاصده، ومنهجية دقيقة لتنزيل مفاهيم النصوص على مقتضيات الواقع.
   لسنا بصدد التعريف بتلك المؤلّفات، ولا بصاحبها، فصيتهما أجلّ من أن تحويها مقالة كهذه، لكن حديثي هنا منصبّ على ما ورد في موسوعته الماتعة الممتعة (أصول الإفتاء والاجتهاد التطبيقي في نظريات فقه الدعوة الإسلامية)، التي تندرج ـ بحقّ ـ ضمن أهم مؤلفاته ـ إنْ لم نقل هي أهمّها على الإطلاق، وخاصّة ما ورد فيها حول

التدرج والتكامل في الرسالات النبوية


عمار وجيه
باختصار، وكأيّ تلميذ يبحث في كتاب الله الخالد الذي لا تنقضي عجائبه، بحثت في قصص الأنبياء من عشرات الزوايا؛ واحدة منها تمثّل إجابة لسؤال مهم: كيف نشأ الفكر الإنساني؟ فكانت الإجابة واضحة: بدأ من الوحي، وتدرّج نضوجاً من الوحي، ووصل ذروته بالوحي. وما إبداعات البشرية، عبر بضعة آلاف من السنين (ربما عشـرة آلاف، أو أقلّ)، منذ نزول آدم عليه السلام، وإلى يومنا هذا، سوى انعكاسات لأصول وكليّات الفكر الذي نزل به الوحي.
ففهم الثوابت، وعدم التخلّي عنها، والالتزام بالمواثيق، والتحلّي بشيم الرجال؛ وأهمّها: الأمانة، والشهامة، والتضحية، والاهتمام بالعدل، والمساواة، وغير ذلك، كلّها أقرّت في أولّ وثيقة تاريخية قرآنية تحدّثت عن المعركة الصفرية بين قابيل وهابيل. تلك المعركة التي أبرزت مدرستين؛ مدرسة فهم فلسفة الاستخلاف في الأرض؛ القائمة

سيد قطب والقراءة الخاطئة للتاريخ الإسلامي


د. سعد سعيد الديوەچي
ليس من السهل الكتابة عن شخصية مثل سيد قطب، الذي يُعدّ أحد المفكرين الكبار في القرن الماضي، خصوصاً بعد ما أُثير لغط كثير حول آرائه الإسلامية، ومن ثمّ انتهاء حياته على المشنقة بعد أن ترك بصمات على الفكر الإسلامي القلق.
ولن نخوض في بدايات حياته ونهايتها، وتعدّد انتماءاته بين حزب الوفد المصري بقيادة سعد زغلول والعقاد وطه حسين، ثم قيادياً في حركة الإخوان المسلمين، إلا بالقدر الذي لا يؤثر فيه على عنوان المقال.
لقد تنوّعت اهتماماته بين الشعر والمقالة والقصة والنقد الأدبي، ولم يكن للتاريخ نصيب في هذه البحوث إلا بشكل سطحي غير عميق، حيث بلغ نتاجه أكثر من ثلاثمائة مقالة ودراسة في هذه الأبواب، ثم اشتهرت كتبه ذات المنظور الإسلامي، وترجمت إلى لغات عديدة، وهي: (العدالة الاجتماعية في الإسلام)، و(معالم في الطريق)، وتفسيره

قصة الذبيح وبعدها الخفي.. هل الذبيح إسماعيل أم إسحاق؟



د. حفيظ اسليماني
تخصص الفكر الإسلامي ومقارنة الأديان- المملكة المغربية
إن القارئ للتوراة تستوقفه بعض القضايا المهمّة، ومنها قضية الابن البكر في الفكر الديني اليهودي، ووراثة البكورية. فقد استبعدت نصوص التوراة (إسماعيل) مشوّهة صورته، محاولة - في نفس الوقت - التأكيد على أن (إسحاق) هو الابن الذي يستحق وراثة أبيه إبراهيم، ونفي وراثة (إسماعيل) من خلال تحريف النص. ومن القضايا المهمة كذلك، قضية الذبيح: هل الذبيح (إسماعيل)، أم (إسحاق)؟ لذلك ارتأيت أن ألقي الضوء على هذه النقطة، لأبيّن أنّ الذبيح هو (إسماعيل)، وليس (إسحاق)، مبرزاً البعد الخفيّ في محاولة اليهود إبعاد (إسماعيل)، والتأكيد على أنّ (إسحاق) هو الذبيح.

الحبّ في أرضنا محرّم


أ. م. د. سامي محمود إبراهيم
أستاذ في جامعة الموصل/ كلية الآداب
تنشط السياسة في حقل الألغام، وبحكم الطبيعة، حيث نعيش نشعر بانتمائنا العميق والوثيق، بأرضنا.. فلا مكان للوطن .. ولا مكان كالوطن.. والأرض تتحدّث لغة أبينا آدم، وهذا ما يفسّر فداء الإنسان لأرض وطنه.. فوجودنا بأبعاده متشبّث بالأرض متمسّك بها، مستمدّ منها منذ الطينة الأولى التي خلق منها أبونا آدم عليه السلام بجبلّتها وفطرتها.. هي كالأمّ أتينا منها، وسنعود إليها، لأحضانها.. إننا متمسّكون بها، ونشعر بانتمائنا إليها، رغم ما فيها من ظلم، وما عليها من ظلام.. رغم ما فيها من مآس وأحزان.. رغم ما فيها من قهر وعدوان.. رغم ما فيها من نفاق يجعلنا نشعر بالغثيان.. فالأرض تحكي قصة العدوان.. قصة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.. تحكي قصة شياطين السياسة المعاصرة، وكيف فتّتوا وقسّموا الأوطان.. تحكي قصة الخراب والدمار المتأصّل في شهوانية الإنسان، وإشباع رغباته

نافذة على تهافت الحضارة الغربية


خليل محمّد الزيباري
السعادةُ مطلبُ كُلِّ إنسانٍ على وجهِ هذهِ الأرض، وطرُق البحثِ عنها تتباين وتتفاوت من شخصٍ إلى آخر، ولا يُلامُ أحدٌ إذا ما أخفقَ في طلبها، أو أخطأ في البحثِ عنها، فكلُّ بني آدم خطّاء. ولكن المطلُوب الاجتهاد والسعي في سبيل الوصُولِ إليها، وكلُّ إنسانٍ ينظرُ إلى السّعادةِ من زاويتِه الخاصّة، فمن النّاسِ مَنْ يرى السّعادةَ في الزّوجةِ والأولاد، ومنهم مَنْ يراها في الاختراعاتِ العلميّة والكشوفاتِ الطبيّة، وفريقٌ يراها في الصِحّة والمال، أمّا المسلم الحقّ فيراها في سيادةِ الدّين الّذي يُعطي كُلّ ذي حقّ حقّه، ويسهمُ في تكريسِ العدل والأمان. وإذا رُمنا شاهِداً من تاريخِ الإسلامِ، تجلّى لنا عُمر بن الخطّاب الّذي تولّى قضاءَ المدينةِ سنتينِ، وعلى امتدادِ هاتينِ السّنتينِ لم تُرْفع إليه قضيّةٌ واحِدة، فالإنسانُ إذا علِمَ يقيناً أن العقُوبةَ تنتظِرُه، فإنّه لن يقدمَ على ارتكابِ الجريمةِ مهما كانت صغيرةً أو كبيرة. أمّا الّذي لا يخافُ مِنَ العقُوبة؛ فإنّه لن يرعوي من ارتكابها على قاعدةِ (مَنْ أمِنَ العِقابَ أساءَ الأدب)، وإنْ أفلتَ من

رؤية/ ثلاثية الفهم و الحركة: الوحي والكون والإنسان


شيروان الشميراني
التراث الإسلامي مليء، أو قائم - في عمومه - بالقراءة الشـرعية للحياة، وما ينبغي على الإنسان فهمه وفعله. وقليل هم المفسِّرون والعلماء الذين تجاوزوا القراءة الشرعية إلى قراءات أخرى.. والقراءات الأخرى ليست إلا القراءة الكونية، التي تساعد الإنسان على فهم قوانين الكون، القائمة على الخلق والنشأة، ما يسمّى بـ - إرادة الله الكونية - بناءً على قوله تعالى: [ ﭻ ﭼﭽﭾﭿ].. ومن هؤلاء ابن تيمية - رحمه الله -، حيث يتحدّث عن قراءتين: قراءة في إرادة الله الشـرعية، وقراءة في إرادة الله الكونية.

لقاء/ الشيخ عبد الفتاح مورو: هناك حركات إسلامية تنطلق من شمولية الإسلام؛ لتجعل التحرّك لصالح الإسلام شمولياً، وهذا هو الخلل بعينه ..


حاوره: سالم الحاج و سرهد أحمد
 تعيد (الحوار)، مجدّداً، فتح ملف (الدعوة والسياسة) في المنظور الإسلامي، لتقصّـي أحدث المقولات وأغناها، والتي وردت على لسان شخوص دعوية وقامات فكرية بشأن جدلية العلاقة بين الوظيفتين. وقد استثمرت المجلة مؤتمراً دولياً لـ(المنتدى العالمي للوسطية)، عقد بالسليمانية في 27/10/2018، حضـره المفكر التونسي المعروف الشيخ (عبد الفتاح مورو)، لتنظّم له جلسة نقاشية خاصة، وطرحت عليه جملة تساؤلات حول الموضوع المثار، مع مسائل أخرى ذات صلة بسياقات العمل الإسلامي، ومستجداته.

01‏/01‏/2019

الشاعر والأديب الكوردي پیرەمێرد.. عمق الفهم وشمولية التصور ــ القسم الأول ــ


بقلم: عمر إسماعيل رحيم   ـــــــ  نقله إلى العربية: سرهد أحمد

رغبة من مجلة الحوار في تعريف القارئ العربي بالأدب الكوردي، ورجالاته، وتحقيقاً لرسالة المجلة في الحوار، والتقارب بين الشعوب، والثقافات، ارتأت المجلة أن تأخذ على عاتقها القيام بترجمة كتاب الأستاذ (عمر إسماعيل رحيم)، الذي صدر حديثاً، في (أربيل)، في 464 صفحة من القطع الكبير، عن حياة الشاعر والأديب الكوردي المعروف (پیرەمێرد)، وعالمه الفكري..
 وقد تصدّى لإنجاز هذه المهمّة الشاقة، والكبيرة، الأستاذ (سرهد أحمد)، من أسرة تحرير (الحوار)، الذي قام بها خير قيام، مشكوراً..
 وها هو القسم الأول من هذه الدراسة، على أمل أن يتمّ نشـر الكتاب كاملاً في حلقات.. والله الموفق.

مرافئ/ هل بالديمقراطية وحدها يحيا الإنسان؟!


د. يحيى عمر ريشاوي
    المراقب لمشهد العملية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات في العالم، يلحظ تشوّهاً في الصورة النمطية والمثالية الموجودة في المخيّلة الإنسانية لهذه التجربة الإنسانية (الحديثة – القديمة)، حيث لم تعد الديمقراطية (شكلاً ومضموناً) كما كانت عليها قبل عقود؛ كونها حلّاً سحريّاً للمعضلات والمشاكل السياسية التي كانت تعصف بالأمم والشعوب، وهناك الكثير من التساؤلات التي تطرح حول مصداقية روّاد وقادة الديمقراطية في العالم، ومدى قدرتهم على التعبير عن المعاني الحقيقية للديمقراطية، هل هي فعلاً حكم الشعب، وإعطاء الحريّة الكاملة للناخب والمواطن، وتحقيق جوهري لحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية، أم أنّ العملية تتخللها سيناريوهات وصفقات وتحكّم وراء الكواليس؟!

بصراحة/ على هامش اغتيال خاشقجي

صلاح سعيد أمين
   ناقشت مع أحد أصدقائي، وهو من طبقة الأئمة والخطباء، (تلك الطبقة التي وصفها الرسول - عليه الصلاة والسلام - بأنّها ورثة الأنبياء، تعظيماً لمقامهم) موقف علماءٍ سعوديين معروفين، وردود أفعال مؤسساتٍ محسوبةٍ على الإسلام والفكر الإسلامي، في قضية اغتيال الصحفي السّعودي جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية بلاده بأسطنبول في الثاني من تشـرين الأول (2018)، ولم يخرج.
   ودون تردّد - وعلى وجه السّرعة - أجابني الأخ الصّديق، بأنّه من الأفضل اختيار الصّمت، لأنّ هؤلاء العلماء، ولسببٍ بسيطٍ جداً، إذا كسـروا حاجز الصّمت، وقالوا كلمتهم، فإنّهم سيزيدون الطين بلّة، ولن يخدم ما قالوه الحقيقة، ولن يصبّ في مصلحة القضية!

صلاح الدين الأيوبي محور مؤتمر لـ(المنتدى العالمي للوسطية)


السليمانية: الحوار
عقد فرع كوردستان لـ( المنتدى العالمي للوسطية)، السبت 27/10/2018، مؤتمراً دولياً حول (صلاح الدين الأيوبي: الإنسان، والقائد، وموجّه التاريخ)، في مدينة السليمانية.
وقد حضر المؤتمر أكثر من (300) شخصية؛ من أكاديميين وعلماء دين وصحفيين  وشباب ونساء، يمثلون عدداً من الدول، منها: الأردن، المغرب، تونس، لبنان، سوريا، العراق، إيران، وإقليم كوردستان. ومن أبرز تلك الشخصيات:
المهندس مروان الفاعوري؛ الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية. الشيخ عبدالفتاح مورو؛ المفكر التونسـي المعروف. الأمير الدكتور وليد الأيوبي؛ الباحث اللبناني، وسليل الأسرة الأيوبية. المهندس جليل بارامي؛ من كوردستان إيران. سالم فلاحات؛ القيادي الإسلامي الأردني المعروف. الدكتور عمر عبدالعزيز؛ الباحث الإسلامي الكوردي. الدكتور عماد عبد السلام؛ الأكاديمي المعروف من العراق. الدكتور علاء الدين جنكو؛ الأكاديمي والباحث من سوريا.

انتخاب أربعة علماء كورد لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


متابعة وإعداد: الحوار
نظّم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بمدينة إسطنبول التركية، في الثالث من شهر تشرين الثاني 2018، فعاليات جمعيته العمومية بدورتها الخامسة.
وشارك في فعاليات الجمعية العمومية أكثر من 1500 عالم، من أكثر من 80 دولة؛ حيث وصف بالاجتماع الأكبر من حيث عدد المشاركين فيه، منذ تأسيس (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) عام 2004.
وتضمّنت فعاليات الجمعية العمومية 6 ورش عمل، تناولت الإصلاحات السياسية والاقتصادية للأمّة، والطرق التي تكفل المصالحة بين مكوناتها.

الاتحاد الإسلامي الكوردستاني.. مراجعات مستمرة


متابعة وإعداد: سرهد أحمد
يعكف الاتحاد الإسلامي الكوردستاني حالياً على مراجعات جذرية وشاملة لمجمل سياساته، وبرامجه، على المستويين الداخلي (الحزبي)، والخارجي (الإقليم، ومحيطه).
وتأتي المراجعات كعملية تقييمية وتصحيحية ملّحة، خاصة بعد تراجع حظوظ الحزب في الاقتراع التشريعي العام بالإقليم، الذي جرى يوم 30 أيلول 2018، لأسباب موضوعية، وذاتية، متعلّقة بغياب النزاهة خلال سير العملية، ومجمل الحراك السياسي للحزب.

آخر الكلام/ المرأة المفترى عليها!


محمد واني
يقال، والعهدة على ما جاء في الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى، إن أمّنا (حوّاء) كانت وراء طرد أبينا (آدم) من الجنّة، عندما أغوته بأكل التفاحة التي نهى الله عن أكلها. طبعاً هذا مخالف للنص القرآني الذي يذكر أنهما أكلا معاً من الشجرة، إنْ كانت تفاحاً أو غيره {فأكلا منها}، و شاركا سوية في معصية الله. وبحسب رواية أهل الكتاب، فإن حوّاء هي المسؤولة عمّا جرى لآدم، وذريته من بعده، إلى يوم الدين. وهي، على ذلك، تستحقّ أن تلام، وتعنّف، وتعامل أسوأ معاملة، فلولاها لما أجبر الرجل أن يخرج من الجنة، وينزل إلى الأرض؛ حيث الشقاء والموت والحروب، فهي "ينبوع جميع آلام الإنسان، ومصائبه"؛ لذلك عليها أن تدفع الثمن.. فدفعت، واستكانت، وخضعت للرجل، بعد أن مارس معها كل أنواع القهر، وعاملها بمنتهى القسوة عبر مراحل التاريخ، بغية تحطيم قدرتها على المقاومة، وفرض إرادته عليها..