02‏/01‏/2012

ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبح للشعوب العربية ربيعٌ


بقلم : ميمونة الباسل


 بعد ان غابت الشعوب العربية في سبات طويل دام عقودا من الزمن، قررت هذه الشعوب  ان تفوق من غمرة تلك السكرة الطويلة وجاءتها  فكرة استرداد كرامتها التي امتهنت على ايدي عصابات كانت تُعرف بـ "نظام الحكم" وما هذه الانظمة في حقيقة الامر إلا رجال يتآمرون على شعوبهم ويسلبون حقوقهم ويمتهنون كرامتهم. تلك الشعوب التي عاشت خارج دائرة الضوء وفي نفق مظلم، جاءتها شعلة نار (محمد البو عزيزي) لتنير لهم ذاك النفق وتظهر لهم حجم الظلام وحكم الظلم الذي غرقوا فيه بعد عقود طويلة، (محمد البو عزيزي) مات لكن موته ايقظ الشباب العربي والشعوب من سكرتها.....





شعلة نار صغيرة قلبت انظمت حكم كبيرة، انظمة دكتاتورية لا تعرف طريقا للعدل أو الحرية، فكان لابد لتلك الشعوب أن تقضي على تلك الانظمة، وما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، لكن مفهوم القوة عند الشعوب العربية والشباب العربي المتحضر يختلف عن مفهومه عند الحكام وانظمة الحكم البالية التي أكل عليها الدهر وشرب، فالقوة عند شباب الثورة تعني الاصرار على استرداد حقوقهم التي سلبت وكرامتهم التي امتهنت مهما كان الثمن، اما مفهوم القوة عند هذه الانظمة العتيقة فانها تعني القتل والتعذيب وسلب حقوق الشعوب والزج بهم في غياهب السجون وجعلهم بحاجة لأبسط مقومات الحياة، حتى قلبوا المفاهيم أمام شعوبهم فباتت تلك الشعوب  ترى ان اي شيء يقدمه الحاكم من حقوقهم هو عطاء يستحق ان يُشكر عليه، وان العفو عن المظلومين في السجون هو كرم لابد للشعوب ان تهتف بحياة الرئيس من اجل تلك المنة، لكن الحاكم يريد والشباب والشعوب تريد، والله يفعل مايريد.
فحين قررت تلك الشعوب ان تنتصر كان النصر حليفها لانها قررت ان تغير ما بنفسها من العيش بالذل والقناعة بالهوان، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالشعوب العربية لم تعد بعد اليوم شعوبا مغلوبة على أمرها، فمن حقها ان تقول وتختار وتقرر وترفع وتنصب متى شاءت وكيفما شاءت، من حقها ان تعيش بحرية، فخيرات البلاد العربية كثيرة ونعمها وفيرة، تكفي لان يعيش كل شخص برفاهية وحرية وينعم بالأمان؛ لكن ظلم الحاكم وجبروته وتخاذله مع الطامعين وبطانته السيئة حجب تلك الخيرات وضيق الخناق على تلك الشعوب طوال عقود من الزمن، سواء في تونس او مصر او ليبيا او العراق أواليمن أوسوريا ... وغيرها من البلدان العربية التي تعيش في كبت حتى طفح الكيل فيها؛ وبدأت هذه الشعوب بخلع ثوب الذل الذي لايليق بها، فتاريخها وحضارتها لم يعرفا يوما الذل والخوف عنوانا، فثاروا على الطُغاة الباغين وكأنهم يتبعون قول الشاعر وليد الاعظمي الذي قال :
ثوروا على الباغي الذليل
واحــموا تعاليم الرسول
وابغوا الحياة كريمة
في ظل دســـــــتور نبيل
وتمردوا فالحر يأبى
أن يـــــــــــساوى بالذليل
والموت أهون عند
نفس الحر من حكم الدخيل
وهنا يقف التاريخ ليسجل اروع ما قام به الشباب العربي من ثورات أعادت الى الشعوب المنتصرة والشعوب التي مازالت تنتظر؛ أعادوا اليهم كرامتهم، ولم يفلح مع هؤلاء الشباب كل ماقام به النظام الحاكم في تلك الدول من اعتقالات وقتل وبطش وتعد على الحرمات، فهم على يقين بأن ثمن الحرية غالٍ ولابد لهم ان يكملوا طريقا سلكوه مهما قدموا من تضحيات، شعوب انتصرت واخرى تسير في نفس الدرب، مهما كابر ويكابر نظام الحكم فيها، فإن الحق لابد له ان يظهر. r

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق