20‏/05‏/2013

مهزلة الانتخابات القادمة


لا أعرف لماذا يتعبني هذا العنوان جدا (مهزلة الأنتخابات)!.
ولا اعرف اي جزء منه يألمني أكثر؛ المهزلة أم الانتخابات، ام الاثنين معا؟ وهل يصح أن نسمي (المهزلة) التي ستحصل في (العشرين من نيسان المقبل) بالانتخابات الديمقراطيه؟ حيث من المقرر ان تجري انتخابات مجالس المحافظات التي تدير الحكومات المحلية للمحافظات، وسبب اعتراضي على تسميتها بالانتخابات الديمقراطية هو سبب منطقي وعقلي، وياخذ معطياته من الواقع المر الذي تعيشه محافظات العراق، حيث يعيش الانسان العراقي تحت وطأة الفقر، والجهل، والتهميش، والبنى التحتية المتهالكة التي تختلط فيها مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب الغير نقية رغم خروجها من محطات تصفية المياه القديمة المتهالكة! رغم أنفاق اكثر من 10 مليارات دولار لاعادة اعمار العراق، والسبب هو الفساد والاختلاس الذي بدا في عهد الاحتلال، وتواصل الى اليوم في عهد الحكومات التي انتخبت في الانتخابات الغير ديمقراطية -من وجهة نظري-فقد انتقد المفتش العام الامريكي لبرنامج اعمار العراق حكومة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش لهدرها الأموال وعدم امتلاكها منهاجاً متكاملاً للتعامل مع إعادة اعمار العراق، مشيراً إلى أن ثلث حالات الاختلاس التي حدثت في هذا البرنامج كانت بين صفوف الجيش الأمريكي؛ وقال المفتش العام ستيوارت بوين في حديث متلفز إن "الحكومة الأمريكية تسببت بهدر الكثير من الأموال لأنها لم تخطط لمنهج متكامل في برنامج إعادة الاعمار في بلد كبير كالعراق" وأوضح إن "ثلث حالات الاختلاس لأموال خصصت لهذا البرنامج كانت في صفوف القوات المسلحة الأميركية"، مستدركاً أن "هدر ثماني مليارات دولار كان بنيّة حسنة".
أنا اسال هنا؛ اذا كان القادم من خارج البلد بصفة (محتل) معذور في اختلاسه امول بلد ليس بلده! فما هو عذر من يختلس اموال بلده خصوصا انه جاء بشرعية صندوق الاقتراع المفترض؟ فقاموس المصطلحات السياسية يقول: "الانتخابات مشتقّة من الانتخاب والانتخاب بمعنى (election) وهو نمط لأيلولة السلطة التي ترتكز على اختيار المواطنين لممثليهم وهو نمط لمشاركة المواطنين في الحكم في اطار الديمقراطية، وهو مفهوم نابع من مبدا السيادة الشعبية، وهذا الانتخاب لا يكون محدودا و لا يمكن ان يكون الاّ عاما".
هل يعقل ان يختار الناخب العراقي من يختلس امواله، وساهم في بناء حزبه، وطائفته، وينسى البسطاء؟! اليس هذا ما حاصل في العراق، الجواب على هذا السؤال من وجهة نظري ان الذين انتخبوا لم ياتي بهم الشعب! بل جائت بهم المحاصصة التي ارساها المحتل، والمعادلات التي رست في العراق اقليميا ومحليا ودوليا، لذلك لانجد من يمثل البسطاء ويدافع عن حقوقهم، ففي الدولة الراسخة المؤسسات التشريعية والقضائية والتفيذية، لم يتم لحد الساعن ادانة مسؤول واحد في قضية فساد؛ رغم ان حجم الاموال المختلسة يتجاوز 10 مليارات!! اليست هذه مهزلة؟.
من ناحية ثانية ألا تفترض الانتخابات أن توفر قدرا من الشفافية والنزاهة لدى المرشحين والأحزاب؟ أين هي هذه المعايير ممن استخدم أسلحة الكذب الشامل في كل وعوده الانتخابية، هل سال احد القوائم الانتخابية جميعها؛ مالذي تحقق من وعودكم في الانتخابات الماضية؟.
انا ادعو جميع القوى التي لا تؤمن بالطائفية وتحرص على وحدة العراق وهويته وبجميع اطيافها السياسية الواسعة قومية ولبرالية وديمقراطية ويسارية ودينية نظيفة أن تقاطع الانتخابات وتستعيض عنها بالمشاركة في حراك شعبي على غرار الربيع العربي للمطالبة بتغيير النظام، واحلال الديمقراطية الحقيقة التي تتيح للشعب ايصال من يمثله بعيدا عن التوازنات والمعدلات الاقليمية والمحلية التي انهكت الوضع في العراق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق