02‏/07‏/2022

آخر الكلام/ منظمات وهيئات لا جدوى منها

محمد واني

 لا شك أن هدف القادة الذين أنشأوا المنظمات والهيئات العربية والإسلامية؛ كمنظمة التعاون الإسلامي ‏‏(أسست 1969)، وجامعة الدول العربية (1945)، وغيرها، كان ينحصـر ‏في تحقيق مصالح الدول الإسلامية والعربية الحيوية وأهدافها، وترسيخ السلام والأمن فيها، ولم يكن ‏هدفهم أبداً إقامة مؤسسات غير فاعلة، وعاجزة عن حل المشاكل ومواجهة الأزمات التي تواجه المسلمين.

لنا الحق أن نتساءل: ما هي الإنجازات والمكتسبات العظيمة التي حققتها هذه المنظمات ‏والجمعيات، بعد سنوات طويلة من تأسيسها؟ وهل كانت على مستوى المسؤولية التاريخية في مواجهة التحديات ‏الداخلية والخارجية، والأحداث المتلاحقة التي عصفت وتعصف بالمنطقة؟! ماذا

قدّمت مؤسسة سياسية كالجامعة العربية للأمة العربية مثلاً؟! سوى بعض المهام التربوية والثقافية ‏المحدودة جداً، ومحاولات روتينية لجمع الأمراء والملوك والرؤساء العرب في مكان واحد، بين فترة وأخرى.. ولكنها لم تستطع أبداً أن توحدهم على كلمة واحدة في قضية مهمة من قضايا الأمة، ولم تنجح ‏أبداً في نزع فتيل الحروب والصـراعات التي نشبت بينهم منذ تأسيسها، ووقفت متفرجة عاجزة عن فعل أي شيء! ‏ ‏

والأمر نفسه يصح بالنسبة لمنظمة (التعاون الإسلامي)، التي تجمع في طياتها أكثر من 57 دولة ‏إسلامية، بل إن مصيبتها أدهى وأمر، أولاً؛ لأنها منظمة عالمية ذات عضوية دائمة في الأمم المتحدة، ثانياً؛ لأنها ‏تمثل أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، يفترض أنها تعمل لصالحهم وتدافع عن ‏قضاياهم، ولكنها عجزت عن ‏ذلك، وأخفقت في عملها تماماً.. وعلى الرغم من كل هذه اللجان والمؤسسات ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية ‏الكثيرة التي انبثقت منها، فإنها ظلت عاجزة عن فعل شيء ملموس على أرض الواقع، ولم نجد لها أي دور سياسي أو إنساني أو إسلامي مشـرف في ‏النزاعات والمشاكل التي يخوضها المسلمون فيما بينهم، أو تلك التي يتعرضون لها من قبل الغير؛ كالتطهير ‏العرقي الذي يتعرّض له شعب الـ(روهينغا) المسلم على يد البوذيين في (ميانمار)، وجرائم الإبادة الجماعية ضد الكورد؛ أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ضمن عمليات الأنفال ‏والقصف الكيمياوي على مدنهم في العراق (1988)، وكذلك موقفها المخجل من القتل المنظم الذي تعرض ويتعرض له ‏الشعب السوري على يد نظام الأسد.

كل ذلك وغيره الكثير يدفعنا إلى القول بإن هذه المؤسسات، التي تصرف عليها الأموال الطائلة، لم ‏تقم بدورها السياسي الإصلاحي الذي أنشأت من أجله، ولم تقدم شيئاً مذكوراً للشعوب العربية والإسلامية! ‏وكان من المفروض أن تأخذ الأنظمة الممولة لها موقفاً مسؤولاً تجاهها منذ فترة طويلة، وتمتنع عن تمويلها، إلى أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية، وتقوم بإصلاحات شاملة وجذرية على هياكلها الأساسية!‏‏



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق