09‏/10‏/2013

مشاكل وحلول

تجيب عليها الباحثة والناشطة الاجتماعية 
سولاف محمود

نسرين المشهداني:
انا بنت عمري 33 سنة، اعيش انا واختي 25 سنة؛ مع ابي وامي وهما في الستينات من العمر، لايزالان يحملان همنا، وخصوصا همي انا على اعتبار ان عمري تقدم ولم احصل على فرصة للزواج، ومن شدة همهما وانشغالهما بالامر وحزنهما الذين لايخفى علينا، اتمنى الزواج فقط كي اريحهما من هذا الهم، وهو ما حول حياتي الى كابوس، لا اجد فيها اي شيء يفرح القلب!.
احاول ان استغل اي فرصة تاتي للزواج، ولكنها قليلة، ونادرا ما تنجح، ولازالت امي تردد على مسامعي عبارة انت مسحورة فيزداد اكتئابي وحزني بسبب هذا الكلام.
خلال محاولاتي للخروج من صندوق الاكتئاب تعرفت على عدد كبير من الرجال في عالم الفيس بوك على الانترنت، وتعلمت من تجربتي ان رجال الفيس بوك كلهم كذابون، ويبحثون عن علاقات محرمة من خلال ايقاع البنات بحبائل الوهم الكاذب (الحب).
وشاء القدر ان يضع في طريقي من يصحح لي هذه الفكرة، ويعطيني امل ان الدنيا لازالت بخير، فتعرفت على شاب تونسي، انسان اديب ومؤدب، محترم بكل معنى الكلمة، لم اقابل في حياتي انسان اكثر خلقا منه، ورقيا، ولباقة، وفصاحة، وتدينا، ساعدني في كل حياتي، وخفف عني 50% من احزاني.
وكي لا اطيل عليك؛ احببته كما لم احب احدا في حياتي، وهو بادلني شعور الحب، وبقي هذا الحب خاليا من الشوائب المعروفة من خلال التواصل عبر الانترنت الى ان بادرت وطلبت منه ان يتزوجني، قلت في نفسي ان كان حبا صادقا كما اشعر به سيكشف الطلب الحقيقة، وقد لاقت الفكرة استحسانه، ورتبنا كل شيء معا..
وتاتي عقدة الوالدين لتعقد كل ما رتبت وخططت له مع من اخترته واختاره قلبي! فقد رفض والدي فكرة الزواج في بلد ثاني ومن رجل متزوج؛ والابتعاد عنهما، واعيش اليوم معهما اتعس ايام عمري الثلاثين، فهما يهدداني بالسخط والغضب تارة، او يؤججا العاطفة عندي، فيقولان سنموت دون ان تحضي بفرصة للصلاة علينا او زيارة قبرنا وشي من هذا القبيل....
افكر في الخروج عن طوعهما والزواج من هذا الشاب والرحيل الى غير رجعة، واقطع كل اخباري عنهما حتى يتوهما موتي او يستوي عندهما موتي وسفري، ثم اعود وافكر في غضب الله تعالى وسخطه الذي هو في سخطهما! ثم افكر في المصير المبهم لحياتي بعد رحيلهما؛ وهما لايفكران الا بان اكون قربهما! انانية منهما جعلتني اكره حبهما لي! وبصراحة انا اريد ان اخرج من العراق ومن مدينتي التي تتحكم بها الملشيات، وطول الايام والساعات اعيش في خوف ورعب من المداهمات العشوائية الليلية، فهؤلاء الذين لايعرفون الله لن يتورعوا عن اغتصاب الفتيات، وهذا ما قلته لوالدي في ساعة ياس واحباط، قلت له هل ترضى ان ابقى ويغتصبني المجرمون!! ساعتها ستتمنى لو اني مت الف مرة وليس لو اني سافرت!!.
احتاج للنصحية فراسي يريد ان ينفجر ولا اجد من ابث اليه همي غير الله، والاقدار التي وضعت مجلتكم في يدي كي ارى هذا الركن (مشاكل وحلول) جزا الله القائمين عليه خيرا.

الحل 
عزيزتي نسرين؛ الحمد لله ان وضعنا في طريقك ولعل هذا ببركة دعاء والديك لك؛ خلال قرائتي لسطور حياتك احسست بلوعة الأسى الذي يعيشه والداك اللذان بدورهما نقلا لك هذا الاحساس مما تسبب في حالة حزن وفقدان امل بالحل الموعود على يد فارس يمتطي جوادا لينتشلك من واقعك الاليم ويذهب بك بعيدا .
عزيزتي لا تستسلمي لهذا الوهم الذي تعيشون فيه انت ووالديك فمن الخطاء ان نضع قضبانا حولنا ونحكم غلقها ثم نستجدي من يخلصنا منها! لقد اختصرت الحياة بـ (رجل وبيت) فقط لاغير! انا مع قلق والديك عليكما لكنه قلق مبالغ فيه وغير منطقي فما خلقنا الله تعالى لنتزوج ونكون بيوتا فقط، انا معك انها من سنن الحياة لكنها ليست كل الحياة.
لقد خلقنا الله لاعمار الارض والمهمة الاهم هي لعبادته سبحانه؛ لكن للاسف اقولها عن تجربة ان مجتمعنا قاس في حكمه على الفتاة التي يتاخر زواجها بانها عانس وغير ذلك، وهذا ما يجعلك ترضخين تحت وطاة الاحساس هذا والرضى باي زوج حتى لو كان غريبا وبعيدا ولا تعرفين عنه اي شي الا اشياء قصها بنفسه لعله اختلقها للايقاع بك فقط؛ انت مخطئة تماما ان تضحي بعمرك وحياتك لرجل لا تعرفيه تأني عزيزتي وابدئي بحساب جديد يغير مجرى حياتك.
بدئا عليك ان تعلمي ان الزواج ليس هو كل السعادة بل جزء منها، وقد يكون الزواج سببا في تعاسة البعض، السعادة الحقيقية هي ان نقضي حياتنا بالعبادة والعمل الصالح ونتقبل ما قسمه الله لنا بكل قناعة، وقد تأتي القسمة في اي لحظة؛ المهم ان نحسن الاختيار ضمن معطيات المرحلة، ولك ان تسالي المطلقات حولك هل جلب لهن الزواج سعادتهن؟ ولم انتهى وبقين يحملن هذا اللقب اللعين (مطلقة)؟!.
واسالي المتزوجات هل يعشن السعادة المطلقة!!؟.
ثانيا يجب ان تتعرفي على من تزوجن من رجل غريب هل زواجهن ناجح؟ انا اعرف قصص كثيرة لكني اريدك ان تفيقي من الوهم الذي تعيشينه، فهاهي طالبة طبية مرحلة اولى تقترن برجل في لندن وهي في19 من العمر ليرميها بعد عام واحد محطمة ولديها بنت على يدها وغيرها كثير من الحكايات المؤلمة .
انت اهملت ذاتك اهملت الطاقة التي اعطاك اياها الله لا اعرف شيء عن تحصيلك الدراسي، لكن اشغلي نفسك بالمفيد، يجب ان تتفوقي وتحصلي على شهادة، ابحثي عن عمل يطور حياتكن لا تجعلي الزواج محور حياتك فحياتك فيها الكثير لتفرحي به، مازلت في بداية حياتك طوري نفسك وستجدين ان الزواج يأتيك من حيث لا تحتسبين، احسني لوالديك فهما طريقك للجنة؛ وانتبهي لأختك ولا تدعيها تعيش نفس ظروفك... وفقك الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق