21‏/11‏/2013

يخونها زوجها الكترونيا عبر الفيس بوك وارسلت تبحث عن حل

تجيب على الاسئلة : الباحثة والناشطة الاجتماعية سولاف محمود 
احلام الجاف ارسلت تقول:
ادركت مؤخرا ان زوجي وصل الى مستوى مشبوه من العلاقات مع النساء على موقع الفيس بوك في الانترنت، فقد بدأ يهملني لساعات طويلة، ويجلس بهدوء الى هذا الجهاز الذي اعتبرته ضرتي! فقد اخذ من وقته الكثير، وصار خليله في الليل، فما ان ينتصف الليل حتى يتسلل من فراش الزوجة متجها نحو غرفة الاستقبال، ليتصل بالأنترنت الى الصباح!!.

الفيس بوك سبب كل المشكلات بيني وبينه فعلاقاته تستولي على عقله وتفكيره، وثمة امور اخرى تزعجني فيه؛ فقد بدأ هذا الزوج يشككني في قابليتي على فهمه او حبه، ارى انه يندمج معه بشكل غير طبيعي، ويغلف اجواء عالمه الهدوء ولايريد اي احد ان يزعجه او يقتحم عالمه الانترنيتي حتى بدأ يصعب التفاهم معه او الخوض في عالمه الخاص والعجيب، فكيف اعيد ثقتي به وبنفسي واخلصه من هذا المرض؟!.
ما هو الحل الذي تقترحونه علي وجزاكم الله خير؟.

الحل
عزيزتي احلام الجاف 
ماتعانيه اصبح جزء من ظاهرة منتشرة في مجتمعنا تسمى (الخيانة الالكترونية) واسبابها عديدة، منها قلة الوازع الديني، وعدم الانضباط الاخلاقي، وسبب مهم اخر هو وقت الفراغ، ولا اعلم تحديدا اي الاسباب دفعت زوجك الى هذا العمل لكني شبه متأكدة ان وقت الفراغ احد تلك الاسباب، بدئا يجب ان تتأكدي مع من يتصل زوجك قبل ان تدخلي في مشاكل معه، وكذلك عليك ان تحددي اسباب لجوء زوجك الى الفيسبوك، هل هو لوجود مشاكل بينكما؟ او لغياب الانسجام والتوافق الفكري والثقافي؟ هذا سيساعدك ويضعنا على بداية طريق الحل بعد تحديد السبب.
اتجهي لوضع حل لكل سبب على حدا؛ فمسالة وقت الفراغ يمكن ان تحل بانشغاله بعمل معين انتاجي او ترفيهي، ويمكن ان تشغليه بالأطفال اذا كان لديكم اطفال.
اما المشاكل والتوافق بينكما فهذا يقع كاملا على مسؤوليتك ولا تنتظري ان يساعدك هو من جانبه بل اعملي وضعي في بالك انه عمل من طرف واحد يجب ان تحاولي التقرب الى افكاره وتظهري له انك مهتمة بمشاركته بما يحب وتوددي اليه دائما، اطلبي منه ان تتعلمي استخدام الحاسوب، شاركيه فترات جلوسه وانشغاله، لكن اياك ان تفعلي كل ذلك بصورة مراقب او شرطي يقيد تصرفاته بل اجعليه من باب الحب والمودة حتى يتقبل الامر.
قضية مهمة عليك الانتباه لها؛ أذكرك ان الرجل لا يلجأ الى خارج العش الزوجي إلا اذا كان يعاني من نقص ما في هذا العش! خصوصا اذا كان من النوع الخلوق أو المتدين، او كلا الامرين معا، فثمة حاجات متعددة لدرى طرفي الشراكة الزوجية، وعلا كل منهما الانتباه، والتركيز لحاجة الطرف الاخر في سبيل الوصول لغاية الانسجام بينهما، فللجسد حاجات، وللقلب حاجات، وللروح حاجات، وللاذن حاجات، وللعين حاجات...وهكذا، واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار التحديات الجسام التي اصبحت امام المرأة اليوم في طريق حراستها للعش الزوجي، والتي فرضتها عوامل العولمة، وانتشار التقنية، فكلنا نتعرض اليوم لموجات من التاثير الاخلاقي، والمعرفي، والفكري، هذه الموجات اثرت على مزاجنا وافكارنا واذواقنا، ولكي لا اكون محصورة في ميدان التنظير، اضرب لك مثل بسيط على هذا التغيير، واترك لعقلك وحكمتك التدبير فيه وفهمه، على سبيل المثال لا الحصر؛ الاعلام اليوم يقدم المرأة النموذجية للرجل بمواصفات جمالية اصبحت تشكل صورة نمطية في اذهان الرجال، ومعيارا للجمال، المراة الضعيفة الرشيقة، الانيقة، مشرقة الابتسامة، وضائة الوجه، خفيفة الظل، خصوصا مذيعات الاخبار، ومقدمات البرامج الحوارية، حتى في القنوات الاسلامية المحافظة! هذا النموذج صار هو المعيار الذي يقيس عليه الرجل اليوم الجمال، والحضور، واني للاغلبية الساحقة من سيدات المنازل اليوم ان يوفرن كل هذه المتطلبات المثالية؟! فالمراة تعمل وتكدح مع الرجل في طلب الرزق! وهذا ليس من مهمها، وهي تعمل في المنزل، وتحمل وتنجب الاطفال، وتربيهم الى جانب كل ذلك العناء! ثم هي تتغير جسديا بسبب الحمل، والكدح، ومتطلبات الحياة، وبسبب الطعام والحياة الغير صحيين، فنجد الغالبية منهن سمينات، مترهلات، وفوق ذلك لايجدن الوقت للعناية الكافية بالشعر، والبشرة، ومماسرة الرياضة والحفاظ على الرشاقة واللياقة!.
الرجل؛ حين يضع المرأة الزوجة بالمقارنة مع ما يتعرض له من هذه الهجمة الاعلامية الشرسة وهذا التنميط للجمال، يظلمها، واذا لم يجد لها الاعذار يلجا الى غيرها بحجة ان زوجته لم توفي حقه، ولم تكن بمستوى احلامه وطموحاته التي هي وليدة كل ما ذكرته من مؤثرات.
لذلك على المرأة العاقلة ان تهب نفسها وحياتها وذاتها جزءا من وقتها، كي تستدرك من حياتها ما يفوتها في غمرة الانهماك بالحياة والعمل والاطفال، لقد تربينا وتعودنا على التضحية، وهذا شيء حسن، لكن علينا ان لانضحي لدرجة ان نضحي بكل حياتنا ثم نندب حضوضنا بعد ذلك اذا وجدنا ان قطار العمر قد فاتنا وخلف ورائنا بعض اشلائنا.
واخيرا لكي تعيدي ثقته بك ابتعدي عن المشاكل والجئي الى الله ان يصلحه وشيء جيد انك تدركين ان ما يعانيه مرض يحتاج الى علاج فكوني طبيبه ففي شفائه راحة لك .. امنياتي لك بالراحة والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق