03‏/10‏/2021

السلوك: مفهومه وأثره، في القرآن الكريم

 

د. عبد اللطيف ياسين

تعريف علم السلوك:

? كان الإنسان - وما زال - محط أنظار أهل النظر والفكر واهتمامهم منذ القدم. وعندما نقول الإنسان نعني ما يبدر من هذا الإنسان من سلوك وأفعال وأعمال، لأن الإنسان بأفعاله، وإذا توقف الإنسان عن إبداء أي سلوك، فهو ميت لا محالة، لأننا لا نجد إنساناً حياً بدون أي سلوك. "واليوم أصبح سلوك الإنسان يخضع للدراسة العلمية، بمعنى أن هناك علم سلوك قائماً بذاته، وعلم السلوك هو نظام علمي يهتم بتطوير مبادئ تسهم في فهم السلوك الإنساني، وغالباً ما يشتمل هذا الاصطلاح على علوم مثل: علم الاجتماع، وعلم النفس، والأنثروبولوجيا الثقافية، وبعض جوانب

الاقتصاد والسياسة"([1]).

ولقد تناول علماء النفس السلوك الإنساني عبر مراحل، وفي إحدى المراحل قام بعض علماء النفس بحصـر أنفسهم في التفسير المادي، "بتبنّيهم مناهج البحث في العلوم الطبيعية في دراسة الظواهر النفسية التي يمكن فقط ملاحظتها ودراستها دراسة موضوعية، وتجنبوا البحث في كثير من الظواهر النفسية المهمة التي يصعب إخضاعها للملاحظة أو البحث التجريبي، وبذلك أبعدوا النفس ذاتها من دراستهم، لأن النفس شيء لا يمكن ملاحظته، وقصـروا دراستهم على السلوك الذي يمكن ملاحظته وقياسه، وقد نادى بعضهم بتغيير اسم (علم النفس)، وتسميته (علم السلوك)، لأن علم النفس الحديث يدرس السلوك ولا يدرس النفس، وكان من نتيجة هذا الاتجاه في تطبيق مناهج العلوم الطبيعية في بحوث علم النفس، أن سادت في دراساته وجهة النظر المادية، التي ترجع جميع الظوهر النفسية إلى العمليات الفسيولوجية، والتي تنظر إلى الإنسان كنظرتها إلى الحيوان، بل إنهم جعلوا من دراستهم لسلوك الحيوان المدخل الطبيعي لفهم سلوك الإنسان، مغفلين في كثير من الأحيان الاختلاف الكبير في طبيعة تكوين الإنسان الذي يتميز عن الحيوان، وهو أمر يغفلونه في دراستهم إغفالاً يكاد يكون تاماً"([2]). ونرى في هذه الدراسات نوعاً من الحصـر في تعريف الإنسان، وإهمال الجانب الروحي فيه. وإن كنا نرى انفراجاً عند العلماء في هذا، أي إن العلماء المعاصـرين اتجهوا نحو الإيمان بأن للإنسان جوانب أخرى، كالروح، بما تحمله من معانٍ سامية.

 ولقد أشـرنا بأن علم النفس يُعرَّف بأنّه علم السلوك، لأنه العلم الذي يدرس السلوك دراسة موضوعية، أو يتخذ من السلوك وسيلة لدراسة الحياة النفسية الشعورية واللاشعورية. فهو يستدلّ من السلوك الظاهر للناس، ومن لغتهم (فاللغة سلوك ظاهر)، على ما يحفزهم من دوافع، وما يشعرون به من انفعالات، وما يحتضنونه من عواطف ومعتقدات، وما يتّسمون به من قدرات ومواهب واستعدادات"([3]).

 لقد توصلت الدراسات والأبحاث المعاصـرة والحديثة إلى استنتاجات تضم مجموعة من النتائج التي تفسـر سلوك الإنسان، فمنها أن السلوك الإنساني لا يعمل في خواء، وإنما هناك أسباب تدفعه، وعوامل تؤثر فيه، وهي غائية، وأنه يمضـي نحو هدف لتحقيقه، وأن له دوافعه وحوائجه، وقد تتعدد الحاجات، سواء النفسية أو الجسمية أو الاجتماعية.

 يعنون بالسلوك الإشارة إلى مختلف نواحي النشاط التي يمكن ملاحظتها، أو ملاحظة نتائجها. بعبارة أخرى، فالسلوك يشير إلى كل ما يصدر عن الفرد من استجابات حركية، أو عقلية، أو اجتماعية، عندما تواجه الكائن أي منبهات([4]). وعند سهير كامل أحمد([5])، فإن: "كل سلوك يصدر عن الفرد إنّما هو مدفوع وغرضـي، ولا يمكن التعرّف على مظاهر السلوك الإنساني إلّا إذا عرفنا الدوافع التي وراءه، ولكي نفهم الناس لا بد من معرفة دوافعهم، وما يرمون إليه من أهداف"([6]).

ومن هنا، يجدر بنا أن نلم - ولو سـريعاً - بمعنى الدوافع:

"دوافع السلوك: سواء أكانت فطرية؛ كالجوع والعطش، أو مكتسبة؛ كرغبة الإنسان في جمع المال. قام علماء النفس بدراستها بأنواعها، الفطرية والمكتسبة، وأثر هذه الدوافع في سلوك الأفراد، وفي تصـرفاتهم المختلفة"([7]). فالدافع في علم النفس هو الحالة التي تثير السلوك في ظروف معينة، وتواصله، حتى ينتهي إلى غاية معينة.

 

ملخص أنواع الدوافع:

 تخبط عالم الفكر الغربي في تعريف الدوافع، وذلك لاختلافهم في ماهية الإنسان، وذلك ما أدّى بهم إلى الجهل بمعرفة الدوافع السلوكية، وانحسار رؤيتهم إلى جانب ضيق من الجوانب الإنسانية، فكانت النتيجة: هي (اليد الخفية عند آدم سميث - المنفعة عند بنتام - وسائل الإنتاج عند ماركس ـ الجنس عند فرويد - إرادة القوة عند نيتشه - قانون البقاء عند داروين ـ الطفرة الحيوية عند برجسون - الروح المطلقة عند هيجل، التي تتوحد بالطبيعة في نهاية التاريخ ـ روح التاريخ ـ روح الحضارة ـ روح العصـر - عبقرية المكان - التقدّم اللانهائي - عبء الرجل الأبيض، باعتباره عبئاً حضارياً)([8]).

 

وقد تمّ اختزال الإنسان في:

الإنسان الاقتصادي: إنسان آدم سميث، الذي تحركه الدوافع الاقتصادية والرغبة في تحقيق الربح والثروة، وإنسان ماركس، المحكوم بعلاقات الإنتاج. وهو يعبِّر عن مبدأ المنفعة، بحيث لا يعرف الإنسان سوى صالحه الاقتصادي، وتحركه القوانين الاقتصادية.. إنسان لا ينتمي إلى حضارة بعينها، وإنما ينتمي إلى عالم الاقتصاد العام، وهو لا يعرف الخصوصية، ولا الكرامة، ولا الأهداف السامية التي تتجاوز الحركة الاقتصادية. وهو يجيد نشاطاً واحداً هو البيع والشـراء.

الإنسان الجسماني أو الجنسـي: إنسان فرويد، وبافلوف، الذي تحركه دوافعه الجنسية وغدده وجهازه العصبي. وهو يعبِّر عن مبدأ اللذة، ولا يعرف سوى متعته ولذته؛ إنسان الاستهلاك والترف والتبذير؛ إنسان فرويد والسلوكيين، وهو إنسان آحادي البُعد، خاضع للحتميات الغريزية، متجرد من القيمة، لا يتجاوز قوانين الحركة.

 

الدوافع عند الإمام الغزالي:

ويصنفها إلى عدّة أنواع، بحسب زاوية النظر إليها:

1-      حسب طبيعة الإنسان الخلقية:

أ-الميول البهيمية، والحرص على قضاء الشهوة. 

ب-الميول السبعية، أو الغضبية؛ مثل العداوة والبغضاء.

ج- الميول الشيطانية، وتتكوّن من اجتماع الغضب مع الشهوة، ويتصل بهذا: الميل إلى بعض الصفات الأخلاقية؛ مثل: الحيلة والمكر والخداع.

د- الميول إلى الربوبية، ومعنى ذلك نزوع كل إنسان إلى الاتصاف بصفات الإلوهية، وينتج عنها الكبر والفخر وحب المدح والثناء والعز، كما ينتج عنها - من ناحية أخرى - حب العلم والحكمة.

2-      ويصنفها على أساس النظر إلى حب البقاء عند الكائن، إلى:

أ-  الميول الفردية، التي يقوم عليها البقاء.

ب- الميول الاجتماعية، التي تتصل بالعائلة، أو مجتمع العشيرة.

ج- الميول الغالبة، أي حب الخير، والميول الدينية.

3- تصنيفها على أساس النظر إلى الغرض والمقصد:

أ‌- دوافع (بواعث) الدين: وهي التي تبعث على الطاعات والحياة الصالحة.

ب‌- دوافع (بواعث) الهوى: وهي النفس الأمارة بالسوء، التي تشمل الشهوة والغضب"([9]).

 

ورود مفهوم السلوك في القرآن الكريم:

  القرآن الكريم كتاب هداية إلى البشرية جمعاء، والإنسان هو المخاطب والمكلف بفهم وحمل وتبليغ وتطبيق هذه الرسالة، ومن ثم بيانه لأقرانه من بني جنسه. ومحور خطاب القرآن الكريم هو الإنسان، "ويظهر جلياً بيان أثر القرآن الكريم على المنهج والسلوك، وكان لخصائص أسلوب القرآن الكريم أهمية بالغة في جوانبها المختلفة، حتى باتت سمةً بارزةً للتأثير من خلال فهمها وتطبيقها. والنماذج المنهجية في التفكير والسلوك تظهر من خلال بعض الوقفات من آيات القرآن الكريم، التي تحث على ما ينبغي العمل به، والارتقاء من خلاله لنيل رضى الله عز وجل"([10]). وإذا كان القرآن كتاباً مهيمناً ومصدقاً على الكتب السماوية السابقة، فمن باب أولى أن يكون مهيمناً ومصدقاً لكل نتاج بشـري، كما يقول فضيلة الدكتور (دراز): "فالقرآن - من حيث كونه حافظاً لما سبقه، واستمراراً له - قد تميز عنه بذلك الامتداد الرحب، الذي ضمّ فيه جوهر القانون الأخلاقي كله، وهو الذي ظلّ متفرقًا في تعاليم القديسين والحكماء؛ من المؤسسين والمصلحين، الذين تباعد بعضهم عن بعض، زمانًا ومكانًا، وربما لم يترك بعضهم أثرًا من بعده يحفظ تعاليمه"([11]). ومن هذا المنطلق، ومن هذه الرؤية القرآنية، نستطيع أن نقول إنّ كل إنتاج بشـري، من تعاليم القديسين والصالحين والحكماء، يعرض على القرآن، لأن القرآن مصدق ومهيمن على جميع تلك الأشياء المذكورة، وذلك لأن القرآن له هذه الميزة، وهي كونه فرقاناً بين الحقِّ والباطل، وله حق القرار والتعديل والتصويب.

   ومن هنا، علينا عندما نريد أن نتعامل مع القرآن، أن نأخذ منه مباشـرة، من دون أي قرارات مسبقة، ويكون المنطلق من القرآن، وليس كما هو معهود عند البعض أن يفسـر القرآن تفسيراً يوافق فكره ومذهبه أو أهواءه. لذا، علينا أن نستلهم ونستوحي من هذا المعين مباشـرة، فالله سبحانه جعل القرآن الكريم مهيمناً على الكتب السابقة. ومما نتعجب منه، وكما يقول الإمام (ابن حزم)([12]) أن يجعل من أشعار العرب ميزاناً ومعياراً لفهم القرآن، وأن يجعل في القرآن شواذاً، لأنه خالف بيتاً من أشعار العرب، يا سبحان الله رب قائل يقول: "فإن قال قائل: فهل لذلك من نظير في كلام العرب نعلم به صحة ما قلت؟ قيل: نعم ، أكثر من أن يحصـى؟"([13]) مع أن رب العزة يقول: [نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ]([14])، [وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسـَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ(46)وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(47) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا... ]([15]فالله سبحانه جعل من القرآن الكريم مصدقًا ومهيمناً على الكتب السابقة، وعلى لغة العرب أيضاً، وعلى التاريخ، وعلى الأفكار، وعلى النظريات، ولهذه الميزة الديمومة والاستمرارية.

ويأتي معنى التصديق والهيمنة "في ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني أميناً، وهو قول ابن عبّاس. والثاني: يعني شاهداً عليه، وهو قول قتادة([16])، والسدي([17]). والثالث: حفيظاً عليه"([18]). "فقال بعضهم: معناه هو شاهد عليه، وقال بعضهم: رقيباً عليه، وقال بعضهم: معناه مُؤتَمَناً عليه. وقال بعضهم: مُهيمِن في معنى مؤتمن، إلا أن الهاءَ بدل من الهمزة، والأصْلُ مؤتمناً عليكم، قالوا: هَرَقْتُ الماءَ، وأرقت الماءَ، وكما قالوا: إِياك وهياك، وهذا قول أبي العباس محمد بن يزيد([19])، وهو على مذهب العربية حَسَن ومُوافِق لِبعْضِ ماجاءَ في التفسير، لأن معناه مؤتمن"([20]). وقيل: "وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ، أي أميناً عليه"([21]). وعن الحسن قال: (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) مصدقا بهذه الكتب، وأمينًا عليها. وقال الْقُتَبِيُّ([22]): أميناً عليه. وقال أَبُو عَوْسَجَةَ([23]): مسلطًا عليه. وقيل: مفسّراً يفسّر التفسير. وقال أحدهم([24]): قوله: (وَمُهَيْمِنًا) هي كلمة مأخوذة من كتبهم معربة، غير مأخوذة من لسان العرب([25]). فهذه الشهادة والتّصديق، وهذا الإثبات القرآني على الكتب السابقة كلها، يخوله الهيمنة على اللغة، وعلى آراء العلماء، إذ هو المرجع الحقيقي. "ولفظة المهيمن أعم من هذه الألفاظ، لأن المهيمن على الشـيء هو المعني بأمره، الشّاهد على حقائقه، الحافظ لحاصله، ولأنه يدخل فيه ما ليس منه، والقرآن جعله الله مهيمناً على الكتب، يشهد بما فيها من الحقائق، وعلى ما نسبه المحرفون إليها، فيصحح الحقائق، ويبطل التحريف، وهذا هو شاهد ومصدق ومؤتمن وأمين"([26]). وقال الزمخشري([27]): "حفظ من التغيير والتبديل"([28])، أي للكتب السابقة.

لكننا - ومع الأسف الشديد - لم نكن منصفين مع القرآن الكريم، فقد جعلنا الأقوال مهيمنةً على القرآن، واللغة، وإن قـالـت عجوز أبياتاً أو نصاً تحت خيمتها، جعلناه مهيمناً على كتاب الله، حتى في عصـر الترجمة جعلنا كلمات الإنسان، وفلسفاته، مهيمنة وميزاناً على القرآن الكريم، مع أن جميع الناس، حتى اليهود والنصارى، مأمورون باتباع هذا الرسول الكريم. يقول الحق جل وعلا: [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصـَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]([29]). ويقول الشيخ الدكتور حسن الترابي([30]): "كذلك ينبغي أن يرد القرآن بعضه إلى بعض، أن تراجع كل كلمة إلى مواردها، لينضبط معناها أو مداها، وتوصل كل كلمة بما يجاورها، لتبين في السياق، وتتألف جُمل الكلم في الآي، وتوصل الآي في السورة، ليبدو نظمها، وتتوافق معانيها متعاقبة عبر الآي، ويبين نغمها ووقعها بفواصل الآي، ويخرج جميع معانيها من دون اختلاف، ثمّ تتوالى السور من بداية القرآن إلى ختمته، مفصولة بأسوار موصولة بالمعاني، يضـيء نسبها ترتيب نزولها، مما يوضح تدرج أحكام التكاليف إلى التمام، أو وقوع حجج القرآن حسب تطور ظروف التنزيل، أو ترتيب كتابتها في المصحف، بما يوحده خطاباً منيراً في مختلف شعاب الحياة، متتالياً لا ينقطع شعاعه الهادي بأدنى ظلمة عارضة، خالداً للناس كافة في سيرتهم في الحياة، إلى يوم القيامة"([31]). وهذه الهيمنة والتصديق ساريان إلى يوم القيامة، وفي جميع مجالات الحياة، وعلى جميع العلوم والفنون، وعلم النفس جزء من هذه العلوم والفنون، ويسـري عليه ما يسري على الجميع، وقد يكون هناك مبالغة في تحجيم آيات القرآن الكريم، واختزالها في بعض النظريات، سواء أكانت علمية أو إنسانية. والباحث يرفض تحجيم أو تسخير أو توظيف القرآن في خدمة نظريات بدائية، تتواءم والعقل الإنسان البدائي، فلا يمكن أن نزن العلم الإلهي المطلق بنظريات بدائية وقابلة للتطوّر كل لحظة، هذا ناهيك عن المراجعة والطعن فيها من آنٍ لآخر.

مفهوم السلوك عند العلماء حُدِّد بأنه: "حالة من التفاعل بين الكائن الحي ومحيطه (بيئته)، وهو في غالبيته سلوك مُتعلَم (مكتسب)، يتم من خلال الملاحظة والتّعليم والتّدريب"([32])، أو هو "الاستجابة الكليّة التي يُبْدِيها كائنٌ حيٌّ إزاءَ أَي موقفٍ يواجهه"([33]). فمن هذا الجانب تناول القرآن الكريم هذه المؤثرات والاستجابة والتفاعل للفرد مع البيئة المحيطة به، بدءاً من مرحلة الطفولة وإلى مرحلة الكهولة والشيخوخة، فلا نجد مرحلة من المراحل إلّا والقرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة مَهَد أو وَجّه إليها القواعد الكلية والضوابط المتينة، وذلك بين إلزام ومسؤولية وجزاء في النية والدوافع، وكل ذلك عن طريق التّعليم. ومسألة التّعليم والتّعلم شغلت بال الكثير من المفكرين والفلاسفة والحكماء، وهذا الأمر ليس أمراً عبثياً، وإنما له تأصيل خَلْقِي، ولهذا أمَرَ سبحانه وتعالى أوّل ما بدأ الوحي به([34]): [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ]([35]).

   جاء في التفسير: "اذكر ربك الذي خلق الخلائق"([36])، وقد حصـر بعض المفسّرين التفسير على خلق الناس، ولكن يرى الباحث أن المفسـرين الذين أطلقوا هذا المفهوم على شموليته هم الأصوب في البيان، وهذا ما قَالَه الْكَلْبِيُّ: "يَعْنِي الْخَلَائِقَ"([37])، وأنّ هذه الآية الكريمة تشمل جميع الخلائق، ما علم منه وما لم يعلم، وما غاب عنا وما شاهدناه. وأما ذكر الإنسان هنا، هو ما ذكره الزمخشري: "تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق، لأن التنزيل إليه، وهو أشرف ما على الأرض"([38])، وهذا الخطاب تَشـْرِيفٌ لَهُ([39])، "وخلقة الإنسان من أعظم العِبَر، حتّى إنّه ليس في المخلوقات التي لدينا أكثر عبراً منه في عقله وإدراكه، ورباطات بدنه وعظامه"([40]). "الأكرم: الذي لا يوازيه كريم، ولا يعادله في الكرم نظير. وقد يكون الأكرم بمعنى الكريم، كما جاء الأعَزُّ والأطول"([41]). والعليم بالقلم، هو"خَلْقَهُ للكتابة والخط"([42])، "عَلَّمَ الإنْسانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، بخلق القوى، ونصب الدّلائل، وإنزال الآيات، فيعلمك القراءة وإن لم تكن قارئاً. وقد عدد - سبحانه وتعالى - مبدأ أمر الإنسان، ومنتهاه، إظهاراً لما أنعم عليه، من أن نقله من أخسّ المراتب إلى أعلاها تقرير لربوبيته، وتحقيق لأكرميته. وأشار أوّلاً إلى ما يدلّ على معرفته عقلاً، ثم نبّه على ما يدلّ عليها سمعاً"([43]). وفي ظلال هذه الآيات نأخذ بقاعدة أساسية، ألَا وهي مبدأ التّعليم والتّعلم والاكتساب، في بيان دوافع السلوك الإنساني، وتهذيب السلوك، "ونحن نتعلّم السلوكيات؛ البسيطة منها والمعقّدة، وأنه كلما أتيح لهذا السلوك أن يكون منضبطاً وظيفياً ومقبولاً، كان هذا التعلُم إيجابياً، وأننا بفعل تكراره المستمر نحيله إلى سلوك مبرمج، الذي سـرعان ما يتحوّل إلى (عادة سلوكية) تؤدي غرضها بيسـر وسهولة وتلقائية"([44]). ونرى - بكل وضوح - كيف تفاعل المجتمع المسلم مع هذه القاعدة، وغيرها من القواعد السلوكية، والذي تناوله الفلاسفة وعلماء التربية والزهّاد كمحور لتزكية النفوس، وسنتطرّق إلى هذه الموضوعات في المباحث اللاحقة.

 

 

المرجعية في الفهم:

يقول الحق جل جلاله: [إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشّـِرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا]([45])، تتخبّط الإنسانية في متاهات كبيرة وكثيرة في عالم المصطلحات والمسمّيات، وبشكل أصبحت هذه المصطلحات([46]) تهدّد قنوات التفاهم الإنساني، ومَحطّات الحِوار والتّواصل. وفي بعض الأحيان، فإنّ القوّة الغالبة هي التي تفرض المسمّيات والمصطلحات، في أجواء خالية من الآخر، فالأنا الغالب هو سيد الموقف، والآخر المغلوب تتوافد عليه الكلمات تباعاً. ولهذا السبب تحتاج البشـرية إلى كتاب أو منهج تستند إليه في تعاطيها وتعاملها مع هذه المصطلحات والمفاهيم والمسمّيات، وقد أنزل الله للبشريّة جمعاء كتاباً يهتدون بهديه، ويسترشدون بهداه، فالقرآن يهدي للّتي هي أقوم، وهو الأرشد والأصوب والأعدل والأجمل والأحسن والأفضل. "فالقرآن - من حيث كونه حافظًا لما سبقه، واستمرارًا له - قد تميّز عنه بذلك الامتداد الرحب الّذي ضمّ فيه جوهر القانون الأخلاقي كله، وهو الّذي ظلّ متفرقًا في تعاليم القديسين والحكماء، من المؤسسين والمصلحين، الّذين تباعد بعضهم عن بعض، زماناً ومكاناً، وربّما لم يترك بعضهم أثراً من بعده يحفظ تعاليمه. ولعلّ هذا الجانب هو السمة البارزة من سِمات القرآن، وإن لم تكن أثمن سماته، ولا أصلها"([47]). وبدون هذه المرجعية ينساق الإنسان إلى حافة الهاوية، ويدمّر بيديه ما بناه بالأمس. وهذه المرجعيّة تضبط وتهذب السلوك الإنساني، فالتشـريعات البشـرية دون هذه الهيمنة والمصداقية القرآنية لا يكف شـرها وطغيانها، "ولا تقتصـر النتيجة حينئذ على إعطاء كل امرئ الحق في أن يشـرع لنفسه واجباته، وفق ما يلائم طبعه، واستعداداته، ومطامحه فحسب، بل إن لنفس الشخص أن يضع مبادئه وأحكامه، بصورة مستمرّة، تحت الفحص، وأن يهدم في كل لحظة ما بناه في لحظة سابقة"([48]). وقد يكون هذا هو مكمن الرعب والجزع والفزع عند علماء الاجتماع والفكر والحضارة، أمثال: كولن ولسن([49])، و الكسس كارل([50]).

معنى السلوك ومراحل تطوره عند علماء النفس:

فيما مضـى من التعريفات اللغوية والاصطلاحية، ومن حيث المفهوم، رأينا أنّ علم النفس يعني علم السلوك، وإذا لم يكن هذان المفهومان متطابقين تطابقاً كاملاً في أوجه الربط والدَّلالة، فإن التقارب في المعنى والعمل والدَّلالة قريب إلى حد الاندماج الكُلّي، وهذا ما جعل دراسة علم النفس، أو فلسفة السلوك، متلازمين ومتجانسين إلى حدِّ التطابق.

مرّ مصطلح علم النفس بتطوّرات متعددة، كغيره من النظريات والعلوم، من حيث طبيعة استخدامه ومضمونه الدَّلالي، وبما يعكس مرحلة التطوّر العلمي، ومدى الفهم السائد لهذا المفهوم في الحقب التاريخية المتلاحقة. "وعلم النفس، كعلم يستقي من كل العلوم، ولأن موضوعه النفس، فإنّ الغالب عليه هو الطابع الفلسفي. وكانت نشأة علم النفس في أحضان الفلسفة، بل هو من صميم الفلسفة، وتاريخه لذلك قديم قدم تاريخ الفكر الإنساني، ومنذ أن وعى الإنسان هذا الشِّعار (اعرف نفسَك)، وربّما قبل ذلك بكثير"([51]).

ويرى الباحث أنّ عزو ظهور علم النفس إلى المدارس الفلسفية منطقي ووارد، وذلك لأنّ علم السلوك، أو علم النفس، يفسِّـر السلوك الإنساني. ولقد اختزلت المدارس السلوكية الموضوعات الّتي تفضـي إلى العَلاقة بين المؤثرات والاستجابة لتلك المؤثرات، وهي تؤكّد دور العوامل البيولوجية والبيئية الطبيعية، والاجتماعية والثقافية، في تشكيل السلوك وتغييره وتعديله وتهذيبه، وذلك من خلال عملية التعلّم المستمرّة والدائمة، ولكن المأخذ هو حصر هذا الاهتمام والعناية بمعرفة الذات، بالفلاسفة والمفكرين والتربويين، وهذا إجحاف وغمط للحق، واختلال في المنهج العلمي، وذلك لأنّ مناطَ الشـّريعة السماوية، ورسالة الأنبياء، هو تعريف الإنسان بإنسانيته، وبيان استحقاقه من الحياة، وآلية تعامله مع الله والكون والإنسان، وَفْق تعريفٍ دقيق لكل ما يدور حوله: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(4) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ]([52] "بلسان قومه، ليفهموا عنه ويعقلوا"([53]). و"المعنى: وما أرسلنا رسولاً إلّا بلغة قومه ليفهموا عنه، وأرسل النبي - صلّى الله عليه وسلّم -،  بلغة سعد ابن بكرٍ بن هوازن: وهي أفصح اللغات. فالمعنى: وما أرسلنا إلى أمّة من الأمم من قبل محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - من رسول، إلّا بلسان الأمّة الّتي أرسل إليها"([54])، وحصر دعوة محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - في اللِّسان إلى لغة سعد ابن بكر، فيه تهوين لأحقيّة وعالميّة رسالة الإسلام، والتقليل من شأنها، "هو أنّه إذا أرسله بلِسان قومه عقلوا قوله، وفهموا عنه، فإنْ قالَ قائِلٌ: إنّ الله تعالى بعث النَّبِيّ إلى كُلّ الخَلْق على ما قالَ: "بعثت إِلَى الأحمر والأسود"، وَلم يبْعَث بلِسان كُلّ الخَلْق؟ والجواب عنه: أنّ سائِر الخَلْق تبع العَرَب في الدّعْوَة، وَقد بعث بلِسانهم، ثمّ إنّه بعث بالرسل إلى الأطرافِ يَدعُونَهُمْ إلى الله"([55]).

ومن هذا المنطلق، يرى الباحث أنّ مفهوم اللِّسان أوسع من اللّغة، حيث يحتوي على التعرّف على علم السلوك، وهي المؤثرات، والاستجابة لتلك المؤثرات. والإسلام جاء لتهذيب هذا السلوك، وليس طمسه أو محوه، فالخِطاب واضِح، كُلّ رسول أرسل بلسان قومه، أي من بني جلدتهم، يفهم ويعي طبيعتهم وأمزجتهم وثقافتهم وحالتهم الاجتماعية، ومن كبرى وسائل هذا التفاهم، ومداخله، هو اللغة، وإن لم يكن حَصْـراً على اللّغة.


[1] - الاضطرابات السلوكية، حسين فايد (تشخيصها - أسبابها - علاجها)، طيبة للنشـر والتوزيع، القاهرة، 2001، (ص: 37).

[2] - القرآن وعلم النفس، د محمد عثمان نجاتي، ط السابعة، 1421هـ - 2001م، دار الشروق، (ص: 24).

[3] - أصول علم النفس، دكتور أحمد عزت راجح، ط السابعة، 1968م، دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، (ص: 12-13).

[4] - السلوك الإنساني النظرة العلمية والنظرة الدارجة، عبدالستار إبراهيم، دار الكتب الجامعية، القاهرة، (ص: 11).

[5] -  عميد كلية رياض الأطفال الأسبق/ القاهرة.

[6] - التوجيه والإرشاد النفسي للصغار، سهير كامل أحمد، مركز الإسكندرية للكتاب، مصـر، 2003، (ص: 52).

[7] - الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين، سهل بن رفاع بن سهيل الروقي العتيبي، رسالة ماجستير، دار كنوز اشبيليا(ص: 258).

[8] - موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، د عبدالوهاب المسيري، دار الشـروق، مصـر، 1999م.

[9]-  دوافع السلوك في الإسلام، قام بالبحث: (عبدالعزيز النصيان، عبدالعزيز الكبريش، عبدالمجيد النومسي، = منصور المنصور، إشـراف الدكتور: حمزة مالكي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة الملك عبدالعزيز، 2010م – 1431هـ، المملكة العربية السعودية، وزارة التعليم العالي، جامعة الملك عبد العزيز، عمادة الدراسات العليا، ماجستير التوجيه والإرشاد التربوي (مذكرة علم النفس، ص:3).

[10] - الضوابط السلوكية والمنهجية في القرآن الكريم، رسالة ماجستير في التفسر وعلوم القرآن، إعداد الطالبة: رسمية علي آل ردهان الغامدي، إشراف د.خالد بنوي حجاج، ص7.

[11]-  دستور الأخلاق في القرآن، محمد بن عبد الله دراز(ت: 1377هـ)، مؤسسة الرسالة، ط العاشـرة، 1418هـ / 1998م (ص: 8).

[12]- علي ابن أَحْمَدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حَزْمِ بنِ غَالِبٍ بنِ صَالِحِ بنِ خَلَفِ بنِ مَعْدَانَ بنِ سُفْيَانَ بنِ يَزِيْدَ الفَارِسِيُّ الأَصْلِ ثُمَّ الأَنْدَلُسِيُّ القُرْطُبِيُّ الفَقِيْهُ الحَافِظُ المُتَكَلِّمُ الأَدِيْبُ الوَزِيْرُ الظَّاهِرِيُّ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ. وَلد أبو محمد بقُرْطُبَة، فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة. (سير أعلام النبلاء: محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (13/ 373)).

[13]-  تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن)، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (ت: 310هـ)، ت: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، 1420 هـ - 2000م، (1/ 443).

[14]- سورة آل عمران، الآية 3.

[15]- سورة المائدة، الآيات 46 – 48.

[16]- قتادة بن دعامة السدوسي البصـري الضـرير الأكمه، قدوة المفسرين والمحدثين، توفي سنة 117هـ رحمه الله تعالى.  كان رأساً في العربية والغريب، وأيام العرب وأنسابها، حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس. طبقات النسابين، (ص: 29).

[17] - إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة. قال فيه ابن تغري بردي: (صاحب التفسير والمغازي والسير، وكان إماماً عارفاً بالوقائع وأيام الناس، (000 - 128 هـ = 000 - 745 م) (الأعلام: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي، ت: 1396هـ)، دار العلم للملايين، ط: الخامسة عشـر - أيار / مايو 2002 م (1/ 317).

[18] - تفسير الماوردي (النكت والعيون)، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصـري البغدادي، الشهير بالماوردي (ت: 450هـ)، ت: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان(2/ 45).

[19] - محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد: إمام العربية ببغداد في زمنه،(210 - 286 هـ = 826 - 899 م) وأحد أئمة الأدب والأخبار. مولده بالبصرة، ووفاته ببغداد. من كتبه: (الكامل - ط)، و(المذكر والمؤنث - خ)، و(المقتضب - ط)، و(التعازي والمراثي - خ)، و(شـرح لامية العرب - ط) مع شـرح الزمخشـريّ، و(إعراب القرآن)، و(طبقات النحاة البصـريين)، و(نسب عدنان وقحطان - ط) رسالة، و(المقرب - خ). قال الزبيدي في شـرح خطبة القاموس: المبرّد، بفتح الراء المشددة عند الأكثر، وبعضهم يكسـر. (الأعلام: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (7/ 144).

[20]- معاني القرآن وإعرابه، إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، (ت: 311هـ)، ت: عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب - بيروت، 1408 هـ - 1988 م،(2/ 179- 180).

[21]- غريب القرآن لابن قتيبة، ت سعيد اللحام، مصدر سابق، ص: 126.

[22] -الإمام العلامة الفقيه الحافظ الأديب الأخباري اللغوي المتفنن في أصناف العلوم، أبي محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدِينَوَري، عُرف بالقُتَبي، الملقب (خطيب السنّة)، المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين. رابط الموضوع: الألوكة http://www.alukah.net/culture/0/60621/#ixzz2jUVW2bbX  2/11/2013

[23] - هو مسلم أبو عوسجة بن فرج الضبي، من كبار التابعين. وروي عن أبيه حديث المسح على الخفين. http://www.azahera.net/ 2/11/2013

[24] - أبو بكر الكيساني.

[25]- تفسير الماتريدي، تأويلات أهل السنة، محمد بن محمد بن محمود، أبو منصور الماتريدي (ت: 333هـ)، ت: د. مجدي باسلوم، دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان، 1426 هـ - 2005 م،(3/ 533).

[26] - تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسـي المحاربي (ت: 542هـ)، ت: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية – بيروت، 1422 هـ(2/ 199).

[27] - هو إمام الأئمة أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشـري. ولد في (زَمَخْشـَر) يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رجب سنة 467 هـ / 1074 م، وتوفي ليلة عرفة سنة 538 هـ / 1143 م في جرجانية خوارزم، بعد رجوعه من مكة. يقول السمعاني في ترجمته: "برع في الآداب، وصنف التصانيف، وَرَدَ العراق وخراسان، ما دخل بلداً إلّا واجتمعوا عليه، وتتلمذوا له، وكان علامة نسابة". ينظر: (الأعلام: خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (7/ 178))، و(العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي (المتوفى: 832 هـ)، ت: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت (6/ 37).

[28] - تفسير الزمخشري، مصدر سابق(1/ 640).

[29]-  سورة الأعراف: الآية 157.

[30] - حسن عبد الله الترابي ولد عام 1932، في (كسلا)، و هو زعيم سياسي وديني سوداني. درس الحقوق في جامعة الخرطوم (1951- 1955)، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957، دكتوراه دولة من جامعة السوربون، باريس عام 1964. يتقن الترابي أربع لغات بفصاحة وهي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. وكان الترابي أستاذاً في جامعة الخرطوم، ثم عين عميداً لكلية الحقوق بها، ثم عين وزيراً للعدل في السودان. وفي عام 1988 عين وزيراً للخارجية السودانية. كما أختير رئيساً للبرلمان في السودان عام 1996.

[31] - التفسير التوحيدي، الدكتور حسن الترابي،ج2،  دار العربية للعلوم ناشرون، 2011، ص11

[32] - المشكلات التربوية والسلوكية الفصل الدراسي، المشـرف الأكاديمي: الدكتور سامر عبد الهادي الطالبة: منى خضـر الحبش التخصص: تربية، معلم صف، الجامعة العربية المفتوحة قسم الدراسات التربوية إدارة الصف وبيئة التعلم: 2007/2008.

[33] - المعجم الوسيط، مادة(سلك)، (1/ 445).

[34]-  [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ] أكثر المفسِّرين، وأهل التأويل على أن هذه السورة أول مَا نزل من القرآن، وهي أوّل شيء نزل، (التفسير البسيط)(24/ 165).

[35]-  سورة العلق،  الآية 1 – 5.

[36]- تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم، نصـر بن محمد بن أحمد أبو الليث السمرقندي، ت: د.محمود مطرجي، دار الفكر، بيروت، (3/ 598).

[37]- تفسير البغوي - إحياء التراث، مصدر سابق، (5/ 280).

[38]- تفسير الزمخشري ، مصدر سابق، (4/ 775).

[39]- تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الشعب، القاهرة، (20/ 119).

[40]- تفسير ابن عطية، مصدر سابق، (5/ 502).

[41]- زاد المسير في علم التفسير، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (ت: 597هـ)، ت: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي - بيروت، 1422 هـ(4/ 466).

[42]- تفسير الطبري، جامع البيان، مصدر سابق، (24/ 519).

[43]- تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل وأسـرار التأويل)، ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، ت: محمد عبدالرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي - بيروت، 1418هـ، (5/ 325).

[44]- المشكلات التربوية والسلوكية الفصل الدراسي، المشـرف الأكاديمي: الدكتور سامر عبد الهادي، الطالبة: منى خضـر الحبش التخصص: تربية معلم صف، الجامعة العربية المفتوحة قسم الدراسات التربوية إدارة الصف وبيئة التعلم: 2007 - 2008.

[45]- سورة الإسراء: الآية  9

[46]- (الحرية والقومية والديمقراطية والاشتراكية والعروبية وعصـر العلم وعالم الأدب والفن وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والأقليات، والعنف والارهاب).

[47]- دستور الأخلاق في القرآن، مصدر سابق، (ص: 8).

[48]- المصدر نفسه، ص:121.

[49]- كولن هنري ولسون (26 يونيو 1931-5 ديسمبر 2013) كاتب إنجليزي ولد في ليستر في إنجلترا. نُظر إلى كولن ولسون، على أنه ينتمي إلى مجموعة (الشباب الغاضبين)، - وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرّد قدموا عدة أعمال مسـرحية في الخمسينيات- رغم أن قليلاً جداً كان يربطه بهم من الناحية الفعلية. (https://ar.wikipedia.org/wiki).

[50] - ألكسيس كاريل (Alexis Carrel) كان طبيبًا جرّاحًا فرنسيا، ولد في 28 يونيو 1873 وتوفي في 5 نوفمبر 1944 في باريس، حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1912. كان كاريل أيضاً عضواً في عديد من المؤسسات التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، إسبانيا، روسيا، السويد، هولندا، بلجيكا، فرنسا، الفاتيكان، ألمانيا، إيطاليا، واليونان. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات مثل جامعة الملكة في بلفاست بأيرلندا الشمالية، جامعة برينستون، جامعة كاليفورنيا، جامعة نيويورك، جامعة براون، وجامعة كولومبيا - نيويورك. (https://ar.wikipedia.org/wiki).

[51]-     موسوعة مشاهير العالم أعلام علم النفس والتربية والطب النفسـي والتحليل النفسي، د. نبيل موسى، ط(1)، دار الصداقة العربية، بيروت، 2002م، (2/5).

[52]-  سورة إبراهيم: الآيتان: 4، 5.

[53]- التفسير البسيط، المصدر السابق، (12/ 399).

[54]- الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه، أبو محمّد مكي بن أبي طالب حَمّوش بن محمد بن مختار القيسي القيرواني ثم الأندلسي القرطبي المالكي (ت: 437هـ)، ت: مجموعة رسائل جامعية بكلية الدراسات العليا والبحث العلمي - جامعة الشارقة، بإشراف أ. د: الشاهد البوشيخي، مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشـريعة والدراسات الإسلامية - جامعة الشارقة، 1429هـ - 2008م، (5/ 3771).

[55] - تفسير السمعاني: تفسير القرآن، أبو المظفر، منصور بن محمد بن عبدالجبّار بن أحمد المروزي السمعاني التميمي الحنفي ثم الشافعي (ت: 489هـ)، ت: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، دار الوطن، الرياض - السعودية، 141هـ - 1997م، (3/ 103).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق