03‏/10‏/2021

بصراحة/ الشارع الواعي

صلاح سعيد أمين

?    ما يحصل الآن في العراق؛ من انعدام الخدمات الأساسية؛ كالمياه الصالحة للشـرب، والكهرباء، إلى الفساد المستشـري في كل مفاصل الدولة، ومن عدم إيفاء الكتل البرلمانية بوعودها الانتخابية، إلى إطلاق الرصاص الحي باتجاه الصدور العارية للمتظاهرين، ومن الاغتيال المنظم للنشطاء والصحفيين، إلى عدم تأمين فرص العمل، وتعطيل الشباب عن العمل.. لا يعني نهاية الدنيا، ولا أن الحابل اختلط بالنابل، بل يبقى باب الأمل والنهوض مفتوحاً على كل جديد.

  لكن.. شـريطة أن يكون ثمة وعي جماهيري، وشارع يدرك اللعبة، ويحلل المعادلات؛ شارع لا ينسـى الماضي القريب لكل هذه المحن، ولا تثار حماسته الحزبية والطائفية والقومية، بمجرد إطلاق الحملات الانتخابية!

 باختصار شديد، ماذا يعني الحزب، وماذا تعني الكتل البرلمانية، والنعرة القومية، إذا كان المواطنون - بهوياتهم المختلفة- يعيشون في المآسي والويلات نفسها؟

الشارع الواعي يتجاوز الهويات الفرعية، ويعرج إلى الهوية الإنسانية، ويتجاوز الخطب الرنانة، ويهتم بالذي يجري في الواقع أكثر مما يسمعه على شاشات التلفزة، ولا يسمح أن يلدغ مرتين من مكان واحد.

الشارع الواعي، يعلم جيداً، أن الطريق الأقصـر لحدوث التغيير نحو الأحسن هو صناديق الاقتراع، التي تصنع المعجزات في التغيير والتقدم نحو حياة كريمة لائقة، كما هو في بعض دول العالم.

إن لم يكن الخلل في وعي الشارع، فلن يستطيعوا أبداً - هؤلاء الذين نراهم يومياً على كراسي السلطة - أن يلعبوا بمقدرات الشعب، وأن يفعلوا ما نراه بأعيننا، ويظلوا في السلطة بهذه البساطة!

النقطة الجوهرية والأخيرة، هنا هي: صناديق الاقتراع أمامنا، وآن الآوان أن نثبت للجميع أننا شعب واع، نحسم الملفات العالقة في يوم التصويت، وعبر أوراقنا الانتخابية، ونعلم كيف نصوت، و(من) ننتخب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق