03‏/04‏/2023

بصراحة/ انتفاضة شعب كوردستان وكيان الإقليم

صلاح سعيد أمين

قبل أكثر من ثلاثة عقود من الآن، انتفض شعب كوردستان ضد النظام البائد، من أجل  الوصول إلى حياة كريمة لائقة به، ولم ينتفض بغية تغيير وجوه بوجوه أخرى، ولا من أجل أن يعود إلى المربع الأول، بعد كل التضحيات الجسيمة التي قدمها.

إقليم كوردستان، كيان دستوري في العراق، وهناك فوارق كبيرة بين الكيان والسلطة التي تدير ذلك الكيان، ولا يخفى على أحد أن الشعب في إقليم كوردستان يعيش في حياة صعبة من كل الوجوه، وأنـه

يعيش في واد والطبقة الحاكمة في واد آخر. وبعبارة مختصـرة، نستطيع القول: إن أهداف انتفاضة شعب كوردستان في آذار 1991لم تتحقق بعد!

إن الحزبين الحاكمين في الإقليم: الاتحاد الوطني، والديمقراطي الكوردستاني، طوال السنوات الماضية، فعلا ما لم يتخيله أحد مجرد خيال، وأتعبا الشعب حتى النخاع، حتى وصلت الأمور إلى نقطة تشير نتائج استطلاع إلى أن هناك آراء تؤيد حل كيان الإقليم، من داخل الإقليم نفسه!

وكان من الأفضل للمؤسسة التي قامت بإجراء هذا الاستفتاء أن تأخذ آراء المشاركين حول تقييم أداء سلطة الحزبين الحاكمين في الإقليم، لا أن تعمل باتجاه حل كيانه الدستوري، الذي يعد أهم مكاسب العراق الجديد.

والأفضل أيضاً لجريدة (الصباح) الرسمية أن لا تفسح المجال أمام كل من لا يريد الخير والأمان للعلاقات الدستورية بين بغداد وإقليم كوردستان.

السلطة في الإقليم لن تبقى إلى أبد الآبدين، ولكن كيان الإقليم سيظل باقياً، ولن يتغير بتغير السلطة وتداولها فيه.. إن السخط وعدم الرضى عن السلطة في الإقليم، لا يعني أبداً حل كيان دستوري ضمن دولة اتحادية، مثل العراق، الذي يعد الشعب الكوردي أحد أهم مكوناته الأساسية.

كما أسلفنا، إن أهداف انتفاضة شعب كوردستان عام 1991 لم تتحقق بعد، ولكن مع الأسف الشديد، يمكننا القول إن هناك (وجوه)اً ببغداد لم تتغير بعد، وربّما لا تريد أن تصل إلى قناعة بأن العراق الجديد يجب أن يختلف جذرياً عن سابقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق