18‏/02‏/2011

مقابلة مع مساعد رئيس جامعة كركوك

مدينة كركوك التي ودعت عام 2010 بصمت وسط استقرار وهدوء نسبي منتظرة ما يخبئه لها عام 2011 هذه المدينة التي لا تنتهي ثرواتها من البترول والتاريخ والثقافة و العلم، تعتبر جامعة كركوك ثروة من ثرواتها؛ فقد بدأت هذه الجامعة مشوارها وسط إمكانيات محدودة و معوقات كبيرة، آلا إنها وصلت اليوم إلى مصاف الجامعات العراقية الأخرى، من كان يتوقع لهذه المدينة الجريحة الصامتة أن تولد ثروة جديدة تكون إضافة لها وللعراق مستقبلا ؟.جامعة كركوك.. عن آخر تطوراتها وإنجازاتها، وكيف تواكب العصر وسط صراعات سياسية وتهديدات أمنية؟ كان لمجلة الحوار هذا اللقاء مع المساعد العلمي لرئيس جامعة كركوك الأستاذ الدكتور (نجدت كاظم موسى) حيث أجاب على أسئلة الحوار مشكوراً.

الحوار - بداية أرحب بك وأشكرك على منح مجلتنا جزءا من وقتك الثمين، واسمح لي أن اسأل عن واقع جامعة كركوك، وأين هي اليوم علميا وثقافية ومعرفيا؟.
- أهلا بكم في جامعتكم جامعة كركوك؛ أرحب بمجلة الحوار، إن جامعة كركوك حديثة الولادة قياسا ً بالجامعات العراقية الاخرى، حيث تأسست رسميا ً في بداية عام 2003 ومن ذلك الوقت والجامعة بحاجة إلى جهود كبيرة وإضافية لكي تثبت وجودها، هذا الميلاد في ظروف العراق الصعبة كان بمثابة تحدٍ كبير؛ وقد بذلنا منذ يوم الأول لمجيئنا جهودا جماعية اعطت ثمارها ولله الحمد وبشكل جماعي مع السيد رئيس الجامعة والمساعدين والعمداء والتدريسيين، وقد استطعنا ان نوصل الجامعة إلى ما هي عليها الآن؛ فاليوم تعتبر جامعة كركوك من الجامعات الجيدة بالرغم من أن عمرها لا يتجاوز ثمانية أعوام، استطاعت ان تحقق الكثير من الانجازات، فبدأت صغيرة وبإمكانات محدودة على مستوى الكليات وأقسامها حينما كانت تضم اربع كليات و ستة اقسام، اصبحت اليوم تضم ثمان كليات وحوالي اثنين وعشرين قسما ً تضم كليات علمية وإنسانية منحت فرصة للطلبة لدراسة ما يرغبون فيه.

الحوار – عادة ما يكون للجامعات أنشطة علمية مختلفة ماعدا الأنشطة التدريسية، هل لجامعتكم مثل هذه الأنشطة؟. 
- هناك إصدارات لمجلات علمية رصينة حاصلة على ترقيم دولي ومعتمدة في الترقيات العلمية، وكذلك هناك مجلات أخرى للدراسات العملية، وأخرى للإنسانية، كما أن هناك مشاريع لإصدار مجلات متخصصة في الكليات سوف تتحقق قريبا ً إن شاء الله، وكذلك تم افتتاح مكاتب استشارية خدمية في كلية الزراعة، ومكتب استشاري علمي ووحدة بحوث بيئية في كلية العلوم، كما أن جامعتنا تضم مكتبة مركزية مفتوحة لكل الطلبة، وتضم كتبا ومراجع مهمة، فضلا ً عن أن كل كلية لها مكتبة خاصة، وكل هذه المكتبات يتم رفدها بالكتب والمصادر الحديثة سنويا ً من خلال شرائها من المعارض القطرية والدولية التي تقام في مختلف المحافظات.
وبالنسبة للنشاطات العلمية تعقد الجامعة العديد من المؤتمرات العلمية، وخلال العام الماضي تعم عقد مؤتمرين علميين؛ احدهما للاختصاصات الإنسانية، والآخر للاختصاصات العلمية، المشاركة في المؤتمرين المذكورين كانت بدرجة عالية ومكثفة من كافة الجامعات العراقية، وهذا يدل على النشاط العلمي المتميز للجامعة، وأقامت الجامعة أيضا ً احتفالا ً موسعا ً خاصا ً لتخرج دفعة من الطلبة لعامين دراسيين متتاليين، كما وللجامعة قاعة مبنية حديثا ً وفق أحدث التصاميم وهي قاعة المؤتمرات الخاصة بالجامعة.

الحوار - ما هي المؤسسات التي تتبع جامعتكم؟.
- من المؤسسات التابعة للجامعة هناك مركز الحاسبة والانترنت حيث يقدم خدمات لموظفي وطلاب الجامعة،وهناك أكاديمية (سيسكو) للحاسوب التي تعتبر من المؤسسات المتطورة في مجال تكنو لوجيا المعلومات والحاسوب، هذه الأكاديمية تقدم دورات عديدة في مجال الحاسوب، كما أود الإشارة إلى ان هناك خططا عديدة لتوسيع الجامعة وإنشاء مراكز ووحدات بحثية في مختلف الاختصاصات وفي مختلف الكليات.
كما تم مؤخرا افتتاح المركز الثقافي وهو قريب من الجامعة ويضم المكتبة المركزية وبعض الأقسام الجامعية، ونعمل على توفير ارضية مناسبة لبدء الدراسات العليا في الأعوام القادمة. 

الحوار – هل يمكن أن نعرّف القارئ بأهم الكليات والأقسام في الجامعة؟.
- الجامعة تضم 8 كليات هي:
(الطب- الهندسة – الزراعة – التربية – الإدارة والاقتصاد – العلوم – التمريض- القانون) و 22 قسما ً و فرعا ً ضمن تلك الكليات.

الحوار - هل هناك احصائية معينة لعدد الطلبة الدارسين في الجامعة؟.
عدد الطلبة الدراسين في الجامعة في ازدياد مستمر؛ فهناك حوالي 7000 طالب وطالبة يدرسون في الجامعة، وهذا العدد سيزداد مستقبلا ً لسبب بسيط هو أن هناك بعض الكليات لم تخرج طلابا بعد، مثل كليتي الطب والإدارة والاقتصاد.

الحوار – معروف أن هناك واقعاً مأساويا للأقسام الداخلية التابعة للجامعات العراقية فما هو وضع الاقسام الداخلية الخاصة بجامعتكم؟.
الأقسام الداخلية تتميز بأنها على درجة عالية من التميز النوعي والخدمة التي تقدم فيها من الطراز الأول، ونحن نتابع الامر بشكل دقيق، وموقعها جيد في المدينة. وأنا أدعو مجلتكم لزيارة الأقسام الداخلية ومعاينة واقعها عن قرب، حيث ستجدون بأن خدماتها جيدة جدا، وأستطيع القول بأن جامعتنا هي من الاوائل في مجال الأقسام الداخلية، وتضم المئات من الطلبة من خارج المحافظة أو من الأقضية ونواحيها.

الحوار -نعلم بأن للجامعة مشروعا لبناء مدينة جامعية في منطقة الصيادة بمدينة كركوك...هلا اوضحتم لنا أخر ما وصل إليه المشروع؟.
بالنسبة للجامعة وأبنيتها مثلما تعلمون موجودة داخل كركوك وهي ابنية غير كافية من ناحية السعة، أي إنها لا تستوعب كافة الطلبة، لذلك كان هناك مشروع بناء مجمع أو مدينة جامعية في منطقة الصيادة بمدينة كركوك، وقد بدء المشروع بالتنفيذ ببناء الأبنية الخاصة برئاسة الجامعة والكليات والأقسام الداخلية، ووصل إلى مراحله المتقدمة، ويمكنني أن أقول ان بعضها على وشك الانتهاء، وهذه الابنية مأخوذة من واقع حال الجامعة، وممكن أن تستوعب أكبر عدد من الطلبة في المستقبل، إضافة إلى كونها مبنية وفق أحدث التصاميم الهندسية وهي أول مشروع ضخم في كركوك، وتضم كل المرافق التي نحتاجها ونتوقع انجاز المشروع خلال السنوات القادمة وحسب الإمكانيات المتوفرة.

الحوار- ما هو سر نجاح جامعة كركوك في عطائها؟.
في حقيقة الامر مدينة كركوك مدينة العلم قبل كل شيء وهي وريث كبير لتاريخ العراق وحضارته وثقافته، وجامعة كركوك هي هوية اثبات لذلك، وبكل بالتأكيد العمل الإداري إن اريد له النجاح فيجب أن يتضمن الكثير من التفاهم والتضامن بين العاملين ومن ينظر إلى الجامعة سيرى ذلك بوضوح، فالجميع منسجمون ومتوازون لذلك يكون اداؤهم ذا مستوى عال بالإضافة إلى الجدية والإخلاص، وروح العمل الجماعي الذي يمتاز به جميع العاملين في الجامعة.

الحوار – هل ثمة خطط لفتح باب الدراسات العليا في جامعة كركوك؟.
- في حقيقة الأمر ضمن التوسعات الحاصلة في الجامعة تم التفكير باستحداث الدارسات العليا في الجامعة، حيث أنها بدأت تخرّج طلبة ومن بينهم متفوقون، إضافة إلى أن حاملي الشهادات العليا سيساهمون في توفير كوادر للجامعة، لذلك هناك محاولات لاستحداث أقسام بعد الحصول على الموافقة عليها، وبعد استكمال الاستعدادات اللازمة إن شاء الله، وسنبدأ قريبا إذا توفرت الأجواء المناسبة والظروف الملائمة فسيتم استحداث بعض الأقسام كبداية المشوار.

الحوار - ما هي رسالتكم لقرائنا وخصوصا الشباب؟.
-أنا في اعتقادي إن الأجيال لا تتغير والإنسان هو الإنسان في كل العصور، لكن الذي يتغير هو ما يحيط بالإنسان؛ فأنا عندما كنت شابا صغيرا شاهدت التلفزيون لأول مرة وكنت في العشرينيات من العمر، وعندما استخدمت الهاتف الجوال كنت في الأربعينيات، والطفل الذي يولد اليوم يجد كل عناصر التقدم التكنولوجي موجودة متوفرة له، وقد وجدت كلها لخدمة الإنسان وفي نفس الوقت قد تكون هذه العناصر ملهية وخصوصا ً عند استخدامها بشكل سيء، لذلك اتمنى أن يتم توجيه شبابنا إلى الأستفادة من تلك الانجازات العلمية والتي حرمت منها الأجيال السابقة، فلو تم توعية الشباب بشكل بناء في هذا الخصوص فان ذلك سينعكس إيجابياً على المجتمع، وهذه العملية بمجملها مرتبطة بالبيت الذي يعتبر المدرسة الأولى للتربية؛ فعلى العائلة ان توجه ابنائها وبناتها خصوصا ً في سن المراهقة، حين يبدأ بالوعي والإدراك واكتشاف بيئته، فالتوجيه مهم جدا، ثم يأتي دور المؤسسات التربوية والتعليمية التي هي أيضا ً لها واجب ودور كبير في توجيه وارشاد الطلبة والشباب، إضافة إلى ذلك هناك منظمات المجتمع المدني خصوصا المعنية بالطلبة والشباب إذ عليهم أيضا أن يساهموا وبشكل كبير في توجيه الطلبة والشباب وترسيخ المفاهيم الإيجابية نحو حياة أفضل، مثل حثهم على تحديد الأهداف لحياتهم وقضاء اوقاتهم في خدمة مجتمعاتهم بشكل ايجابي وبناء، وبذلك يبقى الشاب بعيدا ً عن الملهيات والحياة العبثية، وأؤكد على إن المبادئ والمعايير الأخلاقية والعادات والتقاليد لا تتغير مهما اختلفت الأجيال، ويجب الحفاظ عليها لأنها اساس بناء المجتمعات وتكوين شخصية الانسان.

الحوار –شكرا جزيلا لك على هذا الوقت، وهذه المعلومات.
-اشكر لمجلتكم الاهتمام بهذا الموضوع، أتمنى لكم التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق