15‏/11‏/2011

حوار مع الدكتور محمد الكتاتني أمين عام حزب العدالة والحرية الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر


حاورته في القاهرة / سمر سيد


الدكتور محمد سعد الكتاتني اسم لمع في سماء مصر خلال السنوات القليلة الماضية لأنة رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فى برلمان 2005 -2010 وعضو مكتب الإرشاد، والمتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين سابقا؛ وأصبح الآن أمينا عاما لحزب (الحرية والعدالة) والمتحدث الرسمي باسمه، ومن هنا جاء لقاء «مجلة الحوار» معه لاستيضاح الكثير من الأمور، وليضع .....


النقاط فوق الحروف حول أمور عديدة متعلقة بـ «الحزب والإخوان» كقضية خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وخضنا معه حديثا مشوقا حول أسباب إنشاء الإخوان لحزب سياسي، وتطرق حوارنا مع الدكتور الكتاتني أيضا إلى الشرعية التي يقوم عليها الحزب، ومشاركة الإخوان في صنع وتفجير الثورة حيث أشار إلى أن الإخوان ومنذ اليوم الأول مشاركون في الثورة وأنهم لا يدعون لأنفسهم أنهم يقودونها أو يحركونها مشيرًا إلى أن الإخوان ليس لهم أطماع شخصية .
وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور الكتاتني
الحوار - في البداية ما تعليقك على محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأولاده؟.
-إن محاكمة الرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق ومساعديه يعتبر حدثًا فريدًا وانتصارًا لإرادة الشعب المصري فمنذ اندلاع ثورة 25 يناير كانت أول مطالبها محاكمة الرئيس المخلوع، وهذه المحاكمة كان ينتظرها الملايين من المصريين وهذه علامة على جدية المجلس العسكري في الوفاء بوعده في محاكمة مبارك ووجود رغبة لدى المجلس لتبديد جميع المخاوف والشعور السلبي الذي كان يخلفه وجود مبارك في شرم الشيخ، وبحضور مبارك بالوضع الذي كان فيه ممددًا على سرير داخل قفص الاتهام فيه رمزية كبيرة ورسالة من هيئة المحكمة أنه لا تمييز في العدالة بين احد، وهذا بث الطمأنينة في نفوس الشعب المصري، لكن لابد أن يعلم الناس ان المحاكمة لن تنتهى سريعا لأسباب عدة؛ أهمها أن القضية كبيرة وتخص رئيس دولة سابق وفيها أوراق واتهامات متشعبة وعدد كثيف من المتهمين.
الحوار- بمناسبة الحديث عن المجلس الأعلى يلاحظ البعض وجود تقارب شديد في المواقف بينكم وبين الجيش، ويصل الأمر بالبعض للتلميح بوجود صفقة سياسية بينكم .. ما ردكم على هذا؟.
-هذا كلام عار تماما عن الصحة، ومن يزعمون أن الإخوان المسلمين عقدوا صفقة مع الجيش أصحاب عقول مريضة، فنحن  معروف عنا الصراحة إذا رأينا من أحسن نقول له "أحسنت" ومن تباطأ نقول له "أسرع" هذا هو حكم العدل بيننا وبينهم ولا ادري ما الدافع وراء هذا التلميح.
الحوار - وماذا عن ما تردد أخيرا عن وجود اتفاق تم بينكم وبين المجلس الأعلى بعدم الحصول على أغلبية في البرلمان مقابل السماح بإنشاء حزب سياسي؟.
- لم يحدث بيننا وبين القيادة السياسية، سواء المجلس العسكري أو الحكومة الانتقالية أي اتصال سواء مباشر أو غير مباشر، ومنذ الجلسة التي شاركنا فيها مع القوى السياسية وعمر سليمان نائب الرئيس السابق لم تحدث أي اتصالات، وقرار إنشاء الحزب وعدم الحصول على أغلبية في البرلمان قرار من الإخوان أنفسهم ولم يتدخل فيه أحد ولن نسمح لأحد ان يتدخل في شؤون الجماعة.
الحوار - لماذا قررتم إنشاء حزب الحرية والعدالة الآن؟.
-بعد الثورة حدث جو من الحريات مختلف عن ماكان عليه من قبل، ومنذ فترة طويلة كنا نريد تشكيل حزب لكن كانت العقبة هي النظام السياسي القديم؛ كما وجدنا الآن أن الوقت مناسب لنشرع في إنشاء حزب.
الحوار - هل الحزب ديني ام مدني ؟.
- هو حزب مدني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولن يكون حزبا دينياً ولا مجال في مصر لقيام حزب غير مدني، لكنه سيحمل مرجعية دينية إسلامية، وسيتصرف باستقلال كامل عن جماعة الإخوان من الناحية المالية والإدارية ويخضع لقانون الأحزاب، لكنه سيحمل توجهات الجماعة، مثل الكتلة البرلمانية، لكن لن يوجد اتصال تنظيمي، ولن تكون هناك إملاءات ولن يأخذ تعليماته من الجماعة.
الحوار - لكن تردد أن الحزب سيدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية؟.
-حزب الحرية والعدالة يدعو إلى دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية، وأسس الحزب ستنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية ولا أدنى مشكلة في هذا؛ وهذه نقطة تميز لأنه لا توجد أحزاب على أسس من الشريعة الإسلامية، وسيكون حزباً يدعو إلى دولة عصرية حديثة ومدنية فنحن لا ندعو لدولة دينية، بل مدنية ومن حقنا أن نختار المرجعية التي تناسبنا، والدولة المدنية تتسع للعديد من المرجعيات مثل؛ المرجعيات الشيوعية والليبرالية، وحينما نؤسس الحزب نرى أن المرجعية الإسلامية لا تفرق بين الناس على أساس العقيدة و الحرية.
الحوار - ذكرت أن الحزب يتمتع بالاستقلالية التامة عن الجماعة ولن يكون للجماعة سلطان عليه، فكيف سيتم ذلك عمليا، والجميع يعلم صرامة التنظيم الإخواني ؟.
-بداية، لابد أن نعلم أن فكرة تأسيس حزب (الحرية والعدالة) لم تأت من فراغ وإنما من أعضاء بالجماعة يحملون فكرتها ويؤمنون بمبادئها ويؤيدون توجهاتها؛ ومن ثم فإن هؤلاء مع غيرهم من غير الإخوان الذين يرغبون في الانضمام للحزب، هـم معا الذين سيتـخذون القرارات داخل الحزب، ولهذا فمن المستحيل أن يحدث خلط إداري بين الجماعة والحزب، كما أن الحياة السياسية تتغيـر بشكل شـبه يومي ولا أعتقد ان أعضاء الحزب (من الإخوان ومن غيرهم) سيقبلون بأن يدار حزبهم من طرف آخر، وأنا أؤكـد أن الحزب سيكون مستقـلا عن الجماعة والحزب أخذ كل صلاحياته، ومن ناحية أخرى أنا غيـر قلق على الجماعة من أن ينحرف الحزب عن مبادئها الأساسية فالجماعة لها قانونها الأساسي ولوائحها؛ والحزب سيكون له قانونه الأساسي وبرنامجه وهو ما يؤكـد ويضمن استقلال الحزب عن الجماعة وإن كان الحزب بالأساس يحمل فكر وتوجهات الجماعة، وهو بمثابة الذراع السياسية لها.
الحوار - كيف سيكون وضع الدكتور محمد بديع مرشد الجماعة بالنسبة للحزب؟.
- سيكون مرشدا للجماعة، وليس له ولاية تنظيمية على الحزب.
الحوار - ماهي أهداف حزب الإخوان المسلمين؟.
- تقديس الحرية واحترام القانون والإنسان هذه أهم أهدافنا العريضة، الإخوان المسلمون ليس لديهم اي اطماع شخصية سوى مصلحة الوطن وتقدم مصر.
الحوار - لكن ما الوضعية التي ستكون عليها الجماعة طالما أنكم قررتم أن يكون هناك حزب وتنظيم؟.
-الجماعة لها مشروعية شعبية موجودة، وبالتأكيد بعد النظر في القوانين في الفترة المقبلة سنتخذ الوعاء المناسب الذي يتناسب مع شرعيتها، خصوصاً أن الجماعة تسعى للحصول على الشرعية القانونية، والنظام السابق كان يفرض عليها الحظر، والوعاء المناسب يمكن أن يكون مثلاً جمعية أهلية أو اتحاداً أو هيئة.
الحوار – هناك من يقول الإخوان دائما يدعون إلى عدم فصل الدين عن السياسة... فلماذا اختاروا الفصل بين الجماعة و الحزب؟.
-لا يوجد فصل؛ فالحزب ينفذ نفس مشروع الجماعة، لكن الحزب "عمله متخصص أكثر" فالحزب يمارس السياسة كما يمارسها غير الإخوان من المصريين، مسلمين وغير مسلمين، حزبنا يتفق ويختلف، يتحالف وينفصل، ويحكم يعارض، ويصيب ويخطئ، ويجتهد في شؤون الدنيا بقوانين الدنيا، بحيث تتفرغ الجماعة للوعظ والإرشاد ودعوة المسلمين إلى الالتزام بدينهم، فقد انتهى زمن لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة؛ فالإسلام دين ودولة وحضارة وثقافة ورياضة، الحزب والجماعة مكملان لبعضهما، وأتصور انه لابد ان تكون الجماعة هي الرافعة ولابد ان يكون هناك تنسيق في الآراء، ونحن حريصون بدرجة كبيرة ان نتشاور مع الجماعة في الموضوعات الجوهرية لأخذ النصيحة منهم، فهم عملوا في السياسة كثيراً ولديهم الكثير من الخبرة، وكل من الجماعة والحزب سيستفيدان من بعضهما؛ الحزب سيستفيد من الجماعة لأنه رافعة اجتماعية ولدية قاعدة صوتية كبيرة، والجماعة ستستفيد من الحزب لتنفيذ مشروعها السياسي.
الحوار - بناء على هذا الفصل ماذا سيكون مصير " الدعاة الى الله" اعضاء الجماعة هل سيكونون تابعين للحزب ام للجماعة؟.
-الانضمام إلى الحزب اختياري وليس إجباريا؛ فمن يريد من أعضاء الجماعة الانضمام إلى الحزب سيكون شأنه مثل شأن المواطن العادي، فليس محظورا علي عضو الجماعة الانضمام الى الحزب، لكن إذا كان لديه موقع إداري في الجماعة واخذ موقعا اداريا في الحزب فلابد ان يترك موقعة الاداري في الجماعة حتى لا يصبح هناك ضم في الادارة؛ فالحزب سيكون متاحا لجميع المصريين الذين يرون ان سياسة و برنامج الحزب تتوافق معهم وما يريدونه في المستقبل لمصر سواء من جماعة الإخوان او من خارجها.
الحوار - هناك تجربة الفصل بين الجماعة والحزب في الاردن وثمة مشاكل كبيرة حدثت بين حزب جبهة العمل والإخوان، الا تخشون من تكرار السيناريو معكم في مصر؟.
-لكل بلد ظروفه الخاصة به، وهي تختلف من بلد الى آخر، وحال مصر مختلف عن حال الاردن ونحن لم نستنسخ تجربة احد، ان تجربة الإخوان في مصر تجربة مصرية تتناسب مع ظروفنا.
الحوار- الإخوان في العراق اختاروا الفصل بين الحزب الاسلامي والجماعة؛ هل انتم متابعون لهذه التجربة؟ وكيف تقيمونها؟.
-من الصعب التقييم الآن لابد ان تأخذ التجربة حقها ووقتها؛ الإخوان في العراق لديهم رؤية في إصلاح العراق، لكن الوضع السياسي المضطرب والطائفي والتوازنات الإقليمية والدولية لا تمكنهم من العمل في ظروف طبيعية، فهم تحت الضغط، وليس الإخوان فقط و اي فريق اخر يعمل من اجل الاصلاح لا يجد المناخ او الفرصة المناسبة لتنفيذ مشروع الإصلاح فهم يعملون في ظروف غير طبيعية وغير مستقرة، فالساحة العراقية أصبحت ساحة لتنازع القوى الإقليمية والدولية وليس لأبنائها فيها نصيب من الاستقرار، وأتصور في الاخير ان اهل العراق هم الخاسرون، والحل الوحيد ان يعود اهل العراق قوة واحدة لتستقر الامور.
الحوار  - من هو المرشح الذي سيدعمه الإخوان في انتخابات الرئاسة المقبلة؟.
-هذا أمر سابق لأوانه فإلى الآن لم تخرج مصر كل ما في جعبتها، وهناك مجموعة كبيرة من الشخصيات الكرام مرشحين للرئاسة، ولكننا سننتظر أن يفتح باب الترشيح ويعلن الجميع عن ترشحهم بشكل رسمي، فحزب الحرية والعدالة يقف على مسافة واحدة من جميع مرشحي الرئاسة.
الحوار - هل الحزب ملتزم بقرار الجماعة بعدم الترشح للرئاسة أم سيكون له رأي آخر؟.
-نعم، لم نرشح احدا للانتخابات الرئاسية القادمة لأننا لا نريد في هذه المرحلة أن نقول إن الحزب سيتخذ موقفاً مخالفا للجماعة، فنحن مازلنا إخوانا، والحزب ملتزم بقرار جماعة الإخوان المسلمين، الذي قطعته على نفسها قبل الإعلان الرسمي عن تأسيس الحزب، والذي أكد عليه قيادات الحرية والعدالة في أكثر من مناسبة بعدم تقديم مرشح للرئاسة.
الحوار- ما موقفكم كحزب تابع للجماعة من قضية عبد المنعم أبو الفتوح وترشحه للرئاسة؟ وما الأسباب التي دفعتكم لرفض ترشحه؟.
- نحن مؤيدون بشدة لموقف جماعة الإخوان؛ فالجماعة قررت أن لا ترشح أيا من أعضائها وعدم الدفع بمرشح من الجماعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقرار الجماعة لا رجعة فيه، وقبل ترشيح عبدالمنعم ابو الفتوح كان هذا قرار مجلس شورى الإخوان يوم 10 فبراير أي قبل سقوط مبارك بيوم وكان هذا الاجتماع بكامل هيئة مجلس الشورى لأول مرة منذ عام 1995، وهو الرأي المعتمد والمستقر لدى الجماعة، والحزب مؤيد لرأي الجماعة، ومن يخالف القرار من أعضاء الجماعة لا يعد ممثلا لها ولا معبرا عنها، الجماعة ترى أن الظروف الحالية تحتاج لتضافر القوى والتوافق، وتقديراً من الإخوان والحزب لن يكون لنا مرشح للرئاسة ولا نرغب أن يكون لنا أغلبية برلمانية.
الحوار - يرى البعض ان مايحدث بينكم وبين ابو الفتوح ورفضكم لترشحه ماهو الا تمثيلية بينكم وتوزيع ادوار ؟.
- لسنا بحاجة الى القيام بتمثيلية وسوف نترك الأيام تحكم على الإخوان؛ فجماعة الإخوان رصيدها لدى الناس في مصداقيتها لسنا طلاب سلطة، ولكن كل ما نبغيه هو رضا الله تعالى، وكل مايقال كلام اعلام لاصحة له.
الحوار- استقالات.. فصل.. أزمة شباب.. هل يؤثر ذلك على كيان جماعة الإخوان المسلمين؟.
-لا.. على الإطلاق.. فالجماعة بناء كبير ضخم ولا يؤثر عليها اي شيء ولها تاريخ عظيم ورصيد ضخم في عقل وذاكرة مصر والعالم،  ولن تتأثر بخروج أي أفراد من التنظيم، وإن كانت أزمة شباب الإخوان ممن أسسوا حزب التيار المصري، أو فصل د. أبوالفتوح، أو إعلان بعض الأفراد من الإخوان عن عزمهم إنشاء أحزاب سياسية قد سبب بعض القلق في الصف وقواعد الجماعة، لكن هذا القلق سرعان ما يزول.. وستبقى الجماعة قوية راسخة.
الحوار- هناك مخاوف لدى الشعب المصري والمجتمع الدولي من وصول الإخوان للسلطة، ماذا تعلق على ذلك؟.
-السبب ان النظام السابق ربط الإخوان بالعنف والإرهاب وكانت هذه هي الرسالة الإعلامية التي تصل إلى الداخل والخارج، وأنا أقول للجميع لا تخافوا من الإخوان واسمعوا منا لا من غيرنا، والشعب المصري عاش مع الإخوان ويعرفهم جيداً ولابد أن يطمئن الجميع لهم، ولابد ان يعلم الجميع اننا قررنا قراراً نهائياً فنحن لانسعى للأغلبية فى البرلمان ولا الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة، في المرحلة الماضية كان الحزب الوطني يقصي الجميع لصالحه، وإذا دخلنا الانتخابات بأغلبية ستكون انتهازية وسنكون فعلنا ما كان يفعله الحزب الوطني من قبل، فهذا لا يصح بعد ثورة مصر العظيمة. إن جماعة الإخوان المسلمين تريد برلماناً متنوعاً بعد الانتخابات التي ستجرى في سبتمبر.
الحوار- الاتخافون من تكرار سيناريو الجزائر حين فازت جبهة الانقاذ بالانتخابات حيث حرضت الدول الكبرى الجيش ودعمته للبطش بالإسلاميين؟.
-الوضع مختلف تماماً في مصر، ان المجلس الاعلى الوطني والمحب لمصر والذي كان الدرع الحامي للثورة حتى اليوم لا يقبل الوصاية والتدخل من الخارج، ولا اتصور ان الشعب المصري صاحب الوعي السياسي و الذي اذهل العالم بثورة لامثيل لها يعطي فرصة للتدخل في شؤونه الداخلية.
الحوار - لكن ربما يكون عدم رغبة الإخوان فى الحصول على الأغلبية فى البرلمان نتيجة الخوف من التدخل الأجنبى لإسقاطكم كما حدث مثلا في الجزائر؟
- نحن نرفض تدخل أي دولة في الشأن المصري، ونحن لا نريد أن نسلك سلوك الحزب الوطني ولا نقبل أن نكون وريثين له، والمجتمع المصري في الداخل لايزال يحتاج أن يخرج إلى المجال السياسي وتكون هناك منافسة جيدة، وعندما نشعر أن تنافسنا على الأغلبية سيؤدي إلى تدخل أجنبي في شؤون مصر حتى وإن كان احتمالاً ظنياً فسنتنازل عنها لأن هذا هو منتهى الوطنية.
الحوار -  وزيرة الخارجية الامريكية "هيلاري كلينتون" ذكرت ان ثمة حوارا مع الإخوان سيجري، هل يقبل الإخوان بالحوار مع الإدارة الأمريكية؟ هل بدأ الحوار، وأين في امريكا ام في مصر؟.
- لم يحدث حتى الآن أي حوار ونحن مستعدون لأن نتحاور مع أي إنسان على وجه الأرض للإعلان عن برنامجنا وإستراتيجيتنا ومنهجنا في الإصلاح، وهذا لا يعني أننا مع أحد أو ضد أحد، وبالنسبة للمكان سيكون في مصر لن نذهب الى احد من يريد الحديث معنا يأتي الينا.
الحوار - أين موقع الإخوان في هذه الثورة، خاصة أنه يقال ان شباب الإخوان هم من نقلوا خبرتهم التنظيمية الى الفيس بوك ومن هنا انطلقت الثورة؟.
-ثورة مصر 2011 هي ثورة شعب كامل لا ثورة فصيل ولا جهة معينة وجميع فئات الشعب شاركت فيها، و التغيير الذي سعينا إليه جميعًا، وشارك في صنعه الجميع باستثناء هؤلاء الذين مارسوا سياسة الخداع والكذب والتضليل، وبرروا للنظام كل خطاياه، ونستطيع القول بأن هذه ثورة توافرت عواملها وتراكمت على مدار ثلاثة عقود لم يصنعها تيار بعينه، و الإخوان ساهموا وشاركوا من البداية الى النهاية في الثورة ولا يمكن لأحد أن يدعي أن الملايين الذين تواجدوا في ميدان التحرير من أول الثورة كلهم من الإخوان المسلمين، فالجميع شارك في ثورة مصر الحرة.
الحوار- البعض يعتبر أن تاريخ 25 يناير بداية للعهد الذهبي للإخوان المسلمين، فتم اعتراف الدولة بكم، وحذف وصف الجماعة   "المحظورة" وبدأ ظهوركم في الإعلام الرسمي .. ما رأيك؟.
-بالتاكيد ان جو الحرية يفيد الجماعة، فمنذ أن نشأت الجماعة ليس لهم هدف سوى رضاء الله سبحانه وتعالى وخدمة مصر والوطن الإسلامي، كنا محظورين وضيقوا علينا ولكننا لم نتأخر خطوة عن خدمة المجتمع مع كل الإجرام والمصادرة لأموالنا ولحرياتنا السياسية، بل عانى معظم قيادات الإخوان المسلمين من السجن والتعذيب والمعتقلات والقهر والمحاكمات العسكرية الظالمه ولكن الله نصرنا كما نصر الشعب المصري كله .. وطبعا برحيل مبارك ونظامه الفاسد تنفس الإخوان الصعداء بعدما تصورنا انه سيقتل الإخوان لو استطاع، والإخوان يذكرون نعمة الله عليهم ويعون جيدا أن الأيام القادمة سيستفيدون بمساحة أكبر من الحرية .. فنحن كنا مضطهدين ومطاردين قبل الثورة أما الآن فنحن أحرار مثل أي تيار سياسي ولا أنكر أن هذا عهد ذهبي لنا وهذا هو الطبيعي والحد الادنى لاي جماعة سياسية.
الحوار - ما الدور الذي سيلعبه الإخوان في المرحلة القادمة؟.
-دور المشاركة .. ما زلنا في دور المشاركة وتحمل المسؤولية، الصدق والإخلاص والجهد والتضحية من أجل هذا الوطن ومن أجل رفع راية الإسلام في كل مكان، ونحن دوماً كنا ولا زلنا هيئة إسلامية عامة، السياسة جزء من نشاطها وليس كل النشاط، والشارع ليس سياسة فقط، فلقد قلنا مرارا أن الإسلام جزء لا يتجزأ، وأن التربية والدعوة والسياسة والثقافة والاجتماع وعمل الخير كلها منظومة إسلامية متكاملة، وأننا لا يمكن في يوم من الأيام أن نأخذ ببعض الكتاب ونترك بعضه.
الحوار -- كيف تقيم مجريات الاحداث في اليمن وسوريا؟.
- ما نشهده في اليمن وسوريا من حراك شعبي للبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة هي نتائج طبيعية لحالة الكبت والظلم والانسداد التي عاشتها الشعوب العربية طوال عقود من الزمن ما جعلها في مؤخرة ركب التطور والنهوض بعد أن كانوا قبلة العلم والتقدم، وهذا يجعل التغيير في النهاية خيارًا ليس له بديل، ونتمني للشعبين اليمني والسوري ان يتجاوزوا هذه المرحلة ويتم الانتقال السلمي و الآمن للسلطة.r


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق