15‏/11‏/2011

في دهوك مركز (دولار سنتر) تجربة فريدة لمتجر يقدم البضائع الرخيصة للمستهلك


عماد النقشبندي - دهوك





كثيرا ما نسمع عن تجارب اقتصادية ناجحة هنا وهناك، فهنا نرى شركة تجارية كبيرة وهناك نجد مصنعاً ضخماً، وغير بعيد نجد مشروعاً إسكانياً مفيداً، ولكن الملفت للنظر في التجربة التي نحن بصدد التقديم لها، أنها مبنية من اللبنة الأولى على تقديم البضاعة الرخيصة للمستهلك بنوعية وسعر مناسبين، ويكون كل شيء في متناول المواطن البسيط الذي أثقل كاهله الغلاء الفاحش في الأسعار للبضائع التي يحتاجها باستمرار.....


مركز (دولار سنتر) في وسط محافظة دهوك، متجر واسع وفيه أقسام متعددة توفر البضائع المتعلقة بحياة الناس اليومية وخصوصا المنزلية، بأسعار مناسبة لا تتجاوز الدولار الواحد، يأتي هذا في ظل ارتفاع فاحش للأسعار، يقال إن سببه جشع التجار واستغلالهم لحاجة الناس لتحقيق أرباح فاحشة، لكن في المقابل هناك من يقول ان البضائع الرخيصة رديئة النوعية ومن مناشيء غير معتمدة وتستغل حاجة الفقراء لتحقيق الأرباح..
 ومن أجل تسليط الضوء على هذه التجربة كانت لنا هذه الزيارة لـ(دولار سنتر) حيث التقت (الحوار) بمدير الشركة السيد (مجيد عبد الله)، وكان لنا معه هذا الحوار.
 ـ الحوار. من أين جاءت فكرة المشروع؟.
- في الحقيقة أنا كنت مغتربا في (المانيا) ومن بعدها (كندا) التي قضيت فيها نحو خمسة عشر عاما، شاهدت هناك تجارب اقتصادية جميلة وناجحة إلى حد كبير، ومن هذه التجارب الناجحة هذه التجربة الجميلة والتي هي فتح محل تبضع كبير يحوي كل ما تحتاجه العائلة ولكن (بسعر وجودة مناسبين). وعند دراستي للموضوع وجدت أن هذه التجربة موجودة في اغلب دول العالم (حتى الدول الكبرى)، فقررت الدخول فيها، (ولكن في وطني) وحال عودتي إلى الوطن عملت بجدية على تحقيق هذا المشروع (الحُلم). وكانت البداية في محل كبير واحد، ولله الحمد فنحن الآن ندير عدة مراكز من هذا النوع في العديد من مناطق محافظة دهوك.
ـ الحوار. كيف كانت البداية الحقيقية للمشروع؟.
- قبل سنتين تقريبا، كانت البداية، فبعد المعاينات الحقيقية والدقيقة للجو العام في سوق مدينة دهوك، ونظراً للارتفاع الكبير في أسعار المواد الاستهلاكية التي تكاد تكون دائمية، وحاجة المواطن البسيط لها كبيرة ودائمية، وكذلك فإن من الضروري إيجاد منفذ مناسب لبضائع مناسبة من حيث السعر والجودة معاً، ومن أجل محاولة تخفيض الأسعار بأي شكل كان تحركت فعرضت الفكرة على بعض المقربين، عندها لقيت المعارضة من البعض والتأييد من البعض الآخر، فأعجب الأخ (جمال) بالفكرة وكان شريكي منذ البداية ولحد الآن والحمد لله، وكان النجاح رفيقنا والدليل على ذلك هو الإقبال على مراكز وفروع الشركة، والإنتشار الجيد لفروعها في أكثر من ستة أقضية في محافظة دهوك، وفرعين في قضاء سنجار وفرع آخر في منطقة بعشيقة؛ ومازلنا نبحث عن المزيد من الانتشار من أجل إيصال السلع والبضائع بأفضل الأسعار للمواطن.               
ـ الحوار. من أين تأتون بالبضاعة؟ وهل هي تصفية مخازن كبيرة في دول أخرى؟.
- على العكس من كل ما يُثار حول أن بعض البضائع هي من نوعيات رديئة أو أنها تصفية محلات كبرى في الخارج، أقول للمواطن الكريم وكل المتبضعين بأن هذه البضائع هي بضائع مستوردة من عدة مناشيء، سواء من دول الجوار أو من الصين أو الهند أو غيرها من الدول، المهم أن كل المواد الموجودة في جميع فروع شركتنا هي من البضائع السليمة والمفيدة للبيت والعائلة، بل ولكل أفراد العائلة.
ـ الحوار. بناءاً على كلمتك الأخيرة (لكل أفراد العائلة)، ماهي أجنحة المتجر؟.
- نحن ملتزمون بأن نوفر كل ما يحتاجه كل فرد من أفراد العائلة، وذلك من خلال افتتاح أجنحة جديدة بل ومتجددة في ذاتها، لذا تجد عندنا في فرع الشركة هذا كلاً من (جناح المأكولات المعلبة، جناح كبير للأدوات المطبخية ويشمل الأواني الزجاجية والبلاستيكية والسكاكين والملاعق وغيرها وكل ما هو جديد مما تحتاجه المرأة في المطبخ، جناح العدد اليدوية، جناح مساحيق التنظيف، جناح مستحضرات العناية بالبشرة والعطور والصابون الصحي والطبي، جناح المواد الصحية والإسعافات الأولية ومعاجين الأسنان، جناح الهدايا والزهور الصناعية، جناح للقرطاسية، جناح صغير لملابس الأطفال، جناح المواد الكهربائية وإكسسوارات الهواتف النقالة، جناح للمستلزمات الرياضية، وكذلك استحدثنا جناحاً مناسباً للإكسسوارات النسائية). ونحن على تواصل مع الزبائن لغرض تقديم كل ما يقترحونه علينا من خدمات ولتوفير كل ما يحتاجونه في الحياة العامة.
ـ الحوار. ما هي الشريحة الأكثر ارتياداً  لـ(دولار سنتر)؟.
-في الحقيقة، لست أبالغ إذا قلت بأن كل شرائح المجتمع في مدينة دهوك تزورنا على مدى أيام السنة، ولست أبالغ إن قلت لك بأن الزوار والسياح من باقي المدن العراقية من الذين يزورون مدينة دهوك، يزوروننا باستمرار وذلك لعدة أسباب ومن أهمها التنوع الكبير في الموجودات والبضائع، وكذلك السعر المناسب، حيث أن كل البضائع سعرها موحد وهو (1250) دينار للقطعة أي ما يعادل دولاراً واحدا تقريباً. واغلب الزوار يكررون الزيارة لما يجدونه من خدمة جيدة وبضائع مناسبة ومتجددة على الدوام حيث أنك لا تجد بضاعة كاسدة عندنا أبداً، والسعر الذي لا يكاد ينافس هو أمر يغري أي أحد لزيارتنا مرارا وتكرارا، لذا ترى الزوار هم كل من الرجل والمرأة، الصغير والكبير، بل وحتى المستطرق الذي ليس لديه أي فكرة عما يريده سوى التفرج على المعروضات فإنه لن يخرج خالي اليدين أبداً، وهذا هو سر نجاحنا، والحمد لله.
ـ الحوار. لكل تجارة ناجحة سبب أو أسباب، فما هو سر نجاح تجربتكم؟ وإلى أي حد تقدر نجاحكم؟.
- من الطبيعي أن أي تجارة إن لم تؤتي ثمارها فلن يكتب لها الاستمرار أبدا؛ وخير دليل على نجاح تجربتنا هذه هو محاولة البعض تقليدها، وهذا أيضا من دواعي السرور لسبب بسيط، وهو محاولة نشر ثقافة القناعة بالربح القليل والبيع الكثير، وهذه معادلة لايعلمها الكثير من المتعاملين في التجارة اليوم، حيث أن البعض يريد بلمح البصر أن يصبح صاحب ثروة كبيرة فيقوم بوضع ارباح كبيرة على البضاعة، وهذا ينعكس عليه اولاً وعلى المستهلك ثانياً، فهو لن يبيع إلا القليل القليل من البضاعة المعروضة في متجره وهذا يؤدي إلى كساد البضاعة وبالتالي التصريف بأرخص الأثمان بعد الخسارة، وأما المستهلك فهو لن يشتري إلا الضروري للغاية (بسبب ارتفاع الأسعار)، وهذا يعود بالسلب على السوق بشكل عام، لذا أقول لكل من يعمل بالتجارة وفي أي ناحية تجارية كانت، (إرضَ بالقليل من الربح، تبع أكثر، وبالمحصلة، فإنك ستربح أكثر). وقد قيل سابقاً (القناعة كنز لا يفنى). وبكل بساطة، هذا هو سر نجاح تجربتنا.
ـ الحوار.ماهي مواقف الحكومة المحلية منكم؟.
- لكي أجيب عن هذا السؤال فلابد لي من التطرق إلى جانبين اثنين، وهما؛ أولا موقفنا من الحكومة وموقفها منا، والثاني هو ما نريده من الحكومة، فنحن كشركة خاصة لانتلقى أي دعم من الحكومة أو أي جهة أخرى من منظمات مجتمع مدني أو غيرها من الجهات، لذا فأنا أؤكد على أننا لسنا تابعين لأي جهة، فنحن شركة خاصة ونتعامل بأموالنا الخاصة، ونحن نتعامل مع شركات مماثلة لنا في عدة دول لتورد لنا البضاعة، كما ونسافر في بعض الأحيان لجلب بعض البضائع من مناشيء أخرى، أكرر بأننا لا ولم نتلق أي دعم من الحكومة.
وأما عن الشطر الثاني، وهو ما نريده نحن من الحكومة، فبصفتنا أصحاب مشروع استثماري كبير يخدم المجتمع، وكذلك كوننا من دافعي الضرائب للدولة، وفوق كل ذلك كوننا مواطنين في هذا البلد، لذا فنحن نريد من الحكومة مساعدتنا في هذا المشروع الذي يهدف إلى رفع القدرة الشرائية للمواطن من خلال تخفيض الأسعار إلى حد يمكن الجميع من العيش بشكل رغيد، لذا فمطلبنا الوحيد مساعدة الحكومة لنا في تخصيص قطعة أرض مناسبة لبناء مخزن كبير يخدم هذا المشروع الذي هو بالتالي يخدم المجتمع.
ـ الحوار. ماهي مشاريعكم المستقبلية؟.
- بعون من الله تعالى تمكنا كما ذكرت سابقا من تثبيت نجاحنا في مركز محافظة دهوك، بعدها قمنا بنشر التجربة في الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة دهوك، وكذلك نجحنا ولله الحمد والمنة، ونحن الآن بصدد نشر هذه التجربة في بقية المدن القريبة ومن بعدها في عموم العراق إن شاء الله تعالى؛ والقريب من كل تلك المشاريع المقترحة هو افتتاح مركز جديد وكبير داخل مركز مدينة دهوك ليكون منفذا للمواطن البسيط للتبضع بالسعر المناسب والنوعية المناسبة أيضاً، وهذا هو الهدف الرئيسي من هذا المشروع الخدمي، والحمد لله أولا وآخراً.
ـ الحوار. ماذا تقول في كلمة أخيرة؟.
-أحمد الله على هذا التوفيق والنجاح اللذين كتبهما لهذا المشروع الذي يصب أولاً وأخيرا في خدمة المواطن والمجتمع، وأريد أن أقول للتجار، ليرضوا بالقليل، فأنه مفتاح النجاح، ومفتاح قلوب الناس، كما لايفوتني شكر مجلة الحوار لتسليطها الضوء على هذه التجارب الفردية الناجحة.r


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق