15‏/11‏/2011

تربية أبنائنا تقليد أم تميّـع؟!


بقلم : خديجة عبدالخالق


من اكبر المسؤوليات وأعظم الأمانات في أعناق الآباء تربية أبنائهم ودعوتهم لكل خير؛ ونهيهم عن كل شر، فهل قام الآباء بأداء هذه الأمانة؟.
الذي ينظر الى تلك الفئات الكثيرة من الشباب الضائع الذين يقضون ساعات ليلهم وزهرة شبابهم في مشاهدة الافلام غير اللائقة؛ وسماع الأغاني الماجنة، ويلهثون خلف حثالات الشرق والغرب ويقلدونهم في تقليعاتهم .... !! ان الذي ينظر اليهم يدرك مدى تفريط الآباء في واجباتهم تجاه أبنائهم ويشعر بمدى تضييع الامهات لأماناتهن ومسؤولياتهن وهن مسؤولات (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)....


 انا لا أدعو الى التضييق على الشباب وحجرهم وراء اسوار التقاليد المتزمتة وابعادهم عن مواكبة العالم المتطور، ولكن مع ذلك لا نبرر الانفتاح على مساوئ الحضارة الغربية، الحضارة المضللة التي دفعت الشباب الى هجر عادات وتقاليد مجتمعهم، وهجر الشخصية والاخلاق والقيم والمبادىء ليصفقوا بدلها لاباحية الغرب ولتقديس كل ما تصدره الأسواق  من مظاهر الانحلال في عواصم الغرب ليصبحوا في النهاية نسخة للنموذج الغربي الذي فقد الأخلاق والقيم وخالف الطبيعة وانقاد لحضارة أجنبية لم يجن منها سوى التعاسة.
- و ياليت شبابنا وبناتنا اخذوا منهم – علمهم وتقنيتهم واختراعاتهم – ولم يلتفوا حول قشور حضارتهم في سلوكها وقيمها فلكل امة فكر وسلوك وقيم خاصة بها، ولم نسمع عن امة في التاريخ تفوقت بالتقليد الاعمى للغير! مع ما يشكو منه الغير من تفكك وانهيار في المجتمع وفي النفس!. فهم (اي الغرب) مع تطورهم التقني والتكنولوجي والعلمي قد سقطوا الى الحضيض في الجانب التربوي والاخلاقي ولا يمكن بحال لعاقل تقليدهم الا اذا كان خاوياً وجاهلاً بحضارته الامر الذي يزعزع ثقته بنفسه ويدفع به الى اتخاذ المواقف الذليلة مواقف التقليد والتميع.
- اذن على الوالدين ان يدركا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقهما؛ وعليهما ان يدركا ان تربية الأبناء امانة يجب ان تحظى بالاهتمام الكافي في اعمالنا ومشاغلنا الحياتية، عليهما ان يخصصا لأبنائهما الوقت الكافي، واضعين أمامهما ان الولد الصالح منجاة لوالديه بعد موتهما وامتداد لاعمالهما الصالحة في الدنيا.r

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق