03‏/04‏/2022

الإعلام الجديد في عصر المعلوماتية

الدكتور حازم ناظم فاضل

دكتوراه في علم النفس التربوي

 أحدثت ثورة الانترنت والتطورات التقنية والتكنولوجية قفزة نوعية في مجالي الإعلام والاتصال، حيث سمحت بظهور الإعلام الجديد الذي ربط أجزاء المعمورة المترامية الأطراف بفضائها الواسع، وأصبح أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات، وغدا العالم قرية صغيرة تطورت فيها وسائل الإعلام والاتصالات، وظهر اصطلاح (القرية الكونية) تعبيراً عن سرعة وسهولة انتقال الخبر.

واليوم، حيث نعيش عصر الإعلام والمعلوماتية، يعتبر الإعلام الجديد السلطة الرابعة في المجتمع، لما له من

التأثير المباشر في مختلف المجالات والأصعدة. حيث ظهرت للجميع المكاسب التي حظيت بها وسائل الإعلام فيما يتعلق بحرية التعبير أو حرية الإعلام؛ فلا حدود، ولا تأشيرات، ولا قيود، ولا عقوبات ظالمة.

ولما كانت وسائل الإعلام أحد الأركان الأساسية للتقدم والحضارة، ويفترض بها أن تحافظ على ثقافة المجتمع وأصالته وأخلاقياته، لذا اهتم المتخصصون بالعلوم الإنسانية المختلفة بإعطاء أهمية كبيرة للأخلاقيات المهنية في الإعلام الجديد، على أساس أن لكل مهنة أخلاقياتها. لذا يلزم التشديد على إظهار المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للصحافة في نشر الأخبار الصحيحة.

وليس هناك خلاف حول أهمية الإعلام الجديد، ودوره المؤثر في الأسرة والمجتمع، فقد أصبحت وسائل الإعلام مصدراً مهماً من مصادر المعلومات، وموجهاً قوياً لسلوك كثير من أفراد المجتمع، وجزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتنا، وتنامى دورها في التأثير، وفي تشكيل الرأي العام، والقدرة على الإقناع والتغيير.

ولا زلنا نعاني من تقديم إعلام جديد يتواكب مع متطلبات عصرنا الحالي. ويأتي هذا القصور في مجال الإعلام الجديد لاعتبارات متعددة؛ لعل أهمها هي حداثة وجدّة هذا النوع من الإعلام، وعدم الالتزام بالمعايير الأخلاقية الواجب توفرها في الإعلام الجديد، وهي: (الصدق، والدقة، والحيادية، أو الموضوعية)(1).

 

الإعلام الجديد

إن مرحلة الإعلام الجديد، بكل تجلياتها وأبعادها، مرحلة أضحى فيها الإعلام الشخصـي والفردي سمة القرن الجديد، والانترنت والكمبيوتر أدواته الأساسية. وليس هذا إقراراً بنهاية الإعلام التقليدي، ذلك أن الفواصل بينه والإعلام الجديد قد ذابت، حتى الإعلام التقليدي نفسه أعيد تشكيله وتحسينه ومراجعته ليلتقي مع الجديد في بعض جوانبه.

لقد ظهر مصطلح الإعلام الجديد ليشير إلى المحتوى الإعلامي الذي يبث أو ينشر عبر الوسائل الإعلامية التي يصعب إدراجها تحت أي من الوسائل التقليدية؛ كالصحافة والراديو والتلفزيون، ذلك بفعل التطور التكنولوجي الكبير في إنتاج وتوزيع المضامين الإعلامية(2).

وفرض الإعلام الجديد العديد من التحديات فرضاً على الدارسين والباحثين في هذا المجال، على عكس وسائل الإعلام التقليدية التي أصبحت تعمل في بيئة مستقرة من عدة نواح، ساعدها في ذلك عمق التجربة ورسوخها عبر عقود من الزمن، وهو ما لم يتوافر بعد للإعلام الجديد الذي يتسم بالحداثة والتغير المستمر. فالانترنت مثلاً؛ "جعلت في مقدور أي إنسان البحث عن الأغنية والبرنامج التلفزيوني والفلم السينمائي والمعلومات الصحفية والعلمية التي يريد، في الوقت الذي يريد"(3).

 

خصائص الإعلام الجديد:

يتمتع الإعلام الجديد بمجموعة من الخصائص التي يتميز بها عن ما سبقه، منها:

(1) دمجه للوسائل المختلفة القديمة والمستحدثة في مكان واحد، على منصة الكومبيوتر وشبكاته. وامتلاكه الحركة والمرونة في نقل الوسائل الجديدة، بحيث تصاحب المتلقي والمرسل، مثل الحاسب المتنقل، وحاسب الانترنت، والهاتف الجوال، والأجهزة الكفية، بالاستفادة من الشبكات اللاسلكية.

 (2) يسمح الإعلام الجديد للفرد العادي إيصال رسالته إلى من يريد، في الوقت الذي يريد، بطريقة واسعة الاتجاهات، وإمكانية التفاعل مع العملية الاتصالية في الوقت المناسب للفرد، سواءً كان مستقبلاً أو مرسلاً.

 (3) تبني هذا الإعلام للتكنولوجيا الرقمية وحالات التفاعلية والتشعبية وتطبيقات الواقع الافتراضي وتعددية الوسائط، وتحقيقه لميزات الفردية والتخصيص، واستخدام كل وسائل الاتصال، مثل: النصوص، والصوت، والصورة الثابتة، والصورة المتحركة، والرسوم البيانية ثنائية الأبعاد وثلاثيتها.

(4) إن الإعلام الجديد جاء بتطبيق غير مسبوق، وحقق نموذج الاتصال الجمعي بين كل الناس ليقوموا بنشاطهم كمرسلين ومستقبلين ومنتجين. حيث يتبادل القائم بالاتصال والمتلقي الأدوار، وتكون ممارسة الاتصال ثنائية الاتجاه وتبادلية، وليست في اتجاه أحادي، بل يكون هناك حوار بين الطرفين. ويتيح الإعلام الجديد لكل شخص يمتلك أدوات بسيطة أن يكون ناشراً يرسل رسالته إلى الآخرين.

 (5) التنوع الغزير في المحتوى، مقارنة بالإعلام التقليدي المحصور بأنواع وأنماط محددة من المضامين الإعلامية.

(6) سعة الانتشار، والتحرر من المكان، وعدم الارتباط بمنطقة جغرافية محددة. حيث أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية، تتخطى حواجز الزمان والمكان والرقابة .

(7) يسهل على المتلقي تخزين وحفظ الرسائل الاتصالية واسترجاعها، كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة ذاتها(4).

 

 

أهداف الإعلام الجديد:

لقد وضعت النظم السياسية المختلفة في العالم سياسات إعلامية متنوعة تنسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها، إدراكاً منها لأهمية الإعلام، وما يؤدي من وظائف كبيرة وخطيرة في المجتمع. وأهم هذه السياسات:

(1) التواصل مع مجتمعات افتراضية، وذلك من خلال التنوع في المواضيع التي تفيد العضو في التدريب والتعليم.

(2) متابعة أخبار الشخصيات المشهورة في كافة المجالات؛ كالشخصيات السياسية والاقتصادية والفنية والعاملين في المجالات الاجتماعية والدينية. فمن خلال الفيسبوك يمكن التعرف على الأخبار والأفكار والخواطر ووجهات النظر حول مختلف القضايا والأحداث.

(3) إتاحة الفرصة للصداقة والتواصل بين الأعضاء المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي.

(4) خدمة الشركات وأصحاب الأعمال في ترويج منتجاتها عن طريق الإعلانات. وتساهم مواقع الفيسبوك بشكل كبير في التسويق والترويج للمنتجات.

 

وسائل الإعلام الجديد:

كثيرة هي وسائل الإعلام الجديد التي ظهرت على الساحة الإعلامية، واستطاعت أن تؤثر بشكل فاعل في المشهد العالمي برمته بعيداً حتى عن الجانب التخصصـي في مجال معين، وذلك لحداثة هذه الوسائل، ولقوة الإقبال الكبير عليها من خلال الإمكانيات والجهود والوسائل التي توفرها. نظراً لأن "الناس تميل إلى التطلع إلى وسائل الإعلام طلباً للمعلومات والتوجيه والعون المعنوي وكلمات التشجيع والقصص الخبرية، التي تشبع الأفكار المتعلقة بالتسامح والتفهم والحب والسلام والتي تولد الأمل"(5).

لقد أتاحت التقنية الحديثة للإعلاميين تحقيق طموحاتهم في تحويل العالم الواسع إلى قرية صغيرة، من خلال تناول المعلومة في سرعة قياسية، دون اكتراث بالحواجز الجغرافية والثقافية. ونشأت الصحافة الإلكترونية في منتصف التسعينيات من القرن المنصرم، وشكلت ظاهرة إعلامية جديدة مرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فأصبح المشهد الإعلامي أقرب ما يكون ملكاً للجميع، وفي متناول الجميع، وأكثر انتشاراً وسرعة في الوصول إلى أكبر عدد من القراء، وبأقل التكاليف. بذلك تكون الصحافة الإلكترونية قد فتحت آفاقاً عديدة، وأصبحت أسهل وأقرب لمتناول الجميع. ورغم ذلك، فإن وسائل الإعلام المطبوعة أكثر وسائل الإعلام استخداماً في نطاق الإعلام العربي والإسلامي المشترك، على الرغم من قلّتها النسبية. وتمتاز المواد المطبوعة عامة بقدرتها على نقل المعلومات كاملة في الزمان والمكان المناسبين، وهي الوحيدة من بين وسائل الاتصال التي تسمح للقارىء بالسيطرة على ظروف التعرض للرسالة الإعلامية، وقراءتها أكثر من مرة، والاحتفاظ بها إن أراد(6).

لذا، فإن لوسائل الإعلام - بشكل عام - دوراً كبيراً في تكوين الإنسان وتوجيه ميوله وتنمية مواهبه، وتبرز واضحة قوة التأثير المباشرة وغير المباشرة الذي تمارسه هذه الوسائل على المجتمع. ولقد خدمت مواقع التواصل الاجتماعي الإعلام، بشكل كبير، حتى صارت شكلاً من أشكاله الجديدة، من خلال كونها:

(1) وسيلة سريعة لنقل الأخبار والأحداث.

(2) تدعم انتشار الإعلام الرقمي.

(3) أدت إلى ظهور صحافة المواطن.

(4) الدعاية والإعلان.

  ولقد أصبح عدد وسائل الإعلام من الكثرة بحيث يكاد يستعصي على الحصر، ووسائل الإعلام لا تزال في ازدياد وتنوع، ونمو وتضخم، كمياً ونوعياً، يوماً بعد يوم. ومن هذه الوسائل على سبيل المثال:

 (1) التلفزيون والقنوات الفضائية، عبر البث الأرضي والأقمار الصناعية والانترنت.

(2)المحطات الإذاعية، الأرضية والفضائية والرقمية.

(3) الصحف والمجلات، الشاملة والمتخصصة، المحلية والعالمية.

(4) مواقع الانترنت، الشخصية والحكومية والتجارية.

(5) المنتديات والمدونات والصحف الإلكترونية.

(6) مواقع الشبكات والتواصل الاجتماعي والشخصي والمجموعات البريدية.

(7) مواقع الإعلام الاجتماعي، والمحتوى المنتج بواسطة المستخدمين.

(8)الإعلام المتنقل بالهاتف الجوال، المتصل بالأقمار الصناعية، أو الشبكات اللاسلكية.

 

أخلاقيات الإعلام الجديد:

مع ظهور الإعلام الشبكي المرتكز على الإنترنت كوسيلة تواصل، ودخول الكثير من الإعلاميين فيه؛ سواءً متخصصين أو غير متخصصين، نشأت عدة ظواهر، نذكر منها:

(1) كسر احتكار المؤسسات الإعلامية الكبرى.

(2) ظهور فئة من الفاعلين (الإعلاميين) الجدد، من غير المتخصصين في الإعلام، إلا أنهم أصبحوا محترفين في استخدام تطبيقات الإعلام الجديد، بما يتفوقون فيه على أهل الاختصاص الأصليين.

 (3) ظهرت منابر جديدة للحوار، فقد أصبح باستطاعة أي فرد في المجتمع أن يرسل ويستقبل ويتفاعل ويعقّب ويستفسر ويعلّق بكل حرية، وبسرعة فائقة. وبذلك ظهر ما يسمى بإعلام المواطن، وإعلام الجمهور إلى الجمهور، وظهرت مضامين ثقافية وإعلامية جديدة.

ويجمع المتخصصون بوسائل الاتصال الجماهيرية على أن لكل مهنة في المجتمع أخلاقيات وسلوكيات تعبر في مضمونها عن "العلاقات بين ممارسيها من ناحية، والعلاقات بينهم وبين عملائهم، من ناحية ثانية، وبينهم وبين المجتمع الذي ينتمون إليه، من ناحية ثالثة. وهذه الأخلاقيات والسلوكيات قد تكون متعارفاً عليها، وقد تكون مبادئ ومعايير يضعها التنظيم المهني للمهنة"(7).

فالأخلاقية المهنية عبارة عن قواعد موضوعة، تعبّر عن السلوك المهني المطلوب من القائمين بوسائل الاتصال الجماهيرية الالتزام به. وتبقى هذه الأخلاقيات عديمة الفائدة ما لم تترجم إلى واقع عملي ملموس خلال الممارسة المهنية للصحفيين، أو تأدية الواجبات المناطة بهم؛ مثل إجراء المقابلات الصحفية، أو تغطية المندوبين للمؤتمرات الصحفية، وإعداد الرسائل الإخبارية. وفي هذا الجانب يقول د. حسن عماد مكاوي: "إن اخلاقيات الممارسة المهنية تأتي عن طريق حق التعبير والكلام، وحق طباعة الأخبار ونشرها.. وتصبح عديمة الجدوى بدون حق الحصول على المعلومات"(8).

ويرى محمد سيد فهمي أساساً أخلاقياً قيمياً للممارسة الصحفية والإعلامية، تعبّر عن "وجود معايير سلوكية وقواعد أخلاقية تنبع من قواعد المهنة ذاتها. ومن متطلبات نجاح العمل المهني: التزام الممارس بهذا النظام الأخلاقي أو الدستور المهني المتفق عليه صراحةً"(9).

وتؤدي مهمة الإعلام، بشكل عام، والصحافة بشكل خاص، خدمة اجتماعية كبيرة، لكونها تتضمن شروطاً وخصائص عدة اتفق عليها عدد من العلماء والدارسين المتخصصين، وهي:

(1) للمهنة أهداف مجتمعية، أي بمعنى أنها تقوم من أجل إشباع أو مواجهة احتياج مجتمعي، وتستمد شرعية وجودها من إحساس الناس بضرورة القيام بنشاط معين من شأنه أن يشبع لهم احتياجاتهم.

(2) تستند المهنة إلى أسلوب علمي، ومواكبة التقدم العلمي.

(3) للمهنة قاعدة معرفية تستند إلى العلم، أي قاعدة من المعرفة العلمية والنظريات والقوانين والمبادئ العلمية، لفهم المشكلة وتحديد الحل المناسب لها.

(4) يمارس العمل المهني متخصصون مهنيون، وتعني أنه في ممارسة المهنة يقع العمل الأساسي على عاتق أفراد وهيئات متخصصة، لها من الصلاحيات والكفاءة والقدرة العلمية ما يمكنها من فهم المشكلة والتعامل معها.

(5) وجود أساس أخلاقي قيمي للممارسة؛ كالمواثيق والقواعد الأخلاقية والسلوكية المتفق عليها.

(6) اعتراف المجتمع بالمهنة، وتحمله لمسؤولياته تجاه الأفراد والجماعات والنظم في المجتمع، الأمر الذي يضفي شرعية على وجودها وممارستها(10).

وكذلك يشترك العاملون في الصحافة بأخلاقيات متعارف عليها في جميع أنحاء العالم، وتدعمها دساتير أخلاقية تضعها التنظيمات المهنية في كل مجتمع. ولعل من الأمور المهمة التي تتعلق بقضية الأخلاقيات المهنية هو ارتباطها بالمجال التربوي، ويتضح هذا الارتباط من خلال الدور التربوي الذي يمارسه الإعلام، كونه جزءاً من وظائفه العامة والشاملة، التي تتبين من خلال الآتي:

 (1) يمارس الاتصال الجماهيري، ومنها الصحافة، من خلال مؤسسات اجتماعية تربوية، ومن ثم فإن لهذه المؤسسات دوراً تربوياً مثل (الإعلام التربوي).

(2) تمثل الأخلاقيات، بصفة عامة، أحد الأبعاد المهمة في مفهوم التربية.

(3)ومن ثم، فإن الأخلاقيات المهنية، وقضاياها، تدخل في اختصاص المجال التربوي الذي يستهدف غرس الأخلاقيات السليمة في المجتمع، واستكمال هذا الهدف بترجمة الأخلاق إلى سلوكيات تمارس في الحياة.

(4) تحديد مدى خطورة المهنة الصحفية. ويمكن تأشيرها ببعدين أساسين، هما:

(أ) خطورة المهنة على من يمارس الصحافة من الصحفيين أولاً، كونها تتطلب القيام بمهام كبيرة وخطيرة، قد يدفع الصحفي حياته من أجلها.

(ب) ما تشكله الصحافة من خطورة على المجتمع، عند ابتعاد من يمارسها عن أخلاقيات المهنة الصحفية، وللواجبات المهمة والكبيرة المناطة بها. لذا يتطلب لمن يزاولها صفات خاصة وكثيرة(11).

إن الإعلام يعتبر من أهم أدوات الأمة، داخليّاً وخارجيّاً، ويعكس بالضرورة حقيقة الأوضاع السياسية والفكرية، ويقود الرأي العام في الداخل نحو التماسك الاجتماعي، مما يتطلب ضرورة الوصول إلى برنامج عام متميز يحقق إبراز رموز الأمة وحَمَلة الفكر فيها، مع افتراض درجة عالية من النقاء والوضوح. وتظهر الأهمية أكثر عندما يكون للأمة فكر وعقيدة تسعى لنشرها وحمايتها عن إيمان وصدق ويقين.

 

الإعلام الغربي وتأثيره على مجتمعاتنا:

لقد شكل ظهور الإعلام الإلكتروني، وانتشار الإعلام الفضائي، تحولاً هاماً على مستوى تأثير الإعلام على الرأي العام، وحركة الجماهير، وأدى إلى تجاوز الحدود السياسية، وقيود الدولة المركزية، ومحدودية التكاليف، وإلى ظهور أدوات إعلامية قادرة على تشكيل رأي عام يتجاوز البقعة الجغرافية، واختلاف الثقافات، وتتوفر لديه إمكانية الخطاب بعدة لغات، وقد ساهم ذلك إلى حد كبير في نشوء الحركات الشعبية العابرة للحدود.

إن محاولة تأهيل جيل إعلامي متخصص في فنون الإعلام وتقنياته كان عن طريق توجيه هذا الجيل نحو المؤسسات الإعلامية في بلاد الغرب، فعادوا يحملون تقنية الغرب، بل وفكر الغرب، فنشأ جيل إعلامي يفكر بعقل الغرب، الذي ينكر القسم الأكبر منه القيم الدينية والأخلاقية. ومن أجل ذلك أصبح العالم الإسلامي والعربي، في معظمه، عالة على الإعلام الغربي، مستورداً لبرامجه وفنونه، بل وأفكاره ونظرياته.

ولما كان الإعلام الغربي الموجه للدول العربية والإسلامية صادراً عن مصادر أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن القيم الأخلاقية والمثل العليا، إن لم تكن معادية تماماً لها؛ فقد أدركت الدول العربية والإسلامية خطورة هذا الإعلام الموجه للتشكيك في الدين والأخلاق، فبدأوا بالتصدي لهذا الإعلام الغربي المنحرف السلبي، بما من شأنه التقليل من تعرض المواطنين والأسر والأطفال لمخاطر هذا الإعلام الغربي، والتشجيع على ما يقدمه الإعلام الغربي الموافق للفطرة الإنسانية السليمة، بعيداً عن الانحرافات والإباحية.

وقد استخدمت وسائل إعلامية غربية مؤثرة لنقل الكذب والحقد على الإسلام والعرب في العالم الغربي؛ ومن ذلك استخدام الأفلام السينمائية التي تؤثر على قناعات عامة الشعوب الغربية.

وليس صحيحاً ما يردده البعض بأن الحيادية هي أساس عمل وسائل الإعلام، فكل إعلام في هذا العالم هو بالضرورة إعلام منتمي؛ إما لثقافة، أو وطن، أو مصلحة تجارية، أو وجاهة شخصية، أو مزيج من الانتماءات، وهناك من يتحكم فيه ويقوم بتوجيهه.

إن عدم اهتمام الكثير من الفضائيات العربية والإسلامية بالتقدم الحاصل في مجال التقنيات العلمية والهندسية والمهنية المتحققة في إطار العمل الإعلامي الفضائي، وتقوقع بعضها ضمن صيغ العمل القديم، أدى إلى فقدانها لجاذبيتها لدى المشاهد.

لذا نرى الكثير من الفضائيات العربية والإسلامية اليوم تهتم بتهميش فكر المشاهد وذوقه، وذلك بمتابعة قضايا ليست ذات أهمية في حياته اليومية، ويأتي ذلك على حساب ترك القضايا المصيرية الكبرى التي تعيشها الأمة؛ متمثلة في التحدي المعادي لحضارتها وقيمها، بل واستهدافها المعلن؛ فكريا وعسكرياً.

والإعلام الغربي يتحدث دائماً عن الإنسان الغربي على أنه متحضر لا يفرق بين الناس على أساس ديني.. فهناك أساطير صنعها الإعلام الغربي تتهاوى بفعل الخداع الإسرائيلي والدعم الأمريكي.

وفي عصرنا الحاضر تطورت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على وفق تقنيات عالية، بما أكسبها قدرة ملموسة على الاستقطاب والتأثير والتوجيه، حيث وجدت من الحضارة الغربية عناية بالغة، وقام الغرب بتطويرها لدعم المفاهيم والأفكار التي يؤمن بها، مما جعل الإعلام أسيراً للإبداع الأوروبي بما توفرت لوسائله من أسباب التقدم التقني والتجديد والإبداع، ليكون سلاحاً خطيراً يتعدى دوره الترويحي والإخباري، ليعمل على تبديل المفاهيم وصناعة الاتجاهات، حاملاً لقيم ومفاهيم تحكم قواعد التلقي والتثقيف بصورة تحقق التأثير المطلوب، ليس في المجتمع الغربي فقط، بل في كافة المجتمعات والدول.

ولما كان الإعلام واحداً من أهم قضايا الفكر، وناتجاً أساساً لقيم الحضارة المتجددة؛ فقد سقط بدوره أمام الزحف الغربي الذي يقود ثورة هائلة في عالم الاتصال، فأصبح إعلاماً تابعاً معتمداً في أدائه لوظائفه على الخارج.. وهذه التبعية تبدأ من استيراده الآلات والتقنيات، وتنتهي باستيراد البرامج والمواد الإعلامية المعلبة. وأصبحت الدول العربية والإسلامية تعيش في ظل الثقافة الغربية، بفضل ما تبثه أجهزة الإعلام التي لم تجد المقاومة الفاعلة من الشخصية الذاتية للمجتمع العربي والإسلامي، والتي كانت وليدة لا تمتلك مصادر التجديد والابتكار؛ مما جعلها مقلدة أكثر من كونها مجددة مبدعة. ومما ساعد على ذلك التأثي؛ اختلاط البلاد العربية والإسلامية بالمجتمع الغربي، فحمل طلاب البعثات والزائرون من الوسائل الترفيهية والمعنوية والفكرية من بلاد الغرب أكثر مما حملوه من وسائل الصناعة والتقنية، وظلت المنطقة تعيش مستورِدة؛ إما لفقرها المادي، أو لعجزها البشري.

ولعل مما يؤكد سوء النية في التدفق الإعلامي الغربي، ما تقوم به من حملات للنيل من عقيدة الأمة وتاريخها وتراثها عامة، والطعن في معتقداتها، وتشويه سيرة العلماء فيها، حتى أصبح التاريخ الإسلامي في الإعلام الجديد لا يمثل سوى مواقف الثأر والغدر والتبذير، بل العشق والغرام. والعلاقة اليوم تبرز السيطرة التي تعززها قوة الإعلام الغربي وتفوُّقه في عملية الإنتاج والتسويق المتضمنين للبث الثقافي والفكري.

 

مخاطر الإنترنت والإباحية:

كما أن للإعلام الجديد والتقنية الحديثة جوانب إيجابية، فإن له أيضاً سلبيات خطيرة؛ سواء على الجوانب الأخلاقية والفكرية، أو غيرها. وتعد ظاهرة الإدمان على الإنترنت والتقنية، بشكل عام، حالة منتشرة لا بد من الحذر منها. ومن سلبياتها: الترويج  لثقافة الانحراف، والمجون، والجريمة المنظمة، والمخدرات، والإرهاب، والأفكار المدمرة، وفي مقدمة هذه الانحرافات تأتي الإباحية.  فالمواقع الإباحية التي انتشرت بصورة واسعة، واستطاعت أن تجتذب الأعداد الغفيرة من الجمهور، ومن الفئات كافة، وبخاصة الشباب والمراهقين، وكذلك الأطفال. وتعمل هذه المواقع على تقديم مختلف المواد الإباحية، من صور ومقاطع فيديو وغير ذلك، وبأساليب مغرية وجذابة. وتتجلى خطورة هذه المواقع في طبيعة المواد التي تقدمها، ومنافاتها للقيم المجتمعية والأخلاق والآداب العامة. وإن ما نشاهده اليوم من هذا الفيض الهائل من البرامج المسموعة والمقروءة والمرئية، والتي تحملها أجهزة متطورة يوماً بعد يوم، لدليلٌ واضح على خطورة الإعلام وأهميته بالنسبة لأي جماعة أو دولة تتطلّع للسيادة والانتشار.

لقد أصبحت المواد الإباحية كالنار تحت الرماد، ولديها القدرة على الوصول لكل فرد منا، بعيدة عن أي رقابة منع، أو حتى تقييد أو تحديد، وأصبح جمهورها يمتد من الأطفال حتى المسنين، رجالاً ونساءً، وانتشرت في مجتمعات العالم أجمع، كمرض صامت خطير(12).

وبالرغم من الحجب والترشيح، والتوعية بمخاطر الإباحية في الانترنت وغيرها، فإن التعرض للمواد الإباحية يبقى دائماً هو قرار الفرد بذاته واختياره الشخصي، حيث أصبح أي فرد يستطيع التحايل للوصول إليها، ومشاهدتها في سرية تامة، ودون أن يعلم عنه أحد، ويستطيع أن يشاهد هذه المواد في الكمبيوتر، أو في الهاتف المتنقل، أو حتى في ألعاب الفيديو..إلخ. لذلك، فإن قرار البعد عن التلوث العقلي والأخلاقي بهذه المواد هو قرار الشخص الذي يمتلك الإرادة الإنسانية، ويتميز بالرقابة الذاتية(13).

 

مواقع التواصل الاجتماعي:

ونشير هنا إلى ثلاثة مواقع تعد الأكثر انتشاراً في الوقت الحاضر، وهي مواقع رقمية تتيح للمشتركين بها إنشاء صفحات خاصة بهم، يشتركون ويتواصلون من خلالها مع أشخاص آخرين بمواد متنوعة؛ نصية وسمعية ومرئية، وهي:

(1)الفيسبوك: عبارة عن شبكة اجتماعية يمكن الدخول إليها مجاناً عبر الإنترنت، وهي خاصة بالتواصل الاجتماعي، حيث يتمكّن المُستخدِم من خلالها من التواصل والتفاعل مع الأصدقاء، والعائلة، والزملاء، أو أيّ مُستخدِم آخر للموقع، حيث يسمح هذا الموقع للمُستخدِمين بإنشاء ملفات شخصية، تُحمّل من خلالها الصور ومقاطع الفيديو وتُشارك عبر الموقع، وإرسال الرسائل واستقبالها.

 (2) تويتر: هو موقع شبكات اجتماعية يقدم خدمة تدوين مصغر، والتي تسمح بإرسال تحديثات عن حالة الشخص المستخدم، بحيث لا تتعدى (147) حرفاً للرسالة الواحدة، ورغم صغر حجم المادة المكتوبة فيه، إلا أن تأثيرها كبير، بسبب الأعداد الهائلة من المشتركين في الموقع والمتواصلين معه، بحيث بات قادراً أن يؤثر على مستوى الدول وليس الأفراد، فحسب.

(3) اليوتيوب: تمّ تأسيس هذا الموقع في شهر شباط/فبراير عام 2005م. وهو عبارة عن موقع إلكتروني يُمكن استخدامه بشكل مجاني، يتمّ من خلاله السماح بمشاهدة مقاطع الفيديو التي يتمّ نشرها من قِبل المُستخدِمين لهذا الموقع، بالإضافة إلى إمكانية تحميل المُستخدِمين أنفسهم لمقاطع فيديو خاصة بهم.

وفي الوقت الحاضر نرى بأن مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في تنمية المجتمع بمقدار ما لذلك المجتمع من قابلية للاستجابة وتجاوز النمط التقليدي. ويمكن تحديد الدور الذي تلعبه هذه  المواقع في تنمية المجتمع بالاتجاه الإيجابي ، وكالآتي:

(1) الدعوة إلى احترام حقوق الأفراد، رغم التجاوزات التي تحصل في أحيان كثيرة.

(2) دعم الثقافة على المستويات الثلاث؛ المحلي والإسلامي والعالمي؛ بمختلف أنواعها وصنوفها.

(3) الإسهام في مشاركة قاعدة عريضة من المواطنين، بما يتيح لهم من صفة النشاط الإيجابي.

(4) الربط بين أعضاء الجماعة، وتشجيع النقاش بينهم، وإيجاد الحلول للمشاكل العامة والخاصة.

(5) تقديم أطروحات تحطم الممنوعات، وتتجاوز فيها المحظورات.

(6) تعزيز الشفافية، ومنع الهروب من المسؤولية.

(7) فرض العمل بإطار المعايير العامة، ومحاسبة الخارجين عنها.

(8) التعامل مع الشائعات، واحتواء تأثيرها، وينبغي التعامل معها من عدة مستويات لغرض تحجيمها والتقليل من أضرارها وتدارك تداعياتها.

وتؤكد د.إجلال خليفة ضرورة مراعاة الأخلاق العامة عند صياغة الخبر أو جمعه، وتعدّه "من أهم العناصر التي لا بد وأن تتوافر في الأخبار، وفي كل ما ينشر أو يذاع في الصحافة بأنواعها، لأن هذا العنصر مرتبط بالحضارة الثقافية التي تسود المجتمع، وبما يؤمن به الشعب من عادات وقيم أخلاقية وعرف وذوق ثقافي عام"(14). 

وتتأثر أخلاقيات المهنة الصحفية أساساً بالسياسة الإعلامية السائدة في البيئة التي يعمل فيها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية المختلفة، والتي تتحدد بموجبها الأطر العامة لأخلاقياتها. وتختلف هذه السياسات من دولة لأخرى بحسب طبيعة الأنظمة الحاكمة والمجتمعات فيها. وبصورة عامة، فإن قوانين المطبوعات والنشر تعمل على "تنظيم المهنة الإعلامية من خلال مجموعة من الضوابط، والتي تعتمد على تكريس مجموعة من المحظورات التي يجب أن تلتزم بها المؤسسات الإعلامية، كما تحاول النقابات والروابط المهنية الإعلامية وضع بعض الضوابط والمواثيق التي تسعى إلى ضبط المهنة وتأكيد مسؤولياتها الاجتماعية، وتلعب النقابات الصحفية دوراً هاماً في هذا المجال"(15).

أما الأخلاقيات المهنية، فإن مواثيق الشرف، أو مواثيق الأخلاق المهنية، تعد مكملة للحقوق والضمانات المكفولة، إذ تعكس وتحدد الحقوق والضمانات التي يتعين توفيرها للمجتمع، أو للبيئة التي تمارس فيها العملية الاتصالية ذاتها، في مواجهة القائمين بالاتصال. ومن ثم تبلور هذه المواثيق المسؤوليات الاجتماعية والأخلاقية لرجال الإعلام حيال المجتمع الذي يعملون فيه، وحيال المجتمع العربي والإسلامي ككل، وحيال المجتمع الدولي ذاته، وتبنى على أساس أن الإعلام وإن كان حقاً للفرد، فهو أيضاً حق للمجتمع، وينبغي حماية حق المجتمع في الوقت الذي تحمي فيه حقوق الأفراد. وعلى ذلك، فكلما نضج النظام الاتصالي والإعلامي، ارتفع المستوى المهني للعاملين فيه، وتزايدت الحاجة إلى تحديد هذه القواعد والالتزامات الاجتماعية لرجال الإعلام(16).

 ويعدّ المجتمع من مصادر أخلاقيات المهنة المهمة أيضاً، لأنه المنبع الرئيس الذي يستمد الصحفي أخلاقياته المهنية منه. ولكي تكون رسالته الصحفية الموجهة إلى الجمهور مؤثرة، لا بد له من أن يعبر عن نبض الجماهير وإحساسها ومشاكلها وهمومها، والتطلع دوماً إلى عرض رسالته بموضوعية وشفافية، واضعاً الحلول المقترحة، وموجهاً ومعلماً وهادياً بمختلف القضاياً التي تهم المجتمع، ذلك لأن "الناس تميل إلى التطلع إلى وسائل الإعلام طلباً للمعلومات والتوجيه والعون المعنوي، وكلمات التشجيع والقصص الخبرية التي تشبع الأفكار المتعلقة بالتسامح والتفهم والحب والسلام والتي تولد الأمل"(17).

 

التوصيات:

(1) الإسهام في مجال الترجمة للمواقع والصفحات الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى العديد من لغات العالم المختلفة.

(2) إشاعة ثقافة السلم والأمن المجتمعي في مصادر التلقي وموارد المعرفة، وايجاد منظومة إعلامية هادفة لتأصيل هذه الثقافة وإشاعتها. والتأكيد على ضرورة تبني الدولة، والمؤسسات الإعلامية والأكاديمية، لعمليات التخطيط لإنتاج مضامين إعلامية مدروسة تسهم في تفعيل دور الشباب في تحقيق الأمن المجتمعي، في جميع أشكاله، وتأمين نشره وبثه.

(3) تواصل الاهتمام ببرامج الشباب التوجيهية، وإيجاد بدائل مشوقة ومناسبة لبرامج الأطفال، تربطهم بتاريخهم وتراثهم الأصيل.

(4) توجيه الإعلام توجيهاً صحيحاً في بلداننا، لأن الإعلام بدون مسؤولية تربوية وأخلاقية واجتماعية يصبح معول هدم.

(5) حث القائمين على وسائل الإعلام المختلفة على الالتزام بالقيم الأخلاقية والمثل العليا.

(6) تفعيل الرقابة الإعلامية، للحفاظ على قيم وعادات وتقاليد وعقائد المجتمع .

(7) الاهتمام بالرسائل المستترة في المواد الإعلامية، من خلال إنتاج أعمال إعلامية بديلة تحمل تأثيرات خفية تستند إلى فكرنا التربوي، وقيمنا الاجتماعية، على أن تكون بالمستوى نفسه من القوة والقدرة على الانتشار.

(8) الدعم المادي والعلمي والمعنوي لإنتاج البرامج التعليمية الجادة لجميع أفراد المجتمع وشرائحه؛ من الأطفال والشباب والنساء.

(9) دعوة وسائل الإعلام إلى المشاركة الجادة في تنمية الوعي بالأمن المجتمعي، وكشف أبعاد الثورة التكنولوجية للإعلام والمعلومات، وطبيعة انعكاساتها على المجتمع.

 

 

الهوامش

(1) فن الخبر، محمود أدهم،  ط2، دار الشعب، القاهرة، 1987، ص493.

(2) الإعلام الجديد.. الإعلام البديل "تكنولوجيات جديدة في عصر ما بعد التفاعلية، حسنين شفيق، حسنين شفيق،  دار فكر وفن للطباعة والنشر والتوزيع، 2010، ص21.

(3) الإعلام الجديد: المفاهيم والوسائل والتطبيقات، عباس مصطفى صادق، دار الشروق للنشر والتوزيع، بيروت، 2008، ص34.

(4) مقاربة ابستيمولوجية لمفهوم الإعلام الجديد ودينامياته، ناجح مخلوف، المؤتمر الدولي الحادي عشر: التعلم في عصر التكنولوجيا الرقمية، مركز جيل للبحث العلمي، طرابلس- لبنان، 2016، ص219، والتربية الإعلامية: كيف نتعامل مع الإعلام، فهد عبدالرحمن الشميمري، الرياض، 2010، ص183.

(5) دليل الصحفي في العالم الثالث، ألبرت ل. هستر، ترجمة :كمال عبد الرؤوف، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة ، 1998، ص154.

(5) الأسس العلمية لنظريات الاتصال، جيهان أحمد الرشتي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1978، ص366.

(6) الإطار التربوي لقضية الأخلاقيات المهنية في وسائل الاتصال الجماهيرية، محمد محمد البادي، المجلة المصرية لبحوث الإعلام، جامعة القاهرة، العدد الأول، القاهرة، 1997، ص208 .

(7) أخلاقيات العمل الإعلامي، دراسة مقارنة، حسن عماد مكاوي، الدار المصرية اللبنانية، 1994، ص172.

(8) الإعلام من المنظور الاجتماعي، محمد سيد فهمي،  دار المعارف، الأسكندرية، 1984، ص82.

(9)المصدر نفسه، ص82.

(10) الإطار التربوي لقضية الأخلاقيات المهنية في وسائل الاتصال الجماهيرية، مصدر سابق، ص218.

(11) التربية الإعلامية، مصدر سابق، 252.

(12) التربية الإعلامية، مصدر سابق، ص259.

(13) علم التحرير الصحفي وتطبيقاته العلمية في وسائل الاتصال بالجماهير، ج/1، إجلال خليفة، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1980، ص71.

(14)الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، صالح خليل أبو أصبح ، دار آرام للدراسات والتوزيع والنشر، عمان، 1995، ص265.

(15) الاتصال والإعلام في الوطن العربي، راسم محمد الجمال، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،1991، ص65.

(16) دليل الصحفي في العالم الثالث، مصدر سابق، ص154.

هناك تعليقان (2):

  1. المتألق الدكتور حازم المحترم جزاك الله خير على كل ما تقدمه مواضيع في قمة الروعه لطالما كانت مواضيعك متميزة دمت لنا ودام تالقك الدائم

    ردحذف
  2. عرفنا الاستاذ حازم مثقف موسوعي

    ردحذف