03‏/10‏/2019

لفظة (الأنفال) بين مفهومها اللغوي القديم والحديث.. دراسة لسانية*


د.فاتح سه‌نگاوی
جامعة التنمية البشرية - السليمانية
  توطئة:
باعتبار أن دراستنا هذه لسانية، واللسانيات - بصورة عامة - علم تجريبي، يصف المستوى الظاهراتي للغة، بدراسة عناصرها المفردة، وجمعها، وتبويبها في أصناف، وتنظيم ما بينها من علاقات، بوساطة قواعد موضوعة وفق أسس معيارية([1])، وبما أن الدراسة تنحصر في (التطوّر الدلالي) ضمن الدراسات (الدلالية واللسانية)، فمن المستحسن الإشارة إلى التطوّر الدلالي، وأعراضه، قبل الدخول في دراسة مفردة (الأنفال)، لغة واصطلاحاً، وتتبع ذلك في المصادر الأولية في ذلك. والدراسات اللسانية - أيضاً - لا تبعد كثيراً عن الدراسات الإنسانية، وعلم الإنسان خصوصاً، ولهذا فإن هذا البحث يتناول قضايا مرّ بها الشعب الكوردي؛ مرتبطة بعمليات الأنفال، وكذلك يتناول
هذا المصطلح في الرؤية القرآنية الشرعية، لارتباطها الوثيق ببحثنا.
إن المفردات اللغوية تختلف استعمالاً على وفق اختلاف البيئات الطبيعية والاجتماعية، وما النشاط في الحركة المعجمية العربية عموماً، والوفرة في المعاجم العربية المتخصصة، إلا دليل على هذا الغنى والتنوع، و"اللغة العربية ليست بدعاً من بين اللغات، فكثير من دلالات ألفاظها أصابه التطوّر، وتوسع في معانيه، ليعبّر عن معان جديدة لم يألفها العرب من قبل"([2]).
والبحث يتكوّن من توطئة وثلاثة مباحث ونتائج البحث، المبحث الأوّل يخصّ التطوّر الدلالي ومظاهره، والمبحث الثاني خصّص لدلالة لفظة (الأنفال) بين اللغة والاصطلاح وعمليات الأنفال، والمبحث الأخير - وهو الأهمّ من حيث النتيجة- فقد خصّص لمتابعة التطوّر الدلالي والجانب اللساني، وهو بعنوان:  لفظة (الأنفال) بين الرقيّ والانحطاط، ثمّ ختم البحث بنتائج.
المبحث الأوّل: التطوّر الدلالي ومظاهره
         التطوّر الدلالي هو أحد جوانب التطوّر اللغوي العام،  وميدانه تغيير الألفاظ لمعانيها ودلالاتها، ويمكن تعريفه بـ"التطوّر الذي يعتور الألفاظ والتراكيب عبر تاريخها الطويل، يؤدّي بالنتيجة إلى خلع دلالاتها القديمة، وإضفاء دلالات جديدة عليها... ويحدث نتيجة تغيّر المعنى من حال إلى آخر يختلف عن الأوّل، ويبحث في أسباب ذلك التغيّر ومظاهره ونتائجه([3])، أو"هو تغيير الألفاظ لمعانيها"([4]).
ونظراً للتطوّر الذي يحصل على اللغة، يشبّه العلماء اللغة الإنسانية بالكائن الحي، لأنها تحيا على ألسنة المتكلّمين بها، وهم من الأحياء، وهي لذلك تتطوّر وتتغيّر بفعل الزمن، مثلما يتطوّر الكائن الحي ويتغيّر، وهي تخضع لما يخضع لـه الكائن الحي؛ في نشأته ونموه وتطوّره([5]).
عوامل وأسباب للتطوّر الدلالي
التطوّر الدلالي الذي يطرأ على بنية اللغة، والعوامل التي تؤدّي إليه، كثيرة ومختلفة؛ فمنها عوامل مقصودة متعمّدة، كقيام المجامع اللغوية، والهيئات العلمية، والمهرة من أصحاب الخبرة، بوضع مصطلحات جديدة للحاجة، وخلع دلالات على الألفاظ التي تتطلّبها الحياة المتبدلّة؛ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. أمّا العوامل الأخرى، غير المقصودة، ولا الشعورية، التي تتمّ بلا تعمّد أو قصد، وتسير ببطء وتدرّج في أغلب الأحوال، فكثيراً ما تحدث من تلقاء نفسها، وإلى حد ما جبرية الظواهر، فهي التي حظيت بالاهتمام والدراسة، ولا يحدث هذا إلا إذا توّفرت عوامل موضوعية، وأخرى ذاتية، تدفع العناصر اللغوية إلى تغيير دلالاتها.
وقد تحدّث علماء الدلالة عن عدّة عوامل للتطوّر الدلالي، منها الاجتماعية والثقافية، ومنها النفسية، واللغوية، وغيرها من العوامل التي تتحكّم في التطوّر الدلالي([6]). وقد ردّ الدكتور إبراهيم أنيس، في كتابه (دلالة الألفاظ)، أسباب التطوّر الدلالي إلى عاملي (الاستعمال) و(الحاجة): وضمّ فيه مجموعة من المسوّغات الداعية إلى التغيير أو التجاوز ومن ثم التطوّر، من مثل: سـوء الفهم، و بِلى الألفاظ، والابتذال. . .  و(الحاجة): وما تمليه أمور التطوّر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي([7]).

مظاهر التطوّر الدلالي
بمتابعة ما كُتب عن التطوّر الدلالي يظهر أن أغلب الدارسين يحصرونه في خمسة مظاهر هي: تخصيص الدلالة، تعميم الدلالة، انتقال الدلالة، انحطاط الدلالة، رقيّ الدلالة([8]). ويمكن حصر تلك المظاهر في تقسيم ثلاثي، وانضواء انحطاط الدلالة، ورقيّ الدلالة، ضمن انتقال الدلالة، أو في تغيير مجال استعمالها([9]).
   أ - تخصيص الدلالة:
يعدّ تخصيص الدلالة، أو ما يسمّى أيضاً بتضييق المعنى أو تقييده، اتّجاهاً عكس تعميم الدلالة. ويمكن تعريف تخصيص الدلالة اختصاراً - كما يقول أحمد مختار- بـ"تحويل الدلالة من المعنى الكلي، إلى المعنى الجزئي، أو تضييق مجال استعمالها. وعرّفه بعضهم بأنه تحديد معاني الكلمات، وتقليلها"([10]). أو "حصر المعنى الدلالي للكلمة في دائرة معيّنة، بحيث لا يتعدّاها ([11]).
وكثرة الاستخدام العام في بعض ما يدلّ عليه، يزيل - مع تقادم العهد - عموم معناه، ويقصر مدلوله على الحالات التي شاع فيها استعماله. فمن ذلك: جميع المفردات التي كانت عامّة المدلول، ثم شاع استعمالها في الإسلام في معان خاصة، تتعلّق بالعقائد أو الشعائر أو النظم الدينية، كالصلاة والحجّ والزكاة والصوم والوضوء والمؤمن والكافر([12]).
وقد يحدث أن تكون دائرة معنى اللفظ رحبة تشمل أفراداً كثيرين، ولكن سيرورة اللغة مع الحياة أحدثت تضييقاً في مساحة دائرة المعنى. من ذلك: كلمة (الفاكهة)، كانت تعني (الثمار كلّها)، ثم خصّص هذا المعنى، وأصبحت تدلّ على أنواع معيّنة من الثمار. وكلمة (الصحابة)، وهي تعني الصحبة مطلقاً، وقد خصّصت بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. و(التوبة)، ومعناها في اللغة الرجوع، وخصّت بالرجوع عن الذنب. ومثل كلمة (النضار)، الدالّة على الذهب، وهي في الأصل كانت تدلّ على الخالص النقي من كل شيء، ثم حُددت بمادة بعينها، وهي الذهب. وأمثلة التخصّص في العربية كثيرة، منها: (الجهاد) و(الإيمان) و(النفاق) و(الركوع) و(السجود). . .  و(العتاد) و(الذخيرة) وغيرها، بعد أن كانت عامّة([13]).
ب - تعميم الدلالة:      
المقصد المتعيّن من تعميم الدلالة هو أن دائرة دلالة الكلمة قد تتّسع فتشتمل على أشياء جديدة لم تكن مثبتة في دائرة دلالتها، ويمثّل بكلمات مثل: (الشّلل) التي تقتصر على يبس في اليد، ثم اتّسعت لتشمل الجسم كلّه، أو شقّه([14]). أو هو كون معنى اللفظ محصوراً في معنى محدّد، ولكن نتيجة للتطوّر والرقيّ الذي يتعرّض له المجتمع، تفرض الحاجة إلى التوسّع في معناه، ويعطى دلالة جديدة أملتها الظروف المتغيّرة. فكلمة (سيارة) تعني (القافلة)، ولكن توسّع في معناها، وأصبحت الآن تدلّ على وسيلة النقل المعروفة؛ وكذلك كلمة (قطار)، تدلّ على قطار الإبل تشدّ على نسق واحد خلف واحد، وتوسّع في معناها لتدلّ على قطار السكة الحديد.. وغير ذلك كثير([15]).
ويسمّى تعميم الدلالة أيضاً بتوسيع المعنى، أو تعميم الخاص. ويقع توسيع المعنى، أو امتداده، عندما يحدث الانتقال من معنى خاص إلى معنى عام، ويعني أن يصبح عدد ما تشير إليه الكلمة أكثر وأوسع من السابق، مثل: البأس، والورد، والرائد([16]). والبأسُ: الحرب، ثم كَثُر حتى قيل: لا بأسَ عليك، أي: لا خوف عليك.. والرَّائد: طالب الكلأ، وهو الأصل، ثم صار كلُّ طالب حاجة رائداً([17]).
والذي يلاحظ من خلال أمثلة تعميم الدلالة هذه، أن ثمّة علاقة معيّنة بين المعنى القديم والمعنى الجديد للكلمة، أحياناً تكون هذه العلاقة: علاقة مشابهة، أو علاقة مجاورة، أو بعض علاقات المجاز المرسل. ومن هذا التعميم الناتج عن التشبيه: تحويل بعض الأعلام المشهورة إلى صفات، فيقال: (حاتم) للكريم المضياف، و(عرقوب) لمن عرف بإخلاف الوعود. . إلخ([18]).
ج- انتقال الدلالة:
من مظاهر تطوّر الدلالة: انتقالها، وهو أن ينتقل اللفظ من مجال استعمالـه المعروف فيه، إلى مجال آخر([19]):
ويرى مهدي عرار أن المقصد المتعيّن من انتقال الدلالة يفسـَّر باسترفاد ظاهرة الحقول الدلالية؛ فهناك ألفاظ تقترن بالمعنويِّ المجرد، وأخرى بالمادّيِّ المحسوس، ومن ذلك انتقال الدّلالة من مجال دلالّي إلى مجال دلالّي آخر، وانتقالها من مضمار الدّلالة على الحيوانيِّ إلى الآدميّ، ومن المعنوي المجرّد إلى الماديِّ المحسوس، وبالعكس([20]).
يبدو أن الفرق بين مظهر الانتقال، ومظهري التعميم والتخصيص، "هو أن المعنى في هذين المظهرين أوسع أو أضيق من المعنى القديم. أمّا في مظهر الانتقال، فالمعنيان القديم والجديد متساويان"([21]).
ومن مظاهر التطوّر الدلالي التي تتصل بهذا المظهر: انتقاله من الدلالة الحسية إلى الدلالة المجردة، أو العكس، أي انتقالها من المجرّد إلى الحسيّ.
وقبل إنهاء هذه الأسطر، من الأفضل أن يشار إلى انحطاط الدلالة ورقيّها، لأنهما يندرجان ضمن انتقال الدلالة، أو ما يسمّى بنقل المعنى. وقد تناول بعض الكتاب هذين النوعين من التطوّر الدلالي على شكل مستقل([22])، وصنّفها آخرون([23]) تحت انتقال الدلالة.. فالكلمة ضمن التطوّر الدلالي "قد تتردد بين الرقيّ والانحطاط في سلّم الاستعمال الاجتماعي، بل قد تصعد الكلمة الواحدة إلى القمة وتهبط إلى الحضيض في وقت قصير([24]  فيكتفي الباحث بانحطاط الدلالة ورقيّها.
أ - انحطاط الدلالة وانحدارها:
هذا النوع من التطوّر تطوّر نحو الانحدار والانحطاط للفظ، فيصيب تلك الألفاظ نوع من الضعف والانهيار من ناحية الدلالة، وتفقد أثرها الإيجابي في الأذهان، وتفقد مكانتها بين الألفاظ التي ينالها من المجتمع الاحترام والتقدير؛ فهناك ألفاظ تبدأ حياتها بمتانة وقوّة، فبسماعها أحسّ بأنها أقوى ما يعبّر عن تلك الحال، ثم تمرّ الأيام فيشيع استعمالها في مجال أضعف من مجالها الأوّل، وتنهار دلالتها وتضعف، أو تصاب بالخسّة بعد الرفعة، وتفقد الاحترام في المجتمع، ويكون هذا الانحطاط أيضاً لأسباب سياسية واجتماعية ونفسية([25]).
والمثال للانحطاط الدلالي: لفظ (الاحتيال)، الذي لم يكن يحمل أية دلالة سيئة، فقد قيل: إنه مأخوذ من الحركة، لأنَّ العرب تقول: "حال الشخص يحول، إذا تحرّك. ثم أصبح بمعنى: "الحذق، وجودة النظر، والقدرة على دقة التصرّف". ولكن ولكثرة استعمال هذا اللفظ في العبارات التي تتحدّث عن تحصيل الرزق؛ من بيع، أو شراءٍ، أو عملٍ، فيقال: (احتال لطعامه، ولعيشه...)، ونتيجة لما يصاحب ذلك – أحياناً- من غشٍ وغبن، وغير ذلك من الأمور الذميمة، حملت هذه اللفظة - مع تقادم الأيام - ظلالاً من هذه المعاني، فأصبحت كلمات: (الحيلة والاحتيال والمحتال) تفيد الذمّ القبيح"([26]).
وكذلك "كانت دلالة (طول اليد) كناية عن السخاء والكرم، وهي قيمة عليا، لكنها أضحت، وفي لهجات الخطاب العامة، وصفاً للسارق، إذ يقال له: هو طويل اليد"([27]).
ب - رقيّ الدلالة:
الألفاظ - كما سبق - قد تنحط دلالتها، وقد ترقى وتسمو من معنى منحط أو مبتذل ثم يعلو شأنها، حسب العوامل السابقة الذكر... فالقصد من رقيّ الدلالة هو "أن تغدو دلالة الكلمة راقية تستحسن قبول المجتمع؛ فقد تكون في سابق عهدها ممّا يستقبح ذكره، أو ينبو عنه السمع، ثم تمسي عند اللاحق ذات شأن ومكانة، رفعت عنها ما كان يعتريها من ابتذال"([28]).
ومثال ذلك كلمة(الشاطر) التي كانت ذات إيحاءات سلبية، وظلال هامشية مقيتة، لكن حصل على هذا المعنى تغيير نحو الرقي([29]). وقد أطلق اسم أو لقب (قيصـر) على كل حاكم عظيم أو جبّار، لأنه كان اسم علم لأحد أباطرة الرومان (يوليوس قيصر)، وقد اشتق هذا الاسم من فعل لاتيني معناه يقطع أو يشقّ؛ لأن ذلك الإمبراطور قد ولد بعملية شقّ البطن، فأطلق عليه هذا الاسم، ولا زال يقال (عملية قيصـرية) عن عملية الولادة التي تجرى بشقّ البطن([30]).
 وسوف نلقي الضوء على  مفردة (الأنفال)، من هذه الزاوية: (رقيّ الدلالة وانحطاطها).
المبحث الثاني: لفظة الأنفال بين اللغة والاصطلاح وعمليات الأنفال
 -لفظة الأنفال لغة واصطلاحاً
1- الأنفال وعمليات الأنفال:
قبل البدء لا بدّ من تعريف لفظة الأنفال لغة واصطلاحاً: لغةً لمعرفة معانيها في المعاجم، واصطلاحاً باعتبار أن هذه اللفظة استعيرت من مصطلح قرآني، وأطلقت على تلك العمليات المسمّاة بـ(الأنفال)، لأسباب سياسية، ومبرّرات خاصة بالبعث، قد نشير إلى بعضها.

أ‌-       الأنفال لغةً:
يقول الفراهيدي: "النفَل: الغُنْم. والجميع: الأنفال، ونفّلت فلاناً: أعطيته نَفَلاً وغَنماً. والإمام ينفِّل الجُند، إذا جعلَ لهم ما غَنِموا. والنَّافلة: العَطِيَّة يُعطيها تطَّوُّعاً بعد الفريضة؛ من صَدَقَةٍ، أو صلاحٍ، أو عَملِ خيرٍ... والنافلة ولدُ الولد"([31]).
 فأمّا ابن فارس فيشير إلى المعاني نفسها بقوله: "النون والفاء واللام أصلٌ صحيح، يدلُّ على عَطاء وإعطاء. منه النَّافلة: عَطِيَّة التطَّوْعِ من حيثُ لا تَجِب. ومنه نافلة الصَّلاة. والنَّوْفل: الرّجُل الكثيرُ العطاء. ومن الباب: النفَل: الغُنْم. والجمع أنفال، وذلك أن الإمام ينفِّل المحارِبينَ، أي يُعطِيهم ماغَنِموه"([32]).
ويؤكدُّ الجوهري على المعاني السابقة: عطيّة التطوّع من حيثُ لا تجٍبُ، ومنهُ نافلة الصلاة. والنافلة ولدُ الولد... والنَفَلُ بالتحريك: الغنيمةُ([33]).
 ويأتي (الرازي) بالمعاني نفسها، في اختصاره للصحاح([34])، وهذا ما نجده عند الزمخشري([35]).
يقول الراغب الأصفهاني، بعد عرضه لمعنى الأنفال شرعاً: وأصل ذلك من النَفل. أي: الزيادة على الواجب، ويقال له النَافلة. قال تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} (الإسراء/79)، وعلى هذا قوله: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً} (الأنبياء/72)، وهو ولد الولد، ويقال: نفلته كذا، أي: أعطيته نفلاً، ونفله السلطان: أعطاه سَلَبَ قتيله نَفلاً. أي: تفضّلاً وتبرّعاً، والنوفل: الكثير العطاء، وانتفلت من كذا: انتقيت منه([36]).
ويفصِّل صاحب لسان العرب في المعنى، وممّا جاء فيه: "النَفل، بالتحريك: الغنيمة والهبة... ونفلت فلاناً تنفيلاً: أعطيته نَفَلاً وغُنماً... وقال أبو منصور: وجِماعُ معنى النَفل والنَافلة ما كان زيادة على الأصل. وسمّيت الغنائم أنفالاً لأن المسلمين فضِّلوا بها على سائر الأمم الذين لم تحلّ لهم الغنائم. وصلاة التطوّع نافلةٌ، لأنها زيادة أجرٍ لهم على ما كتب لهم من ثواب ما فرض عليهم"([37]).
وقال أيضاً: "والنافلة ولد الولد، وهو من ذلك، لأن الأصل كان الولد، فصار ولد الولد زيادة على الأصل. قال الله عز وجل في قصة إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلةً}، كأنه قال: ويعقوب نافلة، فالنافلة ليعقوب خاصة، لأنه ولد الولد، أي:  وهبنا له زيادة على الفرض له، وذلك أن إسحق وهب له بدعائه، وزيد يعقوب تفضلاً"([38]).
 ولم يخرج الفيروز آبادي في قاموسه، والفيومي في المصباح المنير، عمّا قاله ابن منظور([39]).
بعد عرض كلمة الأنفال، وبعض مشتقاتها في معاجم اللغة، توصّل الباحث إلى أن لهذه الكلمة، وبعض مشتقاتها، معانٍ عديدة، منها:
1-            الزيادة على الواجب، أو الشيء.
2-            ولد الولد.
3-            عطيّة التطوّع.
4-            التطوّع.
5-            الغنيمة.
6-            الهبة.
ومعاني أخرى غير مرتبطة أصلاً بما نتناوله، ولكن أكثرية المعاني تدور حول الزيادة على الواجب، المرتبطة بالغنيمة، وعطيّة التطوّع، وهذا معروف أيضاً لدى المفسرين.
والمعاني نفسها موجودة في المعجمات الحديثة دون زيادة أو إضافة أو تطوّر، كما جاء في معاجم حديثة؛ كالوسيط، والوجيز، والمورد([40]). إذاً أين التطوّر والتغيّر اللذان حصلا؟ هذا ما سنتابعه في توظيف (البعث) في العراق، لكن قبل ذلك يرى الباحث أن من الضـروري التطرّق إلى الاستعمال الشـرعي والاصطلاحي لهذه اللفظة، باعتبار أن (البعث) حاول توظيف هذا الجانب في تلك العمليات، وأخذ الإيحاء منه لممارساته.
ب- الأنفال كمصطلح شرعي:
قبل التعرّف على (الأنفال)، و(عمليّة الأنفال)، بمفهومها الجديد، كما استخدمه النظام العراقي السابق، وأطلقه على العمليات التي سمّاها بعمليات الأنفال، نحاول التطرّق إلى المفهوم الشرعي والاصطلاحي لـ(الأنفال).
هذا الاسم مأخوذ من سورة في القرآن الكريم وهي سورة (الأنفال)، وسورة الأنفال هي السورة الثامنة من حيث ترتيب المصحف، وأنزلت بعد سورة البقرة، وعدد آياتها خمس وسبعون آية. فالسورة "مدنية، بدرية، في قول الحسن وعكرمة وجابر وعطاء. وقال ابن عباس: هي مدنية إلا سبع آيات، من قوله تعالى: {وإِذ يمكروا بك الذين كفروا} الأنفال: 30 إلى آخر السبع آيات"([41]).
وفي بعض الروايات أن الآيات من 30 إلى غاية 36 من (سورة الأنفال) مكيّة، ولكن هناك اعتراض على ذلك، ذكره ابن كثير في تفسيره، وناقشه سيد قطب في ظلاله([42]). وموضوع هذه السورة، كما يقول سيد قطب: "هو بيان حكم الله في الأنفال.. المغانم التي يغنمها المسلمون في جهادهم في سبيل الله.. بعد ما ثار بين أهل بدر من الجدال حول تقسيمها، فردّهم الله إلى حكمه فيها، كما ردّهم إلى تقواه وطاعته وطاعة رسوله؛ واستجاش في قلوبهم وجدان الإيمان والتقوى"([43]).
وسياق السورة - بشكل عام -  يتحدّث "عن أحكام تشـريع الجهاد في سبيل الله، وقواعد القتال، والإعداد له، وإيثار السلم على الحرب، إذا جنح لها العدو في دياره، وآثار الحرب في الأشخاص (الأسرى) والأموال (الغنائم)"، وسبب تسميتها بالأنفال واضح، لسؤال النَاس عن أحكامها، والمراد بها الغنائم الحربية، فقد ابتدأت السورة بقوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال}. وقد نزلت عقب غزوة بدر الكبرى([44])، وفي سبب نزولها أقوال وآراء، ولكن معظمها تدور حول اختلاف الصحابة (رض) في الغنائم التي حصلوا عليها نتيجة غزوة بدر، فبيّن الله حكم تلك الغنائم، ونَزَعَهُ من أيديهم، لكي يحدّد لهم طريقة تقسيمها بينهم، وذلك عن طريق رسول الله، بحكم منه، ثم أمرهم بالتقوى، وإصلاح ذات البين، وطاعة الله والرسول، والتسليم لأمرهما؛ وترك الاختلاف والنزاع فيما بينهم، خاصة في مثل هذه الظروف([45]).
يقول الزحيلي: معلّقاً على وجود تلك الروايات المختلفة والمتعدّدة حول أسباب النزول للآيات الأولية لسورة الأنفال: "ولا تعارض بين هذه الروايات، فالآية نزلت في شأن قسمة غنائم بدر، لمّا اختلف المسلمون في قسمتها، إلا أن بعض الروايات تذكر سبباً عاماً للخلاف، وبعضها تذكر سبباً خاصاً، ولا مانع من وقوع الأمرين معاً.  قال الجصّاص: والصحيح أنه لم يتقدّم من النبي - صلى الله عليه وسلم- قول في الغنائم قبل القتال، فلمّا فرغوا من القتال، تنازعوا في الغنائم، فأنزل الله تعالى {يسألونك عن الأنفال}، فجعل أمرها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في أن يجعلها لمن يشاء، فقسّمها بينهم على السواء([46]).
ويقول سيد قطب عن قوله تعالى (لله والرسول) في الآية: "نزع أمر الأنفال كلّه منهم ورّده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أنزل حكمه في قسمة الغنائم بجملتها، فلم يعد الأمر حقّاً لهم يتنازعون عليه؛ إنما أصبح فضلاً من الله عليهم؛ يقسّمه رسول الله بينهم كما علّمه ربه([47]).
وحول هذا المعنى الاصطلاحي والشـرعي لمفهوم الأنفال، هناك آراء مختلفة بين العلماء والفقهاء والمفسرين.
 يقول الراغب الأصفهاني: "النفلُ قيل: هو الغنيمة بِعينها، لكنِ اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار، فإنه إذا اعتبر بكونه مظفوراً به يقال له: غنيمةً، وإذا اعتُبِرَ َبكونه منحةً من الله ابتداءً من غير وجوب يقال له: نَفَلٌ. ومنه من فرّق بينهما من حيث العمومُ والخصوصُ، فقال: ما حصل مستغنماً، بتعبٍ أو كان بغير تعبٍ، وباستحقاقٍ كان أو غير استحقاق، وقبل الظفر كان أو بعده. والنفل: ما يحصل للإنسان قبل القسمة من جملة الغنيمةِ، وقيل: هو ما يحصل للمسلمين بغير قتالٍ، وهو الفيءُ، وقيل هو ما يفصلُ من المتاع ونحوه بعد ما تقسم الغنائم، وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال} الآية(الأنفال/1)([48]).
بالنظر لما قاله الأصفهاني، وغيره، عن النفل والأنفال من الناحية الاصطلاحية، وجدنا آراء مختلفة ذكرها العلماء، منها:
أحدها: أنها الغنائم، رواه عكرمة عن ابن عباس، وبه قال الحسن ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وأبو عبيدة، والزجاج، وابن قتيبة، في آخرين. 
والثاني: أنها ما نفله رسول الله- صلى الله عليه وسلم - القاتلَ مِنْ سَلَبِ قتيله([49]).
والثالث: أنها ما شذّ من المشركين إلى المسلمين من عبد أو دابّة بغير قتال، قاله عطاء. وهذا، والذي قبله، مرويان عن ابن عباس أيضاً..
والرابع: أنه الخمسُ الذي أخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الغنائم، قاله مجاهد.
والخامس: أنه أنفال السرايا، قاله علي بن صالح بن حي، وحكي عن الحسن قال: هي السرايا التي تتقدم أمام الجيوش.
والسادس: أنها زيادات يؤثر بها الإمام بعض الجيش، لما يراه من المصلحة، ذكره الماوردي([50]).
يقول ابن عثيمين في شرحه لكتاب السياسة الشرعية: "إذاً النفل يكون على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: لمن عمل عملاً فيه غناء ومنفعة عظيمة ينفرد بها.
الوجه الثاني: السرية المتقدّمة.
الوجه الثالث: السرية الراجعة بعد رجوع الجيش"([51]).
 ويقول الزحيلي: - عن مترتبات قيام الحرب وآثارها في أموال العدو، والمعنى الاصطلاحي للنفل-: "عبارة عمّا خصّه الله الإمام لبعض المجاهدين تحريضاً لهم على القتال. سمّي نفلاً، لكونه زيادةً عن حصته من الغنيمة"([52]).
وآية الأنفال "محكمة مجملة، بين إجمالها وفصل مصاريفها آية أخرى في السورة نفسها، هي قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}(الأنفال: 8/41)، فلا تكون هذه ناسخة لتلك، وإنما توزّع الغنائم: الخمسُ لهؤلاء المذكورين في هذه الآية، والأربعةُ الأخماس الباقية للغانمين. أمّا اليوم، بعد تنظيم الجيوش، ومنح الرواتب الدائمة للجند، فتؤول للدولة"([53]).
وبالنتيجة، يمكن تعريف مفهوم الأنفال في الاصطلاح القرآني كالآتي: تلك الأموال والأشياء والممتلكات التي يحصل عليها جيش إسلامي نتيجة لحربه مع الكفار المحاربين، وكيفية توزيعها على المجاهدين والجنود، وفق حكم الله (ولم ينزل حكم بصدده حتى تلك اللحظة)، عن طريق رسوله أو الإمام أو من ينوب عنه، زيادة على حصتهم في الغنائم، وتشجيعاً للذين يحرزون نصرا أو يفتتحون موقعاً أو غير ذلك، مع إمكانية وجود المرونة ووجود الاجتهاد في ذلك وفق متطلبات العصـر الحديث، والتغييرات التي حصلت في البنية العسكرية، والمواثيق الدولية الخاصة بالحروب، ونتائجها.

2- عمليات الأنفال في العراق:
أمّا (عمليات الأنفال)، ووفق تسمية وممارسة النظام العراقي السابق في العراق، في أواخر القرن العشـرين، فالأنفال كلمة مأخوذة من كتاب الله، استغلّت لارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية، عندما أطلقت الحكومة العراقية السابقة عنان أجهزتها الحزبية والأمنية المختلفة، من القوات المسلحة العراقية، لإبادة جماعية، باسم سورة قرآنية كريمة، وهي سورة الأنفال، والتي استهدفت أبناء الشعب الكوردي المسلم، وذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الكورد الأبرياء، بعد أن ألقت الطائرات الحربية العراقية حمولتها؛ من قنابل الغازات السامة والقنابل الحارقة، على رؤوس الأبرياء من الشعب الكوردي، ممّا أدى إلى وفاة أعداد كبيرة، وإصابة الآخرين بجروح وحروق، ودفن البعض منهم أحياء في مقابر جماعية، وجلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، في محاولة للقضاء على مقومات المجتمع الكوردي، لإفراغ القرى والقصبات والمدن الكوردستانية من جميع سكانها، ومسح جزء من هويتها، وتراثها الحضاري، المتجذّر في عمق التاريخ، وإنهاء مظاهر الحياة في المنطقة، ومحاولة لتذويب هذه القومية في بوتقة أفكاره..
إن استغلال آية قرآنية في ارتكاب جرائم لتبرير عمل كهذا، لهو جرم من الناحية الدينية والقانونية.. وعملية الأنفال جاءت مكمّلة لسياسة التعريب والتهجير القسري التي حدثت في المدن الكوردستانية([54]).
 لم يكن اسم عمليات الأنفال شيئاً غامضاً، وبعيداً عن مسمع الجميع؛ من الدوائر الرسمية، ووسائل الإعلام، والمواطنين العراقيين، وإنما استخدمت الحكومة العراقية كلمة الأنفال ككود عسكري في قراراتها العلنية، ومراسلاتها الداخلية، وكانت معروفة على نطاق واسع في العراق، وخاصة في المناطق الكوردية([55]).
وكانت هناك قرارات قاسية من قبل (علي حسن المجيد)، منها قرار رقم12533في 23/6/ 1987، والخاص بالتعامل مع القرى المحظورة لأسباب أمنية، وخاصة فقد كانت سياسات المجيد تنفذ تحت شعار (حلّ القضية الكوردية، والقضاء على المخربين)، وكانت المظاهر الرئيسية لهذه السياسة خلال العامين اللذين قضاهما (المجيد) كحاكم مطلق في كوردستان من 29 آذار 1987 و حتى 15 نيسان 1989 تتلخص في:
1-        الإعدام الجماعي، وإخفاء أثر عشرات الآلاف من المدنيين الكورد، بمن فيهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأحيانا سكان قرى بأكملها.
2-       استخدام الأسلحة الكيماوية بصورة واسعة؛ كغاز الأعصاب والسارين والخردل في حلبجة، و 40 موقعاً آخر خلال الفترة من نيسان 1987 وحتى آب / أيلول 1988.
3-       تدمير لأكثر من ألفي قرية، تشير إليها الوثائق الحكومية بصيغ: أحرقت، دمّرت، سوّيت مع الأرض، وجرى تطهيرها، فضلاً عن عشرات القصبات والمراكز الإدارية، بما فيها مدينة (قلعة دزة)، التي بلغ عدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة.
4-             تدمير المراكز المدنية؛ كالمدارس، والجوامع، والكنائس، وآبار المياه، والينابيع، ومحطات الطاقة الكهربائية، والمباني الأخرى.
5-             نهب ممتلكات السكان المدنيين، وحيواناتهم، من قبل الجيش، وقوات الجحوش.
6-             إلقاء القبض على القرويين بحجة وجودهم في المناطق المحظورة، على الرغم من أنهم كانوا في بيوتهم، وعلى أرضهم.
7-       الحجز الكيفي لعشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ لأشهر عديدة، وفي ظروف قاسية، بدون أوامر صادرة من المحاكم، وبدون أية أسباب منطقية، سوى الشك في كونهم من أنصار الحركة الكوردية، وموت عشـرات الآلاف منهم بسبب سوء التغذية والمرض.
8-       التهجير القسـري لمئات الآلاف من القرويين، بعد تدمير قراهم، إلى المجمّعات القسـرية، التي كانت الدعاية الحكومية تطلق عليها - ظلماً وبهتاناً - اسم المجمّعات العصـرية.
9-            تدمير البنية التحتية والاقتصادية للريف الكوردستاني.
وتشير الوثائق الرسمية إلى هذه السياسات تحت مسمّيات (الإجراءات الإدارية الخاصة، الإجراءات الجماعية، العودة إلى الصف الوطني، إعادة الإسكان في الجنوب)، وغيرها من التسميات التي حاولت إخفاء سياسة الإبادة الجماعية بحق الكورد([56]).
إذن، فالأنفال هو الاسم الذي أطلقته الحكومة العراقية على سلسلة من الحركات العسكرية، التي امتدت من23 شباط إلى6 أيلول من عام 1988. أو هي سلسلة من العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة العراقية، ونفّذتها قوات الفيلقين الأول والخامس في كركوك وأربيل، وقوات منتخبة من الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة، وقوات المغاوير، وقوات الأمن والطوارئ والمفارز الخاصة، فضلاً عن قوات الجيش الشعبي، وأفواج الدفاع الوطني([57]). واستخدمت هذه القوات جميع أنواع الأسلحة التي كانت بحوزتها خلال الحرب العراقية – الإيرانية؛ من الدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية المقاتلة والسمتية والأسلحة الكيماوية، خلال الفترة من ليلة 22/23 شباط وحتى 6 أيلول من عام 1988، (رغم أن علي حسن المجيد يشير بنفسه إلى الفترة من 18 شباط وحتى 4 أيلول - إلا أن تقارير منظمة رصد حقوق الإنسان في الشـرق الأوسط (Human Rights Watch / Middle East)، التي درست وحلّلت الوثائق الحكومية الخاصة بالأنفال لمدة 18 شهراً، تشير إلى 23 /2 - 6/9 / 1988)([58]).
واستمرت تلك العمليات أكثر من ستة أشهر( 23 /2/1988 إلى 6/9 / 1988)، في ثمانية مراحل متتالية ومتقاربة([59]). ونجحت الحكومة العراقية في تضليل الرأي العام، في الداخل والخارج، لتغطية هذه الجرائم بشتى الوسائل([60]).
وبعد هذا العرض السريع لعمليات الأنفال، وتعاريفها، يمكن لنا أن نعرّف تلك العمليات كالآتي:
عبارة عن حملات وعمليات عسكرية حربية، مخططة، ومبرمجة مسبقاً، وفق استراتيجية مكثّفة، من أجل الإبادة الجماعية للشعب الكوردي، وإجلائهم عن مناطقهم الأصلية في كوردستان العراق، بغية إحداث تغيير في المجال الجغرافي والديموغرافي والثقافي، وتدمير البنية التحتية، والتصفية الجسدية، ضمن ثماني مراحل، في ست مناطق مختلفة، مبتدءاً بصبيحة 23/شباط/1988، ومنتهياً بـ(6/أيلول من نفس العام)، واستمرت لأكثر من ستة أشهر، وراح ضحيتها آلاف القتلى من المدنيين العزل الآمنين؛ من الشيوخ والشباب والنساء والأطفال والرضع، مع هدم آلاف القرى؛ بمساجدها، ومصاحفها، ومدارسها، ومستوصفاتها، مستخدماً فيها جيشاً مجهّزاً بكافة الأسلحة والمعدات والطائرات، واستخدمت فيها الأسلحة الفتاكة، والمحظورة دولياً، وفكّكت من وراء تلك العمليات البنية التحتية للقرى كاملة، وهجّر وقتّل الأهالي، ومن ثمّ تمّ تصفية أغلبية الأسرى، بدون أيّ استثناء (عدا بعض العجزة، والعوائل، لتمويه البقية المنتظرة من الشعب الكوردي)، مجرياً عليهم التجارب، أو ماتوا من شدّة الهول والجوع، أو قتلوا رمياً بالرصاص، أو دفنوا أحياء بالبلدوزرات، ومن ثم عثروا عليهم في مقابر جماعية في بادية (السماوة)، وأنحاء أخرى من العراق.
المبحث الثالث: لفظة (الأنفال) بين الرقيّ والانحطاط
 يعتبر انتقال الدلالة مظهراً من مظاهر التطوّر الدلالي، سواء أكان انحطاطاً أم رقيّاً، فيرى الباحث أن اطلاق لفظة (الأنفال) على تلك العمليات انحطاط للدلالة، وانحراف عن مضمونها الصحيح، وبخاصة في اصطلاحه القرآني المتبلور أخيراً. فمن حيث اللغة: فـ(النفل والأنفال) لم يكن معناه تدمير القرى والمدن وقتل الأبرياء، ولا دفنهم أحياء، وإنما كان بمعنى "الزيادة على الواجب أو الشيء، ولد الولد، عطيّة التطوّع، التطوّع، الهبة . . . ."، ولكن أكثرية المعاني تدور حول الزيادة على الواجب، وعطيّة التطوّع.
هذا النوع من التطوّر تطوّر نحو الانحدار والانحطاط للفظ، فأصاب اللفظة نوع من الضعف والانهيار من ناحية الدلالة، وفقدت أثرها الإيجابي في الأذهان، وتفقد مكانتها بين الألفاظ التي تنال من المجتمع الاحترام والتقدير، فبسماعها (على الأقل لدى الفرد في المجتمع الكوردي) نحس بالبشاعة والانهيار في الدلالة والمعنى، وفقدان للاحترام في المجتمع، لأسباب سياسية واجتماعية ونفسية.
أما الزيادة على الواجب، المرتبطة بالغنيمة، وكذلك الغنيمة - كما هو معروف لدى المفسّـرين-، ففي الاصطلاح القرآني عبارة عن تلك الأموال والأشياء والممتلكات التي يحصل عليها المسلمون نتيجة لانتصارهم على الكفّار المحاربين، وكيفية توزيعها على المجاهدين والجنود، وفق حكم الله (ولم ينزل حكم بصدده حتى تلك اللحظة في معركة بدر)، عن طريق رسوله، أو الإمام، أو من ينوب عنه، زيادة على حصتهم في الغنائم، وتشجيعاً للذين يحرزون نصراً، أو يفتتحون موقعاً، أو غير ذلك، مع إمكانية وجود المرونة، ووجود الاجتهاد في ذلك، على وفق متطلبات العصـر، والتغييرات التي حصلت في البنية العسكرية، والمواثيق الدولية الخاصة بالحروب ونتائجها. فهذا يختلف، من حيث المضمون، عن عمليات (الأنفال) لدى البعث، كما قمنا بتعريفها، وذلك لأسباب عديدة، وعوامل شتى، كما سيظهر الآن.


مقارنة بين (الأنفال) وعمليات (الأنفال)
من خلال التعريف السابق لكل من (نفل)، و(الأنفال)، وعمليات (الأنفال) في العراق، توصّل الباحث إلى معرفة وتفهم كل منهما، وأدرك مدى التضليل الذي مارسه النظام، من خلال توظيف المصطلحات الإسلامية لمآربه، وتضليل الرأي العام الداخلي والخارجي تجاه ما يقوم به، ومحاولة إضفاء الشـرعية على ممارساته، من خلال إطلاق هذا الاسم على عمليات الأنفال، والتي لا يجمعهما سوى الجانب اللفظي.
فالأنفال، التي هي نتيجة لمعركة وغزوة بدر الكبرى، حدثت بين مسلمين ضعفاء مهاجرين تركوا موطنهم وأموالهم، وخرجوا لاسترداد بعض حقوقهم من الأموال المغصوبة، بعد أن أخرجوا بظلم من مكة، وأصبحوا مهاجرين فقراء، حتى المعركة لم يكونوا مستعدين لها، بل أرادوا عير قريش، واسترداد بعض ما أخذ منهم بقوة وظلم. ولكن عمليات الأنفال في العراق كانت عبارة عن عمليات مدروسة، ضمن خطة مسبوقة، وتجاه مسلمين مسالمين لم يغتصبوا شيئاً، ولم يظلموا أحداً، وإنما تعرّضوا لحرب إبادة من قبل حكومتهم، وبمبررات شتى. وبالمقابل، فحين اضطر المسلمون للقتال والحرب، التي لم يكونوا مستعدين لها، وبعد إحراز النصر، استطاعوا الحفاظ على المدينة والقرآن والمسجد. وأمّا عمليات الأنفال في العراق، فقد هدّمت فيها آلاف القرى، بمساجدها وجوامعها، مع حرق وتمزيق مصاحفها.
ومن حيث الموقع، حدثت غزوة بدر في المناطق النائية والصحراء القاحلة، بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان. وأمّا عمليات الأنفال في العراق، فقد دمّرت البلدات والقرى المأهولة بالسكان، وشرّدت مئات الآلاف من الناس المسالمين،  وأستبيحت أموالهم، وممتلكاتهم، وحرّقت بساتينهم، ونهبت محصولاتهم، ومواشيهم، وهم ليسوا محاربين.     واستمرت عمليات الأنفال أكثر من ستة أشهر، عدا الاستعدادات والخطط المسبقة، في حين إن غزوة بدر لم تستمر إلا لأيام قلائل، وأبيحت الغنائم المتروكة في المعركة، لمقاتلين محاربين، جاؤوا لقتال الكفار الذين اغتصبوا أموالهم وبيوتهم وأراضيهم. وفي الأنفال الأولى قتل سبعون رجلاً من  المشركين، وأسر سبعون آخرين من المحاربين، في ميدان المعركة، وحرّروا بعد ذلك، ورجعوا إلى أهليهم وذويهم، واستوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهم خيراً، وطلب من بعضهم تعليم أولاد المسلمين لفكّ أسرهم. في حين إن نتيجة عمليات الأنفال العراقية كانت تشرّد مئات الآلاف، وقتل أكثر من مئة ألف، ما بين مقتول ومدفون حياً؛ من النساء والأطفال والرضع والفئات العمرية الأخرى، من مسلمين مدنيين عزل، ولم يرجع من هؤلاء الأسرى إلا القليل، وقتل الآخرون، واختفى أثرهم، ووجدوا بعد ذلك في مقابر جماعية، بدون أن يحاكموا، أو يعرف أحد مصيرهم، إلا بعد سقوط النظام([61]).
والمسلمون الأوائل دافعوا عن حقوقهم تجاه جيش ظالم معتد، وانتصـروا، ولكن المسلمين الكورد صاروا ضحية جيش معتد، وتحت غطاء اسم سورة من القرآن الكريم!! وهذه التسمية في حد ذاتها إهانة أخرى تجاه الإسلام، وتجاه شعب مسلم، شارك وساهم في الحضارة الإسلامية منذ أن أسلم وحتى يومنا هذا.
 الذي قام به البعث، وصدام، تنطبق عليه (الإبادة الجماعية)([62])، لا الأنفال، بالمعنى اللغوي الصحيح أو القرآني.
نتائج البحث
1-      بعد متابعة المعاجم القديمة والحديثة، توصّل الباحث إلى أن هناك معاني متعددة للفظة (الأنفال)، منها: (الزيادة على الواجب، التطوّع، وعطيّة التطوّع، الهبة، الغنيمة).
2-      لم تأت المعاجم الحديثة بجديد عمّا جاء في المعاجم القديمة.
3-      أمّا معنى (الأنفال) اصطلاحاً، فأتى بمعاني منها:
أنها الغنائم، أي ما يحصل عليه المسلمون بغير قتال. زيادات يؤثر بها الإمام بعض الجيش لما يراه من المصلحة..
4-      الجديد في لفظة (الأنفال)، ما جاء به حزب البعث العربي الاشتراكي، من حيث إعطائها معاني جديدة تندرج ضمن (الانحطاط الدلالي) للمفردة، وانحرافها. لكنه وظّف بعض الخيوط الرابطة (الغنائم) لإطلاق هذا الاسم، وتوظيفه بما يخالف المعنى الاصطلاحي، والمنافي للآية القرآنية، ومناسبة نزولها، مع اختلاف الوقائع والمعتقد، ووظّفها لتبرير عمليات إبادة جماعية، وتطهير عرقي، وجرائم ضد الإنسانية.

المصادر والمراجع:
1-      إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ، القاهرة، مصر، مكتبة الأنجلو المصرية، د: ط، 2004م.
2-      إبراهيم مصطفى وآخرون (د: ت)، المعجم الوسيط، دارالدعوة، ت: مجمع اللغة العربية، لا ط.
3-      إبراهيم أنيس وآخرون، المعجم الوسيط،ج2، بيروت، لبنان، دار الأمواج، ط2، 1410هـ - 1990.
4-      ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، ت: عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، ط1.
5-      أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس في اللغة، ت: شهاب الدين أبو عمر، بيروت، لبنان، دار الفكر، ط1، 1414.
6-      أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، ط4، دار الكتاب العربي،  بيروت، 1422-2001م. 
7-      الجوزي، أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد، زاد المسير في علم التفسير، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 1422-2002م.
8-      ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (1420هـ- 1999م)، تفسير القرآن العظيم، ت: سامي بن محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، بلا بلد، ط2.
9-      ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، دار الكتاب العربي، بيروت،  1426-2005م.
10-     ابن منظور، لسان العرب، بيروت، لبنان، دار صادر، ط3، 2004م.
11-     ابن منظور، لسان العرب، ط 1 مزيدة ومصححة، دارالحديث للطبع والنشـر والتوزيع- القاهرة، بيروت، 1423هـ-2003م.
12-     أحمد مختار عمر، علم الدلالة، الكويت، مكتبة دار العروبة للنشـر والتوزيع، ط1، 1402/1983.
13-     أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، المصباح المنير، بيروت، لبنان، مكتبة لبنان، د: ط ، 1987.
14-     أساس البلاغة، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري، المتوفى سنة358هـ، ت: محمد باسل عيون السود، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1419م - 1998.
15-     إسماعيل بن حماد الجوهري، معجم الصحاح، تحقيق: خليل مأمون شيحا، بيروت، لبنان، دار المعرفة، ط3، 1429هـ، 2008م.
16-     الأصفهاني، الراغب، مفردات ألفاظ القرآن، ط1، دار القلم والدار الشامية،  1412-1992.
17-     جُبران مَسعود، الرّائد، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 2003، د:ط.
18-     جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي (1998م): المزهر في علوم اللغة وأنواعها، ج1، ت: فؤاد علي منصور، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1.
19-     حسين حامد الصالح، التطوّر الدلالي فـي العربية فـي ضوء علم اللغة الحديث (2003): مجلة الدراسات الاجتماعية، عدد: 15، يناير/ يونيو 2003.
20-     الخليل بن أحمد الفراهيدي (2003هـ/1424 م): كتاب العين، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، ترتيب وتصنيف: عبدالحميد الهنداوي.
21-     الرازي، مختار الصحاح، ت: محمود خاطر، بيروت، مكتبة لبنان ناشرون، د: ط، 1415/1995.
22-     الرازي، محمد بن أبي بكربن عبد القادر، مختار الصحاح، بدون طبعة، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان.
23-     الراغب الأصفهاني، حسين بن محمد، معجم مفردات ألفاظ القرآن، ت: إبراهيم شمس الدين، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، د: ط، 2004م/1425هـ.
24-     الراغب الأصفهاني، معجم مفردات ألفاظ القرآن، ت: صفوان عدنان داودي، دمشق، دار القلم، بيروت، دار الشامية، ط1، 1412هـ/1992م.
25-     رمضان عبد التواب، التطوّر اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه، القاهرة، المؤسسة السعودية في مصر، مطبعة المدني، ط1.
26-     رمضان عبد التواب، فصول في فقه اللغة، القاهرة، مكتبة الخانجى، ط 6، 1420هـ/1999 .
27-     الزحيلي ، وهبة، التفسير المنير، ط2، دار الفكر، دمشق، 1424-2003.
28-     الزمخشري (1399هـ/1979م): أساس البلاغة، بيروت، لبنان، دار صادر، د:ط.
29-     الزمخشري، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر بن أحمد ، أساس البلاغة، ت: محمد باسل عيون السود، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1419هـ/1998م .
30-     الزمحشري، جار الله أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الكشاف، ت: عادل أحمد عبدالموجود وآخرين، الرياض، السعودية، مكتبة العبيكان، ط1، ، 1418هـ/1998م.
31-     الزحيلي، وهبة، الفقه الإسلامي وأدلته، ط8،  دار الفكر، دمشق، 1425-2005.
32-     خالد محمود جمعة، اللسانيات الحديثة مدخل ومقارنة، الكويت، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، ط1، 1429هـ، 2008م.
33-     سامي عوض وهند عكرمة ، الوظيفة الدلاليّة في ضوء مناهج اللسانيات، مجلة جامعة تشرين للدراسات والبحوث العلمية، سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد (28) العدد (1)2006.
35-     السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1998.
37-     صديق، عبدالرحمن، ئةنفال له‌ رِوانگه‌ی ئيسلامه‌وه‌، سة نتةري برايةتي، مطبعة وزارة التربية لإقليم كوردستان، أربيل، عدد (24)، 2002.
38-     الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، (1420هـ-2000 م)، جامع البيان في تأويل القرآن، ت: أحمد محمد شاكر، بيروت، لبنان، مؤسسة الرسالة، ط1.
39-     العثيمين، محمد صالح، شرح كتاب السياسة الشـرعية لابن تيمية، ط1، مكتبة فياض،  المنصورة، 1426-2005م.
40-     العمري، أكرم ضياء، الجزء الثاني، مكتبة العبيكان، الرياض, ط5 ,1424هـ-2003م.
41-     عليان بن محمد الحازمي، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، علم الدلالة عند العرب، ج١٥، عدد٢٧، جمادي الثانية ١٤٢٤ هـ .
42-     علي عبد الواحد وافي، (د:ت): علم اللغة، القاهرة، مصر، دار النهضة، ط7.
43-     الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، ترتيب وتصنيف: عبدالحميد الهنداوي، 2003هـ/1424م.
44-     فرهاد عزيز محيي الدين، البحث الدلالي في كتب الأمثال، أطروحة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة المستنصرية،  1427/2006.
45-     الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، ط 2، دار إحياء التراث العربي، 1424-2003
46-     قادر، جبار، قضايا كوردية معاصرة، أربيل، دار آراس للطباعة والنشر، ط1، 2006.
47-     القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، الجامع لأحكام القرآن، ت: هشام سمير البخاري، الرياض، المملكة العربية السعودية، دار عالم الكتب، د: ط، 1423هـ/ 2003م.
48-     القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، ط4، دار الكتاب العربي، بيروت، 1422-2001م.
49-     قطب، سيد، في ظلال القرآن، مجلد الثالث، ط34الشـرعية، دار الشـروق، القاهرة-بيروت، 1425-2004م.
50-     المورد، الدكتور روحي البعلبكي، بيروت، لبنان، دار العلم للملايين، ط19، 2005.
51-     مجمع اللغة العربية، المعجم الوجيز، مصر، مجمع اللغة العربية، ط1، 1400هـ/1980م
52-     محمود السعران، علم اللغة، بيروت، لبنان، دار النهضة العربية، د: ط، د:ت.
53-     جريمة العراق في الإبادة الجماعية حملة الأنفال ضد الكورد، إعداد: منظمة حقوق الإنسان / شرق الأوسط، ت: عزيز جمال ميرزا ، ط 1، وزارة الثقافة، حكومة إقليم كوردستان – 2003.
54-     منقور عبد الجليل، علم الدلالة، سورية، منشورات اتحاد الكتاب العرب، د:ط، 2001م.
55-     مهدي أسعد عرار، جدل اللفظ والمعنى، عمان- أردن، دار وائل للنشر والتوزيع، ط1، 2002م.
56-     مهدي أسعد عرار، التطوّر الدلالي الإشكال والأشكال والأمثال، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 2003م/1424م.
57-     يحي عبابنة، آمنة الزعبي، علم اللغة المعاصر، أربد، الأردن، دار الكتاب الثقافي، ط1،1426هـ - 2005م.

مع مصادر ومراجع أخرى ذكرت في الهامش.

المواقع الألكترونية:
6729 http:  //www. prameg. com/vb/showthread. php?t=1
  http:  //nassamat. com/vb/t7861. Html    اللغة العربية وظاهرة التطوّر الدلالي 14/04/2008 م.
2- http: //nassamat. com/vb/t7861. Html  اللغة العربية وظاهرة التطوّر الدلالي-14/04/2008.
3- http: //salimprof. hooxs. com/montada-f150/topic-t865. htm
التطوّر الدلالي  الإثنين نوفمبر 03،  2008.
4- http: //daifi. montadarabi. com/montada-f45/topic-t411
5- http: //www. alsabah. com/paper php?source=akbar&mlf=interpage&sid=29173
آراء حرة : ما هي الأنفال، محمود الوندي، بتصرف.
6- http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. htm
7- رياض العطار – كاتب صحفي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق – السويد-
    http: //www. shiralart. com/shiralart/iraqiwriter/iraqiwriter/a_article_2173. htm


* بحث مقدم لمؤتمر: (عملية جينوسايد الكورد في التاريخ) في قسم التاريخ / فاكلتي علوم الإنسانية في الجامعة السليمانية: (15-17-2013)
([1])  خالد محمود جمعة، اللسانيات الحديثة مدخل ومقارنة، الكويت، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، ط1، 1429هـ، 2008م، ص 67.
([2]) عليان بن محمد الحازمي، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، علم الدلالة عند العرب، ج١٥، عدد٢٧،  جمادي الثانية ١٤٢٤ هـ،  ص714. وينظر:  6729http:  //www. prameg. com/vb/showthread. php?t=
http:  //nassamat. com/vb/t7861. html اللغة العربية وظاهرة التطور الدلالي 14/04/2008.
([3]) فرهاد عزيز محيي الدين (1427/2006): البحث الدلالي في كتب الأمثال، أطروحة دكتوراه غير منشورة،  كلية التربية،  جامعة المستنصرية،  ص168.
([4])  وذلك "ضمن علاقة متبادلة، فيحدث التطور الدلالي كلما حدث تغيّر في هذه العلاقة، ولا يكون التطور في مفهوم علم الدلالة في اتجاه متصاعد دائماً، إنما قد يحدث وأن يضيف المعنى أو يخصص، كما يتسع أو يعمم، فيكون الانتقال من المعنى الضيق أو الخاص إلى المعنى الاتساعي أو العام، وقد يحدث العكس". منقور عبد الجليل، علم الدلالة، سورية، منشورات اتحاد الكتاب العرب، د: ط، 2001م، ص69.
([5])  رمضان عبد التواب، التطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه، القاهرة-المؤسسة السعودية في مصـر، مطبعة المدني، ط1، ص 5. وحسين حامد الصالح، التطور الدلالي فـي العربية فـي ضوء علم اللغة الحديث (2003): مجلة الدراسات الاجتماعية، عدد: 15،  يناير/ يونيو 2003، ص65؛ ص65-95.
([6]) ينظر: علي عبد الواحد وافي، علم اللغة، القاهرة، مصـر، دار النهضة، ط7،د:ت،  ص 314-316. إبراهيم أنيس: دلالة الألفاظ، القاهرة، مصـر، مكتبة الأنجلو المصـرية، د:ط، 2004م، ص103. محمود السعران(د:ت)، علم اللغة، بيروت، لبنان، دار النهضة العربية، د: ط، ص 280. رمضان عبد التواب، مصدر سابق،  ص111. حسين حامد الصالح، مصدر سابق، ص66. ومهدي أسعد عرار: جدل اللفظ والمعنى، عمان- أردن، دار وائل للنشر والتوزيع، ط1،2002م،  ص151.
([7])  إبراهيم أنيس (2004)، مصدر سابق، ص 104-116.
([8])  ينظر: يحيى عبابنة، آمنة الزعبي، علم اللغة المعاصر، اربد، الأردن، دار الكتاب الثقافي، ط1،1426هـ-2005م، ص103-105، وإبراهيم أنيس،  دلالة الألفاظ، مصدر سابق، ص 117-129.
([9])  حسين حامد الصالح ، التطور الدلالي فـي العربية فـي ضوء علم اللغة الحديث، مصدر سابق،  ص 77.
([10]) أحمد مختار عمر، علم الدلالة، الكويت-مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، ط1،1402/1983، ص245.
([11]) عليان بن محمد الحازمي، علم الدلالة عند العرب،  المصدر السابق، ص715.
([12]) علي عبد الواحد وافي،  في علم اللغة،  المصدر السابق،  ص 319-320.
([13])  ينظر:  مهدي أسعد عرار، جدل اللفظ والمعنى، مصدر سابق، ص143-144. محمود السعران، مصدر سابق، ص 284. سامي عوض وهند عكرمة: الوظيفة الدلاليّة في ضوء مناهج اللسانيات، مجلة جامعة تشـرين للدراسات والبحوث العلمية، سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد (28) العدد (1) 2006، ص 157. حسين حامد الصالح، مصدر سابق، ص 79 و http: //www. prameg. com/vb/showthread.  php?t=67297http: //nassamat. com/vb/t7861. html اللغة العربية وظاهرة التطور الدلالي-14/04/2008.
([14])  مهدي أسعد عرار، التطور الدلالي الإشكال والأشكال والأمثال، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 2003م/1424م،  ص182-183.
([15])  عليان بن محمد الحازمي، علم الدلالة عند العرب، مصدر سابق، ص715.
([16])  ينظر: علي عبد الواحد وافي، مصدر سابق، ص 320. وعليان بن محمد الحازمي، علم الدلالة عند العرب، مصدر سابق، ص715. وسامي عوض وهند عكرمة، مصدر سابق، ص 157.
([17])  السيوطي، المزهر في علوم اللغة وأنواعها، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1998، ص333-335؛ باختصار. 
([18])  حسين حامد الصالح، مصدر سابق، ص 82. 
([19])  غازي مختار طليمات، في علم اللغة، دمشق- سورية، دار طلاس، ط1،1997م، ص234-235، وحسين حامد الصالح، مصدر سابق، ص 83.
([20]) مهدي أسعد عرار، التطوّر الدلالي الإشكال والأشكال والأمثال، ص184-185.
([21])  حسين حامد الصالح، مصدر سابق، ص 85-86،  و أحمد مختار عمر، مصدر سابق، ص247.
([22])  إبراهيم أنيس، مصدر سابق، ص120-121، ومهدي أسعد عرار، جدل اللفظ والمعنى، مصدر سابق، ص147-148،  وغيرهم.
([23])  ينظر: أحمد مختار عمر، مصدر سابق ، 247-248.
([24])  منقور عبد الجليل، علم الدلالة، مصدر سابق، ص72.
([25])  إبراهيم أنيس، مصدر سابق، ص120-121، فرهاد عزيز محيي الدين، مصدر سابق، ص206 ، ومهدي أسعد عرار، جدل اللفظ والمعنى ص 148.
([26]) حسين حامد الصالح ، مصدر سابق، ص 69، ولكلمة (حول)، ينظر: الزمخشري، أساس البلاغة، مصدر سابق، مادة (حول)، ص 148، ابن منظور، مصدر سابق، مج4، ص 274-275.
([27])  منقور عبد الجليل، علم الدلالة، مصدر سابق، ص72.
([28])  مهدي أسعد عرار، التطور الدلالي الإشكال والأشكال والأمثال، مصدر سابق، ص183.
([29])  المصدر السابق، ص 183.
([30])http: //salimprof. hooxs. com/montada-f150/topic-t865. htm
التطور الدلالي  نوفمبر 03، 2008 وhttp: //daifi. montadarabi. com/montada-f45/topic-t411. htm
([31])  خليل بن أحمد الفراهيدي، العين على حروف المعجم، ج4، ت: عبدالحميد الهنداوي، بيروت، لبنان، دار الكتب العلمية، ص252.
([32])  أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس في اللغة، ت: شهاب الدين أبو عمر، بيروت، لبنان، دار الفكر، ط1، 1414، ص1039.       
([33])  إسماعيل بن حماد الجوهري، معجم الصحاح، تحقيق: خليل مأمون شيحا، بيروت، لبنان، دار المعرفة، ط3، 1429هـ، 2008م، ص1060.
([34])  الرازي، محمد بن أبي بكربن عبد القادر، مختار الصحاح، بدون طبعة, دار الكتاب العربي، بيروت –لبنان، ص674.
([35])  أساس البلاغة، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر بن أحمد الزمخشري، المتوفي سنة 358هـ، تحقيق محمد باسل عيون السود، منشورات محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية، بيروت –لبنان، الطبعة الأولى، 1419م- 1998م، ج2، ص295-296.
([36])  الأصفهاني، الراغب، مفردات ألفاظ القرآن، ط1، دار القلم والدار الشامية، 1412-1992، ص820.
([37])  ابن منظور، لسان العرب، ج 8, ط 1 مزيدة ومصححة, دارالحديث للطبع والنشر والتوزيع- القاهرة، بيروت، 1423هـ-2003م, ص 658- 659.
([38])  المصدر نفسه، ص658-659.
الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، ط 2، دار إحياء التراث العربي، 1424-2003، ص982، أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ، المصباح المنير، بيروت، لبنان، مكتبة لبنان، د:ط، 1987، ص236.
([40])  ينظر: إبراهيم أنيس وآخرون، المعجم الوسيط،ج2، بيروت، لبنان، دار الأمواج، ط2، 1410هـ- 1990م، ص942، ومجمع اللغة العربية، المعجم الوجيز،ج1، ط1، 1400هـ- 1980، مجمع اللغة العربية، ص644، والمورد، الدكتور روحي البعلبكي، بيروت، لبنان، دار العلم للملايين، ط19، 2005، ص1185، جُبران مَسعود، الرّائد، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 2003، د:ط، ص904.
([41])  القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، ج7، ط4، دار الكتاب العربي، بيروت، 1422-2001م، ص316.
([42])  ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، ج3، دار الكتاب العربي، بيروت، 1426- 2005م،  ص297 وكذلك، قطب، سيد، في ظلال القرآن، مجلد الثالث، ط34 الشـرعية، دار الشـروق- القاهرة - بيروت 1425-2004م، ص1430-1431.
([43])  في ظلال القرآن، مج3, ص11471.
([44])  الزحيلي، وهبة، التفسير المنير، المجلد الخامس، ط2، دار الفكر، دمشق، 1424-2003، ص249.
([45])  للتفصيل: ينظر، الجوزي، أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد، زاد المسير في علم التفسير، المجلد الثاني، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، 1422-2002م، ص 241، 242. وإبن كثير، أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، ج3، مصدر سابق، ص265-266-267. والشوكاني، محمد بن علي بن محمد، فتح القدير، ج2، ط3، دار الوفاء- المنصورة،  1426-2005م، ص407-410. والقرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع للأحكام القرآن، ج7، ط4، دار الكتاب العربي،  بيروت، 1422-2001م، ص316-320. والشوكاني، محمد بن علي بن محمد، نيل الأوطار، ج7،  ط1، دار المعرفة، بيروت – لبنان، 1419- 1998م، ص337-338. والزحيلي، وهبة، التفسير المنير، المجلد الخامس، ط2، دار الفكر، دمشق، 1424-2003، ص255-256.
([46]) الزحيلي، وهبة، التفسير المنير, المصدر السابق, ص256.
([47]) قطب، سيد، مصدر سابق, م3، ص1473.
([48])  الأصفهاني، الراغب، مصدر سابق, ص820.
([49])  انظر: الجوزي، أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد زاد المسير في علم التفسير، المجلد الثاني، ط2، ج3 دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، 1422-2002م،  ص242. وكذلك ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل، تفسير القرآن العظيم، مصدر سابق، ص265-266-267، مع بعض الإضافات.
([50])  الجوزي، أبي الفرج , المصدر السابق, ص242.
([51])  العثيمين، محمد صالح، شرح كتاب السياسة الشرعية لابن تيمية، ط1، مكتبة فياض، المنصورة، 1426-2005م، ص92.
([52])  الزحيلي، وهبة، الفقه الإسلامي وأدلته، ج8، ط8، دار الفكر، دمشق، 1425-2005، ص5891.
([53])  الزحيلي، وهبة، التفسير المنير، مج5، مصدر سابق، ص258.
([54])  http: //www. alsabah. com/paper. php?source=akbar&mlf=interpage&sid=29173
 آراء حرة :  ما هي الأنفال ، محمود الوندي، بتصرف.
([55])  بدأ التمهيد لعمليات الأنفال عندما تسلم علي حسن المجيد في 29 آذار 1987 مسؤولية أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومنحه مجلس قيادة الثورة، بموجب القرار رقم 160 في 29 آذار 1987، صلاحيات مطلقة في كوردستان...  وكانت هذه الصلاحيات مساوية لتلك التي يتمتع بها رئيس الجمهورية في هذه المنطقة.  ينظر:
 http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. htm
الدكتور جبار قادر، قضايا كوردية معاصرة، ط1، دار آراس، أربيل2006، ص122-123، وجريمة العراق في الإبادة الجماعية، حملة الأنفال ضد الكورد، منظمة حقوف الإنسان/شرق الأوسط، ترجمة، جمال ميرزا عزيز، السليمانية – 2003، ط1،  ص100و123.
أعطيت صلاحيات فوق العادة لعلي حسن المجيد لتنفيذ مآرب السلطة ومخططاتها، ولقد تم تنفيذ حملات الأنفال العسكرية تحت إشراف وقيادة علي حسن المجيد، مسؤول منطقة كوردستان آنذاك، وبصلاحيات استثنائية واسعة، عندما تبين أن محمد حمزة الزبيدي (توفى في السجن أوائل عام 2006) لم يكن بمستوى المهمة المناطة به، وقد بدأ علي حسن المجيد بإصدار مجموعة من التعليمات الصارمة والقاسية، والتي تحدّد بوضوح سيطرتة الشخصية على الأمور هناك، و قد ورد في هذه التعليمات الأمر المرقم - 2650 28، والمؤرخ في 3 حزيران عام 1987، الموجه إلى الأجهزة الأمنية و العسكرية من الفيلق الأول والخامس و قيادات فروع الحزب و مديريات الأمن و مديرية المخابرات العامة و منظومة الاستخبارات، ما يلي:  الموضوع :  - قرار-
1-  يمنع منعاً باتاً وصول أي مادة غذائية أو بشرية أو آلية إلى القرى المحظورة أمنياً، المشمولة بالمرحلة الثانية من تجميع القرى، ويسمح للعودة إلى الصف الوطني من يرغب منهم، ولا يسمح الاتصال بهم من أقربائهم نهائياً، إلا بعلم الأجهزة الأمنية.
2-  يمنع التواجد منعاً باتاً في المناطق المرحلة من القرى المحظورة أمنياً، والمشمولة بالمرحلة الأولى، لغاية 31 - 6 – 1987، للمنطقة المشمولة بالمرحلة الثانية.
3-  بعد إكمال الموسم الشتوي، والذي يجب أن ينتهي في 15 تموز بالنسبة إلى الحصاد، ولا يجوز استمرار الزراعة فيه للموسمين الشتوي والصيفي لهذا الموسم أيضاً.
4- يحرم كذلك رعي المواشي ضمن هذه المناطق.
5- على القوى العسكرية، كل ضمن قطاعه، قتل أي إنسان أو حيوان يتواجد ضمن هذه المناطق، وتعد محرمة تحريماً كاملاً.
6- يبلغ المشمولون بترحيلهم إلى المجمعات بهذا القرار، ويتحملون مسؤولية مخالفتهم له. للإطلاع والعمل بموجبه، كل ضمن اختصاصه.
التوقيع - علي حسن المجيد - أمين سر قيادة مكتب تنظيم الشمال.
ينظر: رياض العطار – كاتب صحفي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق – السويد-
http: //www. shiralart. com/shiralart/iraqiwriter/iraqiwriter/a_article_2173. htm
وجريمة العراق في الإبادة الجماعية، مصدر سابق، ص126-127.
([56])  ينظر:  قادر، جبار، مصدر سابق، ط1، ص123-124. ينظر: جريمة العراق في الإبادة الجماعية، مصدر سابق، ص129-130.
http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. Htm
([57]) من الأجهزة الرئيسية كالجيش العراقي وقوات من الحرس الجمهوري، ومديرية الاستخبارات العسكرية العامة، وقوات الطوارئ، وجحافل الدفاع الوطني، والجيش الشعبي، ولجنة استقبال العائدين، واللجان الأمنية، ولجان مكافحة النشاط المعادي، ولجان المتابعة التي كانت مسؤولة عن إذعان العائدين بحسب القوانين وتعقب الفارين، ولقد لعبت بعض الوزارات أدواراً مساعدة في عمليات الأنفال، ينظر:
رياض العطار – كاتب صحفي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق – السويد في
http: //www. shiralart. com/shiralart/iraqiwriter/iraqiwriter/a_article_2173. htm
ينظر(منظمة حقوق الإنسان، مصدر سابق ، ص430-432).
([58])  قادر، جبار، مصدر سابق، ص121-122.  وجريمة العراق في الإبادة الجماعية، مصدر سابق، ص45. و
http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. htm  
([59])  أما عن توقيت تلك العمليات، وتفصيل ذلك ينظر المصادر الآتية:  منظمة حقوق الإنسان، مصدر سابق، ص432 فما بعد. رياض العطار – كاتب صحفي رئيس لجنة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق، السويد وكذلك:
http: //www. shiralart. com/shiralart/iraqiwriter/iraqiwriter/a_article_2173. htm
http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. htm 
([60])  نجحت الحكومة العراقية والإعلام الرسمي، في تمرير الصورة المشوهة لهذه العمليات على الجزء الأكبر من العراقيين، فقد كان هناك تصور عام لدى العراقيين بأن هذه البيانات الرنانة إشارة إلى عمليات عسكرية ضد إيران على الحدود العراقية الإيرانية، واعتقد البعض على أنها موجهة ضد الحركة المسلحة الكوردية التي تعاونت مع إيران خلال بعض مراحل الحرب العراقية الإيرانية، وبذلك لم يدرك معظم العراقيين - ولا زالوا - (إلا بعد المحاكمات)، حجم الكارثة التي حلّت بالشعب الكوردي خلال تلك العمليات. ولكن توفر أطنان من الوثائق (نقل منها 14 طناً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتسلمت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي مسؤولية الحفاظ عليها)، التي أصبحت في متناول الباحثين ومنظمات حقوق الإنسان، أوضحت إلى حد كبير حجم هذه المجازر، وأظهرت المحكمة الجنائية العراقية العليا جانباً منها، وسمّتها بالإبادة البشـرية والجينوسايد.
ينظر: http: //www. kirkukcenter. com/Arabic/Anfal/AnfalDRJabbar. Htm (الدكتور جبار قادر).
([61])  ينظر:  صديق، عبد الرحمن، ئةنفال لة رِوانگه‌ی ئيسلامه‌وه‌" سةنته‌ری برايه‌تی، مطبعة وزارة التربية لإقليم كوردستان، أربيل، عدد24، 2002، ص394-395. ولأحداث غزوة بدر الكبرى، ينظر: العمري،  أكرم ضياء، الجزء الثاني، مكتبة العبيكان، الرياض، ط5 , 1424هـ- 2003م،  ص354-373.
([62])   http: //www. iraqmemory. org/inp/view_printer. asp?ID=5
وينظر: سورمی" هه‌ژار عزيز، كوردو جينؤسايد و ئيبادة كردن، مطبعة وزارة التربية، ط2، أربيل، 2006، ص20-21.
http: //www. rezgar. com/debat/show. art. asp?aid=87244
ناصر عمران الموسوي، الحوار المتمدن، العدد:  1810 - 2007 / 1 / 29  جريمة الإبادة الجماعية،
http: //www. iraqmemory. org/inp/view_printer. asp?ID=5،
 غدنز، أنتوني، علم الاجتماع، ترجمة وتقديم، الصياغ، فايز، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، بيروت، 2005, ص735.
، المحامي أمين عبد القادر الأسدي  http: //www. arabhumanrights. Org
و,ینظر:  http: //www. preventgenocide. org
، فتح الله، جرجس، حول جرائم الحرب وجرائم ضد السلم والإبادة العنصرية، ط2، دار آراس، أربيل ،2004،
الفضل، منذر، من الأنفال إلى الاستقلال، وگوڵ، مارف عمر، جينۆسايدی گه‌لی كورد،  ص2، سةنتةري ليكۆلَينه‌وه‌ي ستراتيجي كوردستان، سليَماني، 2003. سةنتةري برايةتي، عدد 24، 2002، سورميَ، هه‌ژارعزيز،  كوردو جينؤسايدو ئيبادة كردن، ص2، مصدر سابق، وغيرها من المصادر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق